بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيد المرسلين نبيا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين . أما بعد : كنت قد سألت الله تعالى أن يعينني على كتابة موضوع يخص كتاب: نحو موقف قرآني من إشكالية المحكم والمتشابه لــ أ.د طه جابر علواني . وقد تعجبت مما سطر في الكتاب أيما عجب ، وحتى لا أطيل أبدأ وبالله أستعين : أولا : سأنقل لكم نصوصا منتقاة من الكتاب أفردها كمقدمة لقراءتي :
1- " المتشابهات عندهم هي التي تشابهت على اليهود ."
2- " ولكن كيف نشأت فكرة المحكم والمتشابه كمرادفين للوضوح والغموض ؟ بالتأكيد : هي طبيعة الإنسان التي تميل إلى الهروب من حمل التكليف ..." كان هذا هو نهج بني إسرائيل"
3- " نتساءل كيف تك تشويه مفهوم المحكم والمتشابه ، وأستقر في أذهان الكثيرين ... بأن في القرآن الكريم المبين آيات ملتبسة موهمة ومبهمة ، ولا تدرك معانيها ؟ لقد نشأت هذه الإشكالية نتيجة تصور قائم أن القرآن المجيد نزل بلغة العرب ، ... وهذا التصور في حاجة إلى نظر ؛ لأنه قائم على التسوية بين " لسان القرآن العربي ، و" اللغة العربية "
4- " والحق أننا لا نستطيع أن نستثني فريقا أو طائفة ... ظلوا يحومون حول فكرة الالتباس ، وقد شعر الجميع بما للقول بوجد المتشابه في القرآن من خطورة ، فانبروا يفتشون عن علل وحكم لوجوده ، تدور حول ابتلاء القلوب في التصديق بكتاب الله تبارك وتعالى وحفز العقول حتى لا تستسلم للبلادة ، وتفاوت المخاطبي إدراكيا ، وتباين ظروفهم ، وأوضاعهم ..."
5- " ولا ريب أن القول بوجود غوامض في القرآن ، يحول دون التدبر المأمور به انطلاقا من حاكمية القرآن " .
6- " والنظر إلى القرآن على أنه بحاجة إلى غيره لبيان ما فيه يجعل الحاكمية ، والهيمنة لغيره "
7- " كما أن القول بوجود متشابه في القرآن ، يجعل الحاكمية للمفسر على كتاب الله تعالى ؛ ذلك لأنه لا يرى البيان صفة ذاتية في القرآن " يتبع بإذن الله تعالى
ثانيا : وجهات النظر الأساسية التي كان لها الأثر في سرد المعلومات في الكتاب ومناقشتها : 1- يرى الكاتب في خضم محاولته لحل إشكالية المحكم والمتشابه أن الأمة المحمدية تخاذل علماؤها عن حل الإشكال ؛ وذلك لأنها تميل إلى الهروب من حمل التكليف كما كان نهج بني إسرائيل ، وهذه فكرة عجيبة حيث أن العالم المنصف يجب أن يحاول حل الإشكال الذي طرحه بالمنهج العلمي بدل أن يلقي تهمة عميقة كهذه ليس لها أساس البتة ، وكيف يكون نهج الأمة التي حملت الأمانة نهج بني إسرائيل ، وقد حمل من الأمة الأمانة عدولها جيلا بعد جيل ، ربما ربط الكاتب بن قول بني إسرائيل الذي ورد في القرآن " إن البقر تشابه علينا " وبين موضوعه ربما لوجود لفظ " تشابه " في الأية وليس له ذلك طبعا ، والله أعلم .
2- يرفض الكاتب أن تكون هناك آيات متشابهة يكتنفها الغموض متهما من قرر ذلك من أهل العلم بأنهم مالوا إلى الهروب من حمل التكليف ، ولعمري ما دخل المتشابه بالآيات المحكمة ، قال تعالى : " اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا " فالآيات المحكمات واضحة والسنة واضحة والدين قائم والذين في قلوبهم زيغ سيتبعون المتشابه لأغراضهم المعروفة ، وإن وجود المتشابه الذي سيكون حمال أوجه لهو إشارة قرآنية لمحتوى القرآن الكريم ، وليس إشارة إنسانية تنبثق من عجزه عن الإحاطة بكل شيء علما .
3- نسب الكاتب إلى علماء الأمة الكسل والعجز كما سبق بيانه ، والعجيب أنه نفى أن يكون القرآن الكريم بحاجة لغيره لبيان ما فيه ، مع أن القرآن الكريم قد بين أن السنة مبينة للقرآن الكريم كما هو معروف ، ولكن هذا يذكرني في الحقيقة بقوله صلى الله عليه وسلم : " ألا إني أوتيت القرآن ومثله معه ، ألا يوشك رجل شبعان على أريكته يقول : عليكم بالقرآن فما وجدتم فيه من حلال فأحلوه وما وجدتم فيه من حرام فحرموه : ألا لا يحل لكم الحمار الأهلي ..." أهـ فمن الكسلان الشبعان إذن أنت يا كاتب الكتاب أنت أم علماء الأمة الإسلامية !
