في ذكرى المولد ...

أحمد الطعان

مستشار
إنضم
15/12/2005
المشاركات
452
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
الإقامة
سوريا - دمشق
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أكتب أفضل ما سمعته عن المصطفى صلى الله عليه وسلم وتجنب الأفكار المكررة والمشهورة والمتداولة ...
لفتة جديدة من السيرة ...
استنباط جديد من آية أو حديث ...
عبارة جميلة قيلت بحق المصطفى صلى الله عليه وسلم ...
خاطرة جميلة ...
بيت من الشعر أو قصيدة ...
شهادة من أعدائه والفضل ما شهدت به الأعداء ... لكن تجنب المكرر ...
أو غير ذلك مما تجود به قرائحكم ...

والسلام عليكم ورحمة الله
 
سمعت أحدهم يقول :
نحن المسلمين قصرنا في عرض سيرته صلى الله عليه وسلم على الناس فتعرض له الناس .

وصدق .
 
القادة العظماء ينامون على الفرش الوثيرة ، أما هو فكان مثل بقية الناس ينام على الحصير فيؤثر في حنبه ...
القادة العظماء يتناولون الأطعمة الشهية ، أما هو فكان يطوي الأيام لا يجد طعاماً ، ويشد على بطنه الحجر من شدة الجوع ، وتمر الشهور ولا يُوقَد في بيته نار لأنه ليس فيه ما يُطبخ ... ويُقدَّم له الخل فيتناوله ويحمد الله عز وجل ويقول : نعم الإدام الخل !!
القادة العظماء إذا انتصروا يصدعون الرؤوس بانتصاراتهم ، ويشمخون بأنوفهم ، ويؤلهون أنفسهم، أما هو فيدخل القرى فاتحاً منصوراً وهو يطأطئ رأسه خشوعاً وتواضعاً حتى إن عثنونه ليكاد يمس واسطة الرحل ...! ويخاطب الأعرابي الفَزِع بقوله : يا أخا العرب إنما أنا ابن امرأة كانت تأكل القديد بمكة ...!
القادة العظماء في أوج انتصاراتهم يُنكِّلون بأعدائهم ويُشبعون نهم الانتقام ورغبة التشفي في أنفسهم ، أما هو فيقف مخاطباً أعداءه الذين عذبوه وظلموه وأخرجوه وسخروا منه وقتلوا أعز الناس إلى قلبه فيقول لهم : اذهبوا فأنتم الطلقاء ... !!
القادة العظماء كانوا ولا زالوا يورِّثون ذويهم الملك والثراء والسلطان أما هو فقد لحق برفيقه الأعلى ودرعه مرهونة بشعير ادخره لأهل بيته ...
أجل لقد كان كذلك لأنه المثال الأعلى للبشرية، مثال وحيد فريد سعدت به هذه الدنيا مرة واحدة ولم يُكتب لها أن تجود بمثله مـرة أخــرى ....

صلى الله عليك ياأبا الزهراء وعلى آل بيتك الطيبين الطاهرين وصحابتك الغر الميامين
 
بسم الله الرحمن الرحيم
في الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " مثلي ومثل الأنبياء من قبلي كمثل رجل بنى بنياناً فأجمله وأكمله إلا موضع لبنة فجعل الناس يطوفون به ويقولون لو وضعت هذه اللبنة فأنا اللبنة وانا خاتم النبيين " صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم
في هذا الحديث فوائد عظيمة :
الأولى : أن النبي صلى اله عليه وسلم رغم معرفته بأنه سيد ولد آدم وأول من تنشق عنه الأرض يوم القيامة وأول شفيع وأول مشفع .. كما في الروايات الصحيحة الأخرى إلا أنه ينبئنا هنا عن تواضعه العظيم بين إخوانه الأنبياء والمرسلين وأنه لبنة في بناء النبوة .. وهذا ينبغي أن يؤدب أولئك الذين لا يرضون أن يكونوا لبنة في بناء وإنما لا يقبلون إلا أن يكونوا البناء كله ... وهم من ؟ بجانب المصطفى صلى الله عليه وسلم .
الثانية : أن النبي صلى الله عليه وسلم يلفت نظرنا إلى خطورة وأهمية العمل الجماعي أو العمل الفريقي وأن الإنسان بنفسه لا يستطيع أن يشكل بناء ولكنه مع إخوانه يمكنه أن يفعل ذلك . المؤمن قوي بأخيه - عليكم بالسواد الأعظم - يد الله مع الجماعة . هذه القضية من الأهمية بمكان بحيث على المسلمين اليوم في عصر اتساع المعلومات وتراكمها أن يتخلى كل واحد منهم عن عقلية المنقذ ويندمج بالفريق وهذا يحتاج إلى تواضع شديد وتخل عن الأنا التي تهيمن اليوم على كثير من العقليات العلمية وللأسف .
الثالثة : أن البناء الفردي مهما كان جميلاً إلا أن أوجه النقص فيه لا بد أن تكون فادحة إذا ما قورن بالعمل الجماعي ولذلك كانت اللبنات المتكاملة والمتراصة مثالاً للبناء الجميل البديع القريب من الكمال .
 
