عمر الريسوني
New member
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على رسول الله
وآله وكافة المرسلين وعباده الصالحين
يقول الله تبارك وتعالى في كتابه العزيز في سورة الرعد :
{ وَٱلَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ ٱلْكِتَابَ يَفْرَحُونَ بِمَآ أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمِنَ ٱلأَحْزَابِ مَن يُنكِرُ بَعْضَهُ قُلْ إِنَّمَآ أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ ٱللَّهَ وَلاۤ أُشْرِكَ بِهِ إِلَيْهِ أَدْعُو وَإِلَيْهِ مَآبِ } * { وَكَذٰلِكَ أَنزَلْنَاهُ حُكْماً عَرَبِيّاً وَلَئِنِ ٱتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُم بَعْدَ مَا جَآءَكَ مِنَ ٱلْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ ٱللَّهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ وَاقٍ } * { وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلاً مِّن قَبْلِكَ وَجَعَلْنَا لَهُمْ أَزْوَاجاً وَذُرِّيَّةً وَمَا كَانَ لِرَسُولٍ أَن يَأْتِيَ بِآيَةٍ إِلاَّ بِإِذْنِ ٱللَّهِ لِكُلِّ أَجَلٍ كِتَابٌ } * { يَمْحُواْ ٱللَّهُ مَا يَشَآءُ وَيُثْبِتُ وَعِندَهُ أُمُّ ٱلْكِتَابِ } * { وَإِن مَّا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ ٱلَّذِي نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِنَّمَا عَلَيْكَ ٱلْبَلاَغُ وَعَلَيْنَا ٱلْحِسَابُ } * { أَوَلَمْ يَرَوْاْ أَنَّا نَأْتِي ٱلأَرْضَ نَنقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا وَٱللَّهُ يَحْكُمُ لاَ مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ وَهُوَ سَرِيعُ ٱلْحِسَابِ } * { وَقَدْ مَكَرَ ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَلِلَّهِ ٱلْمَكْرُ جَمِيعاً يَعْلَمُ مَا تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ وَسَيَعْلَمُ ٱلْكُفَّارُ لِمَنْ عُقْبَى ٱلدَّارِ } * { وَيَقُولُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لَسْتَ مُرْسَلاً قُلْ كَفَىٰ بِٱللَّهِ شَهِيداً بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِندَهُ عِلْمُ ٱلْكِتَابِ } الآيات من سورة الرعد
لقد تأملت مليا أقوال أهل العلم في تفسيرهم لللآية { وَيَقُولُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لَسْتَ مُرْسَلاً قُلْ كَفَىٰ بِٱللَّهِ شَهِيداً بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِندَهُ عِلْمُ ٱلْكِتَابِ } وهناك اختلاف بين فيما بينهم بخصوص من عنده علم الكتاب
فقولهم أي الذين كفروا : -لست مرسلا من عند الله- فبين لهم سبحانه وتعالى قولهم الباطل هذا بصيغة الفعل المضارع للإِشارة إلى تكرار هذا القول منهم فهم دائما يدعون ذلك بغير بينة ولا علم ، وذكرهم الحق بذلك لاستحضار أحوالهم العجيبة الدالة على إصرارهم على العناد والجحود
وقوله: { قُلْ كَفَىٰ بِٱللَّهِ شَهِيداً بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِندَهُ عِلْمُ ٱلْكِتَابِ } أمر من الله تعالى لرسوله بأن يرد عليهم بما يخرس ألسنتهم وأن يقول لهم قوله تعالى { قُلْ كَفَىٰ بِٱللَّهِ شَهِيداً بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِندَهُ عِلْمُ ٱلْكِتَابِ } والمعنى: قل لهم - أيها الرسول الكريم - تكفى شهادة الله بينى وبينكم فهو يعلم صدق دعوتى، ويعلم كذبكم ويعلم كذلك من كان على علم بالكتب السماوية السابقة فإنها قد بشرت برسالتى وجاءت أوصافى فيها
