قصة أصحاب السبت ( تأمّلاتي)

إنضم
10/02/2009
المشاركات
39
مستوى التفاعل
0
النقاط
6
الإقامة
الحجاز
بسم الله الرحمن الرحيم
قال تعالى : ( واسألهم عن القرية التي كانت حاضرة البحر إذ يعدون في السبت إذ تأتيهم حيتانهم يوم سبتهم شرعا ويوم لا يسبتون لا تأتيهم كذلك نبلوهم بما كانوا يفسقون وإذ قالت أمة منهم لم تعظون قوما الله مهلكهم أو معذبهم عذابا شديدا قالوا معذرة إلى ربكم ولعلهم يتقون).الأعراف.


تأملت في هذه القصة فخرجت بما يلي:
1-ليس كل إبتلاء سببه ( محبة )بل قد يكون سببه ( فسق ) من هذا الشخص أو هؤلاء القوم ,
قال تعالى (بماكانوا يفسقون) بيّن سبحانه سبب البلاء وهو فسقهم ولولاه لعافاهم.
2-الإحتيال على الله للتملّص من أوامره والوقوع في نواهيه خفيةً,
فيه مشابهة لأهل الفسق والعصيان ولايأتِ بخير أبداً إذ نتيجته الخسران والهلاك وماحصل لأصحاب السبت خير شاهد.
3-عِظم شأن الإنكار بأنواعه سواءً سراً أم جهراً إذ طائفة أنكرت وطائفة أكتفت بإنكار المنكرين
وأبغضت فعل الفاسقين وكرهته وجزمت بمصير فاعليه الهلاك والعذاب الشديد .(بناء على قول أحد المفسرين)
4-بعض المفسرين ذكر أنّه ليس هنالك فرقة ساكتة بل كلهم نهوا وتلك الطائفة التي قالت لما تعظون ؟
لم تكن صامتة بل كانت أشد غضباً لله من الفرقة الناهية ,إذ كانت تُنكر عليهم إبتداءً
فلمّا رأت منهم الإعراض كفّت عن الإنكار وواصلت الأخرى,.ذكره الطبري في جامع البيان.
5- لو فرضنا سكوتهم هذا لايعني أنّهم مؤيدين للمنكر بل إستخدموا أضعف مرتبة للإنكار وهي الإنكار القلبي.
الدليل على هذا أنّهم إستقر في نفوسهم بغضهم لهذا المنكر إذ تنبأوا بهلاكهم وعذابهم .
(مهلكهم أو معذبهم)إشارة إلى إنكارهم القلبي.
6-بما أنّه حصل خلاف حول نجاة تلك الطائفة يجب علينا لزوم منهج الفرقة الناهية المُنكرة ( جهراً )
لأنّه قطعاً طريق النجاة والخلاص من عذاب الله. [ دع مايُريبك إلى مالايُريبك ].
8-هم أفضل منّا حيث أنّهم أنقسموا لثلاث فرق: فرقة فاسقة فهلكت , فرقة ناهية عن المنكر فنجت ,فرقة إكتفت بإنكار السابقين لكنّها أنكرت قلبياً وكرهت فعلهم فنجت.
في زمننا أرانا تُجاه المنكر نزيد على الفرق الثلاث فرقة رابعة(من وجهة نظري القاصرة)
الرابعة: لاتفعل المنكر ( وقد تُبغضه )لكنّها تُبرر لأهل المنكر منكرهم وتشحد لهم أعذاراً وتُدافع عنهم وتلوي النصوص لوياً
ليتماشى مع أهل الأهواء وترتدي لباس أهل الإصلاح
وتقف في وجه المنكرين موقف المنشنّع الناقم.يعني من باب( الديمقراطية والحرية).
ولا أعني بذلك تيار معيّن بل من اعنيهم من أوساط الناس وعامّتهم وحتى بعض أهل الصلاح.جهلاً وغفلة !
فلا أدري أيّهما أحسن حالاً أصحاب السبت أم نحن !!!! وهل نحن أعزّ عند الله منهم ؟!!!
9-النجاة لفريق واحد فقط( المُنكرين ) سواءً بألسنتهم أو أيديهم أو قلوبهم كما فعلتا فرقتا بني إسرائيل
فلا نستهين بإنكار القلب إذ أرى بعض الناس اليوم يحاولون أن يسوّغوا لبعض أهل المنكر منكرهم من باب المعايشة والإنفتاحية.
فيتناسون إنكار القلب.
10-الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أمر إلهي وشرع سماوي بنص الكتاب والسنّة كغيره من الأوامر الإلهية
فلا يُمكن طمسه أو نسفه من المجتمع .
11- أستوقفتني هذه الرواية من تفسير الطبري:حدثني سلام بن سالم الخزاعي قال، حدثنا يحيى بن سليم الطائفي قال،
حدثنا ابن جريج، عن عكرمة قال: دخلت على ابن عباس والمصحف في حجره، وهو يبكي، فقلت: ما يبكيك، جعلني الله فداءك؟ قال: فقرأ: "واسألهم عن القرية التي كانت حاضرة البحر"، إلى قوله: (بما كانوا يفسقون".)
قال ابن عباس: لا أسمع الفرقة الثالثة ذكرت، نخاف أن نكون مثلهم!
فقلت: أما تسمع الله يقول: "فلما عتوا عمّا نهوا عنه"؟ فسُرِّي عنه، وكساني حُلّة. (1)أ.هـ
بعيداً عن مدى صحة الرواية, تأملت بقوله (نُهوا عنه)
فقلت: فيها إشارة إلى أنّ الهالكين هم المباشرين للمنكر المنتهكين الحرمة الواقعين في الخطيئة.


