قصة تدبر شنقيطية.

إنضم
28/02/2009
المشاركات
767
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
"كذبت قوم لوط بالنذر"
كنت في ليلة سعيدة بما تحمله كلمة السعادة من معنى ..
بجانبي والدي وإخوة الكبار وبعض من الصغار ، والبدر يزين سماء العاصمة "انواكشوط" والشاي الأخضر على الطريقة الشنقيطية تدار كؤوسه ، وحينها كنت شابا يافعا ..
لم يكن يعكر صفوي في تلك الليلة إلا قلة ما في الجيب ..
وخلال تجاذبنا لأطراف الحديث في القرآن الكريم وعلومه ، وفي الفقه المالكي ، قال أخي الكبير محمد : من عادة القرآن الكريم أن يذكر قوم لوط ، وهلاكهم ثم يستثني الله عز وجل منهم بيت لوط ثم يستثني من بيت لوط امرأته .
فمن يأتيني بآية استثني بيت لوط ولم تذكر المرأة وله عشرة آلاف أوقية ، وإن قال لي السبب فله عشر أخرى ..
فقلت هذه فرصتي ، سوف آتيك بها إن شاء الله تعالى ..
وكان الوالد - حفظه الله تعالى - يستمع لنا ..
فبدأت أستعرض السور التي ذكرت فيها قصة لوط ، وبعد أقل من خمس دقائق ، قال الوالد إذا لم يكن إبراهيم يحتاج نقودا فالآية عندي جاهزة ، وفي نفس اللحظة قلت أنا الآية وهي قوله تعالى : "كذبت قوم لوط بالنذر إنا أرسلنا عليهم حاصبا إلا آل لوط .."
فقال لي هذه عشرة ..
فقلت له فورا ، ولا أرى سببا إلا أن يكون أنه هنا ذكرهم بلفظ الآل وآل الرجل لا تدخل فيه زوجته .
فأعطاني العشرة الأخرى .. وأصبح عندي ما يقارب "350" ريال سعودي "شيء كثير بالنسبة لشاب"
ليس هذا هو لب الموضوع ، وإنما بعد فترة وجدت آية أخرى وهي قوله تعالى : "إلا آل لوط إنا لمنجوهم أجمعين إلا امرأته .." في سورة الحجر .
فلماذا استثناها هنا ولم يستثنها في سورة القمر مع أن الجميع بلفظ الآل ؟
 
أعتقد والله أعلم أن آية سورة الحجر تؤكد كلامك بخصوص سورة القمر لأنه أكد نجاة آل لوط بقوله" أجمعين" فدل على أن الزوجة ليست منهم ، و"إلا" هنا قد تكون بمعنى "لكن".
هذا والله أعلم
وصلى الباري على عبده ورسوله محمد.
 
ولي تعقيب آخر وهو أن الآل والأهل في القرآن إذا أضيفت إلى الأنبياء تدل على معنى خاص وهو أن أهل النبي وآله هم أتباعه المؤمنون به من قرابته ومن غيرهم ، ولهذا قال الله تعالى لنوح عليه السلام حين قال " إن ابني من أهلي" قال " إنه ليس من أهلك".
وأيضا في قوله تعالى :
"فَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ أَجْمَعِينَ * إِلاَّ عَجُوزاً فِي الغابرين " سورة الشعرا 170-171
فالمؤمنون من قرابة النبي وغيرهم هم آله وأهله.
هذا والله أعلم
وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد وآله أجمعين.
 
القاضي عبد رب النبي بن عبد رب الرسول الأحمد نكري في كتابه جامع العلوم في اصطلاحات الفنون
ومن قال أن كلمة الآل لا تشمل الزوجة ؟ وهل على ذلك دليل ؟ الآل : أصله أهل بدليل أهيل لأن التصغير محك الألفاظ يعرف به جواهرحروفها وأعراضها إلى أصولها وزوائدها سواء كانت مبدلة من الحروف الأصلية أو لا فأبدل الهاء بالهمزة لقرب المخرج ثم أبدلت الهمزة الثانية بالألف على قانون آمن لكن الآل يستعمل في الأشراف والأهل فيه وفي الأرذال أيضا فيقال أهل الحجام لا آله وآل النبي عليه الصلاة والسلام لأهله . وأيضا يضاف الأهل إلى المكان والزمان دون الآل فيقال أهل المصر وأهل الزمان لا آل المصر وآل الزمان . وأيضا يضاف الأهل إلى الله تعالى بخلاف الآل فيقال أهل الله ولا يقال آل الله . واختلف في آل النبي عليه الصلاة
والسلام فقال بعضهم آل هاشم والمطلب وعند البعض أولاد سيدة النساء فاطمة الزهراء رضي الله تعالى عنها كما رواه النووي رحمه الله تعالى وروى الطبراني بسند ضعيف أن آل محمد كل تقي واختاره جلال العلماء في شرح ( هياكل النور ) وفي
مناقب آل النبي.
 
