قراءة مختصرة في بيان "عقدة لسان" نبي الله موسى عليه السلام.

إنضم
18/01/2016
المشاركات
208
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
العمر
57
الإقامة
مصر
بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين.
اللهم صل وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه:
*
قراءة مختصرة في بيان "عقدة لسان" نبي الله موسى عليه السلام:
في مسألته ربه جل وعلا، قدم موسى عليه السلام طلب انشراح الصدر: "رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي"، وتيسير الأمر: "وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي" على طلب حل عقدة اللسان: "وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسَانِي"؛ لأن الثاني مترتب على الأول؛ كما بينه في موضع سورة الشعراء: "وَیَضِیقُ صَدۡرِی وَلَا یَنطَلِقُ لِسَانِی فَأَرۡسِلۡ إِلَىٰ هَـٰرُونَ"، وجعل العلة في ذلك عند القوم: "يَفْقَهُوا قَوْلِي"، ولم يجعل الآفة عنده هو؛ فلم يقل: يفقه قولى أنا، وإنما أحال الآفة إليهم: "يفقهوا" هم قولي.
والحل والفك ضد الربط والحبس، وهما شيئان لا يشيران بحال من الأحوال إلى علة أو آفة عضوية؛ لأن الإنسان يتصف بهما في وقت وحال، ويتصف بضدهما في وقت آخر وحال آخر، وليس الوصف بهما من قبيل المرض المزمن الذي لا ينفك عن صاحبه، وأراد موسى عليه السلام بحل العقدة أن ينطلق لسانه بالحجة، كما دلت عليه صراحة آية سورة الشعراء.
وطلاقة اللسان استرساله في البيان دون انقطاع، وهو ما يعبر عنه في علم المناظرات الحديث بطول النفس، وقوة الحجة؛ فلو كان ألثغا؛ لأعذر موسى نفسه بذلك، وسأل حدّ الإبانة في الكلام: كي يتبينوا قولي، لا حدّ الطلاقة في البيان: كي يفقهوا قولي.
ولم تسند العقدة إلى اللسان بطريق الإضافة الخالصة: عقدة لساني، ليفيد بالإضافة المحضة أن هذا شيء معروف ومشهور لا ينكر، وإنما أتى البيان بطريق الإضافة البيانية: عقدة من لساني: أي مردها إلى لساني حال مخاطبتي إياه وإياهم، ليفيد أن هذا غير معهود عني، ولا أعرف به.
"عقدة من لساني": وصف حالة طارئة، وليس علة وعطب عضو اللسان؛ وإلا ناسب معه: "وأصلح" وليس "واحلل" كما في حالة نبي الله زكريا عليه السلام: "وأصلحنا له زوجه" أي من عقرها؛ لأنه بمنزلة الداء العضال، الذي لا يزال،
وكذلك لو سأل ربه جل وعلا أن يذهب عيب لسانه، وليس حل عقدة منه.
"واحلل عقدة": كما تنحل عقدة الخيط من العقد؛ فتنفرط حبّاته، واحدة تلو الآخرى، وكأن موسى عليه السلام يريد من ربه أن يلقنه الحجة تلو الأخرى في محاورته لفرعون وملإه، وألا تنقطع حجته في المناظرة؛ فيكون كمن عقد لسانه وانحبس وكف عن محاورة ومجاراة الخصم فتكون له الغلبة عليه.
والمتدبر في جميع حوارات القرءان بين موسى وفرعون؛ يجد قوة في البيان، ونصاعة في الحجة وبلاغة في الأسلوب، واختصارا في العبارة من جانب موسى عليه السلام؛ بما ألجأ فرعون وملإه أن يحشر وينادي في القوم بمعايرة موسى بأنه مهين ولا يكاد يبين له أصل يعرف به، أما هو على ما هو عليه من ملك مصر والأنهار التي تجري من تحته، وأسورة الذهب والفضة الملقاة عليه.
"عقدة من لساني"، لا تشير من قريب أو بعيد إلى عقد أخرى، كما توهم وفهم خطأ من سياق الإفراد والتنكير لكلمة عقدة.
"عقدة من لساني"، لا تعنى بحال من الأحوال عيبا من عيوب النطق المتعلقة بعطب في آلة الكلام، مثل اللثغة والرتة واللدغة واللعثمة، ونحوها.
وأجود ما قرأت في كتب علمائنا الأوائل، رحمهم الله ونفع بشريف علومهم، ولطيف فهومهم، ما أورده صاحب النكت والعيون:
"(واحْلُلْ عُقْدَةً مِن لِسانِي﴾ فِيهِ ثَلاثَةُ أوْجُهٍ: أحَدُها: أنَّها عُقْدَةٌ كانَتْ بِلِسانِهِ مِنَ الجَمْرَةِ الَّتِي ألْقاها بِفِيهِ في صِغَرِهِ عِنْدَ فِرْعَوْنَ.
الثّانِي: عُقْدَةٌ كانَتْ بِلِسانِهِ عِنْدَ مُناجاتِهِ لِرَبِّهِ، حَتّى لا يُكَلِّمَ غَيْرَهُ إلّا بِإذْنِهِ.
الثّالِثُ: اسْتِحْيائِهِ مِنَ اللَّهِ مِن كَلامِ غَيْرِهِ بَعْدَ مُناجاتِهِ.
﴿يَفْقَهُوا قَوْلِي﴾ يَحْتَمِلُ وجْهَيْنِ: أحَدُهُما: بِبَيانِ كَلامِهِ.
الثّانِي: بِتَصْدِيقِهِ عَلى قَوْلِهِ.".أ.هـ
تأمل حلو منطق موسى عليه السلام وفصاحته واسترساله في الإيناس في المحاورة الأولى مع الرب تبارك وتعالى: "قال هي عصاي أتوكأ عليها وأهش بها على غنمي ولي فيها ومآرب أخرى"، ثم تأمل هذه الفصاحة والبيان في هذا الدعاء نفسه: "رب اشرح لي صدري ويسر لي أمري واحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي واجعل لي وزيرا من أهلي" إلى آخر هذا البيان الرائع من الكليم عليه السلام؛ فكيف يوصف بما قالوا وتوهموا.
"يَفْقَهُوا قَوْلِي": ترشح أنه طلب الفصاحة في اللسان الذي سوف يخاطب به فرعون وقومه، لا في لسانه هو الذي يخاطب به قومه من بني إسرائيل، كما دل عليه وصفه لأخيه هارون عليه السلام: "وَأَخِي هَارُونُ هُوَ أَفْصَحُ مِنِّي لِسَانًا".
نحن من أصابتنا العجمة في الفهم واللسان معا.
والله أعلم.
 
