قضية للنقاش: إشكالات في منهج التفسير للباحثة فريدة زمرد

عبدالرحمن الشهري

المشرف العام
إنضم
29/03/2003
المشاركات
19,321
مستوى التفاعل
129
النقاط
63
الإقامة
الرياض
الموقع الالكتروني
www.amshehri.com
[align=center]بسم الله الرحمن الرحيم[/align]

اطلعتُ على مقالة قيمة بعنوان (قضية للنقاش: إشكالات في منهج التفسير للباحثة فريدة زمرد(*)) وقد لفتت الباحثة النظر إلى الخلل الواقع في الدراسات المطبوعة والمنجزة حول مناهج المفسرين . والتي اقتصرت على الجانب الوصفي لصنيع المفسرين في مؤلفاتهم . ولم تتوقف عند المنهج وعلاقته بأصول التفسير واستنباط المنهج استنباطاً يؤصل للمنهجية الصحيحة في تفسير القرآن الكريم . وقد طرحت في مقالها هذه القضية وغيرها للنقاش ، فرأيتُ نقل الحوار هنا لعله يحظى بتعقيبات مفيدة من قبلكم وفقكم الله . وهذا نص مقالتها .

من المسلمات المنهجية في مجال علم التفسير أن المنهج التفسيري يجب أن ينشأ نتيجة تصور معين لأصول هذا العلم ومبادئه الأساسية، ذلك أن مناهج التفسير ليست سوى مظاهر عملية لتلك الأصول والمبادئ، أو هي صورة تطبيقية تعكس وعي المفسر بتلك الأصول، ومدى احتكامه إليها، وكيفية تطبيقها على التفسير، ومن ثم فإن العملية التفسيرية تتكون من أصول نظرية عامة تصاغ منها أسس منهجية تساعد المفسر على عرض معاني الآيات و ما تحمله من أحكام وما تكتنزه من دلالات.

هذه المكونات الثلاثة: الأصول والمنهج والمفسر هي التربة الحاضنة لأي عمل تفسيري، وأي خلل في العلاقة بينها، يؤدي حتما إلى خلل في العمل التفسيري قد تتباين مظاهره بحسب نوع الخلل ومداه.

من هنا يمكن القول بأن تقويم أي عمل تفسيري ينطلق من معرفة طبيعة العلاقة بين هذه المكونات الثلاثة، أي من خلال ملاحظة الصلة بين أصول التفسير والمسلك المنهجي الذي يتبناه المفسر، دون إغفال عنصر المفسر نفسه المتفاعل مع الزمان والمكان والمناخ العلمي والثقافي الذي يعيش فيه .

والناظر في التراث التفسيري، يمكنه بوضوح أن يلحظ مدى الخلل الموجود فيه بسبب عدم التوازن بين المكونات الثلاثة.

لكن تشخيص أسباب هذا الخلل وتحليل مظاهره اقتصر، عند بعض دعاة التجديد في التفسير ـ كأصحاب مدرسة المنار مثلا ـ على حصره في ما يتعلق بالمفسر الذي جعل ثقافته ومذهبه الخاص موجها لمنهجه التفسيري، وجعل التفسير عموما خادما لأصوله ومبادئه المذهبية والفكرية وليس العكس. وهذا ما نلحظه من كلام الشيخ محمد عبده وتلميذه رشيد رضا في مقدمة تفسير المنار، حيث أشارا إلى بعد التفسير عن مقاصد القرآن العالية وانشغال المفسرين عنها (بمباحث الإعراب وقواعد النحو، ونكت المعاني ومصطلحات البيان) أو (بجدل المتكلمين، وتخريجات الأصوليين، واستنباطات الفقهاء المقلدين، وتأويلات المتصوفين، وتعصب الفرق والمذاهب بعضها على بعض...)[تفسير المنار: 1/7]. وهي كلها مظاهر لتغليب ثقافة المفسر عن أصول التفسير وقواعده ومنهجه.

لكن الغائب الأكبر في تحليل أسباب هذه الاختلالات التي عرفها التفسير هو ما يتعلق بالمنهج. والسؤال المثار هنا هو: ما الخلل الذي عرفه المنهج التفسيري في علاقته بأصول التفسير من جهة وبواقع المفسر وثقافته من جهة أخرى، وهل يمكن تحليل وتقويم ونقد مناهج المفسرين انطلاقا من طبيعة هذه العلاقة؟

هل نكتفي في دراسة مناهج التفسير، بعرض الخطوات التي يتبعها المفسر في عرض الآيات، والمراحل التي تمر بها العملية التفسيرية عنده، أم المطلوب تعميق النظر في المنهج التفسيري من حيث هو تطبيق لقواعد وأصول معينة في التفسير؟

إن معظم الدراسات التي أنجزت في تحليل مناهج التفسير والمفسرين، لم تتعد الوصف القائم على رصف النصوص والشواهد، وغاب فيها:

التحليل العميق القائم على استنباط آليات المنهج التفسيري من بين ثنايا تلك النصوص والشواهد.

والنقد والتمحيص القائم على الاحتكام لأصول هذا العلم وقواعده، نظرا للعلاقة العضوية بين الأصول والقواعد والمنهج.

كما لم تستطع تلك الدراسات الارتقاء إلى مستوى التأريخ للمنهج التفسيري برصد لحظات التطور والتحول، أو الخمول والضمور، التي عرفها في فترات زمنية مختلفة، ومدى تأثره ـ أو عدمه ـ بالتطور الحاصل في علوم مجاورة (كعلم أصول الفقه مثلا)، إلى غير ذلك من الأسئلة المرتبطة بالتأريخ للعلوم بالمعنى الفلسفي "الإبستيمولوجي" له.

ولعل من أغرب المفارقات في مجال البحث الأكاديمي في الدراسات القرآنية وفي التراث التفسيري على الخصوص، أن أغلب ما أنجز منها متعلق بدراسة مناهج المفسرين (هناك قوائم تحصي هذه الأبحاث بالمئات)، ومع ذلك فإن معالجة هذه الإشكالات لم تتم، بل ربما ـ حسب ما تم الاطلاع عليه ـ لم تثر أصلا.

لذلك اختير هذا الموضوع لعرضه على الباحثين والمهتمين والمتخصصين في هذه النافذة المفتوحة للنقاش العلمي المثمر. والله من وراء القصد وهو يهدي السبيل.


ــــــــــــــــــــــــــــــ
المصدر : موقع الملتقى الفكري للإبداع .

(*) تعمل الباحثة أستاذة للتفسير وعلوم القرآن بدار الحديث الحسنية بالرباط ـ المغرب .
 
[align=center]بسم الله الرحمن الرحيم[/align]

اطلعتُ على مقالة قيمة بعنوان (قضية للنقاش: إشكالات في منهج التفسير للباحثة فريدة زمرد(*)) وقد لفتت الباحثة النظر إلى الخلل الواقع في الدراسات المطبوعة والمنجزة حول مناهج المفسرين . والتي اقتصرت على الجانب الوصفي لصنيع المفسرين في مؤلفاتهم . ولم تتوقف عند المنهج وعلاقته بأصول التفسير واستنباط المنهج استنباطاً يؤصل للمنهجية الصحيحة في تفسير القرآن الكريم . وقد طرحت في مقالها هذه القضية وغيرها للنقاش ، فرأيتُ نقل الحوار هنا لعله يحظى بتعقيبات مفيدة من قبلكم وفقكم الله . وهذا نص مقالتها .

من المسلمات المنهجية في مجال علم التفسير أن المنهج التفسيري يجب أن ينشأ نتيجة تصور معين لأصول هذا العلم ومبادئه الأساسية، ذلك أن مناهج التفسير ليست سوى مظاهر عملية لتلك الأصول والمبادئ، أو هي صورة تطبيقية تعكس وعي المفسر بتلك الأصول، ومدى احتكامه إليها، وكيفية تطبيقها على التفسير، ومن ثم فإن العملية التفسيرية تتكون من أصول نظرية عامة تصاغ منها أسس منهجية تساعد المفسر على عرض معاني الآيات و ما تحمله من أحكام وما تكتنزه من دلالات. .

هل أصول هذا العلم ومبادئه الأساسية متفق عليها عند جميع المشتغلين بهذا العلم؟

هذه المكونات الثلاثة: الأصول والمنهج والمفسر هي التربة الحاضنة لأي عمل تفسيري، وأي خلل في العلاقة بينها، يؤدي حتما إلى خلل في العمل التفسيري قد تتباين مظاهره بحسب نوع الخلل ومداه..

