في ضوء القرآن الكريم هل يكتب الكرام الكاتبين ما لا يُتلفظ به ؟

إنضم
03/09/2008
المشاركات
389
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله تعالى ، والصلاة والسلام على نبينا محمد .

أما بعد:

في ضوء القرآن الكريم هل يكتب الكرام الكاتبين ما لا يُتلفظ به ؟

وجه إلي هذا السؤال ؟

ودار نقاش عن معاني الآيات ؟

فهل من موجه .

{مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ } (ق:18)

بارك الله فيكم .
 
بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله تعالى ، والصلاة والسلام على نبينا محمد .
أما بعد:
في ضوء القرآن الكريم هل يكتب الكرام الكاتبين ما لا يُتلفظ به ؟
وجه إلي هذا السؤال ؟
ودار نقاش عن معاني الآيات ؟
فهل من موجه .

{مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ } (ق:18)

بارك الله فيكم .

الأخت الفاضلة وفقنا الله وإياك لكل خير:

قوله تعالى:
(مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ ) سورة ق(18)

هذه الآية التي تدل على أن الملائكة تكتب كل ما يتلفظ به الإنسان ، وإن كان هناك خلاف بين أهل العلم : هل يكتبون كل شيء أم يكتبون ما يتعلق به ثواب أوعقاب ؟ والراجح عندي أنهم يكتبون كل شيء.

على أي حال فالآية لا تدل على أن غير الملفوظ لا يكتب إلا بمفهوم المخالفة ودلالة مفهوم المخالفة ضعيف هذا لو لم يوجد نصوص أخرى تدل على خلافه ، فكيف وقد جاءت النصوص تدل أن كل شيء يكتب الأقوال والأفعال ومن ذلك قول الله تعالى:

(إِنَّا نَحْنُ نُحْيِي الْمَوْتَى وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآَثَارَهُمْ وَكُلَّ شَيْءٍ أحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ) سورة يس (12)
(هَذَا كِتَابُنَا يَنْطِقُ عَلَيْكُمْ بِالْحَقِّ إِنَّا كُنَّا نَسْتَنْسِخُ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) سورة الجاثية(29)
(وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا ) سورة الكهف(49)

بقي مسألة وهي هل يكتب ما عدا القول والعمل كالهم ؟
الجواب : إن كان الهم يدخل في العمل فلا إشكال ، وإن كان لا يدخل ففي الحديث الشريف بيان شاف في المسألة:
فقد روى البخاري من حديث بن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه عز وجل قال :

" قَالَ إِنَّ اللَّهَ كَتَبَ الْحَسَنَاتِ وَالسَّيِّئَاتِ ثُمَّ بَيَّنَ ذَلِكَ فَمَنْ هَمَّ بِحَسَنَةٍ فَلَمْ يَعْمَلْهَا كَتَبَهَا اللَّهُ لَهُ عِنْدَهُ حَسَنَةً كَامِلَةً فَإِنْ هُوَ هَمَّ بِهَا فَعَمِلَهَا كَتَبَهَا اللَّهُ لَهُ عِنْدَهُ عَشْرَ حَسَنَاتٍ إِلَى سَبْعِ مِائَةِ ضِعْفٍ إِلَى أَضْعَافٍ كَثِيرَةٍ وَمَنْ هَمَّ بِسَيِّئَةٍ فَلَمْ يَعْمَلْهَا كَتَبَهَا اللَّهُ لَهُ عِنْدَهُ حَسَنَةً كَامِلَةً فَإِنْ هُوَ هَمَّ بِهَا فَعَمِلَهَا كَتَبَهَا اللَّهُ لَهُ سَيِّئَةً وَاحِدَةً"
 
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله تعالى ، والصلاة والسلام على نبينا محمد .
أما بعد :
أخي الفاضل جزاك الله خيرا.
قال تعالى:
{ وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ } ( ق:16)
{ إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ } ( ق:17 )
{ مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ } ( ق:18 )
سياق الآيات الكريمة يرشدني فيما أرى إلى أن وسوسة الإنسان التي لا يتلفظ بها تكتب أيضا ، وطبعا ما أقوله على سبيل المناقشة العلمية، حيث أني كنت أظن أن كل ما يدور في خلد الإنسان أو ينطق به يكتب ، لقوله تعالى :
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضاً أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ } (الحجرات:12).
لم أسأل أحد مشايخي أو أساتذتي عن ذلك ، ولكنها كانت مسلمة في ذهني إلى أن حدثت المناقشة ، فقلت أسأل .
والله أعلم وأحكم.
 
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله تعالى ، والصلاة والسلام على نبينا محمد .
أما بعد :
أخي الفاضل جزاك الله خيرا.
قال تعالى:
{ وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ } ( ق:16)
{ إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ } ( ق:17 )
{ مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ } ( ق:18 )
سياق الآيات الكريمة يرشدني فيما أرى إلى أن وسوسة الإنسان التي لا يتلفظ بها تكتب أيضا ، وطبعا ما أقوله على سبيل المناقشة العلمية، حيث أني كنت أظن أن كل ما يدور في خلد الإنسان أو ينطق به يكتب ، لقوله تعالى :
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضاً أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ } (الحجرات:12).
لم أسأل أحد مشايخي أو أساتذتي عن ذلك ، ولكنها كانت مسلمة في ذهني إلى أن حدثت المناقشة ، فقلت أسأل .
والله أعلم وأحكم.

بارك الله فيك أختنا ومواضيعك ما شاء الله كلها طيبة ومفيدة.

لا شك أن الله تعالى يعلم وساوس النفس ، لكن هل يؤاخذنا الله بهذه الوساوس؟

جاء في الحديث الشريف الذي يرويه البخاري رحمه الله تعالى من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:" إِنَّ اللَّهَ تَجَاوَزَ عَنْ أُمَّتِي مَا حَدَّثَتْ بِهِ أَنْفُسَهَا مَا لَمْ تَعْمَلْ أَوْ تَتَكَلَّمْ"

أما الظن الذي هو أثم فاجتنابه واجب ، والانسياق وراءه محرم وهو من أعمال القلوب التي قد تكتب على الإنسان.
 
جزاك الله خير أخي الكريم ، [ وَمَا تَوْفِيقِي إِلاَّ بِاللّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ ].
 
عودة
أعلى