فوائد وتنبيهات ولطائف في التفسير وعلوم القرآن[ 2 ]

إنضم
02/04/2003
المشاركات
1,760
مستوى التفاعل
0
النقاط
36
الإقامة
السعودية
الموقع الالكتروني
www.tafsir.org
بسم الله الرحمن الرحيم

هذه تتمة لما سبق طرحه تحت هذا العنوان هنــــــــــــــا

فائدة في بيان أن الوعد يستعمل في العذاب ، وأن وعد الله للكافرين لا يتخلف :

قال الشنقيطي في أضواء البيان في بيانه لقوله تعالى في سورة الحج : ( وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذَابِ وَلَنْ يُخْلِفَ اللَّهُ وَعْدَهُ وَإِنَّ يَوْماً عِنْدَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ) (الحج:47) :
(وقوله تعالى في هذه الآية الكريمة: {وَلَن يُخْلِفَ ٱللَّهُ وَعْدَهُ} الظاهر أن المراد بالوعد هنا: هو ما أوعدهم به من العذاب الذي يستعجلون نزوله.
والمعنى: هو منجز ما وعدهم به من العذاب، إذا جاء الوقت المحدد لذلك كما قال تعالى: {وَلَوْلاَ أَجَلٌ مُّسَمًّى لَّجَآءَهُمُ ٱلْعَذَابُ وَلَيَأْتِيَنَّهُمْ بَغْتَةً وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ} وقوله تعالى: {أَلاَ يَوْمَ يَأْتِيهِمْ لَيْسَ مَصْرُوفاً عَنْهُمْ وَحَاقَ بِهِم مَّا كَانُواْ بِهِ يَسْتَهْزِءُونَ} وقوله تعالى: {أَثُمَّ إِذَا مَا وَقَعَ ءَامَنْتُمْ بِهِ ءَآأنَ وَقَدْ كُنتُم بِهِ تَسْتَعْجِلُونَ} وبه تعلم أن الوعد يطلق في القرآن على الوعد بالشر.
ومن الآيات الموضحة لذلك قوله تعالى: {قُلْ أَفَأُنَبِّئُكُم بِشَرٍّ مِّن ذٰلِكُمُ ٱلنَّارُ وَعَدَهَا ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ وَبِئْسَ ٱلْمَصِيرُ} فإنه قال في هذه الآية في النار: وعدها الله بصيغة الثلاثي الذي مصدره الوعد، ولم يقل أوعدها وما ذكر في هذه الآية، من أن ما وعد به الكفار من العذاب واقع لا محالة، وأنه لا يخلف وعده بذلك، جاء مبيناً في غير هذا الموضع كقوله تعالى في سورة قۤ {قَالَ لاَ تَخْتَصِمُواْ لَدَىَّ وَقَدْ قَدَّمْتُ إِلَيْكُم بِٱلْوَعِيدِ مَا يُبَدَّلُ ٱلْقَوْلُ لَدَىَّ} والصحيح أن المراد بقوله: {مَا يُبَدَّلُ ٱلْقَوْلُ لَدَىَّ} أن ما أوعد الكفار به من العذاب، لا يبدل لديه، بل هو واقع لا محالة، وقوله تعالى: {كُلٌّ كَذَّبَ ٱلرُّسُلَ فَحَقَّ وَعِيدِ} أي وجب وثبت فلا يمكن عدم وقوعه بحال وقوله تعالى: {إِن كُلٌّ إِلاَّ كَذَّبَ ٱلرٌّسُلَ فَحَقَّ عِقَابِ} كما أوضحناه في كتابنا: دفع إيهام الاضطراب، عن آيات الكتاب في سورة الأنعام، في الكلام على قوله تعالى: {قَالَ ٱلنَّارُ مَثْوَاكُمْ خَـٰلِدِينَ فِيهَآ إِلاَّ مَا شَآءَ ٱللَّهُ}. وأوضحنا أنما أوعد به الكفار لا يخلف بحال، كما دلت عليه الآيات المذكورة. أما ما أوعد به عصاة المسلمين، فهو الذي يجوز ألا ينفذه وأن يعفو كما قال تعالى: {إِنَّ ٱللَّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَآءُ}.
وبالتحقيق الذي ذكرنا: تعلم أن الوعد يطلق في الخير والشر كما بينا، وإنما شاع على ألسنة كثير من أهل التفسير، من أن الوعد لا يستعمل إلا في الوعد بخير وأنه هو الذي لا يخلفه الله، وأما إن كان المتوعد به شراً، فإنه وعيد وإيعاد. قالوا: إن العرب تعد الرجوع عن الوعد لؤماً، وعن الإيعاد كرماً، وذكروا عن الأصمعي أنه قال: كنت عند أبي عمرو بن العلاء، فجاءه عمرو بن عبيد فقال: يا أبا عمرو، هل يخلف الله الميعاد؟ فقال: لا، فذكر آية وعيد، فقال له: أمن العجم أنت؟ إن العرب تعد الرجوع عن الوعد لؤماً وعن الإيعاد كرماً، أما سمعت قول الشاعر: ولا يرهب ابن العم والجار سطوتي ولا انثنى عن سطوة المتهدد
فإنّي وإن أوعدته أو وعدته لمخلف إيعادي ومنجز موعدي

