بسم الله الرحمن الرحيم
من المعلوم أن التأصيل النظري لـ(التفسير المقارن) لما يستوِ على سوقه بعد، وقد حاولت في أطروحتي الدكتوراة التي هي بعنوان (التفسير المقارن: دراسة نظرية وتطبيقية على سورة الفاتحة) أن أصل إلى تعريف مقبول للتفسير المقارن، فتناولت التعريفات التي مرّت في كتب العلماء والباحثين بالنقاش، ثم عرضتُ التعريف الذي أرتضيه.
وقلتُ فيه إن التفسير المقارن ينبغي أن ينتهي بالترجيح، فجعلت الترجيح شرطاً للتفسير المقارن.
وقد اعتمدت في هذا على ثلاثة أمور:
1. أن التفسير المقارن يبحث في الأقوال التفسيرية المختلفة، فإذا لم تنته المقارنة بين هذه الأقوال بالترجيح، فستبقى الآية بحاجة إلى بيان.
2. تعريفات السابقين كلها ذكرت بأن الهدف من التفسير المقارن هو الوصول إلى قول راجح.
3. الترجيح هو علامة فارقة بين (التفسير المقارن) و(التفسير المطلق) كما ذكر د. عبد الغفور جعفر في كتابه (التفسير والمفسرون في ثوبه الجديد)، وفي حال أن الآية احتملت وجوهاً عدة، فإن تقوية قول على قول لا يعني إهمال بقية الوجوه، ولكنه إظهار للقول الأقوى، مع الإبقاء على احتمال الآية، ونبّه على أن بيان الراجح والأرجح مقام، والأخذ بالمعنيين ـ ما دام ذلك ممكناً ـ مقام آخر.
وأنوي الآن نشر هذه الأطروحة في كتاب، لكن وقوف أحد المناقشين الأفاضل على اشتراطي الترجيح ـ معترضاً ـ جعلني أعرض الأمر عليكم؛ لأستنير بآرائكم.
أ.د. محمد المجالي يقول بأن الترجيح يتعارض مع تكثير المعاني في الآية القرآنية، وهذا أمر مطلوب، كما أن الترجيح يغلق الباب أمام أي نظر واجتهاد في الآية القرآنية فيما بعد.
لكني أرى أن الترجيح لا يتعارض مع تكثير المعاني، لأنه في حالة احتمال الآية أكثر من معنى ليس الترجيح أكثر من إبراز للقول الأقوى، مع الإبقاء على الوجوه الأخرى محتملة، كما قلت.
كما أن الترجيح من شأنه أن يظهر القول الأقوى من بين الأقوال التي قيلت في الآية الكريمة، وإذا جدّ نظرٌ في الآية فظهر معنى جديد، يعاد النظر في الأقوال كلها مرة أخرى، فليس هناك إغلاق لباب النظر والتدبر.
فالترجيح ليس تحديداً لمراد الله، حتى يغلق باب النظر في الآيات القرآنية الكريمة، ولكنه إبراز للقول الأقوى، واستبعاد للقول الضعيف، بالدليل، وهذا كله اجتهاد.
فما رأي السادة الأفاضل؟
من المعلوم أن التأصيل النظري لـ(التفسير المقارن) لما يستوِ على سوقه بعد، وقد حاولت في أطروحتي الدكتوراة التي هي بعنوان (التفسير المقارن: دراسة نظرية وتطبيقية على سورة الفاتحة) أن أصل إلى تعريف مقبول للتفسير المقارن، فتناولت التعريفات التي مرّت في كتب العلماء والباحثين بالنقاش، ثم عرضتُ التعريف الذي أرتضيه.
وقلتُ فيه إن التفسير المقارن ينبغي أن ينتهي بالترجيح، فجعلت الترجيح شرطاً للتفسير المقارن.
وقد اعتمدت في هذا على ثلاثة أمور:
1. أن التفسير المقارن يبحث في الأقوال التفسيرية المختلفة، فإذا لم تنته المقارنة بين هذه الأقوال بالترجيح، فستبقى الآية بحاجة إلى بيان.
2. تعريفات السابقين كلها ذكرت بأن الهدف من التفسير المقارن هو الوصول إلى قول راجح.
3. الترجيح هو علامة فارقة بين (التفسير المقارن) و(التفسير المطلق) كما ذكر د. عبد الغفور جعفر في كتابه (التفسير والمفسرون في ثوبه الجديد)، وفي حال أن الآية احتملت وجوهاً عدة، فإن تقوية قول على قول لا يعني إهمال بقية الوجوه، ولكنه إظهار للقول الأقوى، مع الإبقاء على احتمال الآية، ونبّه على أن بيان الراجح والأرجح مقام، والأخذ بالمعنيين ـ ما دام ذلك ممكناً ـ مقام آخر.
وأنوي الآن نشر هذه الأطروحة في كتاب، لكن وقوف أحد المناقشين الأفاضل على اشتراطي الترجيح ـ معترضاً ـ جعلني أعرض الأمر عليكم؛ لأستنير بآرائكم.
أ.د. محمد المجالي يقول بأن الترجيح يتعارض مع تكثير المعاني في الآية القرآنية، وهذا أمر مطلوب، كما أن الترجيح يغلق الباب أمام أي نظر واجتهاد في الآية القرآنية فيما بعد.
لكني أرى أن الترجيح لا يتعارض مع تكثير المعاني، لأنه في حالة احتمال الآية أكثر من معنى ليس الترجيح أكثر من إبراز للقول الأقوى، مع الإبقاء على الوجوه الأخرى محتملة، كما قلت.
كما أن الترجيح من شأنه أن يظهر القول الأقوى من بين الأقوال التي قيلت في الآية الكريمة، وإذا جدّ نظرٌ في الآية فظهر معنى جديد، يعاد النظر في الأقوال كلها مرة أخرى، فليس هناك إغلاق لباب النظر والتدبر.
فالترجيح ليس تحديداً لمراد الله، حتى يغلق باب النظر في الآيات القرآنية الكريمة، ولكنه إبراز للقول الأقوى، واستبعاد للقول الضعيف، بالدليل، وهذا كله اجتهاد.
فما رأي السادة الأفاضل؟