وبذلك انتهت قراءتي للكتاب . والحمد لله تعالى ، والصلاة والسلام على نبينا محمد .
الأستاذة الكريمة أم عبد الله الجزائرية؛
شكر الله لك إثارة هذا الموضوع الشيق، والذي يفتح شهية الغيورين على القرآن للقفز به فوق الظنون والأوهام، كثيرة هي الإشكالات التي اعترضت سبيل الباحثين وبخاصة المعاصرين، ولم يجدوا بدا فيها من التقليد خشية الوقوع في اتهامات لا قبل لهم بها، فمن لم تكن له ثقة بما حصل من العلوم ومن لم يقرأ العلوم بعقلية ناقدة ورؤية نافذة وقف مع الأوهام حيث ما وقفت به، دون أن يمد اليد لفقه جديد وفكر ثاقب.
رمى لنا الفلاسفة كرة التسيير والتخيير وانطلق الناس معها وركبوا مركبها وشغلت الخاص والعام، وما هي في حقيقة أمرها إلا بالون هواء لا طائل وراءه إلا الفلسفات الجوفاء، وما أدرك المدركون بأن الإسلام له رؤيته الخاصة في الموضوع فالله جعل لكل شيء قدرا، وتسير الأمور بقدر، ولكل شيء أجل، ولكل أجل كتاب، فالفعال لما يريد واحد، أحد، فرد، صمد، وخير العباد بين الإيمان والكفر، وعبادة من شاءوا بعدما بين لهم سبيل الهدى وسبيل الضلال، والله جعل لكل فعل جزاء إن خير فخيرا، وإن شر فشرا، وما ظلمهم الله ولكن أنفسهم يظلمون.
نقرأ التفاسير ونقف الوقفات مع الآية والأخرى ونستغرب ما جاء به المفسرون، ثم نمر مر الكرام، من غير تبيان ما لم يتوافق مع ما أدركناه إما خشية أن يطلع الناس على رؤانا المنحرفة مثلا، أو المخطئة للصواب وكل منا يردد قولته من أنا حتى أحاجج فلان؟ وما درينا بأن النصح لكتاب الله واجب شرعا، وأنه من الخطأ يتعلم المرء، وأن الفضل بيد الله يؤتيه من يشاء.
فاقرئي - حفظك الله لمن شئت من المفسرين قوله تعالى: {مَن كَانَ يَظُنُّ أَن لَّن يَنصُرَهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ إِلَى السَّمَاء ثُمَّ لِيَقْطَعْ فَلْيَنظُرْ هَلْ يُذْهِبَنَّ كَيْدُهُ مَا يَغِيظُ} [الحج : 15] وقف الناس فيها عند قول ابن عباس وغيره وأدخلوها سرادق التعظيم ولم يستطع أحد تجاوز ما جاء به، وما اطمأننت لما جاءوا به من كلام عن نصرة رسول الله في شيء، إذ لا علاقة للآية مع ذكر الرسول، وما كان القرآن الذي يأمر بحفظ النفس أن يأمر بشنقها بغير حق.
ثم حينما نتعاطى للتفسير من غير ضابط حكمة الله، فلا غرو إن أتينا بالعجائب. فالقرآن حكيم وحكمته لا تدرك إلا من زاوية {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ }[العلق : 1] أي من زاوية ما سنه من سنن في كونه وقرآنه؛ فقوله حكمة وفعله حكمة، ولا ينبغي أن تفهم الحكمة إلا من خلال أفعال الله الذي يرفع درجات من يشاء وربنا الحكيم العليم.
كيف لنا أن نؤمن بالمتشابه في القرآن وربنا يقول {الَر كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِن لَّدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ} [هود : 1] أم كيف لا نؤمن بالمتشابه في القرآن والله يقول {هُوَ الَّذِيَ أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاء الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاء تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الألْبَابِ} [آل عمران : 7].
