قاعدة في الأسلوب القرآني

إنضم
16/11/2009
المشاركات
1,296
مستوى التفاعل
0
النقاط
36
العمر
73
الإقامة
تارودانت-المغرب
يقول تعالى : {وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ}[البقرة:45]
يقول الشعراوي –رحمه الله – (ت:1419هـ) : " { واستعينوا بالصبر والصلاة } الاستعانة بشيئين هما الصبر والصلاة . وكان سياق الآية يقتضي أن يقال : " وإنهما " لكن القرآن قال : " وإنها لكبيرة " فهل المقصود واحدة منهما . الصلاة فقط . أم الصبر ؟
نقول : إنه عندما يأتي أمران مْنْضَمَّانِ إلى بعضهما لا تستقيم الأمور إلا بهما معا يكونان علاجا واحدا .
واقرأ قوله تعالى : { يحلفون بالله لكم ليرضوكم والله ورسوله أحق أن يرضوه إن كانوا مؤمنين} [التوبة:62] . فقال يرضوه ولم يقل يرضوها . التفسير السابق نفسه نفهمه : ليس لله حق ولرسوله حق . ولكن الله ورسوله يلتقيان على حق واحد . وكذلك قوله تعالى : { وإذا رأوا تجارة أو لهواً انفضوا إليها وتركوك قائماً }[الجمعة:11] .
وكان المفروض أن يقال إليهما . ولكن التجارة واللهو لهما عمل واحد . هو شغل المؤمنين عن العبادة والذكر : { واستعينوا بالصبر والصلاة } لأن العلاج في الصبر مع الصلاة . والصبر كبير أن تتحمله النفس . وكذلك الصلاة . لأنهما يأخذان من حركة حياة الإنسان . والصبر هنا مطلوب ليصبروا على ما يمتنعون عنه من نعيم الدنيا وزخرفها . والصلاة تحارب الاستكبار في النفس . فكأن الوصفة الإيمانية لا تتجزأ . فلا يتم الصبر بلا صلاة ، ولا تتقن الصلاة إلا بالصبر "
 
عودة
أعلى