بعد هذه الحادثة بزمن ، بحثت موضوع الآل في كتابي : "أنس البدوي والحضري" ونقلت كلام أهل العلم على لفظة الآل فقلت فيها :
أما الآل : فله معان كثيرة ؛ فآلُ الرجل أهله وعياله ، وآلُهُ أيضا : أتباعه ، والآلُ : الشخص ، والآل : الذي تراه في أول النهار وآخره كأنه يرفع الشخوص ، وليس هو السراب إلى غير ذلك من المعاني التي ليس هذا محل بسطها .
واختلف في الآل هل يضاف إلى المضمر أم لا ؟ والصواب جواز إضافته إلى المضمر خلافا لمن أنكر ذلك .
والآل يطلق بالإشتراك اللفظي على معان ثلاث ، أحدها : الجند والأتباع كقوله تعالى : "آل فرعون" أي أجناده وأتباعه .
والثاني : النفس كقوله تعالى : "آل موسى وآل هارون" بمعنى أنفسهما .
والثالث : أهل البيت خاصة .
وفي حقيقة الآل مذاهب ، أحدها : بنو هاشم وبنو المطلب ، وهو اختيار الشافعي رحمه الله تعالى وغيره .
والثاني : عترته وأهل بيته.
والثالث : جميع الأمة واختاره الأزهري وغيره من المحققين.( )
والرابع : أنهم الأتقياء من أمته خاصة.
ورجح ابن القيم رحمه الله تعالى أن آل محمد صلى الله عليه وسلم هم أهله الذين تحرم عليهم الصدقة ، وذكر ذلك في كتابه القيم : جلاء الأفهام في فضل الصلاة والسلام على محمد خير الأنام ، فليراجعه طالب العلم للتوسع في هذا الموضوع.
أما المسألة المطروحة هنا فهي محصورة في الآل ، فإذا كانت الزوجة لا تدخل في الآل فلماذا استثناها في سورة الحجر ، وإذا كانت داخلة في الآل فلماذا لم يستثنها في سورة القمر ، هذا هو الموضوع الذي أريد أن أستفيد من مناقشته مع الإخوة وأرجو عدم الخروج عنه حتى تحصل الفائدة فيه.
وبعد تدبري لم أجد إلا احتمالا واحدا ، وهو أنه استثناها في سورة الحجر لأنه أكد الآل بلفظ "أجمعين" فكأنه بين هنا حتى لا يتوهم المسلم أن هذا التأكيد بلفظ "أجمعين" يدخل الزوجة .
ولم يستثنها في سورة القمر لأنه أطلق لفظ الآل دون التوكيد بلفظ .
 
القاضي عبد رب النبي بن عبد رب الرسول الأحمد نكري في كتابه جامع العلوم في اصطلاحات الفنون
ومن قال أن كلمة الآل لا تشمل الزوجة ؟ وهل على ذلك دليل ؟ الآل : أصله أهل بدليل أهيل لأن التصغير محك الألفاظ يعرف به جواهرحروفها وأعراضها إلى أصولها وزوائدها سواء كانت مبدلة من الحروف الأصلية أو لا فأبدل الهاء بالهمزة لقرب المخرج ثم أبدلت الهمزة الثانية بالألف على قانون آمن لكن الآل يستعمل في الأشراف والأهل فيه وفي الأرذال أيضا فيقال أهل الحجام لا آله وآل النبي عليه الصلاة والسلام لأهله . وأيضا يضاف الأهل إلى المكان والزمان دون الآل فيقال أهل المصر وأهل الزمان لا آل المصر وآل الزمان . وأيضا يضاف الأهل إلى الله تعالى بخلاف الآل فيقال أهل الله ولا يقال آل الله . واختلف في آل النبي عليه الصلاة
والسلام فقال بعضهم آل هاشم والمطلب وعند البعض أولاد سيدة النساء فاطمة الزهراء رضي الله تعالى عنها كما رواه النووي رحمه الله تعالى وروى الطبراني بسند ضعيف أن آل محمد كل تقي واختاره جلال العلماء في شرح ( هياكل النور ) وفي
مناقب آل النبي.

أما من حيث الاشتقاق ، فاختلف في الآل فقيل إن أصلها : "أول" وقيل ما قلت .
وعند النظر في أدلة أهل العلم على الفرق بين الأهل والآل فلعل أرجح الأقوال إن الآل لا تدخل فيه الزوجة إلا بتقييد بخلاف الأهل .
والمسألة منهوكة بحثا .
 
القاضي عبد رب النبي بن عبد رب الرسول الأحمد نكري في كتابه جامع العلوم في اصطلاحات الفنون
ومن قال أن كلمة الآل لا تشمل الزوجة ؟ وهل على ذلك دليل ؟ الآل : أصله أهل بدليل أهيل لأن التصغير محك الألفاظ يعرف به جواهرحروفها وأعراضها إلى أصولها وزوائدها سواء كانت مبدلة من الحروف الأصلية أو لا فأبدل الهاء بالهمزة لقرب المخرج ثم أبدلت الهمزة الثانية بالألف على قانون آمن لكن الآل يستعمل في الأشراف والأهل فيه وفي الأرذال أيضا فيقال أهل الحجام لا آله وآل النبي عليه الصلاة والسلام لأهله . وأيضا يضاف الأهل إلى المكان والزمان دون الآل فيقال أهل المصر وأهل الزمان لا آل المصر وآل الزمان . وأيضا يضاف الأهل إلى الله تعالى بخلاف الآل فيقال أهل الله ولا يقال آل الله . واختلف في آل النبي عليه الصلاة
والسلام فقال بعضهم آل هاشم والمطلب وعند البعض أولاد سيدة النساء فاطمة الزهراء رضي الله تعالى عنها كما رواه النووي رحمه الله تعالى وروى الطبراني بسند ضعيف أن آل محمد كل تقي واختاره جلال العلماء في شرح ( هياكل النور ) وفي
مناقب آل النبي.

