قال ابن الجزري وقال ابن البواب

[كريم جبر منصور]

السلام عليكم / تقبل الله صيامكم وقيامكم:

جاء في التمهيد ابن الجزري رحمه الله تحقيق البواب ص162 في المد اللازم ذي التشديد:
((وأما التشديد فعلى قسمين لازم وعارض فمد اللازم واجب بلا خلاف نحو دابة و اتحآجوني و هاتين في مذهب المشدد ونحوه))

قال المحقق ابن البواب في الهامش:
(اما في هاتين فقد قرا ابن كثير بتشديد النون وفي هذه الحالة فان الاستشهاد بها هنا غير صحيح لكنه لو ذكر هذانّ اواللذانّ على قراءة ابن كثير في تشديد النون لصلح الاستشهاد)

ارى ان ابن الجزري رحمه الله ضرب امثلة في الالف والياء والواو وقيدها بقيد مذهب المشدد.
ولو استشهد بـ(هذان واللذان) لكرر الاستشهاد بمد الألف، فقد استشهد بـ(دآبّة) وهذا مالم يلتفت إليه المحقق.

التساؤل هو:

لماذا خطّأ ابن البواب ابن الجزري؟

هل لان الياء لينة في هاتين والمد فيها بين القصر والتوسط والاشباع بينما في الف هذان واللذان بالاشباع فقط؟

 

[محمد يحيى شريف]

لعلّ السبب في ذلك كون التمكين في {هتينّ} على قراءة المكي ليس بالواجب، لجواز قصره خلافاً لـــ {دآبة} وغيرها. لأنّه قال : { فمد اللازم واجب بلا خلاف نحو دابة و اتحآجوني و هاتين}، فلو اكتفى باللزوم دون الوجوب لكانت العبارة صحيحة. والخطأ يكمن في إطلاق لفظ الوجوب على {هاتينّ}، إذ من المعلوم أنّ المد الواجب هو المد الذي لا يجوز قصره كــ{السماء} و {لضآلّين} ونحوهما. وفي {هتينّ} على قراءة المكي جاز فيه القصر ،فخرج بذلك عن دائرة الوجوب إلى الجواز.
وهذه المسألة بالذات تجعلنا نستخلص أنّ اللزوم لا يعني الوجوب بالضرورة.
لذا فإنّي أصوّب ما ذكره المحقّق.
والعلم عند الله تعالى

 

[كريم جبر منصور]

أحسنت ، بورك فيك
وفي نفس الوقت ينقدح في ذهني أن أؤوّل نص بن الجزري رحمه الله ان اللزوم يكون عند من يوجب الاشباع دوماً ولا يجوّز غيره بخلاف من يوجب التوسط دوماً اوالقصر دوماً ولا يجوز غيره.
أي أن أصل الاختيار في هكذا مد في هاتين(وكالعارض) يُقرر من لحظة بدء الجلسة الاقرائية اي لا يبقى مخيراً في كل موضع يختار ما يشاء، لأنه ألزم نفسه باختياره.

فهل يحتمل النص ما أقول ؟

 

[عمرو الديب]

أظن أن النص لا يحتمل ذلك.
وأوافق المحقق/ ابن البواب وكذلك الشيخ/ محمد يحيى شريف فيما ذهبا من أن المثال لا يصح, وأكبر دليل على ذلك؛ أن ابن الجزري نفسه لما تكلم عن المد اللازم في النشر استبعد كلمة (هاتين) من الأمثلة فقال: "وأما الساكن، فإما أن يكون لازماً وإما أن يكون عارضاً وهو في قسميه إما مدغم ، أو غير مدغم؛ فالساكن اللازم المدغم نحو: (الضالين، دابة، الذكرين) عند من أبدل، (واللذان، وهذان) عند من شدد".
ومعلوم أن التمهيد ألفه ابن الجزري وعمره تقريبا 18 سنة أو أقل, والنشر متأخر؛ فالمعتمد المتأخر, والله أعلم.

 

[كريم جبر منصور]

أحسنت يا استاذ عمرو الديب
يجب ان نلتفت ان ابن الجزري ضرب الامثلة -في التمهيد- على الالف والواو والياء على التوالي، بينما كانت الامثلة عنده في النشر على الالف، وعنى بقوله من ابدل كلمة الذكرين فقط.
فأحتمل ان ابن الجزري اراد ذكر مثل للياء الممدودة ولم تتوفر لديه الا اللينة في هاتين عند من شدد.