فَأَصَابَهَا إِعْصَارٌ فِيهِ نَارٌ فَاحْتَرَقَتْ

إنضم
26/02/2009
المشاركات
1,878
مستوى التفاعل
0
النقاط
36
أيمن حسن – سبق - متابعة: ثار إعصار نار في منطقة "أركاتوبا" جنوب ولاية "ساو باولو" البرازيلية، رافعا لسانًا من اللهب يطلق عليه "نار الشيطان" يصل ارتفاعه إلى مئات الأمتار في الهواء أحيانا، ومتسببا في حرائق تلتهم بسرعة مدمرة كل ما فى طريقها، وكان آخر إعصار نار تسبب بمصرع 38 ألف شخص في 15 دقيقة باليابان عام 1923.
وقالت صحيفة "ديلى ميل" البريطانية: كأن المشهد هو أحد المؤثرات الخاصة في فيلم من سلسلة "هارى بوتر"، حين التقطت الكاميرا مشهد إعصار النار في منطقة "أركاتوبا" جنوب ولاية "ساو باولو" البرازيلية، ويحدث إعصار النار حين يلتقط إعصار الهواء ألسنة اللهب ليرفعها في الهواء، وقد يصل ارتفاع لسان اللهب إلى مئات الأمتار في الهواء، ما يتسبب في دمار هائل بمناطق شاسعة، وإن هذا الإعصار الناري نادر الحدوث اكتسح الحقول والغابات مما تسبب في توقف حركة المواصلات بسبب انتشار النار عبر البرازيل.
وقالت الصحيفة إن الظاهرة الغريبة وقعت بعد عدة أسابيع من الجفاف الذي ضرب "ساو باولو" حيث هبطت نسبة الرطوبة لتصل إلى مستوى مثيلتها في الصحراء الكبرى الإفريقية، فلم تسقط الأمطار على المنطقة منذ ثلاثة أشهر.
وأضافت الصحيفة أن آخر مرة وقع فيها إعصار نار ضخم كانت في عام 1923 حين التقط إعصار ألسنة اللهب إثر زلزال "كانتو العظيم" في طوكيو، وبلغت دوامة الإعصار حينئذ حجم مدينة ضخمة ملتهما 38 ألف شخص خلال 15 دقيقة.

المصدر:http://www.sabq.org/sabq/user/news.do?section=4&id=1214
 
سبحان الله العظيم .
إعصارٌ فيه نارٌ
أحسنت يا أبا سعد فهذه الصورة في غاية التوضيح لهذه الآية القرآنية العظيمة .
 
قال صاحب إعراب القرآن:
"في هذه الآية يسمو البيان القرآني إلى أعلى ذروة يتصورها العقل البشري ، وجميع آي القرآن من البيان الرفيع السامي. ولكن هذه الآية وآيات كثيرة وردت وسترد في مواطنها استوفت من الناحية البيانية الغاية ، وأربت على النهاية ، وهي بمثابة المثل لنفقة المرائي الذي ينفق للتبجح وإعلان حب النفس ، وإيهام الناس بأنه بالغ أقصى الغايات ، بينما تذهب أعماله سدى. وسنبسط القول فيها بسطا يتفق مع مراميها البعيدة ، وفيما يلي ما أدركناه منها :
1- الاستفهام في قوله : أيود؟ للإنكار والنفي. أما مصب النفي فهو في قوله : « فأصابها إعصار » لأنه مناطه ومثابته. وجميل قول ابن عباس فيها : « هو مثل لرجل عمل بالطاعات ثم زين له الشيطان فعمل بالمعاصي حتى أحرق أعماله وطاح بها » .
2- وفي هذه الآية فن التتميم وقد تقدمت الإشارة إليه.
و نزيده هنا بسطا ، فنقول : هو أن يأتي الشاعر أو الكاتب في كلامه بكلمات لو طرحت لنقص معناه أو صوره مع بقاء الكلام سليما.
و إليك الصور التي اندرجت فيها :
آ- لما ذكر سبحانه الجنة لم يكتف بذكرها مجردة من كل قيد ، لأن الجنة في اللغة لفظ يصدق على كل شجر متكاثف ملتف ، يستر من يتفيأ بظلاله الوريفة. ومن هذا الشجر ما هو محدود النفع كالأثل والخمط وغيرهما من الأشجار التي لا تصلح إلا للحطب ، ومنها ما يتضاعف نفعه فيؤكل ثمره وتستخرج منه مواد أخرى نافعة ثم يكون حطبه صالحا للوقود ، فتمم ذلك النقص بقوله : « من نخيل وأعناب » ، وفهم بالبداهة أن هذه الجنة تميزت بأن أشجارها من الصنف الثاني المتضاعف النفع أي أن احتراق تلك الجنة- ولو كانت تضم الأثل والخمط ونحوهما مما هو محدود النفع- يشجي صاحبها ، فكيف إذا كانت من نخيل وأعناب؟ ألا يكون الأسف عليها أشد؟ و الشجا باحتراقها أعظم؟
ب- ثم تمم ذلك بذكر الأنهار الجارية للدلالة على ديمومة الخصب. إذ ما الفائدة منها إذا نضبت فيها الأمواه؟ ألا يكون مآلها إلى اليبس والذبول؟
ج- ولدفع الإيهام الذي يخيل الى السامعين أن هذه الجنة قد تكون مقتصرة على هذين الضربين من الثمرات ، وهما : النخيل والأعناب تمم بقوله « له فيها من كل الثمرات » ، أي أنها تجمع جميع أفانين الثمر ، فالحسرة إذن على احتراقها أشد ، والأسف على فنائها أعمّ.
د- ولما فرغ من وصف الجنة شرع في وصف الحادث المهلك الذي أدى إلى فناء الجنة بقوله : « فأصابها إعصار » يجتاح الأخضر واليابس ويهلك الحرث والنسل.
ه- على أن الإعصار مهما يبلغ تأثيره فانه ربما كان مؤجل الإهلاك ، فدفع هذا الإيهام بقوله : « فيه نار » فأحرقها بعد أن أودى بأشجارها. ولم يكتف بذكر النار لأنها قد تأتي على شي ء مما تحرقه ويبقى بعد ذلك شي ء آخر منها فدفع هذا الإيهام مرة أخرى بذكر الاحتراق. "
إعراب القرآن وبيانه ، ج 1 ، ص : 414

 
عودة
أعلى