هل هناك معيار للتوافق بين الأصول والمنهج والمفسر؟
وهل يمكن أن يكون هناك خلل بين المفسر ومنهجه في التفسير؟
 
[align=center]
...
إن معظم الدراسات التي أنجزت في تحليل مناهج التفسير والمفسرين، لم تتعد الوصف القائم على رصف النصوص والشواهد، وغاب فيها:

التحليل العميق القائم على استنباط آليات المنهج التفسيري من بين ثنايا تلك النصوص والشواهد.

والنقد والتمحيص القائم على الاحتكام لأصول هذا العلم وقواعده، نظرا للعلاقة العضوية بين الأصول والقواعد والمنهج.

ولعل من أغرب المفارقات في مجال البحث الأكاديمي في الدراسات القرآنية وفي التراث التفسيري على الخصوص، أن أغلب ما أنجز منها متعلق بدراسة مناهج المفسرين (هناك قوائم تحصي هذه الأبحاث بالمئات)، ومع ذلك فإن معالجة هذه الإشكالات لم تتم، بل ربما ـ حسب ما تم الاطلاع عليه ـ لم تثر أصلا.

.

جزاك الله خيرا يا أبا عبدالله. وهو مقال ينبغي على كل طالب علم متخصص في العلوم الشرعية الا يغفل عن تأمل مقاصده.
والحقيقة ورغم أني مشرقي، إلا أن الدراسات في المشرق -رغم كثرتها الطافحة- لا تتجاوز ما انتقدته الكاتبة، وهي محقة، (حاشا بعض الدراسات الجادة التي تتعرض في عمقها لمناقشة وعلاج الإشكالات الجوهرية، أو على الأقل إثارتها عل من يتبناها مستقبلا).
وفي ذلك خلل منهجي كبير غفل أو تغافل عنه الكثيرون رغم المستويات الأكاديمية العليا والمرموقة التي يحتلونها؛ مما نجم عنه إسهال كمي، انعكس في نتيجته بتكديس المكتبات وإثقالها بوصفيات لا تساوي في قيمتها العلمية الحبر والورق المخصص لها.
وفي المقابل لا حظت واقعاً وخاصة في الدراسات المغاربية اهتماما منقطع النظير بالمنهج، يستعين نعم بالوصف ضرورة، إلا أنه يثير الإشكالات متعمقا في الدراسات، وصولا للمعالجات وما يصاحبها من مقترحات.
وهذا لا يعني عدم وجود شيء مما ذممناه في الصنف المشرقي، أبدا هو موجود، ولكنه يساوي القليل الذي حمدناه فيه.
قد يكون التأثير الأندلسي، والاحتكاك بالمنهج الغربي، له تاثيره في ذلك، ولكنه تأثير منهجي علمي ايجابي محمود.
فالنقد والتمحيص القائم على الاحتكام لأصول العلم وقواعده، نظرا للعلاقة العضوية بين الأصول والقواعد والمنهج- على رأي زمردة- مهم جدا، تخلصنا من حالة استجرار المعلومات الثرية أصلا، المملة طرحا، للخروج بدراسات علمية شرعية، تسمو وسمو الخطاب السماوي، وتسهم بدورها في العمران البشري، محققة الشهود الحضاري، معززة الخلافة الحقة كما أرادها الله لأكرم خلقه.
 
هذا الذي دعاني لنقل المقال في البدء أخي أبا عمر ، ولعله يأخذ حقه من التأمل والبحث لتلافي هذا القصور في تلك الدراسات مستقبلاً .
 
الاصول

الاصول

لقد حظي هذا البحث بعمق وافر ينمّ على اطلاع واسع للحركة التفسيرية والحق يقال أن الكاتبة قد أصابت كبد الحقيقة بجميع نقاط المقالة قليلة الكلمات عظيمة المعاني
وإذا كان لا بد من قول فإنه بعيداً عن محور الاصول في علم التفسير والتي لا ينبغي عن إغفالها ورغم أهميّتها الركنيّة في علم التفسير إلا أن الركن الأهم والذي هو السبب الأصيل في ظهور وجهات مختلفة للتفسير هو المنهج أو الاتجاه . والذي يحتكم للظروف السياسية التي يعيشها المفسر بالأضافة الى احتياجات الامة القائمة على العرض والطلب في الزمن والمكان . فالمنهج ينطلق من اهتمام المفسر نفسه واتجاهه في التفسير . بل إنه هو الانطلاقة الأكثر اندفاعاً في ظهور ثورة التفسير ومحطاتها الكثيرة وأكلها المختلفة والتي لا يُستغنى عنها بالجملة . ابتداءً من ابن كثير وانتهاءً بسيد قطب وظلاله الوارفة .
ومما لا شك فيه أن اندفاعات التفسير ونتاجاته قد تأثرت سلباً بالمماحكات السياسية التي عصفت بالدولة الإسلامية في محطاتها المختلفة حيث أن رأي الخليفة أحياناً واتجاهه الفكري قد ساعد على قلب موازين المفسرين وإحجام بعضهم عن الكتابة وإيثار السلامة الى حين . وما قضية خلق القرآن وظهور الفكر المعتزلي والخارجي عنا ببعيد . ثم ظهور بعض المدارس التفسيرية المتطرفة مثل الفكر الخارجي والشيعي والاشعري والى غير ذلك من محطات ساعدت على تجميد حركة التفسير وإضعاف قوامها في بعض مربعات ساعة الزمن الذي عاشته أمة الاسلام . المقالة رائعة وفيها كثير من العمق حيث تحتاج الى إثراء وارف يليق بمقامها .
 
هذا موضوع من الموضوعات المهمة التي تحتاج إلى مدارسة كثيرة ، وقد أجادة الباحثة في وصف كثير من الدراسات الأكاديمية وغيرها في مناهج المفسرين بأنها ( وصفية ) ، وقد طرحت هذا الموضوع في دورة علمية ، ومما ذكرته فيها :
(( منهجُ المفسِّرِ : يبحث في الطريقة التي سار فيها المفسر في تفسيره ، وطريقة ذكره لمسائل علوم القرآن وغيرها مما يذكره في تفسيره .
وكثير من هذه المسائل التي يبحث فيها في منهج المفسر طريق مسلوكة معروفة ، ولا تخرج في الغالب هذه النقاط
1 ـ عصر المؤلف وحياته ، وعقيدته ومذهبه .
2 ـ مصادر المؤلف .
3 ـ تأثُّر المؤلف وتأثيرُه .
4 ـ طريقةُ المؤلِّفِ في ترتيبِ معلوماتِ كتابِه .
5 ـ الأسلوب التَّفسيريِّ الذي سلكـه المفسِّرُ ، وهي ثلاثةَ : أسلوبُ التَّحليلِ ، وأسلوب المقارنة ، وأسلوبُ الإجمالِ .
6 ـ جملةُ علومُ القرآنِ التي طرقها المفسِّرُ في تفسيرِه ، منهجه في إيرادِها ، وموقفه منها ، كعلمِ القراءات ، والنَّاسخ والمنسوخ ، والإسرائيليات ، والتَّفسير المأثور ، والتَّفسير الإشاري ، وغيرها مما يطرحه من خلال تفسيرِه .
7 ـ جملة العلوم الأخرى التي طرقَها ، وكيفيَّةِ طرقِـها ، ومدى الاستفادةِ منها ، كعلم اللُّغة ، والنَّحو ، والبلاغة …الخ .
8 ـ القواعد العلمية التي سار عليها في تفسيره .
9 ـ القيمة العلميَّة للتَّفسيرِ ، ويذكر فيها المحاسنُ العامَّةُ للتَّفسيرِ ، وجملةُ المآخذِ عليه ، وقد يُذْكَرُ فيها الموازنة بينه وبين غيره من التَّفاسيرِ .
ومما يحسنُ طرحُه هنا بيانُ حالِ المفسِّرِ في تفسيرِه ، هل هو ناقلٌ لا رأي له ، أو هو مختصرٌ لتفسيرِ غيرِه ، أو هو مرجِّحٌ بين الأقوالِ ، أو هو متخيِّرٌ بين الأقوالِ ، ويذكرُ ما ترجَّحَ عنده دونَ عيرِه ، ودون مناقشةٍ له ؟
كما يحسنُ بيان حالِ التَّفسيرِ من حيثُ مستواه للقُرَّاءِ ، هل يصلحُ للمبتدئينَ ، أو يصلح من درجَ في هذا العلمِ .
والدراسات المطبوعة في المناهج لا تخرجُ عن نوعينِ :
الأول : الدِّراسةُ الوصفيَّةُ :
ويقومُ هذا المنهجُ على الوصف العامِّ لمنهجِ المؤلِّفِ ، وغالبًا ما يكونُ الباحثُ في هذا مُسبِقًا الحُكمَ في القضايا ، وقصده بيان إيراد المؤلِّفِ للقضايا السَّابقةِ ، دونَ ذكرٍ لتميُّزه في عرضها ، وهذا في كثيرٍ من كُتبِ مناهجِ المفسِّرِين .
الثاني : الدراسةُ التحليليَّةُ :
وتقومُ هذه الدِّراسةُ على الوصفِ أوَّلاً ، ثُمَّ على تحليلِ ما جمعه الباحثُ من البيانات المتعلِّقةِ بالموضوعِ المجموعِ .
ويظهرُ نتيجةً لذلك ما يتميَّزُ به المفسِّرُ في هذه المعلوماتِ التي يتكلَّمُ عنها الباحث ، فمثلاً :
v تفسيرُ القرآنِ بالقرآنِ :
لا يخلو منه تفسيرٌ في الغالبِ ، لكن إذا درستَهُ في تفسير ابن كثير ( ت : 774 ) ، وجدت أنه ذكرَه في مقدمة تفسيره ، وأنَّه طبَّقَ ما ذكرَه فيها خلالَ تفسيرِه ، كما ستجدُ أنَّ تفسيرَه للقرآنِ بالقرآنِ مما تميُّزَه به عن كثيرٍ من المفسِّرينَ ، من حيثُ الكثرة والضوابط المتعلقة بتفسيرِ القرآنِ بالقرآنِ ، ولو وازنته بما عند ابن جرير ( ت : 310 ) في هذا الموضوعِ ، لظهرَ لكَ تميُّزَه عليه )).
والكتابة في هذا الموضوع (مناهج المفسرين ) بحاجة إلى نقد وتقويم ، وقد كنت طرحته على بعض طلاب الدراسات العليا ليكون في رسالة عليمة .
والدورة موجودة على هذه الروابط :
1 ـ http://www.liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=19189
2 ـ http://www.liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=19190
3 ـ http://www.liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=19191
4 ـ http://www.liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=19192
 
