قصص بني إسرائيل في القرآن الكريم

إنضم
16/11/2009
المشاركات
1,296
مستوى التفاعل
0
النقاط
36
العمر
72
الإقامة
تارودانت-المغرب
يقول سيد قطب (ت:1387هـ) في الظلال : " وقصص بني إسرائيل هو أكثر القصص ورودا في القرآن الكريم ، لأسباب عدة ، ذكرنا بعضها ... ونضيف إليها هنا ما نرجحه . . وهو أن الله - سبحانه - علم أن أجيالا من هذه الأمة المسلمة ستمر بأدوار كالتي مر فيها بنو إسرائيل ، وتقف من دينها وعقيدتها مواقف شبيهة بمواقف بني إسرائيل ؛ فعرض عليها مزالق الطريق ، مصَوَّرة في تاريخ بني إسرائيل ، لتكون لها عظة وعبرة ؛ ولترى صورتها في هذه المرآة المرفوعة لها بيد الله - سبحانه - قبل الوقوع في تلك المزالق أو اللجاج فيها على مدار الطريق ! . إن هذا القرآن ينبغي أن يقرأ وأن يتلقى من أجيال الأمة المسلمة بوعي . وينبغي أن يتدبر على أنه توجيهات حية ، تتنزل اليوم ، لتعالج مسائل اليوم ، ولتنير الطريق إلى المستقبل . لا على أنه مجرد كلام جميل يرتل ؛ أو على أنه سجل لحقيقة مضت ولن تعود !
ولن ننتفع بهذا القرآن حتى نقرأه لنلتمس عنده توجيهات حياتنا الواقعة في يومنا وفي غدنا ؛ كما كانت الجماعة المسلمة الأولى تتلقاه لتلتمس عنده التوجيه الحاضر في شؤون حياتها الواقعة . . وحين نقرأ القرآن بهذا الوعي سنجد عنده ما نريد . وسنجد فيه عجائب لا تخطر على البال الساهي ! سنجد كلماته وعباراته وتوجيهاته حية تنبض وتتحرك وتشير إلى معالم الطريق ؛ وتقول لنا : هذا فافعلوه وهذا لا تفعلوه . وتقول لنا : هذا عدو لكم وهذا صديق . وتقول لنا : كذا فاتخذوا من الحيطة وكذا فاتخذوا من العدة . وتقول لنا حديثا طويلا مفصلا دقيقا في كل ما يعرض لنا من الشؤون . . وسنجد عندئذ في القرآن متاعا وحياة ؛ وسندرك معنى قوله تعالى : ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ ...﴾ [الأنفال:24] . . فهي دعوة للحياة . . للحياة الدائمة المتجددة . لا لحياة تاريخية محدودة في صفحة عابرة من صفحات التاريخ " .
 
كلام جميل يتناقض ما جاء في كتاب (معالم في الطريق) لنفس الكاتب ، الذي كفر فيه الأمة المسلمة واستحل دماءها ، واصفا إياها بنعت الجاهلية . فكان من نتائج ذلك ما آلت إليه الأمة الإسلامية من فوضى سالت فيها الدماء وشردت فيها الأسر ودمر فيها العمران ، وأصبحت ديار المسلمين لقمة سائغة في يد أعداء الإسلام .
بالمناسبة ومن هذا المنبر أقترح أن يخضع تفسير الظلال إلى قراءة ناقدة تميز بين التفسير المشرق والتأويل الملغوم والغريب الذي لا يتلاءم مع التعاليم الربانية للكتاب والسنة .

والله أعلم وأحكم
 
عودة
أعلى