عبدالله جلغوم
New member
أفيقي ...
بحقِّ السّماءِ ،
وحقِّ النبيّينَ، والشّهداءِ أفيقي .
فمنذُ قرونٍ ، وأنتِ تنامين فوقَ التَّعبْ
ومنذُ قرونٍ ، وأنتِ ،
كما أنتِ،
مشغولةً بالجدودِ ، وطيبِ النَّسَبْ .
وفي كلّ يومٍ يمرُّ ،
يُدَبِّجُ أهلُ الفصاحة فيكِ
مئاتِ الخُطَبْ .
وفي كلِّ يومٍ ، بلادٌ تضيعُ ،
وخابيةٌ تُسْتَلَبْ .
ومن حولكِ النارُ ،
تأكلُ ما تحمِلين لها من حَطَبْ .
تطاوَلَ ليْلُكِ – سيّدتي –
وسيفُكِ صار عصاً من خشَبْ .
وطال انتظار ُ الصِّغار ليومهم المُرْتَقَبْ .
وفي الوَحْلِ ، غاصتْ جميعُ الرُّكَبْ .
أفيقي ،
فمن أجل عينيكِ كان الغضَبْ .
ومِن أجلِ عينيْكِ ،
صرْنا نموتُ بدون سبَبْ .
وأنت ِ ، كما أنتِ ، تسْتمْطرين السّماءَ ،
لتدفعَ عنك الرّزايا ،
وتُبعدَ عنك الحسودَ ، وشرَّ النُّوَبْ .
ومنذُ زمانٍ ،
وفي كلّ يومٍ ، نسجِّلُ نصراً جديداً
بماء الذَّهب .
فأينَ هو النصرُ ؟ يا للعجَبْ !
سئمنا سماعَ المزيد عن الخيل ، والويْلِ ،
والقاذفات اللَّهَبْ .
سئمنا المقالاتِ، والأغنيات ، وكلَّ كلامٍ يشيدُ بنصْرِ العربْ .
مللنا جميعَ فنونِ الأدبْ .
نريد انتصاراً ، يعيدُ لنا الوطَنَ المُغْتصَبْ .
يعيدُ إلينا الحياة َ ،
وخيرَ البلاد الذي يُنْتَهَبْ .