مازن مطبقاني
New member
تقدمت باحثة بولندية تعيش في البحرين لتتحدث عن قضية المرأة والسياسة في البحرين، وقد سبق لها أن اشتركت في مؤتمر عقد في تايبيه بالصين الوطنية في شهر نوفمبر 2010م وربما تحدثت عن البحرين هناك، ويبدو لها أن البحرين هي العالم كله، ولا أستصغر البحرين أو أي دولة ولكن لا بد من اعتبار الحجم الحقيقي والمكانة وإلاّ فإن سنغافورة أصبحت في مصاف الدول من العالم الأول. وكان مما قالته في المؤتمر أن الوطنية أو الانتماء للوطن في البحرين يتطلب الآن أن تكون مخلصاً لآل الخليفة وتعتقد أنهم الأحق بالحكم وأنه لا وجود للبحرين دونهم. فتعجبت من أين أتت بهذه الأفكار ولكن نظراً لأنها تعيش في البحرين فقد يكون كلامها صحيحاً وهنا تذكرت أن أستاذاً إنجليزياً في مؤتمر جامعة إكسترExeter قبل أربعة أعوام (2007) قال متعجباً لا أستطيع أن أتخيل الجزيرة العربية بدون الحكم الفلاني أو الأسرة الفلانية، ثم التفت إلي سائلاً أليس صحيحاً؟ قلت: لا، ليس صحيحاً فهذه الأسرة أو غيرها ليس لديهم صك أن يحكموا إلى الأبد، فقد حكم بنو أمية، ثم جاء بعدهم العباسيون ثم السلاجقة فالمماليك وغيرهم كثير وفي التاريخ القريب ذهب الشاه وذهب والسادات وعبد الناصر وغيرهم كثير.
كان الحديث كثيراً أو أساسيا عن الثورات العربية ومن العبارات التي وردت ديمقراطيات الخبز العربية، وأكد أحدهم أنه لا ضرائب بدون تمثيل بينما الواقع أنه هناك ضرائب ولكن دون تمثيل. ولكن في أماكن كثيرة من العالم العربي تحولت الحكومات إلى حكومات جباية فما أكثر الرسوم حتى إن بعض الدول حتى وإن كان ليس هناك ضرائب معلنة فما أكثر الرسوم هنا وهناك، وبالإضافة إلى الرسوم فقد ابتدعوا أنواعاً من الغرامات وبعض تلك الغرامات يتم تحصيلها والبعض الآخر يتم التنازل عنها إن دفعت المعلوم. وهذا يذكرني حينما أرسل أحد الولاة إلى عمر بن عبد العزيز رحمه الله ورضي عنه يقول له إن أهل الذمة يسلمون وهذا يقلل موارد الدولة، فرد عليه الخليفة العظيم: إنما بُعِث محمدٌ صلى الله عليه وسلم هادياً ولم يبعث جابياً.
السلطة الدينية والسلطة السياسية في السعودية
يهتم الباحث الفلسطيني الدكتور محمد العطاونة منذ مدة بالشأن السعودي حتى إنه نشر كتاباً لدى دار بريل عن الوهابية والتحديث ولعلي أكتب له عرضاً قريباً إن شاء الله. وفي هذا المؤتمر تناول العلاقة بين العلماء والمؤسسة السياسية وكيف أن العلماء كان لهم الكلمة وكانوا المرجع في معظم قضايا الدولة، وهناك آراء أن المكانة السياسية للعلماء قد تجاوزتها الدولة منذ زمن بعيد ولكن بقي العلماء قريبون من الدولة تستشيرهم وتحترم آراءهم كما أنها تلجأ إليهم في كثير من الأزمات السياسية التي تعرضت لها ومنها الفتوى الأخيرة لهيئة كبار العلماء في تحريم المظاهرات حينما صدرت مناشدات ومطالبات للتظاهر للمطالبة بالإصلاح السياسي والاجتماعي. وأشار الباحث إلى أنه ليس هناك اتفاقاً بين الباحثين حول البناء السياسي الموجود بين العلماء والحكام. وأضاف أن الباحثين انقسموا إلى قسمين أحدهما يرى أن العلماء لم يعودوا يشكلوا بناء متجانساً واحدا ولكنهم مازالوا لهم بعض المكانة لدى الحكام، بينما يرى الفرق الآخر أن العلماء فقدوا مكانتهم سواءً في الجانب السياسي أو الديني. أما الباحث فيرى أن هذه العلاقة مازالت مبنية على توافق مستمر يرعى مصالح الطرفين حيث يقدم العلماء غطاءً لشرعية الحكم مقابل استشارة العلماء في قضايا معينة.
