قصة غريبة في بداية أمر إسحاق بن راهويه وتركه لمذهب أهل الرأي

إنضم
23/04/2003
المشاركات
805
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
الإقامة
الرياض
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على الهادي الأمين أما بعد :

فهذه حكاية غريبة في بداية أمر الإمام إسحاق بن راهويه في العلم ، وكونه من أصحاب الرأي ثم ترك ذلك ...
قال الإمام أبو بكر المروذي (1) في كتابه الورع ص 122: وحدثنا القاسم بن محمد (2) قال: سمعت إسحاق بن راهويه يقول: كنت صاحب رأي فلما أردت أن أخرج إلى الحج عمدت إلى كتب عبد الله بن المبارك ، واستخرجت منها ما يوافق رأي أبي حنيفة من الأحاديث ، فبلغت نحو من ثلاثمائة حديث ، فقلت: أسأل عنها مشايخ عبد الله الذين هم بالحجاز والعراق ، و أنا أظن أن ليس يجترئ أحد أن يخالف أبا حنيفة ، فلما قدمت البصرة جلست إلى عبد الرحمن بن مهدي ، فقال لي: من أين أنت ؟
فقلت: من أهل مرو ، قال: فترحم على ابن المبارك ـ وكان شديد الحب له ـ ، فقال: هل معك مرثية رثي بها عبد الله ؟
فقلت: نعم ، فأنشدته قول أبي تميلة يحيى بن واضح الأنصاري :
طرق الناعيان إذ نبهاني * بقطيع من قادح الحدثان
قلت للناعيات من تنعيا * قالا أبا عبد ربِّنا الرحمن
فأثار الذي أتاني حزني * وفؤاد المصاب ذو أحزان
ثم فاضت عيناي وجدا وشجوا * بدموع تحادر الهطلان
فلئن كانت القلوب تبكي * لقلوب الثقات من إخوان
قد تبكيه بالدماء وفي الأجـ * ـواف لذع كحرقة النيران
لتقي مضى فريدا حميدا * ماله في الرجال إن عد ثاني
يا خليلي يا ابن المبارك عبد الـ * ـله خليتنا لهذا الزمان
حين ودعتنا فأصبحت محمو * دا حليف الحنوط والأكفان
قدس الله مضجعا أنت فيه * وتلقاك فيه بالـرضـوان
أرض هيت فازت بك الدهر إذ * صرت غريبا بها عن الإخوان
لا قريب بها ولا مؤنس يؤ * نس إلا التقى مع الإيمان
ولمرو قد كنت فخرا فصارت * أرض مرو كسائر البلدان
أوحشت بعدكم مجالس علم * حين غاب المغيث للهفان
لهف نفسي عليك لهفا بك الـ * ـدهر وفجعا لفاجع لهفان
يا قريع القراء والسابق الأو * ل يوم الرهان عند الرهان
ومقيم الصلاة والقائم الليـ * ـل إذا نام راهب الرهبان
ومؤاتي الزكاة والصدقات الـ * ـدهر في السر منك والإعلان
صائم في هواجر الصيف يوما * قد يضر الصيام بالضمان
دائبا في الجهاد والحج والعمـ * ـرة يتلو منزل القرآن
دائما لا يمله يطلب الفوز * وليس المُجد كالمتوان
عين فابكيه حين غاب بواكيـ * ـه بهاطل وساكب السيلان
إن ذكرناك ساعة قط إلا * هاج حزني وضاق عني مكاني
ولعمري لئن جزعت على فقـ * ـدك إني لموجع ذو استكان
خافق القلب ذاهب الذهن عبـ * ـدالله اهذي كالواله الحيران
أتلوى مثل السليم لديغ الـ * ـرقش قد مس جلده النابان
بدلا كنت من أخي العلم سفيـ * ـان ويوم الوداع من سفيان
كنت للسر موضعا ليس يخشى * منك إظهار سره الكتمان
و برأي النعمان كنت بصيرا * حين تبغى مقايس النعمان​
قال: فما زال ابن مهدي يبكي وأنا أنشده حتى إذا ما قلت: وبرأي النعمان كنت بصيرا ... ، قال لي: اسكت قد أفسدت القصيدة .
فقلت: إن بعد هذا أبياتا حسانا .
فقال: دعها، تذكر رواية عبد الله عن أبي حنيفة في مناقبة ! ما تعرف له زلة بأرض العراق إلا روايته عن أبي حنيفة ، ولوددت أنه لم يرو عنه ، وأني كنت أفتدي ذلك بعظم مالي .
فقلت: يا أبا سعيد لم تحمل على أبي حنيفة كل هذا ؟! لأجل هذا القول أنه كان يتكلم بالرأي ، فقد كان مالك بن أنس ، والأوزاعي ، وسفيان يتكلمون بالرأي !
فقال: تقرن أبا حنيفة إلى هؤلاء !
ما أشبه أبا حنيفة في العلم إلا بناقة شاردة فاردة ترعى في وادي خصب ، والإبل كلها في واد آخر .
قال إسحاق: ثم نظرت بعد فإذا الناس في أمر أبي حنيفة على خلاف ما كنا عليه بخرسان . اهـ

هذه القصة صحيحة الإسناد ، ولم أر من ذكرها في ترجمة إسحاق ولا من أشار إليها مع أنها تلقي الضوء على بداية أمره، وهل لهذا تأثير في فقه واختياره !
وهذا الموقف الظاهر أنه بداية تحول الإمام إسحاق إلى مذهب أهل الحديث خصوصا لما رأى أمر أهل الحديث على ما قال شيخه الإمام عبد الرحمن بن مهدي رحم الله الجميع.
وفي كتاب أبي بكر الخطيب «تاريخ بغداد» 6/347: أنه رحل إلى العراق سنة 184 وهو ابن 23 سنة .
----------------------
(1) المروّذي نسبة إلى مرو الروذ ، ويخطئ بعض الناس فيقول: المروزي بالزاي ، أو: الـمَرْوَذِي .
قال ياقوت في معجم البلدان 5/112: مَرُّوْذ بالفتح ثم التشديد والضم وسكون الواو وذال معجمة ، وهو مدغم من مرو الروذ هكذا يتلفظ به جميع أهل خراسان ـ إلى أن قال ـ مرو الروذ: المرو: الحجارة البيض تقتدح بها النار ، ولا يكون أسود ولا أحمر ، ولا تقتدح بالحجر الأحمر ، ولا يسمى مروا .
والروذ بالذال المعجمة هو بالفارسية: النهر فكأنه مرو النهر ، وهي مدينة قريبة من مرو الشاهجان بينهما خمسة أيام ، وهي على نهر عظيم فلهذا سميت بذلك ، وهي صغيرة بالنسبة إلى مرو الأخرى خرج منها خلق من أهل الفضل ينسبون:
مروروذي ، ومَرُّوْذي .. ـ وذكر منهم ـ أبا بكر أحمد بن محمد بن صالح بن حجاج المروذي صاحب أحمد بن حنبل قيل: كان خوارزميا ، وأمه مروذية.

(2) أظنه المترجم في «طبقات الحنابلة» 2/208ـ وقال عنه ـ: ذكره أبو بكر الخلال فقال: من أصحاب أبي عبدالله المتقدمين سمع من أبي عبدالله "التاريخ" قديما ، وقد كان قدم ههنا ، وحدث عنه أبو بكر المروذي . والله أعلم .
ثم لما طبع كتاب «أخبار الشيوخ وأخلاقهم » للمؤلف وجدت القصة ص160 ، ونسب شيخه فقال: القاسم بن محمد بن الحارث .
وهو مترجم في «الجرح والتعديل» 7/120قال عنه أبو حاتم : صدوق ، وذكره الخطيب في «تاريخ بغداد» 12/341: وقال عنه : ثقة ، ونقل ما ذكره ابن أبي يعلى «طبقات الحنابلة» في عن الخلال.

 
كل يؤخذ من قوله ويترك إلا صاحب القبر الشريف صلى الله عليه وسلم 0
ثم :
1-ما للإمام ابن مهدي رحمه الله وللشعر 0
2-هل اتباع إمام كبير مثل ابن المبارك لإمام أكبر منه ومن غيره كأبي حنيفة رحمه الله يعتبر "زلة " لا يعرف غيرها0
3-إذا كان الإمام "الأعظم " أبو حنيفة رحمه الله لا يقرن إلى مالك والأوزاعي :فيا ترى يقرن إلى من " ومع من ؟ ؟؟
هذه القصة ومهما صح سندها فما هي إلا من بقايا المقولة الكاذبة الفاجرة في حق الإمام أبي حنيفة رحمه الله 0
ويعلم الله أني لست "حنفي" المذهب ،ولكنها "صرخة" أرد بها عنه ،وهذاواجب له كمثله من العلماء غيرنا0
وشكراً للشيخ السديس على هذه المعلومة 0
 
ليس القصد من هذا الكلام في أبي حنيفة ؛ فالكلام في هذا الموضوع مجاله آخر !

وقد صنفت فيه كتب وسودت فيه صفحات كثيرة .

وابن المبارك ـ بارك الله فيك ـ لم يتبع أبا حنيفة بل روى عنه وهو من أئمة أهل الحديث ، وليس أبو حنيفة أكبر منه بهذا الإطلاق ، نعم يفوقه في الفروع والرأي ، أما في غيرها = فبعيد ؛ فتأمل .

والكلام في أبي حنيفة كثير جدا من أئمة كبار في العلم ، وعليه فوصف المقولة بأنها فاجرة كاذبة = دفاع عن أبي حنيفة ، وطعن واتهام لأمم من العلماء سواه ؛ فتأمل.

والله يحكم بينهم يوم القيامة فيما كانوا فيه يختلفون .

ولا أريد الخوض في الموضوع .
 
الإما م ابن مهدي قال فيما نقل عنه أعلاه:
"تذكر رواية عبد الله عن أبي حنيفة في مناقبة ! ما تعرف له زلة بأرض العراق إلا روايته عن أبي حنيفة ، ولوددت أنه لم يرو عنه ، وأني كنت أفتدي ذلك بعظم مالي ."
وابن مهدي رحمه الله استنكر "الرواية " وهي "اخف من "الاتباع " ؟؟
وأما عبارة:
"وعليه فوصف المقولة بأنها فاجرة كاذبة = دفاع عن أبي حنيفة ، وطعن واتهام لأمم من العلماء سواه "
هذا "فهم " من قائله لا يلزم غيره ، ومنذ متى يكون الدفاع عن عالم هو "اتهام "و"طعن" لآخر أو لغيره ؟؟؟لا يلزم ذلك أبداً لا فيما كتبته ولا في ما أعتقده ،وهل يقال :أن العلماء الذين دافعوا عن أبي حنيفة -وهم أيضاً علماء وأئمة كبار في العلم يكونوا قد "طعنوا " و"اتهموا " أولئك الآخرين ؟؟؟
المداخلة هي لبيان :أن اتباع أو الرواية عن الإمام أبي حنيفة لا تعتبر "زلة"حتى وإن قالها من هو "أجل " وأعلم "من الإمام ابن مهدي رحمه الله 0
وكاتب هذه الحروف أبعد من غيره في عدم الرغبة في الخوض في هذا الموضوع إذ مذهبه أن العلماء لايجوز التفاضل بينهم على نية "التقليل والطعن من بعضهم على حساب البعض 0
 
أخي الكريم وفقك الله أرجو أن تركز قليلا حتى لا ندخل في التكرير والكلام الذي لا يحتاج إليه .
فأنت قلت:
الجكني قال:
اتباع إمام كبير مثل ابن المبارك لإمام أكبر منه ومن غيره كأبي حنيفة
فعلقتُ على هذا الغلط المحظ بقولي :
عبدالرحمن السديس قال:
وابن المبارك ـ بارك الله فيك ـ لم يتبع أبا حنيفة بل روى عنه وهو من أئمة أهل الحديث
فأي معنى بعد لهذا ؟! :
الجكني قال:
وابن مهدي رحمه الله استنكر "الرواية " وهي "اخف من "الاتباع " ؟؟

وقلتَ بارك الله فيك :
الجكني قال:
هذه القصة ومهما صح سندها فما هي إلا من بقايا المقولة الكاذبة الفاجرة في حق الإمام أبي حنيفة رحمه الله 0

فعلقتُ :
عبدالرحمن السديس قال:
والكلام في أبي حنيفة كثير جدا من أئمة كبار في العلم ، وعليه فوصف المقولة بأنها فاجرة كاذبة = دفاع عن أبي حنيفة ، وطعن واتهام لأمم من العلماء سواه ؛ فتأمل.

فقلتَ ـ وعجيب ما قلتَ ـ :
الجكني قال:
هذا "فهم " من قائله لا يلزم غيره

وأقول : نعم هو فهم من قائله لنص وظاهر كلام كاتبه الذي نسي وصفه لمقالة الأئمة في أبي حنيفة بأنها كاذبة فاجرة إلا إن كان وصف الفجور والكذب لمقالتهم = مدحا !

الجكني قال:
ومنذ متى يكون الدفاع عن عالم هو "اتهام "و"طعن" لآخر أو لغيره ؟؟؟ لا يلزم ذلك أبداً لا فيما كتبته ولا في ما أعتقده ، وهل يقال :أن العلماء الذين دافعوا عن أبي حنيفة -وهم أيضاً علماء وأئمة كبار في العلم يكونوا قد "طعنوا " و"اتهموا " أولئك الآخرين ؟؟؟
لم يكن هذا أبدا إن تكلم المدافع بعدل وإنصاف بين المتخاصمين ، ولم يدفع عن إمام برمي الآخر بأن قوله فجور و كذب أو أنه تكلم في خصمه حسدا وظلما ونحو ذلك من الكلام ، فإن فعل = فهو مدافع عن عالم طاعن في الآخر ، وكل من سلك هذه الطريق مهما كان و لم يكن كلامه حق محض = فله نصيب من تجاوز القسط والعدل ، وسيجد من يخاصمه على تجاوزه يوم القيامة .
 
الأخ الجكني الإمام عبد الرحمن بن مهدي من أركان علم الحديث, بل لو حصرناهم في أربعة بعيدا عن النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته البررة, فالبنسبة لي عبد الرحمن بن مهدي ويحيى القطان لا أشك لحظة واحدة أنهما من هؤلاء الأربعة, واطلب منك القراءة المكثفة في هذا الجانب لتصلك الحقيقة بذاتها لابعيون المصنفين!!

بل لو قابلت من يقدم ابن مهدي على تلميذه ابن حنبل صاحب ال 700 الف اثر في ذاكرته وليس 300 اثر نصفها واهي في ذهن ابي حنيفة, فلاتتهور وتقول له اخطأت لمجرد شهرة الإمام المبجل احمد بن حنبل رحمه الله, فالحق قد يكون معه وصراحة اخي الكريم اشعر ان شهرة الرجل عندك هي حقيقته ودلالة على انه من قادة ((الحق)) الذي به يقوقون ولو كان الامر كذلكم فكونفوشيوس على حق اكثر من نبينا محمد عليه افضل الصلاة والسلام. ولاتنسى اقراركم انه امام اهل الرأي وفي ذلك الوقت وفي توافر ابناء الصحابة واحفادهم ومن اتبعهم, فمخجل ان تقارن الرأي باهل السنة والحديث عن النبي عن الله عز وجل!!! كلمة الرأي ارجو ان لانختلف انها سبة وليست مدحا, وإمام اهل الاثر هو مصدر هذا الاثر وهو النبي صلى الله عليه وسلم. على النقيض من ذلك الرأي الشخصي, الذي نصح صاحبه بعدم كتابته!!!! لن أقول اتنه مرجئ!! والله يغفر لنا وله
 
الأخ السديس :
أتفق معك في قولك :"أرجو أن تركز قليلا حتى لا ندخل في التكرير والكلام الذي لا يحتاج إليه " فلهذا لن أعلق إلا هذا التعليق المختصر وهو :
بدأت مداخلتي بعبارة :"كل يؤخذ من قوله ويترك إلا صاحب القبر الشريف صلى الله عليه وسلم " وهي عبارة صحيحة نتوافق عليها حسب علمي0
ومما "يجب" تركه عندي عبارة الإمام ابن مهدي رحمه الله ففيها "استنكار " على "رواية "ابن المبارك عن أبي حنيفة بل ليس ذلك فحسب ،بل إنه يرى - وهذا حقه لكن لست مطالباً باتباعه فيه - أن ذلك "زلة " ويود لو أنه يفتدي منها بماله 0
أما بقية الكلام فحقيقة أعرض عن التعليق عليه حتى لا ندخل في ما لا يحتاج إليه 0
أما الأخ العتيبي فأقول له :
مداخلتك كأنها "تصور "أن الكلام هو في "الحط " من مرتبة ابن مهدي رحمه الله ،حاشا وكلا ،بل كاتب هذه الحروف دائماً ما يقول في هذا المنتدى وغيره :"العلماء كلهم عينان في راس " وليس من مذهبي أن أفضل عالماًا بالشكل الذي يجعلني اتهمه في " عقيدته وعبادته لله عز وجل ،بل العلماء لله تعالى 0
قلت يا العتيبي :
"أركان علم الحديث, بل لو حصرناهم في أربعة بعيدا عن النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته البررة, فالبنسبة لي عبد الرحمن بن مهدي ويحيى القطان لا أشك لحظة واحدة أنهما من هؤلاء الأربعة"
الحمد لله أنك قلت "فالبنسبة-ولعلك تقصد فبالنسبة - لي 00" يعني هذا رأيك وانت حر في رايك سواء أدخلت هذين ام أخرجتهما 0
ثم قلت :
"واطلب منك القراءة المكثفة في هذا الجانب لتصلك الحقيقة بذاتها لابعيون المصنفين!!
وكيف ستصلني الحقيقة إلا من خلال "عيون المصنفين " وأيضاً :كيف وصلتك المعلومات -الحقيقة - إلا "بعيون المصنفين"
ثم قلت :
بل لو قابلت من يقدم ابن مهدي على تلميذه ابن حنبل صاحب ال 700 الف اثر في ذاكرته وليس 300 اثر نصفها واهي في ذهن ابي حنيفة, فلاتتهور وتقول له اخطأت لمجرد شهرة الإمام المبجل احمد بن حنبل رحمه الله, فالحق قد يكون معه 0
أحمد الله ثانيةأنك قلت "قد "0
وأيضاً : أثبت أن الإمام الأعظم أبا حنيفة رحمه الله يحفظ (300) منها (150)واهية 0ولنفرض أن كلامك صحيح يبقى أبو حنيفة هو أبو حنيفة 0
ثم قلت :
وصراحة اخي الكريم اشعر ان شهرة الرجل عندك هي حقيقته ودلالة على انه من قادة ((الحق)) الذي به يقوقون ولو كان الامر كذلكم فكونفوشيوس على حق اكثر من نبينا محمد عليه افضل الصلاة والسلام0
أقول : أما وجدت أحداً من البشر تضعه في هذا المثال مع هذا الفاجر الكافر غير رسول الله صلى الله عليه وسلم ،أين الأدب مع النبي صلى الله عليه وسلم ؟أم أنك "إفراطك " في محبة ابن مهدي وعكسها في أبي حنيفة أوقعتك في هذا الأسلوب "الأدبي "في الكتابة0
ثم قلت :
"فمخجل ان تقارن الرأي باهل السنة والحديث عن النبي عن الله عز وجل!!!
وأشد "خجلاً من ذلك أن توحي عبارتك إلى أن أبا حنيفة رحمه الله ليس من أهل " السنة " و"الحديث " عن رسول الله صلى الله عليه وسلم " فيا ترى ممن هو إذن ؟؟
ثم قلت :
"كلمة الرأي ارجو ان لانختلف انها سبة وليست مدحا, وإمام اهل الاثر هو مصدر هذا الاثر وهو النبي صلى الله عليه وسلم. على النقيض من ذلك الرأي الشخصي, الذي نصح صاحبه بعدم كتابته!!!! لن أقول اتنه مرجئ!! والله يغفر لنا وله"
أقول :
والله إني أرى أن الرأي " عند أبي حنيفة رحمه الله ليس "سبة " ولا "عاراً " بل هو "سبة " عند من لم "يعرف"ما معن "الرأي عند الإمام ،ومن كان كذلك فعليه أن يعرف ما هو "الرأي " الذي يقصده الإمام الأعظم أبو حنيفة رضي الله عنه ثم ياتي ويحاكمه عليه إن كان يحق له "أصلا"أن يحاكمه 0
وأما ما ختمت به مداخلتك وهو :
"لن أقول اتنه مرجئ!! والله يغفر لنا وله"
فكلام غير جديد علينا بل سمعناه وقرأناه كثيراً ولا نستغربه في هذا الزمان الذي أصبح فيه أئمة الإسلام عرضة للنهش والنهس ممن عطى لنفسه بل ممن سوّل له الشيطان -ويعلم الله لا أقصدك - وزين له الحكم على "عقائد الأئمة الكبار حتى أصبحنا نرى الكتب في عقيدة الإمام فلان وفلان ،وكأن الرسائل العلمية أصابها "العقم " فلم يجد باحثون إلا هذا الصنف من التأليف 0
وأخيراً :
ما هو هذا "ارجاء" الذي اتهمت به "خفية هذا الإمام ؟وعلى رأي من " هل هو على رأي رسول الله صلى الله عليه وسلم أم على رأي غير ه
إن كان على رأي وقول رسول الله صلى الله عليه وسلم فعلى العين والرأس وأنا أول من أتهمه -وحاشاه من ذلك - ،وإن كان على رأي غيره فابو حنيفة رحمه لله قد قالها لنا :"هم رجال ونحن رجال "
وبعد :
لا خير في من يرد حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا صح "عنه" "عنده" مهما ومن كان ،وأبو حنيفة رحمه الله قد سلمه لله من ذلك 0
 