أخي العزيز تيسير الغول وفقه الله .
ليتك تعرفنا بنفسك أكثر في التوقيع رعاك الله .
تعقيبك هذا لم أفهم أكثره ، فقولك :

ورغم أهميّتها الركنيّة في علم التفسير إلا أن الركن الأهم والذي هو السبب الأصيل في ظهور وجهات مختلفة للتفسير هو المنهج أو الاتجاه . والذي يحتكم للظروف السياسية التي يعيشها المفسر بالأضافة الى احتياجات الامة القائمة على العرض والطلب في الزمن والمكان .

فالمنهج ينطلق من اهتمام المفسر نفسه واتجاهه في التفسير . بل إنه هو الانطلاقة الأكثر اندفاعاً في ظهور ثورة التفسير ومحطاتها الكثيرة وأكلها المختلفة والتي لا يُستغنى عنها بالجملة . ابتداءً من ابن كثير وانتهاءً بسيد قطب وظلاله الوارفة .

ومما لا شك فيه أن اندفاعات التفسير ونتاجاته قد تأثرت سلباً بالمماحكات السياسية التي عصفت بالدولة الإسلامية في محطاتها المختلفة حيث أن رأي الخليفة أحياناً واتجاهه الفكري قد ساعد على قلب موازين المفسرين وإحجام بعضهم عن الكتابة وإيثار السلامة الى حين . وما قضية خلق القرآن وظهور الفكر المعتزلي والخارجي عنا ببعيد . ثم ظهور بعض المدارس التفسيرية المتطرفة مثل الفكر الخارجي والشيعي والاشعري والى غير ذلك من محطات ساعدت على تجميد حركة التفسير وإضعاف قوامها في بعض مربعات ساعة الزمن الذي عاشته أمة الاسلام .

فيه عبارات رنانة ولكن الثمرة ....
(كاتب وباحث إسلامي) لا يكتب مثل هذا الكلام يا أخي الحبيب ، فراجع قبل أن تكتب واحرص على العمق والمشاركة التي تضيف لنا الجديد في الملتقى. فنحن لا نرضى في الملتقى بأقل من الممتاز ، ولا نقبل غيرَه إِلاَّ إِغماضاً على مَضَضٍ .
وفقك الله وسددك .
 
الفكرة الاهم التي أريد أن أوصلها . أن المفسر يرضخ لظروف كثيرة يتأثر من خلالها منهجه في الكتابة , فمثلاً تفسير الظلال لسيد قطب يغلب عليه التفسير السياسي الذي ينتقد فيه واقع الأمة وفقه الواقع . وهكذا ...
أنا يا دكتور طالب علم فقير أقبل بأقل الناس أن يصححوا لي ناهيك عن أفضلهم . أجتهد أن أنهل من جميع العلوم منذ ثلاثين سنة. ولا أظنني بمستوى الممتاز . ولكن لن يمنعني ذلك من مزاحمة العلماء وخط المداد شعاري قول نبي الرحمة بلّغوا عني ولو آية .
 