فيه نظر من وجهين.
الأول: هو ما بيناه آنفاً من إطلاق الوعد في القرآن على التوعد بالنار، والعذاب كقوله تعالى: {ٱلنَّارُ وَعَدَهَا ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ} وقوله تعالى: {وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِٱلْعَذَابِ وَلَن يُخْلِفَ ٱللَّهُ وَعْدَهُ} لأن ظاهر الآية الذي لا يجوز العدول عنه، ولن يخلف الله وعده في حلول العذاب الذي يستعجلونك به بهم، لأنه مقترن بقوله: {وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِٱلْعَذَابِ} فتعلقه به هو الظاهر.
الثاني: هو ما بينا أن ما أوعد الله به الكفار لا يصح أن يخلفه بحال، لأن ادعاء جواز إخلافه، لأنه إيعاد وأن العرب تعد الرجوع عن الإيعاد كرماً يبطله أمران:
الأول: أنه يلزمه جواز ألا يدخل النار كافر أصلاً، لأن إيعادهم بإدخالهم النار مما زعموا أن الرجوع عنه كرم، وهذا لا شك في بطلانه.
الثاني: ما ذكرنا من الآيات الدالة: على أن الله لا يخلف ما أوعد به الكفار من العذاب كقوله: {قَالَ لاَ تَخْتَصِمُواْ لَدَىَّ وَقَدْ قَدَّمْتُ إِلَيْكُم بِٱلْوَعِيدِ مَا يُبَدَّلُ ٱلْقَوْلُ لَدَىَّ} وقوله تعالى فيهم: {فَحَقَّ وَعِيدِ} وقوله فيهم: {فَحَقَّ عِقَابِ} ومعنى حق: وجب وثبت، فلا وجه لانتفائه بحال، كما أوضحناه هنا وفي غير هذا الموضع. )
 
حكمة كثرة ورود قصة آدم مع إبليس في القرآن

حكمة كثرة ورود قصة آدم مع إبليس في القرآن

قال الشنقيطي في أضواء البيان تعليقاً على قوله تعالى: ( أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ ٱلْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ جَـٰهَدُواْ مِنكُمْ وَيَعْلَمَ ٱلصَّـٰبِرِينَ ) [ آل عمران ]:
( أنكر اللَّه في هذه الآية ، على من ظن أنه يدخل الجنة دون أن يبتلى بشدائد التكاليف التي يحصل بها الفرق بين الصابر المخلص في دينه ، وبين غيره وأوضح هذا المعنى في آيات متعددة كقوله : {أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ ٱلْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ ٱلَّذِينَ خَلَوْاْ مِن قَبْلِكُم مَّسَّتْهُمُ ٱلْبَأْسَاء وَٱلضَّرَّاء وَزُلْزِلُواْ حَتَّىٰ يَقُولَ ٱلرَّسُولُ} ، وقوله : {أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تُتْرَكُواْ وَلَمَّا يَعْلَمِ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ جَـٰهَدُواْ مِنكُمْ وَلَمْ يَتَّخِذُواْ مِن دُونِ ٱللَّهِ وَلاَ رَسُولِهِ وَلاَ ٱلْمُؤْمِنِينَ} ، وقوله : {الم * أَحَسِبَ ٱلنَّاسُ أَن يُتْرَكُواْ أَن يَقُولُواْ ءامَنَّا وَهُمْ لاَ يُفْتَنُونَ وَلَقَدْ فَتَنَّا ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ صَدَقُواْ وَلَيَعْلَمَنَّ ٱلْكَـٰذِبِينَ} .
وفي هذه الآيات سر لطيف وعبرة وحكمة ، وذلك أن أبانا ءَادم كان في الجنة يأكل منها رغدًا حيث شاء في أتم نعمة وأكمل سرور ، وأرغد عيش . كما قال له ربه : {إِنَّ لَكَ أَلاَّ تَجُوعَ فِيهَا وَلاَ تَعْرَىٰ * وَأَنَّكَ لاَ تَظْمَؤُا فِيهَا وَلاَ تَضْحَىٰ} ، ولو تناسلنا فيها لكنا في أرغد عيش وأتم نعمة ، ولكن إبليس عليه لعائن اللَّه احتال بمكره وخداعه على أبوينا حتى أخرجهما من الجنة ، إلى دار الشقاء والتعب .
وحينئذ حكم اللَّه تعالىٰ أن جنته لا يدخلها أحد إلا بعد الابتلاء بالشدائد وصعوبة التكاليف . فعلى العاقل منا معاشر بني ءادم أن يتصور الواقع ويعلم أننا في الحقيقة سبي سباه إبليس بمكره وخداعه من وطنه الكريم إلى دار الشقاء والبلاء ، فيجاهد عدوه إبليس ونفسه الأمّارة بالسوء حتى يرجع إلى الوطن الأول الكريم ، كما قال ابن القيم : ولكننا سبي العدو فهل ترى نرد إلى أوطاننا ونسلم

ولهذه الحكمة أكثر اللَّه تعالىٰ في كتابه من ذكر قصة إبليس مع ءَادم لتكون نصب أعيننا دائمًا .) انتهى
 
من لطائف الربط بين ما أقسم الله به في السورة وبين جواب القسم ما ذكره الشيخ أبو الحسن الندوي حول سورة العاديات :
( وفي سورة ( العاديات) يشير الشيخ إلى وجه لم يسبـق إليه في الحكمة من القسم بالخيل وربطها بمحور السورة( الإنسان الكنود) فيقول:… . إن الله سبحانه وتعالى يصف الخيل في هذه السورة بأوصاف، ويذكر لها أعمالاً، كلها ترجع إلى نقطة وهي ( الوفاء والفداء والإيثار لسيدها) فهي التي تفديه بنفسها وتشقى لنعيمه، وتموت لحياته، ولا تعرف لنفسها ولا لحياتها حقاً، ترمي بنفسها في الخطر، وفي النار والبحر، وتصبر على الجوع والعطش، وتتحمل المشاق، تعدو ضبحاً، وتوري قدحاً، وتغـير صبحاً، فتثير به نقـعاً، وتوسط به جمعاً. تفعل كل هذا مع ربها، وهو ليس لها رب. والذي هو مـن غير جـنسها، والذي يستخدمها أكثر مما يخدمها، وهو الحيوان غير الناطق، غير العاقل، فكيف الإنسان العاقل الشريف مع ربه الحقيقي وولي نعمه، إن الإنسان لربه لكنود!! فللإنسان عبرة في دواجنه وفي عبيده المسخرة.
فهذه السورة قد اشتملت على بيان المرض وهو قوله تعالى( إن الإنسان لربه لكنود) وعلى علته وهو قوله تعالى( وإنه لحب الخير لشديد) وعلى علاجه وهو قوله تعالى( أفلا يعلم إذا بعثر ما في القبور….). فإن الإيمان بالآخرة وتـذاكر الموت يكشف الغـطاء عن العين، ويفيق من سكرة الدنيا، قال النبي صلى الله عليه وسلم ( أكثروا من ذكر هادم اللذات).)
نقلاً من بحث بعنوان : منهج الشيخ أبي الحسن الندوي في التفسير
الأستاذ الدكتور/مصطفى مسلم محمد
 
هل إخوة يوسف عليه السلام أنبياء ؟ ومن هم الأسباط ؟

هل إخوة يوسف عليه السلام أنبياء ؟ ومن هم الأسباط ؟

وقال شيخ الإسلام أحمد بن عبد الحليم بن تيمية رحمه الله وقد سئل عن إخوة يوسف هل كانوا أنبياء؟:
(الذي يدل عليه القرآن واللغة والاعتبار أن إخوة يوسف ليسوا بأنبياء، وليس في القرآن، وليس عن النبي صلى الله عليه وسلم، بل ولا عن أصحابه خبر بأن الله تعالى نبأهم، وإنما احتج من قال أنهم نبئوا بقوله في آيتي البقرة والنساء "والأسباط"، وفسر الأسباط بأنهم أولاد يعقوب، والصواب أنه ليس المراد بهم أولاده لصلبه بل ذُرِّيَّتُه، كما يقال فيهم أيضاً "بنو إسرائيل"، وكان في ذريته الأنبياء، فالأسباط من بني إسرائيل كالقبائل من بني إسماعيل.

قال أبو سعيد الضرير: أصل السِّبْط، شجرة ملتفة كثيرة الأغصان.

فسموا الأسباط لكثرتهم، فكما أن الأغصان من شجرة واحدة كذلك الأسباط كانوا من يعقوب، ومثل السِّبط الحافد، وكان الحسن والحسين سبطي رسول الله صلى الله عليه وسلم، والأسباط حفدة يعقوب ذراري أبنائه الاثني عشر، وقال تعالى: "ومن قوم موسى أمة يهدون بالحق وبه يعدلون. وقطعناهم اثني عشر أسباطاً أمماً"،
فهذا صريح في أن الأسباط هم الأمم من بني إسرائيل، كل سبط أمة، لا أنهم بنوه الاثنا عشر، بل لا معنى لتسميتهم قبل أن تنتشر عنهم الأولاد أسباطاً، فالحال أن السبط هم الجماعة من الناس.

ومن قال: الأسباط أولاد يعقوب، لم يرد أنهم أولاده لصلبه، بل أراد ذريته، كما يقال: بنو إسرائيل، وبنوآدم، فتخصيص الآية ببنيه لصلبه غلط، لا يدل عليه اللفظ ولا المعنى، ومن ادعاه فقد أخطأ خطأ بيناً.

والصواب أيضاً أن كونهم أسباطاً إنما سموا به من عهد موسى للآية المتقدمة، ومن حينئذ كانت فيهم النبوة، فإنه لا يعرف أنه كان فيهم نبي قبل موسى إلا يوسف، ومما يؤيد هذا أن الله تعالى لما ذكر الأنبياء من ذرية إبراهيم قال: "ومن ذريته داود وسليمان" الآيات، فذكر يوسف ومن معه، ولم يذكر الأسباط، فلو أن إخوة يوسف نبئوا كما نبئ يوسف لذُكروا معه.

وأيضاً فإن الله يذكر عن الأنبياء من المحامد والثناء، وما يناسب النبوة، وإن كان قبل النبوة، كما قال عن موسى: "ولما بلغ أشده" الآية، وقال في يوسف كذلك.

وفي الحديث: "أكرم الناس يوسف بن يعقـوب بن إسحـاق بن إبراهيم، نبي من نبي من نبي"، فلو كانت إخوته أنبياء كانوا قد شاركوه في هذا الكرم، وهو تعالى لما قص قصة يوسف وما فعلوه معه ذكر اعترافهم بالخطيئة وطلبهم الاستغفار من أبيهم، ولم يذكر من فضلهم ما يناسب النبوة، ولا شيئاً من خصائص الأنبياء، بل ولا ذكر عنهم توبة باهرة كما ذكر عن ذنبه دون ذنبهم، بل إنما حكى عنهم الاعتراف وطلب الاستغفار، ولا ذكر سبحانه عن أحد من الأنبياء – لا قبل النبوة ولا بعدها – أنه فعل مثل هذه الأمور العظيمة، من عقوق الوالد، وقطيعة الرحم، وإرقاق المسلم، وبيعه إلى بلاد الكفر، والكذب البين، وغير ذلك مما حكاه عنهم، ولم يَحْكِ شيئاً يناسب الاصطفاء والاختصاص الموجب لنبوتهم، بل الذي حكاه يخالف ذلك، بخلاف ما حكاه عن يوسف.

ثم إن القرآن يدل على أنه لم يأت أهل مصر نبي قبل موسى سوى يوسف، لآية غافر، ولو كان من إخوة يوسف نبي لكان قد دعا أهل مصر، وظهرت أخبار نبوته، فلما لم يكن ذلك عُلم أنه لم يكن منهم نبي، فهذه وجوه متعددة يقوي بعضها بعضاً.

وقد ذكر أهل السير أن إخوة يوسف كلهم ماتوا بمصر، وهو أيضاً، وأوصى بنقله إلى الشام فنقله موسى.

والحاصل أن الغلط في دعوى نبوتهم حَصَل من ظن أنهم هم الأسباط، وليس كذلك). انتهى من مجموع الرسائل لشيخ الإسلام ابن تيمية - المجموعة الثالثة ص297-299 بتحقيق محمد عزيز .


وقال الإمام السيوطي رحمه الله: (مسألة في رجلين قال أحدهما إن إخوة يوسف عليه السلام أنبياء، وقال الآخر: ليسوا بأنبياء فمن أصاب؟

الجواب: في إخوة يوسف عليه السلام قولان للعلماء، والذي عليه الأكثرون سلفاً وخلفاً أنهم ليسوا بأنبياء، أما السلف فلم ينقل عن أحد من الصحابة أنهم قالوا بنبوتهم – كذا قال ابن تيمية - ولا أحفظه عن أحد من التابعين، وأما أتباع التابعين فنُقِل عن ابن زيد17 أنه قال بنبوتهم، وتابعه على هذا فئة قليلة، وأنكر ذلك أكثر الأتباع فمن بعدهم، وأما الخلف فالمفسرون فِرَقٌ، منهم من قال بقول ابن زيد كالبغوي، ومنهم من بالغ في رده كالقرطبي، والإمام فخر الدين، وابن كثير، ومنهم من حكى القولين بلا ترجيح كابن الجوزي، ومنهم من لم يتعرض للمسألة ولكن ذكر ما يدل على عدم كونهم أنبياء كتفسيره الأسباط بمن نبئ من بني إسرائيل، والمنزل إليهم بالمنزل على أنبيائهم، كأبي الليث السمرقندي والواحدي، ومنهم من لم يذكر شيئاً من ذلك، ولكن فسر الأسباط بأولاد يعقوب، فحسبه ناس قولاً بنبوتهم، وإنما أريد بهم ذريتهم لا بنوه لصلبه). انتهى من الحاوي للفتاوي للإمام السيوطي 1/310 .


وانظر هذا الإرتباط هل إخوة يوسف أنبياء
 
الجمع بين الأدلة الصحيحة الثابتة التي تدل على سماع الأموات لكلام الأحياء ، وبين قول الله تعالى : {إِنَّكَ لاَ تُسْمِعُ ٱلْمَوْتَىٰ}، وقوله: {وَمَا أَنتَ بِمُسْمِعٍ مَّن فِى ٱلْقُبُورِ} :

قال الشنقيطي رحمه الله في أضواء بيان عند تفسيره لقول الله تعالى في سورة النمل : (إِنَّكَ لا تُسْمِعُ الْمَوْتَى وَلا تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعَاءَ إِذَا وَلَّوْا مُدْبِرِينَ) (النمل:80) بعد أن ذكر عدداً من الأحاديث الصحيحة التي تدل على سماع الأموات لكلام الأحياء :
( وإذا رأيت هذه الأدلّة الصحيحة الدالَّة على سماع الموتى، فاعلم أن الآيات القرءانية؛ كقوله تعالىٰ: {إِنَّكَ لاَ تُسْمِعُ ٱلْمَوْتَىٰ}، وقوله: {وَمَا أَنتَ بِمُسْمِعٍ مَّن فِى ٱلْقُبُورِ} لا تخالفها، وقد أوضحنا الصحيح من أوجه تفسيرها، وذكرنا دلالة القرائن القرءانية عليه، وأن استقراء القرءان يدلّ عليه.
وممّن جزم بأن الآيات المذكورة لا تنافي الأحاديث الصحيحة التي ذكرنا أبو العباس ابن تيمية، فقد قال في الجزء الرابع من «مجموع الفتاوي» من صحيفة خمس وتسعين ومائتين، إلى صحيفة تسع وتسعين ومائتين، ما نصّه: وقد تعاد الروح إلى البدن في غير وقت المسألة، كما في الحديث الذي صححه ابن عبد البرّ عن النبيّ صلى الله عليه وسلم، أنّه قال: «ما من رجل يمرّ بقبر الرجل الذي كان يعرفه في الدنيا فيسلّم عليه، إلاّ ردّ اللَّه عليه روحه حتى يردّ عليه السّلام». وفي سنن أبي داود وغيره عن أوس بن أبي أوس الثقفي، عن النبيّ صلى الله عليه وسلم أنّه قال: «إن خير أيامكم يوم الجمعة، فأكثروا عليَّ من الصلاة يوم الجمعة وليلة الجمعة، فإن صلاتكم معروضة عليّ»، قالوا: يا رسول اللَّهٰ كيف تعرض صلاتنا عليك وقد أرمت؟ فقال: «إن اللَّه حرّم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء»، وهذا الباب فيه من الأحاديث والآثار، ما يضيق هذا الوقت عن استقصائه، مما يبيّن أن الأبدان التي في القبور تنعم وتعذّب إذا شاء اللَّه ذلك كما يشاء، وأن الأرواح باقية بعد مفارقة البدن ومنعمة أو معذّبة، ولذا أمر النبيّ صلى الله عليه وسلم بالسّلام على الموتى، كما ثبت في الصحيح والسنن أنه كان يعلّم أصحابه إذا زاروا القبور أن يقولوا: «السّلام عليكم أهل الديار من المؤمنين، وإنّا إن شاء اللَّه بكم لاحقون، يرحم اللَّه المستقدمين منّا ومنكم والمستأخرين، نسأل اللَّه لنا ولكم العافية، اللَّهمّ لا تحرمنا أجرهم ولا تفتنا بعدهم، واغفر لنا ولهم». وقد انكشف لكثير من الناس ذلك حتى سمعوا صوت المعذّبين في قبورهم، ورأوهم بعيونهم يعذّبون في قبورهم في آثار كثيرة معروفة، ولكن لا يجب أن يكون دائمًا على البدن في كل وقت، بل يجوز أن يكون في حال.
وفي الصحيحين عن أنس بن مٰلك رضي اللَّه عنه أن النبيّ صلى الله عليه وسلم ترك قتلى بدر ثلاثًا ثمّ أتاهم فقام عليهم، فقال: «يا أبا جهل بن هشام، يا أُميّة بن خلف، يا عتبة بن ربيعة، يا شيبة بن ربيعةٰ أليس قد وجدتم ما وعدكم ربّكم حقًّا؟ فإني وجدت ما وعدني ربي حقًّا»، فسمع عمر رضي اللَّه عنه قول النبيّ صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول اللَّهٰ كيف يسمعون وقد جيفوا؟ فقال: «والذي نفسي بيده، ما أنتم بأسمع لما أقول منهم ولكنهم لا يقدرون أن يجيبوا»، ثم أمر بهم فسحبوا فألقوا في قليب بدر، وقد أخرجاه في الصحيحين عن ابن عمر رضي اللَّه عنهما، أن النبيّ صلى الله عليه وسلم وقف على قليب بدر، فقال: «هل وجدتم ما وعدكم ربكم حقًّا»؟ وقال: «إنهم ليسمعون الآن ما أقول»، فذكر ذلك لعائشة فقالت: وَهِم ابن عمر، إنما قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: «إنهم ليعلمون الآن أن الذي قلت لهم هو الحق»،ثم قرأت قوله تعالىٰ: {إِنَّكَ لاَ تُسْمِعُ ٱلْمَوْتَىٰ}، حتى قرأت الآية.
وأهل العلم بالحديث اتّفقوا على صحة ما رواه أنس وابن عمر، وإن كانا لم يشهدا بدرًا، فإن أنسًا روى ذلك عن أبي طلحة، وأبو طلحة شهد بدرًا كما روى أبو حاتم في صحيحه، عن أنس، عن أبي طلحة رضي اللَّه عنه: أن النبيّ صلى الله عليه وسلم أمر يوم بدر بأربعة وعشرين رجلاً من صناديد قريش، فقذفوا في طوى من أطواء بدر، وكان إذا ظهر على قوم أحبّ أن يقيم في عرصتهم ثلاث ليال، فلمّا كان اليوم الثالث أمر براحلته فشدّ عليها فحركها، ثم مشى وتبعه أصحابه، وقالوا: ما نراه ينطلق إلا لبعض حاجته، حتى قام على شفاء الركي، فجعل يناديهم بأسمائهم وأسماء آبائهم: «يا فلان بن فلان، أيسرّكم أنكم أطعتم اللَّه ورسوله، فإنّا قد وجدنا ما وعدنا ربّنا حقًّا، فهل وجدتم ما وعدكم ربّكم حقًّا»، قال عمر بن الخطاب: يا رسول اللَّه ــ صلى الله عليه وسلم ــ ما تكلم من أجساد ولا أرواح فيها، فقال النبيّ صلى الله عليه وسلم: «والذي نفسي بيده، ما أنتم بأسمع لما أقول منهم»، قال قتادة: أحياهم اللَّه حتى أسمعهم توبيخًا، وتصغيرًا، ونقمة، وحسرة، وتنديمًا، وعائشة قالت فيما ذكرته كما تأوّلت.
والنص الصحيح عن النبيّ صلى الله عليه وسلم مقدّم على تأويل من تأوّل من أصحابه وغيره، وليس في القرءان ما ينفى ذلك، فإن قوله تعالىٰ: {إِنَّكَ لاَ تُسْمِعُ ٱلْمَوْتَىٰ}، إنما أراد به السماع المعتاد الذي ينفع صاحبه، فإن هذا مثل ضربه اللَّه للكفار، والكفار تسمع الصوت، لكن لا تسمع سماع قبول بفقه واتّباع؛ كما قال تعالىٰ: {وَمَثَلُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ كَمَثَلِ ٱلَّذِى يَنْعِقُ بِمَا لاَ يَسْمَعُ إِلاَّ دُعَاء وَنِدَاء}، فهكذا الموتى الذين ضرب بهم المثل لا يجب أن ينفى عنهم جميع أنواع السماع، بل السماع المعتاد كما لم ينف ذلك عن الكفّار، بل انتفى عنهم السماع المعتاد الذي ينتفعون به. وأمّا سماع آخر فلا ينفى عنهم، وقد ثبت في الصحيحين وغيرهما أن الميّت يسمع خفق نعالهم، إذا ولّوا مدبرين، فهذا موافق لهذا فكيف يرفع ذلك، انتهى محل الغرض من كلام أبي العباس ابن تيمية. وقد تراه صرّح فيه بأن تأوّل عائشة لا يردّ به النصّ الصحيح عنه صلى الله عليه وسلم، وأنه ليس في القرءان ما ينفي السماع الثابت للموتى في الأحاديث الصحيحة.
وإذا علمت به أن القرءان ليس فيه ما ينفي السماع المذكور، علمت أنه ثابت بالنصّ الصحيح، من غير معارض.
والحاصل أن تأوّل عائشة رضي اللَّه عنها بعض آيات القرءان، لا تردّ به روايات الصحابة العدول الصحيحة الصريحة عنه صلى الله عليه وسلم، ويتأكّد، ذلك بثلاثة أمور:
الأول: هو ما ذكرناه الآن من أن رواية العدل لا تردّ بالتأويل.
الثاني: أن عائشة رضي اللَّه عنها لما أنكرت رواية ابن عمر عن النبيّ صلى الله عليه وسلم: «إنهم ليسمعون الآن ما أقول»، قالت: إن الذي قاله صلى الله عليه وسلم: «إمهم ليعلمون الآن أن الذي كنت أقول لهم هو الحق»، فأنكرت السماع ونفته عنهم، وأثبتت لهم العلم، ومعلوم أن من ثبت له العلم صحّ منه السماع، كما نبّه عليه بعضهم.
الثالث: هو ما جاء عنها مما يقتضي رجوعها عن تأويلها، إلى الروايات الصحيحة.
قال ابن حجر في «فتح الباري»: ومن الغريب أن في المغازي لابن إسحٰق رواية يونس بن بكير بإسناد جيّد، عن عائشة مثل حديث أبي طلحة، وفيه: «ما أنتمع بأسمع لما أقول منهم»، وأخرجه أحمد بإسناد حسن، فإن كان محفوظًا فكأنها رجعت عن الإنكار لما ثبت عندها من رواية هؤلاء الصحابة؛ لكونها لم تشهد القصّة، انتهى منه. واحتمال رجوعها لما ذكر قوي، لأن ما يقتضي رجوعها ثبت بإسنادين.
قال ابن حجر: إن أحدهما جيّد، والآخر حسن. ثم قال ابن حجر: قال الإسمٰعيلي: كان عند عائشة من الفهم والذكاء وكثرة الرواية والغوص على غوامض العلم، ما لا مزيد عليه، لكن لا سبيل إلى ردّ رواية الثقة إلا بنصّ مثله يدلّ على نسخه أو تخصيصه، أو استحالته، انتهى محل الغرض من كلام ابن حجر. )
 
