في العيد ملل فماذا ؟

  • بادئ الموضوع بادئ الموضوع إمداد
  • تاريخ البدء تاريخ البدء

إمداد

New member
إنضم
05/07/2004
المشاركات
257
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
في العيد ملل فماذا ؟

--------------------------------------------------------------------------------

في العيد ملل..فما الخلل؟
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، أما بعد،،،

وداعاً رمضان.. وداعاً شهر الخيرات والبركات.. حل علينا فرحة العيد، عبادة من العبادات يعيش فرحته الصغير والكبير .. الذكر والأنثى .. الغني والفقير .. لكن في خضم الأجواء والمتغيرات التي طرأت على الأمة المسلمة غابت بعض مظاهر هذه الشعيرة، وفقد بعض المسلمين لذتها وفرحتها؛ بل يمر على البعض كطيف من خيال، هم فاتر .. وحسٌّ بليد .. وشعور بارد .. لا يعرف من العيد إلا الصلاة تحية بلا حرارة .. وابتسامة بلا روح .. بل ترى البعض متذمراً يتمنى ألا يكون عيداً، وفي البعض الآخر ترى انحرافاً وضعفاً وفتوراً، ومن الناس من هو على خير وبر وإحسان وفرحة وسرور وتكبير وشكر لله على ما هدى للصيام والقيام، وآخر حزين الحال كاسف البال على التقصير والتفريط، والخير في الأمة مازال ولا يزال، فأبشروا وأملوا، والفأل الفأل، والله يحب الفأل .



وإنه من منطلق الإيمان بمبدأ الإصلاح والسعي إلى الارتقاء إلى ما هو أفضل وأكمل، ولن يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها ... أهدي هذه الكلمات، فأقول:

إن العيد شعيرة إسلامية تتجلى فيه مظاهر العبودية لله، وتظهر فيه معان اجتماعية، وإنسانية، ونفسية، فالجميع يلبي نداء صلاة العيد، والجميع: أيدٍ تتصافح، وقلوب تتآلف، أرواح تتفادى، ورؤوس تتعانق..تتألق على شفاههم الابتسامة الصادقة وتلهج ألسنتهم بالكلمة الطيبة والتهنئة العطرة , ود وصفاء، وأخوة ووفاء، لقاءات تغمرها حرارة الشوق، واللقاء والمحبة والنقاء .

إن هـذا العيد جـاء ناشراً فينا الإخـاء
نازعاً أشجار حقد مصلحاً مهدي الصفاء

إن كثيراً من الناس يظن أن العيد قضية اجتماعية وعادة من عادات الأمم لا يتعدى اهتمام الإسلام به في غير قضية الصلاة، بل جهلوا أو تجاهلوا قول الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: [لَتَعْلَمُ يَهُودُ أَنَّ فِي دِينِنَا فُسْحَةً] رواه أحمد .

وأن الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ 'كان له جبة يلبسها للعيدين والجمعة'رواه ابن خزيمة. وغير ذلك من السنن والمباحات .



و العجب كل العجب والمصيبة العظمى أن يأتي من بني قومنا، ومن يتكلم بلغتنا، فيكون داعياً بقلمه ولسانه وفيـه بحجج واهية، وأساليب ملتوية إلى مواكبة حضارة الكفر، وتقليد المجتمعات الكافرة المخالفة لشرع الله..



وقد عرفتم الداء فها هي الأسباب .. وفي العيد ملل .. فما الخلل ..؟

1- اعتباره عادة من العادات الاجتماعية عند البعض .

2- التقصير في السنن والشعائر الواردة فيه .

3- السهر ليلة العيد، وعكوف البعض على القنوات الفضائية مما يؤدي إلى النوم في النهار، والسهر في الليل أيام العيد، فلا تكاد تعرف وقتاً مناسباً يُزار فيه الناس, فكان سبباً تذرّع به البعض في عدم التزاور، والبعض ذهب لآخرين فوجدهم نائمين فكلّ وملّ، وتضيع فرحة العيد .

4- الترف والإفراط في الترفيه طوال العام حيث كان في السابق للعيد نعل وثوب جديدان يُدخلان على المرء فرحة العيد .

5- التفكك الأسري المتمثل في قطيعة الأرحام، ويتبعه قطيعة الجيران .

