قراءة في بعض معاني سورة الفاتحة

إنضم
07/09/2009
المشاركات
16
مستوى التفاعل
0
النقاط
1
العمر
54
الإقامة
العراق/صلاح الدين/بيجي
بسم الله الرحمن الرحيم
قراءة في بعض معاني سورة الفاتحة
(القسم الأول)
(الحمد لله رب العالمين) سورة الفاتحة هي اعظم سورة في القرآن,كونها السبع المثاني والقرآن العظيم الذي اؤتيه رسول الله(صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم). وهي معروفة بسورة الحمد لله رب العالمين, وفي المصحف الشريف هي اول السور في الترتيب مع البسملة,وهي سورة مفتتحة مثلما انها فاتحة الكتاب وأول سورة فيه. وهي وخواتيم سورة البقرة نوران اوتيهما رسول (صلى الله عليه وسلم) لم يقرأ مسلم بحرف منهما الا اعطاه الله اياه سواء في صلاة امتثالا له تعالى في فرض وطاعة أو نفل أو دعاء أو اجر أو ثواب أو دعوة بها الى دينه تعالى. وبكونها فاتحة الكتاب والسبع المثاني والقرآن العظيم جعلها متميزة كثيرا عن غيرها من سور القرآن الشريفة فلا تصح صلاة إلا بها. وهي صنو القرآن في كل صلاة مهما كان عدد الآيات عند القراءة كثيرا أو قليلا. فسورة الفاتحة اذن:
1_مناط القراءة في الصلوات وفاتحتها في كل ركعة سواء اكانت الصلوات جهرية او سرية مكتوبة أو راتبة مسنونة أو مندوبة.
2_ وهي ابتداء الكتاب والمصحف والنور الذي أعطيه العبد المسلم بعد رسول الله(صلى الله عليه وسلم) .
3_سر عظمتها وتميزها في سور القرآن فيما اشتملت عليه من معاني ومقاصد كبيرة وكثيرة.
وسورة الفاتحة تبدأ بكلمة او حرف(الحمدلله) وتنتهي بالاية السابعة والاخيرة فيها وذلك بدعاء العبد المسلم الواقف بين يدي الله ربه في صلواته أن يهديه ويرشده ويدله على طريق الحياة القويمة المستقيمة متمثلة بدين الذين انعم الله عليهم من النبيين والشهداء والصديقين والصالحين. وغير المعضوب عليهم من أهل الامم والكتب السابقين خاصة الذين انحرفوا من يهود وتنكروا لكتاب ربهم الله(التوراة) التي انزلها الله على سيدنا موسى (علية السلام) وخرجوا عن وصاياها وتركوا العمل بها والوقوف عند حدودها. ومن النصارى الذين ضلوا الطريق القويم بغلوهم في نبيهم المسيح سيدنا عيسى ابن مريم (علية السلام) وعبادتهم له شريكا مع الله وجعلوه ابنا له ومنه تعالى الله عن ذلك. وقد توافرت الاحاديث النبوية الشريفة كثيرا في هذا المعنى بالنص والاسناد وتناقلها علماء الأمة وفقهائها من أهل الحديث وروايته شرحا وتعليما.
والحمد اسم لكل ما يحمد مبالغة في الشكر والثناء . واختصت كلمة الحمد هنا بالله تعالى واضيفت اليه وحده لانه المستحق للحمد قبل غيره.وليس غيره مثله.فهو رب العالمين وسيدهم وخالقهم انسهم وجنهم وكل مخلوق في الأرض والسماء,ومنزل القرآن العظيم آخر الكتب على آخر الرسل.واختصاص الحمد كذلك به تعالى لانه رب العالمين.والعالمون صيغة جمع للعوالم كافة معروفة لنا أو غير معروفة.فالعالم خليقة وكون سماوات وأرض وما بينهما وما فيهما يتسع في الرؤية إفرادا وجمعا,ومالكه والمتصرف فيه هو الله تعالى خالقه ومدبر أمره فهو مستحق الحمد من جميع المخلوقات وفي المقدمة منها بني آدم الذين كرمهم الله وفضلهم على كثير ممن خلق.واستحقاق الحمد بعد ذلك كله لله وحده كونه رازقا ومنعما بكل اقوات العيش الكثيرة الوفيرة التي قدرها الله وبارك فيها يوم خلق السموات والأرض وتجيئ كلمة الحمد ايضا متفردة لغويا في عربية القرآن وذلك بخصوصيتها المتصلة بالله تعالى.ولذلك جائت في ابتداء الوحي والخطاب الرسالي التعليمي في السورة لتدل على الرضا والقبول والكمال المقرر بالله الرب تعالى.وهذا الاقرار يتكرر من العبد المسلم في الصلوات اليومية المفروضة في كل ركعة وفي كل صلاة نافلة, فهي الكلمة الافتتاحية لكل وقائع الصلاة والعبادة وعلى سعة ذكرها في القرآن العظيم ومن ذلك( الحمد لله الذي خلق السموات والأرض..الانعام الأية(1)) و(وقل الحمد لله الذي لم يتخذ ولدا ولم يكن له شريك في الملك....الأسراء الأية(111)) و (الحمد لله الذي انزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا....الكهف الأية(1)) و(الحمد لله رب السموات ورب الأرض رب العالمين...الجاثية الأية(36)) و(الحمد لله الذي له ما في السموات وما في الأرض وله الحمد في الآخرة وهو الحكيم الخبير...سبأ الأية(1)).
والحمد لله رب العالمين هي آخر قول عند انتهاء قضاء الله تعالى بين العباد والخلائق يوم القيامة بعد المبعث والنشور( وترى الملائكة حافين من حول العرش يسبحون بحمد ربهم وقضي بينهم بالحق وقيل الحمد لله رب العالمين....الزمر الأية (75)) وصدق الله العظيم.انتهى
 
عودة
أعلى