(فَيَقُولُوا رَبَّنَا لَوْلَا أَرْسَلْتَ إِلَيْنَا رَسُولًا)هل المراد في الدنيا أم الآخرة؟

إنضم
18/05/2011
المشاركات
1,237
مستوى التفاعل
1
النقاط
38
قال تعالى:
(وَلَوْلَا أَن تُصِيبَهُم مُّصِيبَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ فَيَقُولُوا رَبَّنَا لَوْلَا أَرْسَلْتَ إِلَيْنَا رَسُولًا فَنَتَّبِعَ آيَاتِكَ وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ).
هل المراد لألا يقولوا ذلك في الدنيا أم في الآخرة ؟
 
يقول تعالى : ﴿وَلَوْ أَنَّا أَهْلَكْنَاهُم بِعَذَابٍ مِّن قَبْلِهِ لَقَالُوا رَبَّنَا لَوْلَا أَرْسَلْتَ إِلَيْنَا رَسُولًا فَنَتَّبِعَ آيَاتِكَ مِن قَبْلِ أَن نَّذِلَّ وَنَخْزَىٰ﴾ [طه:134] .
ويقول تعالى : ﴿وَلَوْلَا أَن تُصِيبَهُم مُّصِيبَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ فَيَقُولُوا رَبَّنَا لَوْلَا أَرْسَلْتَ إِلَيْنَا رَسُولًا فَنَتَّبِعَ آيَاتِكَ وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ﴾ [القصص:47] .
من خلال المقارنة بين الآيتين يتبين أنهما تعالجان موضوعا واحدا وهو الاحتجاج على الله يوم القيامة على العذاب الذي أصاب المشركين في الدنيا بسبب ما قدمت أيديهم فاستحقوا به عذاب جهنم .
يقول الطبري (ت:310هـ) في تفسير آية طه : " يقول تعالى ذكره : ولو أنا أهلكنا هؤلاء المشركين الذين يكذّبون بهذا القرآن من قبل أن ننزله عليهم ، ومن قبل أن نبعث داعيا يدعوهم إلى ما فرضنا عليهم فيه بعذاب ننزله بهم بكفرهم بالله ، لقالوا يوم القيامة ، إذ وردوا علينا ، فأردنا عقابهم : ربنا هلا أرسلت إلينا رسولاً يدعونا إلى طاعتك ، فنتبع آياتك ، يقول : فنتبع حجتك وأدلتك وما تنزله عليه من أمرك ونهيك من قبل أن نذلّ بتعذبيك إيانا ونخزى به " .
ويقول في تفسير آية القصص : " يقول تعالى ذكره : ولولا أن يقول هؤلاء الذين أرسلتك يا محمد إليهم ، لو حلّ بهم بأسنا ، أو أتاهم عذابنا من قبل أن نرسلك إليهم على كفرهم بربهم ، واكتسابهم الآثام ، واجترامهم المعاصي : ربنا هلا أرسلت إلينا رسولاً من قبل أن يحلّ بنا سخطك ، وينزل بنا عذابك فنتبع أدلتك ، وآي كتابك الذي تنزله على رسولك ونكون من المؤمنين بألوهيتك ، المصدّقين رسولك فيما أمرتنا ونهيتنا ، لعاجلناهم العقوبة على شركهم من قبل ما أرسلناك إليهم ، ولكنا بعثناك إليهم نذيرا بأسنا على كفرهم ، لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل . والمصيبة في هذا الموضع : العذاب والنقمة . ويعني بقوله : بِمَا قَدّمَتْ أيْدِيهِمْ بما اكتسبوا " .
خلاصة القول : إن الله أرسل رسوله محمد صلى الله عليه وسلم قطعا لعذر المشركين يوم القيامة بما أصابهم في الدنيا من عقوبة فماتوا على كفرهم وشركهم .

والله أعلم وأحكم
 
السلام عليكم
لم تذكر الآية أنه حل بهم عذاب ... بل مصيبة بما قدمت أيديهم .... لأن ماقدموه فى أمورهم الاجتماعية والسياسية والاقتصادية كان بغير هدى
ولذلك فقولهم فى الدنيا
 
إن حملت المقولة على أنها في الدنيا كان المعنى والله أعلم بمراده : ولولا أنه إذا أصابتهم عقوبة بما اكتسبوا من الكفر، فيقولوا عند نزول العذاب بهم: ربنا هلا أرسلت إلينا رسولا فنتبع كتابك ونكون من المؤمنين، لعجلنا لهم العقوبة، ولكنا أرسلناك قطعا لأعذارهم فأخرنا عنهم العذاب.
فإن حملت مقولتهم تلك على أنها في الأخرة، كيف يتوجه تفسير الآية ؟
 
عودة
أعلى