أخي العتيبي:
وفقكم الله, قلتم سابقاً:
(ولاتنسى اقراركم انه امام اهل الرأي وفي ذلك الوقت وفي توافر ابناء الصحابة واحفادهم ومن اتبعهم, فمخجل ان تقارن الرأي باهل السنة والحديث عن النبي عن الله عز وجل!!! كلمة الرأي ارجو ان لانختلف انها سبة وليست مدحا, وإمام اهل الاثر هو مصدر هذا الاثر وهو النبي صلى الله عليه وسلم. على النقيض من ذلك الرأي الشخصي, الذي نصح صاحبه بعدم كتابته!!!! لن أقول اتنه مرجئ!! والله يغفر لنا وله )


وقد كنت منذ فترة أتابع شرح فضيلة الشيخ العلامة الفقيه: محمد بن محمد المختار الجكني الشنقيطي(المدرس بالمسجد النبوي الشريف), لسنن الترمذي وحفظتُ كلاماً قيِّـماً عنه حول وصف الحنفية بأهل الرأي , وكون ذلك سباً أو مدحاً, حيث يقول حفظنا الله وإياك وإياه ما نصه في باب كراهية مسح الحصى في الصلاة:


وقوله : " قول سفيان وأهل الكوفة " : أهل الكوفة قد يقصد بهم المصنف الحنفية وغيرهم ، ولذلك يعبر بعض العلماء بأهل الرأي وسموا بذلك ؛ لأن الكوفة كان حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم فيها قليلاً وكانت أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم إلى المائة الأولى وبداية المائة الثانية أكثر ما تكون في الحجاز ، ومن هنا كانوا يصفون الإمام مالك ، والشافعي ، وأحمد بأصحاب الحديث ؛ لأن الرواية عندهم أكثر وكانوا يقولون : للحنفية ومن وافقهم بأنهم أهل رأي لأن النصوص قلت عندهم وأحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم قلت عندهم فالتجأوا إلى الاجتهاد فالرأي عندهم ، والاجتهاد عندهم أكثر ,والرأي رأيان :

رأي محمود ، ورأي مذموم .

ومرادهم بأهل الرأي الرأي المحمود وهو الاجتهاد في شرع الله ببصيرة ودليل من كتاب الله عز وجل يعتمده المجتهد أصلاً أو يعتمد أدلة متعددة من الكتاب والسُّنة .

أما الرأي المذموم فهذا لايدخلونه في الدين أصلاً فينبغي على كل طالب علم أن يتنبه لهذا ، ولذلك لايقصد من قولهم أهل الرأي اللمز كما يفهمه بعض المتأخرين من سقيم الفهم ممن يثرب على العلماء وينتقص الأولين من أئمة السلف ،

فالمقصود أن أهل الرأي هم من اجتهد في شرع الله عز وجل اجتهاداً شرعياً وهو مأمور شرعاً إذا لم يجد الدليل أن يجتهد وأن يبذل وسعه في تحري الحق والصواب بغض النظر عن كونه يصيب أو يخطيء ؛ لأن هذا الاجتهاد والرأي نُدِبَ إليه شرعاً قال صلى الله عليه وسلم : (( إذا اجتهد الحاكم فأصاب كان له أجران ، وإذا اجتهد وأخطأ كان له أجر واحد )) فالاجتهاد مشروع في دين الله عز وجل

وإنما عتب العلماء وشدد العلماء على المتعصبة الذين جاؤوا من المتأخرين يهدمون نصوص الكتاب والسُّنة ويلوون النصوص في دلالاتها ويتلاعبون بتلك الدلالات الواضحة البينة التي أسفرت وبينت وجه الحق ودلت عليه فيتكلفون في ردها ويتشدقون في تضعيف دلالتها وضرب الأحاديث والنصوص بعضها ببعض هذا هو التعصب الممقوت وهذا هو التأويل المذموم الذي تصرف فيه النصوص الواضحة عن دلالتها ، وكذلك يلبس به الحق بالباطل هذا هو الذي ذمه العلماء وشددوا فيه التعصب الذي يفضي إلى رد الحق ورد النصوص الصحيحة الثابتة في كتاب الله وسنة النبي صلى الله عليه وسلم .انــتـــهـــى كلامه وفقه الله
 
يصحح
عبدالرحمن السديس قال:
و لم يكن كلامه حقا محضا



مما ينبغي التنبه له عند الحديث على كلام الإمام ابن مهدي هنا ـ وإن لم يكن هذا من قصد الموضوع ـ ما يلي:

1- موقف أهل الحديث من أهل الرأي من حيث الجملة وسببه .
2- موقفهم ممن خالف السنن الصحيحة وعارضها بالقياس .
3- موقفهم من المخالف في العقائد ومنها: مسألة الإيمان .
وما يتفرع عن ذلك كموقفهم من الرواية عن رؤوس أهل الرأي أو المبتدعة أو من رمي ببدعة ...
خصوصا إذا كان الراوي من الأكابر الذين يقتدى بهم ، وما يترتب على ذلك ...
 
محمود الشنقيطي قال:
وإنما عتب العلماء وشدد العلماء على المتعصبة الذين جاؤوا من المتأخرين يهدمون نصوص الكتاب والسُّنة


بارك الله فيكم ونفع بما نقلتم عن الشيخ وفقه الله وحفظه ونفع بعلمه .

لكن قصر الكلام على المتأخرين من أهل الرأي فيه نظر ، وكلام أهل الحديث وأئمته في أهل الرأي المتقدمين كثير .
 
السؤال لأخي السديس :
هل هذه "الإنبغاءات " الثلاثة المذكورة يدخل فيها الإمام أبو حنيفة رحمه الله أم لا ؟
النقاش هو في الإمام وليس في غيره من أهل الرأي ، ولا تنس يا أخي أنك أحببت عدم التكرار 0
فإن كانت هذه الثلاثة تقال في حق الإمام فنحن ندافع عنه ،وإن كانت لا ،فعندئذ نكون خرجنا عن موضوع النقاش ،وأرحناكم وأرحتمونا 0
 
يا شيخ عبد الرحمن - وفقني الله وإياك -
الا تتفق معي ومع شيخنا المختار الشنقيطي , على فرض أن مذمة أهل الحديث لأهل الرأي متجهةٌ لأولئك المتقدمين,غيرُ مستقيمة ولا يتابعون في ذلك الذم , لأن معارضتهم - أعني أهلَ الرأي - للنصوص كانت واجبةً في حقهم حيث عدموا الدليل الشرعي بعدم بلوغه إياهم ثم وجب عليهم حينئذ الاجتهادُ ففعلوا, فحينئذٍ لا تثريب عليهم في ذلك وإن جانبوا الصواب ,ولهم أجرهم إن شاء الله ,بل الملامة على من تابعهم مع علمه بمخالفتهم للدليل ,أو عدم بلوغه إياهم وأنه لو بلغهم لما وسعهم معه اجتهاد ولا تفوهوا برأي, كحال جميع المتعصبين لآراء ومذاهب العلماء والذين لم ولن يخلو منهم زمن ولا مكان..!!
وأمَّـا ما اقتبستَه من كلام الشيخ , فليتك أكملته ليتبين للقارئ المراد من قوله :
( وإنما عتب العلماء وشدد العلماء على المتعصبة الذين جاؤوا من المتأخرين يهدمون نصوص الكتاب والسُّنة ويلوون النصوص في دلالاتها ويتلاعبون بتلك الدلالات الواضحة البينة التي أسفرت وبينت وجه الحق ودلت عليه فيتكلفون في ردها ويتشدقون في تضعيف دلالتها وضرب الأحاديث والنصوص بعضها ببعض )

هذا النعت لا يمكن لأجرأِ خلق الله أن ينعت به عالماً مـَّا من سلفنا الصالح, فضلا عن السادة الأحناف رضي الله عنهم , وهذا لا أجد من يقع عليه إلا تجار الدين والفتوى اليوم الذين ملأوا الشاشات والقنوات,والصحف والمجلات, يتتبعون الرخصَ وشواذ الفقهاء وغرائب الأقوال, جريا على قاعدة: خالف تعرفْ ..
 