6- الحساسية الزائدة عند البعض في التعامل مع الآخرين مما أدى إلى عدم التزاور بين الناس خشية بعض الإحراجات ومعرفة أمورهم الخاصة والعامة .

7- كثرة الأعياد البدعية حيث أصبح البعض كل وقت وكل شهر في عيد، فزاحمت البدع السنن، ومن دعا إلى ضلالة كان عليه من الوزر مثل أوزار من تبعه لا ينقص من أوزارهم شيئاً .

8- ضعف دور الأئمة و الخطباء في التذكير في هذا الجانب .

9- ضعف الإيمان يبلّد الجنان وينتج عنه ما يلي:

أ _ تعود المعصية بلا شعور بألمها وقد يتلذذ بها .

ب _ لا فرق بين رمضان و غيره من الشهور في نظر البعض .

ج _ فقد الإحساس بكون العيد شعيرة ذات معان اختص بها المسلمون .



10- ضعف المؤسسات الدعوية في المشاركة في هذه الشعيرة بما يناسبها كمكاتب الدعوة والمندوبيات، وغيرها، وغيابها في بعض الأماكن .

11- الفهم الخاطئ لمعنى العيد .

12- كثرة الأشغال والأعمال، وتغير مجرى الحياة عما كانت عليه .

13- الفخر والمباهاة، والتكلف والاهتمام بالمظهر مما أدى إلى عدم التزاور بين الناس لعدم قدرة البعض مثلاً على لبس الغالي، وتزيين البيت بكل جديد، وإعداد الولائم والموائد، فأصبحت الحياة عند كثير من الأفراد والمجتمعات حياة مظهرية في كل جزء من حياتهم حتى سيطرت على حياتهم سيطرة تامة، فجرّت المظهرية المصائب والويلات على الناس .. ديون متراكمة .. وضياع للأوقات .. وإهمال للأولويات تفكير وحيرة وإشغال للذهن .. انحراف وفتور وتنازلات في دين الله .. فخر ومباهاة وتحاسد، وعجب وزحام، وصخب وحياة متعبة ومعقدة .. إسراف وبذخ وترف وتميع ..كبر وغرور وحب تعال على الآخرين .. فرقة وقطيعة للأقارب والجيران وخاصة النساء .. مشاكل أسرية وفقد للأصحاب، بل وصل الأمر بالبعض إلى الطلاق لأجل قطعة من الثياب، أو اختلاف رأي بين الزوجين في أمر مظهري، هم وغم .. تشبه بالكفار والفساق .. تشبه للرجال بالنساء، والنساء بالرجال.



وكثير من الناس غلّب جانب المظهرية والمباهاة ولفت الأنظار على حسن أداء الوسيلة وجودتها بل على كثير من الأولويات ، فأين العقول .. أيعقل أن نتحرى النقوش ونهمل تربية النفوس، فتحنا الأبواب والصدور وهيئنا الولائم لأصحاب المناصب والألقاب وللأثرياء والأغنياء، وأوصدناها في وجوه الضعفة والفقراء .

إخوتي وأحبتي: ما أجمل الحياة البسيطة، والسهلة اليسيرة.. ما أجمل الحياة بدون تكلف ولا مظهرية زائدة جوفاء.. ما أجمل الحياة بدون ذلك الركام الهائل الذي تجره المظهرية على الأفراد والمجتمعات.



ومن أسباب ضعف فرحة العيد ومظاهره:



14- ترك بعض العادات والتقاليد الطيبة في العيد غير المخالفة للشرع .

15-عدم وجود مصارف مباحة لطاقات الشباب والأطفال أيام العيد .

16- التقاطع والتدابر والحسد ولّد ضعفاً في الأخوة والمحبة، وتفاقم الجفاء ومن ثم انعكس ذلك على تلك الشعيرة .

17- ضعف دور الإعلام فيما يقدمه للناس والله المستعان .

18- أصبحت الروابط في بعض المجتمعات مادية و مصلحية بحتة، خالية من المودة والأخوة الحقة، بل أصبح شغلهم الشاغل السعي وراء المال حتى في أول يوم من أيام العيد حيث إننا نجد كثيراً من المتاجر مفتوحة على خلاف سنوات مضت لا تكاد تجدها مفتوحة، بل إن الناس كانوا قديماً يدّخرون الخبز وكثيراً من المأكولات لأيام العيد .

