قشور في قشور

علي جاسم

New member
إنضم
01/03/2005
المشاركات
66
مستوى التفاعل
0
النقاط
6
[align=justify]سادتي الأكارم .. ثمة مسألة لاحظتها وأنا أتتبع قصة قارون في التفاسير ..
تتبعتها في تفسير الطبري .. والبغوي .. والكشاف للزمخشري .. والبيضاوي .. والجلالين .. وأخيرا القرطبي .. فتبين لي الآتي ..
إن القصة القرآني وكما هو معلوم عبارة عن أحداث ووقائع وشخوص تدور في فلك القضية الجوهرية التي تتناول القصة تقريرها .. وهذا يعني أن قيمة القصة القرآنية هي من قيمة القضية الجوهرية المكمنونة من وراء الشخوص والأحداث والوقائع ..
وهذا يعني أيضا أننا نقتل روح القصة القرآنية حين نتتبع منها شخوصها المجردة ووقائعها القصصية وحسب ..
ففي قصة فرعون على سبيل المثال نحن نقتل روح القصة حين نتتبع فرعون الشخص ولا نتتبع الفرعنة كحالة نفسية شاذة نجدها مكرورة في كل جيل وفي كل أمة ..
وحتى في نملة سليمان .. فنحن نقتل روح القصة حين نبحث عن اسم النملة أو نوعها .. وقد وجدت بعض التفاسير تبحث في هذه الجوانب .. فزعموا أن اسمها طاخية وفي قول آخر اسمها حارمة ولا أعرف والله هل يشكل فرقا أن يكون اسمها طاخية أو حارمة أو بلقيس أو حتى ليلى العامرية .. جوهر الموقف يكمن في يقظة النملة وشعورها بدنو الخطر وتنبيهها لقومها وهذا الموقف هو الذي خلد ذكرها ..
وأرجع لقارون ..
فقد وجدت هذه التفاسير المذكورة آنفا تغرق في مسميات القصة وفي سرد الأحداث ونقل الوقائع نقلا تاريخيا مجردا .. لا قيمة له .. فهذا الطبري يسود صفحة كاملة وهو يبحث في اسم نسب قارون ولم يكفه جده الأول فراح يبحث عن الثاني والثالث والرابع وصولا إلى إبراهيم .. وتفسير آخر راح يبحث في مفاتح قارون فقال كانت من حديد فثقلت فعملها من خشب فثقلت فعملها من الجلود .. ولا أعرف ما الذي يعنيني أنا المسلم إن كانت من حديد أو من خشب أو من معدن التيتانيوم أو البلوتونيوم ..وقد اختصرها القرآن بقوله مفاتحه لتنوء بالعصبة أولي القوة ففهمت أنها كثيرة جدا ..
ولم أجد من هذه التفاسير تفسيرا كشط عن جوهر القصة ما عليها من الشخوص والأحداث والوقائع إلا القرطبي بسطر واحد ثم ما لبث أن عاد سيرة اسلافه فراح يغرق في تتبع الشخوص والسرد القصصي المجرد ..
فأخبروني .. يرحمكم الله .. هل أغالي إن قلت .. وأنا أعلم أن فيها ذخيرة لغوية وبيانية .. هل أغالي بقولي أن مثل هذه التفاسير محض قشور في قشور ..

[/align]
 
التعديل الأخير:
عند مراعاة ضوابط الاستفادة من الإسرائيليات في التفسير تكون هذه المعلومات مفيدة؛ أياً ما كان مستوى هذه الفائدة - في القرب والبعد والظهور والخفاء-, نعم قد لا تكون هذه التفاصيل من غرض من يريد لب القصة وغايتها, أو المعنى المباشر منها, فليس لمثل هذا أن يزعج نفسه بنحو هذه التفاصيل التي تؤخره عن مقصوده. ثم في وجود نحو هذه المعلومات سمتاً عاماً في عامة كتب التفسير ما يطمئن الباحث إلى أن هاهنا علماً ومنهجاً فلا يعجل في رده, وليأخذ منه غايته ويدع الباقي لأهله الباحثين عنه.
 
أخي الحبيب

أخي الحبيب

[align=justify]أخي الحبيب -أبو بيان- .. سأفترض أنك تقول أن في التفاسير الكمالي والضروري !!!!.. أنت ما قلت هذا القول .. لكني ترجمت ردك بهذه الجملة المقتضبة ..
نعم أوافقك الرأي أخي الحبيب أن في التفاسير الكمالي والضروري .. فليأخذ الضروري من يطلبه , وليتزود من الكمالي من وجد في نفسه متسعا لذلك .. ولكن أليس غريبا أننا لا نجد في هذه التفاسير -وفي قصص القرآن على وجه الخصوص -أليس غريبا أننا لا نجد إلا الكمالي .. ولا نجد للضروري أثرا يذكر .. وإن اتفق والتفت المفسر للقضية الجوهرية في القصة فهي في الغالب التفاتة خجولة لا تلبث أن تنصهر في إغراق المفسر في تقصي الكمالي من المسميات والسرد القصصي المجرد ..ثم لا زلت أسأل متعجبا عودا على ردك .. أي فائدة تعود على المسلم وهو يصدع رأسه ب(شجرة العيلة) لقارون وقد سود فيها المفسر صفحة كاملة .. أو أي مغنم يغتنمه المسلم حين ينفق ربع ساعة في صفحة تبحث في نملة سليمان أكانت بجناحين أو بغيرهما .. صغيرة أم كبيرة .. أو حتى بمنقار كمنقار الرخ .. أليس المنهج العملي للمسلم يلزمه أن يحترم معلوماته وطاقاته ووقته ؟؟ فلا ينفقها في القشور [/align]
 
الإغراق في احترام العلماء يفضي إلى الاعتذار لهم ولو بحجج كالسراب. احترامهم واجب. لكن تمحيص ما كتبوه واجب آخر.

