فوائد وهدايات قرآنية في رمضان لعام1435

إنضم
12/10/2010
المشاركات
251
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
الإقامة
الرياض
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين أما بعد:
ففي هذا الشهر الكريم سأضع بين أيديكم بإذن الله فوائد وهدايات قرآنية،لعلنا ننهل
من معينها الصافي،ونتزود بها إلى دار القرار،راجيا من المولى أن يتقبل منا ومنكم
الأعمال،وأن يجعل مانكتبه في ميزان الحسنات يوم تعز فيه الحسنات.
 
1-قال تعالى :"الذين يؤمنون بالغيب"
التعبير بالفعل المضارع في قوله:"يؤمنون"فيه إشارة إلى أنه ينبغي
أن نتعاهد إيماننا بالتجديد حتى لايبلى،قال صلى الله عليه وسلم:(إن
الإيمان ليخلق في جوف أحدكم كما يخلق الثوب،فاسألوا الله تعالى
أن يجدد الإيمان في قلوبكم)رواه الحاكم والطبراني وصححه الألباني.
 
2-قال تعالى:"وإذ استسقى موسى لقومه فقلنا اضرب بعصاك الحجر
فانفجرت منه اثنتا عشرة عينا قد علم كل أناس مشربهم..."
يؤخذ من هذه الآية الكريمة،أنه ينبغي أن تكون الحقوق التي بين الناس
واضحة وبينة،سواء في القضايا الأسرية،أو المالية،أو غيرها،حسما لمادة
النزاع.
 
3-قال تعالى:"وإذا قيل لهم اتبعوا ما أنزل الله قالوا بل نتبع ما ألفينا عليه آباءنا"
يؤخذ من هذه الآية ذم حال من قدم العادات والإرث عليه،أو القوانين الوضعية،
أو ماسوى ذلك على شرع الله سبحانه.
 
4-قال تعالى:"ولا تعتدوا إن الله لايحب المعتدين"
هذه الآية فيها زجر شديد لمن تعدى وتطاول على عباد الله،
سواء كان الاعتداء قوليا أو فعليا،ألا يكفي أن ربنا جل في
علاه يمقت صاحبه،ومن يمقته الله فحري به ألا يوفق ولايسدد،
ويكون صيدا سهلا للشيطان.أعاذنا الله من ذلك.
 
5-قال تعالى:"إن الله يحب التوابين"
التعبير بصيغة المبالغة في قوله:"التوابين"تعني كثرة التوبة،وهذا
فيه إشارة إلى أن العبد مهما اجتهد في تحقيق مقام العبودية لله عز
وجل فلن يستطيع،لذا شرعت له تكرار التوبة وكثرتها،لأنه لن يخلو
من حال التقصير في جنب الله،حتى ولو قام الليل وصام النهار.
 
6-قال تعالى:"فاذكروا الله كما علمكم ما لم تكونوا تعلمون"
تعلم العلم هداية ومنحة ومنة ربانية،فعلى من تعلم مسألة أن يتلوها
بذكر الله تعالى،وهذا يعني أن العلماء وطلبة العلم هم أولى الناس
بالإكثار من ذكر الله تعالى.
 
7-قال تعالى:"ولا يحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء"
هذه الآية فيها رد على من يعارض الشرع وقضاء الله بعلمه وعقله
المحدود،إذ إن العباد مهما أوتوا من قوة الإدراك فستظل قاصرة،
كما هو الشأن في بقية حواسهم وجوارحهم،فالعلم المطلق الكامل
إنما هو لله تعالى.
 
8-من يحمله علمه على الكبر، والحسد، والدخول في الخصومات،
والبغي على الآخرين ،ففيه شبه بأهل الكتاب،قال تعالى:"وما اختلف
الذين أوتوا الكتاب إلا من بعد ما جاءهم العلم بغيا بينهم"،وقد نهينا
عن التشبه بهم،والسير على سننهم،قال جل وعلا:"ولا تكونوا كالذين
تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات وأولئك لهم عذاب عظيم".
أسأل الله أن يوفقنا للعلم النافع والعمل الصالح،إنه سميع قريب.
 