19-عدم المبالاة بالآخرين، ومشاركة الناس في أفراحهم .

20-السفر للخارج للنزهة، أو هروباً من اللقاءات الأسرية، أو نتيجة لضعف فرحة العيد في بلده .

21- كثرة الملاهي المحرمة- وإن كان يتتخللها فرح لكن يعقبه ضيق وحسرة وكدر- .

22- عدم التجديد في نمط العيد .

23- عدم توجيه بعض الآباء للأسرة والأبناء .

24- اعتقاد البعض بأنه قد امتنع عن بعض المحرمات في رمضان فيعوّض عن ما فات أو بمعنى آخر يمتع نفسه بعد أن منعها من كثير من الأشياء ويوجد التبريرات لنفسه - بأن الأيام أيام عيد وفرح فلا تشدد على الناس- وحاله:{...كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ أَنْكَاثًا...[92]}[سورة النحل].



معشر الأخوة و البنين عرفتم الداء والأسباب، وإليكم الدواء .. وقد تقدم الخلل .. فما العمل؟

1- التربية الإيمانية الصادقة: مضمونة ثابتة أكيدة، لكنها طويلة شاقة تحتاج إلى جهود متظافرة ومن ذلك:

أ- إرجاع الناس إلى دين الله، وتعليق القلوب بالله.

ب-السعي إلى تصفية القلوب، وتزكيتها، وصدق الله:{قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا[9]وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا[10]}[سورة الشمس]. وصدق صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حيث يَقُولُ: [أَلَا وَإِنَّ فِي الْجَسَدِ مُضْغَةً إِذَا صَلَحَتْ صَلَحَ الْجَسَدُ كُلُّهُ وَإِذَا فَسَدَتْ فَسَدَ الْجَسَدُ كُلُّهُ أَلَا وَهِيَ الْقَلْبُ] رواه البخاري ومسلم .

2- استشعار أن العيد عبادة وقربة إلى الله كغيره من العبادات .

3- إدخال الفرح والسرور على الأطفال، وإشعارهم بعظم أيام العيد .

4- تقوية أواصر المحبة بين الناس والألفة باستخدام كل وسيلة مشروعة ومباحة .

5- الاجتماعات العائلية والأسرية والزيارات فيما بينهم، واصطحاب الأولاد في ذلك؛ لأجل ربطهم بأقاربهم، والتعرف عليهم.

6- إحياء الشعائر والسنن الواردة في العيد:

أ_ إخراج زكاة الفطر وتكليف الأبناء بتوزيعها على المحتاجين .

ب_ التكبير من غروب شمس آخر ليلة من رمضان حتى دخول الإمام، ويكون في البيوت، والمساجد، والطرق، والأسواق.

والتكبير من أظهر شعائر العيد:{...وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ[185]}[سورة البقرة]. لتكبروا الله على هدايته وتوفيقه للصيام والقيام، لنستشعر قيمة الهدى الذي يسره الله فكّفت القلوب والجوارح عن المعاصي والذنوب .

فمن صحت له التقوى ابتداء صح له الشكر انتهاء، لكن البعض قصر، فلم ينل التقوى ولم يبذل الشكر، لنشكر الله على نعمة العبادة والطاعة يوم أن حرمها البعض من الناس.

ج- أكل تمرات وتراً قبل الخروج إلى صلاة العيد لفعل الرسول صلى الله عليه وسلم كما في صحيح البخاري .

د - الخروج إلى المصلى مشياً ورد عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ قَالَ:' مِنْ السُّنَّةِ أَنْ تَخْرُجَ إِلَى الْعِيدِ مَاشِيًا' رواه الترمذي .

هـ- الذهاب من طريق والعودة من آخر لفعل الرسول صلى الله عليه وسلم كما في صحيح البخاري .

و - خروج الأبناء والنساء للصلاة حتى الحيّض ليشهدن الخير ودعوة المسلمين ويعتزلن المصلى .

ز- الاغتسال يوم العيد وقد حكى ابن عبد البر الإجماع على الاستحباب .

ح- السواك ورد عن عثمان رضي الله عنه أنه قال:'إن من السنة السواك يوم العيد كهيئته في يوم الجمعة' [مصنف عبدالرزاق 3/319] ولعموم أدلة السواك .