أخي الفاضل الشيخ محمود نفع الله به

القصد من تعليقي على هذه النقطة هو عدم التسليم في كون النقد على المتأخرين منهم حسب .
بل هناك نقد كثير جدا في كتب السنة والتراجم وغيرها لمتقدميهم ...
أما كونه بحق أو بغير حق أو ... فهذا ما لم أتعرض له و أقصده .
 
جواب الشيخ الكريم الجكني وفقه الله

نعم يدخل عندهم قطعا فهو من أكثر من تكلموا عليه .

وإنما قلت ذلك؛ لأن دفاعك كان في معزل عن فهم كلامهم ومرادهم وسبب نقدهم، وإلا لكان للدفاع والجواب وجه وسبيل غير ما سلكتَ أقوم وأحكم .
 
الفاضلان
الجكني قال:
محمود الشنقيطي قال:
أأمل أن لايساء فهم ردي السابق, ولتعلما أن لهذه العائلة المباركة ((الشنقيطي)) وقعاً كبيراً في قلبي, ولكن أرجو أن لايكون هذا حاجزا للتعليق على ماذكره شيخنا القدير, وخصوصاً ان الاعتماد على مراجع عتيقة وليست اجتهادات معاصرة نبعت من خصوبة ذهن وقت صفو.

والأسئلة الجيدة!!! تقود لمعرفة أجوبة ربما تكون جيدة, بعيدا عن العاطفة التي تغلف بعض الردود. الحقيقة أقوى مما أقول ووما يقول غيري.

فمثلا سأتذاكى قليلاً وأقول رداً على ماذكره الشيخ الشنقيطي حفظه الله, حيث قال في درسه وفقاً لرد الأخ الفاضل محمود الشنقيطي:

وقوله : " قول سفيان وأهل الكوفة " : أهل الكوفة قد يقصد بهم المصنف الحنفية وغيرهم ، ولذلك يعبر بعض العلماء بأهل الرأي وسموا بذلك ؛ لأن الكوفة كان حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم فيها قليلاً وكانت أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم إلى المائة الأولى وبداية المائة الثانية أكثر ما تكون في الحجاز

السؤال شبه الجيد: سفيان الثوري من أهل الكوفة, أبو نعيم الفضل بن دكين من أهل الكوفة, الإمام وكيع بن الجراح من أهل الكوفة!! وقبلهم المقرئ المحدث الحافظ, الأعمش وهو كوفي صميم!!!هل أزيد!! وكافة هؤلاء ائمة أعلام حفاظ أثريون أقحاح ومع هذا كانوا شبه معاصرين تقريباً لأبي حنيفة النعمان!!! ولن أفتح سيرة تلاميذ ابن مسعود ومن أخذ عنهم, فلماذا لم يتهموا بالرأي؟؟ أو حتى يلجأو اليه؟؟ لماذا نتجرأ ونقول خلاف الحقيقة عندما نزعم ندرة أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم في الكوفة!! أبداً ليس صحيحاً, وهي اجتهاد كتبه أحد المتأخرين لـ ((إصلاح ذات البين)) فالتقطه الناس وتهافتوا عليه

س2: لماذا تقريبا تنعدم الرواية عن إمام فقيه كما يقال, عن الروسل صلى الله عليه وسلم في كتب الحديث التي نعرفها ونعرف قدرها جيداً؟؟

3: ابو حنيفة كوفي, الثوري كوفي, لماذا انتشر اسم ابي حنيفة في الافاق ولم ينتشر اسم الثوري او الاوزاعي رغم وجود متبعين لهم انذاك كائمة فقه. الا يتوافق هذا مع السقوط الحضاري للأمة وانت تعلم التبعات التي حصلت, وجيل صنع ((سيكون في امتي رجل اسمه ابو حنيفة هو سراج امتي, وسيكون فيها رجل يقال له محمد بن ادريس هو اضر على امتي من ابليس)) لايستحقون ان نتبع تعصبهم وصنع ايديهم!!

4. هل تريدني ان اصدم مع البخاري بل الحميدي بل احمد بن حنبل بل ابن مهدي بل الإمام مالك وغيرهم من ورثة الأنبياء من أجل صناعة التعصب. هؤلاء هم العيون التي أرى بها الماضي
 
أحسن من تكلم في أمر أبي حنيفة وأهل الرأي وكان كلامه وسطياً بلا إفراط ولا تفريط هو الإمام ابن حزم الظاهري حيث قال في كتابه العجاب (الرسالة الباهرة) :
وقد كان في القرن الثاني والثالث فسّاق ومتأخرون في الفضل عمن بعدهم بلا شك ، وإنما الفضل فيمها على الأغلب ، لا إلى إنسان بعينه منهم البتة ، ولا جاء أيضاً نص عن الله تعالى ، ولا عن رسوله ص بالأمر لنا بتعظيم بعضهم أكثر من تعظيم الآخرين ، بل هم علماء من جملة العلماء غيرهم ، لهم ما لهم وعليهم ما عليهم ، فسقط سؤالهم بمن أفضل ومن أجل .
وأما الورع : فهو اجتناب الشبهات ، ولقد كان أبو حنيفة وأحمد وداود من هذه المنزلة في الغاية القصوى ، وأما مالك والشافعي فكانا يأخذان من الأمراء ، وورث عنهما واستعملاه وأثريا منه ، وهما في ذلك أصوب ممن ترك الأخذ منهم ، وما يقدح هذا عندنا في ورعهما أصلاً ، ولقد كانوا رحمهم الله في غاية الورع .
وأما القطع بانهم أورع عند الله عز وجل فغيب لا يستجيز القطع به إلا فاسق ، وأورعهم في ظاهر أمرهم في الفتيا من كان أشدهم لمخالفة ما جاء في القرآن وما صح عن النبي ص ، وأبعدهم عن القطع برأيه ، وهذا أمر يعلمه كل ذي حس سليم ضرورة من جاهل أو عالم ، إلا من غالط عقله وكابر حسه .
وأما أيهم أعلم : فإن معنى العلم أن يكون عند المرء من رواية ذلك العلم وذكره لما عنده منه ، وثباته في أصول ذلك العلم الذي يختص به أكثر مما عند غيره من أهل ذلك العلم ، والذي كان عند أبي حنيفة من السنن فهو معروف محدود وهو قليل جداً ، وإنما أكثر معوّله على قياسه ورأيه واستحسانه ، كما روي عنه أنه قال : علمنا هذا رأي ، فمن أتى بخير منه أخذناه .
وأما الذي عند مالك فهو كله في موطئه ، قد جمعه وشيء يسير قد جمعه الرواة عنه مما ليس في الموطأ ، وذلك جزء صغير ، قد حُصِّل كل ذلك وضبط ، ولا يسع أحداً أن يظن به أنه كان عنده علم فكتمه ، وأحاديث صحاح فجحدها ، نعوذ بالله من ذلك ، فقد قال تعالى : { وإذ أخذ الله ميثاق الذين أتوا الكتاب لتبيننه للناس ولا تكتمونه ، فبنذوه وراء ظهورهم } آل عمران 187 ، وقال تعالى : { إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى من بعد ما بيناه للناس في الكتاب أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون ، إلا الذين تابوا وأصلحوا وبينوا فأولئك أتوب عليهم وأنا التواب الرحيم } البقرة آية 1590160.))


ويقول ((وأما الفتيا بالرأي فليس علماً ولا فضيلة ، ولا يعجز عنه أحد ، بل هو مذموم من الصحابة رضي الله عنهم ، ومن التابعون بعدهم ، وهم يُقرّون على أنفسهم بذلك :
فهذا ربيعة يقول للزهري : أنا أخبر الناس برأيي ، فإن شاؤوا أخذوه ، وإن شاؤوا ضربوا به الحائط .
قال أبو محمد رحمه الله : ولعمري إن شيئاً يكون سامعه بالخيار في أن يضرب به الحائط ، فحق أن يتعجل ضرب الحائط به ، وأن لا يفتي به في الدين ، ولا يخبر به عن الله عز وجل .
فهذا مالك يقول عند موته : وددت أني ضُربت لكل مسألة تكلمت فيها برأيي سوطاً على أنه لا صبر لي على السياط ().
قال أبو محمد رحمه الله (): ولعمري إن ما ندم عليه صاحبه هذه الندامة عند الموت ، فإن القاطع به في دماء المسلمين وفروجهم وأموالهم وأبشارهم ودينهم لمخذول .
وهذا ابن القاسم يقول : لا تُباع كتب الرأي ؛ لأننا لا ندري أحق هي أم باطل .
قال أبو محمد رحمه الله : ولعمري إن ما لم يقطع على جواز بيع كتبه ولم يدر أحق هي أم باطل لبعيد عن أن تجوز الفتيا به في الإسلام ، أو أن يخبر به عن الله تعالى .
وهذا سحنون يقول : ما ندري ما هذا الرأي ، سفكت به الدماء واستحلت به الفروج .
قال أبو محمد رحمه الله : فإن كان لا يدري ما هو فالذي أخذه عنه أبعد من أن يدريه لو نصحوا أنفسهم .
هذه أحكام ظاهرة الصدق لا ينكرها إلا ذو حمية يأنف أن يهتضم دنياه وتبطل اشرعته ، : { وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون } الشعراء آية 227 .
وأما الشافعي فإنه لا يجيز الرأي أصلاً ، وهذا أحمد وإسحق بن راهويه وسائر المتقدمين والمتأخرين من أصحاب الحديث ، وأما داود فأمره في إبطاله أشهر من أن يتكلف ذكره .
ولا فرق بين رأي مالك وأبي حنيفة ورأي الاوزاعي ورأي سفيان ورأي ابن أبي ليلى ، ورأي ابن شبرمة ، ورأي الحسن بن حي ، ورأي عثمان البتي ، ورأي الليث ، وكل ذلك رأي ، لا فضل لبعضه على بعض ، وكل هؤلاء مجتهد مأجور ، وكل من قلّد واحداً منهم مخطئ ملوّم غير معذور .
فإذ هذه صفة الرأي بإجماع الأمة كلها ، وإنما هو حكم بالظن ، وتخرّص في الدين ، فليس يستحق المكثُر منه ومن القول به صفة العلم ؛ لأنه ليس علماً ، ولا حفظه من العلم بسبيل ، وإنما هو اشتغال بالباطل عن الحق ، وباب من كسب المال ، ووجة من التسوّق والترؤس على الجيران ، وعند الحكام فقط ، وصناعة من صناعات المتأجِّر ، وقد خاب وخسر من جعل هذا عُرضة من دينه ، نعوذ بالله من الخذلان .
وإنما العلم ما ذكرنا من المعرفة بأحكام القرآن ، وما صح عن رسول الله ص ، ومعرفة ثقات الناقلين للسنن ، وما أجمع عليه المسلمون ، وما اختلفوا فيه ، فهذا هو العلم ، وحامله هو العالم لا ما سوى ذلك .
وأعلى الناس منزلة في العلم فالصحابة رضي الله عنهم ، فإن الصاحب ولو لم يكن عنده إلا حديث واحد أخذه عن رسول الله ص فهو عند ذلك الصاحب حق يقين من عند الله تعالى ؛ لأنه أخذه ممن لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ، وممن لا يخطئ في شيء من الديانة أصلاً ، فهو عند ذلك الصاحب كالقرآن في صحة وروده من عند الله عز وجل في وجوب الطاعة له ، ثم التابعون ، فإنهم أخذوا السنن التي هي العلم عمن شهد الله له بالعدالة كلهم ، إذ يقول الله تعالى : { محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعاً سجداً يبتغون فضلاً من الله ورضوانا } إلى قوله تعالى : { وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات منهم مغفرة وأجراً عظيماً } الفتح آية 29 ، وقال تعالى : { لا يستوي منكم من أنفق من قبل الفتح وقاتل أولئك أعظم درجة من الذين أنفقوا من بعد وقاتلوا ، وكلاً وعد الله الحسنى } الحديد آية 10 ، وقال تعالى : { إن الذين سبقت لهم منا الحسنى أولئك عنها مبعدون } الأنبياء آية 101 ن إلى قوله تعالى : { هذا يومكن الذي كنتم توعدون } الأنبياء آية 103 ، وقال تعالى : { لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة ، فعلم ما في قلوبهم فأنزل السكينة عليهم وأثابهم فتحا قريباً } الفتح آية 18 .
قال أبو محمد رحمه الله : فمن أخذ العلم عمن شهد الله تعالى لهم بالجنة قطعاً وبالعدالة ، وبأنه تعالى رضي عنهم ، وعلم الله ما في قلوبهم فأنزل السكينة عليهم ، فقد صحت لهم العصمة من تعمد الفسوق ، إذ لا يجتمع الفسوق والسكينة في قلب واحد ، فهو أعلى درجة في العلم وأثبت قدماً فيه ، وأولى باسمه ، فمن أخذه من بعدهم ممن لا يقطعون له بالعدالة ، ولا بصحة غيبه ، ولا بعدالته عند الله عز وجل ، ولا يَتنُ عن معتقده ممن ليس فيه إلا حسن الظن به فقط ، والله أعلم بباطنه ، وهذه صفة التابعين وكل من دونهم ، فلا يجوز أن يكون أعلم من صاحب بوجه من الوجوه .
وجائز أن يكون أعلم من تابع ؛ لأن التابع لا يقطع بصدقه ، ولا بصحة نقله ، ولا بعدالته عند الله عز وجل ، كما نقطع نحن وهم بعدالة الصاحب عند لله عز وجل وبصدقه ؛ لأن العدل عند الله لا يكون إلا صادقاً بلا شك ، لا سيما مع قوله تعالى : { للفقراء المهاجرين الذين أخرجوا من ديارهم وأموالهم يبتغون فضلاً من الله ورضواناً وينصرون الله ورسوله أولئك هم الصادقون والذين تبوؤا الدار والايمان من قبلهم } إلى قوله عز وجل : { إنك رؤوف رحيم } الحشر آية 8-10 ، فشهد الله لهم بالصدق والفلاح .
قال أبو محمد رحمه الله : فهذه درجة العلم ، وإذ معنى العلم هو ما ذكرنا ضرورة أن يكون أعلم الناس من كان أجمعهم للسنن عن رسول الله ص ، وأضبطهم لها ، وأذكرهم لمعانيها ، وأدراهم بصحتها ، وبما أجمع عليه مما اختلفوا فيه .
وما نعلم هذه الصفة بعد الصحابة رضي الله عنهم أتم منها في محمد بن نصر المروزي ، فلو قال قائل : إنه ليس لرسول الله ص حديث ولا لأصحابه إلا وهو عند محمد بن نصر ما بَعُد عن الصدق .))
ويقول أيضاً ((قال أبو محمد رحمه الله : ومن قرأ كتب العلماء والفقهاء والسالفين والخالفين من المذكورين وغيرهم وقف يقيناً على الأفقه منهم ، ولا سبيل إلى يعرف ذلك من افتصر على رأي رجل منهم دون غيره ؛ لأنه يحكم بما لا يدري فيما لا يدري ، وهذا جور لا يحل .
وأفقههم أشدهم ابتاعاً لأحكام القرآن وأحكام الحديث الصحيح عن رسول الله ص ، وأبعدهم عن رأيه والقطع بظنه ، وعن التقليد لمعلمهم دون غيرهم ، فمالك وأبو حنيفة متقاربان في هذا المعنى ، وإن كان مالك أضبط للحديث وأحفظ منه ، وأصح حديثاً وأتقن له ، وأبو حنيفة أطرد للقياس على ما عنده من ذلك ، وأكثر منه في التحكم بالآراء .))

ويقول في الإحكام وهو يتكلم عن أسباب اختلاف الفقهاء ((ثم أتى بعد التابعين فقهاء الامصار: كأبي حنيفة، وسفيان، وابن أبي ليلى بالكوفة، وابن جريج بمكة، ومالك وابن الماجشون بالمدينة، وعثمان البتي وسوار بالبصرة، والاوزاعي بالشام، والليث بمصر، فجروا على تلك الطريقة من أخذ كل واحد منهم عن التابعين من أهل بلده فيما كان عندهم، واجتهادهم فيما لم يجدوا عندهم، وهو موجود عند غيرهم، ولا يكلف الله نفسا إلا وسعها.
وكل ما ذكرنا مأجور على ما أصاب فيه حكم النبي (ص) أجرين ومأجور فيما خفي عنه منه أجرا واحدا، وقد يبلغ الرجل مما ذكرنا حديثان ظاهرهما التعارض، فيميل إلى أحدهما دون الثاني بضرب من الترجيحات التي صححنا أو أبطلنا قبل هذا في هذا الباب ويميل غيره إلى الحديث الذي ترك هذا بضرب من تلك الترجيحات كما روي عن عثمان في الجمع بين الاختين، حرمتهما آية، وأحلتهما آية، وكما مال ابن عمر إلى تحريم نساء أهل الكتاب جملة بقوله: * (ولا تنكحوا المشركات حتى يؤمن قال ولا أعلم شركا أعظم من قول المرأة: إ ن عيسى ربها.
وغلب ذلك على الاباحة المنصوصة في الآية الاخرى، وكما جعل ابن عباس عدة ا لحامل آخر الاجلين من وضع الحمل، أو تمام أربعة أشهر وعشر، وكما تأول بعض الصحابة في الحمر الاهلية أنها إنما حرمت لانها لم تخمس، وتأول آخر منهم أنها حرمت لانها حمولة الناس، وتأول آخر منهم أنها حرمت لانها كانت تأكل العذرة، وقال بعضهم: بل حرمت لعينها، وكما تأول قدامة في شرب الخمر، قول الله تعالى: * (ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناح فيما طعموا إذا فعلى هذه الوجوه ترك مالك ومن كان قبله ما تركوا من الاحاديث والآيات، وعلى هذه الوجوه خالفهم نظراؤهم، فأخذ هؤلاء ما ترك أولئك، وأخذ أولئك ما ترك هؤلاء، فهي وجوه عشرة كما ذكرنا: أحدها: ألا يبلغ العالم الخبر فيفتي فيه بنص آخر بلغه، كما قال عمر في خبر الاستئذان: خفي علي هذا من رسول الله (ص) ألهاني الصفق بالاسواق.
وقد أوردناه بإسناده من طريق البخاري في غير هذا المكان.
وثانيها: أن يقع في نفسه أن راوي الخبر لم يحفظ، وأنه وهم كفعل عمر في خبر فاطمة بنت قيس، وكفعل عائشة في خبر الميت يعذب ببكاء أهله، وهذا ظن لا معنى له، إن أطلق بطلت الاخبار كلها وإن خص به مكان دون مكان كان تحكما بالباطل.
وثالثها: أن يقع في نفسه أنه منسوخ كما ظن ابن عمر في آية نكاح الكتابيات.
ورابعها: أن يغلب نصا على نص بأنه أحوط وهذا لا معنى له، إذ لا يوجبه قرآن ولا سنة.
وخامسها: أن يغلب نصا على نص لكثرة العاملين به أو لجلالتهم، وهذا لا معنى له لما قد أفدناه قبلا في ترجيح الاخبار.
وسادسها: أن يغلب نصا لم يصح على نص صحيح، وهو لا يعلم بفساد الذي غلب.
وسابعها: أن يخصص عموما بظنه.
وثامنها: أن يأخذ بعموم لم يجب
الاخذ به، ويترك الذي يثبت تخصيصه.
وتاسعها: أن يتأول في الخبر غير ظاهره بغير برهان لعله ظنها بغير برهان.
وعاشرها: أن يترك نصا صحيحا لقول صاحب بلغه، فيظن أنه لم يترك ذلك النص إلا لعلم كان عنده.
فهذه ظنون توجب الاختلاف الذي سبق في علم الله عز وجل، أنه سيكون، ونسأل الله تعالى التثبيت على الحق بمنه آمين.))
 
لتحميل الرسالة الباهرى للامام ابن حزم ...
حمل من الرابط
http://www.aldahereyah.net/books/open.php?cat=1&book=21
وهي حقاً باهرة على اسمها .. ففيها نهى الامام عن التعصب للأئمة أو ضدهم وهي تشبه كتاب رفع الملام عن الأئمة الأعلام لابن تيمية .. ولكنها سبقت رسالة رفع الملام فلو عمل المسلمون بما فيها لما حدث أي شقاق أو تعصب...ولله الأمر من قبل ومن بعد ... فحبذا لو قرأتموها .
 
لله درك يا ابن حزم ،ورحمك الله وجمعنا وإياك مع الذين أنعم الله عليهم 0
وجزيت خيراً أخي أبو محمد الظاهري 0
 
لأهل السنة مذهبان

لأهل السنة مذهبان

لأهل السنة مذهبان : مذهب أهل المدينة ، ويتجلى في مذهب مالك، ومذهب أهل الكوفة من أصحاب عبدالله بن مسعود ويتجلى في علم أبي حنيفة.
وسينتصر المستقبل لهذين المذهبين على سواهما
وستعود إليهما الأمة لأنهما الحق الذي لا مجمجة فيه. وما غيرهما إلا عقوق وجفوة وتعالم قام به الناس بعاطفة لم تستبن سبيلها. والناس أسراب طير يتبع بعضهم بعضاً.
والحجة التي لا تُردّ لمذهب مالك هو قاعدته في عمل أهل المدينة. وهي لعمري مذهب ، فعمل أهل المدينة هو الإطار الذي يمثل السياق الذي تفهم في ضوئه آحاد السنن مما يعسر فهمه دون سياق.
والحجة التي لأبي حنيفة أخذه لمقاصد الشريعة بالحسبان ، وإدراكه للكليات التي جاء بها الإسلام وهي أيضا إطار يشكل سياقا تفهم في ضوئه آحاد الأخبار.
فسبب كون هذين المذهبين هما مذهبا الأمة الحق ، بعد تقدمهما وتأسيسهما، أن لكل منهما إطاراً يشكل سياقا تفهم في ضوئه آحاد الأخبار. الأمر الذي يفتقده غيرهما من المذاهب التي شيدها من حاولوا التأسيس من جديد والاستقلال عنهما. إما بمحاولة الجمع، أو بتصحيح ما روى الرواة ، والعمل به دون إطار بحجة أنه قد صحّ عن النبي ، وكيف وهو مروي بلا إطار ولا سياق؟
وكيف وشيخ المحدثين ابن شهاب الزهري قد سحب البساط من تحت أقدام هؤلاء عندما قال: أعيا علماء الإسلام معرفة ناسخ حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم من منسوخه!
وما أعياهم لعمري إلا لأنه قد روي دون سياق ودون ذكر لزمنه إلا قليلاً.
فهدى الله الذين آمنوا (أهل المدينة -مالك وأهل الكوفة-أبو حنيفة) لما اختلف فيه من الحق بإذنه، فقدمت هاتان المدرستان للأمة خير إطارين يمكن أن يصلهما إنسان، وهما إطار (عمل أهل المدينة) ، وإطار (مقاصد الشريعة) الذي كان يسير عليه أبو حنيفة.
ولذلكم قام خاتمة المحققين الشاطبي في كتابه التعريف بحدود التكليف ، الذي رؤيت له رؤيا أن يسميه بالموافقات ، بالتوفيق بين مدرستي أهل السنة الكبريين ، إدراكاً منه رحمه الله، وهو من أكبر علماء عصره، أنهما مذهبا أهل السنة العلميان ، وما غيرهما إلا عليهما عيال باعتراف كبار هم.
ولو ذهبنا نستقري أخطاء المذاهب العاطفية لتيارات المدونين لوجدناهم يضلّ سعيهم في العلم وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعاً. ولنضرب على ذلك مثلاً :
في مسائل "الإمام" أحمد يسأله رجل عن رجل صلى ولم يتمضمض ، فيجيبه : يتمضمض ويعيد الصلاة!!
وهذا الجواب كان من هذا الراوية للآثار لأنه لم يكن مقيدا بإطار من إطاري مدرستي أهل السنة (أهل المدينة والكوفة) ، بل كان يضع القواعد ويسير عليها، فمن قواعده أن فعل الأمر يدل على الوجوب إلا ... [انظر المسألة في أصول أصحابه]، وصح لديه إذا توضأت فمضمض. ولذلك يكون من صلى دون مضمضة قد ترك واجباً ، ولذلك أوجب عليه الإعادة بعد المضمضة.

وكان عليه أن يتحرى عن عمل أبناء الصحابة من أهل المدينة، هل كانوا يعيدون الصلاة إذا لم يتمضمضوا؟
أو أن يستقري الواجبات من كليات الدين كما فعل أبو حنيفة.
ولما لم يفعل ظنّ أنه يكون أقرب إلى الله تعالى بمثل هذا القول الذي خالف فيه مذهبي أهل السنة.


وهو مع ذلك مجتهد مأجور غير مأزور بإذن الله.
ولكن لا حقّ لطلبة العلم المعاصرين أن يستمروا في ظلم أهل العلم الحق ، والتلمذة على علم القرن الثالث بدل الاقتراب من السلف الحق وهما (أهل المدينة والكوفة ) في أقدم ما استطاع تاريخ العلم أن يوصله إلينا . والله أعلى وأعلم.
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يقول الذهبي رحمه الله ( وقد تفقه ابن المبارك بأبي حنيفة وهو معدود في تلامذته ) السير 8/409
ويقول ابن تيمية رحمه الله ( ومن ظن بأبي حنيفة أو غيره من أئمة المسلمين أنهم يتعمدون مخالفة الحديث الصحيح لقياس أو غيره فقد اخطأ عليهم وتكلم إما بظن وإما بهوى ) مجموع الفتاوى 20/304
رحم الله الجميع وأنزلهم الجنة وألهمنا الأدب معهم
أخي الشيخ السديس تقول ( هذه القصة صحيحة الإسناد ، ولم أر من ذكرها في ترجمة إسحاق ولا من أشار إليها ) ولِمَ لَم يذكروها ؟ هل بحثت قبل أن تكتب في سبب ذلك ؟
وفقك الله للخير وألبسك ثوب الصحة والعافية
 
د.عبدالرحمن الصالح قال:
ولو ذهبنا نستقري أخطاء المذاهب العاطفية لتيارات المدونين لوجدناهم يضلّ سعيهم في العلم وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعاً. ولنضرب على ذلك مثلاً :
في مسائل "الإمام" أحمد يسأله رجل عن رجل صلى ولم يتمضمض ، فيجيبه : يتمضمض ويعيد الصلاة!!
وهذا الجواب كان من هذا الراوية للآثار لأنه لم يكن مقيدا بإطار من إطاري مدرستي أهل السنة (أهل المدينة والكوفة) ، بل كان يضع القواعد ويسير عليها، فمن قواعده أن فعل الأمر يدل على الوجوب إلا ... [انظر المسألة في أصول أصحابه]، وصح لديه إذا توضأت فمضمض. ولذلك يكون من صلى دون مضمضة قد ترك واجباً ، ولذلك أوجب عليه الإعادة بعد المضمضة.
وكان عليه أن يتحرى عن عمل أبناء الصحابة من أهل المدينة، هل كانوا يعيدون الصلاة إذا لم يتمضمضوا؟
أو أن يستقري الواجبات من كليات الدين كما فعل أبو حنيفة.
ولما لم يفعل ظنّ أنه يكون أقرب إلى الله تعالى بمثل هذا القول الذي خالف فيه مذهبي أهل السنة.
.[/FONT][/SIZE]
إنا لله وإنا إليه راجعون
ما هكذا تورد الأبل !
ما ظننت أحد شم ريح العلم يصدر منه مثل هذا الكلام الساقط !
وتكفي حكايته عن تكلف رده .
وأما ما ذكرته من مثال فهو عجيب !
ولو أراد مريد أن يبين ما خالف فيه الحنفية الأصول والسنن الثابتة الصحيحة فضلا عن عن عمل الصحابة وأبناءهم لجمع في ذلك شيئا كثير .
 
الجنيدالله قال:
( هذه القصة صحيحة الإسناد ، ولم أر من ذكرها في ترجمة إسحاق ولا من أشار إليها )
ولِمَ لَم يذكروها ؟ هل بحثت قبل أن تكتب في سبب ذلك ؟
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
لا أدري لم لم تذكر ، إلا إن كان السبب أنها في مصدر غير مشهور وفي غير مضنتها، وإنا ـ وفقكم الله ـ لم أكتب في سبب ذلك كما ذكرتم .

وإن كان قولكم :
الجنيدالله قال:
يقول الذهبي رحمه الله ( وقد تفقه ابن المبارك بأبي حنيفة وهو معدود في تلامذته ) السير 8/409
سيق من أجل تعليقي هذا
عبدالرحمن السديس قال:
وابن المبارك ـ بارك الله فيك ـ لم يتبع أبا حنيفة بل روى عنه وهو من أئمة أهل الحديث ، وليس أبو حنيفة أكبر منه بهذا الإطلاق ، نعم يفوقه في الفروع والرأي ، أما في غيرها = فبعيد
فالمنفي ـ نفع الله بكم ـ هو اتباعه لا التتلمذ عليه وبينهما من الفرق ما هو ظاهر ، فابن المبارك إمام من أئمة الحديث المجتهدين، وحكى الإمام الترمذي وغيره من أهل العلم كثيرا من أقواله في الفقه.
وهنا طرفة له مع أهل الكوفة : http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=2843&page=7
مشاركة رقم (198) و(199)
 
د.عبدالرحمن الصالح قال:
لأهل السنة مذهبان : مذهب أهل المدينة ، ويتجلى في مذهب مالك، ومذهب أهل الكوفة من أصحاب عبدالله بن مسعود ويتجلى في علم أبي حنيفة.
وسينتصر المستقبل لهذين المذهبين على سواهما
؟!!
كيف جعلت المستقبل متصرفاً ؟!! وهل المستقبل له مشيئة وأرادت ؟!
والله يامحب لم أتوقع أن يصدر مثل هذا التعصب الميقيت ممن هو مثلك ؟!!
ولهذا فمن المفيد أن أسوق هنا لك طائفة من أقوال الأئمة وأبدأ بمن بجلتهم _ وهم أهل لذلك _ لترى ذمهم لهذا المنهج المقيت !!
لعل فيها عظة وذكرى لمن يقلدهم - بل يقلد من دونهم بدرجات تقليدا أعمى - ويتمسك بمذاهبهم وأقوالهم كما لو كانت نزلت من السماء !!
والله عز وجل يقول :
" اتبعوا ما أنزل إليكم من ربكم ولا تتبعوا من دونه أولياء قليلا ما تذكرون "
1 - أبو حنيفة رحمه الله :
فأولهم الإمام أبو حنيفة النعمان بن ثابت رحمه الله وقد روي عنه أصحابه أقوالا شتى وعبارات متنوعة كلها تؤدي إلى شيء واحد وهو وجوب الأخذ بالحديث وترك تقليد آراء الأئمة المخالفة لها :
1 - ( إذا صح الحديث فهو مذهبي ) . ( ابن عابدين في " الحاشية " 1/63 )
2 ( لا يحل لأحد أن يأخذ بقولنا ما لم يعلم من أين أخذناه ) . ( ابن عابدين في " حاشيته على البحر الرائق " 6/293 )
وفي رواية : ( حرام على من لم يعرف دليلي أن يفتي بكلامي ) .

