في مواجهة العولمة الإلحادية: (1) نقد نظرية الأوتار الفائقة نموذجا
بقلم: د. سعد كامل – أستاذ مشارك في الجيولوجيا – الإسكندرية – مصر
[email protected]
بقلم: د. سعد كامل – أستاذ مشارك في الجيولوجيا – الإسكندرية – مصر
[email protected]
- إشكالية حقيقة الجاذبية؟
ويؤثر على ذلك القبول أو الرفض مجمل التوجهات الحضارية لعموم البشرية، ففي أوقات سيادة أو طغيان الحضارة المادية تنتشر المفاهيم الإلحادية الرافضة للقوة الإلهية، وتصاغ بعض المفاهيم العلمية (مثل: قانون بقاء المادة، والتطور العضوي لداروون، والانفجار العظيم، والأنثروبولوجي) على خلفية من الإلحاد -كما يحدث هذه الأيام خصوصا منذ عصر النهضة الأوربية الحديثة-، بينما يدخل العلم محراب العبادة وتقوية الإيمان بالخالق العظيم في فترات سيادة عقيدة التوحيد الخالص -كما حدث في عصور ازدهار الحضارة الإسلامية-... وبناء على ما تقدم وحيث أن الأمة الإسلامية في أيامنا هذه تتلمس خطواتها نحو النهضة من جديد، فإننا نجد الكثير من المفاهيم العلمية وقد صُبِغَتْ بالصبغة الإلحادية.. نجد هذه المفاهيم تتعارض مع صريح النصوص الدينية فيجب علينا العمل على تطهير الفكر البشري من تلك المفاهيم الإلحادية بما يزيد من اقتراب عموم البشر من الخالق العظيم سبحانه وتعالى، ويفتح الطريق نحو رجوع الناس إلى دين الله أفواجا بإذن الله عز وجل ورعايته.
من هنا يتخذ كاتب هذه السطور موضوع "حقيقة الجاذبية" باعتباره نموذجا من نماذج تشويش الفكر البشري بواسطة العلماء الماديين... وبالتالي فإن هدف المقال الحالي يتلخص في كشف حقيقة فكر هؤلاء الماديين فيما يخص "حقيقة الجاذبية"، ومن ثم تقديم بديل علمي إيماني واضح لبناء الكون (في الجزء الثاني من هذه السلسلة) في ضوء الإشارات الواضحة في القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة.... ويرجو الكاتب أن يتيسر لهذه المعاني المستقاة من كلام الله عز وجل ومن سنة نبيه صلى الله عليه وسلم، أن يتيسر لها من المتخصصين المؤمنين الذين يقومون بإعادة حسابات القوى في الكون بناء على تلك المفاهيم ... وبالله التوفيق.
بدأ اهتمام كاتبنا بموضوع "الجاذبية" منذ أكثر من ثلاثة عقود، وذلك أثناء دراسته للماجستير بجامعة الملك فهد للبترول والمعادن بالظهران بالسعودية، حيث جاء في يإحدى المحاضرات أن القوى الأساسية في الكون أربعة قوى: القوة المغناطيسية، والقوة الكهربية، والقوة النووية (الضعيفة والقوية)، وقوة الجاذبية؛ وقد استطاع البشر فهم حقيقة القوى الثلاثة الأولى وتم توظيفها في تطبيقات علمية مفيدة للبشرية، بينما بقيت قوة الجاذبية غير مفهوم حقيقتها فلم تخرج تطبيقاتها لفائدة البشر عن التطبيقات البدائية كالروافع البسيطة (مثل بكرة الرفع)... وبعد تلك المحاضرة بعشرة سنوات قرب نهاية تسعينيات القرن العشرين كانت محاضرة أحد أساتذة الفيزياء النووية بالنادي الأدبي بالرياض بالسعودية بعنوان: "الشكل النهائي للنظرية".... وقد استعرض المحاضر –بانبهار واضح- أهم أفكار عالم الفيزياء النظرية (ستيفن هوكن) التي قدمها في كتابه "موجز تاريخ الزمن" (1)، ويهدف هوكن إلى صياغة نظرية فيزيائية موحدة تجمع كل القوى الفاعلة في الكون ضمن صيغة نهائية موحدة.
