فيما يعود الضمير في قوله تعالى : " إنما يبلوكم الله به ؟؟

إنضم
28/04/2006
المشاركات
20
مستوى التفاعل
0
النقاط
1
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بسم الله الرحمن الرحيم


قال تعالى : " إنما يبلوكم الله به وليبينن لكم يوم القيامة ما كنتم فيه تختـــــلفــــــــون ": (النحل:92)
يعود الضمير في " به " إما على الوفاء الذي أمر الله به ، وإما أن يعود على الرباء ، أي أن الله تعالى ابتلى عباده بالتحاسد وطلب بعضهم الظهور على بعض ، واختبرهم بذلك ليرى من يجاهد نفسه فيخالفها ممن يتبعها ويعمل بمقتضى هواها ، - ثم قال – وهو معنى قوله تعالى : " إنما معنى قوله : " إنما يبلوكم الله به وليبينن لكم يوم القيامة ما كنتم فيه تختلفون " ( تفسير القرطبي)


فما هو القول الفصل في عود الضمير " إنما يبلوكم الله به " ؟؟


أرجو منكم إفادتي

وجزاكم الله خيراً

وأثابكم الجنان

وأسقاكم من حوض نببيه محمد صلى الله عليه وسلم
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


قال تعالى

(وَلاَ تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ أَنكَاثاً تَتَّخِذُونَ أَيْمَانَكُمْ دَخَلاً بَيْنَكُمْ أَن تَكُونَ أُمَّةٌ هِيَ أَرْبَى مِنْ أُمَّةٍ إِنَّمَا يَبْلُوكُمُ اللَّهُ بِهِ وَلَيُبَيِّنَنَّ لَكُمْ يَوْمَ القِيَامَةِ مَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ)

الدرّ المصون أفضل كتاب يعالج الشؤون الإعرابية والنحويّة ----لذلك تجدين فيه جوابا على مثل هذه الأمور--


قال

(قوله: "به" يجوز أن يعودَ الضميرُ على المصدر المنسبك مِنْ {أَن تَكُونَ} تقديره: إنما يَبْلُوكم الله بكونِ أُمَّة، أي: يختبركم بذلك. وقيل: يعودُ على "الربا" المدلولِ عليه بقولِه {هِيَ أَرْبَى} وقيل: على الكثرة، لأنها في معنى الكثير. قال ابن الأنباري: "لَمَّا كان تأنيثُها غيرَ حقيقي حُمِلَتْ على معنى التذكير، كما حُمِلت الصيحةُ على الصِّياح" ولم يتقدمْ للكثرةِ لفظٌ، وإنما هي مدلولٌ عليها بالمعنى مِنْ قوله {هِيَ أَرْبَى}.



فعودة الضمير على المصدر المنسبك من " أن تكون" قول له وجاهته فيؤول المعنى إلى التقدير التالي " إنّما يختبركم بكون أمّة أربى من أمّة بالفضل والنعم" على هذا يكون التبيين يوم القيامة في قوله تعالى ( وَلَيُبَيِّنَنَّ لَكُمْ يَوْمَ القِيَامَةِ مَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ)

متناسبا مع الإختلاف الحاصل بين الأمم في الدنيا من حيث الرباء
 
قال تعالى قبل هذه الآية:
{إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ} [النحل:90].
فالضمير في (به) يعود على ما يأمركم وينهاكم، وهذا ما قاله الإمام الرازي.

ويمكن أن يعود الضمير على الوفاء بالأيمان المذكور بقوله تعالى: {وَأَوْفُواْ بِعَهْدِ اللّهِ إِذَا عَاهَدتُّمْ وَلاَ تَنقُضُواْ الأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلاً إِنَّ اللّهَ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ} النحل91
والمعنى على هذا كما قال البقاعي: "أي يعاملكم معاملة المختبر بالأيمان والزيادة ليظهر للناس تمسككم بالوفاء أو انخلاعكم منه اعتماداً على كثرة أنصاركم وقلة أنصار من نقضتم عهده من المؤمنين".
والله أعلم
 
أقوال العلماء وتفسيراتهم فيما يعود به الضمير أراها من خلاف التنوع ومن المتواطئ حيث الآيه تحتملها جميعا مثل قوله تعالى ( ياايها الإنسان إنك كادح إلى ربك كدحا فملاقيه ) فمرجع الضمير في قوله تعالى فملاقيه قيل يعود على ربك وقيل كدحك وكلاهما صحيح وهو من باب المتواطئ


وجزى الله شيخنا د. مساعد الطيار كل خير على دروسه
 
السلام عليكم

أحب أن تقوم الأخت سلسبيل بتطبيق كلامها على الآية---أعني ماذا يصبح معنى الآية بعد أن ترجع الضمير على كل ما رأت إرجاعه إليه!