الحمد لله، أشكر سعادة الدكتور عبد الرحمن الشهري على صيده الثمين الذي اختاره مائدة علمية أراد أن يجلسنا عليها. وتلبية لهذه الدعوى أقول:
قد أجادت الأخت الفاضلة الباحثة فريدة فيما ذكرت من تقصير في دراسة مناهج المفسرين حسب المحاور الثلاثة التي ذكرتها، وهي في الحقيقة ليست محاور مبتدعة، وإنما هي المحاور التي لا بد منها في تناول أي علم سواء أكان التفسير أم الرياضيات أم الفلك أم الطب أم غيرذلك.
وأضم صوتي إلى صوتها وصوت الدكتور عبد الرحمن الشهري في إثارة مثل هذا الحوار، لوضع اللمسات الشافية لما نعاني منه من تقصير.
إلا أنني أريد أن أنطلق في هذا الموضوع من زاوية أخرى، فأقول: هل يمكن تحليل وتقويم ونقد مناهج المفسرين انطلاقا من مدى تحقيقها للهداية التي أرادها الله لعباده؟ فالهداية هي الهدف الذي نشأ بسببه علم التفسير، فعلم التفسير أصلا هو العلم الذي يكشف عن مراد الله من كلامه، لهداية البشرية، ومراد الله من كلامه كثير جدا، لايحصى، لا تدركه الأقلام ولو كانت البحار مدادا لها! والمفسر مغترف بكفه من تلك الحكم والعلوم، وغرفته متناسبة مع سعة كفه، ولذلك كان الصحابة كالإخاذ منه ما يروي الرجل الواحد ومنه ما لو ورد عليه أهل الأرض لأصدرهم.
والأصول والقواعد ليست أهدافا بنفسها وإنما أدوات ينبغي أن لا تشغلنا عن الهدف من التفسير. وماهي إلا درجات سلم يرتقيه المفسر ليصل إلى مراد الله من كلامه، فيخرجه ـ بشخصيته وثقافته ـ للناس بلسانهم وثقافتهم.
فعند دراستنا لمنهج المفسر سندرس أصوله وقواعده ومنهجه ليس على أنها الهدف من الدراسة كما يتخيل البعض! وإنما على أنها الأداة التي نحكم على المفسر من خلالها: هل سلك الطريق السليم للوصول إلى مراد الله أم لا؟ فإن كان يهدف لمعرفة مراد الله سلك هذا الطريق للوصول إليه قدر استطاعته وتوفيق الله له، وإن أراد غير ما أراد الله، سلك طرقا أخرى وهذا ما يسميه البعض ـ مع الأسف ـ تجديدا.
وهذا ما ينبغي أن يكون في نتيجة كل دراسة لمنهج مفسر ما.
إلا أن مراد الله من كلامه في هداية البشر لا يمكن الوصول إليه بمجرد القواعد والأصول قبل أن تكون معها:
1-عقلية ناضجة تستوعب العلم وتحسن التحرك به وفيه، ومعلوم أن الحفظ هو الدرجة الأولى من السلم المعرفي ذي الدرجات الست. فكم من حافظ للدليل لا يحسن الاستدلال به.
2-ثقافة المفسر بأحوال زمانه من كل الجوانب، فكلما كان أكثر ثقافة كان الأقدر على إيصال مراد الله لعباده في زمانه. فالطريقة التي أوصل بها ابن كثير مراد الله لعباده، قد لا تكون كافية في إيصال مراد الله لعباده في زماننا مثلا. ولذلك كانت معجزات الأنبياء متناسبة مع ثقافة أقوامهم مع أنها كلها للدلالة على صدق الرسول فيما يبلغه عن ربه. وقد قال تعالى:) وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ( ولسان القوم يشمل معارفهم وثقافتهم إلى جانب لغتهم. وكم من عالم غير مثقف يضيع علمه ولا يأخذ قدره بين الناس، بل قد يقول ويفتي ـ أحيانا ـ بما يضر الناس بدل أن يصلحهم؛ لأن معرفة الحال من أسس الفتوى. ومعلوم ما ينسب للإمام الشافعي من مذهبه القديم والجديد بناء على ذلك.
ولما كان القرآن الكريم حاويا لكل ما يحتاجه الناس في هدايتهم شق ذلك على المفسر إذ لزمه أن يكون موسوعيا في علمه ليشمل بكفاءة عالية كل الجوانب، وما حصل من تقصير من علماء وأئمة بارزين في تاريخ الأمة فيبدو أنه كان نتيجة غفلة عن بعض الجوانب وليس عجزا عن تغطيتها، ومن جهة أخرى لم تكن الدواعي عظيمة كما هي في زماننا، لما كان عليه حال الإسلام وأهله من استقرار في كثير من المجالات، وكانت الفِرَق تؤرقهم؛ لذلك لم تخل كتبهم من الرد عليها وإفحامها.
وحتى يدرس الباحث منهج مفسر كان لا بد له من أن ينخلع من زمانه ليزرع نفسه في زمان صاحب التفسير، بشرط أن ينتحل شخصية المثقف واسع الاطلاع والثقافة في زمان صاحب التفسير، وبعد جمعه لكل ما يتعلق بالتفسير وصاحبه يرجع ليعرض بضاعته بثقافة زماننا وأهله، ثم يتخيل تاريخ التفسير ومراحله وميزاته في كل مرحلة وزمان وكأنه عقدا؛ ليضع لنا الحبة التي في يده في مكانها من هذا العقد، ويخبرنا بمدى تناسبها مع ما قبلها وما أضافته لهذا العقد من جانب جمالي أو غير جمالي. ثم يعقد الموازنة بين التفسير الذي يدرسه وبين الأصول والقواعد الأساسية، وبين الأصول والقواعد التي سار عليها المفسر، ومدى أداء هذا المفسر لدوره في تبيين مراد الله في زمانه، ومدى الاستفادة من تفسيره في زماننا.
هذا بالإضافة إلى ما نفترضه من قدرات عقلية مناسبة لدى الباحث.
والذي أراه أن الباحث غالبا دون هذا المستوى لعدة أسباب:
1-ضعف التأسيس العلمي بشكل عام في أكثر بلاد المسلمين
2-ضعف التأسيس الشرعي على وجه الخصوص
3-الانشغال بهموم هذا الزمان وتفتح العالم على بعضه بشكل مفاجئ ونحن غير مستعدين لذلك.
4-ضعف الأداء العلمي في الدراسات العليا في أكثر الجامعات الإسلامية
5-الضعف في ثقافة الزمان الذي نعيشه، ومن باب أولى أن نكون ضعفاء في زمان المفسر وأحواله.
6-مناهج التعليم في زماننا تخرج متخصصين ولا تخرج موسوعيين، والمتخصص في زماننا يكاد أن يكون من العوام في غير تخصصه، ومعلوم أن العلوم الشرعية على تنوعها وثيقة العلاقة ببعضها، وهذا من سلبيات التعليم المعاصرة، بينما كان العلم الموسوعي سابقا أكثر من أيامنا.
إن هذا الضعف الموسوعي كان سببا من أسباب وجود التخصص بالشكل الغريب الذي نراه في زماننا، فصار الباحث يقصد بعض الجوانب ويترك بعضها الآخر لمن هو أكفأ منه فيها.
7-أكثر هذه الأبحاث يكتبها الطلاب كبحوث ورسائل علمية، وليس العلماء، وبالتالي تكون دون المستوى المطلوب، وحبذا لو تم تدارك بعض هذا التقصير من خلال أداء الأمانة في الإشراف.
وفي الختام أقول ليت أختنا الفاضلة لم تستعمل كلمة "الإبستيمولوجي" وحدثتنا بما في معناها حتى لا تقطع سلسلة أفكارنا ونحن نتابع مقالتها الطيبة فنذهب لنبحث عن معنى كلمة لا نجدها في قواميسنا العربية.
 
التعديل الأخير:
في موضوعها ؛ اشكالات في منهج التفسير للباحثة ؛ فريدة زمرد قدمت لاشكالات ظاهرها اقتحام لمواطن خلل واشارة الى ازمة ، ولكن المتامل سوف لن يجد سوى محاولة وخطوة اولى ولكنه لايرقى الى كونه تشخيصا فعالا ، وليس نقدي هذا هو نقدا لذات الكاتبة او اطروحتها وانما مثالا ونموذج للحال الذي نعيشه والذي انتج مثل هذه النظرة والنظرية ، كما اني اقدمه كمثال ونقدا لجميع ازمة التفسير ومناهجه ونموذجا لحالة وازمة مكررة وتخبط مستمر لم تفلح الكاتبة - كما غيرها - في نقدها فضلا عن الانفلات منها اوتقديم الجدوى في علاج ازمة قراءة القرءان الكريم التي من اشد مظاهرها الركام الهائل من التفاسير والمرويات والمتناقضات التي الى جوار كتاب الله مما يخوي كتاب الله الى جانب هذا اللغو من مضمونه لدى قارئه في ظل التفاسير المزعومة وليس منفردا بغير لغوها ، ومحاولة الكاتبة ليست جديدة وانما تندرج في ضمن محاولات مشابهة ومتكررة وهي تعبير عن ازمة قاتلة تعيشها امة الذين اوتوا كتاب الله القرءان الكريم ، ويشكل نقد الكاتبة تعبير سطحي غير معمق لتلك الازمة التي يعيشها الذين اوتوا كتاب الله ولايجدون لها اي حل او مخرج ،​

قالت الكاتبة :​


اقتباس:
من المسلمات المنهجية في مجال علم التفسير أن المنهج التفسيري يجب أن ينشأ نتيجة تصور معين لأصول هذا العلم ومبادئه الأساسية ، ،،،،

فما هو هذا التصور المعين لاصول العلم ومبادئه الاساسية ؟لماذا هو معين بغير تعيين منها ؟ وهل هو مُتفَق على تعيينه سلفا ؟ ام هل هو معين بتصور الكاتبة ؟ كان يجب على الكاتبة ان تضع نبذة ولو مختصرة حول هذا التصور بحيث لايبقى هلاميا او وفق تصور الكاتبة او تصور ذو غبش او تحار به الظنون ، او بالاحرى لانجد لهذا التعيين اي حقيقة على ارض الواقع ،​

ستظل مثل هذه الاطروحات النقدية هزيلة ولاتتعدى الحديث عن الاشكال والعورات التفريعية وستظل عاجزة عن تقديم اي ثمرة قراءية قرءانية او ثمرة في التحليل المناهجي وستظل تدور في حلقة مفرغة بسبب مايعتور نظرتها السطحية التي تقبل بها على القرءان ، وستظل تلحق بالنظرات التفسيرية الروائية القديمة المتهالكة ، التي تهدم ولاتبني وتؤخر ولاتقدم ولايمكن تصنيفها سوى لغو في كتاب الله وحسب ،​

والسؤال الذي لم يطرحه المفسرون ولم تطرحه الكاتبة والذي لم يعد يطرح نفسه هو ؛ هل لعمل المفسرين تاصيل من كتاب الله ؟ فمن اعطاهم وظيفة التفسير وصلاحيته ونيابة حديثهم عن الله وباسم الله ؟ من فوضهم بتفسير كلام الله ؟ او هل اذن الله وامر ان يقوم طائفة من الناس بتفسير كلام الله وتقديمه على انه ليس مُفسَر او انه ليس تفسير ؟ فهل جعل الله مراده في حجاب ثم لياتي مفسرين يزيلون الحجاب ويبين مراد الله من كلامه او لم يجعل الله خطابه لخلقه مباشرا لايفهمه الا اقل القليل فكانوا هم القليل الذين يقدمون دلائل - كما يسمونها " معاني " ! - كلام الله فوجب ان تمر عن طريقهم ؟
لقد ادخلت الكاتبة ثلاث مكونات غريبة على القرءان وجعلت منها مكونا وطرفا في تقديم وفهم القرءان لقاريء القرءان هي ؛ الأصول والمنهج والمُفسِر ؛​


اقتباس:
تصاغ منها أسس منهجية تساعد المفسر على عرض معاني الآيات و ما تحمله من أحكام وما تكتنزه من دلالات ....