تنبيه: إذا وافق يوم العيد يوم الجمعة فإذا صلى العيد سقطت عنه الجمعة، ويصليها ظهراً، وهو الأصح، ورجحه الشيخان ابن باز وابن العثيمين رحمهما الله .

خطأ: تخصيص يوم العيد بعد الصلاة بزيارة الأموات واعتقاد فضيلة ذلك وكل ما ورد في تخصيص يوم أو وقت معين في زيارة الأموات فهو غير صحيح بل بدعة .

فائدة: إذا دخل الإنسان مصلى العيد، فلا يصلي تحية المسجد؛ لأنه ليس بمسجد، ورجحه الشيخ ابن باز رحمه الله.



7- السعي في إزالة الحزبية والطبقية بين أفراد المجتمع المسلم، وإشاعة الأخوة الإيمانية:{... وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا...[13]}[سورة الحجرات]. للتعارف لا للتفاخر ، للتقارب لا للتنابذ ، للتآلف لا للتنابز.



إن يختلف ماء الوصال فماؤنا عذب تحدر من غمام واحد
أو يختلف نسب يـؤلف بيننا ديـن أقمناه مقـام الوالـد



8- تفقد أحوال الفقراء والمساكين وزيارتهم وسد حاجتهم؛ لكي يشاركوا الناس بثوب العيد وحلوى العيد .

9- التجديد، وإيجاد البديل لكل رذيل، وكل يفكر حسب استطاعته ومحيطه .

10- التواصل والتزاور بين الأقارب والجيران .

11- سعي وسائل الإعلام بما هو مشروع وصالح .

12- ترتيب إجازة العيدين بين موظفي الدولة حتى يستمتع الجميع بمشاركة أهليهم وذويهم في هذه المناسبة .

13- التفرغ النسبي أيام العيد للزيارات واللقاءات .

14- التواضع خلق يجب الاهتمام به، فمن تواضع لله رفعه، فاحرص على أن تبدأ الناس بتهنئتهم، ولا تنتظر أن يهنئوك كما يفعل البعض، فالزيارة والاتصال الهاتفي، ورسائل الجوال وسائل لتبادل التهاني والتهنئة واردة عن كثير من السلف رحمهم الله، وعَنْ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ قَالَ:' كَانَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا اِلْتَقَوْا يَوْمَ الْعِيدِ يَقُولُ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ : تَقَبَّلَ اللَّهُ مِنَّا وَمِنْك '.

15- توجيه الخطباء والوعاظ والأئمة .

16- الهدايا بين الجميع، وتقديمها للأطفال خاصة [تَهَادَوا تَحَابُّوا] رواه البيهقي والطبراني وأبو يعلى . ووضع هدايا مجهزة بكل مفيد، وتقديمها للزائرين .

17- الجود و السخاء بدون إسراف ولا تبذير .

18- يحسن السعي إلى إقامة وليمة متواضعة في كل حي في يوم من أيام العيد يتعاون الجميع في إقامتها، ويدعى إليها أهل الحي، والجاليات المسلمة، وتقديم النافع والمفيد من كتاب وشريط ومجلة هادفة، ويلحظ أن هذه الفكرة بدأت في ازدياد فلنتفاعل جميعاً في حضورها ونجاحها ومساعدة القائمين عليها وخاصة أصحاب الكلمة والتقدير في الأحياء .

19- إقامة أمسيات أدبية، و لقاءات على مستوى الأحياء والأسر وغيرها .

20- إقامة لقاء للأطفال تتخلله برامج هادفة، وألعاب ترفيهية على مستوى الأسرة والعائلة والحي، بل على مستوى المدينة حيث إن بعض الآباء يتعب في البحث عن أماكن الترفيه المفيدة والنافعة، أو أقل الأحوال خالية من المحرمات .

21- إقامة لقاءات نسائية هادفة تتخللها برامج مفيدة ونافعة على مستوى الأسرة والعائلة، وهذه اللقاءات يقوم عليها بعض الأفراد من العائلة أو الحي، بحيث يحدد الزمان والمكان، ويشترك الجميع في تحصيل المبلغ المالي لإقامتها، ويكون الإعداد لها وإبلاغ الناس مسبقاً.

22-إقامة المخيمات الدعوية المفيدة ذات البرامج المشوقة والمنوعة .

