في مواجهة العولمة الإلحادية: (2) نظرية البناء العظيم حول نشأة الكون

سعد كامل

New member
إنضم
14/04/2017
المشاركات
22
مستوى التفاعل
0
النقاط
1
العمر
67
الإقامة
مصر
في مواجهة العولمة الإلحادية: (2) نظرية البناء العظيم حول نشأة الكون
بقلم: د. سعد كامل – أستاذ مشارك في الجيولوجيا – الإسكندرية – مصر
[email protected]

  • حول نشأة الكون:
تتعدد نظريات نشأة الكون، وكذلك يتعدد ما يرتبط بهذه النشأة من قوى ومفاهيم وأرقام وثوابت كونية وضع العلماء لها الكثير من المعادلات والقوانين، ويمكن التمييز في الكون شاسع الامتداد بين الكون المدرك (الذي تدركه وترصده الأجهزة الفلكية – والذي وضع اينشتين له حدا هو وصول الأجرام السماوية في سرعتها النسبية بالنسبة للناظر من الأرض إلى سرعة الضوء)، وبعد ذلك يوجد الكون الغيبي (أو الغير مدرك بالنسبة للبشر)... وتمثل هذه القضية بحد ذاتها بعدا غيبيا يتحقق فيه معنى الآية الكريمة {وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا – 85 } سورة الإسراء، وبالتالي تنتهي حدود العلم المادي الطبيعي، وننتقل بالضرورة إلى الحاجة الشديدة للعلم الغيبي عند هذه النقطة.
والذي يتأمل في قوله تعالى {... وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ ... – 255} سورة البقرة، ويتأمل في حديث الرسول صلى الله عليه وسلم حول السماوات السبع ومقارنتها بالكرسي و العرش ((عن أبي ذر الغفاري، قال : دخلت المسجد الحرام، فرأيت رسول الله – صلى الله عليه وسلم- وحده، فجلست إليه، فقلت: يا رسول الله أيما آية أنزلت عليك أفضل، قال :"آية الكرسي، وما السماوات السبع في الكرسي، إلا كحلقة ملقاة بأرض فلاة، وفضل العرش على الكرسي، كفضل تلك الفلاة على تلك الحلقة". جاء في موقع «أهل الحديث» أن هذا الحديث حسنٌ بِطُرُقِهِ))، فالمتأمل يجد بما لا يدع مجالا للشك أننا أمام كون أكبر مما نعرفه باسم الكون المدرك (الذي يحدد العلماء قطره بحوالي 20 ألف مليون سنة ضوئية) والذي يعتبر علماء الفلك المسلمين بأنه جزء من السماء الأولى, فبالضرورة نجد أنفسنا نقف أمام الكون الواسع الذي يسميه القرآن الكريم باسم السماوات السبع, وكما نرى ووفقا لروايات للحديث الشريف المذكور: فالسماوات السبع –وبالتالي الكون المدرك- من العرش شيء لا يذكر، والدنيا –أو الأرض- لا تساوي عند الله جناح بعوضة... هنا يجب أن نقف ونتسائل عن نظريات نشأة الكون:
· أي كون هذا الذي وضع علماء الطبيعة نظرياتهم لنشأته؟ هل هو الكون المدرك أم السماوات السبع؟
· ما هي المفردات التي يجب أن نستخدمها لوصف نشأة الكون/السماوات السبع؟
· كم يمثل البعد المادي (الذي تقيسه الأجهزة) في هذا الإطار؟ وكم يمثل البعد الغيبي؟
· وبالتالي، وفي ضوء ما لدينا من علم قليل: هل نظريات نشأة الكون التي تنفي وجود خالق عظيم للكون (بادعاء عدم وجود دليل مادي على ذلك) هل هذه النظريات تعتبر علما صحيحا يجب على البشر القبول به واتباعه؟
بناء على ما تقدم، فإن هذا المقال الثاني ضمن سلسلة "في مواجهة العولمة الإلحادية" يهدف إلى طرح طريقة في التفكير حول قضية نشأة الكون ترتكز على الاستفادة من المعطيات الغيبية الواردة في القرآ ن الكريم والسنة النبوية المطهرة، فيقدم في البداية مجموعة من الحقائق النورانية من الكتاب والسنة، يليها عرض موجز لبعض صفات وأعمال الملائكة (بحثا عن دور للملائكة في تصريف بعض ما يرتبط بالقضية المطروحة) ثم يتبع ذلك صيغة مقترحة لنظرية نشأة الكون/السماوات السبع بالبناء العظيم عوضا عن الانفجار العظيم، مع ما يتطلبه ذلك من عرض لما يظنه كاتب هذه السطور أنه مفهوما مقبولا لحقيقة الجاذبية –التي تم عرض إشكاليتها في المقال الأول من هذه السلسلة-، حيث أن كاتبنا يقترح أن تكون هناك قوى غيبية تمسك بالكون –مثل الملائكة مثلا- حتى يتكامل طرفي هذه القضية عن حقيقة الجاذبية ونشأة الكون بعيدا عن النظريات الإلحادية المطروحة في هذا الخصوص.
ولا يهدف هذا المقال إلى تقديم صيغة نهائية للنظرية المقترحة في الوقت الحاضر، بل يهدف إلى طرح القضية للمناقشة لتكوين رأي علمي (شرعي / مادي) من خلال بحوث شرعية وبحوث علمية طبيعية لتناول الموضوع والخروج منه بتوصيات تضيء للبشرية الطريق بعيدا عن ظلمات الفكر الإلحادي.

  • حقائق نورانية:
أهمس هنا في آذان زملائي من العلماء المؤمنين بالخالق العظيم رب الكون سبحانه وتعالى ((سواء منهم المسلمين أو غير المسلمين))، أن ينتبهوا معي إلى بعض الحقائق الإيمانية حول قضية حقيقة الجاذبية ونشأة الكون، باعتبارها مثالا تطبيقيا يوضح الفارق بين التفكير المادي المتأثر بالفكر الإلحادي، وبين الاسترشاد بالإشارات العلمية في الوحي السماوي للوصول إلى مفاهيم أكثر اكتمالا حول قضايانا العلمية، وألفت انتباههم إلى أن الأمر لا يعدو أكثر من طريقة في التفكير خصوصا في القضايا الكبرى المرتبطة ببدايات الأشياء والتي يقصر الفكر البشري عن الوصول فيها لصياغات نهائية، ويحتاج حقا للاستفادة بتلك الحقائق النورانية الواردة في الوحي السماوي.
هذا وعندما لاحت قضية "حقيقة الجاذبية ونشأة الكون" في أفق خيالي، ألقيت بهمومي بين دفتي المصحف الشريف استطلع مواضع خلق السماوات والأرض، وطبيعة ذلك الخلق، وحقيقة الكون الواسع وما يحتويه من عوالم مثل الملائكة، ودفعني حب الاستطلاع إلى البحث لدى علماء الشريعة عن أعمال الملائكة، كما استطلعت وصف القرآن الكريم للحوار مع المعاندين الذين يعتبرون القرآن الكريم من أساطير الأولين... وقد خرجت بأكثر من 130 موضعا من الآيات القرآنية التي تتناول تلك الموضوعات؛ هذا وقد استطلعت ما تيسر لي من بعض الأحاديث النبوية الشريفة التي تتناول مثل هذه القضايا، فوجدت كنوزا هائلة استعرض بعضها فيما يلي:

