ذكر الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله في كتابه الرد على الزنادقة والجهمية في ثنايا حديثه ورده على شبه الجهمي قال :
اعلم أن الشيئين إذا اجتمعا في اسم يجمعهما فكان أحدهما أعلى من الآخر ثم جرى عليهما اسم مدح فكان أعلاهما أولى بالمدح وأغلب عليه وإن جرى عليهما اسم ذم أو اسمٌ دنيء فأدناهما أولى به .
ومن ذلك قول الله تبارك وتعالى في كتابه ( إن الله بالناس لرءوف رحيم ) و(عينا يشرب بها عباد الله ) فإذا اجتمعوا في اسم الإنسان واسم العباد فالمعني في قوله تعالى ( عينا يشرب بها عباد الله ) يعني الأبرار دون الفجار لقوله إذا انفرد الأبرار ( إن الأبرار لفي نعيم )وإذا انفرد الكفار ( وإن الفجار لفي جحيم )
وقوله ( إن الله بالناس لرءوف رحيم )فالمؤمن أولى به وإن اجتمعا في اسم الناس لأن المؤمن إذا انفرد أعطي المدحة لقوله تعالى ( وإن الله بكم لرءوف رحيم )( وكان بالمؤمنين رحيما ) وإذا انفرد الكفار جرى عليهم اسم الذم في قوله : ( ألا لعنة الله على الظالمين ) وقوله ( أن سخط الله عليهم وفي العذاب هم خالدون ) فهؤلاء لا يدخلون في الرحمة .
وفي قوله ( ولو بسط الله الرزق لعباده لبغوا في الأرض ) فاجتمع الكفار والمؤمنون في اسم العباد ,فالكفار أولى بالبغي من المؤمنين لأن المؤمنين انفردوا ومدحوا فيما بسط الله لهم من الرزق وهو قوله تعالى ( والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا ) وقوله ( ومما رزقناهم ينفقون )
وقد بسط الله الرزق لداود وسليمان بن داود عليهما السلام ولذي القرنين وأبي بكر وعمر وعثمان وعلي رضي الله عنهم ومن كان على مثالهم ممن بسط الله له فلم يبغ .
وإذا انفرد اسم الكافر وقع عليه اسم البغي في قوله لقارون ( إن قارون كان من قوم موسى فبغى عليهم )ونمرود بن كنعان حين آتاه الله الملك فحاج في ربه وفرعون حين قال موسى ( ربنا إنك ءاتيت فرعون وملأه زينة في الحياة الدنيا ) الآية .
فلما اجتمعوا في اسم واحد فجرى عليهم اسم البغي كان الكافر أولى به كما أن المؤمن أولى بالمدحة
ثم شرع في تطبيق هذه القاعدة على الشبهة التي أراد الرد عليها فرحمه الله رحمة واسعة , وفي الكتاب بالجملة فقه عجيب من الإمام لكتاب الله وتدبر عميق ظهرت ثمرته في رده على الجهمية وشبهاتهم ..
اعلم أن الشيئين إذا اجتمعا في اسم يجمعهما فكان أحدهما أعلى من الآخر ثم جرى عليهما اسم مدح فكان أعلاهما أولى بالمدح وأغلب عليه وإن جرى عليهما اسم ذم أو اسمٌ دنيء فأدناهما أولى به .
ومن ذلك قول الله تبارك وتعالى في كتابه ( إن الله بالناس لرءوف رحيم ) و(عينا يشرب بها عباد الله ) فإذا اجتمعوا في اسم الإنسان واسم العباد فالمعني في قوله تعالى ( عينا يشرب بها عباد الله ) يعني الأبرار دون الفجار لقوله إذا انفرد الأبرار ( إن الأبرار لفي نعيم )وإذا انفرد الكفار ( وإن الفجار لفي جحيم )
وقوله ( إن الله بالناس لرءوف رحيم )فالمؤمن أولى به وإن اجتمعا في اسم الناس لأن المؤمن إذا انفرد أعطي المدحة لقوله تعالى ( وإن الله بكم لرءوف رحيم )( وكان بالمؤمنين رحيما ) وإذا انفرد الكفار جرى عليهم اسم الذم في قوله : ( ألا لعنة الله على الظالمين ) وقوله ( أن سخط الله عليهم وفي العذاب هم خالدون ) فهؤلاء لا يدخلون في الرحمة .
وفي قوله ( ولو بسط الله الرزق لعباده لبغوا في الأرض ) فاجتمع الكفار والمؤمنون في اسم العباد ,فالكفار أولى بالبغي من المؤمنين لأن المؤمنين انفردوا ومدحوا فيما بسط الله لهم من الرزق وهو قوله تعالى ( والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا ) وقوله ( ومما رزقناهم ينفقون )
وقد بسط الله الرزق لداود وسليمان بن داود عليهما السلام ولذي القرنين وأبي بكر وعمر وعثمان وعلي رضي الله عنهم ومن كان على مثالهم ممن بسط الله له فلم يبغ .
وإذا انفرد اسم الكافر وقع عليه اسم البغي في قوله لقارون ( إن قارون كان من قوم موسى فبغى عليهم )ونمرود بن كنعان حين آتاه الله الملك فحاج في ربه وفرعون حين قال موسى ( ربنا إنك ءاتيت فرعون وملأه زينة في الحياة الدنيا ) الآية .
فلما اجتمعوا في اسم واحد فجرى عليهم اسم البغي كان الكافر أولى به كما أن المؤمن أولى بالمدحة
ثم شرع في تطبيق هذه القاعدة على الشبهة التي أراد الرد عليها فرحمه الله رحمة واسعة , وفي الكتاب بالجملة فقه عجيب من الإمام لكتاب الله وتدبر عميق ظهرت ثمرته في رده على الجهمية وشبهاتهم ..