فحيل بين القرءان ومن يقرأه بهذه الوسائل او بالاحرى الحجب ، ومع اقرراي بوجود حجب تحول بين القرءان وبين طرفا من الذين يتلونه الا انها ليست الحجب التي قدمتها الكاتبة او قدمها المفسرون ، وانما هي حجب اشار اليها الله في كتابه صريحة ومن غير لبس ومن غير حاجة الى تفسير المفسرين او بالاحرى حجبهم الاضافية ، وقدمت على ان الخلل في هذه الكونات يؤدي الى الخلل في العملية التفسيرية وفاتها ان تلك المكونات هي ذاتها الخلل باكمله للتفسير ، فهي مكونات ليس لها اي اصل في كتاب الله ، كما ان منهج قراءة كتاب الله حاضرة وبقوة في ذات كتاب الله وليست متعلقة بمناهج المؤصلين والمفسرين المزعومين والتي هي اضفاء بشري مقطوع الصلة بكتاب الله المبين ،
ولقد اشارت الى مدى الخلل الواضح في التراث التفسيري بقولها :​
والناظر في التراث التفسيري، يمكنه بوضوح أن يلحظ مدى الخلل الموجود فيه بسبب عدم التوازن بين المكونات الثلاثة.
ولكنها لم تجد ان التراث التفسيري يعتوره الخلل ليس في تفاصيله وركامه الهائل على حساب كتاب الله وحسب ، وانما لم تجد ان التراث التفسيري باجمعه خطأً من حيث التاصيل و نقطة الانطلاق وركيزته ومن حيث التفصيل ،​


كان من اللازم واشد صرامة قبل الشروع في الحديث عن اصول التفسير ومناهج التفسير اوفي التفسير ، كان اللازم الحديث عن مفهوم التفسير وتاصيل مفهوم التفسير تاصيلا اساسيا واصيلا وجذريا ومن ذات القرءان ، فلا ينبغي الحديث عن الموضوع ومتعلقاته والذي يدور حول التفسير بمفهوم عمومي وضبابي وغير مؤصل له ذاتيا واولا وقبل اي شيء ، وجميع الذين يتحدثون عنه نجد انهم غير مدركين لدلالته واشارته كما ورد في القرءان الكريم ، بل ويتجنبون عن وعي وغير وعي الحديث عن مفهوم التفسير تاصيليا وقرءانيا ذاتيا ، فنتج لدينا بالحقيقة مفهومين للتفسير : الاول هو مفهوم القرءان للتفسير والاخر هو مفهوم المفسرين للتفسير ، ولست ارى اي تماثل بينهما بل ان لكل منهما خاصته ولايتفقان سوى بالصيغة او بمبنى الكلمة دون دلالتها ،
ان جميع الذين يفسرون ويتحدثون حول التفسير يجعلون منه قرينا ورديفا ومساويا لمفهوم كل من ؛ البيان ، التاويل ، التفصيل ، الكشف ، الايضاح !!!!
وكان يجب وضع مفهوما للتفسير مؤصلا قرءانيا قبل الشروع بالمناهج او التفسير ، فهل التفسير هو ؛ البيان ؟ ام التفصيل ؟ ام التأويل ؟ ام الكشف والايضاح ؟ ام هو ليس جميع ذلك فما هو اذا ؟
وكان يجب قبل الشروع في تناول مناهج التفسير او التفسير ذاته ، طرح تصور لمستوى القرءان التفسيري ، اي ؛ هل هو ؛ تفسير، ام مُفََسَر ، ام مُفَسِر ام هو ليس تفسير ولامُفَسَر ولا مُفَسِر ، فهو لايُفسِر بذاته وينبغي اذا ان يُفَسَر ، ومن هو المُطالب بالتفسير ؟ هل انه الله ؟ ام انه القرءان الذي اودع الله فيه تفسيره ؟ ام انه الرسول ام اتباع الرسول ؟ ام المفسرين المختصين ؟ ام كل احد له الحق بالتفسير ؟ وهل اطلق الله التفسير للجميع ووضع شروطا من لدنه ؟ ام بغير شروط ؟ ام لم يفوض احدا غير الرسول وخاصة الخاصة ؟
وهل اذن الله بهذا التفسير الذي يقدمه البشر او امر به ام هو جهد اعتباطي ؟ وان لم يكن فما هو اذا ؟​

