د.حسن خطاف
New member
- إنضم
- 03/04/2006
- المشاركات
- 46
- مستوى التفاعل
- 0
- النقاط
- 6
قراءة في الأحاديث الموجودة في تفسير الكشاف للزمخشري
ألف الزمخشري تفسيرا يسمى "الكشف عن حقائق التنزيل ،وعيون الأقاويل في وجوه التأويل" وسمي فيما بعد تفسير الكشاف اختصارا وهذا التفسير جاء تلبية لمطلب بعض معاصريه من المعتزلة ،
يجد القارئ في هذا التفسير مئات من الأحاديث،والآثار،وقد قام ابن حجر العسقلاني[ت:852هـ] بتتبع الأحاديث التي استشهد بها الزمخشري،وعمل على تخريجها، ويلاحظ أن الاستشهاد بالحديث النبوي عند الزمخشري جاء ليحقق أغراضا عدة منها:
ذكْر الحديث لتأكيد وجهة نظر الزمخشري في تفسيره للآيات:
من ذلك أنه حاول عند تفسيره لقوله تعالى:)الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ(3)([البقرة] أن يكشف عن الغرض من ذكر الصلاة،والصدقة -التي هي الإنفاق -دون غيرهما قائلا:« وذكَر الصلاة والصدقة ؛لأن هاتين أُمَّا العبادات البدنية والمالية» ثم جاء ليؤكد هذا بذكره للأحاديث التي تعلي من شأن الصلاة والصدقة « ألم تر كيف سمى رسول الله r [الصلاة] عماد الدين،وجعل الفاصل بين الإسلام والكفر ترك الصلاة؟ وسمى الزكاة قنطرة الإسلام ...فلما كانتا بهذه المثابة...استغنى عن عدَّ الطاعات بذكر ما هو كالعنوان لها»‹1 ›.
وبهذا ذكر الزمخشري حديثين في أهمية الصلاة،وواحدا في الزكاة ، وعند البحث في تخريج هذه الأحاديث نجد الحديث الأول بهذا اللفظ « الصلاة عماد الدين ،والجهاد سنام العمل والزكاة تثبت ذلك» ، وهذا الحديث بهذا اللفظ لم يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم ‹ 2› ،والحديث الثاني لم يصرح به،وإنما أشار إلى معناه،وقد ورد عن النبي r حديثان يحققان هذا المعنى :الأول:عن جابر بن عبد الله قال:« سَمِعْتُ النَّبِيَّ r يَقُولُ :« إِنَّ بَيْنَ الرَّجُلِ وَبَيْنَ الشِّرْكِ وَالْكُفْرِ تَرْكَ الصَّلَاة» ‹ 3›،والثاني « عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ:« قَالَ رَسُولُ اللَّهِ r الْعَهْدُ الَّذِي بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ الصَّلَاةُ،فَمَنْ تَرَكَهَا فَقَدْ كَفَر» َ‹4 ›.
أما حديث الزكاة فقد روي عن أبي الدرداء عن النبي r قال:« الزكاة قنطرة الإسلام» ، وهو حديث لم يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم أيضا‹5 ›.
والناظر إلى الأحاديث المبثوثة في الكشاف يجد أن أكثرها جاء لتدعيم وجهة نظره في التفسير .
إيراد الحديث من أجل الحكم الفقهي :
من ذلك أنه عندما وصل في تفسير سورة الفاتحة إلى قوله تعالى:) ولا الضالين( أورد حديث« وائل بن حجر أن النبي r كان إذا قرأ :ولا الضالين ،قال آمين ورفع بها صوته» ‹ 6› ،وهذا الحديث أورده كحجة لمذهب الشافعي في جهره بآمين في أثناء الصلاة ‹ 7› .
ومن ذلك أيضا ذكر العدة عند تفسيره لقوله تعالى:) وَاللَّائِي يَئِسْنَ مِنْ الْمَحِيضِ مِنْ نِسَائِكُمْ إِنْ ارْتَبْتُمْ فَعِدَّتُهُنَّ ثَلَاثَةُ أَشْهُرٍ وَاللَّائِي لَمْ يَحِضْنَ وَأُوْلَاتُ الْأَحْمَالِ أَجَلُهُنَّ أَنْ يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا(4)([الطلاق] ،وأورد حديث « أم سلمة أن سبيعة الأسلمية ولدت بعد وفاة زوجها بليال،فذكرت ذلك لرسول الله r فقال لها:« قد حللت فانكحي» ‹ 8› ،وهذا الحديث جاء لذكر بيان عدة الحامل المتوفي عنها زوجها‹9 ›.