ولعل القرآن يستفز القارئ أحيانًا ليبحث في التاريخ، وإني من المناصرين لكون التاريخ من أدوات بيان القرآن، إذ إن القرآن حين ذكر قوم تبع وأصحاب الرس ثم لم نجد لها قصة لا في القرآن ولا في السنة كان ذلك دلالة على أنه ينبغي البحث في التاريخ عن هؤلاء الأقوام للاعتبار بما جرى لهم.

أما إذا ذكر المقصوص أمره مع قصته، دل ذلك على أن تتبع ما سوى ذلك ضرب من العبث، إذ القرآن لا ينص إلا على ما تحصل به الفائدة، وأما ما سوى ذلك فيضرب عنه كأسماء أهل الكهف واسم كلبهم واسم الذي جاء بعرش بلقيس ونحو ذلك، فالاشتغال به حين أضرب عنه القرآن مما ليس من ورائه إلا الكد والتعب.

نعم قد يكون الاشتغال ببعض تفاصيل قصة من القصص نافعًا إذا كان القرآن قد أجمل أو طوى شيئًا القصة مقتصرًا على ما تحصل به العبرة، فحينئذ يكون الاشتغال بتكميل ما طوي من باب الاستعانة بالتاريخ لفهم القرآن، والاسرائيليات من التاريخ، إذ التاريخ لا إسناد له وكذلك الإسرائيليات.

والله أعلم.
 
[align=justify] ولكن أليس غريبا أننا لا نجد في هذه التفاسير -وفي قصص القرآن على وجه الخصوص -أليس غريبا أننا لا نجد إلا الكمالي .. ولا نجد للضروري أثرا يذكر ..[/align]
أنبه هنا إلى أمرين:
أولهما: في العبارة تعميم لا يوافق عليه الواقع في كتب التفسير المذكورة.
ثانيهما: تختلف مناهج المفسرين في العناية بكل ما له علاقة بالآية, ابتداءً من المعنى المباشر وحتى أبعد وجهٍ في الاستنباط والمعلومات ذات العلاقة بلفظ الآية ومعناهاوماوراء المعنى من معاني, فليس من الصواب الحكم العام على مناهج مختلفة.
كما أن المعنى المقصود من هذه القصص والذي أشار إليه أخي الكريم علي جاسم = هو معنى ظاهر في كثير من الأحيان ولا يحتاج إلى مزيد بيان, فعند ذلك يتوجه المفسر -بحسب منهجه- إلى تفاصيل أكثر وبيان أكثر, لا تخلو الآية معه من تفسير, ولا يخلو به هذا التفسير من فائدة.
 
أوافق الأخ الفاضل (علي جاسم) على ما ذكر من وجوب العناية بجانب العبرة من القصص القرآني، وألا يكون الاشتغال بما عداه هو الطاغي والمهيمن.
ولكنني أحب أن أقف حول استخدام مصطلح (القشور) وإطلاقه على ما يظهر أنه استطراد أو خروج عن المقصود.
إننا نعلم جميعا أن مناهج التأليف والتصنيف تختلف باختلاف الزمان، فلكل عصر معطياته ومتطلباته، كما أن له رجاله وأحواله، وقد كان علماؤنا الأكارم من المفسرين وغيرهم يعتنون بالكتابة أشد العناية، فلا يصدر عنهم شيء إلا عن علم غزير، وهدف سامٍ، ونية صالحة، وحاجة ملحّة، وأثر هذا واضح فيما كتبوا، ولا أقول هذا من منطلق (الاعتذار لهم ولو بالسراب) كما ذكر الأخ الفاضل (مهند شيخ يوسف) بل أقوله ويقوله كل من نظر في مصنفاتهم وأحوالهم التي كتبوا فيها هذه المصنفات.
وإذا كانوا قد جمعوا لنا هذا الكم الهائل من العلم، فدورنا هو أن نكمل المسيرة بالخدمة والتكميل لما كتبوا، لا أن نرميهم بما لا يستحقون .. وكلٌ يغرف مما يحب.
يقول السهيلي في مقدمة كتابه: (التعريف والإعلام فيما أبهم في القرآن من الأسماء والأعلام) -وهو كتاب يمكن أن يوسم بأنه من القشور!-: "وبعد: فإني قصدت أن أذكر في هذا المختصر الوجيز ما تضمنه كتاب الله العزيز من ذكر من لم يسمه فيه باسمه من نبي أو ولي، أو غيرهما من آدمي أو ملك أو جني أو بلد أو شجر أو كوكب أو حيوان، له اسم عَلَم قد عرف عند نقلة الأخبار والعلماء الأخيار، إذ النفوس من طلاب العلم إلى معرفة مثل هذا متشوفة، وبكل ما كان من علوم الكتاب متحلية ومتشرفة.
وإذا كان أهل الأدب يفرحون بمعرفة شاعر أبهم اسمه في كتاب، وكذلك أهل كل صناعة يعنون بأسماء أهل صناعتهم ويرونه من نفيس بضاعتهم، فالقارئون لكتاب الله عز وجل أولى أن يتنافسوا في معرفة ما أبهم فيه، ويتحلوا بعلم ذلك عند المذاكرة" ا.هـ
 
[[حياكم الله يا أهل الفضل أجمعين وأحب أن أقول :

إنه لا يعرف الفضل إلا أهله ، وعندما يصل الواحد منا إلى درجة الإفادة من المفسرين والنهل من عيون ما كتبوا يكون الواجب عليه هو احترامهم والاحتشام في مخاطبتهم أو الحكم عليهم ، كي لا يصدق عليه قول الشاعر:
[
أعلمه الرماية كل يوم فلما اشتد ساعده رماني
وكم علمته نظم القوافي فلما قال قافية هجاني [/color]

أقول ـ وأعني تماما ما أقول ـ إن العنوان الذي عنون به الأخ علي جاسم ـ حفظه الله ـ " قشور في قشور" هو خطأ في خطأ ، بل لا أغالي إن قلت: هو خطيئة تستحق منه استحضار ذل العبد المستغفر ليغفر الله له ـ إن شاء ـ حيث وصف كتب التفسير بالمحتوى القشري ، بل القشري فحسب ، وأكد ذلك بالنص والفص حيث قال ما نصه :"

" فأخبروني .. يرحمكم الله .. هل أغالي إن قلت .. وأنا أعلم أن فيها ذخيرة لغوية وبيانية .. هل أغالي بقولي أن مثل هذه التفاسير محض قشور في قشور .. "


[]قلت : نعم تغالى وتجحد وتهدم كل ثوابتنا المتمثلة في علمائنا وتيجان رؤوسنا ، ومن أنت وأنا وملتقانا من ساسه إلى رأسه إلا فسيلة منبثقة عنهم ، وتلاميذ عاشوا في رعايتهم وعنايتهم ، وبذرة بذرت في معين أرضهم وترابهم، فلولا تعلمك وتعلمي منهم ، ما رفعت عقيرتك عليهم .
وكلامك يا أخي الفاضل يحمل عمق التناقض والتباين عندما تقول : " وأنا أعلم أن فيها ذخيرة لغوية وبيانية " ثم تصف احتوائها على الخيال القشري والتِّبن الذي لا فائدة منه إلا إضاعة الوقت وتسويد القراطيس بما لا يفيد .
فهل يصح عقلا أن أقول لواحد من الناس: أنت جاد مجد وأنت في ذات الوقت خواء لا مضمون لك ولا فائدة منك ؟!!!!!!
قل لي من يستطيع تحويل اللغة والبيان إلى قشر وعصف لمجرد مجاورته قصة إسرائيلية؟ [/color]
ولا يختلف اثنان ولا ينتطح كبشان ولا عنزان في أن كتب التفسير بمجملها حوت ما لا يستحق الكتابة ـ من وجهة نظري كتلميذ من تلاميذ التفسير ـ ولكن هل وجهة نظر المفسر هي المرادة مما كتبه أهل التفسير ؟

قلت: اللهم لا .
لماذا ؟ قلت: لأن حصر تراث المفسرين في مراد المفسر فحسب ليس مقصوداً ؛ يجوِّد ذلك من درس مادة مناهج المفسرين
التي تعكس اختلاف مشارب المفسرين وتوجهاتهم العلمية.

فمن مفسر همته منصبة على إظهار هدايات القرآن للناس مع تغليب الأحكام الفقهية، وآخر.. مع تغليبه للصبغة البيانية، وثالث مع تغليبه الصبغة التاريخية ، ورابع مع تغليبه الصناعة النحوية، وخامس مع تغليبه الصبغة الأثرية " الأحاديث" ، وسادس مع تغليبه الوجهة الأدبية ، وسابع مع تغليبه الصبغة النقدية للمجتمع إذا ما وضعنا أفعاله في ميزان القرآن وأردنا تقويمه ، وهلم جرا ..,..
ومن هنا يجب علينا معرفة أن التفسير قد اصطبغ بصبغة كل مفسر وتغيا غايته ، ليفيد الفقيه، والبياني، والمؤرخ، والنحوي، والمحدِّث، والأديب، والإمام والخطيب أو المصلح الاجتماعي.


وبناء على ما تقدم أجزم بأن ما نراه حشوا سيفيد قطعا بعض العلماء المحللين للتاريخ الاجتماعي والحكم على الأعصار من خلال تلمس مثل هذا المكتوب في ظلال القرآن الوارفة. وممن قد يفيد من القشور التي لا تكون غاية المفسر علماء الاجتماع مثلا .
وبمنطق العدل والصواب أقول: إن ما تحتوية مجمل كتب التفسير من العلم النافع يفوق ملايين المرات المنتقد الموصوف بالقشر.


ومن هنا نجزم بأن ما لا يفيدك قد يفيد غيرك ، وسعة النظرة تؤدي إلى دقة الحكم على الأعمال ، مع دقة العبارة التي لا توقعنا في الإثم أو الحرج.وأخيرا لولم تطلب يا أخي العزيز الرأي مع الدعاء لمن يخبرك بالرحمة ما تكلمت ولا بكلمة واحدة في شأن ما كتبت لأنني أخاف على مشاعر الناس حبا لهم ، وصديقك من صدقك لا من صدقك.

والله الموفق والمستعان مع طلبي للمعذرة إن كنت قد محضت النصح وبذلت الجهد في تحرير ما يتناسب مع المقام فضلا عن المقال.
 
سيدي الكريم

سيدي الكريم

[align=justify]سيدي الكريم الأخ د. خضير .. يخيل إلي أني لو رفعت عقيري بمجلسك لما كان جوابك إلا صفعة تجلجل على قفاي أني سليط اللسان سيء الأدب مع شيوخي .. على أني -علم الله- لم أتتلمذ -كما ادعيت- على أيديهم .. ولم أتعلم الرماية من كتبهم ..بل أنا حديث عهد بتفاسيرهم .. فقد أغناني الله عنهم بما هو أزكى وأنفع .. ويبدو أنك أخي الحبيب لم تقرأ كلامي قراءة دقيقة فاحصة .. فأنا يا سيدي الفاضل لم أناقض نفسي حين قلت أن فيها ذخيرة لغوية وبيانية ولا زلت أقولها المرة تلو المرة بأعلى صوتي أن فيها ذخيرة لغوية وبيانية .. ولكنها قشور حين تضاف إلى الغاية الأساس في كتاب الله .. وأعني بها "أن يتمثل القرآن نسيجا بشريا يدب على وجه الأرض" .. فهذه يا حضرة الدكتور هي غاية القرآن يوم نزل وهذه أسمى مقاصده وكل علم لا يبلغنا هذه الغاية أو لا يدفع بالأمة صوب هذه المقصد فهو قشور في قشور .. وإني سائلك فأجبني رعاك الله .. لماذا لا نجد في القرآن الكريم وصفا لملامح شكلية لشخصية من شخوص القرآن .. لماذا لم يصف لنا القرآن جبابرة موسى .. لماذا لم يذكر لنا القرآن شيئا عن عوج ابن عنق .. أتعرف عوج ابن عنق إنه شخصية خرافية الحجم حتى أنه لم يغرق زمن الطوفان -هكذا تقول التفاسير-.. لماذا لم يصف لنا القرآن شكل فرعون .. أو جمال يوسف .. أو طول أبينا آدم الذي كان يحك برأسه جلدة السماء حتى صلع رأسه .. لماذا لم يصف لنا القرآن يأجوج ومأجوج .. أو ذي القرنين .. أو دابة الأرض التي ستخرج آخر الزمان .. لماذا لم يصف لنا القرآن عفريت سليمان أو عرش بلقيس .. ؟؟؟؟؟؟ أتعرف لماذا حضرة الدكتور .. لأنه من العبث الذي لا طائل من وراءه أن يورد القرآن هذه الأشياء .. فلست بمخطئ حين أسقط من حساباتي ما اسقطه القرآن من حساباته ..
خلاصة القول أخي الحبيب ..
القرآن منهج حياة .. وأرى أن الإستغراق بهذه العلوم الفرعية من القرآن يحيد بنا عن هذه الغاية الأساس في زمن نحن أحوج ما نكون لتوجيه هذه الجهود وهذه الطاقات العلمية لتحقيق منهجية القرآن في مجتمعاتنا .. فأوقاتنا اليوم ..واليوم اليوم لا غير ثمينة -أخي الفاضل- وجهودنا عزيزة بالنظر لواقع الأمة .. فخير لنا أن نطلب من علوم القرآن ما يصلح حال الأمة بدلا من أن نحشوا أذهاننا معلومات لا يضر فقدانها ولا ينفع وجودها .. والله الهادي لسواء السبيل ..[/align]
 
أخي الفاضل نحن الآن نحتاج إلى ثالث يحكم على حكمك ، وردي عليه ،
وإن كان نص قولك " على أني -علم الله- لم أتتلمذ -كما ادعيت- على أيديهم .. ولم أتعلم الرماية من كتبهم ..بل أنا حديث عهد بتفاسيرهم .." قد حل المشكل وأزاح ما كان في صدري من حرج لظني أنك من المتخصصين في التفسير ، أما وأنكم ـ رعاكم الله ووفقكم " قد أغناكم الله عن المفسرين بما هو أزكي من المفسرين وأنفع مما كتبوه كما هو نص قولك "فقد أغناني الله عنهم بما هو أزكى وأنفع .." فقد سحبت قولي وجففت مداد يراعي ، لأن الأمر سيتحول إلى ملاسنة بين متخصص يتعبد الله في محراب حب الصالحين وتيجان رأسه السادة المفسرين ، وبين حبيب لا ينتمي إلى هذا الصنف من العلماء بل وقد أراحه الله منهم بمن هو أزكى وأطهر وأنفع .

أما عن رفع عقيرتك في مجلسي فلو حدث لرأيتنى سهلا سمحا لا أغضب لنفسي أبدا ، بل سأكرِّمك غاية التكريم وأهبك غاية الحب ، وإن كنت في نفس الوقت من الوقَّافين عند حدود الأصول والأعراف والتقاليد ، هذه الأصول التي تجعلني أصِّدع رأسي مع تلاميذي لإرساء قواعد عامة أدبية وخلقية قبل البدء في الشرح للفصل الدراسي فلا ألفين أحدا يضع رجلا على رجل في مجلسي البتة، ولو حدث لنبهت على ذلك بأدب الأب أو الأخ الأكبر الذي ينصح حبا في تلميذه وشوقا إلى تكميله بالمعروف. وأنت زميل ولست تلميذا حاشا لله.

وأحب أن ألفت نظر حضرتكم إلى أنني قلت كلاما يتفق تماما مع نبذ كل ما هو دخيل في التفسير، مما تعلمه ـ وفقك الله ـ وما لم تعلمه ، وسل كتابا لي بعنوان الدخيل في تفسير القرآن الكريم كان ضمن أعمالي العلمية التي رقيت بها منذ سبع سنين إلى أستاذ مشارك ، ولحسن الحظ تم اختيار هذا الكتاب لتدريسه لطلاب أصول الدين .

أسأل الله لي ولكم غاية التوفيق والسداد وعند هذا الحد أضع نقطة النهاية المؤذنة بنهاية قولي في هذا الشأن .

والله ولي التوفيق
 
الأخ الكريم علي جاسم:

ينبغي ألا نخلط بين الغاية الأساسية التي من أجلها أورد القرآن القصص، وبين ما يذكره المفسرون في كتبهم.

ما يذكره المفسرون هو تدوين لمعلومات يفيد منها من أراد الإفادة، فهم يجمعون متين العلم ومُلَحَه في موضع واحد، وكلُ يأخذ من أقوالهم ما يشاء بحسب مقصده ومشربه.

أخي الحبيب..
إذا أردت أن تقول: يجب أن نركّز ونوجّه أنظارنا إلى ما أراد القرآن أن ننتبه له ونعتبر به، ولا يشغلنا الدخيل في كتب التفسير عن المقصد الأساسي الذي أراده القرآن ...
إذا أردت أن تقول هذا فنحن كلنا معك، ولا ينكر هذا صاحب بصر ..
لكن هذا لا يدعونا بحال من الأحوال إلى أن نحقر جهوداً ونهدم صروحا لم نعلم على أي أساس بناها أصحابها، ولأي مقصد أرادوها...
(ولكلٍ وجهة هو موليها .. فاستبقوا الخيرات)

وفقني الله وإياك لما يحب ويرضى
 
أحسن الله إليكم يا دكتور عبدالفتاح ، وبارك في علمكم وما قلتم إلا حقاً.
والأخ الكريم علي جاسم اجتهد ولم يحالفه التوفيق في اختيار العبارات التي تعبر عن مقصوده ، وعبَّر بعبارات فيها غلظة في موقف كان يمكنه أن يؤدي مقصوده بعبارات هادئة تحفظ للمفسرين مكانتهم التي لا يقلل منها ما كتبه أو يكتبه غيره وفقه الله .
والكلام الذي تفضل به قال به كثيرون من أهل العلم مع وعي تام بما يقصدون ، ومع حفظهم التام لمكانة أهل التفسير ومكانة كتبهم ، والعلم له هيبة وجلالة لا يصلح أن يطرح بمثل هذه الطريقة التي طرحه بها أخي علي حفظه الله فليتنا نتريث فيما نكتبه ونطرحه في هذا الملتقى حتى لا ينتقص حق العلم .
 
أود التنبيه إلى فائدة الاختصار من كتب التفسير ، فهو نافع ومفيد ، ويخدم كل طالب حاجة .


والأمة يا صاحب الموضوع محتاجة إلى التنبيه على احترام جهود الآخرين وخاصة الذين توفاهم الله تعالى ،

فليس من اللائق أن نصفهم بما يغضبنا إذا وصفنا به ، فلربما قدرت أنت أن الذي اطلعت عليه لا ينفع أحدا ،

ولو انبرى له من وفقه الله تعالى لاستخرج علما كثيرا يفيد العباد والبلاد .



هوّن عليك أخي ، واستغفر الله إنه هو الغفور الرحيم
 
الأخ الفاضل د. خضر جزاكم الله خيراً لقد أفضتم في البيان والإيضاح والمرجو من الأخ علي جاسم أن يعتذر عن تعميمه فالتعميم كان خطأ فادحأ بلا شك وكفارته الاستغفار والاعتذار فعلماؤنا هم تاج رؤوسنا بذلوا جهوداً مضنية في تبليغ العلم إلى الأجيال اللاحقة ,,,
ووصفهم بهذا الوصف فيه تجاوز
وكما أشار الأخ الدكتور عبد الرحمن الشهري كان يمكن أن تنبه إلى الأخطاء بأسلوب الناقد الحصيف مع الاعتراف للعلماء بفضلهم وكما تعلم فكل تفسير من التفاسير التي أشرتَ إليها له ميزة ليست موجودة في غيره بعضها يلتزم سرد الروايات المأثورة الطبري وبعضها يعتني بالبلاغة الزمخشري وآخر بالفقه القرطبي وبعضها بالفلسفة والكلام الرازي وبعضها بالإشارة كبعض التفسيرات الصوفية فلماذا وقفت سيادتك على ذكر العلماء لبعض الأساطير على سبيل السرد والنقل وأخذت تضخم في هذا الجانب وأغضيت الطرف عن الفوائد الجمة والمنافع الكبرى لمصنفات التفسير لتصفها بأنها قشور في قشور ,,,, ليس هذا بالنصف ...!!

علماً أن العلماء اليوم يستفيدون جداً من هذه الروايات الخرافية أو التفصيلية في المقارنة مع كتب التاريخ القديمة والاستنباط من خلال الأثريات والحفريات للوصول إلى مصادر الفكر الإنساني وحقيقة التاريخ البشري
والله أعلم
 
مما انقدح في ذهني من فائدة إيراد القصص وتفصيلاتها والإسرائيليات في كتب التفسير

- الترويح عن طلاب العلم آنذاك لتتجدد عزائمهم ويعود إليهم نشاطهم
- وتشويقهم من قِبل معلميهم ومشايخهم آنذاك عبر تلك القصص وترغيبهم في القراءة والدراسة, فبعض الفتية والدارسين تشده هذه القصص وتستميله
- وبذلك يكون لهوهم مرتبط بدراستهم, وفراغهم يرفد جدهم (فائدة تربوية تتعلق بوسائل التعليم)
- تمرين الطلاب على دراسة التاريخ والروايات التاريخية
- فتح أذهان الطلاب حول الاهتمام بالتفاصيل والشمولية في البحث
- تطوير البحث العلمي لدى الطلاب ومنهج تلقي الروايات التاريخية وكيفية البحث عنها وضوابط قبولها أو ردها

[overline]والمشكلة في أهل هذا الزمان هي سرعة الملل من قراءة الكتب والمطولات
وكذلك التعجل في الحصول على المعلومة
مما زهد في كتب المتقدمين الراسخين في العلم[/overline]

وهذا مجرد رأي, وأستغفر الله لي ولجميع المؤمنين والمؤمنات.
 
وترفقا فالسمع من أعضاءه

وترفقا فالسمع من أعضاءه

[align=justify]المشاركون الأفاضل .. لله دركم .. قلتم فأصبتم .. وقلت فأسأت -كما ترون- ويرحم الله صاحب البردة "معذرة مني إليك ولو أنصفت لم تلم" .. قولتموني ما قاله بناني ولم يرده جناني .. وأنا -علم الله -ما أردت أن أبصل تفاسيرنا بقضها وقضيضها .. وإن كنت كتبت ذلك سهوا أو على حين غفلة مني ..وأكرر "أقسم بالله أني ما أردت التعميم " ولكنكم فهمتموه تعميما .. أنا إنما أردت القصص القرآني على وجه الخصوص وقد قلت سلفا أني حديث عهد بهذه التفاسير ولولا أني أشتغل بكتاب يتناول القصص القرآني لما وقفت على هذه الملحوظة .. هذا أولا ..
ثانيا .. بالنسبة للدكتور خضير عافاه الله .. فيبدو أن طول عهده بالجامعة قد أنساه أن التخصص في مجال ما لا سيما القرآن قد يتأت عن طريق الجامعة وقد يتأت بعيدا عن أروقة الجامعة .. فلست من أهل التخصص جامعيا .. ولكني قد أكون من أهل التخصص فيما وراء ذلك وذلكم من فضل الله علينا وعلى الناس .. وعلى هذا فقد يتخصص المرء في القرآن وهو ما جلس على كرسي الجامعة يوما .. ونصيحتي لك أخي الحبيب ولكل أخ أن لا تسرعوا في تقييم الرجال من أول وهلة .. فلعلهم إذ كبوا في الأولى .. لعلهم ذوو صولات في اللواحق وجولات [/align]
ثالثا ... تتبعوا معي -يرعاكم الله -الموضوع التالي ..
 
طنين ذبابة

طنين ذبابة

[align=justify]سادتي الأكارم .. تكلمتم .. وعتبتم .. وشددتم .. فرأيتني أهبط في جهالتي .. ورأيتكم تعرجون في علومكم .. يتقدمكم ذاك الموكب الكريم من المفسرين الأوائل .. ولقد رمقتكم من بعيد فلم أعرف منكم إلا أخي الحبيب د.خضر وهو يتعبد في محراب الصالحين .. تقبل الله منه ومنا ومنكم ..
ولقد ربوتم بسادتنا وكبرائنا .. حتى رأيتني وإياهم آخر الأمر كذبابة تطن بين يدي طائر الرخ .. لا يعبأ بها -فضلا عن أن يراها- ..
ولكني مع ذلك سأطير حول رؤوسكم وأطن عند آذانكم .. ثم إن شئتم .. قارنوا بعد ذلك بين طنيني المزعج وبين صعقات الرخ وهي من هولها تكاد تفتق جلدة السماء ..
سأتناول موضوعا من كتابي الذي انتهيت من جزءه الأول قبل فترة يسيرة ..
والموضوع يتناول قصة موسى والجبابرة .. ولقد حاولت في هذا الموضوع أن أكشط عن زبدة القصة ما عليها من رغوة الشخوص والقصص والأحداث المجردة .. وسأقتضب منه كلمات موجزة ..
إن الأمة التي تتخاذل عن تحمل تبعات العقيدة لن ينصرها الله تعالى ..
إن هذه العقيدة أمانة ثقيلة ومن وراءها عقبات ومحن على الجماعة التي تحمل لوائها وتدعوا إليها ..
إن الجبابرة قد يتمثلوا بأشكال مختلفة في كل معركة من معارك العقيدة والإيمان .. فقد يتمثلوا بأجسامهم الضخمة المرعبة .. وقد يتمثلوا بعددهم الجم الغفير .. وقد يتمثلوا بعدتهم القاهرة كما هي الحرب الدائرة في العراق اليوم .. ويبقى موقف العقيدة واحد من هذه الأشكال {وعلى الله فتوكلوا إن كنتم مؤمنين} ..
إن التخاذل عن تحمل تبعات العقيدة فسوق عن دين الله تعالى .. وهكذا جاء وصف بني إسرائيل على لسان نبيهم مرة وبوصف رب العزة مرة ثانية ..
إن تيه بني إسرائيل تيه أرضي مما يذرع بالفراسخ والأميال .. ولقد يتيه المجتمع وهو ثاو في أرضه لم يبرحها .. وهذا التيه أشد وأنكى إذ قد يغرق المجتمع في ظلمة ظلما وتيه لا منارة فيه وهو غافل عن نفسه لا يشعر بذلك .. اختلفت الأشكال وتشابهت الأحوال ..
إن الله تعالى يدخر النصر والغلبة والتمكين لهذا الدين للأمة القوية .. للجيل الفتي الذي يغلي الإيمان في قلوبهم وتسري العقيدة بدمائهم وأوشاجهم .. أما الأجيال التي تتيه عن هدي الله تعالى في أغوار ضميرها فليس لها إلا التيه في مخارم الحياة ومجاهلها ..
إن أربعين سنة هي المدة التي ينصرم فيها جيل وينشأ جيل جديد .. وبهذا الجيل الجديد وقد أنشا نشأة عقائدية وإيمانية سليمة قد ينصر الله عباده ..
انتهى كلامي ..
سادتي الأكارم على هذا النحو أفهم قصص القرآن .. وهذا ما أسميه بالقضايا الجوهرية للقصة القرآنية .. وهذا ما اسميه بالخطوط العريضة لها .. وهذه هي الأزواد النافعة للأمة .. وهذه هي معالم الطريق إلى الله سبحانه .. أما شكل العمالقة وكيف كان عنبهم ورمانهم وكيف حمل أحدهم اثني عشر رجلا من اصحاب موسى في كمه وألقاهم عند جبارهم الخ الخ الخ .. فهذا والله هو اللبان .. أكثر ما يمضغ.. وأقل ما يشبع ..
[/align]
 
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الكريم علي جاسم حفظه الله تعالى ووفقنا وإياه إلى معرفة الحق واتباعه:
أود أن أحيي فيك هذه الشجاعة في النزول عند الحق بعد فترة من الإصرار على الخطأ، وهذا -والله- يكبرك في أعيننا وقلوبنا، فإن الهدف في هذا الملتقى ينبغي أن يكون هو نشدان الحق، ولا يهمنا على أي لسان جاء، ولا عيب في الاجتهاد بشروطه بل هو مطلوب، ولا عيب أيضا في النصيحة بآدابها وقبولها بصدر رحب، فهذا كله من أهم أخلاق العلم والتعلم، ونحن كلنا هنا نتعلم ونستفيد.
وأرجو منك أخي الكريم أن يتسع صدرك للملحوظات التالية::
1-) قولك: "وأكرر "أقسم بالله أني ما أردت التعميم " ولكنكم فهمتموه تعميما .. أنا إنما أردت القصص القرآني على وجه - الخصوص وقد قلت سلفا أني حديث عهد بهذه التفاسير ولولا أني أشتغل بكتاب يتناول القصص القرآني لما وقفت على هذه الملحوظة .. "
أقول: نحن لا نستطيع الاطلاع على قصدك الذي في قلبك، ولكنا نعتمد في الفهم على كلامك وما تقتضيه قواعد اللغة، والحق أن التعميم واضح في كلامك. والدليل عليه -زيادة على ما ذكره الإخوة- قولك في تعقيبك على موضوع لي ضمن هذا الملتقى تحت عنوان: "من يخبرنا مشكورا عن هذه التفاسير؟" فقلت أنت بالحرف:
أخي الكريم .. أنا طويلب علم في مجال القرآن .. ولعله لا قبل لي بالإخوة الأكارم على ما هم عليه من العلم والدراية في تخصصاتهم ..ولكن فيما عدا هذا وذاك سأرمي بأوثق سهم في كنانتي كما تقول العرب .. والحق أقول أني لم اسمع بهذه المسميات من قبل .. ولا أحسبني سأسمعها من بعد .. ولكني أقول لك .. وبعيدا عن هذه التفاسير .. بل وبعيدا عن كل التعليقات الكريمة التي قرأتها للإخوة الأفاضل .. أقول لك عن تجربة .. الزم الظلال للشهيد سيد قطب يرحمه الله .. ستجد فيه غنى عن غيره .وستجد فيه حياة .. أي حياة ".
فأين القصص القرآني هنا؟ أليس يفهم من هذا الكلام استبعاد ما سوى الظلال لسيد قطب رحمه الله تعالى بغض النظر عن موضوعاتها؟
2) وردت في تعليقاتك عدة أخطاء لغوية أرجو مراجعتها وهي كما يلي:
- أن التخصص في مجال ما لا سيما القرآن قد يتأت عن طريق الجامعة وقد يتأت..." الصواب: "يتأتى" بالمد في الموضعين.
- إن الجبابرة قد يتمثلوا بأشكال مختلفة في كل معركة من معارك العقيدة والإيمان .. فقد يتمثلوا بأجسامهم الضخمة المرعبة .. وقد يتمثلوا بعددهم الجم الغفير .. وقد يتمثلوا بعدتهم القاهرة" الصواب: "قد يتمثلون"
3) ما ذكرته من الإشكال المتعلق بالقصص القرآني عند المفسرين ووجود الخرافات والأباطيل في عدد من كتب التفسير، لا جديد فيه، فهذا الإشكال معروف عند العلماء والباحثين قديما وحديثا، وهم حين يتكلمون فيه يضعونه في سياقه الصحيح، وهو ضرورة تنقية التفاسير من كل ما شابها عبر العصور من الروايات الضعيفة الباطلة والفهوم السقيمة. وقد ظهرت في الواقع عدة مشاريع وأعمال تتصدى لهذه القضية.
ولا ينبغي أن يفهم من هذا الكلام بتاتا أن هذا التراث التفسيري الضخم سيرمى به بعد تنقيته، بل المقصود هو حسن توظيفه واستثمار السليم الصحيح منه في وضع تفسير شامل تنتفع به الأمة فيما تستقبل من أيامها.
أما مادة هذا التراث فينبغي أن تبقى على حالها شاهدة على أزمنتها، يتسفيد منها الدارسون على اختلاف تخصصاتهم.
والله المستعان.
 
تحية حب وإخاء

تحية حب وإخاء

[align=justify][align=justify]يا سيدي الفاضل .. قلت ولا زلت أقولها .. إلزم الظلال للشهيد السيد قطب ففيه غنى ..لا بل أزيدك من الشعر بيتا كما تقولون في الخليج وأقول " إن من الضلال ترك الظلال " .. ولا أجد في هذه الجملة أي إهانة لتلك التفاسير .. قياسا بكلمة قشور في قشور التي أقامت الدنيا وما أقعدتها .. ثم أنا ما زدت -وقد أجبتك يومها -على أن وضعت تلك التفاسير في كفة والظلال في كفة فرجحت كفة الظلال من منطلق تجربتي مع الظلال وما اثمرته في نفسي حتى تمنيت لو يجد كل مسلم هذه الثمرة الطيبة في نفسه .. وهذا لا يعني لا من قريب ولا من بعيد أني أنسف تلك التفاسير جملة وتفصيلا كما فهمت خطئا ..
ثم أني إذ استبعدت تلك التفاسير -كما وصفت- فإني لا أعتبرها قشورا قياسا بالقشور التي أنا بصددها ..
أما فيما يتعلق بهذا الموضوع أعزكم الله فأنا هنا قد أقصيت الظلال من المعادلة وأبقيت تلك التفاسير التي سميت ثم رأيت أنها وفي قصص القرآن تحشو عقل القارئ بالمعلومات اللبانية التي .. يلوكها العقل حتى تقع أضراسه ولا يشبع ..
بل رايتها تغرق في تقصي أمور لا نفع منها حدا يصرفهم عن جوهر القصة ومضمونها الأصيل والذي من أجله نسجت القصة القرآنية وهذا ما أهمني من أمر تلك التفاسير .. [/align]
ولا زلت أقول وأصدع بهذا القول " إن هذا الحشو الفارغ وهذا التكلف في تقصي شخوص القرآن وتتبع السرد القصصي المجرد وذكر الوقائع للتسجيل التأريخي وحسب إن هذا كله لمن المعلومات القشرية أو الصدفية التي لا تتقدم بالأمة شبرا واحدا .. بل ولعلها تكون عبئا على الأمة حين ينفق طلبة العلم فيها أوقاتهم ويستنفدوا جهدهم ونحن أحوج لتلك الأعمار وتلك الطاقات لما هو أثمن عند الأمة وأغلى .. وأقولها لك أخي الحبيب فاسمع إنه لا يمكن أن يكون لهذه المعلومات وزن يذكر في رصيد الأمة إلا إذا كان للظل وزن يذكر في كفة الميزان " .. [/align]
 
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي: لا أريد التمادي فيما لا طائل من وراءه ولكني أصحح لك معلومة أنا على يقين منها: أنا لست من الخليج وإن كان من الشرف لي أن أنتمي إليه، فإنه يضم أشرف البقاع، ولكني من المغرب الأقصى وهو جزء من بلاد المسلمين حرسها الله تعالى
 
قال الأخ علي جاسم :
ولا زلت أقول وأصدع بهذا القول " إن هذا الحشو الفارغ وهذا التكلف في تقصي شخوص القرآن وتتبع السرد القصصي المجرد وذكر الوقائع للتسجيل التأريخي وحسب إن هذا كله لمن المعلومات القشرية أو الصدفية التي لا تتقدم بالأمة شبرا واحدا .. بل ولعلها تكون عبئا على الأمة حين ينفق طلبة العلم فيها أوقاتهم ويستنفدوا جهدهم ونحن أحوج لتلك الأعمار وتلك الطاقات لما هو أثمن عند الأمة وأغلى .. وأقولها لك أخي الحبيب فاسمع إنه لا يمكن أن يكون لهذه المعلومات وزن يذكر في رصيد الأمة إلا إذا كان للظل وزن يذكر في كفة الميزان " .. [/align][/QUOTE]