وبالمثال يتضح المقال: فحين يقول ربنا جل جلاله لحبيبه ومصطفاه: {إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ} [القصص : 56] ينصرف فكر الغمر الذي لا تحنكه التجارب إلا خلاف مقتضى قوله تعالى:{ وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ }[فصلت : 46] وتعالى الله عن ذلك علوا كبيرا وإنما قصر الفهم عن إدراك حكمة الحكيم بأنه كلما علق الكلام على المشيئة علينا أن نبحث عن قانون مشيئته سبحانه وتعالى في تلك السنة الربانية، والذي بثه الخالق في موطن أو مواطن من كتابه. فهاهنا نعهد الله جل جلاله بالهداية لعدة مواصفات اتصف بها أناس، وتعهد بحرمان الهداية لعدة أشخاص اتصفوا بمواصفات تقضي بعدم هدايتهم. وما رد دعاء نبيه لهداية عمه إلا لكونه كان رأسا في الكفر والله تعهد{إِن تَحْرِصْ عَلَى هُدَاهُمْ فَإِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي مَن يُضِلُّ وَمَا لَهُم مِّن نَّاصِرِينَ } [النحل : 37]وما على المرء إلا اسخراج سنن الله في الهداية والضلال؛ والمؤمن طموح بهداية كل الخلق، وهو بهذا يخالف تعاليم الكتاب، ولن يجد لسنة الله تبديلا، ولا لعهوده تغييرا، ولا لسننه تحويلا، وما كان علينا إلا تكريس الجهود لاستنباط سنن الله من قرآنه، وتحكيمها في كونه وتسخيرها في تفسير قرآنه.
يتشبت الخف بالقول بأن الله ما كان له أن يخاطبنا بما لا نفقهه، ومن هنا انبروا للكلام عن الذات الربانية بالتأويل للوجه واليدين و... وهو سبيل مشين نهينا أن ندخله {فَلاَ تَضْرِبُواْ لِلّهِ الأَمْثَالَ إِنَّ اللّهَ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ} [النحل : 74]، فالتاويل هنا جاء تمثيلا وتشبيها وقياسا وهو ما لا يليق بجلال الله، إذ ليس كمثله شيء.
فهل لنا أن نوافق أستادنا طه جابر علواني فيما ذهب إليه من كون القرآن في غير حاجة إلى غيره لتبيانه، أقول نعم فالله سبحانه وتعالى تعهد ببيان ما أبهم، مصداقا لقوله تعالى {ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ } [القيامة : 19]، فهل من طارق لباب الله مستفسرا عن بيان مسألة في تفسير كتابه ولى خائبا؟
وإذا تبين بأن الخلل الفهم فينا لكون من خصائص القرآن الربانية، وعلم المنطق الذي منهج العلوم لا يدرك للربانية سبيلا، ولم يوليها عناية، ومن هنا تسرب الانحراف الفكري،والذي كان الفقهاء الأقدمون يلحون إلحاحا بأن العلوم تؤخذ من أفواه الرجال، وليس من الصحف. {وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُضِلَّ قَوْماً بَعْدَ إِذْ هَدَاهُمْ حَتَّى يُبَيِّنَ لَهُم مَّا يَتَّقُونَ إِنَّ اللّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} [التوبة : 115].
أما علاقة الكتاب بالسنة فقد بينت السنة ما أجمله الكتاب، وما الأمور التي أجملها الكتاب بمقدار ما فصله تفصيلا، وما يدرك كنه الآيات إلا التفسير الموضوعي الذي يجمع بين الخاص والعام والمقيد والمطلق، وبالجملة ما له علاقة بموضوع واحد تناوله في دراسة شاملة.
هذا ما تيسر اللحظة في الموضوع. ولا شك فللكلام بقية.
وأعوذ بالله من الخطأ والزلل.
وقد يسر لنا باب الفهم لكتابه: {َالْحُكْمُ لِلَّهِ الْعَلِيِّ الْكَبِيرِ [غافر : 12]هُوَ الَّذِي يُرِيكُمْ آيَاتِهِ وَيُنَزِّلُ لَكُم مِّنَ السَّمَاءِ رِزْقاً وَمَا يَتَذَكَّرُ إِلَّا مَن يُنِيبُ [غافر : 13]} فها قد يسر الأسماء الحسنى والصفات العلى ودلل الصعاب، وجعل كتابه عليا حكيما يُستنطق ويجيب، وما أدركنا هذه الخاصية للقرآن فصرنا نبحث عن الإعجاز في اللغة والبيان، والصرفة، والأدهى والأمر أن نمضي لمناقشة أقوال من ادعوا معارضة القرآن والله يجزم جزما قاطعا {فَإِن لَّمْ تَفْعَلُواْ وَلَن تَفْعَلُواْ فَاتَّقُواْ النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ} [البقرة : 24]. وما وقفنا عند قول ربنا {وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحاً مِّنْ أَمْرِنَا مَا كُنتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِن جَعَلْنَاهُ نُوراً نَّهْدِي بِهِ مَنْ نَّشَاء مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ [الشورى : 52].