الاستشهاد بالحديث لبيان فضيلة الآية التي يفسرها،أو السورة التي يفرغ من تفسيرها:
من ذلك قوله إثر فراغه من تفسير سورة "الزخرف":« عن النبي r من قرأ سورة الزخرف،كان ممن يقال له يوم القيامة ) يَاعِبَادِ لَا خَوْفٌ عَلَيْكُمْ الْيَوْمَ وَلَا أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ(68) ( [الزخرف]،ادخلوا الجنة بغير حساب» ‹ 10›.
ومن ذلك قوله في ذكر فضيلة الآيتين الأخيرتين من سورة البقرة:« وعنه عليه السلام من قرأ الآيتين من آخر سورة البقرة في ليلة كفتاه» ‹ 11›.
إيراد الحديث لرده أو الاعتراض على ظاهره:
من أمثلة الاعتراض على ظاهر الحديث ، والغمز بصحته قوله:« وما يروى من الحديث"ما من مولود يولد،إلا الشيطان يمسه حين يولد فيستهل صارخا من مس الشيطان إياه،إلا مريم ،وابنها" فالله اعلم بصحته،فإن صح فمعناه أنَّ كل مولود يطمع الشيطان في إغوائه إلا مريم وابنها،فإنهما كانا معصومين ...واستهلاله صارخا من مسه تخييل وتصوير لطمعه فيه كأنه يمسه ويضربه بيده عليه» ‹12 ›.
من الواضح أن الزمخشري يطعن بهذا الحديث، ويستخدم منهجا آخر في العدول عنه ، وهو منهج التأويل، فالحديث على فرض صحته كناية عن محاولات الشيطان للإغواء والإغراء، وبذلك يخرج من دلالة الحديث ، ومن الملاحظ أيضا أن النص عاجز عن الوقوف أمام التأويل، مع العلم أن هذا الحديث صحيح لاغبار عليه ‹ 13›
هذا التأويل والخروج من ظاهر دلالة الحديث، يتنزل في إطار نظرة كلية ، مفادها أنه لا تسلط للشياطين على الإنس عند المعتزلة ؛ إذ « لو سلط إبليس على الناس ينخسهم ، لامتلأت الدنيا صراخا وعياطا» ‹ 14›.
هذا من حيث توظيف الزمخشري للسنة النبوية،أما من حيث نوعية الأحاديث التي أوردها في تفسيره،فمنها ما هو الصحيح ،ومنها ما هو دون ذلك،بل فيه الأحاديث الكثيرة التي لا يعرف لها أصل،ويمكن أنْ نمثل للأحاديث الصحيحة بالأحاديث التي مرت كحديث وخز الشيطان للمولود ، والحديث الذي جاء في الكشف عن فضيلة الآيتين الأخيرتين من سورة البقرة.
أما الأحاديث التي ليس لها أصل ، فهي موجودة بكثرة ولا سيما الأحاديث التي تكشف عن فضائل السور، وقد التزم الزمخشري أنْ يذكر في آخر كل سورة حديثا يدل على فضلها ، وهذا الالتزام لا بد أنْ يدفع بصاحبه إلى البحث عن الأحاديث الصحيحة والضعيفة والموضوعة، لتغطية كل سور القرآن ، ومن المعروف أن أحاديث كثيرة جاءت في فضائل السور، ولم يصح منها إلا القليل‹15 › ، وهذا الالتزام جعله محط نقد ، يقول ابن تيمية[ت:728 هـ] في التعريف بمواطن الأحاديث الموضوعة:« وفى التفسير من هذه الموضوعات قطعة كبيرة ، مثل الحديث الذى يرويه الثعلبى والواحدى والزمخشرى ، فى فضائل سور القرآن ، سورة سورة ، فانه موضوع باتفاق أهل العلم» ‹ 16›.
و ابن تيمية رحمه الله لا يقصد أن كل حديث بعينه هو موضوع،إذ هناك أحاديث صحيحة في فضائل بعض السور .
منها على سبيل المثال سورة الإخلاص،والأحاديث في فضلها صحيحة،فقد سمع أبو سعيد الخدري t « رَجُلًا يَقْرَأُ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ،يُرَدِّدُهَا فَلَمَّا أَصْبَحَ،جَاءَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ r فَذَكَرَ ذَلِكَ لَهُ وَكَأَنَّ الرَّجُلَ يَتَقَالُّهَا،فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ r وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنَّهَا لَتَعْدِلُ ثُلُثَ الْقُرْآن» ِ‹ 17›.