9-قال تعالى عن مريم عليها السلام:"وأنبتها نباتا حسنا"
هذه السيدة البتول هي أنموذج فريد للفتاة التي نشأت على الطهر
والتعبد والصلاح،استجابة من الله لأمها(امرأة عمران) حين نذرت
أن يكون مافي بطنها محررا من كل شيء لعبادة الله وخدمة بيته،
ومن هنا نعلم مدى الأثر الذي تتركه الأم الصالحة على أولادها.
وختاما أدعو الأخوات للعناية بسيرة هذه الصديقة،وأن يستخرجن
منها الفوائد والعبر،وأن يقتدين بها.
 
10-قال تعالى:"لقد من الله على المؤمنين إذ بعث فيهم رسولا من
أنفسهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة"
أعظم مهام الداعية إلى الله تعالى هو تعليم الناس الكتاب والحكمة
والاجتهاد في تزكيتهم،خلافا لبعض الأخيار الذين انشغلوا في سجالات
فكرية،ربما كانت سببا في قسوة القلب،والنزول إلى السفهاء في مقالهم
أو فعالهم أو بهما جميعا،ولا أعني بكلامي هذا أن يتخلى المصلحون عن
مقارعة أهل الباطل بالحجج والبراهين،ولكني قصدت التحذير من الانزلاق
في بعض الآفات السلوكية،في خضم هذه الصراعات،وأن ننسى أننا دعاة
وهداة قبل كل شيء.
 
11-قال تعالى:"وما أصابكم يوم التقى الجمعان فبإذن الله وليعلم المؤمنين"
الإيمان ليس كلمات تسطر بمداد على الورق،ولكنه حقائق تقوم في القلب،
تجليها المواقف والمصاعب والابتلاءات.
 
12-قال تعالى:"الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم
فزادهم إيمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل"
يعمد الإعلاميون الكفرة وأذنابهم إلى تجييش الإعلام،والإرجاف والتخذيل
عن الجهاد،من خلال إدخال الوهن في قلوب المؤمنين،وترهيبهم من قوة
عدوهم،وأعظم مايدفع ذلك هو قوة التوكل على الله،وصدق اليقين به،وقول:
حسبنا الله ونعم الوكيل.ومن وفق لهذه الأعمال الصالحة فقد فاز بأعظم
مرغوب،أعظم وأكبر حتى من الجنة،أتعلمون ماظفروا؟إنه الفوز برضوان
الله،قال جل وعلا بعد ذكره لهذا الموقف الجليل منهم:"فانقلبوا بنعمة من
الله وفضل لم يمسسهم سوء واتبعوا رضوان الله والله ذو فضل عظيم"
 
13-قال تعالى:"ولا يحسبن الذين يبخلون بما آتاهم الله من فضله
هو خيرا لهم بل هو شر لهم سيطوقون ما بخلوا به يوم القيامة ولله
ميراث السماوات والأرض والله بما تعملون خبير"
يؤخذ من هذه الآية الكريمة جملة من الفوائد،منها:
1-وجوب بذل الأموال المستحقة،كالزكاة والنفقة بالمعروف على الزوجة
والعيال.
2-وجوب بذل العلم لمن يحتاجه،وقد يتعين على العبد ،إذا لم يوجد من
يقوم بالبلاغ والبيان غيره.
3-وجوب بذل الجاه،إذا كان فيه دفع مظلمة أو إيصال حق.
 
14-قال تعالى:"لا يغرنك تقلب الذين كفروا بالبلاد.متاع قليل ثم
مأواهم جهنم وبئس المهاد"
الدنيا في التصور الإسلامي هي مجرد مرحلة من مراحل الحياة،
فهي في الحقيقة متاع قليل،ليس له ثبوت ولابقاء،بل هي مزرعة
للآخرة،فمن عمل خيرا أو شرا فسيلاقيه يوم القيامة،إذا تقرر ذلك
ورسخ في القلب هانت على العبد هذه الحياة،فلم يغتر بقوة وغلبة
الكفرة في حين من الزمان،ولم يتزعزع إيمانه بسبب شدة البلاء،
بل هو كالطود الشامخ الذي لاتهزه الرياح،مستحضرا أن الغلبة
الحقيقية إنما هي في الثبات على المباديء،حتى وإن قتلنا عن
آخرنا،وقصة أصحاب الأخدود خير شاهد على ذلك.بيد أننا
مأمورون باتخاذ الأسباب الحسية والشرعية المفضية إلى النصر،
وأن نراعي سنن الله الكونية في مجريات الأحداث،فإن فعلنا ذلك
فالنصر حليفنا بالله،قال تعالى:"يا أيها الذين آمنوا إن تنصروا الله
ينصركم ويثبت أقدامكم".
 