23-زيارة المرضى في المستشفيات والأيتام في دور الملاحظة والتربية، ورعاية الأيتام، وتقديم الهدايا لهم، وإدخال السرور عليهم.

24- ذهاب البعض لأداء العمرة لمن لم يتسن له الذهاب في رمضان، وذلك بعد مشاركة الأهل في اليوم الأول، أو الثاني من أيام العيد، ومما لا ينبغي - استحساناً لا شرعاً- الذهاب في اليوم الأول، وعدم مشاركتهم .

25- زيارة العلماء والدعاة والقضاة وطلبة العلم، ومعايدتهم والاستفادة منهم مع مراعاة أوقات زيارتهم حفظاً لأوقاتهم ومراعاة لأعمالهم .

26- فرصة لذوي الجاه والمكانة والكلمة المسموعة للسعي في الإصلاح بين الناس وفرصة للمتهاجرين للتواصل قال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: [ مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ] رواه البخاري. وقَالَ: صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: [ مَنْ أَحَبَّ أَنْ يُبْسَطَ لَهُ فِي رِزْقِهِ وَيُنْسَأَ لَهُ فِي أَثَرِهِ فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ] رواه البخاري .



إننا نريد مجتمعاً تسوده الشفقة والرحمة، نريد من المتهاجرين صفحة جديدة، ونسياناً لذلك الركام الهائل من الأخطاء والمشكلات والانتصار للنفس، نريد تجافياً عن الزلات، وإقالة للعثرات، ومن كانت حاله كذلك؛ فلن يعدم الأجر الكثير والذكر الجميل، لا يكن للشيطان نصيب منا في قطيعة الأرحام، والتناحر بين الجيران، ونقص الإيمان، فيفرح ويغضب الرب، فلا نكن لعبة للشيطان من الإنس والجان يا أهل العقل والإيمان .



فهيا معشر المسلمين إلى التلاحم والصفاء، وهجر القطيعة.. هلموا إلى سلامة الصدر، وطهارة القلب، فإنها من أفضل الأخلاق، وأدعاها إلى ثبات الود، ودوام العهد على الوفاء سلامة في العواقب وزيادة في المناقب ..



فأين المتهاجرون إذا أراد الناس الإصلاح بينهم، أو أراد واحد منهم الإصلاح كان الطرف الآخر رافضاً كل المحاولات، راداً كل الأطراف حتى أصحاب العلم والفضل وكبار السن، يظن أن الصلح هزيمة ومذلة، ونسي قول رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: [...مَا زَادَ اللَّهُ عَبْدًا بِعَفْوٍ إِلَّا عِزًّا] رواه مسلم. وقول الله :{ فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ...[40]}[سورة الشورى]. فالأجر الأجر رحمك الله. ويقول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: [لَا يَحِلُّ لِرَجُلٍ أَنْ يَهْجُرَ أَخَاهُ فَوْقَ ثَلَاثِ لَيَالٍ يَلْتَقِيَانِ فَيُعْرِضُ هَذَا وَيُعْرِضُ هَذَا وَخَيْرُهُمَا الَّذِي يَبْدَأُ بِالسَّلَامِ] رواه البخاري ومسلم. و قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: [تُفْتَحُ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ يَوْمَ الِاثْنَيْنِ وَيَوْمَ الْخَمِيسِ فَيُغْفَرُ لِكُلِّ عَبْدٍ لَا يُشْرِكُ بِاللَّهِ شَيْئًا إِلَّا رَجُلًا كَانَتْ بَيْنَهُ وَبَيْنَ أَخِيهِ شَحْنَاءُ فَيُقَالُ أَنْظِرُوا هَذَيْنِ حَتَّى يَصْطَلِحَا أَنْظِرُوا هَذَيْنِ حَتَّى يَصْطَلِحَا أَنْظِرُوا هَذَيْنِ حَتَّى يَصْطَلِحَا] رواه مسلم. وقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: [ مَنْ هَجَرَ أَخَاهُ سَنَةً فَهُوَ كَسَفْكِ دَمِهِ] رواه أبوداود وأحمد. فكيف بالمتهاجرين سنوات، وربما يفرقهم الموت وهم متهاجرون، فكيف الجواب عمّاحرم الله يوم العرض على الله .