فآياته البينات تعالى دائما محسومة الغايات { وَإِن مَّا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ ٱلَّذِي نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِنَّمَا عَلَيْكَ ٱلْبَلاَغُ وَعَلَيْنَا ٱلْحِسَابُ } حض له صلى الله عليه وسلم على المضى فى دعوته بدون تسويف أو تأجيل فلا تكلف ولا تأخير فأمر الله ماض وبلوغ أمره حاصل ولا مرد له
ولقد قال بعض أهل العلم أن من له علم الكتاب هو الله تعالى ولكن اذا تأملنا وتدبرنا بعمق
سنجد أنه قد تكون الاشارة في الآية { وَمَنْ عِندَهُ } اسم جنس يشمل علماء أهل الكتاب الذين يجدون صفة محمد صلى الله عليه وسلم ونعته في كتبهم المتقدمة من بشارات الأنبياء به ،
كما قال تعالى { وَرَحْمَتِى وَسِعَتْ كُلَّ شَىْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ ٱلزَّكَـوٰةَ وَٱلَّذِينَ هُم بِآيَـٰتِنَا يُؤْمِنُونَ ٱلَّذِينَ يَتَّبِعُونَ ٱلرَّسُولَ ٱلنَّبِىَّ ٱلأُمِّىَّ ٱلَّذِى يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِندَهُمْ فِى ٱلتَّوْرَاةِ وَٱلإِنجِيلِ } ومن عنده علم الكتاب فهو بشهادته لنبوة النبي محمد باعتباره على علم بكتاب الله المقصود به الانجيل فيعني في ذلك تفنيدا لضلالات النصارى واليهود وبذلك قالوا انه عبد الله بن سلام وأَضرابه فإنهم يشهدون بنعته عليه الصلاة والسلام في كتابهم وإلى هذا ذهب قتادة، فقد أخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر عنه أنه قال في الآية: كان من أهل الكتاب قوم يشهدون بالحق ويعرفونه منهم عبد الله بن سلام والجارود وتميم الداري وسلمان الفارسي، وجاء عن مجاهد وغيره وهي رواية عن ابن عباس أن المراد بذلك عبد الله ولم يذكروا غيره ، وقد يكون المراد من الذين كفروا أهل مكة وممن عنده علم الكتاب اليهود والنصارى كما أخرجه ابن جرير من طريق العوفي عن ابن عباس ويكون حاصل الجواب بذلك إنكم لستم بأهل كتاب فاسألوا أهله فإنهم في جواركم ، وفي «البحر» أن ما ذكر لا يستقيم إلا أن تكون هذه الآية مدنية والجمهور على أنها مكية ، قال شيخ الإسلام: إن الآية مدنية بالاتفاق وكأنه لم يقف على الخلاف، وقيل: المراد بالكتاب اللوح و { مِنْ } عبارة عنه تعالى؛ وروي هذا عن مجاهد والزجاج وعن الحسن لا والله ما يعني إلا الله تعالى، والمعنى كما في " الكشاف " كفى بالذي يستحق العبادة وبالذي لا يعلم علم ما في اللوح إلا هو شهيداً بيني وبينكم ، ويعضد ذلك القول أنه قرأ علي كرم الله تعالى وجهه وأبـي وابن عباس وعكرمة وابن جبير وعبد الرحمن بن أبـي بكرة والضحاك وسالم بن عبد الله بن عمر وابن أبـي إسحاق ومجاهد والحكم والأعمش { ومن عنده علم الكتاب } بجعل من حرف جر والجار والمجرور خبر مقدم وعلم مبتدأ مؤخر، وقرأ علي كرم الله تعالى وجهه أيضاً وابن السميقع والحسن بخلاف عنه { ومن عنده } بحرف الجر و { علم الكتاب } على أن علم فعل مبني للمفعول و { الكتاب } نائب الفاعل فإن ضمير { عنده } على القراءتين راجع لله تعالى وقد توهم بعضهم أن اسم الفاعل إذا اعتمد على شيء مما ذكر تحتم إعماله في الظاهر وليس كذلك، وقد أعرب الحوفي { عِندَهُ عِلْمُ ٱلْكِتَـٰبِ } مبتدأ وخبراً في صلة { مَنْ } وهو ميل إلى المرجوح، وفي الآية على القراءتين بمن الجارة دلالة على أن تشريف العبد بعلوم القرآن من إحسان الله تعالى إليه وتوفيقه، نسأل الله تعالى أن يشرفنا بهذه العلوم ويوفقنا للوقوف على أسرار ما فيه من المنطوق والمفهوم ويجعلنا ممن تمسك بعروته الوثقى واهتدى بهداه حتى لا يضل ولا يشقى .
وآله وكافة المرسلين وعباده الصالحين
يقول الله تبارك وتعالى في كتابه العزيز في سورة الرعد :
{ وَٱلَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ ٱلْكِتَابَ يَفْرَحُونَ بِمَآ أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمِنَ ٱلأَحْزَابِ مَن يُنكِرُ بَعْضَهُ قُلْ إِنَّمَآ أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ ٱللَّهَ وَلاۤ أُشْرِكَ بِهِ إِلَيْهِ أَدْعُو وَإِلَيْهِ مَآبِ } * { وَكَذٰلِكَ أَنزَلْنَاهُ حُكْماً عَرَبِيّاً وَلَئِنِ ٱتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُم بَعْدَ مَا جَآءَكَ مِنَ ٱلْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ ٱللَّهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ وَاقٍ } * { وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلاً مِّن قَبْلِكَ وَجَعَلْنَا لَهُمْ أَزْوَاجاً وَذُرِّيَّةً وَمَا كَانَ لِرَسُولٍ أَن يَأْتِيَ بِآيَةٍ إِلاَّ بِإِذْنِ ٱللَّهِ لِكُلِّ أَجَلٍ كِتَابٌ } * { يَمْحُواْ ٱللَّهُ مَا يَشَآءُ وَيُثْبِتُ وَعِندَهُ أُمُّ ٱلْكِتَابِ } * { وَإِن مَّا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ ٱلَّذِي نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِنَّمَا عَلَيْكَ ٱلْبَلاَغُ وَعَلَيْنَا ٱلْحِسَابُ } * { أَوَلَمْ يَرَوْاْ أَنَّا نَأْتِي ٱلأَرْضَ نَنقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا وَٱللَّهُ يَحْكُمُ لاَ مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ وَهُوَ سَرِيعُ ٱلْحِسَابِ } * { وَقَدْ مَكَرَ ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَلِلَّهِ ٱلْمَكْرُ جَمِيعاً يَعْلَمُ مَا تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ وَسَيَعْلَمُ ٱلْكُفَّارُ لِمَنْ عُقْبَى ٱلدَّارِ } * { وَيَقُولُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لَسْتَ مُرْسَلاً قُلْ كَفَىٰ بِٱللَّهِ شَهِيداً بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِندَهُ عِلْمُ ٱلْكِتَابِ } الآيات من سورة الرعد
لقد تأملت مليا أقوال أهل العلم في تفسيرهم لللآية { وَيَقُولُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لَسْتَ مُرْسَلاً قُلْ كَفَىٰ بِٱللَّهِ شَهِيداً بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِندَهُ عِلْمُ ٱلْكِتَابِ } وهناك اختلاف بين فيما بينهم بخصوص من عنده علم الكتاب
فقولهم أي الذين كفروا : -لست مرسلا من عند الله- فبين لهم سبحانه وتعالى قولهم الباطل هذا بصيغة الفعل المضارع للإِشارة إلى تكرار هذا القول منهم فهم دائما يدعون ذلك بغير بينة ولا علم ، وذكرهم الحق بذلك لاستحضار أحوالهم العجيبة الدالة على إصرارهم على العناد والجحود
وقوله: { قُلْ كَفَىٰ بِٱللَّهِ شَهِيداً بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِندَهُ عِلْمُ ٱلْكِتَابِ } أمر من الله تعالى لرسوله بأن يرد عليهم بما يخرس ألسنتهم وأن يقول لهم قوله تعالى { قُلْ كَفَىٰ بِٱللَّهِ شَهِيداً بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِندَهُ عِلْمُ ٱلْكِتَابِ } والمعنى: قل لهم - أيها الرسول الكريم - تكفى شهادة الله بينى وبينكم فهو يعلم صدق دعوتى، ويعلم كذبكم ويعلم كذلك من كان على علم بالكتب السماوية السابقة فإنها قد بشرت برسالتى وجاءت أوصافى فيها
فآياته البينات تعالى دائما محسومة الغايات { وَإِن مَّا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ ٱلَّذِي نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِنَّمَا عَلَيْكَ ٱلْبَلاَغُ وَعَلَيْنَا ٱلْحِسَابُ } حض له صلى الله عليه وسلم على المضى فى دعوته بدون تسويف أو تأجيل فلا تكلف ولا تأخير فأمر الله ماض وبلوغ أمره حاصل ولا مرد له
ولقد قال بعض أهل العلم أن من له علم الكتاب هو الله تعالى ولكن اذا تأملنا وتدبرنا بعمق
سنجد أنه قد تكون الاشارة في الآية { وَمَنْ عِندَهُ } اسم جنس يشمل علماء أهل الكتاب الذين يجدون صفة محمد صلى الله عليه وسلم ونعته في كتبهم المتقدمة من بشارات الأنبياء به ،
كما قال تعالى { وَرَحْمَتِى وَسِعَتْ كُلَّ شَىْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ ٱلزَّكَـوٰةَ وَٱلَّذِينَ هُم بِآيَـٰتِنَا يُؤْمِنُونَ ٱلَّذِينَ يَتَّبِعُونَ ٱلرَّسُولَ ٱلنَّبِىَّ ٱلأُمِّىَّ ٱلَّذِى يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِندَهُمْ فِى ٱلتَّوْرَاةِ وَٱلإِنجِيلِ } ومن عنده علم الكتاب فهو بشهادته لنبوة النبي محمد باعتباره على علم بكتاب الله المقصود به الانجيل فيعني في ذلك تفنيدا لضلالات النصارى واليهود وبذلك قالوا انه عبد الله بن سلام وأَضرابه فإنهم يشهدون بنعته عليه الصلاة والسلام في كتابهم وإلى هذا ذهب قتادة، فقد أخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر عنه أنه قال في الآية: كان من أهل الكتاب قوم يشهدون بالحق ويعرفونه منهم عبد الله بن سلام والجارود وتميم الداري وسلمان الفارسي، وجاء عن مجاهد وغيره وهي رواية عن ابن عباس أن المراد بذلك عبد الله ولم يذكروا غيره ، وقد يكون المراد من الذين كفروا أهل مكة وممن عنده علم الكتاب اليهود والنصارى كما أخرجه ابن جرير من طريق العوفي عن ابن عباس ويكون حاصل الجواب بذلك إنكم لستم بأهل كتاب فاسألوا أهله فإنهم في جواركم ، وفي «البحر» أن ما ذكر لا يستقيم إلا أن تكون هذه الآية مدنية والجمهور على أنها مكية ، قال شيخ الإسلام: إن الآية مدنية بالاتفاق وكأنه لم يقف على الخلاف، وقيل: المراد بالكتاب اللوح و { مِنْ } عبارة عنه تعالى؛ وروي هذا عن مجاهد والزجاج وعن الحسن لا والله ما يعني إلا الله تعالى، والمعنى كما في " الكشاف " كفى بالذي يستحق العبادة وبالذي لا يعلم علم ما في اللوح إلا هو شهيداً بيني وبينكم ، ويعضد ذلك القول أنه قرأ علي كرم الله تعالى وجهه وأبـي وابن عباس وعكرمة وابن جبير وعبد الرحمن بن أبـي بكرة والضحاك وسالم بن عبد الله بن عمر وابن أبـي إسحاق ومجاهد والحكم والأعمش { ومن عنده علم الكتاب } بجعل من حرف جر والجار والمجرور خبر مقدم وعلم مبتدأ مؤخر، وقرأ علي كرم الله تعالى وجهه أيضاً وابن السميقع والحسن بخلاف عنه { ومن عنده } بحرف الجر و { علم الكتاب } على أن علم فعل مبني للمفعول و { الكتاب } نائب الفاعل فإن ضمير { عنده } على القراءتين راجع لله تعالى وقد توهم بعضهم أن اسم الفاعل إذا اعتمد على شيء مما ذكر تحتم إعماله في الظاهر وليس كذلك، وقد أعرب الحوفي { عِندَهُ عِلْمُ ٱلْكِتَـٰبِ } مبتدأ وخبراً في صلة { مَنْ } وهو ميل إلى المرجوح، وفي الآية على القراءتين بمن الجارة دلالة على أن تشريف العبد بعلوم القرآن من إحسان الله تعالى إليه وتوفيقه، نسأل الله تعالى أن يشرفنا بهذه العلوم ويوفقنا للوقوف على أسرار ما فيه من المنطوق والمفهوم ويجعلنا ممن تمسك بعروته الوثقى واهتدى بهداه حتى لا يضل ولا يشقى .
التعديل الأخير: