ناصر عبد الغفور
Member
بسم1
في الرد على من يحتج بالكتب المتقدمة في فهم القرآن الكريم:
قد يحتج البعض بشيء من الكتب المتقدمة خاصة التوراة والإنجيل في توجيه معنى آية من القرآن الكريم، وهذا الاحتجاج لا يسلم لوجوه عدة:
-1- أن القرآن الكريم هو الذي يحتج به على ما قبله من الكتب وليس العكس، فهو الفرقان وهو القفان والمهيمن عليها كلها، كما قال تعالى:"وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ".المائدة:48
-2- أن الحق المبين هو ما جاء به الكتاب المبين، فلا نحتاج للبحث عنه في غيره من الكتب، قال تعالى:"يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيرًا مِمَّا كُنْتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ (15) يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ(16)."-المائدة-.
-3- أن أهل الكتاب بعد نزول القرآن الكريم هم المأمرون بالرجوع إلى كتاب ربنا والتحاكم إليه وليس العكس، لأنه هو الذي يقص عليهم ما اختلفوا فيه ويحكم بينهم بالحق، قال تعالى:"إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَقُصُّ عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَكْثَرَ الَّذِي هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ (76)"-النمل-، يقول العلامة السعدي رحمه الله تعالى:"وهذا خبر عن هيمنة القرآن على الكتب السابقة وتفصيله وتوضيحه، لما كان فيها قد وقع فيه اشتباه واختلاف عند بني إسرائيل فقصه هذا القرآن قصا زال به الإشكال وبين به الصواب من المسائل المختلف فيها. وإذا كان بهذه المثابة من الجلالة والوضوح وإزالة كل خلاف وفصل كل مشكل كان أعظم نعم الله على العباد ولكن ما كل أحد يقابل النعمة بالشكر. ولهذا بين أن نفعه ونوره وهداه مختص بالمؤمنين".اهــ.
-4- لو كان أصحاب الشرائع السابقة من الأنبياء والرسل عليهم السلام أحياء لوجب عليهم اتباع النبي صلى الله عليه وسلم وتحكيم القرآن دون سواه، ففي الحديث الصحيح، حينما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم عمر بن الخطاب يقرأ في صحيفة، فلما سأله عنها قال: هذه صحيفة من التوراة كتبها لي رجل من اليهود، فقال عليه الصلاة والسلام: ( يا ابن الخطاب ! أمتهوكون أنتم كما تهوكت اليهود والنصارى؟! والذي نفس محمد بيده لو كان موسى حياً ما وسعه إلا اتباعي) .
-5- التحريف الذي لحق الكتب المنزلة، وهذا أمر معلوم أخبر به الحي القيوم، قال تعالى:"فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا يَكْسِبُونَ (79)"-البقرة-.
فلا تأمن أخي أن تقرأ إنجيلا محرفا أو توراة محرفة، بخلاف القرآن الكريم فقد تكفل الله بحفظه من التحريف والتغيير والتبديل كما قال تعالى:"إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ (9)"-الحجر-، وقال تعالى:"لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ (42)"-فصلت-.
ولا يرد على ما ذكرت استدلال بعض علماء التفسير ببعض ما ورد في التوراة والإنجيل كصنيع الحافظ ابن كثير وغيره في تأويل التين والزيتون، وذلك لأن هؤلاء العلماء لا يمكن أن يستدلوا بمحرف ولا بموضوع، فما استدلوا بذلك إلا ليقينهم بأنه منزل من الله تعالى، وإلا فحاشاهم أن يقدموا كلاما محرفا منسوبا زورا وبهتانا إلى الله جل جلاله.
أما من دون هؤلاء الجهابدة فلا يأمن ما حذرت منه.
والله تعالى أعلم وأحكم ونسبة العلم إليه سبحانه أسلم.
في الرد على من يحتج بالكتب المتقدمة في فهم القرآن الكريم:
قد يحتج البعض بشيء من الكتب المتقدمة خاصة التوراة والإنجيل في توجيه معنى آية من القرآن الكريم، وهذا الاحتجاج لا يسلم لوجوه عدة:
-1- أن القرآن الكريم هو الذي يحتج به على ما قبله من الكتب وليس العكس، فهو الفرقان وهو القفان والمهيمن عليها كلها، كما قال تعالى:"وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ".المائدة:48
-2- أن الحق المبين هو ما جاء به الكتاب المبين، فلا نحتاج للبحث عنه في غيره من الكتب، قال تعالى:"يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيرًا مِمَّا كُنْتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ (15) يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ(16)."-المائدة-.
-3- أن أهل الكتاب بعد نزول القرآن الكريم هم المأمرون بالرجوع إلى كتاب ربنا والتحاكم إليه وليس العكس، لأنه هو الذي يقص عليهم ما اختلفوا فيه ويحكم بينهم بالحق، قال تعالى:"إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَقُصُّ عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَكْثَرَ الَّذِي هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ (76)"-النمل-، يقول العلامة السعدي رحمه الله تعالى:"وهذا خبر عن هيمنة القرآن على الكتب السابقة وتفصيله وتوضيحه، لما كان فيها قد وقع فيه اشتباه واختلاف عند بني إسرائيل فقصه هذا القرآن قصا زال به الإشكال وبين به الصواب من المسائل المختلف فيها. وإذا كان بهذه المثابة من الجلالة والوضوح وإزالة كل خلاف وفصل كل مشكل كان أعظم نعم الله على العباد ولكن ما كل أحد يقابل النعمة بالشكر. ولهذا بين أن نفعه ونوره وهداه مختص بالمؤمنين".اهــ.
-4- لو كان أصحاب الشرائع السابقة من الأنبياء والرسل عليهم السلام أحياء لوجب عليهم اتباع النبي صلى الله عليه وسلم وتحكيم القرآن دون سواه، ففي الحديث الصحيح، حينما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم عمر بن الخطاب يقرأ في صحيفة، فلما سأله عنها قال: هذه صحيفة من التوراة كتبها لي رجل من اليهود، فقال عليه الصلاة والسلام: ( يا ابن الخطاب ! أمتهوكون أنتم كما تهوكت اليهود والنصارى؟! والذي نفس محمد بيده لو كان موسى حياً ما وسعه إلا اتباعي) .
-5- التحريف الذي لحق الكتب المنزلة، وهذا أمر معلوم أخبر به الحي القيوم، قال تعالى:"فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا يَكْسِبُونَ (79)"-البقرة-.
فلا تأمن أخي أن تقرأ إنجيلا محرفا أو توراة محرفة، بخلاف القرآن الكريم فقد تكفل الله بحفظه من التحريف والتغيير والتبديل كما قال تعالى:"إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ (9)"-الحجر-، وقال تعالى:"لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ (42)"-فصلت-.
ولا يرد على ما ذكرت استدلال بعض علماء التفسير ببعض ما ورد في التوراة والإنجيل كصنيع الحافظ ابن كثير وغيره في تأويل التين والزيتون، وذلك لأن هؤلاء العلماء لا يمكن أن يستدلوا بمحرف ولا بموضوع، فما استدلوا بذلك إلا ليقينهم بأنه منزل من الله تعالى، وإلا فحاشاهم أن يقدموا كلاما محرفا منسوبا زورا وبهتانا إلى الله جل جلاله.
أما من دون هؤلاء الجهابدة فلا يأمن ما حذرت منه.
والله تعالى أعلم وأحكم ونسبة العلم إليه سبحانه أسلم.