ولكن ما فات الباحث وهو الذي لم يزر السعودية مرة واحدة أن العلماء المرتبطين بالدولة بالوظيفة أو العضوية في هيئة كبار العلماء لم يعودوا يؤلفوا سوى فئة قليلة على الرغم من الوظائف غير المحدودة والمصالح والامتيازات التي مازال يحصل عليها نسبة من هؤلاء العلماء، ولكن ظهر أن المملكة فيها الآلاف من العلماء الذين لهم أثر كبير في المجتمع ولكنهم غير مؤثرين في العملية السياسية.
الإسلاميون والمشاركة السياسية
تناول أحد الباحثين قضية مشاركة الإسلاميين في السياسة بالرجوع إلى مرحلة سقوط جدار برلين ووجود بعض الانفتاح في الدول العربية وشمال أفريقيا وتردد الإسلاميون بين المشاركة في العملية السياسية أو مقاطعة الانتخابات.وظل الغرب يعارض مشاركة الإسلاميين في العملية السياسية حيث كان فوز حماس عام 2006م مزعجاً للغرب كما كان الأمر في الجزائر قبل ذلك حيث تداعى العالم ضد فوز الإسلاميين في انتخابات الجزائر. وحاول الباحث تحليل التحولات الجديدة داخل الحركات الإسلامية في موقفها من المشاركة السياسية من خلال بحث ميداني قام به من خلال المركز الأمريكي للدراسات الشرقية في عمّان بالأردن في الفترة من أبريل ويونيه 2010م. ويشير الباحث إلى عدد من الحركات الإسلامية التي دخلت العملية السياسية ولكنها لم تصل بعد إلى التأثير في القرار السياسي في أنظمة شمولية كما في اليمن والمغرب والأردن. وأشار الباحث إلى العوامل الخارجية وأن الغرب لا يرى في سياسته الخارجية أن يؤيد التحول الديمقراطي أو دخول الإسلاميين إلى السلطة خوفاً من أنموذج حماس في فلسطين.
وأوضح الباحث إلى أن الحركات الإسلامية تقدم إلى الجمهور الغربي إلى أنها متخلفة وتعود إلى ما قبل العالم الحديث أو كما قال جوزيف كيششيان في محاضرة حضرتها في القنصلية الأمريكية في جدة العصور الوسطى المظلمة. ولكن الحركات الإسلامية حاولت جادة أن تتأقلم وتتلاءم مع التطورات الحديثة والعولمة حيث استخدموا وسائل الاتصال الجماهيرية الحديثة فلديهم قنوات فضائية كما أنهم يستخدمون الإنترنت وغير ذلك من الوسائل. ومن مظاهر وجود الحركات الإسلامي في الإنترنت صفحة الإخوان المسلمين الشباب بعنوان (أنا إخوان)(Ana Ikhwan) كما أشار إلى وجود مدونات باللغة العربية وباللغة الإنجليزية أيضاً.
العقد الاجتماعي في سياسات غير ديمقراطية في الشرق الأوسط
لفت انتباهي باحث شاب من جامعة جاقيلونيان Jagiellonian يعمل أستاذاً مساعداً في قسم دراسات الشرق الأوسط بجديته وحرصه على إتقان اللغة العربية وقراءاته الواسعة في الثقافة العربية والإسلامية وقد تناول في بحثه قضية مهمة حيث أشار إلى مقاومة دول الشرق الأوسط للديمقراطية فيمكن أن تصنف سبع عشرة دولة من دول المنطقة على أنها استبدادية وتشترك فيما بينها وهي : تعددية محدودة لا حساب لها وقوة واسعة مجتمعة في يد الحاكم الفرد أو النخبة الصغيرة وثالثاً تحرك سياسي منخفض للمجتمع، وغياب الإيديولوجية المرشدة. وركز الباحث على العلاقة بين المجتمع والأنظمة وقد ركز في دراسته على كل من اليمن وسوريا.
الفرس وكراهية الإسلام الدين العربي
شاهدت وقرأت للدكتور عبد الله فهد النفيسي عن المخاطر التي تواجه دول الجزيرة العربية فأكد أن أكبر خطر هو الخطر الإيراني أو الفارسي وأكد معرفته العميقة بهذه البلاد منذ أن أعد رسالته للدكتوراه قبل أربعين سنة حول الشيعة والتشيع في المشهد السياسي العراقي وزار إيران مرات عديدة وألقى محاضرات سياسية في أكبر مراكز البحوث فيها. أكد الدكتور النفيسي أن التشيع لدى الإيرانيين إنما هو حصان طروادة وإنه لا يهمهم من التشيع شيء وإنما هي نزعة فارسية تحلم بالعودة إلى ملك فارس الذي انتهى بانتصار الإسلام عليه. بل إن النظرة الشعوبية وهي كره العرب هي المحرك الأساس لسياسة إيران ونزعتها لامتلاك القوة فإيران لا تعادي إسرائيل أو أمريكا بقدر ما تعادي العرب والمسلمين والإسلام.
وفي هذا المؤتمر أكد الباحثان الإيرانيان علي جرانماية وحسن مجيد عن ظهور نزعة فارسية بل نزعة كارهة للدين الإسلامي وأن هذا الدين إنما هو دين العرب فهم يكرهون حتى الالتزام بهذا الدين. ولكن ثمة من يقول إن الملالي لا يكرهون الإسلام بل يتمسكون به وإنما هم العامة والجماهير التي كرهت الملالي وحكمهم وولاية الفقيه وكل ما يربطهم بالإسلام والدين. وهذه النزعة تنطلق كذلك من حرص على الحياة العصرية الشبيهة بالحياة الغربية من ارتداء الجنيز وخلع الحجاب وتعاطي الخمور وغير ذلك.
كان الحديث كثيراً أو أساسيا عن الثورات العربية ومن العبارات التي وردت ديمقراطيات الخبز العربية، وأكد أحدهم أنه لا ضرائب بدون تمثيل بينما الواقع أنه هناك ضرائب ولكن دون تمثيل. ولكن في أماكن كثيرة من العالم العربي تحولت الحكومات إلى حكومات جباية فما أكثر الرسوم حتى إن بعض الدول حتى وإن كان ليس هناك ضرائب معلنة فما أكثر الرسوم هنا وهناك، وبالإضافة إلى الرسوم فقد ابتدعوا أنواعاً من الغرامات وبعض تلك الغرامات يتم تحصيلها والبعض الآخر يتم التنازل عنها إن دفعت المعلوم. وهذا يذكرني حينما أرسل أحد الولاة إلى عمر بن عبد العزيز رحمه الله ورضي عنه يقول له إن أهل الذمة يسلمون وهذا يقلل موارد الدولة، فرد عليه الخليفة العظيم: إنما بُعِث محمدٌ صلى الله عليه وسلم هادياً ولم يبعث جابياً.
السلطة الدينية والسلطة السياسية في السعودية
يهتم الباحث الفلسطيني الدكتور محمد العطاونة منذ مدة بالشأن السعودي حتى إنه نشر كتاباً لدى دار بريل عن الوهابية والتحديث ولعلي أكتب له عرضاً قريباً إن شاء الله. وفي هذا المؤتمر تناول العلاقة بين العلماء والمؤسسة السياسية وكيف أن العلماء كان لهم الكلمة وكانوا المرجع في معظم قضايا الدولة، وهناك آراء أن المكانة السياسية للعلماء قد تجاوزتها الدولة منذ زمن بعيد ولكن بقي العلماء قريبون من الدولة تستشيرهم وتحترم آراءهم كما أنها تلجأ إليهم في كثير من الأزمات السياسية التي تعرضت لها ومنها الفتوى الأخيرة لهيئة كبار العلماء في تحريم المظاهرات حينما صدرت مناشدات ومطالبات للتظاهر للمطالبة بالإصلاح السياسي والاجتماعي. وأشار الباحث إلى أنه ليس هناك اتفاقاً بين الباحثين حول البناء السياسي الموجود بين العلماء والحكام. وأضاف أن الباحثين انقسموا إلى قسمين أحدهما يرى أن العلماء لم يعودوا يشكلوا بناء متجانساً واحدا ولكنهم مازالوا لهم بعض المكانة لدى الحكام، بينما يرى الفرق الآخر أن العلماء فقدوا مكانتهم سواءً في الجانب السياسي أو الديني. أما الباحث فيرى أن هذه العلاقة مازالت مبنية على توافق مستمر يرعى مصالح الطرفين حيث يقدم العلماء غطاءً لشرعية الحكم مقابل استشارة العلماء في قضايا معينة.
ولكن ما فات الباحث وهو الذي لم يزر السعودية مرة واحدة أن العلماء المرتبطين بالدولة بالوظيفة أو العضوية في هيئة كبار العلماء لم يعودوا يؤلفوا سوى فئة قليلة على الرغم من الوظائف غير المحدودة والمصالح والامتيازات التي مازال يحصل عليها نسبة من هؤلاء العلماء، ولكن ظهر أن المملكة فيها الآلاف من العلماء الذين لهم أثر كبير في المجتمع ولكنهم غير مؤثرين في العملية السياسية.