قلت :

مهلاً أخي الكريم : فما تظنه حشواً فارغاً يجد فيه كثير من الباحثين الأركيولوجيين - الحفريين - مجالاً خصباً لدراسة المجتمعات والتاريخ للأمم الغابرة إن القصص الخيالية والخرافية أحياناً يستفاد منها في تصور مسيرة الفكر والتاريخ وهذا ما يعلمه المتخصصون فهناك مقارنات كثيرة تجري بين بعض ما ينقله المفسرون وبين ما نجده في القصص والتاريخ والحفريات القديمة من أسماء لشخوص وأماكن وغيرها القديم
إن المقارنة هنا تلعب دوراً كبيراً في إنتاج الفهم وتكميل اللوحة أمام المشاهد الباحث
وفقك الله لا تحكم على أمر لم تتمكن أنت أن ترى فيه فائدة بأنه بلا فائدة فغيرك يجد فيه مجالاً خصباً للمقارنة والبحث والتنقيب
والله أعلم
 
كل شيء بقدره المناسب

كل شيء بقدره المناسب

[align=justify]الأخ الحبيب دكتور أحمد .. تعال نحسبها حسبة رياضية .. فمن كل ألف مسلم كم أركيولوجيا نستطيع أن نجد .. واحدا ؟؟.. إثنان ؟؟.. ثلاثة ؟؟.. قل عشرة ؟؟.. وهي نسبة مبالغ فيها كما تلاحظ .. ويبقى لدينا تسعمائة وتسعون مسلما ليسوا أركيولوجيين .. أي تسعمائة وتسعون مسلما لا يمس هذا العلم صميم تخصصهم .. بل هو بالنسبة لهم محض معلومات جوفاء يتزودها المسلم لغرض الثقافة القرآنية الباردة والتي لا طائل من وراءها كما يقول الشهيد سيد قطب يرحمه الله في ظلاله ..
ثم هب إن هذه العصبة الأركيولوجية قد أتمت عملها على أكمل وجه وغاصت في مجاهل التأريخ السحيقة .. ونقبت .. وحفرت .. ونبشت أجداث طسم وجديس .. واستنطقت جماجم جرهم وعمليق .. فكم يا ترى هي نسبة نفع هذا العلم للأمة .. واحد بالمائة؟؟؟ إثنان ؟؟؟ثلاثة ؟؟ قل عشرة بالمائة وهي نسبة .... تعرف البقية ؟؟؟
فيا سيدي الفاضل أمن أجل هذه العصبة الأركيولوجية أسود صفحات طويلة .. وتلك التسعمائة وتسعون لا أوفيهم سطرا واحدا مما هم بأمس الحاجة إليه من جوهر القصة ومضمونها الأصيل ..أليس هذا إخلال بالموازين ..
ثم يا سيدي الكريم هذا العلم الذي تشير إليه علم دخيل وما أشير إليه علم اصيل نزل به وإليه القرآن .. فأنت تجعل من قصص القرآن دلالات تأريخية تنفع الباحث والمنقب .. وما لهذا أنزل القرآن .. وحتى إن صح هذا الشيء وتمكن علماء الحفريات من الانتفاع بقصص القرآن فهو نفع جزئي يا أخي قياسا بالغاية العليا التي أرمي إليها ..
صفوة القول أخي الكريم .. عجلة الأمة اليوم واقفة قد تراكم عليها الصدأ الثقيل .. ولن يدفع بهذه العجلة دفعة قوية تقتلع هذا الصدأ إلا الرجوع الصحيح للقرآن الكريم .. إلا تحقيق الغاية الأساس من القرآن الكريم .. تلك الغاية هي أن يتمثل القرآن واقعا عمليا يدب على وجه الأرض ..عقيدة ومنهجا وسلوكا وأوضاعا ونضاما وقوانين .. وبهذا الفهم لكتاب الله أعز الله الأمة بادي أمرها .. وبهذا الفهم لكتاب الله أقام الله دولة الإسلام .. فإن استوفت الأمة هذه الغاية رجعنا بعد ذلك إلى هذه المعارف الجزئية .. ونقبنا .. وحفرنا ..
وجزاك الله خيرا أخي الكريم [/align]
 
التعديل الأخير:
[align=justify]
صفوة القول أخي الكريم .. عجلة الأمة اليوم واقفة قد تراكم عليها الصدأ الثقيل .. ولن يدفع بهذه العجلة دفعة قوية تقتلع هذا الصدأ إلا الرجوع الصحيح للقرآن الكريم .. إلا تحقيق الغاية الأساس من القرآن الكريم .. تلك الغاية هي أن يتمثل القرآن واقعا عمليا يدب على وجه الأرض ..عقيدة ومنهجا وسلوكا وأوضاعا ونضاما وقوانين .. وبهذا الفهم لكتاب الله أعز الله الأمة بادي أمرها .. وبهذا الفهم لكتاب الله أقام الله دولة الإسلام .. فإن استوفت الأمة هذه الغاية رجعنا بعد ذلك إلى هذه المعارف الجزئية .. ونقبنا .. وحفرنا ..
وجزاك الله خيرا أخي الكريم [/align]

لا خلاف حول هذاالكلام والغايات الأساسية والكلية لا تلغي الأهداف العارضة والثانوية فكله مطلوب والخطأ في تغليب الجانبي والعارض على الأساسي والجوهري ولا أرى أن مفسرينا قد ضيعوا ذلك فحديثهم عن التفاصيل يأتي بعد الإفاضة في الجوهريات والمقاصد الأساسية ..
كلنا مع تثوير القرآن وتفعيل دوره في حياة ا|لإنسان
وعلى كل حال يبقى الخطأ في التعميم
جزاكم الله خيراً
 
أعرضوا عن هذا الحديث فليس في كلام مفتتح الموضوع فائدة لها غاية ، كما أن الموضوع خرج عن الموضوعية

إلى الشخصية والإقليمية .
 
عودة
أعلى