هذا ماتوّصل إليه فهمي القاصر إن من خطأ وجهوني وصوبوه
فلست طالبة علم ولكنّي متأملة متدبرة فقط .
وأحتاج لتوجيهاتكم تنبيهاتكم بارك الله فيكم!!
تهمني أراؤكم تأملاتكم تصويباتكم إنتقاداتكم


راجعت تفسير الطبري والسعدي رحمهما الله تعالى

أختكم
روضة الناظر



 
كان عكرمة تلميذ ابن عباس يُسري عنه ويؤمله بنجاة الفرقة الساكتة والتي ليتها وقفت موقف المتفرج بل نكرت وأنكرت عمل أهل الدعوة وعارضت الدعوة إلى الله بكل ماأوتيت من قوة.
وكان ابن عباس يبكي ويقول: والله لاأدري أنجوا أم لم ينجوا ..!
وكان يكسو تلميذه حلة أو حلتين إذا قال له : والله لقد أنجاهم الله .
ولكن ياأخية : إلام ترمي هذه القصة ؟ وماهو المُعتَبر؟
وماموقفنا من أحداثها ؟ وماالذي يبكي ابن عباس ؟
وهل نسكت كما سكت أولئك ؟
أعتقد أننا بحاجة ماسة لدورة تدريبية مع أهل الدعوة لنمارس حقيقة الدعوة لاصورتها على أرض الواقع ..!
 
والتي ليتها وقفت موقف المتفرج بل نكرت وأنكرت عمل أهل الدعوة وعارضت الدعوة إلى الله بكل ماأوتيت من قوة.

هي لم تقف في وجه أهل الدعوة فيما يبدو من سياق الآية
بل أقرّت بأنهم هالكون او معذبهم الله عذابا شديدا !!
وأظن أنّ في هذا دلالة على إنكارهم القلبي !!


في نظري أنّنا للأسف أسوأ حالاً من أصحاب السبت
كما ذكرت في كلامي سابقاً..!
ولكن ياأخية : إلام ترمي هذه القصة ؟ وماهو المُعتَبر؟
وماموقفنا من أحداثها ؟ وماالذي يبكي ابن عباس ؟
وهل نسكت كما سكت أولئك ؟

هلاّ أجبتنا وأفدتنا أستاذنا الفاضل !!

أستوقفتني هذه القصة كثيراً فنحن الان نرى المنكرات من حولنا
ونرى تعتيماً عجيباً !! وترويجا مهيباً !!
وأخشى ماأخشاه أن يُصيبنا ما أصاب القوم!!

حُييتم أ. صالح
 
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله
تعقيبا على المقال المذكور أعلاه، والتي حاولت من خلاله الأخت الفاضلة، أن تبيّن لنا أن الفرقة الثالثة إنما أنكرت المنكر بالقلب وذلك أضعف الإيمان، وبذلك نجت من العذاب البئيس، فأقول ، وبالله التوفيق، أن هذه الفرقة لم تر في النهي عن المنكر فائدة ترجى، فحكمت على المعتدين بالهلاك والعذاب المبين، ولم تأخذ بأسباب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لأنها لم ترجُ صلاحا فيهم ولا توبة لهم، وهذا من اليأس المفضي إلى ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، المشنّع بعاقبته، في قوله تعالى "كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ عَن مُّنكَرٍ فَعَلُوهُ ۚ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُون[URL="http://quran.ksu.edu.sa/tafseer/katheer/sura5-aya79.html"]
(
[/URL]79)" [المائدة]، وكذلك قول النبيّ صلى الله عليه وسلّم "إذا قال الرجل هلك الناس فهو أهلكهم"[رواه الإمام مسلم]. ويظهر أن هذه الفرقة شملها العذاب البئيس دون المسخ، عقابا لها على سكوتها. وقد أنذرنا الله وحذرنا من فتنة لا تصيب الذين ظلموا منا خاصة، قال تعالى "وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَّا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنكُمْ خَاصَّةً ۖ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (25)" [بالأنفال]. ثمّ إن الفرقة التي أنجاها الله بينت للفرقة التي أنكرت عليها الوعظ سبب تمسكها بواجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وهو سبب ذو وجهين، الأول هو تبرئة الذمّة أمام الله بقولهم "معذرة إلى ربكم" والثاني هو رجاء الصلاح وعدم اليأس بقولهم "ولعلهم يتقون" والكلام موجه للطائفة التي آثرت السكوت. والله أعلم.

 
عودة
أعلى