وكانت حقيقة قوة الجاذبية أهم عقبة في طريق هوكن نحو ذلك التوحيد... ومن هنا انطلق هوكن بالخلفية الإلحادية التي اتضحت أكثر في كتابه التالي: "التصميم العظيم" (2) والذي نص فيه بوضوح على أن الكون يعمل بذاته ولا يحتاج إلى وجود قوة خالقة عظيمة، بل وأعلن ذلك صراحة في محاضراته (3).... وقد بالغ هوكن (ومن يسير على دربه) في تحويل النظرية الفيزيائية إلى مفاهيم فلسفية ليس لها أية أدلة تجريبية -مخالفا بذلك أكبر الأسس العلمية التي وضعها العلماء الماديين أنفسهم-؛ وجاءت نظريات الأوتار الفائقة لتفسير الجاذبية في صورة صيغ فلسفية رياضية ذات صبغة علمية ... قالوا أن الأوتار التي تمسك بالكون هي جسيمات افتراضية حجمها أقل من مائة مليار جزء من نواة الذرة، ويمكنها حمل أطنانا مضروبة في الأس 30 على مسافات لا نهائية!!!.
وظهرت عشرات الأفلام الوثائقية على يوتيوب وغيره من المواقع لدعم وتأكيد تلك النظريات الإلحادية حول حقيقة الجاذبية، وحول نشأة الكون، ناهيك عن مفهوم الزمكان الذي صَدَرَهُ لنا أينشتين في نظريته للنسبية الخاصة والعامة، وكذلك مفهوم الانفجار العظيم حول نشأة الكون، بل وافترضوا وجود أكوانا متعددة، وبالغت نظرياتهم في عدد أبعاد الكون التي تتطلبها الحلول الرياضية لتلك الأوتار المزعومة فمنها ما يتطلب عشرة أبعاد (بزيادة 6 أبعاد منقعصة في حيز متناهي في الصغر عن الأبعاد التي نعرفها: 3 للمكان ورابع للزمن) بل والبعض الآخر يتطلب 26 بعدا!!
من هنا يتضح الشطط العلمي الذي ذهبت إليه تلك النظريات في تقديم حلولا فلسفية ليس لها أدلة تجريبية حول حقيقة قوة الجاذبية وحول نشأة الكون، وبناء عليه ينادي كاتب هذه السطور بضرورة الوقوف بقوة للتصدي لتلك النظريات الإلحادية، والبحث عن بدائل حقيقية للصيغ المتوهمة أنها حلولا علمية لقضية حقيقة الجاذبية ونشأة الكون... وكما سيتضح من النقد الموجه لهذه النظريات من كبار العلماء الفيزيائيين -فيما بعد-، فإن كاتبنا ينادي بضرورة التعاون بين العلم والدين للوصول إلى حقائق الأشياء، وذلك بالرغم من العقبة الكبيرة التي يضعها العلماء الماديين –وانطلت للأسف على معظم العلماء المؤمنين إن لم يكن كلهم- وهي ضرورة وجود دليل مادي تجريبي لكل قاعدة علمية... بل يتمنى كاتبنا أن ينتشر في الأوساط العلمية مفهوم الحقيقة الإيمانية الواردة في قوله تعالى في سورة الإسراء: {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا - 85} حتى لا يتكبر العلماء الماديين ويظنون أنهم يعرفون كل شيء.
- مفهوم الجاذبية في الفكر المادي:
أما أينشتين في نظريته للنسبية العامة (1915) فقد قدم مفهوما مختلفا للجاذبية باعتبارها مجالا يتكون بسبب انحناء الزمكان، وينص على أن "الجاذبية ليست قوة -كما قال نيوتن- بل هي ظاهرة جبلية في الزمكان المنحني، وبالتالي تنتقل تأثيراتها بسرعة أكبر من سرعة الضوء!!" مختلفا مع نفسه فيما افترضه من أن أعلى سرعة في الكون هي سرعة الضوء!!... ومع التوسع في اكتشاف مكونات الذرة من جسيمات محسوسة كالإلكترونات والبروتونات والنيترونات، أو جسيمات افتراضية كالبوزيترونات وغيرها اعتبارا من منتصف القرن العشرين؛ فقد ظهر في سبعينيات القرن العشرين ما يعرف باسم "الجرافيتون" كجسيم افتراضي يقوم بدور الجاذبية بين الأجسام، وبرز في هذا المضمار الفيزيائي البريطاني ستيفن هوكن صاحب فكرة النظرية الفيزيائية الموحدة وأحد أبرز أصحاب فكرة نظرية الأوتار الفائقة لتفسير قوى الجاذبية.