- كيف تستدل بفصاحة كلام موسى المذكور في الآيات على "عدم وجود مشكلة في نطقه"؟
النطق لا يظهر في الكلام المنقول.

- من أين أتيت بتفسيرك لـ "وَلَا يَكَادُ يُبِينُ"؟
قلت: [بما ألجأ فرعون وملإه أن يحشر وينادي في القوم بمعايرة موسى بأنه مهين، ولا يكاد يبين له أصل يعرف به]
 
بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين.
اللهم صل وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه:
*
قراءة مختصرة في بيان "عقدة لسان" نبي الله موسى عليه السلام:
في مسألته ربه جل وعلا، قدم موسى عليه السلام طلب انشراح الصدر: "رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي"، وتيسير الأمر: "وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي" على طلب حل عقدة اللسان: "وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسَانِي"؛ لأن الثاني مترتب على الأول؛ كما بينه في موضع سورة الشعراء: "وَیَضِیقُ صَدۡرِی وَلَا یَنطَلِقُ لِسَانِی فَأَرۡسِلۡ إِلَىٰ هَـٰرُونَ"، وجعل العلة في ذلك عند القوم: "يَفْقَهُوا قَوْلِي"، ولم يجعل الآفة عنده هو؛ فلم يقل: يفقه قولى أنا، وإنما أحال الآفة إليهم: "يفقهوا" هم قولي.
والحل والفك ضد الربط والحبس، وهما شيئان لا يشيران بحال من الأحوال إلى علة أو آفة عضوية؛ لأن الإنسان يتصف بهما في وقت وحال، ويتصف بضدهما في وقت آخر وحال آخر، وليس الوصف بهما من قبيل المرض المزمن الذي لا ينفك عن صاحبه، وأراد موسى عليه السلام بحل العقدة أن ينطلق لسانه بالحجة، كما دلت عليه صراحة آية سورة الشعراء.
وطلاقة اللسان استرساله في البيان دون انقطاع، وهو ما يعبر عنه في علم المناظرات الحديث بطول النفس، وقوة الحجة؛ فلو كان ألثغا؛ لأعذر موسى نفسه بذلك، وسأل حدّ الإبانة في الكلام: كي يتبينوا قولي، لا حدّ الطلاقة في البيان: كي يفقهوا قولي.
ولم تسند العقدة إلى اللسان بطريق الإضافة الخالصة: عقدة لساني، ليفيد بالإضافة المحضة أن هذا شيء معروف ومشهور لا ينكر، وإنما أتى البيان بطريق الإضافة البيانية: عقدة من لساني: أي مردها إلى لساني حال مخاطبتي إياه وإياهم، ليفيد أن هذا غير معهود عني، ولا أعرف به.
"عقدة من لساني": وصف حالة طارئة، وليس علة وعطب عضو اللسان؛ وإلا ناسب معه: "وأصلح" وليس "واحلل" كما في حالة نبي الله زكريا عليه السلام: "وأصلحنا له زوجه" أي من عقرها؛ لأنه بمنزلة الداء العضال، الذي لا يزال،
وكذلك لو سأل ربه جل وعلا أن يذهب عيب لسانه، وليس حل عقدة منه.
