قال المتحدث : الله لا يغضب !!

القندهاري

New member
إنضم
21/03/2006
المشاركات
33
مستوى التفاعل
0
النقاط
6
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وأصحابه
وبعد ...
فقد كنت اليوم قبل الفطور جالسا عند والدتي حفظها الله فشاهدت على التلفاز أحد المشائخ وهو دكتور وكان له برنامج على قناة الكويت فلفت نظري تأويله لقوله تعالى ((( فَلَمَّا آسَفُونَا انْتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ أَجْمَعِينَ ))) بأنه ليس المقصود غضب الله وقال كيف يغضب الله وإنما المقصود هو غضب أولياءه فالله كما يقول الدكتور نسب غضب أولياءه إليه ولا شك أن هذا تأويل لكلام الله بغير دليل وهو تحريف لمراد الله وهو وإن كان نقله القرطبي في تفسيره فإنما ساقه بقوله وقيل ولاشك أن ما عليه الصحابة والتابعين رحمهم الله هو القول بظاهر الأية كما نقل الطبري ذلك عن بن عباس وقتادة ومجاهد رحمهم الله لذا أردت أن أنبه على ذلك ولعل الإخوان لا يحرمونا من التعليق وفق الله الجميع لما يحب ويرضى .
 
المهم أن قوله تعالى :"فلما آسفونا انتقمنا منهم" المقصود بها هو غضب الله تعالى ، وصفة الغضب ثابتة له سبحانه وتأويلها بغضب أوليائه ونحو ذلك كتأويل بقية الصفات ولا فرق .
وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه.
 
نعم صدقت أخي إبراهيم والله المستعان
 
قال تعالى:
(وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا) النساء (93)
(قُلْ هَلْ أُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ ذَلِكَ مَثُوبَةً عِنْدَ اللَّهِ مَنْ لَعَنَهُ اللَّهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ أُولَئِكَ شَرٌّ مَكَانًا وَأَضَلُّ عَنْ سَوَاءِ السَّبِيلِ ) المائدة(60)
(وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكَاتِ الظَّانِّينَ بِاللَّهِ ظَنَّ السَّوْءِ عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَلَعَنَهُمْ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا ) الفتح(6)
الله يغضب ـ ونعوذ برضاه من غضبه ـ وغضبه ليس كغضب أحد من خلقه " ليس كمثله شيء وهو السميع البصير".
وفي الحديث يقول آدم ونوح وإبراهيم وموسى وعيسى عليهم السلام جميعا:
" فَيَقُولُ رَبِّي غَضِبَ غَضَبًا لَمْ يَغْضَبْ قَبْلَهُ مِثْلَهُ وَلَا يَغْضَبُ بَعْدَهُ مِثْلَهُ" من حديث الشفاعة في الصحيح عن أبي هريرة
وفي السنة شواهد غير هذا
اللهم إنا نسألك رضاك والجنة ونعوذ بك من سخطك والنار
اللهم صل وسلم وبارك على عبدك ورسولك محمد
 
أحسنت أخي أبو سعد الغامدي

وهذا كلام جميل للشيخ محمد حسن عبد الغفار في شرحة للمعة الإعتقاد نقلته للفائدة

إثبات صفة الغضب لله تعالى
الصفة السابعة: صفة الغضب، وصفة الغضب ثابتة لله بالكتاب وبالسنة وإجماع أهل السنة. قال الله تعالى: وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ [النساء:93]، أي: الذي قتل مؤمناً متعمداً. وقال جل في علاه: وَالْخَامِسَةَ أَنَّ غَضَبَ اللَّهِ عَلَيْهَا [النور:9]. أيضاً ثبتت صفة الغضب لله في السنة: فقد جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم: (أنه كان يدعو ويقول: وأعوذ برضاك من سخطك)، فهذا دليل على إثبات هذه الصفة. ومن السنة أيضاً: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إن كتب الله كتاباً فهو عنده فوق عرشه: إن رحمتي سبقت غضبي)، وفي هذا أيضاً إثبات لهذه الصفة. ووجه إثبات هذه الصفة لله: أن إضافتها لله جل في علاه إضافة معنى، فهي إضافة صفة لموصوف، وقد ثبتت لله بالكتاب والسنة، ونحن نؤمن بها كما آمنا بصفة الحب لله، وكما آمنا بصفة الرضا نؤمن بصفة الغضب، وهذه الصفة من الصفات الفعلية التي تتجدد وتتعلق بالمشيئة، والدليل على ذلك ما جاء في الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم: أن كل نبي كان يقول: (إن ربي غضب اليوم غضباً لم يغضب قبله مثله، ولن يغضب بعده مثله)، فهذا فيه دلالة على أن الله غَضِبَ يوم القيامة، وأن الله يغضب على الكافرين، ويغضب على الفسقة والفجرة، إذاً: فالله قد يغضب ثم يرضى، يغضب على من فعل المعصية، ثم يرضى عنه إذا تاب وأناب وآب إلى ربه جل في علاه.......

أثر الإيمان بصفة الغضب لله تعالى
إذاً: هذه صفة فعلية ثبتت لله بالكتاب وبالسنة، فنحن نثبتها لله بالكتاب والسنة وإجماع أهل السنة، وإن العبد المتعبد لله المعتقد في الله اعتقاداً صحيحاً سديداً يعلم أن ربه يغضب، فيتجنب الأسباب التي تستجلب غضب الله، وإذا وقع في الأسباب التي تستلزم غضب الله فإنه يرجع ويتوب حتى لا يغضب الله عليه. ومن الأسباب التي تستجلب غضب الله: المعاصي، والشرك والكفر، فالمؤمن ينأى بنفسه عن الشرك والكفر، وينأى بنفسه عن الشرك الأصغر كما ينأى بنفسه عن الشرك الأكبر، وينأى بنفسه عن الكفر الأصغر كما ينأى بنفسه عن الكفر الأكبر، وينأى بنفسه عن المعاصي، فإن الله يغضب على صاحب المعاصي، وينأى بنفسه عن الظلم، فإن الظلم ظلمات يوم القيامة ويستجلب غضب الله، فينأى المؤمن عن ذلك كله. إذاً: فلابد على المرء أن يبعد نفسه عن الأسباب التي تستجلب غضب الله، ومنها: الظلم والمعصية والكفر والشرك والتسخط على أقدار الله، فإن النبي صلى الله عليه وسلم بين أن من ابتلاه الله بلاءً فرضي فله الرضا، ومن لم يرض فله السخط وله الغضب، والمؤمن يرضى ببلاء الله جل في علاه حتى يرضى الله عنه. وعلى المؤمن أن يستجلب رضا الله بعيداً عن غضب الله جل في علاه، وينأى بنفسه عن غضب الله جل في علاه من كل المعاصي، ومن كل الأسباب التي تودي به إلى غضب الله؛ لأن الله إذا غضب على عبد انتقم منه، وإذا انتقم من عبد فإن انتقام المتجبر لا راد له، وإن الله يملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته. وهذه الصفة التي ثبتت لله بالكتاب والسنة نثبتها لله بلا كيف نعلمه، لكن لها كيفية عند الله، وبلا تشبيه، وبلا تمثيل. والغضب في اللغة معلوم، والكيف مجهول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة، فالسؤال عن كيفية الغضب بدعة.

الرد على المخالفين في صفة الغضب
لابد من الرد على كلام المبتدعة الذين يقولون بتأويل هذه الصفة، فيؤولون صفة الغضب بالانتقام، وهم الأشاعرة يقولون: إننا نثبت ولا ننفي ولا نشبه، لكننا نقول: غضب الله معناه: انتقام الله، والله يقول: إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ ذُو انتِقَامٍ [إبراهيم:47]. فقنول لهم: إنه لم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه فسر الغضب بالانتقام. ونقول لهم: أنتم بتأويلكم هذا قد خالفتم ظاهر الكتاب، فقد قال الله: وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ [النساء:93]، ولم يقل: انتقم منه، فخالفتم ظاهر القرآن، وخالفتم أيضاً ظاهر السنة، وخالفتم إجماع الصحابة. وكذلك نقول: إن لهذا التأويل لوازم باطلة، فأنتم الآن تقدحون في بيان النبي وتبليغه، وهذا لازم لقولكم بتأويل لم يقله رسول الله صلى الله عليه وسلم. ثم إن الله تعالى قد غاير بين الغضب وبين الانتقام في كتابه فقال تعالى: فَلَمَّا آسَفُونَا انتَقَمْنَا مِنْهُمْ [الزخرف:55]، ومعنى: (فلما آسفونا): أغضبونا، فيكون المعنى: فلما أغضبونا انتقمنا منهم، ثم نقول: الانتقام هو لازم للغضب، فإن الله إذا غضب على عبد انتقم منه، فأنتم أولتم الصفة بلازمها، ونحن نثبت الصفة ونثبت لازم الصفة.
 
عودة
أعلى