مشاهدة المرفق 11779
شكل (1): موجز نظريات الجاذبية (الثقالة) نقلا عن الحاج عبد (5).
وقد قدم المهندس جلال الحاج عبد عرضا موجزا لنظرية الأوتار الفائقة Theory of Superstrings (شكل 1)، واستعرض خصائص نظريات الأوتار، وقد أوضح أن تلك النظريات من النظريات الأساسية في تفسير القوى الفائقة، وأضاف أن من المفاهيم الأساسية التي يجب الوقوف عليها عند التعامل مع نظريات الأوتار الفائقة ما يلي: التناظر الفائق (ٍSuper Symmetry)، والثنائيات (Duality)، والثوابت المزدوجة (Coupling Constants)، وأبعاد الفضاء الذي يتجلى في المفهوم الرياضي D-brane.
وأوضح أن التناظر الفائق يشير إلى وجود رابطة بين كتلة الذرة وحاملات القوى (لكل بوزون فرميون)، وقد بدأت نظريات الأوتار للبوزونات فقط ثم استحدثت الجسيمات الافتراضية الأخرى (الفرميونات) واستحدثت أيضا جسيمات تسمى بالتاكيونات (5)، كل ذلك على أساس من التواؤمات الرياضية لتحقيق متطلبات إمساك تلك الجسيمات الافتراضية المزعومة بأبعاد الكون الهائلة وفق خيالات أصحاب تلك النظريات.
وبعد استعراض أهم خصائص نظريات الأوتار الفائقة؛ قدم الحاج عبد (مرجع سابق) في كتابه المختصر تعقيبا مهما حول مستقبل النظرية الشاملة للفيزياء في ظل الرياضيات المعاصرة كما يلي: "تتجلى عظمة وصعوبة النسبية العامة في رياضياتها المعقدة التي جعلت هذه النظرية للمتخصصين فقط، ومطالعة النسبية العامة دون النظر إلى محتواها ومفاهيمها الرياضية يحولها إلى نظرية كلامية فلسفية، وهذا ما نلاحظه عند التعامل مع ميكانيكا الكم "المعقدة" وميكانيكا نيوتن "المبسطة". كذلك الرياضيات المعقدة في نظرية الأوتار الفائقة التي تفوق في التعقيد رياضيات النسبية العامة جعلت هذه النظرية تجتاز الواقع وتصبح ضربا من الخيال."
ومن ثم يخلص الحاج عبد (مرجع سابق) إلى خمسة احتمالات لمستقبل تلك النظرية:
1. بناء نظم رياضية جديدة متطورة ومغايرة للنظم المعاصرة، وهذه إما أن تكون بسيطة فنتائجها كذلك بسيطة، وإما أكثر تعقيدا فلا من جديد!
2. تحويل النظرية الفيزيائية إلى نظرية كلامية فلسفية: ويقول أنه مهما تطورنا في هذا المجال لا يمكن الاعتماد عليه وذلك لعدم خضوعه للتجربة.
3. الاستعانة بعالم الغيب والقوى الغيبية: ويقول أنه لم يجرب الإنسان هذا المجال في القضايا العلمية، وهذا مرهون بالتحديات الزمنية القادمة.
4. دمج العلوم الرياضية بالعلوم الفلسفية: ويقول أن هذا ما جربناه وكانت نتائجه نظرية الأوتار الفائقة، وبنظري عدنا من حيث بدأنا!
5. دمج العلوم الرياضية والفلسفية والغيبية.
من هنا يمكن القول أن هذا التناول لقضية الجاذبية قد أخذ المختصين بعيدا في مضمار المشكلة التي تفاقمت وأنتجت لهم مشاكل جديدة، فلما حاولوا علاج المشاكل الجديدة أقحموا أنفسهم في مشاكل أكبر؛ بالرغم من أنهم كان يمكنهم الأخذ بحلول أبسط لنفس المشكلة فنتقدم في مجال الحل بدلا من حبس أنفسنا في إطار المشكلة!!
ولعل المثال التالي على سير البشر في إطار المشكلة وليس الحل يوضح ما نقصده: يذكر أن وكالة ناسا الأمريكية صرفت ملايين الدولارات لابتكار قلما جافا ذو بلية دوارة يكتب في ظروف انعدام الوزن وتحت أقسى ظروف الحرارة والبرودة.... فهم هنا عاشوا في إطار المشكلة وهي: "كتابة رواد الفضاء بقلم جاف".... لكن رواد الفضاء الروس لم يعيشوا في المشكلة بل عاشوا في الحل وهو: "الكتابة".... فأخذوا معهم أقلاما رصاص!
