جمال أبو حسان
New member
[align=center]في سبيل الوحدة الإسلامية[/align]
([align=center]مقترحان)[/align]
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده ، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وبعد:
فما من مسلم ولا مسلمة يعيش اليوم إلا ويؤرقه موضوع الوحدة الإسلامية وكيف السبيل إلى هذه الوحدة المنشودة.
وإني واحد من هؤلاء المسلمين الذين أقلقهم هذا الأمر. وأعلم يقيناً أن وحدة المسلمين لا يمكن أن تتحقق إلا على ضوء من كتاب الله تعالى وسنة رسوله الكريم صلوات الله وسلامه عليه.
ولكن هذا الطريق يبدو أنه الآن على الأقل صعب الولوج بسبب من المعادلات الدولية المتراكبة حولنا_ هكذا نحن نصور المسالة_وأظن أن في هذا شيء كبير من الوهم. الحاصل أننا في سبيل الوصول إلى تلك الغاية وذلك الهدف، لا بد من ارتكاب صعاب كثيرة والله المستعان.
وإذا حيل بيننا وبين الوصول إلى غاياتنا بذلك الطريق، فليس هذا بمانع أن نفكر في بدائل أولية تجعل تحقيق ذلك الهدف قريباً وإن حالت دونه الصعاب.
ومن هنا فإني أحب أن أدلي بدلوي في هذا الأمر؛ لأشارك ولو بجانب من فكرة، لعلها تستثمر فتنتج نتاجاً خيراً، وسأجمل ما عندي الآن في اقتراحين، أقدم لكل واحد منهما بمقدمة صغيرة، وبالله التوفيق.
الاقتراح الأول: الدينار الإسلامي
منذ أكثر من خمسة عشر عاماً وأنا أجول بفكري حول هذا الاقتراح وجدواه، وأحاول أن أتسمع أخبار مقترح مثله، أو يدور حوله، وأنا لست متخصصاً في الاقتصاد، ولهذا فإني قليل القراءة في كتب ذلك التخصص، حتى سمعت بمقترح لرئيس وزراء ماليزيا السابق مهاتير محمد مضمناً في فكرة سماها (دينار محمد)، وليس عندي عن هذا الاقتراح إلا معلومات وجيزة، حاصلها أن هذا الدينار يكون كعملة حافظة، وليس كعملة متداولة بمعنى أنه يحل محل الذهب في المحافظة على قيمة العملات، ولا يتداوله الناس فيما بينهم، لكني سمعت فيما بعد أنه يراد التداول بهذه العملة على نطاق ضيق جداً في ماليزيا وحدها. هذا كل ما أعلمه عن هذا الاقتراح.
وأنتم مثلي وأحسن أيها السادة الكرام كلكم يرى ويسمع عن مقترحات اقتصادية، تمهيداً لتحقيق الوحدة الكاملة بين بعض البلدان غير العربية، وبدأت بعضها بالمضي قدماً نحو التحقيق، ومن أهمها توحيد العملة الأوروبية، هذا كله مع اختلاف بين الشعوب في التدين، والأصل والأعراق، واللغات. ونحن العرب والمسلمين أحوج إلى هذا وأولى منهم به، ولهذا فإني أدرج هذا الاقتراح على النحو الأتي:
يتمثل هذا الاقتراح في إيجاد عملة تحت اسم الدينار الإسلامي، بحيث يتم تداول هذا الدينار في جميع البلدان العربية أولاً؛ لأننا في البداية، يجب أن ننطلق من البلدان العربية، فإذا تم الأمر هانت بقيته.
وكيفية السير في هذا المقترح على النحو الآتي:
أ. تتولى الجامعة العربية المباشرة بتقرير هذا_ بعد الدراسة والموافقة_ ويكون إصدار هذه العملة تحت إشراف لجنة متخصصة في الجامعة العربية، على أن تسهم جميع الدول العربية بحظ وافر في هذه العملية.
ب. يكون هذا الدينار الإسلامي عملة موحدة في جميع البلاد العربية.