أما من حيث الاشتقاق ، فاختلف في الآل فقيل إن أصلها : "أول" وقيل ما قلت .
وعند النظر في أدلة أهل العلم على الفرق بين الأهل والآل فلعل أرجح الأقوال إن الآل لا تدخل فيه الزوجة إلا بتقييد بخلاف الأهل .
والمسألة منهوكة بحثا .
 
مداعبة

مداعبة

(مداعبة)
لأن المسألة فيها قولان فعليك أن ترجع العشرة الثانيّة من باب الاحتياط .
وجزاك الله ألف خير وحمى الله أهل شنقيط وزادهم فكراً وعلماً
 
أخي تيسير جزاك الله خيرا وزادك علما وفضلا.
ويبقى السؤالان المطروحان :
1 - على قول من قال إن المرأة تدخل في الآل فلماذا لم يستثنها في سورة القمر ؟
2 - وعلى قول من قال إنها لا تدخل في الآل فلماذا استثناها في سورة الحجر ؟
هذا هو ما أريد من الإخوة الإفادة بشأنه وخاصة الأستاذين الدكتورين الكريمين : عبد الرحمن الشهري ، ومساعد الطيار.
وغيرهم من الإخوة الفضلاء.
 
أما القول: إن المرأة لا تدخل في الآل فلا دليل عليه في حدود علمي. وما الذي يمنع أن تؤول المرأة بنسب أو تابعية أو اتباع؟. وأما قول: إن آل هي أهل فلا يستقيم لأن آل يؤول جذر وأهل جذر آخر. عندما يكون المستثنى من جنس المستثنى منه يكون الاستثناء متصلاً، وعندما لا يكون المستثنى من جنس المستثنى منه يكون الاستثناء منقطعاً. قول الأخ إبراهيم:"وبعد تدبري لم أجد إلا احتمالا واحدا ، وهو أنه استثناها في سورة الحجر لأنه أكد الآل بلفظ "أجمعين" فكأنه بين هنا حتى لا يتوهم المسلم أن هذا التأكيد بلفظ "أجمعين" يدخل الزوجة"، هذا القول له وجاهة، وعليه نقول: في سورة القمر ذكر سبحانه وتعالى أنه نجى آل لوط وهذه حقيقة لا يشغب عليها إن شذ فرد. ولكن كلمة أجمعين تُحتِّم الاستثناء لصدق الخبر. وبما أن لفظة آل يمكن أن يختلف معناها باختلاف السياق؛ فالسياق الذي فيه الاستثناء يقتضي أن زوجة لوط عليه السلام هي ممن يؤولون إليه عليه السلام بنسب. وهذا واضح لا جدال فيه، وعندها يكون الاستثناء متصلاً. أما سياق سورة القمر فيمكن أن تكون الآل بمعنى من يؤولون باعتقاد وتابعية، وعندها لا يستقيم الاستثناء ــ لو حصل ــ إلا أن يكون منقطعاً.
 
السؤالان

السؤالان

أخي تيسير جزاك الله خيرا وزادك علما وفضلا.
ويبقى السؤالان المطروحان :
1 - على قول من قال إن المرأة تدخل في الآل فلماذا لم يستثنها في سورة القمر ؟
2 - وعلى قول من قال إنها لا تدخل في الآل فلماذا استثناها في سورة الحجر ؟
هذا هو ما أريد من الإخوة الإفادة بشأنه وخاصة الأستاذين الدكتورين الكريمين : عبد الرحمن الشهري ، ومساعد الطيار.
وغيرهم من الإخوة الفضلاء.
أنا أقول والله أعلم أن كلمة آل ليس تشمل المرأة ولا يوجد ما يمنع ذلك . هذا رأيي إلا إذا ثبت غير ذلك بدليل شعرعي أو علمي
 
ولي تعقيب آخر وهو أن الآل والأهل في القرآن إذا أضيفت إلى الأنبياء تدل على معنى خاص وهو أن أهل النبي وآله هم أتباعه المؤمنون به من قرابته ومن غيرهم ، ولهذا قال الله تعالى لنوح عليه السلام حين قال " إن ابني من أهلي" قال " إنه ليس من أهلك".
وأيضا في قوله تعالى :
"فَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ أَجْمَعِينَ * إِلاَّ عَجُوزاً فِي الغابرين " سورة الشعرا 170-171
فالمؤمنون من قرابة النبي وغيرهم هم آله وأهله.
هذا والله أعلم
وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد وآله أجمعين.