"واحلل عقدة": كما تنحل عقدة الخيط من العقد؛ فتنفرط حبّاته، واحدة تلو الآخرى، وكأن موسى عليه السلام يريد من ربه أن يلقنه الحجة تلو الأخرى في محاورته لفرعون وملإه، وألا تنقطع حجته في المناظرة؛ فيكون كمن عقد لسانه وانحبس وكف عن محاورة ومجاراة الخصم فتكون له الغلبة عليه.
والمتدبر في جميع حوارات القرءان بين موسى وفرعون؛ يجد قوة في البيان، ونصاعة في الحجة وبلاغة في الأسلوب، واختصارا في العبارة من جانب موسى عليه السلام؛ بما ألجأ فرعون وملإه أن يحشر وينادي في القوم بمعايرة موسى بأنه مهين ولا يكاد يبين له أصل يعرف به، أما هو على ما هو عليه من ملك مصر والأنهار التي تجري من تحته، وأسورة الذهب والفضة الملقاة عليه.
"عقدة من لساني"، لا تشير من قريب أو بعيد إلى عقد أخرى، كما توهم وفهم خطأ من سياق الإفراد والتنكير لكلمة عقدة.
"عقدة من لساني"، لا تعنى بحال من الأحوال عيبا من عيوب النطق المتعلقة بعطب في آلة الكلام، مثل اللثغة والرتة واللدغة واللعثمة، ونحوها.
وأجود ما قرأت في كتب علمائنا الأوائل، رحمهم الله ونفع بشريف علومهم، ولطيف فهومهم، ما أورده صاحب النكت والعيون:
"(واحْلُلْ عُقْدَةً مِن لِسانِي﴾ فِيهِ ثَلاثَةُ أوْجُهٍ: أحَدُها: أنَّها عُقْدَةٌ كانَتْ بِلِسانِهِ مِنَ الجَمْرَةِ الَّتِي ألْقاها بِفِيهِ في صِغَرِهِ عِنْدَ فِرْعَوْنَ.
الثّانِي: عُقْدَةٌ كانَتْ بِلِسانِهِ عِنْدَ مُناجاتِهِ لِرَبِّهِ، حَتّى لا يُكَلِّمَ غَيْرَهُ إلّا بِإذْنِهِ.
الثّالِثُ: اسْتِحْيائِهِ مِنَ اللَّهِ مِن كَلامِ غَيْرِهِ بَعْدَ مُناجاتِهِ.
﴿يَفْقَهُوا قَوْلِي﴾ يَحْتَمِلُ وجْهَيْنِ: أحَدُهُما: بِبَيانِ كَلامِهِ.
الثّانِي: بِتَصْدِيقِهِ عَلى قَوْلِهِ.".أ.هـ
تأمل حلو منطق موسى عليه السلام وفصاحته واسترساله في الإيناس في المحاورة الأولى مع الرب تبارك وتعالى: "قال هي عصاي أتوكأ عليها وأهش بها على غنمي ولي فيها ومآرب أخرى"، ثم تأمل هذه الفصاحة والبيان في هذا الدعاء نفسه: "رب اشرح لي صدري ويسر لي أمري واحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي واجعل لي وزيرا من أهلي" إلى آخر هذا البيان الرائع من الكليم عليه السلام؛ فكيف يوصف بما قالوا وتوهموا.
"يَفْقَهُوا قَوْلِي": ترشح أنه طلب الفصاحة في اللسان الذي سوف يخاطب به فرعون وقومه، لا في لسانه هو الذي يخاطب به قومه من بني إسرائيل، كما دل عليه وصفه لأخيه هارون عليه السلام: "وَأَخِي هَارُونُ هُوَ أَفْصَحُ مِنِّي لِسَانًا".
نحن من أصابتنا العجمة في الفهم واللسان معا.
والله أعلم.



