قال إبليس:" و لا تجد أكثرهم شاكرين" كيف علم ذلك؟

إنضم
12/01/2013
المشاركات
701
مستوى التفاعل
21
النقاط
18
العمر
53
الإقامة
مراكش-المغرب
بسم1

قال إبليس:" و لا تجد أكثرهم شاكرين" كيف علم ذلك؟

قال تعالى حكاية عن إبليس اللعين:"قالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ (16) ثُمَّ لَآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ وَلَا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ (17)" الأعراف.
و أنا أقرأ في سورة الأعراف استوقفتني هذه الآية متسائلا: كيف علم عدو الله إبليس أن أكثر بني آدم لن يكونوا شاكرين، حيث قال:" و لا تجد أكثرهم شاكرين"، و هذا ما وقع فعلا و أخبر به ربنا جل في علاه بقوله:" و قليل من عبادي الشكور"، و قوله:" و إن أكثر الناس لفاسقون"...
- و لعل من الأجوبة ما يشير إليه حديث أنس رضي الله عنه مرفوعا:" لما صور الله تعالى آدم في الجنة تركه ما شاء الله أن يتركه فجعل إبليس يطيف به ينظر إليه فلما رآه أجوف عرف أنه خلق لا يتمالك" رواه الإمام مسلم و غيره.
و في رواية:" - " لما صور الله تبارك و تعالى آدم عليه السلام تركه ، فجعل إبليس يطوف به ينظر إليه ، فلما رآه أجوف ، قال : ظفرت به خلق لا يتمالك "- السلسلة الصحيحة:2158- .
قال الإمام النووي رحمه الله تعالى في شرحه:" قوله صلى الله عليه و سلم ( فلما رآه أجوف ) علم أنه خلق خلقا لا يتمالك، الأجوف صاحب الجوف وقيل هو الذي داخله خال، ومعنى لا يتمالك لا يملك نفسه ويحبسها عن الشهوات وقيل لا يملك دفع الوسواس عنه وقيل لا يملك نفسه عند الغضب والمراد جنس بني آدم"- شرح صحيح مسلم: ( باب خلق الإنسان خلقا لا يتمالك ).
فلعل ما رآه إبليس من صفة خلق آدم عليه السلام حيث خلق أجوفا و بالتالي فهو لا يتمالك- و المقصود بالطبع كما قال الإمام النووي جنس بني آدم-، هو الذي جعله يعلم أن أكثر بني آدم لن يتمالكوا أمام الشهوات و المغريات و يثقلوا على الطاعات و القربات، و بالتالي يقل شكرهم لله تعالى و يكثر كفرهم و فجورهم.
و هذه الحقيقة نجدها واضحة في أكثر من آية، من ذلك قول البارئ سبحانه:" و إن تطع أكثر من في الأرض يضلون عن سبيل الله"، و قوله :" قل سيروا في الأرض فانظروا كيف كان عاقبة الذين من قبل كان أكثرهم مشركين"- الروم:42-...
- و هناك جواب آخر ذكره بعض أهل العلم كالحافظ ابن كثير رحمه الله تعالى و غيره، و هو أن هذا القول من إبليس كان على وجه الظن لا اليقين، و شاء الله تعالى أن يصدق ظنه كما قال تعالى:" و لقد صدق عليهم إبليس ظنه فاتبعوه إلا فريقا من المؤمنين"سبأ:20.
قال الإمام الألوسي رحمه الله تعالى:" وإنما قال ذلك ظناً كما روي عن الحسن . وأبي مسلم لقوله تعالى : { وَلَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ } [ سبأ : 2 ] لما رأى أن للنفس تسع عشرة قوة الحواس الظاهرة والباطنة والشهوة والغضب والقوى السبع النباتية الجاذبة والماسكة والهاضمة والدافعة والغاذية والنامية والمولدة وإنها بأسرها تدعو النفس إلى عالم الجسم وأن ليس هناك ما يدعو إلى عالم الأرواح إلا قوة واحدة وهي العقل وما يصنع واحد مع متعدد « : أرى ألف بأن لا يقوم بهادم
فكيف ببان خلفه ألف هادم » اهـــ من روح المعاني.
- و من الأقوال في ذلك أيضا أنه رأى ذلك في اللوح المحفوظ، و قيل أنه سمعه من الملائكة، ذكرهما الإمام شهاب الدين الألوسي ونسب الثاني للجبائي المعتزلي...
و الله أعلم و أحكم.
 