زاد في رواية : ( فإننا بشر نقول القول اليوم ونرجع عنه غدا ) .
وفي أخرى : ( ويحك يا يعقوب ( هو أبو يوسف ) لا تكتب كل ما تسمع مني فإني قد أرى الرأي اليوم وأتركه غدا وأرى الرأي غدا وأتركه بعد غد ) .
3 ( إذا قلت قولا يخالف كتاب الله تعالى وخبر الرسول صلى الله عليه وسلم فاتركوا قولي ) . ( الفلاني في الإيقاظ ص 50 )
2 - مالك بن أنس رحمه الله :
وأما الإمام مالك بن أنس رحمه الله فقال :
1 - ( إنما أنا بشر أخطئ وأصيب فانظروا في رأيي فكل ما وافق الكتاب والسنة فخذوه وكل ما لم يوافق الكتاب والسنة فاتركوه ) . ( ابن عبد البر في الجامع 2/32 )
2 - ( ليس أحد بعد النبي صلى الله عليه وسلم إلا ويؤخذ من قوله ويترك إلا النبي صلى الله عليه وسلم ) . ( ابن عبد البر في الجامع 2/91 )
3 - قال ابن وهب : سمعت مالكا سئل عن تخليل أصابع الرجلين في الوضوء ؟ فقال : ليس ذلك على الناس . قال : فتركته حتى خف الناس فقلت له : عندنا في ذلك سنة فقال : وما هي ؟ قلت : حدثنا الليث بن سعد وابن لهيعة وعمرو بن الحارث عن يزيد بن عمرو المعافري عن أبي عبد الرحمن الحنبلي عن المستورد بن شداد القرشي قال : رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يدلك بخنصره ما بين أصابع رجليه . فقال : إن هذا الحديث حسن وما سمعت به قط إلا الساعة ثم سمعته بعد ذلك يسأل فيأمر بتخليل الأصابع . ( مقدمة الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ص 31 - 32 ) 3 - الشافعي رحمه الله :
وأما الإمام الشافعي رحمه الله فالنقول عنه في ذلك أكثر وأطيب .
وأتباعه أكثر عملا بها وأسعد فمنها :
1 ( ما من أحد إلا وتذهب عليه سنة لرسول الله صلى الله عليه وسلم وتعزب عنه فمهما قلت من قول أو أصلت من أصل فيه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم لخلاف ما قلت فالقول ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو قولي ) . ( تاريخ دمشق لابن عساكر 15/1 /3 )
2 ( أجمع المسلمون على أن من استبان له سنة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يحل له أن يدعها لقول أحد ) . ( الفلاني ص 68 )
3 ( إذا وجدتم في كتابي خلاف سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم فقولوا بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ودعوا ما قلت ) . ( وفي رواية ( فاتبعوها ولا تلتفتوا إلى قول أحد ) . ( النووي في المجموع 1/63 )
4 ( إذا صح الحديث فهو مذهبي ) . ( النووي 1/63 ) .
5 ( أنتم أعلم بالحديث والرجال مني فإذا كان الحديث الصحيح فأعلموني به أي شيء يكون : كوفيا أو بصريا أو شاميا حتى أذهب إليه إذا كان صحيحا ) . ( الخطيب في الاحتجاج بالشافعي 8/1 )
6 ( كل مسألة صح فيها الخبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم عند أهل النقل )
بخلاف ما قلت فأنا راجع عنها في حياتي وبعد موتي ) . ( أبو نعيم في الحلية 9/107 )
7 - ( إذا رأيتموني أقول قولا وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم خلافه فاعلموا أن عقلي قد ذهب ) . ( ابن عساكر بسند صحيح 15/10/1 )
8 - ( كل ما قلت فكان عن النبي صلى الله عليه وسلم خلاف قولي مما يصح فحديث النبي أولى فلا تقلدوني ) . ( ابن عساكر بسند صحيح 15/9/2 )
9 ( كل حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم فهو قولي وإن لم تسمعوه مني ) . ( ابن أبي حاتم 93 - 94 )
4 - أحمد بن حنبل رحمه الله
وأما الإمام أحمد فهو أكثر الأئمة جمعا للسنة وتمسكا بها حتى ( كان يكره وضع الكتب التي تشتمل على التفريع والرأي ) ولذلك قال : 1 ( لا تقلدني ولا تقلد مالكا ولا الشافعي ولا الأوزاعي ولا الثوري وخذ من حيث أخذوا ) . ( ابن القيم في إعلام الموقعين 2/302 )
وفي رواية : ( لا تقلد دينك أحدا من هؤلاء ما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه فخذ به ثم التابعين بعد الرجل فيه مخير ) .
وقال مرة : ( الاتباع أن يتبع الرجل ما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن أصحابه ثم هو من بعد التابعين مخير ) . ( أبو داود في مسائل الإمام أحمد ص 276 - 277 )
2 ( رأي الأوزاعي ورأي مالك ورأي أبي حنيفة كله رأي وهو عندي سواء وإنما الحجة في الآثار ) . ( ابن عبد البر في الجامع 2/149 )
3 ( من رد حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو على شفا هلكة ) . ( ابن الجوزي في المناقب ( ص 182 )
تلك هي أقوال الأئمة رضي الله تعالى عنهم في الأمر بالتمسك بالحديث والنهي عن تقليدهم دون بصيرة وهي من الوضوح والبيان بحيث لا تقبل جدلا ولا تأويلا وعليه فإن من تمسك بكل ما ثبت في السنة ولو خالف بعض أقوال الأئمة لا يكون مباينا لمذهبهم ولا خارجا عن طريقتهم بل هو متبع لهم جميعا ومتمسك بالعروة الوثقى التي لا انفصام لها وليس كذلك من ترك السنة الثابتة لمجرد مخالتفها لقولهم بل هو بذلك عاص لهم ومخالف لأقوالهم المتقدمة والله تعالى يقول : فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما .
أنتهى بتصرف من مقدمة صفة الصلاة للعلامة الالباني رحمه الله تعالى .
 
لا حُجة في كل هذه الأقوال لمذهب أهل الحديث لأنها بدون أسيقة

لا حُجة في كل هذه الأقوال لمذهب أهل الحديث لأنها بدون أسيقة



د.عبدالرحمن الصالح قال:
لأهل السنة مذهبان : مذهب أهل المدينة ، ويتجلى في مذهب مالك، ومذهب أهل الكوفة من أصحاب عبدالله بن مسعود ويتجلى في علم أبي حنيفة.
وسينتصر المستقبل لهذين المذهبين على سواهما
؟!!
كيف جعلت المستقبل متصرفاً ؟!! وهل المستقبل له مشيئة وأرادت ؟!
والله يامحب لم أتوقع أن يصدر مثل هذا التعصب الميقيت ممن هو مثلك ؟!!
ولهذا فمن المفيد أن أسوق هنا لك طائفة من أقوال الأئمة وأبدأ بمن بجلتهم _ وهم أهل لذلك _ لترى ذمهم لهذا المنهج المقيت !!
لعل فيها عظة وذكرى لمن يقلدهم - بل يقلد من دونهم بدرجات تقليدا أعمى - ويتمسك بمذاهبهم وأقوالهم كما لو كانت نزلت من السماء !!
والله عز وجل يقول :
" اتبعوا ما أنزل إليكم من ربكم ولا تتبعوا من دونه أولياء قليلا ما تذكرون "
1 - أبو حنيفة رحمه الله :
فأولهم الإمام أبو حنيفة النعمان بن ثابت رحمه الله وقد روي عنه أصحابه أقوالا شتى وعبارات متنوعة كلها تؤدي إلى شيء واحد وهو وجوب الأخذ بالحديث وترك تقليد آراء الأئمة المخالفة لها :
1 - ( إذا صح الحديث فهو مذهبي ) . ( ابن عابدين في " الحاشية " 1/63 )
2 ( لا يحل لأحد أن يأخذ بقولنا ما لم يعلم من أين أخذناه ) . ( ابن عابدين في " حاشيته على البحر الرائق " 6/293 )
وفي رواية : ( حرام على من لم يعرف دليلي أن يفتي بكلامي ) .