بارك الله فيكم
ضيق الصدر هو السبب في عقدة اللسان فإذا أنشرح الصدر حلت عقدة اللسان .
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الأخ سعيد محمود أحمد ، موضوع جميل وكلام سليم لكن أريد منك أن تبتعد عن
[FONT=&quot]ما أورده صاحب النكت والعيون:[/FONT]
[FONT=&quot]"(واحْلُلْ عُقْدَةً مِن لِسانِي﴾ فِيهِ ثَلاثَةُ أوْجُهٍ: أحَدُها: أنَّها عُقْدَةٌ كانَتْ بِلِسانِهِ مِنَ الجَمْرَةِ الَّتِي ألْقاها بِفِيهِ في صِغَرِهِ عِنْدَ فِرْعَوْنَ.[/FONT]
[FONT=&quot]الثّانِي: عُقْدَةٌ كانَتْ بِلِسانِهِ عِنْدَ مُناجاتِهِ لِرَبِّهِ، حَتّى لا يُكَلِّمَ غَيْرَهُ إلّا بِإذْنِهِ.[/FONT]
[FONT=&quot]الثّالِثُ: اسْتِحْيائِهِ مِنَ اللَّهِ مِن كَلامِ غَيْرِهِ بَعْدَ مُناجاتِهِ.[/FONT]
فهذا كلام لا دليل عليه ، فدعك منه أخي الكريم ، الموضوع جميل وسليم لكن وجود مثل هذا الكلام الذي يفتقر الى دليل يضر بالموضوع .

أما قول فرعون " ولا يكاد يبين " فهذا من كذب فرعون وافتراءه على موسى عليه السلام
فالقوم افترضوا صحة مقالة فرعون بأن موسى كانت عنده علة في النطق وهذا غريب منهم أن يصدقوا الكافر فرعون ، وكان يكفي للعاقل المتدبر لكتاب الله أن يقف على اللآيات التي قالها موسى عليه السلام فيعلم كذب وادعاء فرعون وفصاحة موسى وبلاغته في البيان .
وكان يكفي أن موسى عليه السلام " كليم الله " سبحانه وتعالى ، لكن الله المستعان .