بانتظارك
 
وعليكم السلام

قال تعالى

(وَلاَ تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ أَنكَاثاً تَتَّخِذُونَ أَيْمَانَكُمْ دَخَلاً بَيْنَكُمْ أَن تَكُونَ أُمَّةٌ هِيَ أَرْبَى مِنْ أُمَّةٍ إِنَّمَا يَبْلُوكُمُ اللَّهُ بِهِ وَلَيُبَيِّنَنَّ لَكُمْ يَوْمَ القِيَامَةِ مَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ)


في تفسير ابن كثير وكما نقلت الأخت أم جواد


(يعود الضمير في " به " إما على الوفاء الذي أمر الله به ، وإما أن يعود على الرباء )

وفي الدر المصون :

قوله: "به" يجوز أن يعودَ الضميرُ على المصدر المنسبك مِنْ {أَن تَكُونَ} تقديره: إنما يَبْلُوكم الله بكونِ أُمَّة، أي: يختبركم بذلك. وقيل: يعودُ على "الربا" المدلولِ عليه بقولِه {هِيَ أَرْبَى} وقيل: على الكثرة،


اي من خلال الأقوال السابقه

مرجع الضمير ( به ) في قوله تعالى ( إنما يبلوكم الله به )

يجوز ويصح ان يعود على الوفاء بالدين والمدلول عليه قوله تعالى ( ولا تكونوا كالتي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثا تتخذون ايمانكم دخلا بينكم )


ويجوز أن يعود على الرباء والمدول عليه كما في الدر المصون قوله تعالى ( أن تكون أمة هي أربى من أمه ) )

ويجوز أن يعود على أصل الإختبار نفسه كما في الدر المصون .. (يجوز أن يعودَ الضميرُ على المصدر المنسبك مِنْ {أَن تَكُونَ} تقديره: إنما يَبْلُوكم الله بكونِ أُمَّة، أي: يختبركم بذلك )



ودام ان هذه المعاني صحيحه بذاتها والسياق يحتملها جميعها فهي من باب المتواطئ وتدل على اعجاز القرآن الكريم وبلاغته حيث انه إذا ورد خلاف في مفسر الضمير ووصف يحتمل أكثر من موصوف فهو من قبيل المتواطئ هذا مما فهمته من شرح شيخنا د. مساعد الطيار حفظه الله للمتواطئ
 
الأخت الكريمة


ما طلبته هو أن تعيدي الضمير إلى كلّ هذه المعاني بعبارة تفسيرية---أي أن تقولي لي ----بما أنّ جميع المعاني محتملة فيصير معنى الآية هو كذا وكذا---



نحن أردنا من مداخلتنا أن نقول لك أنّ هذه الآية لا يمكن أن تكون من الباب الذي قصدته ---
 
التفسير الذي ذكرته الأخت أم جواد من تفسير القرطبي وليس من تفسير ابن كثير كما كتبتُ ذلك في مداخلتي السابقه


الأخ الكريم جمال حسني الشرباتي \


عندما نقول ان الضمير في به يعود على الوفاء فنقول مثلا :
لا تكونوا كالتي نقضت غزلها ، فلا تنقضوا ايمانكم واوفوا بها ولا تجعلوا وتتخذوا ايمانكم بينكم سبيل للخديعه والمكر إن كانوا أكثر منكم والله بأمره إليكم بالوفاء بالعهد إنما يبلوكم بذلك ويختبركم


وعند قول ان الضمير يعود على الكثره فنقول :


ولا تكونوا كالتي نقضت غزلها ، فلا تنقضوا ايمانكم وأفوا بها ولا تجعلوا ايمانكم بينكم سبيل للخديعه والمكر إن كانوا أكثر منكم والله قد ابتلاكم بأن جعل بعض الأمم أكثر من بعض

وبقيه الآيه تقول

(وليبينن لكم يوم القيامه ما كنتم فيه تختلفون ) يرجح معنى الوفاء بالعهود ولا يخالف الثاني لأنه عند انكار العهود ينشأ الخلاف

وايضا قوله تعالى في الآيه التي تليها

( ولو شاء الله لجعلكم أمة واحدة ولكن يضل من يشاء ويهدي من يشاء ولتسألن عما كنتم تعملون )


يرجح أن يكون مرجع الضمير للكثره وأن الإختبار حاصل به


اما ما ذكر في تفسير القرطبي من الرباء
وإما أن يعود على الرباء ، أي أن الله تعالى ابتلى عباده بالتحاسد وطلب بعضهم الظهور على بعض ، واختبرهم بذلك ليرى من يجاهد نفسه فيخالفها ممن يتبعها ويعمل بمقتضى هواها ،

فالربـــاء والتحاسد وظهور بعضهم على بعض لازم من لوازم الكثره والتباين بين الأمم غالبا فلا لاتعارض بين جميع هذه الأقوال والله أعلم
 
عودة
أعلى