قاموس المفاهيم القرآنية للشيخ عبداللطيف بري

إنضم
29/05/2011
المشاركات
144
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
بسم الله الرحمن الرّحيم
إخوتي الأكارم في ملتقى التفسير، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وددت لو وجدت في الملتقى من يلقي لي الضوء على كتاب:(قاموس المفاهيم القرآنية) للشيخ عبداللطيف بري.
قيمته العلمية، طريقة طرحه للمفاهيم القرآنية، وبعض ما يتعلق بذلك خاصة وهو يعنون له بالتفسير التحليلي الموضوعي المقارن في كتاب الله.. ولقد وجدت عرضاً للكتاب من ذات المؤلف إلا إنه لم يشف لي غليلاً ووددت لو وجدت تقييماً من قاريء أو باحث له.
ملاحظة: أعلم أن الشيخ من الطائفة الشيعية فهل كان للعقيدة من أثر في تصنيفه؟
دعواتكم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
 
تعريف بالكتاب

تعريف بالكتاب

[align=justify]
يقول المصنف عن هذا الكتاب:

"لقد لمسنا في كثير من مقالات الباحثين والمتكلمين اضطراب الرؤية في مفاهيمهم الإسلامية والقرآنية، مما يؤدّي إلى الخلل في إصدار أحكامهم حول الإسلام والقرآن، وإساءة موقفهم من الدين، بحجة عدم صلوح الإسلام للعصر.

وأحرى بهؤلاء الباحثين دراسة مفاهيم القرآن والإسلام بعمق، كما يدرسون العلوم الأخرى بجدية ورصانة. فليس القرآن كتاباً عادياً حتى يتناوله الإنسان بشكل مسطّح، ويتعامل معه بعقلية الصحف، وإن كان ميسّراً لكل الناس، منساباً كعذوبة (وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآَنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ) (17القمر54)."
ثم يضيف:

"إنّ دراسة المفاهيم القرآنية، وتحديد أبعادها، والتدقيق في حدودها وآفاقها وأغوارها، ينقلنا من الفهم التعميمي المهمَّش للقرآن الكريم إلى الفهم العلمي الدقيق، الذي يمكن على أساسه بناء قواعد فكرية، وهيكلية بنيانية متماسكة في نظرتنا إلى الوجود والحياة والإنسان والمجتمع؛ ويقلل من استعار النزاع حول كثير من آيات القرآن وقيم الإسلام.

برصد مفاهيم القرآن ومقارنتها تتبلور لدينا الرؤية الفقهية لكثير من الأحكام الشرعية أيضاً، تلك التي ابتعد فيها فقهاء عن القرآن بمسافة، أو اعتمدوا على نصٍّ قرآني مجتزأ، دون مقارنته بالنصوص القرآنية الأخرى، أو دون التفات أحياناً إلى النص القرآني كلية، بل توجهوا مباشرة إلى ما جاء في المقولات، أو ما قاله الأصحاب من اجتهادات وآراء؛ مع أنّ الرجوع إلى كل الآيات في المفهوم الواحد، وكل الأحاديث والأخبار الصحيحة معاً، وإعادة النظر في مواضيع الأحكام، يضيء لنا طريق الحكم الشرعي وموضوعه، ورؤية المفهوم بشكل متميّز؛ دون أن نهمل ـ بالطبع ـ فحص تلك الاجتهادات والمقولات، والاستفادة منها وتثمين دورها في الإضاءات التاريخية التي حققتها مشكورة لعصرها وزمانها، لكننا لا نغلِّب الفهم المحدود بمرحلة تاريخية معيَّنة، ما دمنا نستطيع أن نتجاوزه، على النص القرآني، إذْ كيف يصبح الفهم مقيِّداً للنص القرآني وحاكماً عليه! فيكون الفهم المحدود هو المرجع لا القرآن!!
يمكن العودة للنص مباشرة مع الاستفادة والاستئناس من الاجتهادات السابقة حول نفس النص، دون أن تصفِّدنا أو تلوي أعناقنا؛ لأنَّ الاجتهاد يعني المزيد من التحليل العقلي والاهتمام بالمستجدات والمتغيِّرات، فإذا تسمّر عند نظر السابقين ولم يتخطَّ ذلك سقط مبرر وجوده.

إنَّ علينا أن نتجاوز الاعتماد على آراء مجتهدين عاشوا قبل عصرنا مادامت اجتهاداتهم قاصرة عن حلّ مشاكل هذا العصر، ومادمنا نعمل ضمن آليات الاستنباط المشروعة في الإسلام مع إعادة النظر في بعض عناصرها.

لماذا يحق للسابقين النظر والتبحر والتجاوز في عصورهم ولا يحق لنا ذلك؟ أليس هذا هو عين الجمود والتحجّر؟!

إنَّ تقليد اتجاهات فقهية عاشت لعصرها، وإسقاط محدوديتها وسلبياتها وأخطائها وقصورها وعجزها على عصرنا، دون نقد وبلورة، لهو ظلم للإسلام والمسلمين يحمّلنا تركة ثقيلة، ويعيق حركة الإسلام العالمية التطورية الخلاّقة، دون أن ننسى الإشادة بإيجابياتها والحاجة إلى الاتجاهات الخلاّقة منها، والفهم المتقدم للنصوص الذي أثرى مسيرة الاجتهاد الفقهي.

إنَّ التقليد للمدارس المغلقة أو النظريات القاصرة عن حلِّ مشاكل العصر ينافي معنى الإسلام الذي أنزله اللَّه تعالى ليستوعب التطور، بل ليقوده ويرشّده، ويصبح النموذج الحي له.

وكذلك فإنّ المشكلة في بعض التفاسير وبعض مناهج التفسير للقرآن، فضلاً عن اجتهادات بعض المجتهدين، هي النظرة الجزئية إلى الآية أو الآيات، دون النظرة الشمولية المقارنة لكلّ الآيات في القرآن.

لا بد للمفسّر من أن يستحضر القرآن كله في ما يتصل بالموضوع، وأحدث تطورات الفكر واختبارات العصر وهو يتناول تفسير أي آية أو أي مفهوم قرآني، وهذا لا يتيسَّر إلاَّ في التفسير الموضوعي المتصل بالبنيان الكلي، واعتماد العلائق العميقة للآيات. كما يحتاج إلى عقل كبير، ورجوع إلى أهل الرسوخ والتجذّر في العلم حتى يؤتي أكله، حيث يقول تعالى: (وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آَمَنَّا بِهِ) (آل عمران 3/7).

هل يعني ذلك شبه استحالةٍ لفهم القرآن ومفاهيمه لعامّة الناس وللعلماء، خصوصاً تلك المتشابهة؟ فلمن نزل القرآن إذن؟

نقول: كلاّ!! كلٌّ يأخذ منه بحسب قدرته واستطاعته، ويبقى فيه المزيد للأجيال الطالعة! وأهل العلم والفكر المتمرسين!.. يعني ذلك أنّ معرفتنا تتنامى في فهم القرآن باستمرار كمّاً وكيفاً، وأن القرآن لا ينفد، وأنّ معرفتنا فيه يجب أن تزداد دائماً، وأن تأخذ طابعاً علميّاً موضوعياً للاستفادة القصوى، وذلك من خلال التفسير الموضوعي المركَّز فضلاً عن التفسير الترتيبي.. وهذا العمل محاولة متواضعة في هذا الاتجاه تيسيراً لتناول مفاهيم القرآن، والكشف عن أسراره بعدما كان البحث عنها في التفاسير العديدة يستغرق وقتاً طويلاً، ويعقّد النتيجة على الباحث."

[FONT=MCS Taybah S_U normal.]ثم يتحدث عن مفاهيم القرآن والفلسفة:


"يوجد في القرآن حشد كبير من المفاهيم المباشرة وغير المباشرة يأخذ بعضها برقبة بعضٍ.

ويوجد من المفاهيم التحليلية التي تفضي إلى مفاهيم أخرى في الداخل القرآني أضعافاً مضاعفة. وقد اخترنا في هذا القاموس من كل هذه الكنوز ما يتصل بمتطلبات التفسير، والثقافة المعاصرة، وحركة الحياة الحالية، مما يتسع له جهد فرد، تاركين للعلماء الأفذاذ الراسخين الآتين والاختصاصيين في شتّى العلوم، وللزمن، مهمة تسجيل الإضافات والكشف عن المزيد.

إنّ القرآن ـ حقّاً ـ تبيان لكل شيء في خطوطه العريضة، وان الإسلام دين العصور والحياة المتجددة. وحينئذٍ فلا نستغرب ما ورد عن أمير المؤمنين علي رضي الله عنه: ((علمني رسول الله صلى الله عليه وسلم ألف باب من العلم يفتح لي من كل باب ألف باب))!! (المجلسي / محمد باقر / بحار الأنوار / 13: 242).

وسواء كانت (الألْف) هنا لمجرّد تصوير الكثرة الهائلة أو للعدد المحدّد، فإنَّها تدلّ على حشود من الأبواب حاشدة.. والباب هنا أشبه بالقاعدة القرآنية النبوية، أو بالمفهوم النبوي الذي يشتمل على مبدأ له مقياسه وحدوده وآفاقه ومساحته وتطبيقاته وفروعه، وُضِع ليستوعب مشاكل الأجيال والحضارات للحاضر وللمستقبل.

وبالمقارنة بين أعظم الفلسفات البشرية وأدقّها وبين القرآن، نجد أنّها لا تمتلك أكثر من بضع مئاتٍ من المفاهيم، لا تقاس بآلاف المفاهيم القرآنية والإسلامية التي رُصِدت لفهم الوجود والحياة، واستيعاب التطور والتقدم البشري. وكلما تنوّعت مفاهيم أطروحة واستوعبت المشكلات المستجدة أكثر، وعالجتها بدقة، كما في القرآن والإسلام، كانت أقوى على الصمود والبقاء، وفرضِ نفسها على البشر كحتمية تاريخية ضرورية يصبو إليها الإنسان ويتشوق، ويبحث عن الخلاص فيها.. وهذا ما يفسِّر استمرارية الإسلام، ودخوله في المنافسة الحضارية المعاصرة، والسجال العالمي الحي كفكرٍ عملي ينظِّم الحياة، وليس كأطروحة روحية فقط، أو كنظامٍ مادّيٍّ منقطع عن الله!!

لقد ذكرت الموسوعات الفلسفية عدة مئات من المفاهيم الفلسفية في حوالي 150 مدرسة فلسفية وفكرية. ونعتقد أنّ هذه المفاهيم هي مجمل المفاهيم التي استجمعتها البشرية في كتاباتها الحديثة حتى الآن، ولا نقصد من ذلك أنه لا توجد مفاهيم فلسفية كثيرة.. كلاّ! فإنّ مفاهيم المنطق وحدها تصل إلى حوالي ألف مفهوم! وإنما نقصد ندرة المفاهيم الفلسفية التي كتبت في فهم الكون والحياة والله والإنسان، بالقياس إلى كم البشرية الهائل الذي مرّ في تاريخ الكرة الأرضية!!

وهكذا تحوّل جهد الملايين من البشر والفلاسفة والحكماء في النظرة إلى الوجود والحياة والأشياء إلى بضع مئات من المفاهيم، بعضها مات وأصبح تاريخاً، وبعضها ليس عملياً، وبعضها تدميري ضد الحياة وتقدمها، وبعضها أخذ من الأديان السماوية نفسها ولم يأت بجديد. هذا علماً أنّ بعض المفاهيم الفلسفية هي نتيجة لما جرى وفات فقط، فهي هنا ظواهر ماضوية، أي مفاهيم رصدت الماضي فقط، فرسمت فلسفته كما هي، دون أن تقدِّم شيئاً للحاضر والمستقبل.. بينما نجد في القرآن والإسلام آلاف المفاهيم الحيّة الصالحة للحياة والإنسان والتطور وإدارة حركة التاريخ (راجع تعدد مادة التاريخ في (أرخ) والإنسان في (انس) والأرض في (أرض) من هذا القاموس) (كأمثلة نموذجية) ليؤكد ذلك إعجاز القرآن وعملانيته وحركيته، وأنَّه ليس من صنع بشر، وإنما هو وحيٌ يوحى، علّمه شديد القوى، من لدن عليم خبير!

إنَّ القرآن للزمن ككل، دون حصره في الماضي فقط! تؤكّد لنا ذلك مرونة مفاهيمه وسيَلانها كالنهر واتساعها وعمقها دون أن تخرج عن الضوابط والتحديد والدقة! وقابليتها للاستنباط وحلّ مشاكل العصر! واكتشاف الكثير والجديد فيها، بالتجربة الحية، والواقع الملموس!.. ومفردات القرآن ومفاهيمه بين أيدينا تؤكّد ذلك عمليّاً.. وهذا العمل القرآني شاهد عليه.."

[FONT=MCS Taybah S_U normal.]ويقول عن آفاق المفهوم القرآني وعناصره:


"لا يستطيع المتكلّم البشري مهما علت بلاغته وثقافته، واشتدَّ حرصه، أن يختار دائماً مفرداته اللغوية بشكل قادر على التكيُّف مع تغيّرات الزمن، وتحوّلات المستقبل، بكل مفاجآته وتطوّراته، واختلاف علاقاته، إلاَّ بتوجيه إلهي كما في كلام المعصوم؛ لأنَّ ذلك يحتاج إلى علم كلِّي بالمستور، وكشف من الغيب.

أمَّا كلام اللَّه فهو نصّ صادر عن المطلق، أخذ في حسابه كل الحقائق الظاهرة والباطنة، ومطالب البشر والإنسانية في كل زمان ومكان.

من هنا تتحول المفردة القرآنية في خصوصياتها وسياقها، وأماكن وأساليب استعمالها في القرآن الكريم إلى عالَم مكتنِز، ومفهومٍ ممتلئ بالدلالات والإيحاءات، يحتاج إلى الدراسة والتعمّق للاستفادة المركّزة، وتطوير فهمنا للوجود والإنسان والخير والشر.. لذا فإنَّ كثيراً من المفردات القرآنية هي مفاهيم مشبّعة بالأبعاد الفكرية، فضلاً عن المفردات التي أخذت معنى المصطلح كالصوم والصلاة والحج والخمس والزكاة..

لقد أحدث القرآن ثورة في اللغة والمفاهيم والمصطلحات، وأفرغ العربية من معانيها السكونية المبهمة، وملأها بعناصر الرؤية العلمية.
لم يكن قبل الإسلام لكلمات مثل (المؤمن) و(الكافر) و(المسلم) و(المنافق) و(الفاسق) و(الملكية) و(العمل) و(الوطن) و(الوضوء) و(الغسل) و(الطهارة) و(الجنابة) و(الحيض) و(الحبط) و(الجزاء) و(الولي) و(الولاية) و(الإمامة) و(الشورى) و(العدل) و(الأخوَّة) و(المساواة) و(التوكّل) و(الجهاد) و(الشهادة) وحشود المفردات، معانٍ علمية فكرية دقيقة ذات عناصر وضوابط محدّدة.

لقد ملأ القرآن والإسلام اللغة العربية بالعلم والمنطق، حتى كاد الكثير من كلمات القرآن أن يتحوّل إلى مفاهيم؛ وصار الكتَّاب والعلماء يتعاملون مع المفردة العربية بطريقة أكاديمية فلسفية متخصصة، بل إن القرآن استعمل أسماء الأعلام والأشياء والأحداث في سياقٍ ونَسَقٍ خاص، حتى أصبح موقعها وزاوية التعامل معها يشكِّل مفهوماً من المفاهيم القرآنية. فكلمة (الإبل) في القرآن الكريم لم تأت لمعنى زائدٍ عمَّا في اللغة، لكنها استعملت بطريقة منهجية في تفسير الظواهر، وعلّمنا القرآن ـ وهو يسوق تلك المفردة ـ كيف نربط ونفسِّر عجائب الخلق والمخلوقات بالخالق المبدع وليس بمجرّد الطبيعة! وهكذا كلمة (إبراهيم) وهل استغفر مثلاً لوالده النسَبي، وهل كان أبوه مؤمناً أو كافراً، وحينئذٍ هل يجوز أن نستغفر لآبائنا إذا كانوا غير مؤمنين؟ وهل يصحّ الاستغفار للمشركين؟

ونحن بدورنا أدرجنا ذلك كلّه، ونظرنا إليه بعقلية المفهوم القرآني، وألحقنا أسماء الأعلام كالأشخاص والكنى والألقاب والبلدان والأحداث كـ(محمد) و(طه) و(إبراهيم) و(أبي لهب) و(مصر) و(ثمود) و(بدر) و(الأحقاف) و(اللات) و(فرعون) بالمفاهيم، لاتصالها بها، لجهة فهمها والنظرة إليها، أو فهم الأحداث التي دارت حولها، وما هي الصورة القرآنية المعطاة عنها، وما ترتبط به تلك الأسماء من قيمٍ إيجابية أو سلبية، تقدّم لنا رؤية للحياة، وفهماً وميزاناً نقيس به مواقفنا ومنطلقاتنا. وبذلك يتحوّل الاسم إلى شكل من أشكال المفهوم، أو المنتج للمفاهيم المتصلة به، بسبب نوعية التعاطي معه، والنظرة إليه، فلا يمكن إسقاطه من حساب المفاهيم إذا أردنا استيعاب التصوّر القرآني.

هذا وقد اعتبرنا المفاهيم ذات النسيج الواحد المتآلف المترابط بقوة، (كالجزاء) و(الثواب) و(العقاب) و(المضاعفة) و(الحبط)، معاً ككل، يشكِّل عملاً بنيانياً متكاملاً يفسِّر حقيقة من الحقائق الإسلامية الكبرى، وإن درسنا كلّ مفهومٍ على حدة، وأفردنا له بحثاً خاصاً".

[FONT=MCS Taybah S_U normal.]ويقول عن موضوع الآية وانتزاع المفهوم:


"تدور كل آية أو مقطع قرآني على محورٍ أساس تتحرك حوله، هو الذي يشكِّل لبّها وجوهرها.. كما تقوم كل سورة على نواة معنوية في الداخل تشدُّ كل نسيج السورة إليها، وتشكِّل مواضيع آياتها أجزاءً تدور حول تلك النواة، في توليفةٍ كاملة، محبوكةً مترابطةً ترابطاً ظاهراً أو خفيّاً تشدُّ المعنى الكلي وتؤكِّده في بنيانٍ مرصوص، يتّحد لبابه وإن تنوّعت أنشطته أو لم نكتشف أحياناً علاقاته الخفية بسهولة.

ولقد انتزعنا غالباً مفهوم الآية من موضوعها الذي تدور حوله وجعلناه عنواناً لها.

والمفهوم قد يكون مذكوراً في الآية بلفظه، وقد يكون متَصيَّداً من معناها. وتحتشد دلالات الآية وإيحاءاتها لتنتج المفهوم الذي يتصل بموضوعها، حيث تبني عليه بنيانَها وتستحكم نسيجَها؛ وبه تتصل متحركاتها وثوابتها.. مثاله في المفهوم المتصيَّد من المعنى العام قوله تعالى في الرسول(ص): (وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ (عبئهم) وَالْأَغْلَالَ (القيود) الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ ) (الأعراف: 7/157). ونستخلص من هذه الآية مفهوم الحرية ونضعه عنواناً لها.

ويمكن انتزاع عدة عناوين من الآية الواحدة ووضعها تحت مفاهيم مختلفة، لاختلاف زاوية التعامل مع الآية على أساس عناصرها الأساسية أو الجانبية كقوله تعالى: (لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ)(الزمر: 39/65). حيث مفهوم (الإشراك) و(الحبط) و(العمل) لكن محور الآية هو (الإشراك) وكل المفاهيم الأخرى في الآية وتداعياتها تدور حوله!.. لذا كرّرنا بعض الآيات في غير موضع من أجل هذه الغاية، بينما وسعنا الحديث عنها في موضوعها الأساس".

[FONT=MCS Taybah S_U normal.]ويقول عن التفسير والفهم الشخصي الخاص به:[/FONT]

لا يختلف المسلمون في النص القرآني، فهو كلام الله بدون ريب، ولا في سنّة النبي صلى الله عليه وسلم الثابتة، وإن اختلفوا في مدى ثبوت أو إثبات بعض الأحاديث، ولكن الاختلاف الأساس هو في الفهم والتكييف، وفي بعض آليات الاجتهاد، والجمع بين الآيات والأحاديث المؤكدة المتنوِّعة، ومدى مرونة الحكم والموضوع وتمددهما أو انكماشهما، وهل كان تصرّف المعصوم عليه السلام على أساس الحكم المقيّد بظرفٍ ومكانٍ معينين أو على أساس الحكم المطلق.. وليس الاختلاف في أصل النصوص الثابتة المتفق عليها، وهي القرآن والسنّة المطهّرة الصادرة حقّاً عن المعصوم.. من هنا تعددت المدارس والاجتهادات في الفهم والمقارنة والتطبيق.

في هذه المساحة المهمّة والحسّاسة يحتكُّ الإنسان بالنص الإلهي وبالمقدّس، ويدخل على خط القرآن، ويصبح الإنسان والعقل البشري جزءاً من القرآن والدين! ويكون القرآن إنسانياً بقدر ما هو إلهي! ويصبح الامتداد القرآني من مقولة الله والإنسان في نفس الوقت!

لأنَّ الله يتكلَّم والإنسان يفسِّر، فالإنسان أيضاً يتكلَّم ولكن باسم الله، وبإذن من الله، حين أمره بتدبُّر آياته، ووضع له أصولاً وإمارات وعلامات؛ وهنا يقترب الإنسان من الله في كلماته! كما يقترب إليه في سجوده وصلاته! حيث يتسع له النص الإلهي، أو حيث جعل الله النص يتسع له. لكن اتساع النص الإلهي في الواقع لاجتهادات الإنسان لا يعني أنَّ اجتهاده ـ الذي قد يخطئ أو يصيب ـ يعبِّر عن كلام الله، وإنما يعبِّر عن مشروعية ذلك الفهم مادام في حدود الضوابط العلمية للاستنباط، فإن أصاب الواقع عبَّر عن إرادة الله وكلماته، ولعلَّ له أجرين حينئذٍ، أجر على الجهد المبذول وأجر على إصابة الواقع! وإن أخطأ لم يعبِّر عن إرادة الله وكلماته، وكان ذلك من فهم الإنسان ومقولته، وقد يؤجر فيها على الجهد الذي بذله في سبيلها، من أجل إصابة الواقع الذي أفلت منه، شرط تمام إخلاصه لله والتجرّد للحق والحقيقة وبذل الوسع في تقصّي الواقع وليس انطلاقاً من الأهواء والعصبيات والتحيّز الأعمى والتقصير في البحث وسلق النتائج.

أجل! لمّا لم يعد يتنزّل الوحي لتحديد الخطأ من الصواب في العمليات الاجتهادية في النصوص، وكانت كل تلك العمليات مبرّرة شرعاً، لأنها ضمن ضوابط الاستنباط وقواعده المعترف بها، أخذت كلُّ تلك الاجتهادات طابع الامتداد للقرآن، وشكَّلت معانيَ قرآنية معترفاً بها، وإن كانت لا تأخذ بالضرورة طابع المقدّس، لأنَّ النص القرآني والحديث الثابت هو المقدّس، أمّا تفسيرهما من غير المعصوم فليس دائماً مقدساً وإنَّما هو مشروع ومبرّر، في حدود إعمال الفكر، وتدبُّر كتاب الله وسنّة نبيّه للاستفادة منهما ضمن ضوابط وقواعد الاستنباط، مع الحاجة الملحّة إلى اعتماد أقوال المعصومين من أهل بيت النبي (ع) لتحديد التفسير المصيب حين توجد وتثبت ويتحدد فهمها الموضوعي.

إنَّ الحقيقة أوسع وأعمق أحياناً من قدرة شخص واحد غير معصوم على الإمساك بها دائماً.. لذا فإنَّ فهمنا الخاص لكتاب الله ضمن ضوابط اللغة والاستنباط وإن كان مشروعاً إلاَّ أنَّه ليس هو الفهم والاستنتاج النهائي لكلام الله الزاخر بالعطاء.. فكتاب الله مفتوح لاستخراج المزيد المتنوع وليس مغلقاً أو حكراً.. والإسلام دين مكتنز بالإبداع والمرونة والحركية.

وما سجلناه ههنا هو حصيلة ما وصل إليه وعينا في فهم القرآن ودلالاته وإيحاءاته بالمقارنات والتحليلات، وفق ضوابط التعامل العلمي مع النصوص. واتساع الوعي وعمقه في فهم آفاق القرآن وأغواره قابلٌ للتطور والاغتناء.

وهذا الكتاب محاولة من محاولات الفهم والتدقيق في مرحلة من مراحل تطور الفكر البشري، فإن أصاب الواقع فبفضل الله تعالى وهدايته.. وإن أخطأ أحياناً أو قصُر عن الإمساك بكامل الحقيقة في بعض المواقع فهو من القصور البشري.. وحسبنا النية الصادقة واستفراغ الوسع لتحرِّي الحق في استكناه الأمور وهو تعالى من وراء القصد".