ج. تكون قيمة هذا الدينار متساوية تماماً لقيمة العملة في البلدان العربية التي تكون عملتها قوية، ويستثنى من هذا بعض البلدان التي تصفف عملتها أمام الدولار.
د. يمكن أن يستعاض عن البند السابق بأن يساوي هذا الدينار مثلاً( 3 دولار) في جميع بلدان العرب.
ه. يجب أن تكون قيمة هذا الدينار ثابتة في جميع البلدان العربية، فإذا كان هذا الدينار يساوي (3 دولار) في الكويت والسعودية فإنه يجب أن يكون كذلك في السودان ولبنان مثلاً.
و. تصبح قيمة الدينار الشرائية بعد انتشاره في البلدان العربية متقاربة إلى حد التماثل لتصل رويداً رويداً إلى الاتحاد، بحيث إذا كان هذا الدينار يشتري غرضاً معيناً في الكويت والخليج، فيجب أن يكون هذا الشيء مقدراً بنفس الدينار في مصر والأردن مثلاً.
ز. أعتقد أننا بهذا نكون قد أعدمنا الفوارق الاقتصادية في الوطن العربي، ونحونا نحو إبادة الفقر من جميع البلدان العربية أولاً.
ح. في حال ثبوت هذه العملة قد نواجه صعوبات جمة، يمكن تذليلها بإصرار الدول العربية على دعم هذا الدينار بما لديها من مخزون مالي وذهبي، وبهذا نتغلب على ما يواجه المسلمين من مشكلات نقدية، لنسعى من خلال ذلك إلى تقرير الوحدة العربية لتكون طريقاً إلى الوحدة الإسلامية الشاملة الكاملة. والله الموفق.
الاقتراح الثاني: الجنسية العربية
وأصل هذا الاقتراح فكرة أبداها الأستاذ الدكتور إسحق الفرحان في احد مؤتمرات كلية الشريعة بجامعة الزرقاء الأهلية، ولم يذكر شيئاً فيما يخص هذا الاقتراح، وإنما ألقى هذه الفكرة هكذا، وجزاه الله خيراً فكم له من الفضل.
وتبيان هذا الاقتراح فيما اعتقد يكون على النحو التالي:
أ. تتولى الجامعة العربية إصدار جواز سفر عربي، ويكون من مميزات هذا الجواز أن حامله يتيسر له السفر إلى جميع بلدان الدول العربية دون استثناء بلا معيق، وحتى تضبط هذه القضية فلا تدب الفوضى، لا بد من تحديد الفئة الأولى المستفيدة من هذه الخصيصة، وأقترح أن تشمل هذه الفئة العلماء في مختلف التخصصات، وأساتذة الجامعات، والصحفيين والإعلاميين، وأصحاب رؤوس الأموال، بحيث يتمكن هؤلاء من دخول أي بلد عربي دون استثناء ودون أي معيق، بل بالترحاب الكامل. وقد يتوقع أن يثير هذا العمل بعض المشكلات مثل رغبة كثير من الناس العمل في غير بلده الذي ولد فيه ، أو يعيش في غير موطنه، وهذه يمكن ضبطها بسهولة بأن لايتم تشغيل أي إنسان خارج بلده إلا بوثيقة رسمية صادرة من بلده الأصلي اتفاقاً مع سفارة هذا البلد الذي يريد التوجه إليه، وبمثل هذا الحل يمكن أن نحل كل مشكلة تعترض الطريق.
فإذا ما تمهدت الطريق بعد مدة زمنية محددة، يتم بعد ذلك توسيع دائرة المستفيدين من هذا الجواز، حتى يصبح في يوم من الأيام حقاً لكل عربي وتكون البلاد العربية كلها بلداً لكل عربي دون استثناء.
بهذه الطريقة يمكن أن نقرب الناس إلى وحدة حقيقية قوامها أولاً العقيدة والدين ثم الخصائص الأخرى.
وإني لأرجو أن يكون لهذه الفكرة محلها من النظر بحيث يسعى لتحقيقها كل عربي مهما كانت مسؤوليته.