وإذا كانت أغلب الأحاديث التي ذكرت في فضائل السور موضوعة، فمن السهل أنْ نستشهد بأحاديث كثيرة ، أدخلها الزمخشري في تفسيره وهي موضوعة من ذلك على سبيل المثال قوله في آخر سورة الفاتحة ليدل على فضلها« عن حذيفة بن اليمان أن النبي r قال:« إن القوم ليبعث الله عليهم العذاب حتما مقضيا،فيقرأ صبي من صبيانهم في الكتاب) الحمد لله رب العالمين([الفاتحة:2] فيسمعه الله تعالى فيرفع عنهم بذلك العذاب أربعين سنة» ‹18 ›.
هذا الحديث ذكره العجلوني[ت:1162هـ]وقال:« حديث موضوع كما قاله الحافظ العراقي وغيره،وقيل إنه ضعيف» ‹ 19› ،وقد أشار ابن حجر العسقلاني[ت:852هـ] عند تخريجه لهذا الحديث بأنه موضوع‹20 ›.
ويدخل في هذا السياق أيضا الأحاديث التي لا أصل لها والتي حاول أن ينصر بها مذهبه‹21 ›.
===
‹ 1› الكشاف:1/47.
‹ 2› رواه الديلمي عن علي عن النبي r باللفظ السابق ، الفردوس بمأثور الخطاب :2/: 404،رقم: 3795،وذكر البيهقي هذه اللفظة-الصلاة عماد الدين- في مؤخرة حديث أخرجه عن عكرمة عن عمر t ،وأشار إلى أن عكرمة لم يسمع من عمر، قال ولعله ابن عمر،انظر البيهقي، شعب الإيمان :3/39،رقم: 2807، وكأن ذلك إشارة إلى انقطاع في السند، وقال العجلوني « قال النووي في التنقيح منكر باطل ،قال المناوي رده ابن حجر، أي لأن فيه ضعفا وانقطاعا فقط وليس بباطل» كشف الخفاء:2/ 40، نخلص من ذلك أن الحديث لم يصح .
‹3 › رواه مسلم في صحيحه،كتاب الإيمان ،باب بيان إطلاق اسم الكفر على من ترك الصلاة،رقم:82.
‹4 › رواه الترمذي والنسائي وابن ماجه واللفظ للترمذي،انظر:سنن الترمذي:كتاب الصلاة،باب الحكم في تارك الصلاة ، رقم:2621، النسائي،سنن االنسائي،كتاب الصلاة،باب ماجاء في تارك الصلاة،رقم:1079،ابن ماجه،سنن ابن ماجه،كتاب الصلاة،باب الحكم في تارك الصلاة،رقم:463.
‹5 › رواه البيهقي، في شعب الإيمان :3/195-196، وقد قال ابن الجوزي في هذا الحديث « لا يصح عن رسول الله r » والعلة في ذلك وجود الضحاك بن حُمْرة الواسطي في سنده ، ثم قال ابن الجوزي « قال يحيى[ بن سعيد القطان] الضحاك ليس بشيء وقال النسائي ليس بثقة» ابن الجوزي، العلل المتناهية :2/493 ، رقم:814 الضعفاء والمتروكين:2/59
‹ 6› رواه أبو داود في سننه باللفظ الذي ذكره الزمخشري،انظر:سنن أبي داود،كتاب الصلاة،باب التأمين وراء الإمام،رقم:932، وانظر في القول بصحة هذا الحديث: ابن عبد البر، التمهيد:7/14-15، آبادي، عون المعبود في شرح سنن أبي داود:3/144.
‹7 ›الكشاف:1/28.
‹8 › والحديث رواه النسائي ومالك بهذا اللفظ« قَدْ حَلَلْتِ فَانْكِحِي مَنْ شِئْتِ» ،سنن النسائي،كتاب الطلاق،باب عدة الحامل المتوفي عنها زوجها،رقم:3509،موطأ مالك،كتاب الطلاق،باب عدة المتوفي عنها زوجها إذا كانت حاملا،رقم:1252،وأصل الحديث في صحيح البخاري،انظر ،صحيح البخاري،كتاب تفسير القرآن،باب قوله تعالى:وَأُوْلَاتُ الْأَحْمَالِ أَجَلُهُنَّ أَنْ يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا(4)( [الطلاق] ،رقم الحديث:4910
‹ 9› الكشاف:4/545.
‹10 › الكشاف:4/261،يقول ابن حجر العسقلاني-في تخريجه لأحاديث الكشاف-:« أخرجه الثعلبي وابن مردويه والواحدي من حديث أبي كعب ،الكشاف.م.س.ن.م. في الحاشية،ولم أعثر على حكم صريح بهذا الحديث ، والأغلب أنه حديث موضوع ، وهو حكم يستند على كلام لابن تيمية وتلميذه ابن القيم ، فابن تيمية يرى أن ما رواه الثعلبي والواحدي من فضائل السور فيها أحاديث كثيرة موضوعة،انظر: له مجموع الفتاوى:13/354،وهذا القول وإن لم يكن نصا إلا أنه يتعزز بقول تليمذه ابن القيم ، حيث قال بعد أن ذكر الأحاديث الصحيحة في فضائل السور« ثم سائر الأحاديث بعد كقوله من قرأ سورة كذا أعطي ثواب كذا فموضوعة على رسول الله r » نقد المنقول والمحك المميز بين المردود والمقبول:102-103، ، ولم يذكر من الأحاديث الصحيحة هذا الحديث.
ويضاف إلى هذا أن هذا الحديث- حسب ما بان لي- غير موجود في الكتب الستة وموطأ مالك والتي تحوي في العادة الأحاديث الصحيحة .
‹11 › الكشاف:1/328،والحديث رواه البخاري في صحيحه ،البخاري،كتاب فضائل القرآن،باب من لم ير بأسا أن يقول سورة البقرة،وسورة كذا وكذا،رقم:5040.
‹12 › الكشاف:1/351،عند تفسيره لقوله تعالى:) فَلَمَّا وَضَعَتْهَا قَالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنْثَى وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنْثَى وَإِنِّي سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنْ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ(36)([آل عمران]
13 › رواه البخاري عن أبي هريرة عن النبي r قال:« سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ r يَقُولُ مَا مِنْ بَنِي آدَمَ مَوْلُودٌ إِلَّا يَمَسُّهُ الشَّيْطَانُ حِينَ يُولَدُ فَيَسْتَهِلُّ صَارِخًا مِنْ مَسِّ الشَّيْطَانِ غَيْرَ مَرْيَمَ وَابْنِهَا ثُمَّ يَقُولُ أَبُو هُرَيْرَةَ وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنْ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ» ،صحيح البخاري،كتاب أحاديث الأنبياء ، باب قول الله تعالى:) وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ إِذْ انتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا مَكَانًا شَرْقِيًّا(16)( [مريم] رقم:3431.
ورواه مسلم في صحيحه ،كتاب الفضائل،باب فضائل عيسى عليه السلام،رقم:2366
‹ 14› الكشاف:1/351، وانظر :الكشاف : 1/ 315 عند تفسيره لقوله تعالى:) الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لَا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنْ الْمَسِّ (275)( [البقرة]
‹15 › يقول ابن القيم الجوزية[ت:751 هـ]:» ومنها[أي من الأحاديث الموضوعة]ذكر فضائل السور: ثواب من قرأ سورة كذا فله أجر كذا ،من أول القرآن إلى آخره ،كما ذكر ذلك الثعلبي والواحدي في أول كل سورة والزمخشري في آخرها» ثم ذكر بضعة أحاديث صحيحة ، ثم قال « ثم سائر الأحاديث بعد كقوله من قرأ سورة كذا أعطي ثواب كذا فموضوعة على رسول الله r ،وقد اعترف بوضعها واضعها،وقال قصدت أن أشغل الناس بالقرآن عن غيره«،ابن القيم ، نقد المنقول : 102-103،ويقول القاري:« حديث "الفاتحة لما قرئت له" لا أصل له بهذا اللفظ،وكذا غالب فضائل السور ،التي ذكرها بعض المفسرين«،القاري‹علي بن سلطان‹، المصنوع في معرفة الحديث الموضوع :127،رقم:204.
‹16 › مجموع الفتاوى :13/354
‹17 › رواه البخاري في صحيحه،كتاب فضائل القرآن،باب فضل قل هو الله أحد،رقم:5014، ولكن ليس كل ما روي في فضل سورة الإخلاص صحيحا ، فقد ذكرا بن الجوزي بعض الأحاديث في فضل سورة الإخلاص،ولم تصح،انظر له:العلل المتناهية:113-114.
‹18 › الكشاف:1/28-29.
‹19 ›العجلوني، كشف الخفاء :1/ 256.
‹ 20›انظر:الكشاف:1/29 ،الحاشية.
‹21 › يقول الدكتور مصطفى الصاوي الجويني: « الزمخشري يستنصر بأضعف الأحاديث الموضوعة لنصرة مذهبه الاعتزالي» ، الجويني، منهج الزمخشري في تفسير القرآن وبيان إعجازه:149، وذكر نماذج من هذه الأحاديث.