أما في عرف الاستخدام اللغوي فإن الزوجة تدخل في الأهل وفي الآل.
جاء في حديث الأفك قول النبي صلى الله عليه وسلم:
"مَنْ يَعْذُرُنِي مِنْ رَجُلٍ بَلَغَنِي أَذَاهُ فِي أَهْلِي فَوَاللَّهِ مَا عَلِمْتُ عَلَى أَهْلِي إِلَّا خَيْرًا" صحيح البخاري
وروى البخاري رحمه الله عن أنس رضي الله عنه أَنَّهُ مَشَى إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِخُبْزِ شَعِيرٍ وَإِهَالَةٍ سَنِخَةٍ وَلَقَدْ رَهَنَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دِرْعًا لَهُ بِالْمَدِينَةِ عِنْدَ يَهُودِيٍّ وَأَخَذَ مِنْهُ شَعِيرًا لِأَهْلِهِ وَلَقَدْ سَمِعْتُهُ يَقُولُ مَا أَمْسَى عِنْدَ آلِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَاعُ بُرٍّ وَلَا صَاعُ حَبٍّ وَإِنَّ عِنْدَهُ لَتِسْعَ نِسْوَةٍ"
وروى أيضا:
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ
مَا شَبِعَ آلُ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ طَعَامٍ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ حَتَّى قُبِضَ.
ولا شك أن المراد أزواجه ويؤكده حديث البخاري:
عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَابِسٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ قُلْتُ لِعَائِشَةَ
أَنَهَى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ تُؤْكَلَ لُحُومُ الْأَضَاحِيِّ فَوْقَ ثَلَاثٍ قَالَتْ مَا فَعَلَهُ إِلَّا فِي عَامٍ جَاعَ النَّاسُ فِيهِ فَأَرَادَ أَنْ يُطْعِمَ الْغَنِيُّ الْفَقِيرَ وَإِنْ كُنَّا لَنَرْفَعُ الْكُرَاعَ فَنَأْكُلُهُ بَعْدَ خَمْسَ عَشْرَةَ قِيلَ مَا اضْطَرَّكُمْ إِلَيْهِ فَضَحِكَتْ قَالَتْ مَا شَبِعَ آلُ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ خُبْزِ بُرٍّ مَأْدُومٍ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ حَتَّى لَحِقَ بِاللَّهِ"

وهذا يؤكد لنا أن للقرآن مصطلحا خاصا هو أن أهل الرجل وآله هو المؤمنون به من قرابته ومن غير قرابته أما الكافر فلا يدخل لا في الأهل ولا في الآل.


هذا والله أعلم
وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد
 
الآل

الآل

أما في عرف الاستخدام اللغوي فإن الزوجة تدخل في الأهل وفي الآل.
جاء في حديث الأفك قول النبي صلى الله عليه وسلم:
"مَنْ يَعْذُرُنِي مِنْ رَجُلٍ بَلَغَنِي أَذَاهُ فِي أَهْلِي فَوَاللَّهِ مَا عَلِمْتُ عَلَى أَهْلِي إِلَّا خَيْرًا" صحيح البخاري
وروى البخاري رحمه الله عن أنس رضي الله عنه أَنَّهُ مَشَى إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِخُبْزِ شَعِيرٍ وَإِهَالَةٍ سَنِخَةٍ وَلَقَدْ رَهَنَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دِرْعًا لَهُ بِالْمَدِينَةِ عِنْدَ يَهُودِيٍّ وَأَخَذَ مِنْهُ شَعِيرًا لِأَهْلِهِ وَلَقَدْ سَمِعْتُهُ يَقُولُ مَا أَمْسَى عِنْدَ آلِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَاعُ بُرٍّ وَلَا صَاعُ حَبٍّ وَإِنَّ عِنْدَهُ لَتِسْعَ نِسْوَةٍ"
وروى أيضا:
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ
مَا شَبِعَ آلُ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ طَعَامٍ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ حَتَّى قُبِضَ.
ولا شك أن المراد أزواجه ويؤكده حديث البخاري:
عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَابِسٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ قُلْتُ لِعَائِشَةَ
أَنَهَى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ تُؤْكَلَ لُحُومُ الْأَضَاحِيِّ فَوْقَ ثَلَاثٍ قَالَتْ مَا فَعَلَهُ إِلَّا فِي عَامٍ جَاعَ النَّاسُ فِيهِ فَأَرَادَ أَنْ يُطْعِمَ الْغَنِيُّ الْفَقِيرَ وَإِنْ كُنَّا لَنَرْفَعُ الْكُرَاعَ فَنَأْكُلُهُ بَعْدَ خَمْسَ عَشْرَةَ قِيلَ مَا اضْطَرَّكُمْ إِلَيْهِ فَضَحِكَتْ قَالَتْ مَا شَبِعَ آلُ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ خُبْزِ بُرٍّ مَأْدُومٍ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ حَتَّى لَحِقَ بِاللَّهِ"

وهذا يؤكد لنا أن للقرآن مصطلحا خاصا هو أن أهل الرجل وآله هو المؤمنون به من قرابته ومن غير قرابته أما الكافر فلا يدخل لا في الأهل ولا في الآل.
هذا اختيار موفق بارك الله بكم . فالرسول عليه الصلاة والسلام أوتي جوامع الكلم وفي قوله علية الصلاة والسلام حجج لغوية هي فصل لكل خلاف ز والحمد لله رب العالمين .
 
