[align=justify]سادتي الأكارم .. ثمة مسألة لاحظتها وأنا أتتبع قصة قارون في التفاسير ..
تتبعتها في تفسير الطبري .. والبغوي .. والكشاف للزمخشري .. والبيضاوي .. والجلالين .. وأخيرا القرطبي .. فتبين لي الآتي ..
إن القصة القرآني وكما هو معلوم عبارة عن أحداث ووقائع وشخوص تدور في فلك القضية الجوهرية التي تتناول القصة تقريرها .. وهذا يعني أن قيمة القصة القرآنية هي من قيمة القضية الجوهرية المكمنونة من وراء الشخوص والأحداث والوقائع ..
وهذا يعني أيضا أننا نقتل روح القصة القرآنية حين نتتبع منها شخوصها المجردة ووقائعها القصصية وحسب ..
ففي قصة فرعون على سبيل المثال نحن نقتل روح القصة حين نتتبع فرعون الشخص ولا نتتبع الفرعنة كحالة نفسية شاذة نجدها مكرورة في كل جيل وفي كل أمة ..
وحتى في نملة سليمان .. فنحن نقتل روح القصة حين نبحث عن اسم النملة أو نوعها .. وقد وجدت بعض التفاسير تبحث في هذه الجوانب .. فزعموا أن اسمها طاخية وفي قول آخر اسمها حارمة ولا أعرف والله هل يشكل فرقا أن يكون اسمها طاخية أو حارمة أو بلقيس أو حتى ليلى العامرية .. جوهر الموقف يكمن في يقظة النملة وشعورها بدنو الخطر وتنبيهها لقومها وهذا الموقف هو الذي خلد ذكرها ..
وأرجع لقارون ..
فقد وجدت هذه التفاسير المذكورة آنفا تغرق في مسميات القصة وفي سرد الأحداث ونقل الوقائع نقلا تاريخيا مجردا .. لا قيمة له .. فهذا الطبري يسود صفحة كاملة وهو يبحث في اسم نسب قارون ولم يكفه جده الأول فراح يبحث عن الثاني والثالث والرابع وصولا إلى إبراهيم .. وتفسير آخر راح يبحث في مفاتح قارون فقال كانت من حديد فثقلت فعملها من خشب فثقلت فعملها من الجلود .. ولا أعرف ما الذي يعنيني أنا المسلم إن كانت من حديد أو من خشب أو من معدن التيتانيوم أو البلوتونيوم ..وقد اختصرها القرآن بقوله مفاتحه لتنوء بالعصبة أولي القوة ففهمت أنها كثيرة جدا ..
ولم أجد من هذه التفاسير تفسيرا كشط عن جوهر القصة ما عليها من الشخوص والأحداث والوقائع إلا القرطبي بسطر واحد ثم ما لبث أن عاد سيرة اسلافه فراح يغرق في تتبع الشخوص والسرد القصصي المجرد ..
فأخبروني .. يرحمكم الله .. هل أغالي إن قلت .. وأنا أعلم أن فيها ذخيرة لغوية وبيانية .. هل أغالي بقولي أن مثل هذه التفاسير محض قشور في قشور ..
[/align]
تتبعتها في تفسير الطبري .. والبغوي .. والكشاف للزمخشري .. والبيضاوي .. والجلالين .. وأخيرا القرطبي .. فتبين لي الآتي ..
إن القصة القرآني وكما هو معلوم عبارة عن أحداث ووقائع وشخوص تدور في فلك القضية الجوهرية التي تتناول القصة تقريرها .. وهذا يعني أن قيمة القصة القرآنية هي من قيمة القضية الجوهرية المكمنونة من وراء الشخوص والأحداث والوقائع ..
وهذا يعني أيضا أننا نقتل روح القصة القرآنية حين نتتبع منها شخوصها المجردة ووقائعها القصصية وحسب ..
ففي قصة فرعون على سبيل المثال نحن نقتل روح القصة حين نتتبع فرعون الشخص ولا نتتبع الفرعنة كحالة نفسية شاذة نجدها مكرورة في كل جيل وفي كل أمة ..
وحتى في نملة سليمان .. فنحن نقتل روح القصة حين نبحث عن اسم النملة أو نوعها .. وقد وجدت بعض التفاسير تبحث في هذه الجوانب .. فزعموا أن اسمها طاخية وفي قول آخر اسمها حارمة ولا أعرف والله هل يشكل فرقا أن يكون اسمها طاخية أو حارمة أو بلقيس أو حتى ليلى العامرية .. جوهر الموقف يكمن في يقظة النملة وشعورها بدنو الخطر وتنبيهها لقومها وهذا الموقف هو الذي خلد ذكرها ..
وأرجع لقارون ..
فقد وجدت هذه التفاسير المذكورة آنفا تغرق في مسميات القصة وفي سرد الأحداث ونقل الوقائع نقلا تاريخيا مجردا .. لا قيمة له .. فهذا الطبري يسود صفحة كاملة وهو يبحث في اسم نسب قارون ولم يكفه جده الأول فراح يبحث عن الثاني والثالث والرابع وصولا إلى إبراهيم .. وتفسير آخر راح يبحث في مفاتح قارون فقال كانت من حديد فثقلت فعملها من خشب فثقلت فعملها من الجلود .. ولا أعرف ما الذي يعنيني أنا المسلم إن كانت من حديد أو من خشب أو من معدن التيتانيوم أو البلوتونيوم ..وقد اختصرها القرآن بقوله مفاتحه لتنوء بالعصبة أولي القوة ففهمت أنها كثيرة جدا ..
ولم أجد من هذه التفاسير تفسيرا كشط عن جوهر القصة ما عليها من الشخوص والأحداث والوقائع إلا القرطبي بسطر واحد ثم ما لبث أن عاد سيرة اسلافه فراح يغرق في تتبع الشخوص والسرد القصصي المجرد ..
فأخبروني .. يرحمكم الله .. هل أغالي إن قلت .. وأنا أعلم أن فيها ذخيرة لغوية وبيانية .. هل أغالي بقولي أن مثل هذه التفاسير محض قشور في قشور ..
[/align]
التعديل الأخير: