قال بل سولت لكم أنفسكم أمرا

إنضم
18/05/2011
المشاركات
1,237
مستوى التفاعل
1
النقاط
38
( قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنفُسُكُمْ أَمْرًا فَصَبْرٌ جَمِيلٌ عَسَى اللهُ أَن يَأْتِيَنِي بِهِمْ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ )
ماوجه قول يعقوب عليه السلام لأبنائه : بل سولت لكم إنفسكم أمرا ، وقد كانوا صادقين في روايتهم لما شاهدوا وتشهد لهم العير التي جاءوا فيها؟
 
لم يصدقهم ، لان يعقوب عليه السلام قال القول نفسه عندما أخبروه (كذبا ) بما حدث ليوسف عليه السلام في بداية السورة ، وقوله تعالى ({ وَجَاءُوا عَلَى قَمِيصِهِ بِدَمٍ كَذِبٍ قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ أَمْرًا فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ } (سورة يوسف 18)

والله اعلم
 
أخي عمر بارك الله فيكم
وجه قول يعقوب عليه السلام ( بل سولت لكم أنفسكم أمرا ) في المرة الأولى بين وواضح من السياق ، فهل وجه قوله عليه السلام ذلك في المرة الثانية واضح عندك؟ وقد صدقوه القول في المرة الثانية!
جزاك الله خيرا.
 
أقصد أن يعقوب عليه السلام قد لا يصدقهم في المرة الثانية لأنه عليه السلام - بطبع البشر- لا يعلم الغيب إلا ما نبأه به ربه ولكن بعيد أن يتهمهم في المرة الثانية والحال أنهم صدقوه القول حينها ، فكان وجه قوله ذلك في المرة الأولى موافقا للحال وقد يكون مشمولا بقوله ( قال ألم أقل لكم إني أعلم من الله مالا تعلمون ) لكن قوله ( بل سولت لكم أنفسكم ..) في المرة الثانية يشكل ، إلا أن يكون هناك مقدر محذوف ، أي : قال بل سولت لكم أنفسكم أمرا في شأن يوسف فكيف أصدقكم في شأن بنيامين ؟!
ولذا طرحت الإستشكال للنقاش .
والله تعالى أعلم بمراده.
 
قصة يوسف عليه السلام تقدم للقارئ دروسا أخلاقية وإيمانية وتربوية عظيمة، من هذه الدروس موضوع مذمة الكذب وكيف أن الكاذب ولو لمرة واحدة يعد في زمرة الكذابين فلا يؤخذ كلامه ، فيما بعد، على محمل الصدق ولو جاء بالصدق.
إخوة يوسف كذبوا على أبيهم في المرة الأولى فأصبحوا من الكاذبين، والكذاب لا يصدقه الآخرون و لا يأخذون بما يقول، وإن كان هناك شواهد على صدقه، ولذلك لم يشفع لأخوة يوسف قولهم ( واسأل القرية التي كنا فيها والعير التي أقبلنا فيها وإنا لصادقون)؛ ولذلك حمل أبوهم يعقوب كلامهم على محمل الكذب فكرر قوله لهم ( بل سولت لكم أنفسكم أمرا..).
وفي هذا درس أخلاقي وإيماني وتربوي عظيم.
والله تعالى أعلم.
 
جميل ما تفضلت به أخي عبدالرحمن ..
لكن الإشكال الحادث - عندي - أن قول يعقوب عليه السلام ذلك في المرة الثانية تهمة لأبنائه بلا دليل ، بل الحال لا يصدق التهمة ، وليس ذلك مما يليق بمقام النبوة ، والله تعالى أعلم .
 
جميل ما تفضلت به أخي عبدالرحمن ..
لكن الإشكال الحادث - عندي - أن قول يعقوب عليه السلام ذلك في المرة الثانية تهمة لأبنائه بلا دليل ، بل الحال لا يصدق التهمة ، وليس ذلك مما يليق بمقام النبوة ، والله تعالى أعلم .

يخالط صدقهم الكذب ، تامل قوله تعالى ({ ارْجِعُوا إِلَى أَبِيكُمْ فَقُولُوا يَا أَبَانَا إِنَّ ابْنَكَ سَرَقَ وَمَا شَهِدْنَا إِلَّا بِمَا عَلِمْنَا وَمَا كُنَّا لِلْغَيْبِ حَافِظِينَ (81) } ، ولكنهم هناك في مصر وعند يوسف عليه السلام قد شهدوا بما لم يعلموا وظهرت منهم قسوة ظاهرة تجاه يوسف عليه السلام وأخوه ، ما كانت تخفى على يعقوب عليه السلام ، وقوله تعالى ({ قَالُوا إِنْ يَسْرِقْ فَقَدْ سَرَقَ أَخٌ لَهُ مِنْ قَبْلُ فَأَسَرَّهَا يُوسُفُ فِي نَفْسِهِ وَلَمْ يُبْدِهَا لَهُمْ قَالَ أَنْتُمْ شَرٌّ مَكَانًا وَاللهُ أَعْلَمُ بِمَا تَصِفُونَ (77) } (سورة يوسف) . وملاحظة ماذكره الاخ عبد الرحمن النور في المشاركة الخامسة

والله اعلم
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اسمحوا لي أن أدلي بدلوي

إن مبادرة يعقوب السلام برمي أبنائه بالكذب ذلك أنهم عنده كانوا مظنة الكذب ؛ وذلك بما تقدم من قبيح صنعهم بيوسف عليه السلام ، ووقوف يعقوب عليه السلام على كذبهم الفاضح بدليلهم الفاضح.
وصدق القائل: [FONT=&quot]" [/FONT][FONT=&quot]من عُرِف بالصدق قُبِلَ كذبه، ومن عُرِف بالكذب لم يُقْبَل صدقه[/FONT][FONT=&quot]"[/FONT]

لكننا نستطيع أن نتبين أن يعقوب عليه السلام بعد أن استقر به الأمر ، علم أن أبناءه صادقون ، ويظهر ذلك في قوله لهم :{يَابَنِيَّ اذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِنْ يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلَا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ}.

هذا والله أعلم
 
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته

معنى سوّلت لكم أنفسكم أمرا زينته لكم رغم قبحه وليس المقصود بالضرورة بذلك الأمر فعل الكذب، فقول يوسف عليه السلام لأخيه:

(( فلا تبتئس بما كانوا يعملون ))

يدل على أن أنفسهم كانت تطاوعهم وتسوّل لهم أذية أخاهم بنيامين من قبل، حتى أنهم لما اتُّهِم بالسرقة وجدوا في أنفسهم ما يحملهم على الشك فيه وفي أمانته، فقالوا وقد بدت الضغينة على أفواههم :

(( إن يسرق فقد سرق أخ له من قبل ))

ولعل هذا الذي لامهم عليه سيدنا يعقوب عليه السلام بقوله ((سوّلت لكم أنفسكم أمرا )) فهم يطاوعون أنفسهم في الأمور القبيحة وقد أعمتهم الغيرة عن رؤية قبحها، والإقبال عليها.

ولأن سيدنا يعقوب عليه السلام نبي وقد قال فيه المولى عز وجل :

(( وإنه لذو علم لما علمناه))

فقد كان مطلعا على خبايا النفوس خبيرا بأمراضها، وكان يعلم أن أبناءه وإن تحروا الصدق فيما قالوه عن أخيهم بنيامين لم يكونوا ليأتوا به على وجهه الصحيح، ذلك أن ما يحملونه من ضغائن وأحقاد تجاه أخيهم كان يدفعهم إلى تأويل ما حدث له وفق ما يروق لأنفسهم ويطيب لها، وذلك يناقض قول الحقيقة.

والله أعلم
 
عودة
أعلى