فيروس كورونا ( وقفات وعبر )

إنضم
22/10/2015
المشاركات
110
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
العمر
66
الإقامة
مصر
فيروس كورونا ( وقفات ومسائل )
الحمد لله الذى له الخلق والامر ولا يعزب عنه مثقال ذرة في السماوات والارض ولا اصغر من ذلك ولا اكبر , على كل شيء قدير واحاط بكل شيء علما ، سبحانه جل وعلا يمحق الكافرين ويمحص المؤمنين وينجى المتقين والصلاة والسلام على الهادي البشير, والسراج المنير الذى اخبر بأمور ستحدث فكانت كما اخبر لتكون على صدقه اية وبرهان وللمؤمنين به زيادة في الايمان
وبعد فقد اصبح هذا الفيروس المسمى كورونا مدار الحديث والاهتمام على كافة المستويات بشكل غير مسبوق في القرن العشرين . رؤساء دول يتحدثون عنه ، دول تعلن حظر التجوال ، عطلت صلاة الجمعة ، تداعيات اقتصاديه وغير ذلك مما ليس مجاله ، والبعض يكتب بعلم وما يفيد والبعض يكتب وينشر غثاء لا عبرة ولا ذكرى ولا ما يفيد الناس من بث الطمأنينة ، او الاجراءات الموثقة بالدليل مما يمنع العدوى وانتشارها .هذا ما دعاني للكتابة على تردد ووجل لأنى من اهل التخصصات الطبية لكنى محب للعلوم الشرعية (ورحم الله من ذكرت من العلماء ) فأقول مستعينا بالله

- صدق الله ورسول
اخبر القرءان عن آيات مستقبلية { سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لهُمْ أَنَّهُ الحَقُّ أَوَلمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ} (53: فصلت) ، : واخبر عن عذاب وهلاك سيحل ببعض الامم والاقوام والراجح انها الامم الكافرة { وَإِنْ مِنْ قَرْيَةٍ إِلَّا نَحْنُ مُهْلِكُوهَا قَبْلَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ أَوْ مُعَذِّبُوهَا عَذَابًا شَدِيدًا كَانَ ذَلِكَ فِي الْكِتَابِ مَسْطُورًا } (58 الاسراء) والمعنى لابُدَّ لأيِّ قرية طغتْ وبغَتْ أن ينالها شيء من العذاب ، والعذاب دون الاستئصال ‘ فان اصروا اهلكوا وأبيدوا ( الشعراوى ) قلت وهذا ما حدث مع قوم فرعون ، عذبوا بآيات مثل الجراد والقمل والضفادع والدم آيات مفصلات ولم يتوبوا فأغرقهم الله جميعا
وقد اخبر الصادق الامين محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم بظهور امراض جديده عند شيوع الفواحش والمجاهرة بها ، فعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: أقبل علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: (يا معشر المهاجرين خمس إذا ابتليتم بهن وأعوذ بالله أن تدركوهن: لم تظهر الفاحشة في قوم قط حتى يعلنوا بها إلا فشا فيهم الطاعون والأوجاع التي لم تكن مضت في أسلافهم الذين مضوا، ولم ينقصوا المكيال والميزان إلا أخذوا بالسنين وشدة المئونة وجور السلطان عليهم، ولم يمنعوا زكاة أموالهم إلا منعوا القطر من السماء، ولولا البهائم لم يمطروا، ولم ينقضوا عهد الله وعهد رسوله إلا سلط الله عليهم عدوا من غيرهم فأخذوا بعض ما في أيديهم، وما لم تحكم أئمتهم بكتاب الله ويتخيروا مما أنزل الله إلا جعل الله بأسهم بينهم) رواه ابن ماجة وحسنه الألباني

لا نجاة عند وقوع البلاء الا برحمة الله ومن توكل على الاسباب هلك
قال جل وعلا {وهِيَ تَجْرِي بِهِمْ فِي مَوْجٍ كَالْجِبَالِ وَنَادَى نُوحٌ ابْنَهُ وَكَانَ فِي مَعْزِلٍ يَا بُنَيَّ ارْكَب مَّعَنَا وَلاَ تَكُن مَّعَ الْكَافِرِينَ (42) قَالَ سَآوِي إِلَى جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ الْمَاء قَالَ لاَ عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللهِ إِلاَّ مَن رَّحِمَ وَحَالَ بَيْنَهُمَا الْمَوْجُ فَكَانَ مِنَ الْمُغْرَقِينَ} ( 42-43 هود) والشاهد اتكل الابن الكافر على الاسباب فلم تنفعه

- كل شيء يحدث في الكون بقضاء الله وقدره

من عقيدة اهل السنة والجماعة الايمان بالقضاء والقدر . فلا يصح ايمان عبد حتى يوقن أن ما أراده الله له من خير أو شر لا يستطيع أحد دفعه ولا تحويله بحال من الأحوال، وهو معنى قول رسول الله صلى الله عليه وسلم " واعلم ان ما أصابك لم يكن ليخطئك، وما أخطأك لم يكن ليصيبك". ولا يحدث في هذا الكون شيء الا بعلمه وامره ومشيئته وله الحكمة البالغة فهو يعاقب بعدله ويرحم بلطفه

-آيات وعبر
قال تعالى «فَأَخَذَهُ اللَّهُ نَكالَ الْآخِرَةِ وَالْأُولى» (إن في ذلك لَعِبْرَةً لِمَنْ يَخْشَى) النازعات سياق الآيات تشير إلى مصير فرعون بعد ان كذب وعصى بعقوبات الهية ( فأخذه الله ) ليكون عبرة لمن يخشى. فيتدبر ما حل بالمكذبين من عقوبات فيزداد إيماناً وتقوى وخشية . وخشية الله ملاك الأمر. ومن خشي الله أتى منه كل خير
في سياق ما حل بقوم لوط ( عليه السلام ) : { فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ مُشْرِقِينَ (73) فَجَعَلْنا عالِيَها سافِلَها وَأَمْطَرْنا عَلَيْهِمْ حِجارَةً مِنْ سِجِّيلٍ (74) إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ } (75 الحجر ). باتوا في حبور وسرور، وأصبحوا في هلاك وثبور، وخرّت عليهم سقوفهم، وجعل الله مدنهم ومنازلهم عاليها سافلها، وأمطر عليهم من العقوبة مالم يبق عينا ولا أثرا، إنّ في ذلك لعبرة لمن اعتبر، ودلالة ظاهرة لمن استبصر، لمن شاء أن يعتبر ( المتوسمين ) ( لطائف الاشارات للقشيري )
{وَفِي الأَرْضِ آيَاتٌ لِلمُوقِنِينَ وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلا تُبْصِرُونَ} (20، 21: الذاريات) . ) أي وفي الأرض اذا نظرت بل في نفسك اذا تدبرت دلائل واضحة على قدرة الله سبحانه ووحدانيته ، هذه الآيات يراها كل مؤمن فيوقن بالله ويصرف عنها الغافلون والمتكبرون كما جاء ذلك في الآيات

- الاخذ بالأسباب مع التوكل على الله

التَّوَكُّل الْمَأْمُور بِهِ مَا يجْتَمع فِيهِ مقتضي التَّوْحِيد وَالْعقل وَالشَّرْع ( ابن تيميه – انتهى ) قلت امر الله ايوب (عليه السلام ) بالتداوي وبطريقة معينه {اركض برجلك هذا مغتسل بارد وشراب } الآيات سورة ًص ودلت السنة على الاسباب المشروعة في الوقاية من الامراض المعدية – والامر بالتداوي ( وهذا الباب استفاض فيه كثير من اهل العلم فلينظر في اقوالهم وخطبهم )
ومن الاخذ بالأسباب الاقلاع عن التدخين وغيره مما يضر من عادات تذكر المواقع الرسمية لجهات طبية ان المدخنين ومدمني الكحوليات والمخدرات مناعتهم ضعيفة وهم اكثر عرضة للعدوى وكذلك عواقب الاصابة

الدعاء
قال الله { وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ}[البقرة:186]، يقول الحسن: وَمِفْتَاحُ السَّمَاءِ الدُّعَاءُ. وقال جل وعلا { فَلَوْلَا إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا وَلَكِنْ قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}) الأنعام:43( . من علامات قساوة القلوب أن يسمع الناس قوارع الآيات ثم يستمرون على طغيانهم ومعاصيهم ( بن باز )

خاتمه
هذا اجتهاد في تجميع ما سبق فان قصرت او اخطأت فنرجومن اهل العلم تصويبه وأوصى نفسى واياكم بتقوى الله وبالحرص على العلم والدعوة الى الله والصدع بالحق مع الرفق والتركز على امهات المسائل من التحذير من الشرك بالتوسل بأصحاب القبور وما يلحق بذلك من بدع ، والتحذير عن تعطيل الشريعة وكل ما ترتب عليه ، والنهى عن التهاون في الفرائض والسنن والحجاب الشرعي والاختلاط المحرم وصلى الله على سيدنا محمد واله وصحبه وسلم
كتبه د احمد على 27 رجب 1441 هجرية – جده
 
عودة
أعلى