الإسلاميون والمشاركة السياسية
تناول أحد الباحثين قضية مشاركة الإسلاميين في السياسة بالرجوع إلى مرحلة سقوط جدار برلين ووجود بعض الانفتاح في الدول العربية وشمال أفريقيا وتردد الإسلاميون بين المشاركة في العملية السياسية أو مقاطعة الانتخابات.وظل الغرب يعارض مشاركة الإسلاميين في العملية السياسية حيث كان فوز حماس عام 2006م مزعجاً للغرب كما كان الأمر في الجزائر قبل ذلك حيث تداعى العالم ضد فوز الإسلاميين في انتخابات الجزائر. وحاول الباحث تحليل التحولات الجديدة داخل الحركات الإسلامية في موقفها من المشاركة السياسية من خلال بحث ميداني قام به من خلال المركز الأمريكي للدراسات الشرقية في عمّان بالأردن في الفترة من أبريل ويونيه 2010م. ويشير الباحث إلى عدد من الحركات الإسلامية التي دخلت العملية السياسية ولكنها لم تصل بعد إلى التأثير في القرار السياسي في أنظمة شمولية كما في اليمن والمغرب والأردن. وأشار الباحث إلى العوامل الخارجية وأن الغرب لا يرى في سياسته الخارجية أن يؤيد التحول الديمقراطي أو دخول الإسلاميين إلى السلطة خوفاً من أنموذج حماس في فلسطين.
وأوضح الباحث إلى أن الحركات الإسلامية تقدم إلى الجمهور الغربي إلى أنها متخلفة وتعود إلى ما قبل العالم الحديث أو كما قال جوزيف كيششيان في محاضرة حضرتها في القنصلية الأمريكية في جدة العصور الوسطى المظلمة. ولكن الحركات الإسلامية حاولت جادة أن تتأقلم وتتلاءم مع التطورات الحديثة والعولمة حيث استخدموا وسائل الاتصال الجماهيرية الحديثة فلديهم قنوات فضائية كما أنهم يستخدمون الإنترنت وغير ذلك من الوسائل. ومن مظاهر وجود الحركات الإسلامي في الإنترنت صفحة الإخوان المسلمين الشباب بعنوان (أنا إخوان)(Ana Ikhwan) كما أشار إلى وجود مدونات باللغة العربية وباللغة الإنجليزية أيضاً.
العقد الاجتماعي في سياسات غير ديمقراطية في الشرق الأوسط
لفت انتباهي باحث شاب من جامعة جاقيلونيان Jagiellonian يعمل أستاذاً مساعداً في قسم دراسات الشرق الأوسط بجديته وحرصه على إتقان اللغة العربية وقراءاته الواسعة في الثقافة العربية والإسلامية وقد تناول في بحثه قضية مهمة حيث أشار إلى مقاومة دول الشرق الأوسط للديمقراطية فيمكن أن تصنف سبع عشرة دولة من دول المنطقة على أنها استبدادية وتشترك فيما بينها وهي : تعددية محدودة لا حساب لها وقوة واسعة مجتمعة في يد الحاكم الفرد أو النخبة الصغيرة وثالثاً تحرك سياسي منخفض للمجتمع، وغياب الإيديولوجية المرشدة. وركز الباحث على العلاقة بين المجتمع والأنظمة وقد ركز في دراسته على كل من اليمن وسوريا.
الفرس وكراهية الإسلام الدين العربي
شاهدت وقرأت للدكتور عبد الله فهد النفيسي عن المخاطر التي تواجه دول الجزيرة العربية فأكد أن أكبر خطر هو الخطر الإيراني أو الفارسي وأكد معرفته العميقة بهذه البلاد منذ أن أعد رسالته للدكتوراه قبل أربعين سنة حول الشيعة والتشيع في المشهد السياسي العراقي وزار إيران مرات عديدة وألقى محاضرات سياسية في أكبر مراكز البحوث فيها. أكد الدكتور النفيسي أن التشيع لدى الإيرانيين إنما هو حصان طروادة وإنه لا يهمهم من التشيع شيء وإنما هي نزعة فارسية تحلم بالعودة إلى ملك فارس الذي انتهى بانتصار الإسلام عليه. بل إن النظرة الشعوبية وهي كره العرب هي المحرك الأساس لسياسة إيران ونزعتها لامتلاك القوة فإيران لا تعادي إسرائيل أو أمريكا بقدر ما تعادي العرب والمسلمين والإسلام.
وفي هذا المؤتمر أكد الباحثان الإيرانيان علي جرانماية وحسن مجيد عن ظهور نزعة فارسية بل نزعة كارهة للدين الإسلامي وأن هذا الدين إنما هو دين العرب فهم يكرهون حتى الالتزام بهذا الدين. ولكن ثمة من يقول إن الملالي لا يكرهون الإسلام بل يتمسكون به وإنما هم العامة والجماهير التي كرهت الملالي وحكمهم وولاية الفقيه وكل ما يربطهم بالإسلام والدين. وهذه النزعة تنطلق كذلك من حرص على الحياة العصرية الشبيهة بالحياة الغربية من ارتداء الجنيز وخلع الحجاب وتعاطي الخمور وغير ذلك.