قال تعالى
بسم الله الرحمن الرحيم
(وأضرب لهم مثلا رجلين جعل(نا) لأحدهما جنتين من أعناب وحفف(نا)هما بنخل وجعل(نا) بينهما زرعا، كلتا الجنتين آتت أكلها ولم تظلم منه شيئا وفجّر(نا) خلالهما نهرا).
فى الأفعال أعلاه بالآية والتي بين قوسين يتبيّن لنا أن كل ما يحصل بالجنتين بمشئية الله تعالى، بداية من التمليك (جعلنا لأحدهما جنتين من أعناب)
الى الأفعال أو الأعمال التى تجري في الجنتين من تنسيق وحرث وزراعة وسقي،
أى نعم نري أن المزارعين يقومون بتلك الأفعال، إلا أنها بإرادة الله تعالى، ولو لم يشأ الله تعالى أن يفعلوا كذا وكذا لما حدث،
فالآية بسورة الحشر تقول (ما قطعتم من لينة أو تركتموها قائمة على أصولها فبإذن الله)
إذا كل فعل فى العالم بإذن ومشيئة الله تعالى.
إذ قال لصاحبه وهو يحاوره أنا (أكثر) منك مالا و(أعز) نفرا.
أصاب صاحب الجنتين الغرور والتكبر، كما فى الآية (إنّ الإنسان ليطغي أن رآه إستغني)، فقد تفاخر برزق الله تعالى له ، وظن أنه بالمال الكثير أكثر عزة ومكانة من صاحبه الفقير.
ودخل جنته وهو ظالم لنفسه وقال ما أظن أن تبيد هذه أبدا،
ظن أو إطمأن صاحب الجنتين أنه بجنتيه الكبيرتين وبهما كل ما تحتاج المزارع من أيدي عاملة وتنسيق وحماية وماء متدفق ومخازن للثمار، فهو قد أحكم فعل كل شئ، ظن أنه من المستحيل أن يصيبهما أى أذي من سرقة أو آفة أو عطش، فبهما تتوفر كل الضرورات.
وما أظن الساعة قائمة، ولئن رددت الى ربي لأجدن خيرا منها منقلبا،
أى حتى ولو قامت الساعة فسأجد عند ربي خيرا منها بديلا لي، فقد خصني الله تعالى بنعمه الدائمة .
(قال له صاحبه وهو يحاوره، أكفرت بالذي خلقك من تراب ثم من نطفة ثم سواك رجلا، لكنا هو ربي ولا أشرك بربي أحدا ، ولولا إذ دخلت جنتك قلت ماشاءالله لا قوة إلا بالله)
صاحبه رجل مؤمن تقي، يعلم أن كل فعل هو بإرادة الله تعالى، وأن الله تعالى يبسط الرزق لمن يشاء ويضيق الرزق على من يشاء، وقد تتغير الأحوال فى أى لحظة.
(إن تريني أنا أقل منك مالك وولدا)
أنا كما تراني لا أملك مالا كثير، ولم يقل (أذل نفرا أو أذل ولدا) فى مقابلة (لأعز نفرا)
فالمال لا يعز ولا يذل الأفراد حسب مفهومه كرجل مؤمن يعلم (إنّ أكرمكم عند الله أتقاكم)، بل قال أنا أقل مالا ووولدا،
فعسي ربي أن يأتيني خيرا من جنتك،
فبما أن كل شئ بإرادة الله تعالى، قد يعطيني الله تعالي خيرا من جنتك وأصبح أنا فى ليلة وضحاها أكثر مالا منك،
أو يرسل عليها حسبانا من السماء فتصبح صعيد زلقا،
أو يصبح ماءها غورا فلن تستطيع له طلبا،
أو يمكن أن تصبح أنت أكثر فقرا مني ،
فرغم كل الحماية التى وفرتها لجنتيك ، قد تصيبها آفة من السماء كصاعقة فتصبح رمادا خامدا فى ثواني معدودة،
أو قد تصيبها آفة من الأرض بأن يجف ماء النهر، وإذا حفرت بئرا لن تصل للماء أبدا.
فلله ملك كل شئ فى السماء والأرض.
ويبدو أن صاحب الجنتين لم يقتنع لأو يأبه بما قال له صاحبه، وظل فى تكبره وتفاخره بما خصه الله تعالى من نعم،
فأحاط الله تعالى بثمره، أى أصابت ثماره آفة، وفقد جنتيه وكل ماله الذي أنفقه فى زراعتها، وأصبح فقيرا بين ليلة وضحاها كما تنبأ له صاحبه.
من البلاغة القرآنية أنه في بداية الآيات نجد الآية (كلتا الجنتين آتت أكلها ولم تظلم منه شيئا)
لم تكن (آتيناها أكلها ولم نظلمها منه شيئا)، كما الأفعال(حففناهما، جعلنا، فجرنا)،
وكأن الثمار جاءت نتيجة حتمية للعناية بالزرع والسقي، أو كأنها ليست بإرادة الله تعالى وسيطرته،
ولكن العقوبة المفاجئة جاءت فى تلك الثمار، (وأحيط بثمره) ، ليؤكد لنا الله تعالى أنه حتى الثمار وسلامتها وحصادها وبيعها والربح منها بإرادته ومشيئته .