الدكتور جمال أبو حسان
([align=center]مقترحان)[/align]
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده ، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وبعد:
فما من مسلم ولا مسلمة يعيش اليوم إلا ويؤرقه موضوع الوحدة الإسلامية وكيف السبيل إلى هذه الوحدة المنشودة.
وإني واحد من هؤلاء المسلمين الذين أقلقهم هذا الأمر. وأعلم يقيناً أن وحدة المسلمين لا يمكن أن تتحقق إلا على ضوء من كتاب الله تعالى وسنة رسوله الكريم صلوات الله وسلامه عليه.
ولكن هذا الطريق يبدو أنه الآن على الأقل صعب الولوج بسبب من المعادلات الدولية المتراكبة حولنا_ هكذا نحن نصور المسالة_وأظن أن في هذا شيء كبير من الوهم. الحاصل أننا في سبيل الوصول إلى تلك الغاية وذلك الهدف، لا بد من ارتكاب صعاب كثيرة والله المستعان.
وإذا حيل بيننا وبين الوصول إلى غاياتنا بذلك الطريق، فليس هذا بمانع أن نفكر في بدائل أولية تجعل تحقيق ذلك الهدف قريباً وإن حالت دونه الصعاب.
ومن هنا فإني أحب أن أدلي بدلوي في هذا الأمر؛ لأشارك ولو بجانب من فكرة، لعلها تستثمر فتنتج نتاجاً خيراً، وسأجمل ما عندي الآن في اقتراحين، أقدم لكل واحد منهما بمقدمة صغيرة، وبالله التوفيق.
الاقتراح الأول: الدينار الإسلامي
منذ أكثر من خمسة عشر عاماً وأنا أجول بفكري حول هذا الاقتراح وجدواه، وأحاول أن أتسمع أخبار مقترح مثله، أو يدور حوله، وأنا لست متخصصاً في الاقتصاد، ولهذا فإني قليل القراءة في كتب ذلك التخصص، حتى سمعت بمقترح لرئيس وزراء ماليزيا السابق مهاتير محمد مضمناً في فكرة سماها (دينار محمد)، وليس عندي عن هذا الاقتراح إلا معلومات وجيزة، حاصلها أن هذا الدينار يكون كعملة حافظة، وليس كعملة متداولة بمعنى أنه يحل محل الذهب في المحافظة على قيمة العملات، ولا يتداوله الناس فيما بينهم، لكني سمعت فيما بعد أنه يراد التداول بهذه العملة على نطاق ضيق جداً في ماليزيا وحدها. هذا كل ما أعلمه عن هذا الاقتراح.
وأنتم مثلي وأحسن أيها السادة الكرام كلكم يرى ويسمع عن مقترحات اقتصادية، تمهيداً لتحقيق الوحدة الكاملة بين بعض البلدان غير العربية، وبدأت بعضها بالمضي قدماً نحو التحقيق، ومن أهمها توحيد العملة الأوروبية، هذا كله مع اختلاف بين الشعوب في التدين، والأصل والأعراق، واللغات. ونحن العرب والمسلمين أحوج إلى هذا وأولى منهم به، ولهذا فإني أدرج هذا الاقتراح على النحو الأتي:
يتمثل هذا الاقتراح في إيجاد عملة تحت اسم الدينار الإسلامي، بحيث يتم تداول هذا الدينار في جميع البلدان العربية أولاً؛ لأننا في البداية، يجب أن ننطلق من البلدان العربية، فإذا تم الأمر هانت بقيته.
وكيفية السير في هذا المقترح على النحو الآتي:
أ. تتولى الجامعة العربية المباشرة بتقرير هذا_ بعد الدراسة والموافقة_ ويكون إصدار هذه العملة تحت إشراف لجنة متخصصة في الجامعة العربية، على أن تسهم جميع الدول العربية بحظ وافر في هذه العملية.
ب. يكون هذا الدينار الإسلامي عملة موحدة في جميع البلاد العربية.