ومن هو المطلوب له ان يُفَسَر هل هو القرءان ام الانسان ام فهم الانسان ؟
فهل نحن نسير بالاتجاه الصحيح ام انقلبت الءاية ؟
وهل القرءان يخلو من مناهج التفسير واصوله لذلك لابد ان نستعير له المناهج واصول التفسير من خارجه ام انه كفيل بتلك المناهج والاصول ؟
واين نجد المنهج ومن اين نستمده ان كان من داخل القرءان او من خارجه ؟ هل القرءان يخلو من ذلك المنهج وهل ينبغي ان نضع المنهج من خارج القرءان ام من ذات القرءان ؟ فقبل الحديث عن المنهج والخلل في المناهج او خلل المنهج ينبغي الاجابة على تلك الاسئلة ؟
جميع تلك الاسئلة اساسية وشرعية قبل الشروع والحديث عن التفسير ومناهج التفسير ،
وجميع تلك الاسئلة تحتاج اجوبة بارزة وصريحة ، في حين اننا لانجد لها اجوبة لدى المفسرين ، او الناقدين او الباحثين ، ولكن الذي نجده في الواقع هو دس اجوبتها في التراب وعدم امساكها بقوة فضلا عن عدم امساكها ولو بهون ،
ولعل من اغرب المفارقات ان الكاتبة وقعت في نفس المفارقات ونفس الاشكالات التي طرحتها ولم تتجاوز التناقضات الطاغية وليست السائدة وحسب ، ولم تتقدم اي خطوة للامام بحسب تصورها - ربما - او تصور القارئين لها ،
لقد وصف الله كتابه انه ؛ الاحسن تفسيرا ، اي هو ليس مجرد التفسير وانما هو الاحسن المطلق والذي ليس بعده تفسير والذي بعده ليس الا الذي ضد التفسير ، ووصفه بانه المبين ، والمبيّن ، والبيّن ، والمفصل ، وتفصيلا ، وعربيا ، وبلسان عربي ، وجميع هذه الاوصاف تم تجاهلها وضربها عرض الحائط وبمنتهى التناقض والغرابة ، ولم يُلتفت اليها ولم تتخذ ركيزة من قبل اهل التفسير قديما وحديثا ومن قبل مناهج التفسير واصوله ، بل اتخذ عملهم ركيزة ومنطلق نقيض لتلك الاوصاف ضمنا وليس تصريحا ، ونجد مصداقية زعمي هذا في اننا لانجد اي ثمرة او مفاعيل لتلك الاوصاف التي اطلقها رب العزة ورب البيان العربي على كتابه في ماهية عمل ونتاج المفسرين فعملهم هو بالضد لتلك الاوصاف ، وبما يؤدي الى خلو القرءان وافراغه من ذلك التوصيف لنفسه وليُلبَس عليه بالنتيجة اوصاف مناقضة لتوصيفه لنفسه هو ، وهي ؛ ليس هو التفسير ، وهوغير المُفَسَر وغير المُفَسِر ، وغير العربي ، وبغير اللسان العربي ، والمتداخل غير المفصل ، وغير المبين ،
ان التفسير البشري وزعمه هو ببساطة نقض لكلا من كون القرءان تفسيرا ، وكونه مُفَسِرا ، وكونه مُفَسَرا ، وهو ببساطة يشير بكون القرءان مُختَصَرا ومُعَوما ومُلتبِسا غير مُفَصلا ومطلقا لزم تقييده ومقيدا في جهة اخرى ولزم من يطلقه ، ولايجد لاي من يطلق هكذا حكم على القرءان بالضمن والنتيجة - وليس بالتصريح - اي سند من كتاب الله بل هو يناقض القرءان مناقضة تامة وصارخة ، كما وان التفسير هو حكم بكون القرءان محجوبا ومشكلا وكونه لايمكن فهمه ذاتيا باللسان العربي وباللسان الذي يسر الله به القرءان ، ويمثل التفسير نقل القرءان من عربيته ومن لسانه العربي الى لسان اخر هو ليس لسانه ولا عربيته بل نقله بعد اعجامه وافراغه من عربيته واضفاء اللغو البشري اليه ،
وهو ببساطة يشير الى اعادة صياغة حديث القرءان بلغة اعجمية ، وهو ببساطة يشير الى ان لسان حال المُفسرين انهم يعيدون صياغة القرءان بما يتلائم وافهام الناس بعدما عجز كتاب الله عن مواكبة افهامهم ولايمكن فهمه بلسانه الاول اي لسانه العربي المبين وانما يُمكنون الناس من فهمه بلغتهم واعجميتهم عن الحق ،
كما ان جميع ذلك سوف يهون لو كان الزعم بان التفسير هو مقاربة بسبب تغير وانزياح المفاهيم ، ولكن الامر اكبر من ذلك واشد نكاية ، فالتفسير اولا وقبل كل شيء ينسب الى القوم الذين نزل عليهم القرءان رطبا وميسرا بلسان الرسول الذي هو بلسانهم وهم اتباعه وقومه ، وبذلك فان التفسير المزعوم سوف يمثل ضربة قاصمة لكل من القرءان واتباع النبي من قومه ، فهو يمثل ان الاشكال والابهام حاصل منذ حين نزل القرءان ، وانه حتى اتباع الرسول كان كتاب الله عليهم مشكلا وليس عربيا وليس بلسان عربي مبين ،
وفي الزعم بتفسير الصحابة اتهام ضمني للصحابة بانهم قاموا بنيابة عن الله حيث لم يفلح كتاب الله في الابانة عن نفسه ، او ان عملهم يوصف بانه كمثل من قام بشرح وترجمة لمتحدث لم يحسن الحديث والابانة عن مقصده بنفسه فقام اخر بالتطوع بالابانة والتوضيح وتتميم التفسير بالتفسير ، وهذا يمثل مطعن مزدوج بالقرءان وبصحابة رسول الله عليهم السلام ،
انا لا انكر الازمة والضياع الذي نعيشه في قراءة القرءان ، الا ان ذلك له اسباب اخرى وعلاج هو غير المطروح والمزعوم بالتفسير ، ويجب معالجة تلك الزمة معالجة علمية وتنطلق من ذات القرءان وتشخيصه للاشكال وليس من خارجه اومن تخرصات المتخرصين ، ولست في هذه النقطة اُنظِر تنظيرا خياليا وبعيدا عن الواقع ، بل هو تمام الاشارة الى الحقيقة ، فجميع الاشكالات التي يعاني منها اي احد مرصودة في كتابه وقدم الله لها العلاج فيه ،
كما وانه من الاشد غرابة انه لم يتم طرح اشكال التفسير ولماذا كان القرءان بحاجة الى التفسير ومكمن الخلل ذاك ، وهل هو عائد للكتاب ام من يتلقى الكتاب ، فاذا كان الخلل في الكتاب كان على رب الكتاب اصلاح ذلك الخلل ، واما ان كان عائدا الى من يتلقى الكتاب فلماذا اذا يتوجه المفسرون نحو الكتاب في اصلاح ذلك الخلل ؟
وكان يجب قبل الاقدام على طرح التفاسير وطرح مناهجها تعيين الاشكال ومصدر الاشكال ؟ هل هو في الكتاب ؟ - وسيُنكر المفسرون ذلك تقية - واذا يجب الانطلاق في علاج الاشكال من اصلاح الكتاب وهذا هو حقيقة حال صنيعة التفسير، فالتفسير ياتي لاصلاح خلل البيان والتفسير الذي اعتور الكتاب بزعمهم الضمني وليس الصريح ، وان كان للخلل سبب اخر فلماذا اذا اللجوء الى زعم تفسير الكتاب ؟ ولماذا لم يكن موجها الى الخلل ذاته واصلاح ذلك الخلل اذا ؟ اي اصلاح اشكال التلقي والقراءة حين لم يكن بسبب قصور الكتاب وانما في خارج الكتاب ، ومثال ذلك ان الخلل في الافهام وفي من يتلوا القرءان ولايحسن قراءته ، والخلل ايضا في انزياح اللسان وبالاحرى تحريفه عن مواضعه بفعل الفاعلين وبفعل النبذ والابدال والحرب على الله ورسوله ، ان التفسير البشري المزعوم هو ببساطة حكم على القرءان بنقيض اوصافه او هو النقض العملي التام لحقيقة القرءان في كونه تفسيرا اوعرضا للحق ،
فيكون واقع حال التفسيرالزعم هو : تفسير حديث الله المبهم والذي لم يُفَسِّر ذاته ،
وهذا نقيض الذي قدمه القرءان ووصف به نفسه ،
لذلك وجب تحديد الاشكالية في قراءة القرءان تحديدا صارما ، وعند تحديد تلك الاشكالية ومن طريق ذات القرءان ايضا ، فان التفسير ومناهجه واصوله ستسقط ويتبين انها افتراض وهمي ومناقض لحقيقة القرءان ، وان الذي ينبغي ان يُفسر هو لغو الناس ولغتهم التي هي اعجمية وان زعموا انها عربية ، فهم يتصفون باعجمية الباطل واعجمية اللسان وان الذي يتصف بعربية الحق وعربية اللسان هو القرءان وحده ،
ان اشكال التفسير المزعوم هو ليس اشكال اصطلاحي ومفهومي وحسب وانما هو- ايضا والأهم - اشكال منهجي وجذري ومفصلي وعميق يرسم طريقا مفارقا للحق العربي ويتخذ اللغو الاعجمي رفيقا له ،​

واخيرا ارى ان الباحثة - ولو اني اصنف محاولتها بانها جادة وخطوة بالاتجاه الصحيح واتوقع وارجو لها التوفيق - الا انها بنفس الوقت وقعت في نفس المطبات التي اشارت اليها وتريد علاجها ، وهي التهميش والتجاوز لركائز اصيلة واساسية في تناول وقراءة التفسير الحق الذي هو القرءان الكريم ، ومنها تهميش ؛ مفهوم التفسير ، واللسان العربي ، ولسان قومه ، وعربية القرءان ، وتهميش وتجاوز لحكم القرءان في المسالة واستمداد منهج قراءته منه وبادواته وبمفهومه منفردا بغير شريك لاغي الى البحث عن التفسير في الشريك اللاغي في القرءان ،
والحقيقة ان ليس لنا من طريق غير التاصيل للقرءان بمفاهيم القرءان ذاتيا ،​

والتمس العذر على ملامح الحدة والقسوة التي تكتنف تعليقي ،​

والسلام عليكم​
 
(فالمنهج ينطلق من اهتمام المفسر نفسه واتجاهه في التفسير . بل إنه هو الانطلاقة الأكثر اندفاعاً في ظهور ثورة التفسير ومحطاتها الكثيرة وأكلها المختلفة والتي لا يُستغنى عنها بالجملة . ابتداءً من ابن كثير وانتهاءً بسيد قطب وظلاله الوارفة ).
لقد قال الدكتور مساعد الطيار في كتابه مفهوم التفسير قريب مما قلت فقال:
إن أيُّ معلومةٍ فيها بيانٌ للمعنى، فإنَّها خارجةٌ عن مفهومِ التَّفسيرِ، وإنما ذُكرت ، إمَّا لقربها من علمِ التَّفسيرِ بكونها من علومِ القرآنِ، وإمَّا لتفنُّنِ المفسِّر بذكرِ العلمِ الذي برز فيه، فجعل تفسيره للقرآن ميدانًا لتطبيقاتِ علمِه، وإمَّا لوجودِ علاقةٍ أخرى بينها وبين ما يذكره المفسِّرُ، وإمَّا أن لا يكون لها علاقةٌ
البتَّةَ، وإنما ذكرَها المفسِّرُ بسببِ المنهجِ الذي نهجَه في تفسيرِه.


