اخي الكريم عمر الديب بارك الله فيك
1-العلماء المتبعون والائمة المهتدون هم الذين يتبعون سنة الرسول الامين وصحابته الكرام وهم مع التغني بالقرءان الكريم ..
2- عليك ان تعرف معاني الكلمات التالية قبل الخوض في الموضوع و اصدار الاحكام :
اولا كلمة اللحن :
-جاء في (لسان العرب)
اللَّحْن: من الأَصوات المصوغة الموضوعة، وجمعه أَلْحانٌ ولُحون.
ولَحَّنَ في قراءته إِذا غرَّد وطرَّبَ فيها بأَلْحان، وفي الحديث: اقرؤُوا القرآن بلُحون العرب.
وهو أَلْحَنُ الناس إِذا كان أَحسنهم قراءة أَو غناء.
-وفي (القاموس المحيط)
اللَّحْنُ: من الأصْواتِ المَصُوغةِ الموضوعةِ
ج: ألْحانٌ ولُحونٌ،
ولَحَّنَ في قِراءَتِهِ: طَرَّبَ فيها، واللُّغَةُ، والخَطَأُ في القِراءَةِ.
- وفي الصحاح :
واللَحْنُ واحد الألْحانِ واللُحونِ، ومنه الحديث: "اقرءوا القرآنَ بِلُحونِ العرب".
وقد لَحَنَ في قراءته، إذا طرَّب بها وغرَّد.
وهو ألْحَنُ الناس، إذا كان أحسنهم قراءةً أو غِناءً.
-كلمة نغمة :
-جاء في(لسان العرب)
النَّغْمةُ: جَرْسُ الكلمة وحُسْن الصوت في القراءة وغيرها، وهو حسَنُ النَّغْمةِ، والجمع نَغْمٌ.
-و في (الصّحّاح )
فلانٌ حسن النَغْمَةِ، إذا كان حسنَ الصوت في القراءة.
- وفي (مقاييس اللغة)
النون والغين والميم ليس إلاَّ النَّغْمة: جَرْس الكلام وحُسْن الصَّوت بالقِراءةِ وغيرها.
وهو النَّغْم.
اذا تبينت لنا معاني الكلمات .
-الان نمر الى حديث عبد الله بن مغفل رضي الله عنه لنرى ماذا يقول فيه العلماء المهتدون والائمة المتبعون:
أخرج أحمد في مسنده، والبخاري ومسلم في صحيحها، وأبوداود في السنن من حديث عبدالله بن مغَفَّل، قال: « رأيت النبي يقرأ وهو على ناقته -وهي تسير به، وهو يقرأ سورة الفتح- أو من سورة الفتح- قراءة لينة، يقرأ وهو يرجع ».
وبين عبدالله بن مُغَفَّل كيفية ترجيعه وأنه آ اآ ثلاث مرات، قال شعبة عن معاوية بن قرة المُزني راوي الحديث عن عبدالله بن مغفل: ثم قرأ معاوية، يحكي قراءة ابن مُغَفَّل، وقال: لولا أن يجتمع الناس عليكم لرجعتُ كما رَجَّع ابن مُغَفَّل، يحكي النبي فقلت لمعاوية: كيف كان ترجيعه قال: « آ ا آ ثلات مرات ». أخرجه البخاري ومسلم في صحيحيهما.
اذن عبدالله بن مغفل بين لنا كيفية قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأنه كان يقرأ قراءة لينة يردد صوته في حلقه بها، كقراءة أصحاب الألحان، إذ ردد حرف الألف ثلاث مرات، بأن قال: آ آ آ بهمزة مفتوحة بعدها ألف ساكنة ثلاث مرات وهذا واضح الدلالة على جواز الترجيع في القراءة، فإن قراءته بهذه الكيفية هي غاية الترجيع كما يقولون·
ومااوردته من فهم حول هز الناقة سبقك اليه القرطبي حين زعم ان ترجيع النبي محمول على إشباع المد في موضعه، ويحتمل أن يكون حكاية صوته عند هز الراحلة، كما يعتري رافع صوته إذا كان راكبًا من انضغاط صوته وتقطيعه لأجل هز المركوب...
وهذا الذي ذهب إليه القرطبي -رحمه الله- مردود عليه بمن هو أفضل منه في فهم حديث رسول الله ، قال العلامة ابن القَيّم: « أن هذا الترجيع منه كان اختيارًا لا اضطراراً لهز الناقة لـه، فإن هذا لو كان لأجل هز الناقة لما كان داخلاً تحت الاختيار، فلم يكن عبدالله بن مُغَفَّل يحكيه ويفعلُه اختيارً ليُؤتسى به، وهو يرى هز الراحلة لـه حتى ينقطع صوتًه، ثم يقول: كان يُرَجِّع في قراءته، فنسب الترجيع إلى فعله، ولو كان من هز الراحلة، لم يكن منه فعل يسمى ترجيعًا ».
وقال الحافظ ابن حجر متعقبًا القرطبي: وهذا فيه نظر، لأن في رواية علي بن الجعد عن شعبة عند الإسماعيلي: « وهو يقرأ قراءة لينة، فقال: لولا أن يجتمع الناس علينا لقرأت ذلك اللحن » وكذا أخرجه أبوعبيدة في « فضائل القرآن » عن أبي النضر، عن شعبة .
وقال ابن احجر رحمه الله :
قوله : ( باب الترجيع ) هو تقارب ضروب الحركات في القراءة ، وأصله الترديد ، وترجيع الصوت ترديده في الحلق ، وقد فسره كما سيأتي في حديث عبد الله بن مغفل المذكور في هذا الباب في كتاب التوحيد بقوله " أ ا أ بهمزة مفتوحة بعدها ألف ساكنة ثم همزة أخرى....
ثم قال فإن في بعض طرقه " لولا أن يجتمع الناس لقرأت لكم بذلك
اللحن " أي النغم . وقد ثبت الترجيع في غير هذا الموضع ، فأخرج الترمذي في " الشمائل " والنسائي وابن ماجه وابن أبي داود واللفظ له من حديث أم هانئ " كنت أسمع صوت النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو يقرأ وأنا نائمة على فراشي يرجع القرآن " والذي يظهر أن في الترجيع قدرا زائدا على الترتيل ...
قال ابن بطال في شرح هذا الحديث :
" ومعنى حديث ابن مغفل في هذا الباب التنبيه على أن القرآن أيضا رواية النبي رواية النبي عن ربه .
وفيه من الفقه :
إجازة قراءة القرآن بالترجيع والألحان الملذة للقلوب ، بحسن الصوت ... ، ألا ترى أن النبي صلى الله عليه وسلم أراد أن يبالغ في تزيين قراءته لسورة الفتح التي كان وعده الله فيها بفتح مكة ، فأنجزه له ؛ ليستميل قلوب المشركين العتاة على الله لفهم ما يتلوه من إنجاز وعد الله له فيهم ، بإلذاذ أسماعهم بحسن الصوت المرجَّع فيه بنغم ثلاث ، في المدة الفارغة من التفصيل.
وقول معاوية : ( لولا أن يجتمع الناس إلي لرجعت كما رجَّع ابن مغفل ، يحكي عن النبي صلى الله عليه وسلم ) يدل أن القراءة بالترجيع والألحان تجمع نفوس الناس إلى الإصغاء والتفهم ، ويستميلها ذلك حتى لا تكاد تصبر عن استماع الترجيع المشوب بلذة الحكمة المفهومة منه " انتهى." شرح صحيح البخاري " (10/537-538)
لنصل الى النتيجة التالية :
بناء على هذه المعطيات يتبين ان الرسول كان يقرا القرءان الكريم بالالحان اي الانغام الجميلة المؤثرة والصحابة رضوان الله عليهم ياخذون عنه ذلك عن طريق السماع ويؤدونها كما سمعوها وتعلموها .
ترقبوا التسجيل المرئي لهذا الحديث والتفسير قريبا على قناتي
قناة ذ محمد الوادي لتعليم علم التغني بالقرءان الكريم