في أروقة النقاش للرسائل العلمية

إنضم
03/02/2005
المشاركات
100
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
الإقامة
الأحساء
في أروقة النقاش للرسائل العلمية
لقد حضرت عدداً لا بأس به من مناقشة الرسائل العلمية, وكان يزعجني كثيراً ذلك النقاش البائت,والخطاب الكلاسيكي (التقليدي) الذي تعوَّد عليه بعض المُناقشين في زماننا ومنه ما يلي:

- الإسهاب في تتبع الأخطاء الإملائية, والأغلاط المطبعية, والتي قد يقطع المناقش فيها شوطاً كبيراً من الزمن, وكان بإمكانه أن يجمعها في وريقات ويدفعها للباحث وذلك حرصاً على الوقت بما هو أنفع للباحث.

وأذكر أنني حضرت إحدى الأطروحات وكان أحد المناقشين يقول: للباحث قل مشاكل ولا تقل مشكلات, وقل كذا ولا تقل كذا....وهكذا استغرق النقاش في مثل هذه الفوائد التي لا تُسمع إلاَّ في الإذاعات المدرسية والمجلات العامة, وأُنبه إلى أني لا أُنقص من شأن هذه الفوائد ولكن هناك ما هو أعمق من هذا بكثير في تلك اللحظة.

- امتعاض المناقش من قول الباحث: "نحن" أو "أرى" أو "هذا الذي أراه في المسألة" ونحو ذلك وتجعله يقول للباحث: من أنت حتى تقول: "نحن"...!!

فيمنعه ويأمره بتغيير هذه العبارات بحجة أنَّها تكسب الباحث الغرور والاعتداد بالنفس فيصبح عنده ما يُسمى بـ"تضخم الأنا" أو "الأنا المتضخمة".

والذي أراه أنَّ الباحث المغرور يستطيع أن يُظهر غروره من دون أن يتطرق إلى مثل هذه العبارات, إذ أنَّ مسألة الغرور لا تُقاس بهذه المعايير.

- إطالة الوقت وتكرير القضية كُلمَّا وردت في البحث, وكم كنت أتمنى أن يختزل زمن المناقشة, ويُطرح فيها ما هو جوهريٌ وأصيل, وليس عيباً أن ينتهي المناقش في نصف ساعة!!

- الإهانة التي تنهال على الباحث من قِبل بعض المناقشين, كأن يقول: للباحث أنت ما تفهم, أو هذه المسألة صعبةٌ عليك, أو لم يحن الوقت لفهمها, وينسون أنهم في صَرحٍ علمي ينبغي أن يُقدم فيه الأدب على العلم.

- الجدال الطويل في القضايا المرنة التي يجوز فيها أكثر من منهجٍ علمي, كأن يبدأ الباحث في الهامش بذكر المؤلف ثُمَّ اسم الكتاب, فيقوم المناقش ويطلب منه تغيير الطريقة بالرغم من أنَّهما مناهج مُتعددة ومعتبرة في الأوساط الأكاديمية.

وقد يسألني البعض ما هو النقاش الذي تريد؟

فأقول: فليكن حول فكرة الموضوع من ناحية الجِدَّة والابتكار, وعن مدى أهميته, وعن قضية الأسلوب وحسن الطرح, وعن ترتيب الموضوع وتسلسله تسلسلاً منطقياً, ومدى عمقه وبعده عن السطحية وهكذا, فالمهم أن يكون الحوار في صلب الموضوع وفي قضاياه الجوهرية.

وهذا لا يعني أنَّ نظرتي سوداوية تجاه المناقشين, بل فيهم- وهم كُثر- من استفدنا من علمه وملاحظاته وأدبه الشيء الكثير والعظيم.

وكم تمنيت أن يقوم أحد المناقشين الذين قطعوا شأواً كبيراً وزمناً طويلاً في أروقة النقاش العلمي فيكتب لنا تجربته الشخصية في مناقشة الرسائل ويُبيِّن الأُسس المُثلى التي تقوم عليها المناقشة[1].

وختاماً: فإني اقترح على الإخوة المشرفين في الملتقى بإنزال المناقشات التي تخص الدراسات القرآنية والمحفوظة في الأشرطة ووضعها في تسجيلات الملتقى حتى ينتفع منها أهل الملتقى والضيوف.


[1] / وقفت على مقالةٍ للدكتور محمود الطناحي رحمه الله بعنوان: "الرسائل الجامعية..و..ساعة ثُمَّ تنقضي", وذلك ضمن مقالاته المجموعة (2/677), بيَّن فيها بعض المآسي التي تحدث في أروقة النقاش للرسائل العلمية.

 
شكر الله لك أخي عبدالعزيز

الأمر كما ذكرت ؛ ولذلك قل حضور مثل هذه المناقشات ، وأصبح الأكثرون يرونه من إضاعة الوقت ...

وقد توصلت إلى نتيجة اقتنعت بها ، وهي أنه كلما كان المناقِش أكثر علماً ، وأعمق فهماً كانت ملحوظاته أقل ، وفوائده أكثر ... والعكس صحيح .
 
مشايخنا الكرام سمعت بعض المناقشين يقول لباحثٍ: لقد استفدت بصورة شخصية من رسالتك هذه... فرحم الله أمثال هؤلاء الذين يحيون في النفس حبّ البحث والتنقيب، وأصلح الله الآخرين الذين قد يثبّطون من حيث لا يدرون.
 
وبالمناسبة: اقترح أن يتم انزال ما تيسّّر من هذه الرسائل بتمامها إن توفرت لها نسخ الكترونيّة.
وأقترح أن يتم طرح بعض القضايا والتجارب المتعلقة بطريقة البحث، وأخطاء الباحثين وما يؤخذ عليهم، وما يجب تلافيه، وأهم عوامل النجاح والفشل من وحي التجارب والملاحظات.
 
معك حق أخي الكريم

وبصراحة رغم عدم تخصصي في الشريعة إلا أنني لاحظت في مناقشة الرسائل في بعض التخصصات الاخرى أن بعض المناقشين يحاولون تحطيم الباحث بكل طرق
 
عودة
أعلى