رضا التومي
New member
..
كنت أبحث في تفسير المعوذتين , ومما مرّ بي :
[align=right][align=right]( الفلق ) : ذكر الإمام الطبري- رحمه الله - للفلق عدة معان ٍ حيث قال - أذكرها باختصار - :
واختلف أهل التأويل في معنى الفلق , فقال بعضهم : هو سجن في جهنم يسمى هذا الاسم . وقال آخرون : هو اسم من أسماء جهنم . وقال آخرون : الفلق : الصبح . وقال آخرون : الفلق : الخـَـلـْـق , ومعنى الكلام : قل أعوذ برب الخلق .
ثم قال الطبري – رحمه الله - : والصواب من القول في ذلك , أن يقال : إن الله جل ثناؤه أمر نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم أن يقول : { أعوذ برب الفلق } والفلق في كلام العرب : فلق الصبح , تقول العرب : هو أبين من فلق الصبح , ومن فـَرَق الصبح . وجائز أن يكون في جهنم سجنٌ اسمه فلق . وإذا كان ذلك كذلك , ولم يكن جل ثناؤه وضع دلالة على أنه عَـنـَى بقوله { برب الفلق } بعض ما يُدْعَـى الفلق دون بعض , وكان الله تعالى ذكره رب كل ما خلق من شيء , وجب أن يكون معنيا به كل ما اسمه الفلق , إذ كان ربَّ جميع ِ ذلك .[/align][/align]
وقال الإمام ابن كثير - رحمه الله - في معنى الفلق :
قال ابن جرير والصواب القول الأول أنه فلق الصبح وهذا هو الصحيح وهو اختيار البخاري في صحيحه رحمه الله تعالى .
..
فهل هو وهمٌ من الإمام ابن كثير - رحمه الله - ؛ حيث أنني فهمت من كلام الطبري أنه لم يحدد معنى الفلق بـِالـصـبـح .
أرجو التوضيح .
و من اللطائف من كلام المفسرين حول معنى الفلق :
[align=right]قال شيخ زاده في حاشية تفسير البيضاوي :
( قل أعوذ برب الفلق ) ما يفلق عنه أي يفرق عنه كالفرق , فعل بمعنى مفعول , وهو يَعُمُّ جميع الممكنات فإنه تعالى فلق ظلمة العدم بنور الإيجاد عنها سيَّما ما يخرج من أصل كالعيون والأمطار والنبات والأولاد , ويخصُّ عُرفا بالصبح ؛ ولذلك فـُـسـِّـرَ بهِ وتخصيصه لما فيه من تغيّر الحال وتبدّل وحشة الليل بسرور النور ومحاكاة فاتحة القيامة والإشعار بأنَّ من قـَـدِرَ أنْ يزيلَ ظلمة الليل عن هذا العالم قـَـدِرَ أنْ يُـزيلَ عن العائذ ما يخافه .[/align]
..
و أيضا قال ابن عاشور كلاما قريبا من هذا :
و ربُّ الفلق : هو الله ، لأنه الذي خلق أسبابَ ظهور الصبح ، وتخصيص وصف الله بأنه رب الفلق دون وصف آخر لأن شراً كثيراً يحدث في الليل من لصوص ، وسباع ، وذوات سموم ، وتعذر السير ، وعُسر النجدة ، وبُعد الاستغاثة واشتداد آلام المرضى ، حتى ظن بعض أهل الضلالة الليل إله الشر .
والمعنى : أعوذ بفالق الصبح مَنجاةً من شرور الليل ، فإنه قادر على أن ينجيني في الليل من الشر كما أنجى أهل الأرض كلهم بأن خلق لهم الصبح ، فوُصفَ الله بالصفة التي فيها تمهيدٌ للإِجابة .
..
و من بدائع الفوائد لابن القيّم ؛ في قوله تعالى ( و من شر حاسد إذا حسد ) :
وتأمل تقييدَهُ – سبحانه – شرَّ الحاسد بقوله : ( إذا حسد ) ؛ لأن الرجل قد يكون عندَهُ حَسَدٌ ولكن يُخفيه ولا يُرَتـِّبُ عليه أذىً بوجه ٍ ما , لا بقلبه ولا بلسانه ولا بيده , بل يجدُ في قلبه شيئا من ذلك , ولا يعامـِلُ أخاه إلا بما يُحـِـبُّ اللهُ , فهذا لا يكاد يخلو منه أحدٌ , إلا مَنْ عَصمَهُ اللهُ .
..
رزقني الله وإياكم العلم النافع والعمل الصالح .
.
كنت أبحث في تفسير المعوذتين , ومما مرّ بي :
[align=right][align=right]( الفلق ) : ذكر الإمام الطبري- رحمه الله - للفلق عدة معان ٍ حيث قال - أذكرها باختصار - :
واختلف أهل التأويل في معنى الفلق , فقال بعضهم : هو سجن في جهنم يسمى هذا الاسم . وقال آخرون : هو اسم من أسماء جهنم . وقال آخرون : الفلق : الصبح . وقال آخرون : الفلق : الخـَـلـْـق , ومعنى الكلام : قل أعوذ برب الخلق .
ثم قال الطبري – رحمه الله - : والصواب من القول في ذلك , أن يقال : إن الله جل ثناؤه أمر نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم أن يقول : { أعوذ برب الفلق } والفلق في كلام العرب : فلق الصبح , تقول العرب : هو أبين من فلق الصبح , ومن فـَرَق الصبح . وجائز أن يكون في جهنم سجنٌ اسمه فلق . وإذا كان ذلك كذلك , ولم يكن جل ثناؤه وضع دلالة على أنه عَـنـَى بقوله { برب الفلق } بعض ما يُدْعَـى الفلق دون بعض , وكان الله تعالى ذكره رب كل ما خلق من شيء , وجب أن يكون معنيا به كل ما اسمه الفلق , إذ كان ربَّ جميع ِ ذلك .[/align][/align]
وقال الإمام ابن كثير - رحمه الله - في معنى الفلق :
قال ابن جرير والصواب القول الأول أنه فلق الصبح وهذا هو الصحيح وهو اختيار البخاري في صحيحه رحمه الله تعالى .
..
فهل هو وهمٌ من الإمام ابن كثير - رحمه الله - ؛ حيث أنني فهمت من كلام الطبري أنه لم يحدد معنى الفلق بـِالـصـبـح .
أرجو التوضيح .
و من اللطائف من كلام المفسرين حول معنى الفلق :
[align=right]قال شيخ زاده في حاشية تفسير البيضاوي :
( قل أعوذ برب الفلق ) ما يفلق عنه أي يفرق عنه كالفرق , فعل بمعنى مفعول , وهو يَعُمُّ جميع الممكنات فإنه تعالى فلق ظلمة العدم بنور الإيجاد عنها سيَّما ما يخرج من أصل كالعيون والأمطار والنبات والأولاد , ويخصُّ عُرفا بالصبح ؛ ولذلك فـُـسـِّـرَ بهِ وتخصيصه لما فيه من تغيّر الحال وتبدّل وحشة الليل بسرور النور ومحاكاة فاتحة القيامة والإشعار بأنَّ من قـَـدِرَ أنْ يزيلَ ظلمة الليل عن هذا العالم قـَـدِرَ أنْ يُـزيلَ عن العائذ ما يخافه .[/align]
..
و أيضا قال ابن عاشور كلاما قريبا من هذا :
و ربُّ الفلق : هو الله ، لأنه الذي خلق أسبابَ ظهور الصبح ، وتخصيص وصف الله بأنه رب الفلق دون وصف آخر لأن شراً كثيراً يحدث في الليل من لصوص ، وسباع ، وذوات سموم ، وتعذر السير ، وعُسر النجدة ، وبُعد الاستغاثة واشتداد آلام المرضى ، حتى ظن بعض أهل الضلالة الليل إله الشر .
والمعنى : أعوذ بفالق الصبح مَنجاةً من شرور الليل ، فإنه قادر على أن ينجيني في الليل من الشر كما أنجى أهل الأرض كلهم بأن خلق لهم الصبح ، فوُصفَ الله بالصفة التي فيها تمهيدٌ للإِجابة .
..
و من بدائع الفوائد لابن القيّم ؛ في قوله تعالى ( و من شر حاسد إذا حسد ) :
وتأمل تقييدَهُ – سبحانه – شرَّ الحاسد بقوله : ( إذا حسد ) ؛ لأن الرجل قد يكون عندَهُ حَسَدٌ ولكن يُخفيه ولا يُرَتـِّبُ عليه أذىً بوجه ٍ ما , لا بقلبه ولا بلسانه ولا بيده , بل يجدُ في قلبه شيئا من ذلك , ولا يعامـِلُ أخاه إلا بما يُحـِـبُّ اللهُ , فهذا لا يكاد يخلو منه أحدٌ , إلا مَنْ عَصمَهُ اللهُ .
..
رزقني الله وإياكم العلم النافع والعمل الصالح .
.