ويرى كاتب المقال الحالي أن علماء الفيزياء النظرية والفلك قد ساروا في مضمار تعقيد مشكلة مفهوم الجاذبية وفق النقاط التالية:
· بداية نظروا إلى الشمس والأرض مفترضين أن الشمس تجذب الأرض والعكس، وبالتالي فلا الأرض تقع على الشمس ولا الشمس تقع على الأرض... ويمكن أن يكون ذلك صحيحا بالحساب البسيط للقوة المؤثرة هنا وفق قوانين نيوتن وكيبلر... لكن ألا يوجد احتمالات أخرى لتفسير تلك القوة بشكل أقل تعقيدا، وماذا لو أن الأمر في حقيقته رفعا وليس جذبا؟ وهل طبيعة القوة بين الأجرام السماوية هي نفسها قوة الهبوط أو التردي على سطح كل جسم سماوي مثل الأرض وما يقع عليها من أشياء؟
· وعلى مستوى المجرات التي تضم كل منها تجمعا من النجوم يصل إلى حوالي تريليون نجم، وتتجمع تلك النجوم بالمجرة في شكل قرص هائل (يقطع الضوء بسرعته المعروفة من طرف المجرة للطرف الآخر في حوالي 100 ألف سنة) ويدور هذا القرص من النجوم بسرعة هائلة... هنا افترض العلماء أن الذي يتحكم في ذلك كله هو قوة الجاذبية، لكنهم لاحظوا أن مركز كل مجرة فيه قوة هائلة تؤدي إلى ترابط النجوم فيها وإلى تدوير ذلك الهيكل الضخم بانتظام بالغ الدقة.... هنا سلك العلماء مسلك المشكلة أيضا عندما افترضوا وجود ثقبا أسودا في مركز كل مجرة... وعندما احتاروا في تمييز حقيقة تكوين ذلك المركز وصفوه بأنه هو المادة السوداء أو المادة المعتمة التي تسيطر على المجرة بل على الكون كله، وجاءت فرضيات الأوتار الفائقة لتحدد الجسيمات الافتراضية الممسكة بالكون (التي هي أصغر بمائة مليار مرة من نواة الذرة) المسماة بالتاكيون والتي يصفها العالم لورانس كراوس (6) أنها لا شيء... مؤكدا أن أكثر من 90% من مادة الكون تتكون من هذا اللاشيء!!... ألم يكن حريا بهم أن يستفسروا عن خالق هذا الكون العظيم وحكمه سبحانه وتعالى في هذه الأمور؟
· ويتكون الكون المدرك من حوالي 170 ألف مليون مجرة تتجمع في تجمعات مجرية، والتجمعات المجرية تتجمع في عناقيد مجرية ضخمة، وبعضها يكون سورا عظيما في الفضاء... لكن هذه المجرات ثبت أنها تتباعد بمعدلات مساوية لقوى الشد في الكون (الجاذبية)، ولو كان هذا التباعد بمعدلات أكبر من قوى الشد لأصبح الكون يتمدد إلى ما لا نهاية، ولو كان أقل لانكمش الكون لاحقا وانتهى... ومن هذه الملاحظات برزت نظرية الانفجار العظيم لتفسير نشأة الكون، التي أصبحت في أيامنا هذه عقيدة يؤمن بها العلماء بقوة دون أن يدركوا أن تلك النظرية من نواتج السير في مضمار المشكلة (وليس الحل) فيما يخص نشأة الكون وبالتالي فيما يرتبط بحقيقة الجاذبية.... لكن ألا يجب أن يلتفتوا إلى أن خالق ذلك الكون سبحانه وتعالى قال في كتابه الكريم: {وَالسَّمَاءِ وَمَا بَنَاهَا - 5} سورة الشمس.
· والآن دعونا ننظر ونتفكر في هذه النقاط بإيجاز:
o ماذا لو كانت السماوات تقوم على الرفع وليس الجذب؟
o هل القوة بين الأجرام السماوية هي نفسها قوة الهبوط على كل جرم؟
o ما سبب تجمع النجوم في المجرة؟
o وما طبيعة المادة التي تمسك بها وتجعلها تدور؟ أو بالأحرى من الذي يحمل الكون؟
o ما هي الحقيقة فيما يخص نشأة الكون؟
o وهل الانفجار العظيم حقيقة صحيحة أم أنها نظرية تحتمل الخطأ؟
يبدو أن الإجابة على هذه الأسئلة بطريقة صحيحة تتفق من ما ورد في القرآن والسنة، وتتفق حتى مع ما ورد في الكتب السماوية (غير المحرفة)، يبدو أن ذلك يعتبر طريق الحل فيما يخص قضية حقيقة الجاذبية وما يرتبط بها من أمور حول طبيعة القوى السائدة في الكون وحول نشأة ذلك الكون الكبير.
- نماذج من النقد الموجه لأفكار نظرية الأوتار الفائقة:
· استعرض موقع ويكبيديا الشهير (7) أهم أفكار نظرية الأوتار ثم أتبعها بالتحليل التالي المنسوب إلى جون شوارتز، أستاذ الفيزياء بمعهد كاليفورنيا التقني )كالتيك) الذي يقول أنه هناك العديد من الصعوبات التي تواجه نظريات الأوتار، منها:
1. ذلك الجسيم عديم الكتلة) الوتر) عبارة عن جسيم ذو كتلة افتراضية تخيلية وتم إطلاق تسمية تاكيون على هذا الجسيم) الذي تفرزه الرياضيات إلزاميًا) ولا ينتمي إلى مجموعة الجسيمات التي يصادفها المرء في العمليات النووية.
2. إن تماسك النظرية رياضيًا يتطلب أن يكون الزمكان ذا أبعاد أكثر من أربعة.
3. عشرة أبعاد إضافية مسألة خطيرة جدًا في مجال توصيف الجسيمات النووية، ذلك أنه من المعلوم حق العلم أنه يوجد ثلاثة أبعاد مكانية وواحد زمني، وأن الموقف لا يحتمل مطلقا أبعادًا إضافية.
4. إحدى المسائل البارزة في برنامج الأوتار الفائقة هي مسألة تحديد الشكل الخاص الذي تتخذه الأبعاد الإضافية في التفافها على نفسها.
5. النظرية ليست مفهومة فهماً كاملاً والمشكلة الكبرى تكمن في محاولة فهم لماذا يجب أن يكون واحد من هذه الحلول أفضل من سواها. لا يوجد في المرحلة الراهنة أية طريقة للاختيار بين هذه الحلول سوى القول بأن أحدها يتفق مع الطبيعة بشكل أفضل من غيره لكن لا يوجد معيار رياضي لاختيار الأفضل.
6. صعوبة التعويل على فكرة أن العالم قائم حقا على مبادئ رياضية وأنه يوجد تفسير منطقي لكل شي، والرياضيات طريقة لوصف الأشياء بشكل منطقي.
7. صعوبة، بل استحالة، اختبار النظرية بصورة عملية في المختبر بسبب الحيز الذي هو عبارة عن مسافات بالغة الصغر.
· موقع مسيحي شهير كتب مقالا استلهم عنوانه من سفر التكوين: "في البدء كان هوكن، والمنطق انتهى"، ثم شرع الكاتب في شرح كيف أن هوكن في نهاية حياته يحاول التخلص من وجود الله بأي شكل وبأي ثمن ليبني مجدا شخصيا (8).
· كتب أحد كبار الفيزيائيين في العالم وهو البروفيسور راسل ستانارد في الجارديان يقول: إن فلسفة -هوكن- هي تحديدا ما أعارضه فهي كما وصلتني مثال واضح على التعالم –ساينتزم -فطرح أن العلم هو مصدر المعلومات الوحيد وأننا لدينا فهم كامل لكل شيء هو هراء بل وهراء خطير أيضا فهو يشعر العلماء بالكبر والغرور بشكل مبالغ فيه (9).
· ويضيف ستانارد: نظرية الأوتار تحتاج لمصادم هيدروني بحجم مجرة لاختبارها وهذا غير ممكن...حسنا لو قلنا - طبقا للنظرية إم - ان الكون خلق نفسه فمن أوجد النظرية إم؟ ومن أوجد القوانين الفيزيائية الخاصة بها؟...ورغم ذلك فلا توجد لها معادلة فيزيائية حتى الآن! أطلب منهم أن يكتبوا معادلة فيزيائية ...لن يفعلوا لأنهم ببساطة لا يمتلكونها (9).
· كتب صاحب صفحة موجز تاريخ الحقيقة على الفيس بوك في منشور بعنوان «الرد على ستيفن هوكن ونقد التصميم العظيم» يقول: وعندما تفتش كتاب هوكن من أوله لآخره لن تجده يبرر ذلك إلا بحتمية وجود القوانين !ولا أدري هل الإيمان بأي شيء ممكن إلا الإيمان برب العالمين؟ ولماذا إذا يعارض هوكن من يقول بحتمية وجود الله ويكرر في كل كتبه سؤال من خلق الله؟ (10).
· ويقول: النظرية إم عمليا غير موجودة أصلا، فلا توجد معادلة رياضية واحدة للتعبير عنها (وكل ما يفعله هوكن أن يبشر انها ستكون كذا وكذا (يقول هذا الكلام منذ 30 عاما) هكذا مجردا من المرجع او الدليل) مما دفع البعض لوصفه بنبي ملحد!! (10).
· وباعتراف هوكن نفسه في كتاب (مختصرتاريخ الزمن، 1) أن نظرية الأوتار تكاد تتساوى مع القول بأن الكون محمول على ظهر سلحفاة- كما زعمت سيدة من الجمهور في إحدى محاضراته- فكلاهما بلا دليل يمكن إثباته.
· روجرز بنروز الفيزيائي الشهير الذي أثبت مع هوكن حدوث الانفجار الكبير يقول: على عكس ميكانيكا الكم فإن النظرية إم لاتملك أي إثبات مادي إطلاقا (11).
· البروفيسور باول ديفيز الفيزيائي الإنجليزي كتب في الجارديان منتقدا هوكن بشدة: تبقى القوانين المطروحة غير قابلة للتفسير! هل نقبلها هكذا كمعطى خالد؟ فلماذا لانقبل الله؟ حسنا وأين كانت القوانين وقت الانفجار الكبير؟ إننا عند هذه النقطة نكون في المياه الموحلة (11).
· جريدة الإيكونومست أفردت حديثا عن كتاب هوكن ووصفت كلامه بالغير قابل للاختبار..مضيفة: يبدو أن الفلسفة حلت محل العلم (11).
· دون بيج الفيزيائي الكندي الذي كان تلميذا لهوكن يقول :أتفق بكل تأكيد مع القول بأننا حتى لو تمكننا من الحصول على صياغة كاملة للنظرية إم وثم ثبتت أيضا صحتها فهذا لا يتضمن أبدا أن الله لم يخلق العالم (12).
· د.هاميش جونستون محررموقع عالم الفيزياء يعبر عن خوفه من تأثر الدعم الحكومي للبحث العلمي في بريطانيا تبعا لتصريحات هوكن فيقول :توجد فقط مشكلة صغيرة وهي ضحالة الدليل التجريبي للنظرية إم .بمعنى آخر فهناك عالم كبير يخرج بتصريح للعامة يتحدث فيه عن وجود الخالق اعتمادا على إيمانه بنظرية غير مثبته ... إن الفيزياء بحاجة لدعم العامة حتى لا تتأثر بتخفيض النفقات وهذا سيكون صعبا جدا إذا ظنوا أن معظم الفيزيائيين يقضون وقتهم في الجدال عن ما تقوله نظريات غير مثبتة عن وجود الخالق (13).
· الدكتور زغلول النجار ألمح أن هوكن يعاني من اضطراب وتشوش وقال :إذا كان هناك قانونا للجاذبية فمن الذي وضعه وأوجده؟ (14).