 
لا يشك أحد ممن اشتغل بهذا الفن في أهمية هذا الموضوع , والمتابع للنتاج العلمي فيه يتبين له التكرار المُمل , حتى في خطط تلك البحوث التي عالجته , وكذلك عدم العمق - كما ذكر الإخوة - سلفاً .
لكن الذي أود أن أشير إليه أن هذه الدعوة - أعني : مناقشة إشكالات في منهج التفسير- تكتنفها مخاطر, وهذه المخاطر أخشى أن تكون ذاتها ماكان عند بعض دعاة التجديد في التفسير , لأنك ترى من بعض من ينتسب إلى هذا العلم - ممن لا يملكون أبجدياته - جرأة عجيبة على من سلف من المفسرين , وقد يكون من أهله ؛ لكنه ينطلق في دراسته متكأ على ما يحمل من معتقدات غير صحيحة , وأنا هنا لا أقدس الأشخاص ؛ لكن ينبغي ان لا يتصدر لمثل هذا النوع من الدراسة إلاَّ من رسخت قدمه فيه , وممن لا يُشكُّ في اعتقاده , وأن لا يفتح الباب على مصراعيه لكل من زعم أنه متسب لهذا العلم الشريف , لأن النتائج المترتبة على هذا التجرؤ لا تخفى عليكم أيها الكرام .
 
أخي الكريم يحيى الزهراني بارك الله فيك
أتفق معك في ضرورة ألا يتصدى لهذا النوع من الدراسة إلا باحث متضلع من العلم ، متمكن من أدوات النقد العلمي في هذا الفن ؛ لأن الباحث المبتدئ عندما يكتب في هذا الموضوع يتعثر كثيرا ، ويكتنف القصور كتابته ولا بد . وكثير من الكتابات المنتقدة في دراسة مناهج المفسرين كتبها باحثون في بداية الطريق لم يوفقوا في التدقيق في منهج المفسر كما ينبغي ولذلك فإن مفسرين بارزين كالطبري وابن عطية لم يحظوا بعد بما يشفي الغليل في دراسة مناهجهم بحسب ما اطلعت عليه من الدراسات حولهم وهي كثيرة.
 
جزى الله الباحثة فريدة زمرد كل خير على هذه المقالة القيمة والحق أن هذا الموضوع أثار اهتمامي كثيراً عند بحثي في المناهج الغربية ،فوجدت أن كل منهج هو مظهر مرئي لجانب معرفي لا مرئي يؤسس لشرعية وجوده عن طريق المنهج ،وإن استبعاد هذا الجانب الذي أنتج المنهج يؤدي إلى تشويهه وإفراغه من طاقته الإجرائية ،ومن خلال دراستي وجدت أن دراسة الفلسفة التي أوجدت هذا المنهج تساعد على فهمه وتقويمه، وغالب دراساتنا لمناهج المفسرين تستبعد الجانب المعرفي اللا مرئي الذي أتى بالمنهج ،ولا أدري سبب هذا ،إضافة إلى عدم التركيز على قواعد وأصول التفسير التي يمكن اعتبار المتفق عليه منها هو الرؤية التي انطلق منها غالب المفسرين في مناهجهم ،وقد تمكننا العناية بقواعد التفسير المتفق عليها أن نجعلها قاعدة نقيس عليها منهج المفسر ،ونصل إلى رؤيته المعرفية التي أنتجت منهجه ،وهذا طموح ليس بالبعيد على الدارسين في هذا التخصص إن شاء الله ،وإذا أصبح هذا الكلام واقعاً سيؤدي إلى نقلة نوعية ليس في دراسة مناهج المفسرين فقط وإنما في تخصص التفسير بشكل عام.
 
[FONT=Arial Black قال:
[/FONT]
والتمس العذر على ملامح الحدة والقسوة التي تكتنف تعليقي ،

لا بأس عليك فالحدة والقسوة ليست بعيدة ايضاً عن المنهج الذي يتخذه المفسر ديدناً له. إذ لا بد أن يضطر اليه أحياناً قبل رفع العصى.
 
الاخوة الأحبة المشاركين في هذا النقاش
أسال الله أن يتقبل منكم
عندي بعض الملاحظات على هذا الأمر:
أولاً: وصف بعض الإخوة الدراسات أو أغلبها أو كثيراً منها -أياً كان- بأنها لا تساوي الحبر الذي كتبت فيه. بالضبط قال: لا تساوي في قيمتها العلمية الحبر والورق المخصص لها....وأظنّ أنّ في هذا الأمر تجنيّاً كبيراً ينبغي مراجعته.
ثانياً: كثير من الأساتذة في الجامعات أو في هذا الملتقى الطيب تتصف رسائلهم بهذا الذي تتحدثون عنه. فكيف يمكن أن يقال إن هذه الدراسات لا قيمة لها....
هل المطلوب من الطالب في مرحلة الدكتوراة أن تكون رسالته خيالية...إنما هو يتعلم سنة وراء سنة وهكذا العلماء ولو تابعت بعض الأسماء اللامعة في عالم أساتذة التفسير وعلوم القرآن ونظرت إلى رسائلهم في الدكتوراة لم تخرج عن هذا ومع ذلك فهم الآن من أهل العطاء.
ثالثاً: بين الدراسات المشرقية والمغربية: ليس كلامي ناشئاً عن استقراء تام....
ولكن رغم اعترافي بقيمة وجهد كل الباحثين والكاتبين إلا أننا قرأنا للمغاربة عموما (من تونس إلى المغرب) أقول وربما في هذا الكلام قسوة شيئا قليلاً إنهم يغلبوننا أكثر في الكلام فدراسة الفلسفة عندهم أكثر تطوراً من أهل المشرق الذين يميلون إلى البساطة في الكلام دون تعقيد....فلا أظنّ أن طريقتهم في الكلام يمكن أن تقلل من قيمة دراساتنا....ولكن سلاطة ألسنتهم تجاه من يكتبون عنه أكثر منا...والله أعلم
 
خفَّف ولطَّف الأخ العزيز عبد الرحمن الشهري حفظه الله مما كنت سأقوله، فتعقيباته أراحتني إلى حد ما.
المقالات أو المشاركات الموضوعة في هذا الملتقى المبارك هي جهد علمي أحيانا وإضاءة قد تحل مشكلة لباحث ناشئ متخصص، وقد تكون زادا معرفيا لغيره في جوانب علمية معينة. ومن ثم فلا يليق بالباحث المتخصص أو الكاتب في الدرس القرآني أن لا يدقق فيما يكتب، يقول كل شيء من أجل المشاركة؛ فهذا يفسد مشاركتة ويعطي انطباعا آخر عنه أمام قرائه، الذين يمكن أن يفقدهم بمثل هذه الأشياء، فينبغي "تقليل الحَزِّ وتطبيق المَفْصِل" الدال على نضج الباحث و(احترافيته) في التعامل مع الكلام الذي يغترف منه، فهو كلام الله تعالى الذي لا يتعامل معه إلا المتفوقون بتوفيق الله لهم، ولا يتصدى له إلا الأقوياء في الفهم وفي الأدوات المكملة للمنهج وللأصول والقواعد.
وبما أن الكلام مع الكلام كما يقال فإن كلام الكاتب" تيسير الغول" هداني الله وإياه ينم عن خلل في تصوره للأشياء المتحدث عنها، كلام غير مؤسس، مجرد خَبْطٍ غير مبرر من(باحث وكاتب ومؤلف)، كلمات وعبارات باللغة العربية المراد أوالمبتغى منها غائب، بدون معنى ولا نتيجة. ولك أن تقرأ بتمعن يا "تيسير" يسر الله أمرك ما كتبت لترى عين ما أقول. فقد قرأتُ ما كتبتَ أربع مرات لألتمس لك العذر فلم أجده.
ولا مكان أيضا للادعاءات التي لا تستند على أدلة (مع تقديري للنوايا الحسنة)، يقول أحدهم "... والاحتكاك بالمنهج الغربي، له تأثير في ذلك، ولكنه تأثير منهجي علمي إيجابي محمود" إذا كان هناك فعلا تأثير منهجي؟ فهذا مما شاع في المشرق كما في المغرب دون دليل يعضده أو يزكيه.
أقول ودون تحفظ إن الباحثين المعاصرين(مع استثناء الدخلاء والمتطفلين منهم) في القرآن الكريم ومن كانوا قبلهم في العصور المتأخرة هم الأحفاد والوارثون الطبيعيون لعلم القاضي إسماعيل واجتهادات ابن تيمية ولما خلفه الطبري وابن عطية وابن العربي ومكي ابن أبي طالب القيسي والقرطبي وابن عاشور ... إلخ. فهؤلاء وأتباعهم في غنى عن أي منهج آخر، مناهجهم مستقلة في تكوينها وفي منابعها التي هي أصل منشئها. وإرادتهم مستقلة كذلك، وأخذ اللاحق عن السابق منهم بحكم الامتداد الطبيعي كان وسيبقى بحق الوراثة العلمية والمنهجية معا. والله من وراء القصد.
 
