قال الشيخ المبارك / صالح بن عواد المغامسي
وفقه الله تعالى في محاضرة له بعنوان :
( ختامه مسك ) :
وفقه الله تعالى في محاضرة له بعنوان :
( ختامه مسك ) :
( جمع الله في كتابه ، وعلى لسان رسوله بين الإيمان والعمل الصالح ، فالأعمال الصالحة ينجم عنها أثر في القلب ، وزيادة في الإيمان .
قال صلى الله عليه وسلم : ( من أصبح اليوم منكم صائما ؟...قال أبو بكرٍ : أنا ... قال : من أطعم اليوم منكم مسكينا ؟ ..قال أبو بكرٍ : انا ...قال : من عاد منكم اليوم مريضا ؟.... قال أبو بكرٍ : أنا ...قال من تبع اليوم منكم جنازة ؟...قال أبو بكرٍ : انا .... قال : ما اجتمعنّ في إمرءٍ إلا دخل الجنة ) .
فهذه تقوي الإيمان في القلب ، لكن كما قلت ؛ يوجد تلازم عظيم مابين الإيمان ومابين العمل الصالح ... لإن الإنسان إذا زاد الإيمان في قلبه انعكس ذلك على جوارحه ، فسعى في فعل الخيرات من إقامة الصلوات ، وإيتاء الزكوات ، وغير ذلك من الأعمال كلها .
لكن الناس من مشكلاتهم المعاصرة ..أنهم يُعنون بأمور ويتركون أموراً أخر .. ولايوجد واعظ من المرء على نفسه ؛ يتكل الإنسان على منصبه الديني ، أو على نظرة الناس إليه ، أو على زهده .
فأما الإتكال على المنصب الديني ؛ يقول : أنا ولله الحمد إمام مسجد أو محاضر أو رجل علم فيتكلّ على هذه الأمور دون أن يعظ نفسه ويكون رقيبا عليها ، أو أنه عياذاً بالله يقول أنا لست مصنفاً أصلاً في سياق أهل الإلتزام وليس مطلوبا مني أن يكون لدي عمل صالح ، ولا ينظر الناس إليّ على أني قدوه ، وهذا كله لا يعفيك ؛ لإن المسؤليه يوم القيامة مسؤليه فرديه ، قال الله جل وعلا : ( وكلهم آتيه يوم القيامة فردا ) .
لكنني أقول دائماً هذا ماقاله الله في كلامه :
أن كل معصية ، وكل قسوة ، وكل ضعف في الإيمان ناجم عن ضعف العلم بالرب تبارك وتعالى .
وهذه والله من فرائد العلم تُكتب بماء العينين لا بماء الحبر
الله جل وعلا قال في الحديد : ( وأنزلنا الحديد فيه بأسٌ شديد ) فالله الذي خلق الحديد قال : أن فيه بأس شديد ، وقال عن الحديد الذي قال عنه : ( فيه بأس شديد ) ... قال عن داوود عليه السلام : ( وألنا له الحديد ) .
وذكر الله الحجارة وقسوتها ..... لكنه لم يذكر جل وعلا أنه ألان الحجارة لإحد ، - إلى الآن هذا علم نظري - لكنه أخبر أن هناك قلوبا أقسى من الحجارة ، هذه القلوب التي هي أقسى من الحجارة هي القلوب التي لاتعرف الله فمن كان لايعرف الله كان قلبه - عياذاً بالله - أقسى من الحجارة ولهذا فإن كل من عرف الله حق المعرفه لان قلبه ، وخشعت جوارحه ، واستكان لإمر ربه تبارك وتعالى ...رزقني الله وأياكم هذه المنزلة ) أ.هـ