قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم (ذلك أزكى لهم)؟؟!!.

إنضم
22/04/2010
المشاركات
1,136
مستوى التفاعل
0
النقاط
36
الإقامة
الاردن -- مدينة اربد
في الدر من المنثور يقول: قوله تعالى : قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم إن الله خبير بما يصنعون.
أخرج ابن مردويه عن علي بن أبي طالب قال : مر رجل على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم في طريق من طرقات المدينة فنظر إلى امرأة ونظرت إليه فوسوس لهما الشيطان : انه لم ينظر أحدهما إلى الآخر إلا اعجابا به فبينا الرجل يمشي إلى جنب حائط ينظر اليها اذ استقبله الحائط فشق أنفه فقال : والله لا اغسل الدم حتى آتي رسول الله صلى الله عليه وسلم فاعلمه أمري فأتاه فقص عليه قصته فقال النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم : هذا عقوبة ذنبك وأنزل الله {قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم إن الله خبير بما يصنعون.
أما قوله تعالى: (ذلك ازكى لهم) فقد فسرها العلماء وحصروها في غض البصر وحفظ الفرج أي أن غض البصر وحفظ الفرج خير لهم . أي أن التزكية هنا معنوية روحانية. انتهى
ولا يمنع والله أعلم أن تكون كلمة أزكى مادية أيضاً. أي أن غض البصر أزكى لهم وأطيب عند الجماع. وهذا تدعيماً للحديث الذي رواه عَبْداللهِ بْنِ مَسْعُودٍ ، قَالَ:
رَأَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم امْرَأَةً ، فَأَعْجَبَتْهُ ، فَأَتَى سَوْدَةَ ، وَهِيَ تَصْنَعُ طِيبًا ، وَعِنْدَهَا نِسَاءٌ ، فَأَخْلَيْنَهُ ، فَقَضَى حَاجَتَهُ ، ثُمَّ قَالَ : أَيُّمَا رَجُلٍ رَأَى امْرَأَةً تُعْجِبُهُ ، فَلْيَقُمْ إِلَى أَهْلِهِ ، فَإِنَّ مَعَهَا مِثْلُ الَّذِي مَعَهَا. والله أعلم
 
إن الذي يستغني عن الحرام، لا شك أنه يجد في الحلال لذة وسعادة، وما ورد فى الحديث مما يومئ إلى المماثلة فإنه يتناول اللذة المادية، وأما اللذة المعنوية والسعادة الروحانية التي يجدها من أبغض الحرام وحبب إليه الحلال، فلا يقابله شيء من اللذات المادية.
إلا أن كلمة أزكى فى قوله تعالى: قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ (30) من سورة النور فإنها لا تتناول ذلك.
فقد وردت كلمة أزكى قبلها بآيتين وفي نفس السياق حيث جاء: فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا فِيهَا أَحَدًا فَلَا تَدْخُلُوهَا حَتَّى يُؤْذَنَ لَكُمْ وَإِنْ قِيلَ لَكُمُ ارْجِعُوا فَارْجِعُوا هُوَ أَزْكَى لَكُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ (28)
ولا يصح هنا أن نقول: إن ذلك أزكى لهم وأطيب عند الجماع.
فالسياق كله سياق تزكية النفوس وتطهيرها، وتزويد توجيهات تحمي المؤمنين من الوقوع في الفواحش، وتصون المجتمع الإسلامي من شيوع الفواحش.
وتؤكد ذلك الآية التالية في نفس السياق، وهي تتناول موضوع التزكية:
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَى مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ أَبَدًا وَلَكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (21)
 
إ
إلا أن كلمة أزكى فى قوله تعالى: قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ (30) من سورة النور فإنها لا تتناول ذلك.

وتؤكد ذلك الآية التالية في نفس السياق، وهي تتناول موضوع التزكية:
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَى مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ أَبَدًا وَلَكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (21)
جزاك الله خيراً أستاذنا الفاضل:
إلا أن المعنى المادي الذي قلته لا يتعدى المعنى العام بل ويحتمله ويسعه. وكلمة يزكي لها مدلولات واسعة لا تتعارض فيما بينها.وقد ذهب السعدي في نفسيره لكلا المعنيين فقال: { أَزْكَى لَهُمْ }أي أطهر وأطيب، وأنمى لأعمالهم.
وفي قوله تعالى: فَابْعَثُوا أَحَدَكُم بِوَرِقِكُمْ هَذِهِ إِلَى الْمَدِينَةِ فَلْيَنظُرْ أَيُّهَا أَزْكَى طَعَامًا فَلْيَأْتِكُم بِرِزْقٍ مِّنْهُ . فسرها العلماء على المعنيين أيضاً. أي أزكى من ناحية انه حلال لا شبهة فيه. وأطيب وأزكى من ناحية نوعه وشكله.وقد ورد ذلك عن مقاتل بن سليمان.وعَنْ قَتَادَةَ قال: خَيْرٌ طَعَامًا يَعْنِي أَجْوَدَهُ.
وعن عكرمة( أَيُّهَا أَزْكَى طَعَامًا ) قال: أكثر.ففسر الزكاة بمعنى النماء والكثرة, وهذا مقبول أيضاً. وكذا قال الواحدي : { فَلْيَنْظُرْ أَيُّهَا أزكى طَعَامًا } أي : ينظر أيّ أهلها أطيب طعاماً ، وأحلّ مكسباً ، أو أرخص سعراً . والله أعلم,.
 
أما الحديث (رَأَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم امْرَأَةً ، فَأَعْجَبَتْهُ ، فَأَتَى سَوْدَةَ ، وَهِيَ تَصْنَعُ طِيبًا ، وَعِنْدَهَا نِسَاءٌ ، فَأَخْلَيْنَهُ ، فَقَضَى حَاجَتَهُ ، ثُمَّ قَالَ : أَيُّمَا رَجُلٍ رَأَى امْرَأَةً تُعْجِبُهُ ، فَلْيَقُمْ إِلَى أَهْلِهِ ، فَإِنَّ مَعَهَا مِثْلُ الَّذِي مَعَهَا):
قال ابن العربي: هذا حديث غريب المعنى لأن ما جرى للمصطفى صلى اللّه عليه وسلم كان سراً لم يعلمه إلا اللّه تعالى فأذاعه عن نفسه تسلية للخلق وتعليماً وقد كان آدمياً وذا شهوة لكنه كان معصوماً عن الزلة وما جرى في خاطره حين رأى المرأة أمر لا يؤاخذ به شرعاً ولا ينقص منزلته وذلك الذي وجد نفسه من الإعجاب بالمرأة هي جبلة الآدمية ثم غلبها بالعصمة فانطفأت وقضى من الزوجة حق الإعجاب والشهوة الآدمية بالاعتصام والعفة.
 
عودة
أعلى