يا أهل الإيمان والقرآن: هل يُعقل أن نرى أباً وابنه، أو أخاً وأخاه متهاجرين السنين، لولا أن الأعين تراه والواقع يحكيه لما صدّقناه وقبلناه، يتحاكمون إلى القضاء السنين بل الطامة كل الطامة أن يكون ذلك على سبب يسير، وأمر حقير من متاع الدنيا، فتذهب أُخوة الدين، ولُحمة الرحم والنسب، فتصغي وترعى الآذان لكلام نساء وأطفال وواشون، ثم يشعلها الشيطان فتكون حطاماً وناراً.. ومن المستفيد؟

إنه الشيطان وحزب الشيطان.. فأين العقول، وطهارة القلوب، وسلامة الصدور؟ أين الإيمان والقرآن؟


فيم التقاطع والإيمان يجمعنا قم نغسل القلب مما فيه من وضر



ياأيها الناس : لماذا النصر حليف الشيطان في كثير من المشكلات، والصلح قليل؟ ماالسبب وماالأمر؟!

وعلى المصلحين أن يبذلوا مافي وسعهم، وألا يملوا وييأسوا، والصلح يحتاج إلى وقت ومال ونفَس طويل، وتحايل وذكاء بل إن الكذب جائز في الصلح، ومن أكثر قرع الباب ولج، والدعاء الدعاء، ولن يضيع الله أجر من أحسن عملاً:{ إِنْ يُرِيدَا إِصْلَاحًا يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُمَا...[35]}[سورة النساء]. قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: [أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِأَفْضَلَ مِنْ دَرَجَةِ الصَّلَاةِ وَالصِّيَامِ وَالصَّدَقَةِ] قَالُوا: بَلَى قَالَ: [إِصْلَاحُ ذَاتِ الْبَيْنِ وَفَسَادُ ذَاتِ الْبَيْنِ هِيَ الْحَالِقَةُ] رواه الترمذي وأبوداود وأحمد.



تعالوا بنا نطوي الحديث الذي جرى ولاسمع الواشي بـذاك ولادرى
لقـد طال شرح القيل والقال بيننا وحتى كـأنّ العهد لـم يتغيـرا
تعالوا بنا حتى نعـود إلى الرضا وماطـال ذاك الشـرح إلا ليقصرا
من اليوم تاريـخ المحبـة بيننا عفا الله عن ذاك العتاب الذي جرى



وكل عام وأنتم بخير.. وتقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال.. ولاتنسوا صيام الستة من شوال، ولنتعاون جميعاً على الصيام فقد قال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: [مَنْ صَامَ رَمَضَانَ ثُمَّ أَتْبَعَهُ سِتًّا مِنْ شَوَّالٍ كَانَ كَصِيَامِ الدَّهْرِ] رواه مسلم. فلا تحرموا أنفسكم الأجر، واعلموا أن ما يسميه بعض العوام بعيد الأبرار، أو يوم الأبرار وهو اليوم الثامن من شوال لمن صام الست متتابعات، فهذه تسمية ليس عليها دليل، ومن المحدثات في الدين، ولا يشترط في صيامها التتابع، والأفضل البدار مادامت النفس متعودة على الصيام .



لنرفع الأصوات بالتكبير.. ولنلبس من الثياب كل جديد.. ولنرسل التهاني لكل قريب وعزيز وجار وحبيب.. لنظهر الأفراح ولنترك الأتراح.. لنغدو في الصباح معلنين الصفاء لتتآلف الأرواح .



في الأنفس الصفح في المهجة الشرح البـذل والنفـح في ليلـة العيـد
عيـد سعيـد فـي الكـون بهجتـه يهنئ بـه رفيق العلا والكمـالات
أعــاده الله بـالإقبـال مبتسـمـاً وكــل عــام وأنتـم بالمسرات



والصلاة والسلام على الرسول، وآله، وصحبه أُولي النهى والعقول .

من رسالة:'في العيد ملل..فما الخلل؟' فهد بن يحي العماري جزاه الله خيرا


من مفكرة الاسلام
 
تقبل الله منا ومنكم الصيام والقيام
وكل عام وأنتم بخير
 
فعلا تكررت هذه المقولة من كثير ممن حولي ...

وقد أجدت في ذكر الأسباب في ذلك ... وقد يكون من الأسباب ما تبثه وسائل الأعمال من غث كثير وإفساد للفطر والقيم .

جزاك الله خيرا
 
عودة
أعلى