إخواني الأفاضل أود المشاركة بما يلي :
1/ أخذ الشيخ الطاهر بن عاشور مذهبا آخر في بيان وجه عدم ذكر الإستثناء في آية القمر فقال – رحمه الله - : { وآلَ لُوطٍ: قَرَابَتُهُ وَهُمْ بَنَاتُهُ، وَلُوطٌ دَاخِلٌ بِدَلَالَةِ الْفَحْوَى. وَقَدْ ذُكِرَ فِي آيَاتٍ أُخْرَى أَنَّ زَوْجَةَ لُوطٍ لَمْ يُنَجِّهَا اللَّهُ وَلَمْ يُذْكُرْ ذَلِكَ هُنَا اكْتِفَاءً بِمَوَاقِعِ ذِكْرِهِ وَتَنْبِيهًا عَلَى أَنَّ مَنْ لَا يُؤْمِنُ بِالرَّسُولِ لَا يُعَدُّ مِنْ آلِهِ، كَمَا قَالَ:" يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صالِحٍ "[هود: 46] } غير أن في شقه الأول إشكال لإغفاله الزوجة اللهم إلا إن ارتضى المعنى الثاني { مَنْ لَا يُؤْمِنُ بِالرَّسُولِ لَا يُعَدُّ مِنْ آلِهِ } .
2/ قال الإمام ابن عطية الأندلسي : { لما مضى صدر من محاجة نصارى نجران والرد عليهم وبيان فساد ما هم عليه جاءت هذه الآية معلمة بصورة الأمر الذي قد ضلوا فيه ، ومنبئة عن حقيقته كيف كانت ، فبدأ تعالى بذكر فضله على هذه الجملة إلى { آل عمران } منها ثم خص { امرأة عمران } بالذكر لأن القصد وصف قصة القوم إلى أن يبين أمر عيسى عليه السلام وكيف كان و { اصطفى } معناه : اختار صفو الناس فكان ذلك هؤلاء المذكورين وبقي الكفار كدراً ، و { آدم } هو أبونا عليه السلام اصطفاه الله تعالى بالإيجاد والرسالة إلى بنيه والنبوة والتكليم حسبما ورد في الحديث وحكى الزجاج عن قوم { إن الله اصطفى آدم } عليه السلام بالرسالة إلى الملائكة في قوله : { أنبئهم بأسمائهم } [ البقرة : 33 ] وهذا ضعيف ، ونوح عليه السلام هو أبونا الأصغر في قول الجمهور هو أول نبي بعث إلى الكفار ، وانصرف نوح مع عجمته وتعريفه لخفة الاسم ، كهود ولوط ، و { آل إبراهيم } يعني بإبراهيم الخليل عليه السلام والآل في اللغة ، الأهل والقرابة ، ويقال للأتباع وأهل الطاعة آل ، فمنه آل فرعون ، ومنه قول الشاعر وهو أراكة الثقفي في رثاء النبي عليه السلام وهو يعزي نفسه في أخيه عمرو : [ الطويل ]
فَلاَ تَبْكِ مَيْتاً بَعْدَ مَيْتٍ أَجنَّهُ ... عليٌّ وَعَبَّاسٌ وآلُ أبي بَكْرِ
أراد جميع المؤمنين } تفسير ابن عطية الجزء 1 الصفحة 403
3/ على هذا ألا يمكن القول أن الآل قد تأتي و يراد بها الأهل ( فتدخل الزوجة ) و قد تأتي و يراد بها الأتباع المؤمنون على حسب القرائن .
ونبني على هذا أن آية الحجر أريد بها المعنى الأول و الدليل على هذا استثناؤه للزوجة ( فهذه قرينة جعلتنا نحمل الآل على الأهل ) و أما آية الحجر فأريد بها المعنى الثاني لخلو المقام من استثناء.
4/ على أنه – ورغم هذا كله – يبقى لدي استفسار أرجو من الجميع إفادتي : قولنا أن الآل لا تدخل فيها الزوجة أليس فيه نوع تصويب لمذهب الشيعة من أن آل محمد لا تدخل فيها زوجاته ؟
 
3/ على هذا ألا يمكن القول أن الآل قد تأتي و يراد بها الأهل ( فتدخل الزوجة ) و قد تأتي و يراد بها الأتباع المؤمنون على حسب القرائن .
ونبني على هذا أن آية الحجر أريد بها المعنى الأول و الدليل على هذا استثناؤه للزوجة ( فهذه قرينة جعلتنا نحمل الآل على الأهل ) و أما آية الحجر فأريد بها المعنى الثاني لخلو المقام من استثناء.

4/ على أنه – ورغم هذا كله – يبقى لدي استفسار أرجو من الجميع إفادتي : قولنا أن الآل لا تدخل فيها الزوجة أليس فيه نوع تصويب لمذهب الشيعة من أن آل محمد لا تدخل فيها زوجاته ؟

في اصطلاح القرآن لا فرق بين الأهل والآل ، ولا تدخل الزوجة الكافرة فيهما ، والدليل واضح وهو قول الله تعالى:
(إِلَّا آَلَ لُوطٍ إِنَّا لَمُنَجُّوهُمْ أَجْمَعِينَ (59) إِلَّا امْرَأَتَهُ قَدَّرْنَا إِنَّهَا لَمِنَ الْغَابِرِينَ (60)) سورة الحجر
(فَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ أَجْمَعِينَ (170) إِلَّا عَجُوزًا فِي الْغَابِرِينَ (171)) سورة الشعراء
ولا يدخل القريب الكافر كذلك لقوله تعالى:
(قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ فَلَا تَسْأَلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَنْ تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ) سورة هود (46)

أما القول إن الآل لا تدخل فيه الزوجة فهو غير صحيح وقد بينت ذلك بالآحاديث الصحيحة.
ونخلص إلى القول:
إن آل الرجل هم أهل بيته من أزواجه وقرابته هذا في اللغة.
أما مصطلح القرآن فآل الرجل أتباعه على ملته من قرابته وغير قرابته وأزواجه، أما من خالف ملته فليس من آله ولا من أهله حتى وإن كانوا بينه وبينهم صلة قرابة أو نكاح.
 