- فاسألوا أهل الذكر:
أما إذا أخذتك سفينتك إلى شاطيء أساطين العلم المادي المعاصر، الذين تتفشى فيهم العصبية المادية الإلحادية –إلا قليلا من المؤمنين بالخالق العظيم- .... فهاهنا تتلاطم الأمواج، وتشتد الرياح حتى يكاد المركب أن ينقلب من شدة الاختلافات، هاهنا تجد علوما تنطلق من أغوار الفكر المادي التجريبي الذي لا يقبل أي تعاون مع الدين، بل يعتبر الدين من الأساطير، وإذا تمعنت بدقة بين السطور تجدهم ينكرون الحقيقة الكبرى حول أن للكون خالقا عظيما، ناهيك عن التعالي والكبر الذي يعاملونك به باعتبارك متدينا متخلفا، ويلقون إليك بالفتات العلمي الملوث بفيروسات الإلحاد مع الكثير من التفضل والمن أنهم ينعمون عليك بهذا الغثاء!!! لكن يبرز هنا السؤال: هل هؤلاء الملحدون يمكن اعتبارهم من أهل الذكر؟
نعم تأخذك الحيرة حول المفهوم الصحيح لأهل الذكر؛ ومَنْ بالضبط مِنْ طوائف العلماء يمكن اعتباره من أهل الذكر؟ وما هي صفات أهل الذكر؟
هنا تعود إلى شاطيء الراحة والطمأنينة والاعتدال، تعود إلى شاطيء أهل الذكر الحقيقيين من علماء الشريعة الغراء، فتجد عندهم مبتغاك.... وذلك في فهم قوله تعالى في سورة النحل: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالًا نُوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ -43- بِالْبَيِّنَاتِ وَالزُّبُرِ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ - 44}، وقوله تعالى في سورة الأنبياء: {وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ إِلَّا رِجَالًا نُوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ - 7}. فالكلام من القرآن المكي موجه إلى مشركي العرب الذين كانوا ينكرون بعثة الرسول صلى الله عليه وسلم بالرسالة، ويطلبون أن يأتيهم ملك من السماء بهذا الوحي، فيؤكد النص القرآني أن الرسل السابقين كانوا بشرا وليس ملائكة، ثم يوجههم أن يسألوا أهل الذكر من أهل الكتاب من اليهود والنصارى في ذلك.
وتتعدد أقوال أهل العلم في مفهوم أهل الذكر:
· جاء في تفسير الطبري عن الضحاك، عن ابن عباس، قال: لما بعث الله محمدا رسولا أنكرت العرب ذلك، وقالوا: الله أعظم من أن يكون رسوله بشرا مثل محمد ، قال: فأنـزل الله {أَكَانَ لِلنَّاسِ عَجَبًا أَنْ أَوْحَيْنَا إِلَى رَجُلٍ مِنْهُمْ} يونس: 2، وقال في سورة النحل: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إِلا رِجَالا نُوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ * بِالْبَيِّنَاتِ وَالزُّبُر}، فاسألوا أهل الذكر: يعني أهل الكتب الماضية.
· وأضاف الطبري في تفسيره أيضا: وقال آخرون في ذلك ما حدثنا به ابن وكيع، قال: ثنا ابن يمان، عن إسرائيل، عن جابر، عن أبي جعفر ( فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ ) قال: نحن أهل الذكر.
· وجاء على موقع إسلام ويب (15) وأهل الذكر هنا هم: أهل الكتاب من الأمم السابقة الذين بعث الله إليهم الرسل، ولكن العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب، كما هو مقرر في أصول الفقه، ولهذا قال ابن عطية: وأهل الذكر عام في كل من يعزى إليه علم. فأهل الذكر هم أهل الاختصاص في كل فن. وعلى هذا، فالواجب على من لا يعلم أن يسأل من يعلم، كما أمر الله تعالى.
· ويذكر الشيخ النابلسي (16) كلاما مفصلا حول أهل الذكر: بداية يؤكد أن أهل الذكر هم العلماء من أهل القرآن الذين يعرفون منهج الله (لأن القرآن يُعَرَّفً أنه الذكر)، ثم يحدد ثلاثة أنواع من العلماء:
o إن أردت أن تتعرف إلى الله, وإلى الذات العلية, وإلى أسماء الله الحسنى. فأنت تحتاج إلى عالم يعرف الله ﴿فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيراً﴾ [سورة الفرقان الآية:59].
o وهناك عالم يعرف خلقه: المتخصصون بالفيزياء, والكيمياء, والرياضيات, والطب, والهندسة, والفلك, وعلم النفس, وعلم الاجتماع, وما إلى ذلك فهؤلاء يعرفون خلقه.
o والمتخصصون بعلم الشريعة يعرفون أمره وذلك إن كان لديك قضية متعلقة بالمنهج: افعل ولا تفعل, متعلقة بالفرض, والواجب, والسنة, والمباح, والمكروه, والحرام.