ثم نزيدهم لعلهم يرشدون فنقول أن الله سبحانه وتعالى أرسل الرسل ليبينوا لأقوامهم قال تعالى " وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه ليبين لهم " ومعلوم أن علة النطق لا يستقيم معها البيان .

ألم يقل فرعون عن موسى أنه كبير السحرة وأنه هو الذي علمهم السحر ، فهل مقالة فرعون هذه صحيحة ؟ ولم كذبوا فرعون في هذا الموضع وصدقوه في ذاك !!!

ثم نسأل كل من قال بأن موسى كان عنده علة في النطق أو الإبانة عن الدليل ؟ ولا نقبل إلا بسند عن الله أو عن رسوله .
 
تقول:
[معلوم أن علة النطق لا يستقيم معها البيان]
إذن عقدة لسان موسى التي طلب حلها كانت ضعفا في قدراته البلاغية والجدالية، أم كانت ضعفا في مجرد النطق؟
أي عجزا في منطقه العقلي لا في منطقه/نطقه اللساني؟!
مثل وصف الله للمرأة مثلا بأنها "فِي الْخِصَامِ غَيْرُ مُبِينٍ"؟!
 
لقد أجاب الأخ سعيد عن هذا السؤال و أجاد وأنا أنقل قوله هنا :

[FONT=&quot] قدم موسى [/FONT]عليه السلام[FONT=&quot] طلب انشراح الصدر: "رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي"، وتيسير الأمر: "وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي" على طلب حل عقدة اللسان: "وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسَانِي"؛ لأن الثاني مترتب على الأول؛ كما بينه في موضع سورة الشعراء: "وَیَضِیقُ صَدۡرِی وَلَا یَنطَلِقُ لِسَانِی فَأَرۡسِلۡ إِلَىٰ هَـٰرُونَ"، وجعل العلة في ذلك عند القوم: "يَفْقَهُوا قَوْلِي"، ولم يجعل الآفة عنده هو؛ فلم يقل: يفقه قولى أنا، وإنما أحال الآفة إليهم: "يفقهوا" هم قولي.[/FONT]
[FONT=&quot]والحل والفك ضد الربط والحبس، وهما شيئان لا يشيران بحال من الأحوال إلى علة أو آفة عضوية؛ لأن الإنسان يتصف بهما في وقت وحال، ويتصف بضدهما في وقت آخر وحال آخر، وليس الوصف بهما من قبيل المرض المزمن الذي لا ينفك عن صاحبه، وأراد موسى [/FONT]عليه السلام[FONT=&quot] بحل العقدة أن ينطلق لسانه بالحجة، كما دلت عليه صراحة آية سورة الشعراء.[/FONT]
[FONT=&quot]وطلاقة اللسان استرساله في البيان دون انقطاع، وهو ما يعبر عنه في علم المناظرات الحديث بطول النفس، وقوة الحجة؛ فلو كان ألثغا؛ لأعذر موسى نفسه بذلك، وسأل حدّ الإبانة في الكلام: كي يتبينوا قولي، لا حدّ الطلاقة في البيان: كي يفقهوا قولي.