15-قال تعالى:"ومن لم يستطع منكم طولا أن ينكح المحصنات
المؤمنات فمن ما ملكت أيمانكم من فتياتكم المؤمنات"
هذه الآية الكريمة فيها لفتة إلى مسألة إيجاد البديل،فمن عجز عن
نكاح المؤمنة الحرة وخشي على نفسه العنت،فالشرع أوجد له بديلا،
وهو نكاح الأمة المؤمنة العفيفة.وقد ألمح شيخ الإسلام ابن تيمية إلى
هذه المسألة بقوله:(لا ينهى عن منكر إلا ويؤمر بمعروف يغني عنه،
كما يؤمر بعبادة الله سبحانه ،وينهى عن عبادة ماسواه).
فالمربي والداعية إلى الله تعالى في سياسته للناس،ينبغي أن يكون هذا
المعنى حاضرا في ذهنه،حتى يعم نفعه،ويكثر خيره.
 
16-التخلي عن الدين،ونقض الميثاق الذي أخذه الله على العباد،
ومنه تحكيم شرع الله سبحانه سواء على مستوى الدول أو الأفراد،
سبب لحلول اللعنة،قال تعالى:"فبما نقضهم ميثاقهم لعناهم"،وهو
سبب للعداوة والبغضاء بين الناس،قال جل وعلا:"ومن الذين قالوا إنا
نصارى أخذنا ميثاقهم فنسوا حظا مما ذكروا به فأغرينا بينهم العداوة
والبغضاء إلى يوم القيامة"،وقال صلى الله عليه وسلم:(وما لم تحكم أئمتهم
بكتاب الله،ويتخيروا مما أنزل الله إلا جعل الله بأسهم بينهم).
رواه ابن ماجه.
 
17-من أسباب الفتوى بلا علم هوان شعائر الله في القلب،لذا استحق
من سلك هذا المسلك الوخيم،عذاب الهون في دار الجحيم،جزاء له من
جنس عمله،قال تعالى:"ولو ترى إذ الظالمون في غمرات الموت والملائكة
باسطوا أيديهم أخرجوا أنفسكم اليوم تجزون عذاب الهون بما كنتم تقولون
على الله غير الحق وكنتم عن آياته تستكبرون".
 
18-قال تعالى:"وجاوزنا ببني إسرائيل البحر فأتوا على قوم يعكفون
على أصنام لهم قالوا ياموسى اجعل لنا إلها كما لهم آلهة"
هذه الآية الكريمة تدل على أن الناس مجبولون على تشبه بعضهم
ببعض.فبنو إسرائيل لما رأوا عبادة أهل الأوثان،أرادوا أن يسيروا
على سننهم،مع أن فيهم كليم الرحمن المؤيد بالمعجزات الباهرة.
لذا على الداعية أن يتفطن لهذا الأمر،وأن يمارس دورا توعويا تجاه
الأخطاء التي يعج بها المجتمع،وأن يبرز سير القدوات،لعلها تلاقي
قلوبا حية وآذانا واعية فتنتفع بها،بدلا من القدوات الهامشية التي
يضخمها الإعلام الكاذب.كما ينبغي للأخيار أن يكون لهم دور رائد
في مشاريع الخير بكافة أشكالها وصورها،لعلها تزاحم مشاريع الشر
فتتغلب عليها،ويتأسى الناس بهم في العمل الصالح.ولشيخ الإسلام
ابن تيمية كلام حول هذا الموضوع،يقول -رحمه الله-:(كم من الناس من
لم يرد خيراولا شرا حتى رأى غيره-لاسيما نظيره-يفعله ففعله،فإن الناس
كأسراب القطا،مجبولون على تشبه بعضهم ببعض،ولهذا كان المبتديء
بالخيرله من الأجر والوزر مثل من تبعه،كما في الحديث الصحيح:"من
سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة".
رواه مسلم.
 
19-أهل الإيمان والتقوى يسددون ويوفقون ويعانون،قال تعالى:
"فلم تقتلوهم ولكن الله قتلهم وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى"،
وقد روى البخاري في صحيحه بسنده عن أبي هريرة رضي الله
عنه قال:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(إن الله قال:من عادى لي
وليا فقد آذنته بالحرب،وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما
افترضته عليه،وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه،فإذا
أحببته كنت سمعه الذي يسمع به،وبصره الذي يبصر به،ويده التي
يبطش بها،ورجله التي يمشي بها،وإن سألني لأعطينه،ولئن استعاذني
لأعيذنه).
كما أن في هذه الآية إشارة-والله أعلم-إلى فضل وشرف من شهد
بدرا كأبي بكر وعمر،فتبا وسحقا ولعنة على من لعنهم وسبهم.
 
20-حذار من التخلف عما أوجبه الشارع كالصلاة جماعة ولو
مرة واحدة،فقد تكون سببا في غضب الله وعقابه،فكعب بن مالك
رضي الله عنه،ممن كانت له سابقة،ولم يتخلف عن مشاهد رسول الله
صلى الله عليه وسلم الواجبة عليه سوى في غزوة تبوك،وغضب عليه
رسول الله صلى الله عليه وسلم غضبا شديدا،حتى تاب إلى الله توبة
نصوحا،كانت سببا في توبة الله عليه،قال تعالى:"وعلى الثلاثة
الذين خلفوا حتى إذا ضاقت عليهم الأرض بما رحبت وضاقت
عليهم أنفسهم وظنوا أن لا ملجأ من الله إلا إليه ثم تاب عليهم
ليتوبوا إن الله هو التواب الرحيم".
لذا أحث نفسي وإخواني بالتوبة إلى الله مما بدر منا من تقاعس
عن أداء ما افترض الله علينا،حتى ولو كان مرة في الدهر،لعل
الله يتوب علينا،ويشملنا بعفوه،إنه هو الغفور الرحيم.
 
21-قال تعالى آمرا نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم وأمته تبعا:
"واتبع ما يوحى إليك واصبر حتى يحكم الله وهو خير الحاكمين"
الحق في نصوص الوحي-وليس في كتب الفلاسفة ولا الملحدين
ولا العلمانيين-لذا أمرنا باتباعها.واتباع الوحي يحتاج إلى صبر
عن الجنوح إلى الإفراط كحال الغلاة والمتنطعين،أو التفريط كحال
من أصابهم الضعف ودخلهم الوهن فلم تقو نفوسهم على حمل شريعة
الله.وأعلى أنواع الصبر هو الصبر على طاعة الله كالصبر على الأمر
بالمعروف والنهي عن المنكر،والصبر على الجهاد بالحجة والبيان
والسيف والسنان.
 
22-حذار أيها العالم أو الداعية أن تتنازل عن تبليغ بعض رسالات
الله،كمسألة الولاء والبراء أو الجهاد في سبيل الله،مصانعة لأحد من
الناس واتقاء لأذاهم وقيلهم وقالهم،فإن عليك إلا البلاغ،واعلم أن الله
على كل شيء حفيظ،قال تعالى:"فلعلك تارك بعض مايوحى إليك وضائق
به صدرك أن يقولوا لولا أنزل عليه كنز أو جاء معه ملك إنما أنت نذير
والله على كل شيء وكيل".
 
23-أوجه الشبه بين قصة يوسف وموسى عليهما السلام:
1-كل منهما تعرض لمحاولة قتل.
2-كلاهما تعرض للفقد والتيه عن الأبوين أو أحدهما،وإن كان أجواء
سورة يوسف تتحدث عن افتقاد يعقوب لابنه يوسف،وسورة القصص
تتحدث عن فقدان أم موسى لابنها موسى صلوات الله عليهم جميعا.
3-كلاهما أخرج من دار إقامته.
4-عمل كل واحد منهما خادما،فيوسف عند العزيز وموسى عند والد
المرأتين،بيد أن يوسف كان عبدا ظلما وعدوانا خلافا لموسى.
5-كلاهما عاش في ظروف متشابهة،فيوسف عاش في قصر العزيز
وموسى عاش في قصر الملك.
6-كلاهما كان سببا في عز بني إسرائيل،وتخليصهم من ظروف معيشية
صعبة.
 
24-قال تعالى:"فلما رأينه أكبرنه وقطعن أيديهن وقلن حاش لله
ماهذا بشرا إن هذا إلا ملك كريم"
هذه الآية فيها إلماح إلى أن قوة اتصال الروح بشيء ما ينجم عنه
ضعف الإحساس وفقدان الألم،ومن ذلك ما حصل لعروة بن الزبير
رحمه الله حين قطعت رجله في الصلاة ولم يشعر بها،لشدة انشغاله
بالصلاة.
 
25-ينبغي لمن أراد أن يعاقب أحدا من الناس لجرم اقترفه أو سوء
أدب ارتكبه،أن يستفهم منه عن السبب الذي حمله على هذا الفعل،
تأسيا بفعل الرب سبحانه،حين سأل إبليس عن السبب الذي حمله
على الامتناع عن السجود لآدم،فقال:"يا إبليس مالك ألا تكون مع
الساجدين"،مع أن ربنا أعلم به من نفسه،ولكنه جل جلاله فعل ذلك
والله أعلم إعذارا لنفسه أمام الخلق في عقوبته لإبليس بقوله:"قال
فاخرج منها فإنك رجيم.وإن عليك لعنتي إلى يوم الدين"،وليظهر
علم الله فيه،أعاذنا الله من شروره.
ومع ذلك أقول:لكل مقام،فقد تكون القرائن التي احتفت بالجرم أو
إساءة الأدب،تستدعي عدم السؤال،والعاقل هو من يحسن تقدير
الموقف المناسب.
 
26-طيب الأقوال والأفعال سبب لحسن الخاتمة،وتسليم الملائكة
في حال الاحتضار،قال تعالى:"الذين تتوفاهم الملائكة طيبين يقولون
سلام عليكم ادخلوا الجنة بما كنتم تعملون".
ومن الشواهد على ذلك،ماذكره أبو شامة المقدسي،يقول:أخبرني من
حضر الحافظ ابن عساكر،أنه صلى الظهر،وجعل يسأل عن العصر،
وتوضأ ثم تشهد وهو جالس،وقال:رضيت بالله ربا وبالإسلام دينا
وبمحمد نبيا،لقنني الله حجتي،وأقالني عثرتي،ورحم غربتي،ثم قال:
وعليكم السلام.قال:فعلمنا أنه حضرت الملائكة،ثم انقلب ميتا.
 
27-يؤخذ من قوله:"وليتلطف ولا يشعرن بكم أحدا.إنهم إن يظهروا
عليكم يرجموكم أو يعيدوكم في ملتهم ولن تفلحوا إذا أبدا"أن حسن
استشراف المستقبل،يقود إلى حسن التصرف والتخطيط.
 
28-قال جل وعلا:"وماتلك بيمينك ياموسى"،وقال:"وألق مافي
يمينك"،وقال الله حاكيا قصة تحطيم إبراهيم عليه السلام للأصنام:
"فراغ عليهم ضربا باليمين"يظهر من هذه النصوص أن التيمن
كان هديا لإبراهيم وموسى ومحمد صلوات الله وسلامه عليهم
جميعا.
 
29-قال تعالى:"واجعل لي وزيرا من أهلي.هارون أخي.اشدد
به أزري.وأشركه في أمري.كي نسبحك كثيرا.ونذكرك كثيرا"
هذه الآيات تفيد-والله أعلم- بأن أعظم مقتضيات الصحبة،الإعانة
على ذكر الله،فإذا رأيت من لايعينك على ذلك،فاغسل يدك من
صحبته.
 
30-قال تعالى:"أم لم يعرفوا رسولهم فهم له منكرون"
حري بالداعية أن يألف الناس ويألفوه،ليقبلوا ماعنده.
 
عودة
أعلى