فأين لي بعالم يعرف الله حق المعرفة، وهو ممن يعرف خلقه في مضمار الفلك، وأيضا يعرف أمر الله فيفتيني؟؟؟
· أما عن صفات أهل الذكر فيضيف الشيخ النابلسي (مرجع سابق):
o علامة المهتدي: أنه يحتسب جهده عند الله, لا يسألك أجرا ﴿اتَّبِعُوا مَنْ لَا يَسْأَلُكُمْ أَجْراً وَهُمْ مُهْتَدُونَ﴾ [سورة ياسين الآية:21].
o والعالم حقيقة هو الذي يبين لك عدالة الله ﴿شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِماً بِالْقِسْطِ﴾ [سورة آل عمران الآية:18].
o وهو الذي لا يخشى في الله لومة لائم ﴿الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالَاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلَا يَخْشَوْنَ أَحَداً إِلَّا اللَّهَ﴾ [سورة الأحزاب الآية:39]. فلو أنهم خافوا من غير الله, فسكتوا عن الحق, وخافوا من غير الله, فنطقوا بالباطل, ماذا بقي من دعوتهم؟
o وهو الذي يصبر على الأذى الذي يصيبه بسبب الدعوة ﴿وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا﴾ [سورة السجدة الآية:24].
- خاتمة:
وقد مر البحث مرورا سريعا على أهم مفاهيم نظرية الأوتار الفائقة لتفسير قوة الجاذبية، موضحا أن تلك النظرية تعتبر ضربا من الخيال، وقد تأكد ذلك من الانتقادات التي وجهت إلى تلك النظرية وإلى كبار مؤسسيها مثل ستيفن هوكن ولورانس كراوس. ومن ثم عرج البحث على استقصاء المفهوم الصحيح لأهل الذكر مستعرضا أهم صفات أهل الذكر من العلماء الربانيين مناديا: أين نجد فيما يخص قضية حقيقة الجاذبية أهلا للذكر تنطبق عليهم كل أو بعض هذه الصفات؟
o هل يمكن لأحد أن ينصحني بالذهاب إلى أهل الاختصاص من الملحدين (أمثال ستيفن هوكن ولورانس كراوس) لسؤالهم حول نشأة الكون وعن حقيقة الجاذبية!! كيف وأنا أعلم أن هؤلاء يرفضون فكرة وجود خالق عظيم لهذا الكون؟؟ بل وقد اعترض عليهم بني جلدتهم!!
o أم يجب علي أن أذهب إلى الأساتذة المنبهرين بهؤلاء الملحدين، من العلماء المؤمنين بوجود الخالق لكنهم غير مستعدين أن يبتعدوا عن أفكار هوكن وغيره لأن أبحاثهم تنبني على تلك الأفكار الإلحادية؟؟
o أم يجب عليَّ الرجوع إلى علماء الشريعة (أهل الذكر الحقيقيين) لمعرفة مفاتيح نشأة الكون الصحيحة، ومن ثم إسقاط المعطيات المعاصرة حول مفهوم الكون الشاسع على تلك المفاتيح حتى نخرج بالمفهوم الأقرب للصواب من بين ثنايا ذلك التراث الضخم؟
نعم هذا هو الطريق.... وقد أسلكه بمفردي باديء ذي بدء.... لكنني على يقين أن الله سوف يقيد الكثير من العلماء لحمل هذه الفكرة ودعمها حتى تثبت وتتمكن من أعماق قلوب جميع الأحباب من العلماء المؤمنين بالخالق العظيم.
- مراجع:
2) Hawking, S. and Mlodinow, L. (2010): The Grand Design. Bantam Books, 208p.
3) As quoted in Hannah Devlin, “Hawking: God did not create Universe,” The Times (4 Sept. 2010).
4) https://ar.wikipedia.org/wiki/قوانين_كبلر
5) www.jalalalhajabed.com/superstring.pdf
6) Krauss, L. (2012): A Universe from Nothing. Free Press, 224p.
7) https://ar.m.wikipedia.org/wiki/نظرية_الأوتار
8) Hawking's The Grand Design: Criticism, Rebuttal, Weakness, illogic
9) http://www.guardian.co.uk/technology/2010/sep/12/russell-stannard-my-bright-idea
10) www.facebook.com/bh.truth
11) http://en.wikipedia.org/wiki/The_Grand_Design_(book)
12) RZIM
13) Blog - physicsworld.com
14) ترفيه، جدول البرامج، مشاهير،أفلام، مسلسلات، برامج تلفزيونية - MBC.net
15) http://fatwa.islamweb.net/fatwa/index.php?page=showfatwa&Option=FatwaId&Id=38050
16) http://www.nabulsi.com/blue/ar/art.php?art=10933&id=212&sid=1523&ssid=1524&sssid=1525