عندي سؤال وأرجو من الأخوة التكرم بالإجابة عليه إذا كانت قواعد التفسير وأصوله من ناحية التأصيل النظري للعلم والتقعيد له قضية حديثة الظهور فأول كتاب عن قواعد التفسير هو كتاب (السعدي) وكتاب (السبت)وهما نتاج القرن الرابع عشر الهجري وإذا كانت التفاسير إحدى مصادر هذه أصول وقواعد التفسير فكيف أحاكم منهج المفسر إلى هذه القواعد ألست هذه جدلية تشبه جدلية البيضة والدجاجة؟
 
عندي سؤال وأرجو من الأخوة التكرم بالإجابة عليه إذا كانت قواعد التفسير وأصوله من ناحية التأصيل النظري للعلم والتقعيد له قضية حديثة الظهور فأول كتاب عن قواعد التفسير هو كتاب (السعدي) وكتاب (السبت)وهما نتاج القرن الرابع عشر الهجري وإذا كانت التفاسير إحدى مصادر هذه أصول وقواعد التفسير فكيف أحاكم منهج المفسر إلى هذه القواعد ألست هذه جدلية تشبه جدلية البيضة والدجاجة
قواعد التفسير قديمةٌ قِدَمَ التفسير نفسه، ولم تكن غائبةً قط عن أذهان المفسرين من الصحابة والتابعين، وقد نثروها في ثنايا كلامهم بنصوصها أحياناً، وتمَّت صياغتها بناء على صنيعهم في أحيان أخرى .
والشافعي في أعماله العلمية جمع الكثير من قواعد التفسير والفهم للنصوص الشرعية، وأرسى أصول فقه النصوص، وهو أخذ ذلك مِمَّن سبقه ، والذين يكتبون اليوم في مناهج تحليل الخطاب وفهمه ومُسلَّمَاتِ اللسان أو سننه لا يخرجون عن تلك الأصول والقواعد .
ونحن اليوم نشهد تكاثراً كتكاثر الأميبا وتنوعاً للمناهج التي اتخذت النص هدفاً لها ، فهناك الفليلوجيا واللسانيات ، والأتنولوجيا والانتروبولوجيا ، وهناك علم الاجتماع وعلم النفس ، وهناك الهيرمينوطيقا والهيرمينوطيقا الجديدة ، والسميائيات وبعدها السميائيات التداولية وغيرها كثير . ولستُ أنكر أنها بمجموعها استطاعت التغلغل للنصوص لاستثمارها معجمياً ومفاهيمياً ، ولكنَّ ما في كتب أصول الفقه الإسلامية العربية الفصيحة الواضحة قد استوعب ذلك أو معظمه فلست بمحصٍ لكل الدقائق، وجاء التعبير عنه بعبارات عربية مبينة . والإخوة الذين كتبوا في قواعد التفسير من المتأخرين حاولوا جمع وترتيب تلك القواعد من كتب أصول الفقه والنحو والبلاغة والتفسير وأصول التفسير، وحققوا نجاحاً مشكوراً لا ينكر. ولكن الكمال في هذا الأمر لا يكون على يد فرد مهما بلغ ذكاءه، ولكنه جهد جماعي يتكامل مع الوقت، وإدامة التأمل والنظر من أهل العلم المتقنين لأدواته.
والخلل الذي ألاحظه في دراسة مناهج المفسرين سببه ضعف الإعداد العلمي للباحثين المتخصصين، وضعف المناهج التي يدرسها الباحثون في الدراسات العليا وما قبلها . وما لم تتم معالجة هذا الخلل فسيكون الإصلاح مقتصراً على الباحثين الذين يحرصون على الارتقاء بأنفسهم ودراسة ما ينقصهم من علوم للقدرة على دراسة هذه الكتب والمناهج بالعمق الكافي ، وقد لاحظت خلال تدريسي للدراسات العليا ضعفاً مريعاً في الطلاب والطالبات ، وتهرباً من إنجاز أي تكليف علمي أقصد منه تعميق الجانب المعرفي لديهم ، وجهلاً بأبجديات العلوم اللغوية التي لا بد من إتقانها للمتخصص في الدراسات القرآنية ، فإذا تخرج هؤلاء وتصدوا لدراسة مناهج المفسرين فلن يسلكوا إلا الطريق الوصفي السهل، وهو وصف ظاهر عمل المفسر والمفسرون في ظواهر أعمالهم يتشابهون تشابهاً كبيراً ، فكلهم يفسر القرآن بالقرآن ولو في موضع أو موضعين من كتابه، ومثل ذلك بالسنة واللغة ويعتنون بأسباب النزول غالباً ونحو ذلك من العناوين المتكررة في دراسة مناهج المفسرين .
أما أن يذهب الباحث إلى أبعد من ذلك في دراسته لمنهج المفسر، ويدرس المؤثرات التي دفعت المفسر لسلوك هذا المنهج أو ذاك ونحو ذلك من الزوايا التي ينتظرها القارئ المدقق فهذه بعيدة.
والمشكلة أننا لم نصنع شيئاً ذا بال في حل هذه المشكلة في أثناء وضعنا لمناهج الدراسات العليا الآن مع إشراف كثير منا على هذه القضية ، وأنا أتكلم عن الجامعات السعودية على الأقل ، فلم أجد مقرراً على طلاب الدراسات العليا القرآنية يعنى بدراسة المناهج في دراسة النصوص ، وما وصلت إليه الدراسات المعاصرة في ذلك ، وكيف يمكن للمتخصص في الدراسات القرآنية أن يفيد منها في دراسته للتفسير وفهمه له ولمناهج أهله ، وكيف يمكن تقديم ذلك للباحثين بأسلوب عربي سهل بدل تلك الأساليب التي تكتب بلسان غير لساننا وإن كانت بالعربية .
نسأل الله التوفيق للجميع .
 
موضوع هام ويفترض أن يؤدي إلى قدر أكبر من النقاش، أو على محاولات تطبيقية..
وأعتقد أن النقطتين المذكورتين (غياب التحليل العميق القائم على استنباط آليات المنهج التفسيري من بين ثنايا تلك النصوص والشواهد، وغياب النقد والتمحيص القائم على الاحتكام لأصول هذا العلم وقواعده، نظرا للعلاقة العضوية بين الأصول والقواعد والمنهج) يستدعي الاهتمام أيضا بنقد رسائل الدكتوراه القائمة..

أعتقد أن من المفيد أن يختار بعض الباحثين (أو الأساتذة المؤطّرين) نماذج من رسائل الدكتوراه التي حاولت دراسة تفسير من التفاسير، لنقدها على ضوء النقائص المذكورة في هذا البحث.. فهذا مما سيدفع الباحثين الجدد لتطوير بحوثهم.
 
قواعد التفسير تأخذ جانبين من مناهج البحث:
الأول: التطبيقات ، وهي منثورة في تفسيرات الصحابة والتابعين، وقد أشارت دراسة الباحث الأستاذ نايف الزهراني ( استدراكات السلف في التفسير )، إلى شيء من هذه القواعد ، وقراءتها مهمة لتصور تطبيقاتهم لهذه القواعد.
وكذا هي منثورة في ثنايا كثيرة من التفاسير .
الثاني : التنظيرات ، وقد تولى قصب السبق فيها إمام المفسرين محمد بن جرير الطبري، ولا تزال قواعد التفسير عنده بحاجة إلى تجلية، مع ما ظهر من دراسات في قواعد التفسير.
وكم نحن بحاجة إلى تلمُّس قواعد المفسرين من خلال تفاسيرهم ، خصوصًا تفاسير المحققين أصحاب الرأي المستقل، كابن جرير وابن عطية وأضرابهم .
وإن من مشكلات بعض الدارسين اليوم لمناهج المفسرين أنهم انتقائيون في بحوثهم لا يكادون يقرؤون التفسير كاملاً ،بل ينتقلون من موضع إلى آخر ، دون التتبع الكامل للتفسير لاستقراء منهج المؤلف في قضية من القضايا، وقد يترك كثيرًا من الفوائد القيِّمة بسبب عدم قراءة التفسير كاملاً.
كما أنه يضعف عند بعضهم جانب التحليل والتقويم ، وهذا ـ مع الأسف ـ يؤثر في ضعف نتائج البحث .
ثم إن نوعية القراءة التي يقوم بها الباحث لها أثر في استنطاق الفوائد المنهجية التي يسير عليها المفسر، وكلما كانت القراءة ضعيفة غير شاملة ولا متكاملة؛ كانت النتيجة ضعيفة .
 
عودة
أعلى