ج. تكون قيمة هذا الدينار متساوية تماماً لقيمة العملة في البلدان العربية التي تكون عملتها قوية، ويستثنى من هذا بعض البلدان التي تصفف عملتها أمام الدولار.
د. يمكن أن يستعاض عن البند السابق بأن يساوي هذا الدينار مثلاً( 3 دولار) في جميع بلدان العرب.
ه. يجب أن تكون قيمة هذا الدينار ثابتة في جميع البلدان العربية، فإذا كان هذا الدينار يساوي (3 دولار) في الكويت والسعودية فإنه يجب أن يكون كذلك في السودان ولبنان مثلاً.
و. تصبح قيمة الدينار الشرائية بعد انتشاره في البلدان العربية متقاربة إلى حد التماثل لتصل رويداً رويداً إلى الاتحاد، بحيث إذا كان هذا الدينار يشتري غرضاً معيناً في الكويت والخليج، فيجب أن يكون هذا الشيء مقدراً بنفس الدينار في مصر والأردن مثلاً.
ز. أعتقد أننا بهذا نكون قد أعدمنا الفوارق الاقتصادية في الوطن العربي، ونحونا نحو إبادة الفقر من جميع البلدان العربية أولاً.
ح. في حال ثبوت هذه العملة قد نواجه صعوبات جمة، يمكن تذليلها بإصرار الدول العربية على دعم هذا الدينار بما لديها من مخزون مالي وذهبي، وبهذا نتغلب على ما يواجه المسلمين من مشكلات نقدية، لنسعى من خلال ذلك إلى تقرير الوحدة العربية لتكون طريقاً إلى الوحدة الإسلامية الشاملة الكاملة. والله الموفق.
الاقتراح الثاني: الجنسية العربية
وأصل هذا الاقتراح فكرة أبداها الأستاذ الدكتور إسحق الفرحان في احد مؤتمرات كلية الشريعة بجامعة الزرقاء الأهلية، ولم يذكر شيئاً فيما يخص هذا الاقتراح، وإنما ألقى هذه الفكرة هكذا، وجزاه الله خيراً فكم له من الفضل.
وتبيان هذا الاقتراح فيما اعتقد يكون على النحو التالي:
أ. تتولى الجامعة العربية إصدار جواز سفر عربي، ويكون من مميزات هذا الجواز أن حامله يتيسر له السفر إلى جميع بلدان الدول العربية دون استثناء بلا معيق، وحتى تضبط هذه القضية فلا تدب الفوضى، لا بد من تحديد الفئة الأولى المستفيدة من هذه الخصيصة، وأقترح أن تشمل هذه الفئة العلماء في مختلف التخصصات، وأساتذة الجامعات، والصحفيين والإعلاميين، وأصحاب رؤوس الأموال، بحيث يتمكن هؤلاء من دخول أي بلد عربي دون استثناء ودون أي معيق، بل بالترحاب الكامل. وقد يتوقع أن يثير هذا العمل بعض المشكلات مثل رغبة كثير من الناس العمل في غير بلده الذي ولد فيه ، أو يعيش في غير موطنه، وهذه يمكن ضبطها بسهولة بأن لايتم تشغيل أي إنسان خارج بلده إلا بوثيقة رسمية صادرة من بلده الأصلي اتفاقاً مع سفارة هذا البلد الذي يريد التوجه إليه، وبمثل هذا الحل يمكن أن نحل كل مشكلة تعترض الطريق.
فإذا ما تمهدت الطريق بعد مدة زمنية محددة، يتم بعد ذلك توسيع دائرة المستفيدين من هذا الجواز، حتى يصبح في يوم من الأيام حقاً لكل عربي وتكون البلاد العربية كلها بلداً لكل عربي دون استثناء.
بهذه الطريقة يمكن أن نقرب الناس إلى وحدة حقيقية قوامها أولاً العقيدة والدين ثم الخصائص الأخرى.
وإني لأرجو أن يكون لهذه الفكرة محلها من النظر بحيث يسعى لتحقيقها كل عربي مهما كانت مسؤوليته.
الدكتور جمال أبو حسان
التعديل الأخير: