بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على سيدنا محمد وسلم تسليما
قال ابن سراقة (ذكره السيوطي في كتاب الإتقان في علوم القرآن، وابن سراقة هو محمد بن محمد بن إبراهيم الأنصاري الشاطبي المصري ( محي الدين ، أبو بكر ) ابن سراقة، محدث، فقيه، ولد عام 592 هـ وتوفي عام 662 هـ، من تصانيفه : إعجاز القرآن، الحيل الشرعية، حسن المحاضرة، شذرات الذهب، هداية العارفين): من بعض وجوه إعجاز القرآن ما ذكر الله فيه من أعداد الحساب والجمع والقسمة والضرب والموافقة والتأليف والمناسبة والتنصيف والمضاعفة، ليعلم بذلك أهل العلم بالحساب أنه صلى الله عليه وسلم صادق فيقوله، وأن القرآن ليس من عنده، إذ لم يكن ممن خالط الفلاسفة، ولا تلقى الحساب وأهل الهندسة .
وقال الإمام الهذلي رحمه الله تعالى : ذكر أن قوما جهلوا العدد فقالوا : ليس بعلم، و إنما اشتغل به بعضهم ليروج به سوقه و يتكبر به عند الناس.
و هذا جهل من قائله لم يعلم مواقع العدد و ما يحتوي عليه من العلم، و لو لم يكن العدد علما لما اشتغل به في زمن الصحابة رضي الله عنهم.
و مما يدل على أن العدد علم :
-ما روت أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه و سلم و رضي عنها أن النبي صلى الله عليه و سلم قرأ الفاتحة وقف على الآي.
-قول ابن عمر : الوقف على الآي سنة.
-النهي عن خلط آية رحمة بآية عذاب. و لا يعرف ذلك إلا بسماع و معرفة في العدد.
ثم قال رحمنا ورحمه الله : و يا عجباه ممن يقول : الوقف و الابتداء علم و العدد ليس بعلم، و الوقف و الابتداء محدث كعلم المعاني، و العدد كان في زمن الصحابة و به نزل القرآن حتى قال الرسول صلى الله عليه و سلم : سورة هي 30 آية تجادل عن صاحبها يوم القيامة.
وقد اهتم الأولون بهذا الباب وعاينوا بعض ما فيه من تلك الضروب. ولم تكن العمليات الحسابية في ضبط آي القرآن مستحدثة، كما يذهب في اعتقاد بعض المتأخرين. وغاية كلامهم أن يقولوا أن لا إعجاز في القرآن متصل بالعدد. وليس لهم من ذلك إلا إتباع الظن والتحكم المحض. ومنهم من يجيز الحديث عن اللطائف العددية ولا يجيز كلمة الإعجاز، ولست أفهم ما الذي يمنع ذلك، وقد وجدوا التحدي واضحا في القرآن فما استطاعوا منازعته. والعجيب أن أغلب المتكلمين بهذا ليسوا من الفقهاء في الرياضيات، فكيف يصح لهم إنكار هذا الإعجاز، والتحدي إنما يوجه إلى من له فقه وعلم ؟
ويذهب البعض ممن يهتمون بعلوم القرآن، إلى القول أن هذه العمليات الحسابية، ويقصد ما نطلق عليه الإعجاز العددي في القرآن، لا علاقة لها من قريب ولا من بعيد بعلم عدد آي القرآن([1]). وخطأ ذلك بين، إذ لا يمكن حصر العلم في المفاهيم، وهو يريد حصر علم عدد الآي في رؤوس الآي وفواصلها. وليس هو كذلك، فلكل علم فروع، ومن فروع علم عدد الآي، الإعجاز العددي في ذلك العدد.
وأغلب الظن أن الذي حملهم على ذلك القول، أنهم ربطوا الكلام عن إعجاز العدد بالمسمى رشاد خليفة. أما الكلام عن الإعجاز العددي في القرآن فيعود إلى ما قبل الستمائة سنة الأولى من هجرة النبي صلى الله عليه وسلم، أي ما قبل رشاد خليفة بأكثر من سبعة قرون، وقد ذكرنا ذلك في أول هذا الباب.
وهذا التزوير في التاريخ، لابد أن يعلم، وأن يصحح.
([1]الميزان في عد آي القرآن، لحسن بنلفقيه.
وصلى الله على سيدنا محمد وسلم تسليما
قال ابن سراقة (ذكره السيوطي في كتاب الإتقان في علوم القرآن، وابن سراقة هو محمد بن محمد بن إبراهيم الأنصاري الشاطبي المصري ( محي الدين ، أبو بكر ) ابن سراقة، محدث، فقيه، ولد عام 592 هـ وتوفي عام 662 هـ، من تصانيفه : إعجاز القرآن، الحيل الشرعية، حسن المحاضرة، شذرات الذهب، هداية العارفين): من بعض وجوه إعجاز القرآن ما ذكر الله فيه من أعداد الحساب والجمع والقسمة والضرب والموافقة والتأليف والمناسبة والتنصيف والمضاعفة، ليعلم بذلك أهل العلم بالحساب أنه صلى الله عليه وسلم صادق فيقوله، وأن القرآن ليس من عنده، إذ لم يكن ممن خالط الفلاسفة، ولا تلقى الحساب وأهل الهندسة .
وقال الإمام الهذلي رحمه الله تعالى : ذكر أن قوما جهلوا العدد فقالوا : ليس بعلم، و إنما اشتغل به بعضهم ليروج به سوقه و يتكبر به عند الناس.
و هذا جهل من قائله لم يعلم مواقع العدد و ما يحتوي عليه من العلم، و لو لم يكن العدد علما لما اشتغل به في زمن الصحابة رضي الله عنهم.
و مما يدل على أن العدد علم :
-ما روت أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه و سلم و رضي عنها أن النبي صلى الله عليه و سلم قرأ الفاتحة وقف على الآي.
-قول ابن عمر : الوقف على الآي سنة.
-النهي عن خلط آية رحمة بآية عذاب. و لا يعرف ذلك إلا بسماع و معرفة في العدد.
ثم قال رحمنا ورحمه الله : و يا عجباه ممن يقول : الوقف و الابتداء علم و العدد ليس بعلم، و الوقف و الابتداء محدث كعلم المعاني، و العدد كان في زمن الصحابة و به نزل القرآن حتى قال الرسول صلى الله عليه و سلم : سورة هي 30 آية تجادل عن صاحبها يوم القيامة.
وقد اهتم الأولون بهذا الباب وعاينوا بعض ما فيه من تلك الضروب. ولم تكن العمليات الحسابية في ضبط آي القرآن مستحدثة، كما يذهب في اعتقاد بعض المتأخرين. وغاية كلامهم أن يقولوا أن لا إعجاز في القرآن متصل بالعدد. وليس لهم من ذلك إلا إتباع الظن والتحكم المحض. ومنهم من يجيز الحديث عن اللطائف العددية ولا يجيز كلمة الإعجاز، ولست أفهم ما الذي يمنع ذلك، وقد وجدوا التحدي واضحا في القرآن فما استطاعوا منازعته. والعجيب أن أغلب المتكلمين بهذا ليسوا من الفقهاء في الرياضيات، فكيف يصح لهم إنكار هذا الإعجاز، والتحدي إنما يوجه إلى من له فقه وعلم ؟
ويذهب البعض ممن يهتمون بعلوم القرآن، إلى القول أن هذه العمليات الحسابية، ويقصد ما نطلق عليه الإعجاز العددي في القرآن، لا علاقة لها من قريب ولا من بعيد بعلم عدد آي القرآن([1]). وخطأ ذلك بين، إذ لا يمكن حصر العلم في المفاهيم، وهو يريد حصر علم عدد الآي في رؤوس الآي وفواصلها. وليس هو كذلك، فلكل علم فروع، ومن فروع علم عدد الآي، الإعجاز العددي في ذلك العدد.
وأغلب الظن أن الذي حملهم على ذلك القول، أنهم ربطوا الكلام عن إعجاز العدد بالمسمى رشاد خليفة. أما الكلام عن الإعجاز العددي في القرآن فيعود إلى ما قبل الستمائة سنة الأولى من هجرة النبي صلى الله عليه وسلم، أي ما قبل رشاد خليفة بأكثر من سبعة قرون، وقد ذكرنا ذلك في أول هذا الباب.
وهذا التزوير في التاريخ، لابد أن يعلم، وأن يصحح.
([1]الميزان في عد آي القرآن، لحسن بنلفقيه.