قصتان مشهورتان عن أمير المؤمنين عمر مع ضعفها

إنضم
08/02/2009
المشاركات
614
مستوى التفاعل
0
النقاط
16


الأولى: قصة توليته الشفاء بنت عبدالله العدوية ولاية الحسبة على الرجال في الأسواق، وهي قصة مشهورة، لكنها لم تثبت بسند صحيح، وقد ضعفها جمع من العلماء منهم ابن العربي في ((أحكام القرآن)) ( 3/1457) حيث قال عنها : (وقد روي أنَّ عمرَ قَدَّمَ امرأةً على حِسْبة السوق، ولم يصح، فلا تلفتوا إليه، فإنما هو من دسائس المبتدعة في الأحاديث(.

الأخرى:قول عمر في قصة رفع المهور: (امرأة أصابت ورجل أخطأ)، مع أن سند القصة فيه انقطاع، كما ذكر ذلك ابن كثير في تفسير الآية العشرين من سورة النساء، وابن حجر في ((فتح الباري)) (9/111(.
 
الأخ الكريم / بلال :
في القصة الثانية لو نقلت قول الحافظين ابن كثير وابن حجر - رحمهما الله - لكان أولى ، ولسلمت من التبعة ؛ فإن ابن كثير - رحمه الله - قال في رواية أبي يعلى : إسناده جيد قوي .ا.هـ . على أن الرواية في إسنادها : مجالد بن سعيد ، وهو ضعيف .
وأما ابن حجر – رحمه الله – فقال في ( الفتح ) : قوله : ] وآتيتم إحداهن قنطارا [ فيه إشارة إلى جواز كثرة المهر ؛ وقد استدلت بذلك المرأة التي نازعت عمر t في ذلك ، وهو ما أخرجه عبد الرزاق من طريق أبي عبد الرحمن السلمي قال : قال عمر : لا تغالوا في مهور النساء ؛ فقالت امرأة : ليس ذلك لك يا عمر ، إن الله يقول : ( وآتيتم إحداهن قنطارا من ذهب ) ، قال : وكذلك هي في قراءة ابن مسعود ؛ فقال عمر : امرأة خاصمت عمر فخصمته ( [1] ) . وأخرجه الزبير بن بكار من وجه آخر منقطع : فقال عمر : امرأة أصابت ورجل أخطأ ؛ وأخرجه أبو يعلى من وجه آخر عن مسروق عن عمر فذكره متصلا مطولا ؛ وأصل قول عمر : ( لا تغالوا في صدقات النساء ) عند أصحاب السنن ، وصححه ابن حبان والحاكم ، لكن ليس فيه قصة المرأة ( [2] ) .
هذا كلام الحافظ ، وقد قال في رواية ابن بكار : من وجه آخر منقطع .. ولم يتكلم عن الروايات الأخرى ؛ وسياق كلامه – رحمه الله – يدل على أنه مشَّاها .
على أن روايات هذا الأثر لا تخلو من مقال كما هو معروف عند أهل العلم .. غير أني أردت أن أنبه على أمانة النقل ، وفقني الله وإياك للحق ، وثبتنا عليه .

[1] - انظر مصنف عبد الرزاق ( 10420 ) .

[2] - انظر ( فتح الباري ) : 9 / 204 .​
 
عودة
أعلى