أشكر جميع الإخوة الذين شاركوا في هذا الموضوع .
ولكن والله إني لأستغرب بعض المشاركات ، وأتعجب منها ..
فالبعض ذهب عن الموضوع بعيدا ، وجعله نقاشا حول دخول المرأة في مسمى الآل أو عدم دخولها ..
ولا يهمني هنا دخول المرأة في الآل أو عدمه ..
فالذين قالوا إنها داخلة في مسمى الآل فعليهم أن يجيبوا عن عدم استثناء الله تعالى لها في سورة القمر .
والذين قالوا إنها غير داخلة فعليهم أن يجيبوا عن استثنائها في سورة الحجر ، وفي بقية السور على اعتبار أن الأهل والآل شيء واحد .
والذين قالوا بأن آل الرجل هم أتباعه المؤمنون - في حالة الأنبياء - فعليهم أن يبينوا لماذا استثناها الله تعالى في كل السور التي استثنيت فيها .

أرى أن هذا هو لب الموضوع ، وآمل من الإخوة التقيد به لكي يفيدوني فيه جزاهم الله خيرا .
 
لم يستثن في سورة القمر بناء على مراد الله تعالى من أن الآل هم الأتباع المؤمنون ، واستثنى في الحجر وفي الشعراء وفي غيرهما للبيان ورفع التوهم ، والقرآن يوضح بعضه بعضا ، وهو كقوله تعالى : ( فَسَجَدَ الْمَلَائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ (30) إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى أَنْ يَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ (31)) الحجر
 
مراد الله تعالى لا يعرف إلا بالوسائل المعروفة في علم التفسير ، فما هي القرينة التي فرقت بين الآيتين أو الآيات ؟
ثانيا : التمثيل بقضية إبليس خارجة عن الموضوع لأن أصح قولي العلماء في إبليس - إن شاء الله تعالى - أنه من الجن ، وأنه شمله الخطاب الإلهي لحضوره معهم أو لسبب آخر على اختلاف المفسرين في ذلك ، وقد يكون استثناؤه من الملائكة منقطعا كما قال به بعض أهل العلم ولم أجد من قال بذلك في شأن المرأة .
فلعل من وجده يطلعني عليه ليستفيد الجميع .
 
الحمد لله
بدا لي بالتأمل
على صحة القول بدخول الزوجة في معنى الآل، فالجواب:
أن الله تعالى قيد النجاة في سورة القمر بالسحر
ولم يقيده في سورة الحجر
فقد خرجت معهم في السحر، فالنجاة الأولى هي مطلق الخروج، لكنها لما خرجت التفتت، فهلكت، فإن العذاب لم يقع في السحر وإنما وقع في الصبح كما قال تعالى: إن موعدهم الصبح
قال ابن جرير
وقرأ ذلك بعض البصريين:(إلا امْرَأَتُكَ) ، رفعًا = بمعنى: ولا يلتفت منكم أحد ، إلا امرأتك = فإن لوطًا قد أخرجها معه، وإنه نهي لوط ومن معه ممن أسرى معه أن يلتفت سوى زوجته، وأنها التفتت فهلكت لذلك.
 
أخي الكريم عبد الله بلقاسم :
بارك الله فيك وجزاك خيرا ..
فقد أزحت عني ما لم يزحه غيرك ، وكنت متأكدا أن هناك سببا ما ، ولعل السبب هو ما ذكرت ..
ويؤيده ما في سورة الحجر : إلا آل لوط إنا لمنجوهم ... وقضينا إليه ذلك الأمر ... مصبحين"
فقهني الله وإياك في كتابه ، ورزقنا تدبره ، وحسن فهمه .. وجزاك الله خيرا..
 
مراد الله تعالى لا يعرف إلا بالوسائل المعروفة في علم التفسير ، فما هي القرينة التي فرقت بين الآيتين أو الآيات ؟
ثانيا : التمثيل بقضية إبليس خارجة عن الموضوع لأن أصح قولي العلماء في إبليس - إن شاء الله تعالى - أنه من الجن ، وأنه شمله الخطاب الإلهي لحضوره معهم أو لسبب آخر على اختلاف المفسرين في ذلك ، وقد يكون استثناؤه من الملائكة منقطعا كما قال به بعض أهل العلم ولم أجد من قال بذلك في شأن المرأة .
فلعل من وجده يطلعني عليه ليستفيد الجميع .
مراد الله تعالى عرف من خلال التأكيد بقوله : " أجمعين" في الآيات:
(إِلَّا آَلَ لُوطٍ إِنَّا لَمُنَجُّوهُمْ أَجْمَعِينَ) سورة الحجر (59)
(فَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ أَجْمَعِينَ ) سورة الشعراء(170)
(إِذْ نَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ أَجْمَعِينَ) سورة الصافات (134)
فهذا التأكيد يدل على أن امرأة لوط ليست من آله و لا من أهله.
وعليه تكون آية القمر صادقة على مراد القرآن ولا تحتاج إلى استثناء لرفع ما قد يتوهم من دخول امرأة لوط في قوله تعالى:
"إِلَّا آَلَ لُوطٍ نَجَّيْنَاهُمْ بِسَحَرٍ " من الآية(34)

أما قولك: التمثيل بقضية إبليس خارجة عن الموضوع.
فأقول بل له صلة قوية فلو أن الله تعالى قال:
"فَسَجَدَ الْمَلَائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ" سورة الحجر (30) وسكت ، هل ستدخل إبليس في الملائكة وأنه سجد؟
لا شك أنك ستجيب بالنفي.
لكن لما ذكر الله إبليس في قوله :
(إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى أَنْ يَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ ) سورة الحجر(31)
احتجنا أن نسأل هل إبليس من الملائكة ؟ فلو لا أن الله تعالى أبانا لنا أنه ليس منهم في قوله من سورة الكهف :
"وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآَدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ " لبقيت المسألة مشكلة لنا.
إذا هنا الاستثناء جاء في قصة إبليس للبيان ، ثم رفع التوهم من دخوله في الملائكة بآية سورة الكهف.
أما الاستثناء في قصة لوط فهو للبيان ورفع التوهم الناتج عن المتقرر عند أهل اللغة أن الزوجة تدخل في الآل والأهل وقد ذكرت الشواهد على ذلك من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم.
 