[FONT=MCS Taybah S_U normal.]أولوية تفسير أهل البيت هو الأهم عنده[FONT=MCS Taybah S_U normal.]:[/FONT][/FONT]

"لقد رصدنا في هذا التفسير اتجاهات إسلامية عديدة في فهم القرآن، وقارنَّا وحللنا بين مدارس إسلامية مختلفة في بعض الأحيان حين تستدعي الضرورة. وفي حال الاختلاف جعلنا الأولوية في الاتجاه لفهم أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم، لما ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنَّه قرن بين القرآن والعترة أهل بيته: ((إنِّي مخلِّف فيكم الثَّقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي، ما إن تمسَّكتم بهما لن تضلّوا بعدي أبداً، وإنَّهما لن يفترقا حتى يردا عليَّ (أو على) الحوض يوم القيامة!!)). (المجلسي / محمد باقر / بحار الأنوار / 5: 68). راجع (عترة) و(بيت) و(ثقل) و(نهج) في هذا القاموس.

ولتوضيح وتمديد الرؤية للمفاهيم القرآنية لا بدّ من الاستفادة من السنّة النبوية الشريفة وأحاديث وأخبار الإمام علي وأئمة أهل بيت النبي الأطهار، لاطلاعهم العميق على المفاهيم الإسلامية كما كان يفهمها ويتعامل معها النبي الأعظم صلى الله عليه وسلم، ولقربهم من الظاهرة الإسلامية ووضوحها لديهم، لأنَّهم كانوا ألصق بحياة النبي صلى الله عليه وسلم الداخلية وشؤونه الخاصة، وبحياته الخارجية مع الناس، فتمثلوا الظاهرة الإسلامية تمثّلاً كاملاً، ونقلوها في بيوتهم من خلال التربية والتعليم والسلوك العملي إلى ذريّتهم، فتحققت جيّداً في أئمّة أهل البيت الأثني عشر جيلاً بعد جيل.

لذلك ندرج نحن هنا ما تيسَّر من السنّة النبوية وأخبار أهل البيت حول المفاهيم القرآنية التي نتطرَّق إليها، وقد ندرج قصة تاريخية أو رمزية أو أبياتاً من الشعر أو حكمة لتوضيح المفهوم أكثر أو للتعليق عليه".

[FONT=MCS Taybah S_U normal.]ترتيب القاموس واستعماله:[/FONT]

وضعنا كلمات هذا القاموس على ترتيب الأحرف الهجائية وفق مصدر الكلمة وجذرها، وليس على أساس الزيادات وفق شكل كتابتها كما في القواميس الحديثة؛ فإنَّ طريقة القواميس الحديثة وإن كانت مفيدة حقّاً، خصوصاً للمبتدئين في اللغة، أو لمن غمَّ عليه تحديد مصدر الكلمة وجذرها، فإنَّها ليست فعّالة على مستوى الرؤية الكلية، ورصد المفاهيم وفروعها وتفاصيلها معاً في مكان واحد، بالإضافة إلى أنَّها تفوّت على الباحث أحياناً رصد المفاهيم المقتربة من المفهوم الأصلي أو المتصلة به وهي تتركب وتتنوّع بالأحرف المزيدة؛ بينما المطلوب وضع اليد في موقع كلّ مفهوم وليس في مواقع مشتتة على حركة ذلك المفهوم واشتقاقاته وتحوّلاته وسَيَلانه في الآيات بأشكال مختلفة، وهذا لا يتسنّى أحياناً إلاَّ على أساس مصدر الكلمة وجذرها.

أجل: اضطررنا في أسماء السور إلى إبقائها كما هي لأنَّها أشبه بأسماء الأعلام، فأدرجنا اسم سورة (الأحزاب) في الألف وليس في الحاء، وسورة (المؤمنون) في الميم وليس في الألف، وهكذا في الباقي.

أمَّا الكلمات المضافة في هذا القاموس فقد اخترنا منها أشهر الكلمتين أو أهمَّهما في الإضافة، وجعلناها هي مادة المفهوم كما في (بني إسرائيل) وضعت في مادة (أسر) و(ابن السبيل) وضعت في مادة (سبل) و(أولي الأمر) وضعت في (أمر) و(أهل الكتاب) وضعت في (كتب) كمفهوم تفصيلي، لكننا تعاملنا معها في مادة (أهل) لاستكمال الترابط الموضوعي في هذه المادة. وهكذا أخذنا من الكلمتين المضافتين محورهما المشهور أو لاحظنا أهمية المحور الذي شيدت عليه الإضافة.

ومع تساوي الأهمية بين الكلمتين في الإضافة أو اختلاف جهات الترجيح بين المضافين، كما في كلمة (أهل البيت)، فقد اخترنا إحدى الكلمتين مادة للمفهوم استمزاجاً، ولكنَّا ذكرنا الكلمة الثانية في مادتها مع الإِحالة إلى الأولى، ففي (أهل) أحلنا القارئ إلى (بيت) لمعرفة مفهوم (أهل البيت)، وفي (رب العالمين) أحلنا القارئ في مادة (علم) إلى مادة (رب) على عكس الأولى.

أما أسماء الأعلام كـ(إبراهيم) فقد أبقيناها كما هي، بينما أدرجنا كلمة (إبليس) في (بلس) لوجود معنى للكلمة في أصل اللغة العربية.

وعلى كلٍّ فقد أحلنا المُراجع من مفردة إلى أخرى عند الالتباس لتسهيل وصوله إلى المفهوم.

وإذا لم يجد القارئ مفهوماً في حرفٍ فليراجع مرادفه في حرفٍ آخر.

هذا وقد سجلنا في هذه المجلّد المنقح والمزيد، وهو الطبعة الثانية، اسم السورة ثم رقمها والآية فرقمها لمعرفة موقع السورة والآية من الكتاب الكريم، إضافة إلى تقديم آية البحث بـ(قال تعالى) واستهلال كل البحوث بآية أو أكثر من الآيات الدالّة على فحوى المفهوم أو جوّه العام، ورُتّبت الإحالات هجائياً لتسهل مراجعتها، هذا فضلاً عن إثراء بعض المفاهيم بمادة وأيات تتناسب معها، والله تعالى ولي التوفيق وعلى الله قصد السبيل.


توضيحات حول هذا القاموس

يقول مؤلف الكتاب:

ـ سجلنا اسم السورة أولاً ثم رقمها، ثم الآية فرقمها.
ـ اعتبرنا الألف الممدودة في مثل (آل) ألِفاً واحدة.
ـ سجلنا أسماء الأعلام التي لا معاني لها في العربية كما هي، فوضعنا (إبراهيم) في الألف وليس في الباء كما في (برهم)، بينما أحلنا ما له معنى إلى مصدره كـ(محمد) في (حمد).
ـ اعتبرنا أسماء السور كأسماء الأعلام كما هي بزياداتها.
ـ درسنا العديد من التفاصيل في الموضوع الواحد تحت أسمائها هي. مثلاً لم ندرس سيرة (اسماعيل) و(إسحاق) تحت عنوان أبيهما (إبراهيم) مع الترابط الشديد بين سِيَرِهم المباركة، وإنَّما أفردنا لكلٍ منهم عنوانه باسمه الخاص، وأشرنا إلى الحوادث المشتركة في سيرة كلِّ واحد منهم عند الحاجة.
ـ أدرجنا العطف قبل استكمال الإضافة أحياناً كثيرة توخياً للاختصار، كقولنا (هذا منهج وخط أهل البيت (ع)) وليس (هذا منهج أهل البيت وخطهم) وإن كان في ذلك شائبة إعراب.
ـ اخترنا من المضافَين ما هو الأساس والأصل، وأحلنا القرّاء في المضاف الآخر إلى الثاني، فدرسنا مفهوم (أهل البيت) في (بيت) لأنَّ البيت هو الأساس وأحلنا القرّاء في (أهل) إلى (بيت)، وجعلنا العكس تماماً في مفهوم (ربّ العالمين) لأنّ الربّ هو الأساس.
ـ اختصرنا كلمة الإحالة من مفهوم إلى مفهوم برمز (را.) ومعناه راجع، أو راجعي الخ...
ـ أدرجنا في آخر المجلد الأول أسماء المصادر، وأماكن وأرقام طبعاتها لتسهيل الرجوع إليها في وقت مبكر قبل استكمال طبع باقي مجلدات الكتاب.

[/FONT]
[/FONT][/align]

[/FONT][/align]

منقول عن موقع المؤلف: الشيخ عبداللطيف بري -بتصرف واختصار-
 
جزيتم كل خير أخي الفاضل...أشكر نقلك واختصارك لتقديم المؤلف
كنت قد اطلعت على الكتاب وتقديم المؤلف عنه وأردت أن أرى رؤية محايدة للعلماء والباحثين أو بعضهم حول قيمة الكتاب لأنه وكما تعلم فقد يقدم الكاتب لمنهجية كتابه ويسهب في الحديث عن مزاياه ،فإن حكمت على الكتاب من خلال رؤية المؤلف فربما رفعت شأن الكتاب خاصة وأنه ليس بين يدي ،ولم اجد أمثلة منه -لحداثته كما يبدو- وهو في 42 جزء فهل هو فعلاً بقيمة عالية كما نلمح من تقديم مؤلفه له، وهل هو مثال للتفسير الموضوعي ، ولم أردف في العنوان التحليلي المقارن، كل هذه كانت أسئلتي وإن كنت أشكر لك اهتمامكم الطيب وتفاعلكم وقد كان من تعاون بعض الأخوة في وصولي للكتب في لبنان أطيب الأثر في نفسي وهذا أمرٌ أحمده لديكم فجزيتم كل خير؟!
 
الكتاب كما تفضلتم يندرج في سلسلة عناية الشيعة بالتفسير الموضوعي ابتداء بـ(المدرسة القرآنية) لمحمد باقر الصدر ومن تبعه كسميح عاطف الزين والمؤلف هنا وغيرهم كثير.

وأنا لم أطلع على الكتاب، لكني أود تسجيل خاطرة لا أرغب بتفويتها وهي أن التنظير الذي نشهده في مثل هذا المؤلفات هو نتيجة واضحة للضعف الشديد والخطأ البين في منهج التلقي لدى هؤلاء، فحين يغمض الباحث عينه عن السنة وآثار الصحابة ومن تبعهم بإحسان فالنتيجة الحتمية هي استبدال هذا التراث الثريّ باجتهادات فردية لا خطام لها ولا زمام.
إن العقل لا يمكنه الانفراد بالتفكير والاستنباط إلا إذا اعتمد الأصول والمصادر التي اعتمدتها الأمة في تراثها العريق، فالسائر وحده تائه وإن اعتقد أنه على صواب، والانطلاق في التفكير والتجديد إنما يكون بالبناء على ما سبق لا بالتخلي عنه، وهل يقوم بناء بغير أساس؟
وهذا ما يفسر لنا الدعاوى العريضة التي تزخر بها أمثال هذه المؤلفات من التجديد وإعمال العقل، فهي في ظاهرها برّاقة يطلبها كل باحث ولا شك، لكن باطنها يكشف عن هشاشة لا تقيم حقا ولا تبني علما ..
والله المستعان.
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد
فإن جزئية الاهتمام الشيعي بالتفسير الموضوعي بيّنة والأمثلة التي ذكرتها أخي تدخل حتماً في هذا الباب
المفسّر الشيعي يخضع في تفسيره ودراسته للنصوص الشرعية لجملة أصول معروفة عندهم -مختلفة عما هو عندنا -لذلك فهو يستخدمها حتى في التفسير الموضوعي الذي لم يُتّفق على الكثير من جزئياته بعد ..
ونحن بحاجة لدراسة التنظير والتطبيق عندهم ومقارنته بما عندنا، مع الإشارة إلى أن لديهم من التنظير ما يستحق أن نقف عنده، ولديهم أعمال ينبغي أن تدرس بموضوعية وإن كنّا نؤكد على ما قاله أحدهم_المفسر الشيعي ، شيعي أولاً فهل هذا ينطبق على التنظير عندهم كما ينطبق على التفسير؟ هذا يحتاج لدراسة معمّقة موضوعية كما سبق وأسلفت..
هذا رد في عجالة أعلم أنه بحاجة للتوضيح في بعض مفاصله..
ولكم الشكر الجزيل لاهتمامكم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ولكم الشكر والسلام
 
إن الكاتب سلك في كتابه بالنسبة للأقوال أنه اعتمد على أقوال الأئمة عندهم، وفي هذا المضمار قال: "ولتوضيح وتمديد الرؤية للمفاهيم القرآنية لا بدّ من الاستفادة من السنّة النبوية الشريفة وأحاديث وأخبار الإمام علي وأئمة أهل بيت النبي الأطهار، لاطلاعهم العميق على المفاهيم الإسلامية كما كان يفهمها ويتعامل معها النبي الأعظم صلى الله عليه وسلم، ولقربهم من الظاهرة الإسلامية ووضوحها لديهم، لأنَّهم كانوا ألصق بحياة النبي صلى الله عليه وسلم الداخلية وشؤونه الخاصة، وبحياته الخارجية مع الناس، فتمثلوا الظاهرة الإسلامية تمثّلاً كاملاً، ونقلوها في بيوتهم من خلال التربية والتعليم والسلوك العملي إلى ذريّتهم، فتحققت جيّداً في أئمّة أهل البيت الأثني عشر جيلاً بعد جيل".

والروايات عند الشيعة كما هو معروف لا تندرج في الحكم عليها ضمن قواعد واضحة، كما عند أهل السنة والجماعة، حيث أنّ الروايات عندنا تخضع لعلوم مصطلح الحديث وعلم الرجال وغيرها من علوم الحديث، وبالتالي فإنه يحكم على بالصحة والضعف ضمن هذا العلم...

وعليه فقد تفسر بعض الآيات عندهم بروايات قد تكون ضعيفة، أو موضوعة ومكذوبة...

كما أنه قد يستخدم فهمه الشخصي للآيات، ويقول في هذا: "في هذه المساحة المهمّة والحسّاسة يحتكُّ الإنسان بالنص الإلهي وبالمقدّس، ويدخل على خط القرآن، ويصبح الإنسان والعقل البشري جزءاً من القرآن والدين! ويكون القرآن إنسانياً بقدر ما هو إلهي! ويصبح الامتداد القرآني من مقولة الله والإنسان في نفس الوقت!
لأنَّ الله يتكلَّم والإنسان يفسِّر، فالإنسان أيضاً يتكلَّم ولكن باسم الله، وبإذن من الله، حين أمره بتدبُّر آياته، ووضع له أصولاً وإمارات وعلامات؛ وهنا يقترب الإنسان من الله في كلماته!
"


وعليه فإنه يلجأ إلى التفسير بالرأي وهذا تكلم فيه العلماء عندنا، ويرجع إليه في مظانه...

وعليه فعلى القارئ في هذا الكتاب أن يكون حذرًا مما قد يوجد فيه من روايات ضعيفة ومكذوبة ومن ضلالات قد تنتج عن فهم خاطئ للآيات بناءً على الخلل العقائدي وربما الفكري الموجود عند الشيعة.. والله تعالى أعلم
 
عودة
أعلى