زاد في رواية : ( فإننا بشر نقول القول اليوم ونرجع عنه غدا ) .
وفي أخرى : ( ويحك يا يعقوب ( هو أبو يوسف ) لا تكتب كل ما تسمع مني فإني قد أرى الرأي اليوم وأتركه غدا وأرى الرأي غدا وأتركه بعد غد ) .
3 ( إذا قلت قولا يخالف كتاب الله تعالى وخبر الرسول صلى الله عليه وسلم فاتركوا قولي ) . ( الفلاني في الإيقاظ ص 50 )
2 - مالك بن أنس رحمه الله :
وأما الإمام مالك بن أنس رحمه الله فقال :
1 - ( إنما أنا بشر أخطئ وأصيب فانظروا في رأيي فكل ما وافق الكتاب والسنة فخذوه وكل ما لم يوافق الكتاب والسنة فاتركوه ) . ( ابن عبد البر في الجامع 2/32 )
2 - ( ليس أحد بعد النبي صلى الله عليه وسلم إلا ويؤخذ من قوله ويترك إلا النبي صلى الله عليه وسلم ) . ( ابن عبد البر في الجامع 2/91 )
3 - قال ابن وهب : سمعت مالكا سئل عن تخليل أصابع الرجلين في الوضوء ؟ فقال : ليس ذلك على الناس . قال : فتركته حتى خف الناس فقلت له : عندنا في ذلك سنة فقال : وما هي ؟ قلت : حدثنا الليث بن سعد وابن لهيعة وعمرو بن الحارث عن يزيد بن عمرو المعافري عن أبي عبد الرحمن الحنبلي عن المستورد بن شداد القرشي قال : رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يدلك بخنصره ما بين أصابع رجليه . فقال : إن هذا الحديث حسن وما سمعت به قط إلا الساعة ثم سمعته بعد ذلك يسأل فيأمر بتخليل الأصابع . ( مقدمة الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ص 31 - 32 ) 3 - الشافعي رحمه الله :
وأما الإمام الشافعي رحمه الله فالنقول عنه في ذلك أكثر وأطيب .
وأتباعه أكثر عملا بها وأسعد فمنها :
1 ( ما من أحد إلا وتذهب عليه سنة لرسول الله صلى الله عليه وسلم وتعزب عنه فمهما قلت من قول أو أصلت من أصل فيه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم لخلاف ما قلت فالقول ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو قولي ) . ( تاريخ دمشق لابن عساكر 15/1 /3 )
2 ( أجمع المسلمون على أن من استبان له سنة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يحل له أن يدعها لقول أحد ) . ( الفلاني ص 68 )
3 ( إذا وجدتم في كتابي خلاف سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم فقولوا بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ودعوا ما قلت ) . ( وفي رواية ( فاتبعوها ولا تلتفتوا إلى قول أحد ) . ( النووي في المجموع 1/63 )
4 ( إذا صح الحديث فهو مذهبي ) . ( النووي 1/63 ) .
5 ( أنتم أعلم بالحديث والرجال مني فإذا كان الحديث الصحيح فأعلموني به أي شيء يكون : كوفيا أو بصريا أو شاميا حتى أذهب إليه إذا كان صحيحا ) . ( الخطيب في الاحتجاج بالشافعي 8/1 )
6 ( كل مسألة صح فيها الخبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم عند أهل النقل )
بخلاف ما قلت فأنا راجع عنها في حياتي وبعد موتي ) . ( أبو نعيم في الحلية 9/107 )
7 - ( إذا رأيتموني أقول قولا وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم خلافه فاعلموا أن عقلي قد ذهب ) . ( ابن عساكر بسند صحيح 15/10/1 )
8 - ( كل ما قلت فكان عن النبي صلى الله عليه وسلم خلاف قولي مما يصح فحديث النبي أولى فلا تقلدوني ) . ( ابن عساكر بسند صحيح 15/9/2 )
9 ( كل حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم فهو قولي وإن لم تسمعوه مني ) . ( ابن أبي حاتم 93 - 94 )
4 - أحمد بن حنبل رحمه الله
وأما الإمام أحمد فهو أكثر الأئمة جمعا للسنة وتمسكا بها حتى ( كان يكره وضع الكتب التي تشتمل على التفريع والرأي ) ولذلك قال : 1 ( لا تقلدني ولا تقلد مالكا ولا الشافعي ولا الأوزاعي ولا الثوري وخذ من حيث أخذوا ) . ( ابن القيم في إعلام الموقعين 2/302 )
وفي رواية : ( لا تقلد دينك أحدا من هؤلاء ما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه فخذ به ثم التابعين بعد الرجل فيه مخير ) .
وقال مرة : ( الاتباع أن يتبع الرجل ما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن أصحابه ثم هو من بعد التابعين مخير ) . ( أبو داود في مسائل الإمام أحمد ص 276 - 277 )
2 ( رأي الأوزاعي ورأي مالك ورأي أبي حنيفة كله رأي وهو عندي سواء وإنما الحجة في الآثار ) . ( ابن عبد البر في الجامع 2/149 )
3 ( من رد حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو على شفا هلكة ) . ( ابن الجوزي في المناقب ( ص 182 )
تلك هي أقوال الأئمة رضي الله تعالى عنهم في الأمر بالتمسك بالحديث والنهي عن تقليدهم دون بصيرة وهي من الوضوح والبيان بحيث لا تقبل جدلا ولا تأويلا وعليه فإن من تمسك بكل ما ثبت في السنة ولو خالف بعض أقوال الأئمة لا يكون مباينا لمذهبهم ولا خارجا عن طريقتهم بل هو متبع لهم جميعا ومتمسك بالعروة الوثقى التي لا انفصام لها وليس كذلك من ترك السنة الثابتة لمجرد مخالتفها لقولهم بل هو بذلك عاص لهم ومخالف لأقوالهم المتقدمة والله تعالى يقول : فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما .
أنتهى بتصرف من مقدمة صفة الصلاة للعلامة الالباني رحمه الله تعالى .





هذه الأقوال التي اقتبسها الأخ المعيدي من مقدمة كتاب صفة صلاة النبي للألباني رحمه الله هي شعار الداعين إلى مذهب أهل الحديث وهي أقوال لا حجة فيها لأنها مروية دون أسيقة فكيف يُحتج بقول لأبي حنيفة أورده مؤلف جاء بعده بألف سنة كابن عابدين؟
وأما أقوال الشافعي فمعروف أنه أول من انتصر بالكتب والأقوال لمذهب أهل الحديث وهو من وجهة النظر التي أوردتها انتكاسة في مذهبي أهل السنة والسبب سوف أورده فيما بعد. وخلاصته أن مذهب أهل الحديث والشافعي لا حق له في الوجود لأنه كان ينبغي حصر المسائل التي خالف فيها الشافعي مذهب أهل المدينة فقط، وأن تظل الأمة تدرسها بحقل خاص لا أن ينشأ مذهب جديد كامل!!
وكذلك أن تحصر المسائل التي أضاف القول بها أهل الحديث كأحمد وغيره في القرن الثالث على مذهبي الأمة، كم هي هذه المسائل فقط؟ لا أن ينشأ مذهب كامل جديد يشكك في ما كان عليه الناس في مئتي سنة وهم أبناء الصحابة وأهل العلم.

علّمنا علم القراءات أن القراء السبعة اختلفوا في نحو 1200 كلمة في القرآن وأن القراء ذوو القراءات التي كانت متصلة ذات يوم قد اختلفوا في نحو 1700 كلمة في القرآن بحسب كتاب الكامل في القراءات للهُذلي، وعلمنا من التاريخ ضعف الخط العربي وعجزه عن نقل النص وأنه كان مساعدا للحفظ فقط، وأن للخط دورًا في اختلاف القراء نعرف ذلك من طريقة ابن جرير رحمه الله في الترجيح بين القراءات.فتبين لنا أن تصديق الروايات الشفهية المنسوبة إلى النبي صلى الله عليه وسلم سببه سبب نفسي بالأساس وهو سلطة اسم النبي صلى الله عليه وسلم ولذلك قال أحمد بن حنبل : "من ردّ حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو على شفا هلكة". وسبب آخر وهو مستوى وعي الناس الشفاهي حيث كانوا يبالغون في قدرة الذاكرة على الحفظ.
كانت حجة الشافعي التي أوردها في جماع العلم وانتصر لها في الرسالة أيضا وخضع لها أنصار المحدثين هو أنه قد وجد عمر بن الخطاب لم يعلم بالخبر عن النبي صلى الله عليه وسلم في دية الأصابع فقام الشافعي فعمم الحالة إلى قاعدة :"أنه قد يعزب عن المتقدم الصحبة الواسع العلم الشيء يعلمه غيره" وهذه هي نفسها قاعدتهم "من سمع حجة على من لم يسمع" لكن ما الخطأ العقلي الذي وقع فيه الشافعي ومعه أهل الحديث كلهم؟
الخطأ العقلي هو خطأ استقرائي فكم قد عزب عن متقدمي الصحبة واسعي العلم من أشياء يعلمها غيرهم؟
بالإجابة على هذا السؤال أو بمحاولة الإجابة عليه يتضح للناس خطأ مذهب أهل الحديث وابتعاده عن السنة من حيث سعوا إلى الاقتراب منها.
فالسنة الحق هي سيرة النبي صلى الله عليه وسلم وأساس الفقه والشرع هو علم أهل المدينة وأهل الكوفة. ولا ريب في ذلك.
وهذا معنى قول سفيان ابن عيينة إذا جاوز الحديث الحرتين ضعفت حجته.
إن على كليات الفقه الإسلامي أن تركز على كتب القرن الثاني الذي هو قرن الفقهاء وأن تنتصر لمبدأ أن الفقهاء في القرن الثاني كانوا أقرب إلى السنة من محدثي القرن الثالث بسبب قوة الحجج والروايات لقربها من عصر الرسالة ولأن من تلاميذ الصحابة كالنخعيين من كانوا أجربة حشيت علما بشهادة من بعدهم، ،
نقول هذا في خطاب طلبة العلم الشرعي المتقدم أما المسلم المريد التعبد فقط فيكفيه اتباع ما أجمع عليه الفقهاء من أحكام وعدم مخالفته في شيء وهو 14400 مسألة قام باستخراجها من كتب الفقه الكبيرة سعدي أبو جيب جزاه الله خيرا في كتاب أسماه "موسوعة الإجماع في الفقه الإسلامي" في طبعته الثالثة.[في الطبعة الثانية جمع 9586 مسألة فقط]

والله أعلم
 
عودة
أعلى