في ظلال أحاديث الصيام

إنضم
11/01/2012
المشاركات
3,868
مستوى التفاعل
11
النقاط
38
العمر
67
الإقامة
الدوحة - قطر
روى الترمذي وابن خزيمة وابن حبان والحاكم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : " إِذَا كَانَ أَوَّلُ لَيْلَةٍ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ صُفِّدَتِ الشَّيَاطِينُ وَمَرَدَةُ الْجِنِّ ، وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ النَّارِ فَلَمْ يُفْتَحْ مِنْهَا بَابٌ ، وَفُتِّحَتْ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ فَلَمْ يُغْلَقْ مِنْهَا بَابٌ ، وَيُنَادِي مُنَادٍ : يَا بَاغِيَ الْخَيْرِ أَقْبِلْ ، وَيَا بَاغِيَ الشَّرِّ أَقْصِرْ ، وَلِلَّهِ عُتَقَاءُ مِنَ النَّارِ وَذَلكَ كُلُّ لَيْلَةٍ " .
أيها المسلمون : ها هو شهر رمضان يهل علينا بخيره وبركاته ؛ يجدد إيماننا ، ويوقظ قلوب بعضنا ، وينبه قلوب آخرين .
جاء بدعوته الطيبة : " يَا بَاغِيَ الْخَيْرِ أَقْبِلْ ، وَيَا بَاغِيَ الشَّرِّ أَقْصِرْ " ؛ جاء يدعونا إلى الخير ، وينصحنا بالكف عن الشر ؛ جاء بغاياته السامية : { لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ } .. { وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ } .. { لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ } .. تقوى ، وشكر ، ورشاد ..
إنها النجاة ؛ فهل من مشمر ، {وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ} [المطففين: 26] .
اللهم أعنا ، وتقبل منا .
 
روى الشيخان عن أَبَي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قال : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : " قَالَ اللهُ عز وجل : كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ لَهُ إِلَّا الصِّيَامَ فَإِنَّهُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ ، وَالصِّيَامُ جُنَّةٌ ، فَإِذَا كَانَ يَوْمُ صَوْمِ أَحَدِكُمْ فَلَا يَرْفُثْ يَوْمَئِذٍ ، وَلَا يَسْخَبْ، فَإِنْ سَابَّهُ أَحَدٌ أَوْ قَاتَلَهُ ، فَلْيَقُلْ : إِنِّي امْرُؤٌ صَائِمٌ ، وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَخُلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللَّهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ ، وَلِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ يَفْرَحُهُمَا : إِذَا أَفْطَرَ فَرِحَ بِفِطْرِهِ ، وَإِذَا لَقِيَ رَبَّهُ فَرِحَ بِصَوْمِهِ "[SUP] ( [1] ) [/SUP].
خصوصية أجر الصيام ، لأنه من أخلص العبادات ، ولأنه كما وصفه النبي صلى الله عليه وسلم نصف الصبر ، وأجر الصبر بغير حساب .
الصيام فيه فائدة رفع الإرادة الخيرية في الصائم ، فهو لا يجاري السفيه إذا سبَّه أوقاتله ، وإنما يشعره بقوله : ( إني صائم ) بأنه في وقاية من الوقوع في ذلك .
والسخب والصخب لغتان وهو الضجَّة ، واضطرابُ الأصواتِ للخِصام ؛ والرفث فحش الكلام . وإنما يُجزى أجر الصيام من صام لله حقًّا إيمانًا واحتسابًا وحفظ حرمة العبادة فصان صيامه عما يجرحه من المعاصي ، فهذا الذي يُجزى الأجر كاملا بإذن الله تعالى .


[1] - البخاري ( 1894 ، 1904 ) ، ومسلم ( 1151 ) .
 


روى الشيخان عن أبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : " إِذَا دَخَلَ شَهْرُ رَمَضَانَ فُتِّحَتْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ جَهَنَّمَ وَسُلْسِلَتِ الشَّيَاطِينُ " وفي رواية " وصفدت " . ومعنى : " صفدت " شدت بالأصفاد وهي الأغلال ، أي : غُلَّت ، وهو معنى " سلسلت " .

هذه رحمة من الله تعالى بعباده ، فهل من متعرض لرحمة ربه ، بحسن العمل ، بعيدًا عن أن يؤثر فيه الشيطان .

نرى بعض الناس قد برمجهم الشيطان قبل أن يصفد ، فهو في رمضان كما كان قبله ، لم يتغير منه إلا مواعيد الطعام !!

اعلموا - رحمكم الله - أن تصفيد الشياطين لا يعني انعدام وسوستها بالكلية ، ولكن يعني إضعاف ذلك ، فالمصفد حركته ضعيفة .

راقبوا قلوبكم ، واحذروا وساوس النفس ، وشياطين الإنس .

والله الكريم يوفقني وإياكم لمرضاته ، والقبول ... آمييين .
 
روى أحمد والنسائي وابن ماجة والحاكم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : " رُبَّ صَائِمٍ لَيْسَ لَهُ مِنْ صِيَامِهِ إِلَّا الْجُوعُ ، وَرُبَّ قَائِمٍ لَيْسَ لَهُ مِنْ قِيَامِهِ إِلَّا السَّهَرُ " .
ربَّ ، هل هي للتقليل أو للتكثير ؟ أقول بحسب أهل الزمان ، والله المستعان .
ماذا استفاد الذي لا ينال أجر وفضل الصيام ، مع أنه أمسك عن الشهوة والشراب والطعام ؟!
يحتاج هؤلاء أن يفهموا أن المراد من الصيام هو أن يصل بالإنسان إلى تقوى الله تعالى ؛ وليس من تقوى الله أن يمسك عن هذه المباحات ثم يعمل جوارحه فيما حرم الله .
إذا لم يكـنْ في السمعِ مني تصــاونُ ... وفي مقلتي غـضٌ وفي منطقي صَمْتُ
فحظي إذًا من صومي الجوعُ والظمأ ... وإن قلتُ إني صُمتُ يومًا فما صُمْتُ
 
عودة
أعلى