[FONT=&quot]"عقدة من لساني": وصف حالة طارئة، وليس علة وعطب عضو اللسان؛ وإلا ناسب معه: "وأصلح" وليس "واحلل" كما في حالة نبي الله زكريا [/FONT]عليه السلام[FONT=&quot]: "وأصلحنا له زوجه" أي من عقرها؛ لأنه بمنزلة الداء العضال، الذي لا يزال،[/FONT]
[FONT=&quot]وكذلك لو سأل ربه [/FONT]جل وعلا[FONT=&quot] أن يذهب عيب لسانه، وليس حل عقدة منه. [/FONT]
[FONT=&quot]"واحلل عقدة": كما تنحل عقدة الخيط من العقد؛ فتنفرط حبّاته، واحدة تلو الآخرى، وكأن موسى [/FONT]عليه السلام[FONT=&quot] يريد من ربه أن يلقنه الحجة تلو الأخرى في محاورته لفرعون وملإه، وألا تنقطع حجته في المناظرة؛ فيكون كمن عقد لسانه وانحبس وكف عن محاورة ومجاراة الخصم فتكون له الغلبة عليه.[/FONT]

[FONT=&quot]فضيق الصدر هو السبب في عقدة اللسان فإذا أنشرح الصدر حلت عقدة اللسان .

[/FONT]
 
[وأراد موسى بحل العقدة أن ينطلق لسانه بالحجة]
إذن السؤال مرة أخرى:
عقدة لسان موسى التي طلب حلها كانت ضعفا في قدراته "البلاغية والجدالية"، لا في مجرد النطق؟
عجزا في منطقه العقلي لا في منطقه/نطقه اللساني؟ مثل وصف الله للمرأة مثلا بأنها "فِي الْخِصَامِ غَيْرُ مُبِينٍ"؟
كان "ضعيف الحجة، عاجزا عن إيصال الرسالة بوضوح يفهمه الناس"؟

هل كل هدف الموضوع هو نقل الضعف الذي كان عند الرسول من مجرد مشكلة في النطق إلى مشكلة في التحدث ببلاغة وفي عقد المناظرات؟!

الإشكال باختصار هو في معنى الفصاحة:
وَأَخِي هَارُونُ هُوَ أَفْصَحُ مِنِّي لِسَاناً فَأَرْسِلْهُ مَعِيَ رِدْءاً يُصَدِّقُنِي إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُكَذِّبُونِ

1 - هل هي الفصاحة التي ضد العجمة؟ أي ضعف في فهم/تكلم لغة أجنبية؟ (نتيجة تربية في بيتين/بيئتين مختلفتي اللغة: قوم فرعون وبني إسرائيل)؟
وهذه يجب دراستها في ضوء: وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ
ونقل ابن كثير بسند منقطع:
"قَالَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ: ذُكِرَ عَنْ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ، حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ عَنْ أَرْطَاةَ بْنِ الْمُنْذِرِ، حَدَّثَنِي بَعْضُ أَصْحَابِ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ عَنْهُ قَالَ: أَتَاهُ ذُو قُرَابَةٍ لَهُ: فَقَالَ لَهُ: مَا بِكَ بَأْسٌ لَوْلَا أَنَّكَ تَلْحَنُ فِي كَلَامِكَ، وَلَسْتَ تُعْرِبُ فِي قِرَاءَتِكَ، فَقَالَ الْقُرَظِيُّ: يَا ابْنَ أَخِي أَلَسْتُ أُفْهِمُكَ إِذَا حَدَّثْتُكَ؟
قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: فَإِنَّ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ إِنَّمَا سَأَلَ رَبَّهُ أَنْ يَحُلَّ عُقْدَةً مِنْ لِسَانِهِ كَيْ يَفْقَهَ بَنُو إِسْرَائِيلَ كَلَامَهُ، وَلَمْ يَزِدْ عَلَيْهَا"

2- هل هي الفصاحة التي ضد عيوب النطق؟
وهذا أورده البخاري في رأس أحد أبواب كتابه:
"وَقَالَ غَيْرُهُ: كُلَّمَا لَمْ يَنْطِقْ بِحَرْفٍ أَوْ فِيهِ تَمْتَمَةٌ أَوْ فَأْفَأَةٌ فَهِيَ عُقْدَةٌ"

3- هل هي الفصاحة بمعنى الطلاقة والبلاغة واختيار أنسب الألفاظ للمعاني؟
 
عودة
أعلى