ألف الزمخشري تفسيرا يسمى "الكشف عن حقائق التنزيل ،وعيون الأقاويل في وجوه التأويل" وسمي فيما بعد تفسير الكشاف اختصارا وهذا التفسير جاء تلبية لمطلب بعض معاصريه من المعتزلة ،
يجد القارئ في هذا التفسير مئات من الأحاديث،والآثار،وقد قام ابن حجر العسقلاني[ت:852هـ] بتتبع الأحاديث التي استشهد بها الزمخشري،وعمل على تخريجها، ويلاحظ أن الاستشهاد بالحديث النبوي عند الزمخشري جاء ليحقق أغراضا عدة منها:
ذكْر الحديث لتأكيد وجهة نظر الزمخشري في تفسيره للآيات:
من ذلك أنه حاول عند تفسيره لقوله تعالى:)الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ(3)([البقرة] أن يكشف عن الغرض من ذكر الصلاة،والصدقة -التي هي الإنفاق -دون غيرهما قائلا:« وذكَر الصلاة والصدقة ؛لأن هاتين أُمَّا العبادات البدنية والمالية» ثم جاء ليؤكد هذا بذكره للأحاديث التي تعلي من شأن الصلاة والصدقة « ألم تر كيف سمى رسول الله r [الصلاة] عماد الدين،وجعل الفاصل بين الإسلام والكفر ترك الصلاة؟ وسمى الزكاة قنطرة الإسلام ...فلما كانتا بهذه المثابة...استغنى عن عدَّ الطاعات بذكر ما هو كالعنوان لها»‹1 ›.
وبهذا ذكر الزمخشري حديثين في أهمية الصلاة،وواحدا في الزكاة ، وعند البحث في تخريج هذه الأحاديث نجد الحديث الأول بهذا اللفظ « الصلاة عماد الدين ،والجهاد سنام العمل والزكاة تثبت ذلك» ، وهذا الحديث بهذا اللفظ لم يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم ‹ 2› ،والحديث الثاني لم يصرح به،وإنما أشار إلى معناه،وقد ورد عن النبي r حديثان يحققان هذا المعنى :الأول:عن جابر بن عبد الله قال:« سَمِعْتُ النَّبِيَّ r يَقُولُ :« إِنَّ بَيْنَ الرَّجُلِ وَبَيْنَ الشِّرْكِ وَالْكُفْرِ تَرْكَ الصَّلَاة» ‹ 3›،والثاني « عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ:« قَالَ رَسُولُ اللَّهِ r الْعَهْدُ الَّذِي بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ الصَّلَاةُ،فَمَنْ تَرَكَهَا فَقَدْ كَفَر» َ‹4 ›.
أما حديث الزكاة فقد روي عن أبي الدرداء عن النبي r قال:« الزكاة قنطرة الإسلام» ، وهو حديث لم يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم أيضا‹5 ›.
والناظر إلى الأحاديث المبثوثة في الكشاف يجد أن أكثرها جاء لتدعيم وجهة نظره في التفسير .
إيراد الحديث من أجل الحكم الفقهي :
من ذلك أنه عندما وصل في تفسير سورة الفاتحة إلى قوله تعالى:) ولا الضالين( أورد حديث« وائل بن حجر أن النبي r كان إذا قرأ :ولا الضالين ،قال آمين ورفع بها صوته» ‹ 6› ،وهذا الحديث أورده كحجة لمذهب الشافعي في جهره بآمين في أثناء الصلاة ‹ 7› .
ومن ذلك أيضا ذكر العدة عند تفسيره لقوله تعالى:) وَاللَّائِي يَئِسْنَ مِنْ الْمَحِيضِ مِنْ نِسَائِكُمْ إِنْ ارْتَبْتُمْ فَعِدَّتُهُنَّ ثَلَاثَةُ أَشْهُرٍ وَاللَّائِي لَمْ يَحِضْنَ وَأُوْلَاتُ الْأَحْمَالِ أَجَلُهُنَّ أَنْ يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا(4)([الطلاق] ،وأورد حديث « أم سلمة أن سبيعة الأسلمية ولدت بعد وفاة زوجها بليال،فذكرت ذلك لرسول الله r فقال لها:« قد حللت فانكحي» ‹ 8› ،وهذا الحديث جاء لذكر بيان عدة الحامل المتوفي عنها زوجها‹9 ›.
الاستشهاد بالحديث لبيان فضيلة الآية التي يفسرها،أو السورة التي يفرغ من تفسيرها:
من ذلك قوله إثر فراغه من تفسير سورة "الزخرف":« عن النبي r من قرأ سورة الزخرف،كان ممن يقال له يوم القيامة ) يَاعِبَادِ لَا خَوْفٌ عَلَيْكُمْ الْيَوْمَ وَلَا أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ(68) ( [الزخرف]،ادخلوا الجنة بغير حساب» ‹ 10›.
ومن ذلك قوله في ذكر فضيلة الآيتين الأخيرتين من سورة البقرة:« وعنه عليه السلام من قرأ الآيتين من آخر سورة البقرة في ليلة كفتاه» ‹ 11›.
إيراد الحديث لرده أو الاعتراض على ظاهره:
من أمثلة الاعتراض على ظاهر الحديث ، والغمز بصحته قوله:« وما يروى من الحديث"ما من مولود يولد،إلا الشيطان يمسه حين يولد فيستهل صارخا من مس الشيطان إياه،إلا مريم ،وابنها" فالله اعلم بصحته،فإن صح فمعناه أنَّ كل مولود يطمع الشيطان في إغوائه إلا مريم وابنها،فإنهما كانا معصومين ...واستهلاله صارخا من مسه تخييل وتصوير لطمعه فيه كأنه يمسه ويضربه بيده عليه» ‹12 ›.
من الواضح أن الزمخشري يطعن بهذا الحديث، ويستخدم منهجا آخر في العدول عنه ، وهو منهج التأويل، فالحديث على فرض صحته كناية عن محاولات الشيطان للإغواء والإغراء، وبذلك يخرج من دلالة الحديث ، ومن الملاحظ أيضا أن النص عاجز عن الوقوف أمام التأويل، مع العلم أن هذا الحديث صحيح لاغبار عليه ‹ 13›
هذا التأويل والخروج من ظاهر دلالة الحديث، يتنزل في إطار نظرة كلية ، مفادها أنه لا تسلط للشياطين على الإنس عند المعتزلة ؛ إذ « لو سلط إبليس على الناس ينخسهم ، لامتلأت الدنيا صراخا وعياطا» ‹ 14›.
هذا من حيث توظيف الزمخشري للسنة النبوية،أما من حيث نوعية الأحاديث التي أوردها في تفسيره،فمنها ما هو الصحيح ،ومنها ما هو دون ذلك،بل فيه الأحاديث الكثيرة التي لا يعرف لها أصل،ويمكن أنْ نمثل للأحاديث الصحيحة بالأحاديث التي مرت كحديث وخز الشيطان للمولود ، والحديث الذي جاء في الكشف عن فضيلة الآيتين الأخيرتين من سورة البقرة.
أما الأحاديث التي ليس لها أصل ، فهي موجودة بكثرة ولا سيما الأحاديث التي تكشف عن فضائل السور، وقد التزم الزمخشري أنْ يذكر في آخر كل سورة حديثا يدل على فضلها ، وهذا الالتزام لا بد أنْ يدفع بصاحبه إلى البحث عن الأحاديث الصحيحة والضعيفة والموضوعة، لتغطية كل سور القرآن ، ومن المعروف أن أحاديث كثيرة جاءت في فضائل السور، ولم يصح منها إلا القليل‹15 › ، وهذا الالتزام جعله محط نقد ، يقول ابن تيمية[ت:728 هـ] في التعريف بمواطن الأحاديث الموضوعة:« وفى التفسير من هذه الموضوعات قطعة كبيرة ، مثل الحديث الذى يرويه الثعلبى والواحدى والزمخشرى ، فى فضائل سور القرآن ، سورة سورة ، فانه موضوع باتفاق أهل العلم» ‹ 16›.
و ابن تيمية رحمه الله لا يقصد أن كل حديث بعينه هو موضوع،إذ هناك أحاديث صحيحة في فضائل بعض السور .
منها على سبيل المثال سورة الإخلاص،والأحاديث في فضلها صحيحة،فقد سمع أبو سعيد الخدري t « رَجُلًا يَقْرَأُ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ،يُرَدِّدُهَا فَلَمَّا أَصْبَحَ،جَاءَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ r فَذَكَرَ ذَلِكَ لَهُ وَكَأَنَّ الرَّجُلَ يَتَقَالُّهَا،فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ r وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنَّهَا لَتَعْدِلُ ثُلُثَ الْقُرْآن» ِ‹ 17›.
وإذا كانت أغلب الأحاديث التي ذكرت في فضائل السور موضوعة، فمن السهل أنْ نستشهد بأحاديث كثيرة ، أدخلها الزمخشري في تفسيره وهي موضوعة من ذلك على سبيل المثال قوله في آخر سورة الفاتحة ليدل على فضلها« عن حذيفة بن اليمان أن النبي r قال:« إن القوم ليبعث الله عليهم العذاب حتما مقضيا،فيقرأ صبي من صبيانهم في الكتاب) الحمد لله رب العالمين([الفاتحة:2] فيسمعه الله تعالى فيرفع عنهم بذلك العذاب أربعين سنة» ‹18 ›.
هذا الحديث ذكره العجلوني[ت:1162هـ]وقال:« حديث موضوع كما قاله الحافظ العراقي وغيره،وقيل إنه ضعيف» ‹ 19› ،وقد أشار ابن حجر العسقلاني[ت:852هـ] عند تخريجه لهذا الحديث بأنه موضوع‹20 ›.
ويدخل في هذا السياق أيضا الأحاديث التي لا أصل لها والتي حاول أن ينصر بها مذهبه‹21 ›.
===
‹ 1› الكشاف:1/47.
‹ 2› رواه الديلمي عن علي عن النبي r باللفظ السابق ، الفردوس بمأثور الخطاب :2/: 404،رقم: 3795،وذكر البيهقي هذه اللفظة-الصلاة عماد الدين- في مؤخرة حديث أخرجه عن عكرمة عن عمر t ،وأشار إلى أن عكرمة لم يسمع من عمر، قال ولعله ابن عمر،انظر البيهقي، شعب الإيمان :3/39،رقم: 2807، وكأن ذلك إشارة إلى انقطاع في السند، وقال العجلوني « قال النووي في التنقيح منكر باطل ،قال المناوي رده ابن حجر، أي لأن فيه ضعفا وانقطاعا فقط وليس بباطل» كشف الخفاء:2/ 40، نخلص من ذلك أن الحديث لم يصح .
‹3 › رواه مسلم في صحيحه،كتاب الإيمان ،باب بيان إطلاق اسم الكفر على من ترك الصلاة،رقم:82.
‹4 › رواه الترمذي والنسائي وابن ماجه واللفظ للترمذي،انظر:سنن الترمذي:كتاب الصلاة،باب الحكم في تارك الصلاة ، رقم:2621، النسائي،سنن االنسائي،كتاب الصلاة،باب ماجاء في تارك الصلاة،رقم:1079،ابن ماجه،سنن ابن ماجه،كتاب الصلاة،باب الحكم في تارك الصلاة،رقم:463.
‹5 › رواه البيهقي، في شعب الإيمان :3/195-196، وقد قال ابن الجوزي في هذا الحديث « لا يصح عن رسول الله r » والعلة في ذلك وجود الضحاك بن حُمْرة الواسطي في سنده ، ثم قال ابن الجوزي « قال يحيى[ بن سعيد القطان] الضحاك ليس بشيء وقال النسائي ليس بثقة» ابن الجوزي، العلل المتناهية :2/493 ، رقم:814 الضعفاء والمتروكين:2/59
‹ 6› رواه أبو داود في سننه باللفظ الذي ذكره الزمخشري،انظر:سنن أبي داود،كتاب الصلاة،باب التأمين وراء الإمام،رقم:932، وانظر في القول بصحة هذا الحديث: ابن عبد البر، التمهيد:7/14-15، آبادي، عون المعبود في شرح سنن أبي داود:3/144.
‹7 ›الكشاف:1/28.
‹8 › والحديث رواه النسائي ومالك بهذا اللفظ« قَدْ حَلَلْتِ فَانْكِحِي مَنْ شِئْتِ» ،سنن النسائي،كتاب الطلاق،باب عدة الحامل المتوفي عنها زوجها،رقم:3509،موطأ مالك،كتاب الطلاق،باب عدة المتوفي عنها زوجها إذا كانت حاملا،رقم:1252،وأصل الحديث في صحيح البخاري،انظر ،صحيح البخاري،كتاب تفسير القرآن،باب قوله تعالى:وَأُوْلَاتُ الْأَحْمَالِ أَجَلُهُنَّ أَنْ يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا(4)( [الطلاق] ،رقم الحديث:4910
‹ 9› الكشاف:4/545.
‹10 › الكشاف:4/261،يقول ابن حجر العسقلاني-في تخريجه لأحاديث الكشاف-:« أخرجه الثعلبي وابن مردويه والواحدي من حديث أبي كعب ،الكشاف.م.س.ن.م. في الحاشية،ولم أعثر على حكم صريح بهذا الحديث ، والأغلب أنه حديث موضوع ، وهو حكم يستند على كلام لابن تيمية وتلميذه ابن القيم ، فابن تيمية يرى أن ما رواه الثعلبي والواحدي من فضائل السور فيها أحاديث كثيرة موضوعة،انظر: له مجموع الفتاوى:13/354،وهذا القول وإن لم يكن نصا إلا أنه يتعزز بقول تليمذه ابن القيم ، حيث قال بعد أن ذكر الأحاديث الصحيحة في فضائل السور« ثم سائر الأحاديث بعد كقوله من قرأ سورة كذا أعطي ثواب كذا فموضوعة على رسول الله r » نقد المنقول والمحك المميز بين المردود والمقبول:102-103، ، ولم يذكر من الأحاديث الصحيحة هذا الحديث.
ويضاف إلى هذا أن هذا الحديث- حسب ما بان لي- غير موجود في الكتب الستة وموطأ مالك والتي تحوي في العادة الأحاديث الصحيحة .
‹11 › الكشاف:1/328،والحديث رواه البخاري في صحيحه ،البخاري،كتاب فضائل القرآن،باب من لم ير بأسا أن يقول سورة البقرة،وسورة كذا وكذا،رقم:5040.
‹12 › الكشاف:1/351،عند تفسيره لقوله تعالى:) فَلَمَّا وَضَعَتْهَا قَالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنْثَى وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنْثَى وَإِنِّي سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنْ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ(36)([آل عمران]
13 › رواه البخاري عن أبي هريرة عن النبي r قال:« سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ r يَقُولُ مَا مِنْ بَنِي آدَمَ مَوْلُودٌ إِلَّا يَمَسُّهُ الشَّيْطَانُ حِينَ يُولَدُ فَيَسْتَهِلُّ صَارِخًا مِنْ مَسِّ الشَّيْطَانِ غَيْرَ مَرْيَمَ وَابْنِهَا ثُمَّ يَقُولُ أَبُو هُرَيْرَةَ وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنْ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ» ،صحيح البخاري،كتاب أحاديث الأنبياء ، باب قول الله تعالى:) وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ إِذْ انتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا مَكَانًا شَرْقِيًّا(16)( [مريم] رقم:3431.
ورواه مسلم في صحيحه ،كتاب الفضائل،باب فضائل عيسى عليه السلام،رقم:2366
‹ 14› الكشاف:1/351، وانظر :الكشاف : 1/ 315 عند تفسيره لقوله تعالى:) الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لَا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنْ الْمَسِّ (275)( [البقرة]
‹15 › يقول ابن القيم الجوزية[ت:751 هـ]:» ومنها[أي من الأحاديث الموضوعة]ذكر فضائل السور: ثواب من قرأ سورة كذا فله أجر كذا ،من أول القرآن إلى آخره ،كما ذكر ذلك الثعلبي والواحدي في أول كل سورة والزمخشري في آخرها» ثم ذكر بضعة أحاديث صحيحة ، ثم قال « ثم سائر الأحاديث بعد كقوله من قرأ سورة كذا أعطي ثواب كذا فموضوعة على رسول الله r ،وقد اعترف بوضعها واضعها،وقال قصدت أن أشغل الناس بالقرآن عن غيره«،ابن القيم ، نقد المنقول : 102-103،ويقول القاري:« حديث "الفاتحة لما قرئت له" لا أصل له بهذا اللفظ،وكذا غالب فضائل السور ،التي ذكرها بعض المفسرين«،القاري‹علي بن سلطان‹، المصنوع في معرفة الحديث الموضوع :127،رقم:204.
‹16 › مجموع الفتاوى :13/354
‹17 › رواه البخاري في صحيحه،كتاب فضائل القرآن،باب فضل قل هو الله أحد،رقم:5014، ولكن ليس كل ما روي في فضل سورة الإخلاص صحيحا ، فقد ذكرا بن الجوزي بعض الأحاديث في فضل سورة الإخلاص،ولم تصح،انظر له:العلل المتناهية:113-114.
‹18 › الكشاف:1/28-29.
‹19 ›العجلوني، كشف الخفاء :1/ 256.
‹ 20›انظر:الكشاف:1/29 ،الحاشية.
‹21 › يقول الدكتور مصطفى الصاوي الجويني: « الزمخشري يستنصر بأضعف الأحاديث الموضوعة لنصرة مذهبه الاعتزالي» ، الجويني، منهج الزمخشري في تفسير القرآن وبيان إعجازه:149، وذكر نماذج من هذه الأحاديث.