كما قلدنا قول من قال بالنسخ في القرآن والله سبحانهوتعالى يجزم جزما قاطعا { مَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ وَمَا أَنَا بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ }[قـ : 29]
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله تعالى ، والصلاة والسلام على نبينا محمد .
أما بعد :
الأستاذ الكريم محمد جابري .
هدانا الله وإياك إلى ما يحب ويرضى .
أحيي أسلوبك المهذب في عرض فكرتك .
وأتمنى أن يعلم كل أخ أو أخت أني لا أقصد أن أسيطر على فكر الآخرين أو فهمهم أو أحجر عليهم ، ولم أفهم ذلك من أساتذتي ولا من قراءتي في كتب الائمة الأعلام ، لكل وجهة هو موليها اخواني .
لكن المشكلة أني وجدت كتابا قرأت فيه ما جانب الإنصاف في وجهة نظري ، ولا أعتقد أن أحدا يخالفني في ذلك، حتى من غير المسلمين من أهل العلم كل في تخصصه ، فأي إنسان يريد أن يصحح فكرة في علم ما ، لابد أن لا يلغي من كان لهم الفضل من بعد الله تعالى في هذا العلم فيطلق تقيما عاما كما اطلقه كاتب الكتاب ، ولم تتعرض لهذا الأمر في حديثك السابق يا فاضل .
هذه هي كليات الطب في أوروبا تفتخر بابن سينا مع أنه طبيب مسلم وتدرس كتبه وتمجده ، لما لم يدحروه ويشككوا فيه وقد باتت العلاجات متطورة جدا في هذا الزمان .
أما ما يخص حاجة القرآن لغيره ، ووجود المتشابه ، وفكرة الكاتب ، فالمتشابه نوعين نوع لا يعلمه إلا الله تعالى وهذا واضح كما ذكر أهل العلم في الغيبيات المذكورة في القرآن الكريم ، ونوع متشابه يعلمه البعض ويخفى على البعض ، وكيف إذن بربك سريفع الله تعالى أهل العلم بعضهم فوق بعض ، ففوق كل ذي علم عليم ، وهنا سندخل في حاجة القرآن لغيره ، فبالطبع سيسأل المسرشدين بالقرآن أهل العلم عند عجزهم عن فهم آية من القرآن الكريم مثلا ، فقد أرشدهم القرآن لذلك ، وبالنسبة لحاجة القرآن للسنة ، فالسنة كما كتبت يا فاضل مبينة للقرآن ، وهذه بفضل الله تعالى من إشارات القرآن الكريم ، فإن كنت تريد أن تقول أن القرآن بين لنا ما سبق ، أي أن المسلم بحاجة للسنة ولمن فوقه في العلم ليتعلم القرآن ويستهدي به ، فسأقول لك لقد وصلت للنقطة التي سأتفق معك فيها فالشريعة لا يناقض بعضها بعضا وكذلك القرآن الكريم، وقول أهل العلم أن القرآن بحاجة لما سبق قصدوا أننا بحاجة لما سبق لنفهم القرآن الكريم ونستهدي به .
ولي عودة بإذن الله تعالى ، والله أعلم وأحكم.
بسم الله الرحمن الرحيم
إن كاتب الكتاب رأى في نفسه الأهلية لأن يبين ويوضح الإشكال الذي طرحه ، والإشكال متعلق بالقرآن الكريم ، لماذا يتكبد هذه المشقة لماذا يجعل الحاكمية له كمفسر ، إن القرآن الكريم ليس في حاجتنا نعم ، لكنه رأى أن الناس متفاوتين في الفهم والإدراك فراح يكتب ليوضح ما ظن أنه مشكل ، وعندما يتحدث ويقول :
" ولا ريب أن القول بوجود غوامض في القرآن ، يحول دون التدبر المأمور به انطلاقا من حاكمية القرآن "
لماذا إذن يفترض هو أن الأمر غامض حتى الآن علينا ألم يوضح القرآن الكريم هذا المصطلح القرآني !
عجبي من الكاتب لا ينتهي .
أما حديثة عن لغة القرآن العالمية ، فهي أيضا ضده وليست معه ، فالقرآن الكريم بأحكامه ونوره صالح لكل زمان ومكان ، ولكن مبينه هو الرسول صلى الله عليه وسلم فلهجة الرسول صلى الله عليه وسلم وأساليب قومه وحياتهم وأقوال آله وأصحابه رضي الله عنهم مهمة لتعلقها بالسنة ، وهذا لا يتناقض مع عالمية الدين وقوة الرسالة وأنها لكل زمان ومكان .
وبذلك انتهي من التعليق على ما سبق ، وأرجو من الأستاذ محمد الجابري عرض ما أشكل عليه من الآيات في مواضيع مخصصة ليرى أن الأساتذة بإذن الله تعالى سيساعدونه.
والله أعلم وأحكم.