مراد الله تعالى عرف من خلال التأكيد بقوله : " أجمعين" في الآيات:
(إِلَّا آَلَ لُوطٍ إِنَّا لَمُنَجُّوهُمْ أَجْمَعِينَ) سورة الحجر (59)
(فَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ أَجْمَعِينَ ) سورة الشعراء(170)
(إِذْ نَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ أَجْمَعِينَ) سورة الصافات (134)
فهذا التأكيد يدل على أن امرأة لوط ليست من آله و لا من أهله.
وعليه تكون آية القمر صادقة على مراد القرآن ولا تحتاج إلى استثناء لرفع ما قد يتوهم من دخول امرأة لوط في قوله تعالى:
"إِلَّا آَلَ لُوطٍ نَجَّيْنَاهُمْ بِسَحَرٍ " من الآية(34)

أما قولك: التمثيل بقضية إبليس خارجة عن الموضوع.
فأقول بل له صلة قوية فلو أن الله تعالى قال:
"فَسَجَدَ الْمَلَائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ" سورة الحجر (30) وسكت ، هل ستدخل إبليس في الملائكة وأنه سجد؟
لا شك أنك ستجيب بالنفي.
لكن لما ذكر الله إبليس في قوله :
(إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى أَنْ يَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ ) سورة الحجر(31)
احتجنا أن نسأل هل إبليس من الملائكة ؟ فلو لا أن الله تعالى أبانا لنا أنه ليس منهم في قوله من سورة الكهف :
"وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآَدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ " لبقيت المسألة مشكلة لنا.
إذا هنا الاستثناء جاء في قصة إبليس للبيان ، ثم رفع التوهم من دخوله في الملائكة بآية سورة الكهف.
أما الاستثناء في قصة لوط فهو للبيان ورفع التوهم الناتج عن المتقرر عند أهل اللغة أن الزوجة تدخل في الآل والأهل وقد ذكرت الشواهد على ذلك من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم.

أخي الكريم : كلامك مستقيم ولكن لو أنك قمت بالسبر والتقسيم في قصة لوط لتبين لك أنه ليس على إطلاقه..
فالتوكيد الذي استدللت به يناقضه مثله من الآيات التي ليس فيها لفظ التوكيد "أجمعين" ومع ذلك استثنيت فيها المرأة.
أما دخول الزوجة في الآل فقد مضى ولا يصح عن أهل اللغة مطلق إدخالها ، وأما الأهل فلسنا بصدده ولا شك أنها داخلة فيه .
وعندما تتمعن في مجموع الآيات التي وردت في قصة لوط وتتدبرها بفطنتك المعهودة زادك الله منها فسيتضح لك أنه لا مخرج إلا ما ذكر الأخ عبد الله بلقاسم أما غيره من المخارج فستجد أنها إما ليست صحيحة أو فيها نوع تكلف .
والله تعالى أعلم.
 
أشكر جميع الإخوة الذين شاركوا في هذا الموضوع .
ولكن والله إني لأستغرب بعض المشاركات ، وأتعجب منها ..
فالبعض ذهب عن الموضوع بعيدا ، وجعله نقاشا حول دخول المرأة في مسمى الآل أو عدم دخولها ..
ولا يهمني هنا دخول المرأة في الآل أو عدمه ..
فالذين قالوا إنها داخلة في مسمى الآل فعليهم أن يجيبوا عن عدم استثناء الله تعالى لها في سورة القمر .
والذين قالوا إنها غير داخلة فعليهم أن يجيبوا عن استثنائها في سورة الحجر ، وفي بقية السور على اعتبار أن الأهل والآل شيء واحد .
والذين قالوا بأن آل الرجل هم أتباعه المؤمنون - في حالة الأنبياء - فعليهم أن يبينوا لماذا استثناها الله تعالى في كل السور التي استثنيت فيها .
أرى أن هذا هو لب الموضوع ، وآمل من الإخوة التقيد به لكي يفيدوني فيه جزاهم الله خيرا .
أخي الفاضل ..
لم أر سبباً لاستثناء الزوجة من "الآل" !
و أسمح لي أن أشترك في تدبركم بقدر استطاعتي ..
في آية القمر :
[gdwl]إنا أرسلنا عليهم حاصبا الا آل لوط نجيناهم بسحر [/gdwl]
إضافة إلى قول الأخ الكريم عبد الله بلقاسم أقول :
امرأة لوط لم يرد عنها انها هلكت بالحاصب أو بالسجيل الذي أرسل عليهم
بل نجت من تلك الميتة و هلكت بأخرى
يزعم اهل الكتاب أنها لما التفتت تحولت إلى "عمود ملح" !
و لست أؤمن بقصة الملح هذه - و لكن المقصود أنها لم تمت بحصب الريح
و انما نجت منها فلم تستثن من كونها نجت مع الناجين أولا
و الله أعلم
و جزاك الله خيرا
 
أخي الفاضل ..
لم أر سبباً لاستثناء الزوجة من "الآل" !
و أسمح لي أن أشترك في تدبركم بقدر استطاعتي ..
في آية القمر :
[gdwl]إنا أرسلنا عليهم حاصبا الا آل لوط نجيناهم بسحر [/gdwl]
إضافة إلى قول الأخ الكريم بلقاسم أقول :
امرأة لوط لم يرد عنها انها هلكت بالريح الحاصبة
بل نجت من تلك الميتة و هلكت بأخرى
يزعم اهل الكتاب أنها لما التفتت تحولت إلى "عمود ملح" !
و لست أؤمن بقصة الملح هذه - و لكن المقصود أنها لم تمت بحصب الريح
و انما نجت منها فلم تستثن من كونها نجت مع الناجين أولا
و الله أعلم
و جزاك الله خيرا
أخي الكريم : كيف يستقيم ما قلت مع قوله تعالى : "إلا امرأتك إنه مصيبها ما أصابهم .."
راجع المسألة بتدبر أكثر بارك الله فيك .
 
أخي الكريم : كيف يستقيم ما قلت مع قوله تعالى : "إلا امرأتك إنه مصيبها ما أصابهم .."
راجع المسألة بتدبر أكثر بارك الله فيك .
صحيح !
بارك الله فيك
سبب الخطأ هو انني اعتمدت على قول اهل الكتاب
و ليس مثله يستشهد به
جزاك الله خيرا و معكم متابعون هذا التدبر القرأني
هدانا الله و اياكم
 
أخي الكريم : كلامك مستقيم ولكن لو أنك قمت بالسبر والتقسيم في قصة لوط لتبين لك أنه ليس على إطلاقه..
فالتوكيد الذي استدللت به يناقضه مثله من الآيات التي ليس فيها لفظ التوكيد "أجمعين" ومع ذلك استثنيت فيها المرأة.
أما دخول الزوجة في الآل فقد مضى ولا يصح عن أهل اللغة مطلق إدخالها ، وأما الأهل فلسنا بصدده ولا شك أنها داخلة فيه .
وعندما تتمعن في مجموع الآيات التي وردت في قصة لوط وتتدبرها بفطنتك المعهودة زادك الله منها فسيتضح لك أنه لا مخرج إلا ما ذكر الأخ عبد الله بلقاسم أما غيره من المخارج فستجد أنها إما ليست صحيحة أو فيها نوع تكلف .
والله تعالى أعلم.
عدم ذكر لفظ التوكيد في آية أخرى لا يلغ الغرض من التوكيد ، وليس هناك غرض للتوكيد إلا البيان أن المرأة الكافرة أو القريب الكافر لا يدخل في الآل ولا في الأهل في عرف القرآن . فتأمله.
وأما قولك أن دخول الزوجة في الآل لا يصح عن أهل اللغة.
فأقول: هل النبي صلى الله عليه وسلم وعائشة رضي الله عنها وأبو هريرة من أهل اللغة أو لا؟
 
عدم ذكر لفظ التوكيد في آية أخرى لا يلغ الغرض من التوكيد ، وليس هناك غرض للتوكيد إلا البيان أن المرأة الكافرة أو القريب الكافر لا يدخل في الآل ولا في الأهل في عرف القرآن . فتأمله.
وأما قولك أن دخول الزوجة في الآل لا يصح عن أهل اللغة.
فأقول: هل النبي صلى الله عليه وسلم وعائشة رضي الله عنها وأبو هريرة من أهل اللغة أو لا؟
أخي الكريم : يبدو أنه مكتوب لنا أن نتحاور دائما .. لكن لا مشكلة .
أولا : المسألة ليست مسألة توكيد فحسب ؛ بل إثبات دخول المرأة أو خروجها من الآيات يعتمد على مسألتين :
أ - ما يمكن أن نسميه تجوزا "الحيثيات العامة" يدخل فيها التوكيد وسياق الآيات .. إلخ.
ب - ما يمكن تسميته "المخصصات" وهي الكلمات الخاصة في كل آية واستخدامها في الاستدلال.
ثانيا : يدخل في الاستدلال ما يسمى بالاستقراء وهو أن نستقرئ جميع الآيات التي وردت في القصة حتى نستطيع الاستدلال بمجموعها على ما نريد ، بحيث لا نلغي واحدة منها .
ولا بد في النهاية أن نصل إلى نتيجة تحوي عناصر أساسية :
أ - دخول المرأة أو عدم دخولها في الآل في الآيتين .
ب - السبب في عدم دخولها في آية القمر حين نتفق أنها داخلة في الآل.
ج - أن تجمع تلك النتيجة جميع الآيات التي وردت في القصة بحيث لا تعارضها آية واحدة منها فإن عارضتها واحدة ولم نجد نتيجة أخرى انتقلنا إلى الترجيح ، وذلك حين لا يمكن الجمع .
وللترجيح هو الآخر أسلوبه ومنهجه الذي لا يخفى عليكم.
ثالثا : الذين ذكرتهم هم أئمة اللغة ولا ريب ، ولكن أخاف أن نكون أوتينا من فهمنا لا من قولهم .
بارك الله في الجميع .
 
عودة
أعلى