· آيات قرآنية:
أولا: قوله تعالى في سورة الإسراء: {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا – 85} وقد جاءت الإشارة في المقال السابق إلى اعتراض البروفسور ستانراد على التعالم عند هوكن أنه: " يشعر العلماء بالكبر والغرور بشكل مبالغ فيه" (1).
ثانيا: قوله تعالى في سورة الروم: {أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا فِي أَنْفُسِهِمْ مَا خَلَقَ اللَّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ وَأَجَلٍ مُسَمًّى وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ بِلِقَاءِ رَبِّهِمْ لَكَافِرُونَ - 8} وهنا مقابلة قوية بين اثنين من أكبر مجالات العلم البشري: النفس البشرية والكون، فهذا التفكر في ذواتنا وما فيها من أجهزة معقدة، وخلايا فائقة الدقة والتعقيد، وحوامل وراثية تحمل مليارات المعلومات في حيز متناهي في الصغر... وغير ذلك الكثير من ملامح الدقة والإحكام والإبداع الرباني الذي تُجْمِلَهُ كلمة "الحق" بإيجاز بالغ الدقة... إن هذا التفكر في النفس البشرية التي نعلمها جميعا -سواء كنا من العوام أو من العلماء- لا بد أن يدفعنا إلى اليقين أن المثال المقابل في الآية وهو الكون بما فيه من السماوات والأرض وما فيهن سيكون مخلوقا بنفس الإحكام والإبداع والتكامل والترابط الذي تحمله وتجمله كلمة "الحق".
ثالثا: قوله تعالى في سورة الرعد: {اللَّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ ..... - 2} نحتاج أن نتوقف هنا مع مفردات الوصف الرباني في هذه الآية فيما يخص القوة الممسكة بالكون فهناك العديد من الأسئلة: (أ) هل هذا الكون العظيم شاسع الامتداد تمسكه قوة التجاذب بين الأجرام السماوية ((وفق معادلات كيبلر ونيوتن، وجميع تعديلاتها مرورا بأينشتين ثم هوكن))؛ (ب) فإذا كان الأمر كذلك فلماذا جاءت كلمة "رفع السماوات" ولم تأتي هنا كلمة شد أو جذب أو ربط ... من الكلمات التي تدل على التجاذب؟ .. (جـ) وبالنظر إلى قوله تعالى في سورة فاطر: {إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ أَنْ تَزُولَا وَلَئِنْ زَالَتَا إِنْ أَمْسَكَهُمَا مِنْ أَحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا - 41} فما حقيقة تلك القوة الممسكة بالكون؟ (أ) هل هي تلك الأوتار الفائقة التي يتوهمها ستيفن هوكن ومن معه؟ (ب)أم هي انبعاجات الزمكان وفق أينشتين؟ (جـ) أم أن هناك تفسير آخر يمكن أن نجده بين ثنايا حقيقة نورانية أخرى؟ .. (د) وما علاقة هذه القوة العظيمة الممسكة بالكون بظاهرة التردي والهبوط على أسطح الأجرام السماوية مثل وقوع الأشياء فوق سطح كوكب الأرض؟.... كل هذه الأسئلة وغيرها الكثير يحتاج إلى البحث والتمحيص للوصول إلى الحقيقة حول قوة الجاذبية ونشأة الكون.
رابعا: قوله تعالى في سورة الشمس: {وَالسَّمَاءِ وَمَا بَنَاهَا - 5} وقوله تعالى في سورة النبأ: {وَبَنَيْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعًا شِدَادًا - 12} وغير ذلك من الآيات التي تشير إلى بناء السماوات... ولنتوقف هنا أيضا مع مفردات النص القرآني خاصة كلمة "بناها" ومشتقاتها، فالمعروف عند البشر أن البناء يبدأ بوضع الأساس ثم الأعمدة ومن ثم بناء السقف وهكذا سقفا سقفا حسب عدد الطوابق... والعجيب أن هذه المفردات ذاتها وردت في القرآن الكريم أكثر من مرة مثل: {وَجَعَلْنَا السَّمَاءَ سَقْفًا مَحْفُوظًا وَهُمْ عَنْ آَيَاتِهَا مُعْرِضُونَ - 32} سورة الأنبياء، {اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ قَرَارًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً .... - 64} سورة غافر، {أَفَلَمْ يَنْظُرُوا إِلَى السَّمَاءِ فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا وَزَيَّنَّاهَا وَمَا لَهَا مِنْ فُرُوجٍ - 6} سورة ق، {الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا مَا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِنْ تَفَاوُتٍ فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَى مِنْ فُطُورٍ - 3} سورة الملك، {أَلَمْ تَرَوْا كَيْفَ خَلَقَ اللَّهُ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا - 15} سورة نوح.... فهل نترك هذه الإشارات الربانية مجتمعة ونقبل قولهم أن السماوات والكون نشأ بسبب ما يعرف بالانفجار العظيم!!... لا بل هو البناء العظيم.
فأظن يقينا أن هذه الطريقة في التفكير بالاستفادة بتلك الحقائق النورانية القرآنية حول بناء ونشأة الكون يمكن أن تساعد علماء الفلك في تغيير حساباتهم حول القوى الفاعلة في الكون.... وهذا ما نرجوه للاستفادة من الإشارات القرآنية لتعديل نظريات الملحدين إلى الحق المبين.
· أحاديث نبوية:
أولا: عن أبي ذر -رضي الله تعالى عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم-: ((إني أرى ما لا ترون، أطّتِ السماءُ وحُق لها أن تئط، ما فيها موضع أربع أصابع إلا وملك واضع جبهته ساجدًا لله تعالى.... الحديث)) رواه الترمذي وقال: حديث حسن. هل يمكن الاستنتاج من هذا الحديث الشريف أن هذا التواجد الهائل للملائكة في السماء يمكن أن يكون له دور ما في "رفع السماء بلا عمد ترونها"، وفي الإمساك بالكون الهائل دون أن يزول وينهار؟ ويظن كاتب هذه السطور أن افتراضات الملحدين أن الكون يمسك به ما يعرف باسم المادة السوداء أو المادة المعتمة التي تشكل أكثر من 90% من كتلة الكون، يظن أن هذه الافتراضات يمكن الاستغناء عنها بالقول أنه "توجد قوة غيبية تحمل الكون" .... فبدلا من مادة معتمة مجهولة صماء غير معروف حقيقتها.... فيمكن أن تكون الملائكة كمخلوقات نورانية معروف أنها مطيعة للخالق سبحانه وتعالى وأنهم يفعلون ما يؤمرون، يمكن أن تقوم الملائكة بهذا الدور... ناهيك عن أن حمل الكون يعتبر مهمة ضئيلة أمام بعض المهام الأخرى للملائكة كما سيأتي فيما بعد.
ثانيا: حديث أبي ذر الغفاري المذكور أعلاه حول المقارنة بين السماوات السبع والكرسي والعرش، وقد ورد هذا الحديث بعدة روايات تفيد جميعها أن السماوات السبع بما فيها الكون المدرك -الذي يعتبره الفلكيون المسلمون جزءا من السماء الأولى- تعتبر شيئا صغيرا بالنسبة للكرسي، وأن الكرسي -الذي هو موضع قدم الرحمن في أحاديث اخرى- يعتبر كحلقة في فلاة بالنسبة لعرش الرحمن سبحانه وتعالى.... فما أعظم هذا الكون، وما أعظم الكرسي والعرش، وما أعظم ما لا نعلمه من مخلوقات الله عز وجل.... والذي يطلع إلى كتابات سلفنا الصالح يجد أن علماء القرون الأولى من أئمة المسلمين كانوا أقرب في استيعاب وعرض تلك الحقائق من العلماء الماديين المسلمين المعاصرين الذين تشوهت أفكارهم بالصياغات المادية الإلحادية للكون المدرك ونظريات نشأة الكون المزعومة.... يقول ابن كثير في باب خلق السماوات والأرض من كتابه "البداية والنهاية" ما نصه: " قال تعالى {قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَنْدَادًا ذَلِكَ رَبُّ الْعَالَمِينَ * وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِنْ فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاءً لِلسَّائِلِينَ * ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ اِئْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ * فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ} [فصلت: 9 - 12]. فهذا يدل على أن الأرض خلقت قبل السماء لأنها كالأساس للبناء، كما قال تعالى: {اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ قَرَارًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ فَتَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ}[غافر: 64]".
ثالثا: وعن ابن عباس رضي اللَّه تعالى عنهما أن رسول اللَّه صَلَّى اللَّه عليْهِ وسَلَّم قال: "إنّ ملكا من حملة العرش يقال له: إسرافيل زاوية من زوايا العرش على كاهله قد مرقت قدماه في الأرض السابعة السفلى، ومرق رأسه من السماء السابعة العليا "رواه أبو الشيخ وأبو نعيم في الحِلية.... في هذا الحديث نرى أحد أهم وأعظم المهام التي يقوم بها الملائكة حملة العرش، وفي إحدى روايات هذا الحديث يبدأ النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: "أُذِنَ لي أن أصف أحد حملة العرش"... فالأمر العظيم يستوجب إذن خاص من رب العزة سبحانه وتعالى... وما لا يقبله الملحدون والماديون أن هناك عرش وكرسي ورب عظيم استوى على العرش بما يليق بجلاله؛ ونحن لا يعنينا رأي هؤلاء أو اقتناعهم بهذا الحق الساطع، بل يؤرقنا ويزلزل أفئدتنا استمرار أحبابنا من أهل الذكر المسلمين في التعاطي مع هذه القضية بطريقة أولائك الملحدين... إن الناظر إلى أبعاد الكون المدرك الذي يمكن تخيله في صورة كرة ضخمة قطرها 20 ألف مليون سنة ضوئية، ويضم حوالي 170 ألف مليون مجرة في هذا الكون الهائل، ثم بقية السماء الأولى فالسماوات الست حتى السماء السابعة، كل هذا كله بضخامته عبارة عن حلقة ألقيت في فلاة بالنسبة للكرسي... سبحان الخلاق العليم... وهذا المَلَكِ الكريم الذي يحمل العرش مرقت قدماه في الأرض السابعة السفلى ومرق رأسه من السماء السابعة العليا... يا الله مخلوق واحد بهذا الحجم الهائل وتلك الضخامة... ما الأرض والشمس والنجوم بل والمجرات من هذا المخلوق العظيم؟؟؟ أفلا يمكن لمثل هذه المخلوقات العظيمة أن تحمل ذلك الكون الذي لا يساوي عند الله جناح بعوضة؟ بلى والله على ذلك قدير... والسؤال لأهل الذكر من شيوخنا الأجلاء أساتذة الشريعة: هل يجوز لنا أن نقول أن "الملائكة تحمل الكون"؟ على الرغم من أن هذه المهمة للملائكة المكرمين غير واردة في النصوص الشرعية بهذه الصيغة -حسب علمي المحدود-، غير أن الحيرة التي نتجت عن افتراءات علماء الطبيعة من الملحدين هي التي دفعتني إلى وضع هذا الاستنتاج أو النظرية.
رابعا: جاء في حديث طويل عن أبعاد السماوات وبعد السماء عن الأرض: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "بينهما مسيرة خمسمائة سنة. ومن كل سماء إلى سماء مسيرة خمسمائة سنة. وكثف كل سماء مسيرة خمسمائة سنة. وفوق السماء السابعة بحر، بين أسفله وأعلاه كما بين السماء والأرض، ثم فوق ذلك ثمانية أوعال بين ركبهن وأظلافهن كما بين السماء والأرض، ثم على ظهورهم العرش، بين أسفله وأعلاه كما بين السماء والأرض، والله فوق ذلك، وليس يخفى عليه من أعمال بني آدم شيء". هذا لفظ الإمام أحمد، ورواه أبو داود، وابن ماجه، والترمذي، من حديث السماك بإسناده نحوه. فهذا وصف الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم لمُلْكِ اللهِ عز وجل، أو لِمَا رأه من ذلك المُلْكِ العظيم، فهل نترك ذلك التراث الثمين فيما يخص عظمة الكون وأبعاده ومكوناته ونأخذ بنظريات اقترحها أصحابها لإثبات أن الكون يقوم بذاته ولا يحتاج إلى قوة إلهية خالقة، تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا!!... بل الكون مخلوق من مخلوقات الله عز وجل، وهذا الكون قام على أساس: البناء العظيم وليس الانفجار العظيم كما يدعي الملحدون.... إن كاتب هذه السطور ينادي بأعلى الصوت على علماء الشريعة أن يبحثوا فيما يخص دعم هذه الأفكار بما يعرفون من نصوص شرعية في هذ المضمار، وذلك لينقذوا البشرية من أوهام وافتراءات الملحدين.... وينادي على أهل الذكر من علماء الفلك والفيزياء النظرية المسلمين -وغير المسلمين من المؤمنين بالخالق العظيم- أن يبحثوا حول إعادة حساباتهم عن الكون وفق الأفكار التي يقدمها المقال الحالي من أن: الملائكة تحمل الكون، وأن الكون نشأ بالبناء العظيم وليس الانفجار العظيم، وذلك كما سيأتي تفصيله في نهاية هذا المقال من الشكل المقترح للنظرية.