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في شرح الأصفهانية :
ومعلوم أن مدعى الرسالة إما أن يكون من أفضل الخلق وأكملهم وإما أن يكون من أنقص الخلق وأرذلهم .
ولهذا قال أحد أكابر ثقيف للنبي صلى الله عليه وسلم لما بلغهم الرسالة ودعاهم إلى الإسلام : "والله لا أقول لك كلمة واحدة إن كنت صادقا فأنت أجل في عيني من أن أرد عليك وإن كنت كاذبا فأنت أحقر من أن أرد عليك ".
فكيف يشتبه أفضل الخلق وأكملهم بأنقص الخلق وأرذلهم ؟

وما أحسن قول حسان :
لو لم تكن فيه آيات مبينة كانت بديهته تأتيك بالخير

وما من أحد ادعى النبوة من الكذابين إلا وقد ظهر عليه من الجهل والكذب والفجور واستحواذ الشياطين عليه ما ظهر لمن لـه أدنى تمييز وما من أحد ادعى النبوة من الصادقين إلا وقد ظهر عليه من العلم والصدق والبر وأنواع الخيرات ما ظهر لمن له أدنى تمييز فإن الرسول لا بد أن يخبر الناس بأمور ويأمرهم بأمور ولا بد أن يفعل أمورا والكذاب يظهر في نفس ما يأمر به ويخبر عنه وما يفعله ما يبين به كذبه من وجوه كثيرة والصادق يظهر في نفس ما يأمر به وما يخبر عنه ويفعله ما يظهر به صدقه من وجوه كثيرة بل كل شخصين ادعيا أمرا من الأمور أحدهما صادق في دعواه والآخر كاذب فلا بد أن يبين صدق هذا وكذب هذا من وجوه كثيرة إذ الصدق مستلزم للبر والكذب مستلزم للفجور .

ثم قال رحمه الله تعالى :
والناس يميزون بين الصادق والكاذب بأنواع من الأدلة حتى في المدعين للصناعات والمقالات كالفلاحة والنساجة والكتابة وعلم النحو والطب والفقه وغير ذلك فما من أحد يدعي العلم بصناعة أو مقالة إلا والتفريق في ذلك بين الصادق والكاذب له وجوه كثيرة وكذلك من أظهر قصدا وعملا كمن يظهر الديانة والأمانة والنصيحة والمحبة وأمثال ذلك من الأخلاق فإنه لا بد أن يتبين صدقه وكذبه من وجوه متعددة والنبوة مشتملة على علوم وأعمال لا بد أن يتصف الرسول بها وهي أشرف العلوم وأشرف الأعمال فكيف يشتبه الصادق فيها بالكاذب ولا يتبين صدق الصادق وكذب الكاذب من وجوه كثيرة لا سيما والعالم لا يخلو من آثار نبي من لدن آدم إلى زماننا وقد علم جنس ما جاءت به الأنبياء والمرسلون وما كانوا يدعون إليه ويأمرون به ولم تزل آثار المرسلين في الأرض ولم يزل عند النار من آثار الرسل ما يعرفون به جنس ما جاءت به الرسل ويفرقون به بين الرسل وغير الرسل .
فلو قدر أن رجلا جاء في زمان إمكان بعث الرسل وأمر بالشرك وعبادة الأوثان وإباحة الفواحش والظلم والكذب ولم يأمر بعبادة الله ولا بالإيمان باليوم الآخر هل كان مثل هذا يحتاج أن يطالب بمعجزة أو يشك في كذبه أنه نبي ولو قدر أنه أتى بما يظن أنه معجزة لعلم أنه من جنس المخاريق أو الفتن والمحنة .

ثم قال :
وإذا كان صدق المخبر أو كذبه يعلم بما يقترن به من القرائن بل في لحن قوله وصفحات وجهه ويحصل بذلك علم ضروري لا يمكن المرء أن يدفعه عن نفسه فكيف بدعوى المدعي إنه رسول الله كيف يخفي صدقه وكذبه أم كيف لا يتميز الصادق في ذلك من الكاذب بوجوه من الأدلة لا تعد ولا تحصى .
 
قال ابن كثير في السيرة :
فصل في إسلام عبدالله بن سلام رضى الله عنه
قال الامام أحمد: حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا عوف، عن زرارة، عن عبدالله ابن سلام، قال: لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة انجفل (2) الناس، فكنت فيمن انجفل، فلما تبينت وجهه عرفت أنه ليس بوجه كذاب، فكان أول شئ سمعته يقول: " أفشوا السلام، وأطعموا الطعام، وصلوا بالليل والناس نيام، تدخلوا الجنة بسلام ".
ورواه الترمذي وابن ماجه من طرق، عن عوف الاعرابي، عن زرارة بن أبى أوفى به عنه.
وقال الترمذي: صحيح.
 
أخي د. هشام جزاك الله خيراً وجزى شيخ الإسلام عن المسلمين مثل ذلك وأسكنكما ونحن معكم فسيح جناته ...
 
أخي د. هشام جزاك الله خيراً وجزى شيخ الإسلام عن المسلمين مثل ذلك وأسكنكما ونحن معكم فسيح جناته ...
بانتظار مشاركات الأحبة ...
 
قال ابن هشام في السيرة عن يوم أحد:
قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ : وَانْكَشَفَ الْمُسْلِمُونَ فَأَصَابَ فِيهِمْ الْعَدُوّ ، وَكَانَ يَوْمَ بَلَاءٍ وَتَمْحِيصٍ أَكْرَمَ اللّهُ فِيهِ مَنْ أَكْرَمَ مِنْ الْمُسْلِمِينَ بِالشّهَادَةِ حَتّى خَلَصَ الْعَدُوّ إلَى رَسُولِ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ . فَدُثّ بِالْحِجَارَةِ حَتّى وَقَعَ لِشِقّهِ فَأُصِيبَتْ رَبَاعِيَتُهُ وَشُجّ فِي وَجْهِهِ وَكُلِمَتْ شَفَتُهُ وَكَانَ الّذِي أَصَابَهُ عُتْبَة بْنُ أَبِي وَقّاصٍ .

قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ : فَحَدّثَنِي حُمَيْد الطّوِيلُ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، قَالَ كُسِرَتْ رَبَاعِيَةُ النّبِيّ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ يَوْمَ أُحُدٍ ، وَشُجّ فِي وَجْهِهِ فَجَعَلَ الدّمُ يَسِيلُ عَلَى وَجْهِهِ وَجَعَلَ يَمْسَحُ الدّمَ وَهُوَ يَقُولُ كَيْفَ يُفْلِحُ قَوْمٌ خَضَبُوا وَجْهَ نَبِيّهِمْ ، وَهُوَ يَدْعُوهُمْ إلَى رَبّهِمْ فَأَنْزَلَ اللّهُ عَزّ وَجَلّ فِي ذَلِكَ { لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذّبَهُمْ فَإِنّهُمْ ظَالِمُونَ } .

قَالَ ابْنُ هِشَامٍ : وَذَكَرَ رُبَيْحُ بْنُ عَبْدِ الرّحْمَنِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيّ أَنّ عُتْبَة بْنَ أَبِي وَقّاصٍ رَمَى رَسُولَ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ يَوْمئِذٍ فَكَسَرَ رَبَاعِيَتَهُ الْيُمْنَى السّفْلَى ، وَجَرَحَ شَفَتَهُ السّفْلَى ، وَأَنّ عَبْدَ اللّهِ بْنَ شِهَابٍ الزّهْرِيّ شَجّهُ فِي جَبْهَتِهِ وَأَنّ ابْنَ قَمِئَةَ جَرَحَ وَجْنَتَهُ فَدَخَلَتْ حَلْقَتَانِ مِنْ حَلَقِ الْمِغْفَرِ وَجْنَتَهُ وَوَقَعَ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ فِي حُفْرَةٍ مِنْ الْحُفَرِ الّتِي عَمِلَ أَبُو عَامِرٍ لِيَقَعَ فِيهَا الْمُسْلِمُونَ وَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ فَأَخَذَ عَلِيّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ بِيَدِ رَسُولِ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ وَرَفَعَهُ طَلْحَةُ بْنُ عُبَيْدِ اللّهِ حَتّى اسْتَوَى قَائِمًا ، وَمَصّ مَالِكُ بْنُ سِنَانٍ ، أَبُو أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيّ الدّمّ عَنْ وَجْهِ رَسُولِ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ ثُمّ ازْدَرَدَهُ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ مَنْ مَسّ دَمِي دَمَهُ لَمْ تُصِبْهُ النّارُ .

قَالَ ابْنُ هِشَامٍ : وَذَكَرَ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمّدٍ الدّرَاوَرْدِيّ : أَنّ النّبِيّ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ قَالَ مَنْ أَحَبّ أَنْ يَنْظُرَ إلَى شَهِيدٍ يَمْشِي عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ فَلْيَنْظُرْ إلَى طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللّهِ وَذَكَرَ يَعْنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ الدّرَاوَرْدِيّ ، عَنْ إسْحَاقَ بْنِ يَحْيَى بْنِ طَلْحَةَ عَنْ عِيسَى بْنِ طَلْحَةَ ، عَنْ عَائِشَةَ عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصّدّيقِ أَنّ أَبَا عُبَيْدَةَ بْنِ الْجَرّاحِ نَزَعَ إحْدَى الْحَلْقَتَيْنِ مِنْ وَجْهِ رَسُولِ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ فَسَقَطَتْ ثَنِيّتُهُ ثُمّ نَزَعَ الْأُخْرَى ، فَسَقَطَتْ ثَنِيّتُهُ الْأُخْرَى ، فَكَانَ سَاقِطَ الثّنِيّتَيْنِ .
 
عودة
أعلى