بسم الله الرحمن الرحيم
(وأضرب لهم مثلا رجلين جعل(نا) لأحدهما جنتين من أعناب وحفف(نا)هما بنخل وجعل(نا) بينهما زرعا، كلتا الجنتين آتت أكلها ولم تظلم منه شيئا وفجّر(نا) خلالهما نهرا).
فى الأفعال أعلاه بالآية والتي بين قوسين يتبيّن لنا أن كل ما يحصل بالجنتين بمشئية الله تعالى، بداية من التمليك (جعلنا لأحدهما جنتين من أعناب)
الى الأفعال أو الأعمال التى تجري في الجنتين من تنسيق وحرث وزراعة وسقي،
أى نعم نري أن المزارعين يقومون بتلك الأفعال، إلا أنها بإرادة الله تعالى، ولو لم يشأ الله تعالى أن يفعلوا كذا وكذا لما حدث،
فالآية بسورة الحشر تقول (ما قطعتم من لينة أو تركتموها قائمة على أصولها فبإذن الله)
إذا كل فعل فى العالم بإذن ومشيئة الله تعالى.
إذ قال لصاحبه وهو يحاوره أنا (أكثر) منك مالا و(أعز) نفرا.
أصاب صاحب الجنتين الغرور والتكبر، كما فى الآية (إنّ الإنسان ليطغي أن رآه إستغني)، فقد تفاخر برزق الله تعالى له ، وظن أنه بالمال الكثير أكثر عزة ومكانة من صاحبه الفقير.
ودخل جنته وهو ظالم لنفسه وقال ما أظن أن تبيد هذه أبدا،
ظن أو إطمأن صاحب الجنتين أنه بجنتيه الكبيرتين وبهما كل ما تحتاج المزارع من أيدي عاملة وتنسيق وحماية وماء متدفق ومخازن للثمار، فهو قد أحكم فعل كل شئ، ظن أنه من المستحيل أن يصيبهما أى أذي من سرقة أو آفة أو عطش، فبهما تتوفر كل الضرورات.
وما أظن الساعة قائمة، ولئن رددت الى ربي لأجدن خيرا منها منقلبا،
أى حتى ولو قامت الساعة فسأجد عند ربي خيرا منها بديلا لي، فقد خصني الله تعالى بنعمه الدائمة .
(قال له صاحبه وهو يحاوره، أكفرت بالذي خلقك من تراب ثم من نطفة ثم سواك رجلا، لكنا هو ربي ولا أشرك بربي أحدا ، ولولا إذ دخلت جنتك قلت ماشاءالله لا قوة إلا بالله)
صاحبه رجل مؤمن تقي، يعلم أن كل فعل هو بإرادة الله تعالى، وأن الله تعالى يبسط الرزق لمن يشاء ويضيق الرزق على من يشاء، وقد تتغير الأحوال فى أى لحظة.
(إن تريني أنا أقل منك مالك وولدا)
أنا كما تراني لا أملك مالا كثير، ولم يقل (أذل نفرا أو أذل ولدا) فى مقابلة (لأعز نفرا)
فالمال لا يعز ولا يذل الأفراد حسب مفهومه كرجل مؤمن يعلم (إنّ أكرمكم عند الله أتقاكم)، بل قال أنا أقل مالا ووولدا،
فعسي ربي أن يأتيني خيرا من جنتك،
فبما أن كل شئ بإرادة الله تعالى، قد يعطيني الله تعالي خيرا من جنتك وأصبح أنا فى ليلة وضحاها أكثر مالا منك،
أو يرسل عليها حسبانا من السماء فتصبح صعيد زلقا،
أو يصبح ماءها غورا فلن تستطيع له طلبا،
أو يمكن أن تصبح أنت أكثر فقرا مني ،
فرغم كل الحماية التى وفرتها لجنتيك ، قد تصيبها آفة من السماء كصاعقة فتصبح رمادا خامدا فى ثواني معدودة،
أو قد تصيبها آفة من الأرض بأن يجف ماء النهر، وإذا حفرت بئرا لن تصل للماء أبدا.
فلله ملك كل شئ فى السماء والأرض.
ويبدو أن صاحب الجنتين لم يقتنع لأو يأبه بما قال له صاحبه، وظل فى تكبره وتفاخره بما خصه الله تعالى من نعم،
فأحاط الله تعالى بثمره، أى أصابت ثماره آفة، وفقد جنتيه وكل ماله الذي أنفقه فى زراعتها، وأصبح فقيرا بين ليلة وضحاها كما تنبأ له صاحبه.
من البلاغة القرآنية أنه في بداية الآيات نجد الآية (كلتا الجنتين آتت أكلها ولم تظلم منه شيئا)
لم تكن (آتيناها أكلها ولم نظلمها منه شيئا)، كما الأفعال(حففناهما، جعلنا، فجرنا)،
وكأن الثمار جاءت نتيجة حتمية للعناية بالزرع والسقي، أو كأنها ليست بإرادة الله تعالى وسيطرته،
ولكن العقوبة المفاجئة جاءت فى تلك الثمار، (وأحيط بثمره) ، ليؤكد لنا الله تعالى أنه حتى الثمار وسلامتها وحصادها وبيعها والربح منها بإرادته ومشيئته .