· بعض صفات وأعمال الملائكة:
جاء في رسالة دكتوراه قدمت إلى جامعة أم القرى بمكة المكرمة (2) وصفا إجماليا عن الملائكة يقول: "اعلم أن الملائكة أصل كل حركة في العالم –سواء الذي نسكنه (العالم السفلي) أو في العالم الغيبي (العالم العلوي)-، وحركة الملائكة هذه بأمر الله تعالى وإرادته –إذن هي تفعل هذا طاعة لله– فليس من طاعة في الكون إلا بأمره، وما من معصية إلا بإرادته (وليس أمره) وعلمه كذلك، وقد وكل الله عز وجل الملائكة بشئون العباد ظاهرا وباطنا، فيجب الإيمان بالملائكة بما ورد في الكتاب والسنة من أوصافهم وأعمالهم، ويجب الإمساك عما وراء ذلك. أ.هـ"... وقد تعددت الأعمال التي يقوم بها الملائكة، ويمكن جمع بعض هذه الأعمال وبعض الأمثلة كما في الشكل التالي:

مشاهدة المرفق 11781
شكل (2): بعض أعمال الملائكة وأمثلة عليها (3).
وقد سبق حديث حملة العرش من الملائكة والذي يصف عظمة تلك المخلوقات التي تقوم بأعظم المهام على الإطلاق في مُلْكِ الله عز وجل -حسب علمنا البشري المحدود-، وقد ورد الكثير من الآيات والأحاديث عن صفات الملائكة نذكر منها ما يلي:
أولا: عظم خلق الملائكة: بالإضافة لما سبق عن عظمة حملة العرش، نجد وصف ذلك صراحة في القرآن والسنة... يقول تعالى عن ملائكة النار في سورة التحريم: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ - 6}، فهي مخلوقات غليظة شديدة جبلت على طاعة الأوامر الإلهية... وقد ورد في الحديث وصف الرسول صلى الله عليه وسلم لسيدنا جبريل: عن عبد الله بن مسعود قال: رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم جبريل في صورته "وله ست مائة جناح، كل جناح منها قد سد الأفق، يسقط من جناحه من التهاويل والدر والياقوت ما الله به عليم" (3)، وقد جاء في موقع الدرر السنية (3): روى أبو داود عن جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : "أُذن لي أن أُحدِّث عن ملك من ملائكة الله، من حملة العرش، إن ما بين شحمة أذنه إلى عاتقه مسيرة سبعمائة عام". ورواه ابن أبي حاتم وقال: تخفق الطير. قال محقق مشكاة المصابيح: (إسناده صحيح(.
ثانيا: عدد الملائكة: الملائكة خلق كثير لا يعلم عددهم إلا الله، يقول الرسول صلى الله عليه وسلم واصفا البيت المعمور: "فرفع لي البيت المعمور فسألت جبريل فقال هذا البيت المعمور يصلي فيه كل يوم سبعون ألف ملك، إذا خرجوا لم يعودوا إليه آخر ما عليهم" (3)، وقد تقدم حديث "أطت السماء" الذي يفيد الكثرة الكاثرة لأعداد الملائكة الذين يملأون السماء، ويفيد أنه لا يوجد فراغ في السماء، فلا أثير ولا مادة سوداء، ولا مادة معتمة... بل مخلوقات نورانية يوظفها المولى عز وجل فيما يشاء من أعمال، وقد يكون من تلك الأعمال: "رفع السماوات بلا عمد نراها"، وقد جاء في كتب التفسير أن معنى بلا عمد ترونها قد يكون ((بلا عمد نفيا لوجود الأعمدة)) أو يكون ((بعمد لا نراها نفيا لرؤية هذه الأعمدة)) وهذه الأعمدة غير المرئية يحتمل أن تكون من الملائكة تلك المخلوقات الكريمة الطائعة لمولاها سبحانه وتعالى.
ثالثا: سرعة الملائكة: أعظم سرعة يعرفها البشر اليوم هي سرعة الضوء، وسرعة الملائكة فوق هذه السرعة بكثير، فما كاد السائل يفرغ من سؤال النبي إلا وقد جاء جبريل بالجواب من رب العزة (3).
رابعا: الملائكة لا يملون ولا ينامون: جاء في موقع الدرر السنية: "والملائكة يقومون بعبادة الله وطاعته وتنفيذ أوامره، بلا كلل ولا ملل، ولا يدركهم ما يدرك البشر من ذلك، قال تعالى في وصف الملائكة : {يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لا يَفْتُرُونَ} الأنبياء: 20، معنى لا يفترون: لا يضعفون. وفي الآية الأخرى: {فَالَّذِينَ عِندَ رَبِّكَ يُسَبِّحُونَ لَهُ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَهُمْ لا يَسْأَمُونَ} فصلت: 38 تقول العرب: سئم الشيء، أي: ملّه.وقد استدل السيوطي بقوله: لا يَفْتُرُونَ على أن الملائكة لا ينامون، ونقله عن الفخر الرازي" (3).
خامسا: عمل ملك الموت: قال القرطبي روي عن مجاهد :"أن الدنيا بين يدي ملك الموت كالطست بين يدي الإنسان يأخذ من حيث شاء"، قال ابن كثير وروى زهير بن محمد عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه مرفوعاً- وقال به ابن عباس رضي الله عنهما (4)..... هذا فقه الصحابة عليهم رضوان الله، فهل يصعب علينا أن نضيف في هذا المضمار فقها جديدا نابعا من مشكاة النبوة لاستيعاب مشاكل فهم حقيقة الجاذبية ونشأة وبنية الكون؟.
سادسا: من يكلؤكم؟ يقول تعالى في سورة الأنبياء: {قُلْ مَنْ يَكْلَؤُكُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ مِنَ الرَّحْمَنِ - 42} ... أي لا أحد يكلؤنا ويحفظنا سوى الله، وهذا يتم بواسطة الملائكة الموكلة بذلك (3).

  • النظرية المقترحة: حول حقيقة الجاذبية والبناء العظيم:
تتسارع الكلمات في محاولة صعبة للتعبير عن قضية علمية غيبية كبرى مثل قضية حقيقة الجاذبية ونشأة وبنية الكون، وقد ازداد شعور كاتبنا بهذه الصعوبة بشكل كبير عندما بدأ يرتب الأفكار لكتابة هذا القسم الختامي من المقال الحالي؛ فهو بين متردد في أن يستكمل هذا المبحث الخطير، وبين مقدم بقوة بدافع الإسهام ولو بجهد يسير في تخليص البشرية من هيمنة الفكر الإلحادي... وقد قام الكاتب بتلخيص جميع الأفكار السابق عرضها على لوحة كبيرة لتسهيل الربط بين الأفكار، ومحاولة الهروب من آفة التكرار، مع العمل على تركيز هذه الأفكار للوصول إلى الهدف المنشود.
وبعد محاولات التلخيص والتركيز والرجوع في كل لفظ أو مصطلح أو مفهوم إلى المراجع المتاحة بين يدي الكاتب أو من عالم الإنترنت الذي جعل المكتبات الضخمة ماثلة بين أصابع الباحث بفضل الله... بعد كل ذلك تحددت محاور هذا القسم الختامي من مقال: نظرية البناء العظيم في ثلاثة عناصر تضم ما يلي: (أ) ضوابط عامة، (ب) النظرية المقترحة، (ت) مقارنة بين بعض ملامح النظرية المقترحة وملامح نظرية الأوتار الفائقة لتسهيل تتبع مفاهيم النظرية المقترحة ... والله الموفق إلى ما فيه الخير.
أ- ضوابط عامة:
· التوقف فيما يخص اعتبار العلماء الملحدين (خاصة مقترحي نظرية الأوتار الفائقة) أنهم من أهل الذكر، وذلك حتى يحكم علماء الشريعة في هذه القضية.
· لفت انتباه الزملاء من العلماء المؤمنين بالخالق عز وجل إلى أهمية التأدب مع ربهم سبحانه وتعالى فيما يخص الخوض في الأدلة التجريبية بحيث يتناسب ذلك مع الحقيقة القرآنية الواردة في سورة الإسراء: {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا - 85}، وذلك من ناحيتين: الأولى ترتبط بمعنى كلمة "الروح" التي يتبادر إلى الذهن أولا أنها تصف تلك اللطيفة التي في الجسد مع النفس البشرية، بينما كلمة الروح يتعدد معانيها ومنها أنها تصف الوحي والعلم الرباني {وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ .... سورة الشورى: 52}؛ والناحية الثانية ترتبط بأهمية التواضع وعدم الادعاء أنهم يعرفون كل شيء في حين أن العلم الذي بين أيديهم مهما زاد فهو قليل بجوار الحقائق الكلية للأشياء التي أبدعها الخالق عز وجل، فعلمه وحده سبحانه وتعالى يحيط بكل شيء بينما البشر {لَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ... سورة البقرة: 255}، وبناء عليه فيجب على العلماء المؤمنين بالخالق عز وجل أن يتأدبوا بأدب التواضع، وأن يجعلوا لأنفسهم حدودا يقفون عندها فيما يخص القضايا التي ليس لديهم أدوات للبحث فيها حتى تستريح البشرية من عناء الأفكار الفلسفية البعيدة عن العلم التجريبي وليتذكروا قوله تعالى في سورة الإسراء: {مَا أَشْهَدْتُهُمْ خَلْقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَا خَلْقَ أَنْفُسِهِمْ وَمَا كُنْتُ مُتَّخِذَ الْمُضِلِّينَ عَضُدًا - 51}.
· ويمكن بناء على النقطة السابقة أن يعمل هؤلاء الزملاء على تقسيم محاور البحث العلمي إلى مجالات يمكن البحث فيها بالوسائل التجريبية (مثل جميع الأمور التجريبية التي تقيسها الآلات وتحددها المعادلات الرياضية)، ومجالات أخرى لا تخضع لتلك الوسائل مثل الأمور المرتبطة بالجوانب الغيبية وخصوصا بدايات ونشأة الأشياء مثل: الخلق من العدم (قانون بقاء المادة)، ونشأة الكون (الانفجار العظيم)، والتطور العضوي (نظرية دارون)، وصفات الإنسان الأول من حيث الكلام والعلم والتدين (الأنثروبولوجي).. ففي هذه القضايا -وفي غيرها- الكثير من نفثات العلم الإلحادي نحتاج إلى الانتباه إليها والعمل على تطهير الفكر البشري منها في العلوم المتعددة، وذلك بالاستفادة من الإشارات العلمية في النصوص الشرعية، ويظن كاتب المقال الحالي أن هذا المضمار الجديد يختلف عن مجال الإعجاز العلمي في القرآن الكريم، فهو يفتح الأبواب لأبحاث القرآن والسنة أي الأبحاث التي تتأسس على النص الشرعي، ومن أمثلة ذلك قيام أحد كبار أساتذة علم الأجنة باستخدام المفردات القرآنية في وصف مراحل تكون الجنين باعتبارها أكثر دقة، فهذه هي كلمات الخالق العظيم سبحانه وتعالى.
· اعتبار القضية التي يتناولها المقال الحالي حول حقيقة الجاذبية ونشأة الكون من أمثلة التشويش العلمي الناتج عن هيمنة الفكر الإلحادي المنكر لوجود قوة خالقة حكيمة مبدعة للكون وما فيه، وفي الواقع فإن هذا الفكر الإلحادي نشأ بسبب سيطرة الكنيسة بطريقة جائرة على مقاليد الأمور في أوروبا أثناء العصور الوسطى، بينما لا يوجد ذلك في الإسلام، وبعد الثورة الفرنسية التي أسست للهيمنة العلمانية أو اللادينية انطلق بعض العلماء يبشرون نابليون بونابرت: "ألا حاجة لوجود خالق للكون" بعد صياغة مبدأ الحتمية العلمية!! ومنذئذ توالت الشطحات حتى وصلنا لنظرية الأوتار الفائقة التي لا يوجد عليها أي دليل تجريبي ((بالمخالفة للمبدأ التجريبي نفسه الذي يصيحون به في رفضهم للقوة الغيبية))، ويتضح ذلك في انتقادات الفيزيائيين المؤمنين بالخالق العظيم لتلك النظرية كما ذكرنا في المقال السابق من هذه السلسلة ومن أمثلتها النقاط التالية:
o استحالة قياس الجسيمات الافتراضية التي تقوم عليها النظرية.
o قول أحد العلماء المؤمنين بالخالق العظيم: "حتى لو تمت صياغة تلك النظرية فهذا لا يتضمن ان الله لم يخلق العالم!!" ... أم أن حقيقة الوجود الإلهي يحتاج إلى دليل تجريبي مادي؟؟؟ تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا.
o ادعاء أصحاب الشكل النهائي للنظرية الفيزيائية أنهم يعرفون كل شيء!! مما يصيب هؤلاء العلماء بالكبر والغرور.
· وبشكل عام يمكن القول أن الأفكار التالية التي تشرح مفاهيم النظرية المقترحة حول: "حقيقة الجاذبية والبناء العظيم"، يمكن القول أن هذه الأفكار عبارة عن طريقة مقترحة للتفكير فيما يخص هذه القضية الشائكة، وترتكز هذه الطريقة في التفكير على الاستعانة بالحقائق النورانية مثل تلك المذكورة أعلاه وبغيرها، بهدف الوصول إلى صيغة متماسكة بالتعاون بين العلماء الطبيعيين وبين علماء الشريعة حول تلك القضية التي يقصر الفكر البشري عن الوصول إلى حل صحيح لها دون الاستفادة من الكنوز المكنونة في تراث البشرية الحضاري الإيماني، وبالله التوفيق:

ب- النظرية المقترحة:
· بالرجوع إلى نظرية الكون الثابت أو الكون الكامل التي اقترحها هويل (5) والتي تنص على أن "الكون المرئي حالياً هو في الأساس الكون نفسه في أي وقت مضى أو حالي أو مستقبلي، وكذلك هو نفسه في أي مكان"، وتضيف النظرية أن "كثافة المادة في الكون الآخذ في الاتساع ثابتة دون تغيير بسبب خلقٍ مستمر للمادة". مع التبرؤ من دهرية هويل الذي كان يعتقد أن الكون أبدي بينما نعتقد أن الكون مخلوق حادث وليس أبدي .. وبالاستعانة بالنصوص القرآنية حول بناء السماوات المذكورة أعلاه؛ يقترح كاتب هذه السطور اعتماد مبدأ "البناء العظيم" بديلا لما يعرف بالانفجار العظيم، وذلك للأسباب المنطقية التالية:
o الحياة العملية تشير إلى أن الذي يريد أن يبني بيتا فإنه يضع لذلك الأساسات اللازمة، ثم يبني الأعمدة وما بعدها من أسقف لاستكمال البناء، والذي يراجع المفردات القرآنية حول خلق السماوات والأرض يجد نفس هذه المفردات "الأرض قرارا، السماء بناءا، والسماء وما بناها، سبعا شدادا، سقفا محفوظا، بابا من السماء، رفع السماوات بغير عمد ترونها... وهكذا... حتى جاء من أحداث يوم القيامة: إذا رجت الأرض رجا"، فهل يمكن قبول أن الخالق العظيم سبحانه وتعالى -الذي ذكر في كتابه الكريم كل تلك المفردات التي تدور حول تفاصيل البناء- يترك خلق السماوات والأرض وما فيهن للانفجار العشوائي؟؟؟
o باعتبار أن الكون يتمدد من 5 إلى 10% من حجمه كل مليار سنة حسب وصف علماء الفلك، فالكون المدرك -الذي يحدد العلماء قطره الحالي بحوالي 20 ألف مليون سنة ضوئية- يمكن أن يكون قد بدأ بقطر يناهز 10 آلاف مليون سنة ضوئية، ثم أخذ في النمو بمتوسط 6% كل مليار سنة ليصل إلى حجمه الحالي بعد 13 مليار سنة تقريبا، وهذا يتطلب من العلماء مراجعة الأفكار والمبادئ العلمية النابعة من الانفجار العظيم كنظرية مرفوضة من حيث المبدأ، مع ما نتج عنها من ثوابت كونية وتآصل العناصر وغيرها من مكونات ونواتج نظرية الانفجار العظيم وغير ذلك من تفاصيل، وذلك لمحاولة تخليص الفكر البشري من تشويش الأفكار الإلحادية حول نشأة الكون وبناء السماوات. ولا شك أن ذلك يمثل تحديا بحثيا حقيقيا لعلماء الفلك المؤمنين بالخالق العظيم سبحانه وتعالى، فهل من مشمر؟
o ولا شك أن الحجم التقريبي المذكور أعلاه للكون المبدئي الذي خلقه الله سبحانه وتعالى بالبناء الكامل المتكامل سيمثل تحديا كبيرا لعلماء الفلك من حيث تتبع مواضع النجوم والمجرات مع نمو الكون منذ نشأته وحتى الآن، ولعل التطور الطبيعي للكون المدرك بهذا المفهوم سيضيف للدراسات الفلكية بعدا جديدا يأخذنا إلى صياغة مفاهيمنا عن الكون بطريقة أكثر دقة وإحكاما وفق الحق المبين الذي جعله المولى عز وجل أساسا لخلق جميع مخلوقاته كما ورد في الآية الثامنة من سورة الروم. فالأرض منذ بدايتها كانت كاملة كأحد كواكب المجموعة الشمسية ثم أخذت تتهيأ لاستقبال الحياة بالشكل المعروف في مجال الجيولوجيا التاريخية، والكون المدرك الابتدائي (الوليد) كان متكاملا في صورة البنية الكونية المعاصرة التي أخذت في النمو حتى وصل إلى الحجم الحالي.
o ويقترح كاتب هذه السطور -الذي يقدم نظرية البناء العظيم- يقترح إدراج مبدأ أن "الملائكة تحمل الكون" وذلك بناء على ما ذكر أعلاه من صفات وأعمال للملائكة المكرمين، وأن ذلك يتم بقوة "الرافعية أو الماسكية" كمفاهيم بديلة لمفهوم "الجاذبية" في الربط بين الكواكب في دورانها حول النجوم التي تتبعها، والترابط بين النجوم في دورانها حول مركز المجرة، وفي القيام بتدوير المجرات في نسق متكامل يربط مجموعات المجرات المحلية والعناقيد المجرية وغيرها من وحدات بنية الكون، كل ذلك يمكن استقراؤه أيضا من قوله تعالى في سورة الرعد: {اللَّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ .... - 2}، ومن قوله تعالى في سورة فاطر: {إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ أَنْ تَزُولَا وَلَئِنْ زَالَتَا إِنْ أَمْسَكَهُمَا مِنْ أَحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا - 41}، وكذلك من الأحاديث النبوية المذكورة أعلاه.
o ويقترح هنا أيضا إحلال مصطلح "المادة الغيبية" كبديل لمصطلحات المادة المظلمة، والمادة المعتمة، والتقوب السوداء، ومصطلح اللاشيء الذي يعتبر كراوس (1) أن أكثر من 90% من مادة الكون تتكون منه!!! كما يقترح أيضا العمل على دراسة الكون في ضوء مبدأ: "الملائكة تحمل الكون" لتعديل المفاهيم المشوشة حول بنية الكون واستنباط المفاهيم الصحيحة البديلة للمفاهيم التالية: (أ) توسع الكون، (ب) تفسير الموجات الميكروية لخلفية الكون، (جـ) الزمان والمكان المطلق عوضا عن الزمكان المعقد، (د) الكون الواحد وليس الأكوان المتعددة، (هـ) ترتيب الخلق بدءا بالأرض ثم السماوات.
· وبناء على ما تقدم نحتاج أيضا إلى مراجعة مفهوم "الجاذبية" وحصره في ظاهرة هبوط الأشياء على أسطح الأجرام السماوية (مثل الأرض)، مع تفسير ما يرتبط بتلك الظاهرة من ظواهر تابعة مثل المد والجذر وغيرها.

ت- مقارنة بين نظرية النظرية المقترحة ونظرية الأوتار الفائقة:
يعرض الجدول (رقم 1) مقارنة توضيحية بين مفاهيم النظرية المقترحة بعنوان "الملائكة تحمل الكون والبناء العظيم" حول حقيقة الجاذبية ونشأة وبنية الكون مع مفاهيم نظرية الأوتار الفائقة.

جدول (1): مقارنة بين مفاهيم نظرية البناء العظيم حول نشأة الكون مع مفاهيم نظرية الأوتار الفائقة.
[TABLE="class: grid, width: 500, align: center"]
[TR]
[TD]وجه المقارنة[/TD]
[TD]النظرية المقترحة[/TD]
[TD]نظرية الأوتار الفائقة[/TD]
[/TR]
[TR]
[TD]الإيمان بالخالق[/TD]
[TD]· عقيدة أساسية الإيمان بالخالق العظيم سبحانه وتعالى.[/TD]
[TD]· انكار وجود الخالق.[/TD]
[/TR]
[TR]
[TD]الدليل التجريبي[/TD]
[TD]· قوة الملائكة قوة غيبية لا تخضع للبحث التجريبي.
· آثار قوة الملائكة يمكن استشعارها وقياس نتائجها بشكل طبيعي.[/TD]
[TD]· قوة التاكيونات افتراضية يستحيل اثباتها تجريبيا.
· آثار قوة الجاذبية قادت العلماء إلى تفسيرات معقدة واستنتاجات فلسفية تفتقد للربط الصحيح بالواقع.[/TD]
[/TR]
[TR]
[TD]سرعة التأثير[/TD]
[TD]· سرعة غير محدودة نظرا لعظمة المخلوقات التي تقوم بالمهمة وهي الملائكة.[/TD]
[TD]· كانت سرعة الضوء هي سقف السرعات، إلا أنهم تجاوزوها بافتراضات فلسفية تهدم النظرية ونواتجها.[/TD]
[/TR]
[TR]
[TD]مكونات قوة الجاذبية[/TD]
[TD]· قوة الرافعية أو الماسكية في رفع الكون بلا عمد مرئية.
· قوة الهبوط والتردي على أسطح الأجرام السماوية.[/TD]
[TD]· الجاذبية إحدى القوة الأربعة الأساسية لكن السير في طريق المشكلة أدى إلى تعقيد فهم قوة الجاذبية وتفسيرها تفسيرات فلسفية متوهمة.[/TD]
[/TR]
[TR]
[TD]الانسجام مع قوانين كيبلر[/TD]
[TD]· توافق عام: فالكوكب عديم الكتلة بالنسبة للملك، ورفع الملك للكوكب يجعله منفردا حول الشمس لا يتاثر بغيره من الكواكب (مثلا).[/TD]
[TD]· استحالة تحقق شروط كيبلر. بينما لا تزال المعادلات تستخدم في تقريب الحسابات.[/TD]
[/TR]
[TR]
[TD]الثقوب السوداء والمادة الممسكة بالكون[/TD]
[TD]· لا ثقوب سوداء، بل مخلوقات نورانية عظيمة أو قوة غيبية تحمل الكون وتمسك به من الانهيار.[/TD]
[TD]· بالرغم من أن الثقوب السوداء مبنية على حسابات النسبية العامة المشكوك فيها، وأن تلك الثقوب تصلح للنجوم وليس للكون حسب الفيزيائيين ... إلا أنها كانت من أسس التفكير لتفسير حقيقة الجاذبية... دون طائل.[/TD]
[/TR]
[TR]
[TD]توسع الكون[/TD]
[TD]· مقبول للتعبير عن نمو الكون بعد الخلق الابتدائي المحكم.[/TD]
[TD]· مبني على انفجار مبدئي يسمى بالانفجار العظيم تم بالصدفة، وبنيت عليه نظريات التوسع والانكماش التي لا تكاد تقوى على الاستمرار.[/TD]
[/TR]
[TR]
[TD]الزمان والمكان[/TD]
[TD]· الاكتفاء بالمفهوم البسيط للزمان والمكان المطلقين الحقيقيين دون الحاجة لمفهوم الزمكان المنحني لأينشتين، ولا لتعدد الأبعاد والعوالم إلا عوالم الغيب الثابتة في الدين مثل الملائكة والجن.[/TD]
[TD]· شطحات كبيرة فيما يخص الزمان والمكان: أولها مفهوم الزمكان المعقد لأينشتين، وانحناء الزمان والمكان والضوء!! ثم تعدد الحلول الرياضية من شطحات لا داعي لها مثل أن الزمان التخيلي هو الحقيقي وان الزمان الحقيقي هو مجرد وهم من صنع خيالنا!! (كما قال ستيفن هوكن).[/TD]
[/TR]
[TR]
[TD]هل من زمان ومكان قبل خلق الكون[/TD]
[TD]· نعم فالكون حادث، وكان قبله الماء، وقبل ذلك كان الخالق العظيم الأول بلا بداية والآخر بلا نهاية.
· وهناك زمان ومكان غيبي لا نعرف عنه شيء إلا ما ورد في النصوص الشرعية من قرآن وسنة صحيحة. أفلا نعود إلى الله في فهم ما خلق؟[/TD]
[TD]· يدعون أنه لا زمان ولا مكان قبل بدء الكون؟؟؟.
· ويدعون أنه لا زمكان خارج الكون؟؟؟
· وهي ادعاءات باطلة نتجت عن السير في طريق المشكلة فيما يخص حقيقة الجاذبية، ونتج عن ذلك تعقيدات ليست من الحق.[/TD]
[/TR]
[TR]
[TD]الانفجار العظيم[/TD]
[TD]· مرفوض... فالكون بناه الخالق عز وجل بناءا عظيما محكما دقيقا بالحق من أول لحظة {فارجع البصر هل ترى من فطور}.
· والبديل هنا هو مفهوم البناء العظيم: فالكون منذ أن خلقه الله كان يأخذ الشكل المعروف الآن، ثم أخذ ينمو ويتشكل في بعض أجزاءه ليحقق مراد خالقه سبحانه وتعالى فيما يستجد من أحداث.[/TD]
[TD]· الانفجار الكبير عقيدة أساسية في نظرية نشأة الكون عند الملحدين، مع دقة متوهمة في توسع الكون بشكل هائل في أول فيمتو ثانية! بعدها بدأت عصور نشأة الكون المتوهمة أيضا. وقد جاءت نظرية الأوتار الفائقة المبنية على ما يسمى نظرية كم الجاذبية لتلغي الانفجار وتوابعه لصالح أبدية الكون.[/TD]
[/TR]
[/TABLE]


  • مراجع:
1) Krauss, L. (2012): A Universe from Nothing. Free Press, 224p.
2) المدهون، مي بنت حسن محمد (2009): الملائكة والجن – دراسة مقارنة في الديانات السماوية الثلاث (اليهودية – النصرانية – الإسلام).رسالة دكتوراه، جامعة أم القرى – مكة المكرمة، السعودية، 469 ص.
3) https://www.dorar.net/aqadia/1658
4) http://fatwa.islamweb.net/fatwa/index.php?page=showfatwa&Option=FatwaId&Id=20657
5) Hoyle, "A New Model for the Expanding Universe," MNRAS 108 (1948) 372.
 