الله خلق إبليس لغواية آدم ، وهذا من تقدير الله تعالى في الأزل قبل الخلق .
لذلك فإبليس عندما صرح بما صرح به ، ما كان ليفعل ذلك إلا لأنه يوافق المهارات التي يتمتع بها تجاه الإنسان . لذلك طلب من الله أن يرخص له في استخدام تلك المهارات كما طلب منه أن يمد في أجله حتى يتمكن من مسايرة الغواية حتى نهاية الإنسان فوق الأرض .
وإبليس يقر بأن الله خلقه لغواية البشر ويقسم بذلك : {قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ }[الأعراف:16]
أقسم بما جعله الله غاويا ، فالله الذي جعله غاويا ، وبالتالي فالغواية طبيعة تلقائية عنده ، سيطبقها في طريق الإنسان .
فالله أعطاه كل متطلبات الغواية : {وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِم بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ وَشَارِكْهُمْ فِي الأَمْوَالِ وَالأَوْلادِ وَعِدْهُمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلاَّ غُرُوراً }[الإسراء:64]
لذلك بجعله غاويا ، وإعطائه خصائص الغواية ، أعطاه الله الإذن باستخدامها ، فهو يحسن استخدامها ويعلم مدى نجاعتها في ممارستها مع الإنسان : {ثُمَّ لآتِيَنَّهُم مِّن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَن شَمَآئِلِهِمْ وَلاَ تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ }[الأعراف:17]

والله أعلم وأحكم
 
السلام عليكم
لعل قوله(ولا تجد اكثرهم شاكرين) هو بمعنى ان ابليس اعاذنا واعاذكم الله يقول::ساغويهم وساتيهم من كل جهة لدرجة انك لا تجد اكثرهم شاكرين....بمعنى انه حدد الهدف من مجهوده في الغواية وبمعنى ان ابليس يثق بنفسه ..او انه يعلم ان البشر عندهم الاختيار كما علمت الملائكة من قبل::(اتجعل فيها من يفسد فيها) اية سورة البقرة وهو نفس السوال ::كيف علمت الملائكة ان البشر سيفسدون في الارض ويسفكون الدماء ؟؟ الله اعلمهم ان ادم وذريته لديهم الاختيار بين الشر والخير
وقد يقال مالدليل ان الله اعلمهم ان البشر لديهم حرية الاختيار؟ الدليل قول الملائكة ان كل علم علموه فمنه سبحانه.
اذن ابليس الذي يعرف اصل خلقة البشر ويعرف انهم مختارون ويعرف هو قدرته في التخفي لانه من نار السموم فهو واثق من نجاحه في غواية اكثر البشر
 
بسم الله الرحمن الرحيم

الإخوة الأعزاء
وبعد:

إبليس والملائكة كانوا يعلمون أشياء كثيرة فالملائكة علمت عن آدم وذريته بأنهم سيفسدون في الأرض وكذلك إبليس كان يعلم أكثر وانظر إلى قوله: ( قال رب أنظرني إلى يوم يبعثون ) إذن فقد علم بأن هناك بعث وعلم أن سيكون لآدم ذرية وإنه سيغوي هذه الذرية وقال إلا عبادك منهم المخلصين ، أما كيف علم ذلك فقد تضاربت الأقوال في ذلك ولا أرى كثير فائدة في معرفة ذلك مع تقديري واحترامي لصاحب السؤال وشكرا .
 
عودة
أعلى