التعديل الأخير:
[FONT=&quot]الإخوة الأكارم رواد الملتقى[/FONT]
[FONT=&quot]السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.... وبعد[/FONT]
[FONT=&quot]فإنني أعتذر لأنني شغلت أذهانكم بقضية علمية جافة من قضايا العلوم الطبيعية حول حقيقة الجاذبية ونشأة الكون في هذا المقال الثانيمن سلسلة "في مواجهة العولمة الإلحادية"... وقد ذكرت في ثنايا المقال هدفي من طرح هذه القضية هنا في محفل يرتاده غالبا أساتذة مهتمين بالعلوم الشرعية، وهذا الهدف هو تفضل السادة أساتذة الشريعة بإبداء آرائهم حول النقاط التي تحتاج إلى الفتوى ضمن سياق المقال، وذلك توطئة لطرح ما يناسب من هذه النقاط للبحث الشرعي الجاد خدمة للهدف الأسمى للقضية وهو: مواجهة العولمة الإلحادية.... فالفكر البشري خصوصا في جوانب العلوم الطبيعية غارق في مستنقع الإلحاد فيما يرتبط ببدايات الأشياء ((مثل: نظرية دارون عن التطور العضوي، وقانون بقاء المادة في الكيمياء، وهنا قوانين الجاذبية، وعلم الأنثروبولوجي... وغيرها كثير))... من هنا أنتظر تجاوبكم مع مقالي.[/FONT]

[FONT=&quot]وسوف أقتبس بعض النقاط المطلوب طرحها للنقاش بوضع كل نقطة في تعليق مستقل هنا منتظرا ردودكم الكريمة... وبالله التوفيق:
[FONT=&quot]تتعدد نظريات نشأة الكون، وكذلك يتعدد ما يرتبط بهذه النشأة من قوى ومفاهيم وأرقام وثوابت كونية وضع العلماء لها الكثير من المعادلات والقوانين، ويمكن التمييز في الكون شاسع الامتداد بين الكون المدرك (الذي تدركه وترصده الأجهزة الفلكية – والذي وضع اينشتين له حدا هو وصول الأجرام السماوية في سرعتها النسبية بالنسبة للناظر من الأرض إلى سرعة الضوء)، وبعد ذلك يوجد الكون الغيبي (أو الغير مدرك بالنسبة للبشر)... وتمثل هذه القضية بحد ذاتها بعدا غيبيا يتحقق فيه معنى الآية الكريمة [/FONT]{[FONT=&quot]وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا – 85 [/FONT]}[FONT=&quot] سورة الإسراء، وبالتالي تنتهي حدود العلم المادي الطبيعي، [/FONT][FONT=&quot]وننتقل بالضرورة إلى الحاجة الشديدة للعلم الغيبي عند هذه النقطة.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]


فهل تلك الحاجة للعلم الغيبي جديرة بتقوية التعاون بين العلوم الطبيعية والعلوم الشرعية أم لا؟.... فإذا كانت الإجابة بالإيجاب: فهاهنا نقطة من نقاط التعاون نرجو استغلالها.
[/FONT]
 
الاخ الفاضل رغم ان سؤالك موجه لاهل العلوم الشرعيه ، وانى متخصص فى علم الادويه
اعتقد اننا فى عصر العلوم وليس هناك اى تعارض بين علم صحيح ثابت ونصوص القرءان بفهم صحيح بل كثير من مستجدات العلم تؤكد يقينا ان القرءان حق وصدق من عند الله .
مؤكد افتراضات الانفجار العظيم ، مجرد ظن ووهم والله تبارك وتعالى اخبر انه لم يشهد احدا خلق الكون ، وما اخبر به من طبيعة الكون انه بناء وانه فى اتساع وان السماوات والارض مخلوقات مطيعه لله ، كل ذلك من خلال ايات محكمات . يؤكد بطلان نظرياتهم التى تسعى لانكار الخالق ورغم وجاهة الاستنباط بدور الملائكة لكن اظن الاسلم انه ليس هناك حاجة لاقحام موضوع غيبى مثل هذا ، ويكفينا الايمان ان الله كل شىء قدير ، وهو يمسك السماء والارض ان تزولا ، وانه المقدر والفاعل لكل شىء .
 
أخي الكريم د.أحمد شاكر
جزاكم الله خيرا على المرور والتعليق الكريم

جاء في المقال أهمية التفكر في قوله تعالى من سورة الروم: {[FONT=&quot]أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا فِي أَنْفُسِهِمْ[/FONT][FONT=&quot] مَا خَلَقَ اللَّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ وَأَجَلٍ مُسَمًّى وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ بِلِقَاءِ رَبِّهِمْ لَكَافِرُونَ - 8[/FONT]}... والمقابلة هنا بين تفاصيل خلق الإنسان وتفاصيل خلق السماوات .... فالإنسان خلق بنفخة من الله تبارك وتعالى فجاء خلقه متكاملا في كل أجزاء الجسم حتى مستوى الجينات... فأنا أعتقد أن خلق أو بناء السماوات قد تم بنفس الإحكام والتكامل في كل أجزائها بناء على الإشارات القرآنية الواضحة، وبناء على المفهوم الدقيق لكلمة ((الحق)) في هذه الآية وفي غيرها.... ومن الحق أن الأشياء التي ترفع يجب أن يكون هناك من يحملها.... وحيث أن الملائكة تقوم بتنفيذ إرادة الله عز وجل في العالمين العلوي والسفلي -كما جاء في أحد المراجع المشار إليه في المقال- فهذا الاستنتاج ليس غريبا بل ويعضده أنهم عليهم السلام يحملون العرش الذي هو أعظم من السماوات .... وهذا الاستنتاج هنا ليس نهائيا بل هو فكرة تحتاج إلى الإجازة العلمية من قبل الأساتذة الكرام أساتذة العلوم الشرعية.... وأنا أنتظر ذلك آملا أن يوفقني الله إلى استكمال هذه الفكرة حتى نهاية الشوط.

أما ما وافقتني فيه من أن الانفجار العظيم وهم كبير... فأنا أشكرك على ذلك وأتوقع أن البحث العلمي الشرعي الجاد في هذا المضمار يمكن أن يوصلنا إلى حقائق كبيرة تجعلنا نقود هذه الفكرة لهداية البشرية إلى الإيمان بالخالق العظيم سبحانه وتعالى.... وقد التقيت بزميل في قسم الرياضيات له بحث عن تخيل رائع لبنية السماوات السبع والأرضين السبع، ويقول في هذا البحث أننا كمسلمين لدينا في هذا المضمار ما ليس لدى غيرنا من الحقائق، فلا يوجد لدى الحضارات الأخرى مفهوم السماوات السبع، على الأقل بالكيفية الواردة بالقرآن الكريم.... لذلك فإنني أرى أن نتعاون (علماء الشريعة وعلماء الطبيعة المسلمين) لتدقيق هذا المفهوم الذي يمكن أن نطلق عليه (((البناء الأعظم The Geatest Construction))) وليس فقط البناء العظيم.
 
عودة
أعلى