اللون الأخضر في القرآن

اللون الأخضر في القرآن

[frame="2 80"][color=006600]
ما أكثر ما يرد لفظ الخضرة في آيات القرآن الكريم و التي تصف حال أهل الجنة أو ما يحيط بهم من النعيم في جو رفيع من البهجة و المتعة و الاطمئنان النفسي ،فنجد في سورة الرحمن : (مُتَّكِئِينَ عَلَى رَفْرَفٍ خُضْرٍ وَعَبْقَرِيٍّ حِسَانٍ) (الرحمن:76)

و قال تعالى :(عَالِيَهُمْ ثِيَابُ سُنْدُسٍ خُضْرٌ وَإِسْتَبْرَقٌ وَحُلُّوا أَسَاوِرَ مِنْ فِضَّةٍ وَسَقَاهُمْ رَبُّهُمْ شَرَاباً طَهُوراً) (الانسان:21) .

. (مُتَّكِئِينَ عَلَى فُرُشٍ بَطَائِنُهَا مِنْ إِسْتَبْرَقٍ وَجَنَى الْجَنَّتَيْنِ دَانٍ) (الرحمن:54)

يقول أحد علماء النفس و هو أردتشام : " إن تأثير اللون في الإنسان بعيد الغور و قد أجريت تجارب متعددة بينت أن اللون يؤثر في إقدامنا و إحجامنا و يشعر بالحرارة أو البرودة ،و بالسرور أو الكآبة ، بل يؤثر في شخصية الرجل و في نظرته إلى الحياة .

و يسبب تأثير اللون في أعماق النفس الإنسانية فقد أصبحت المستشفيات تستدعي الاخصاصيين لاقتراح لون الجدران الذي يساعد أكثر في شفاء المرضى و كذلك الملابس ذات الألوان المناسبة و قد بينت التجارب أن اللون الأصفر يبعث النشاط في الجهاز العصبي ، أما اللون الأرجواني فيدعو إلى الاستقرار و اللون الأزرق يشعر الإنسان بالبرودة عكس الحمر الذي يشعره بالدفء ووصل العلماء إلى أن اللون الذي يبعث السرور و البهجة و حب الحياة هو اللون الأخضر .

لذلك أصبح اللون المفضل في غرف العمليات الجراحية لثياب الجراحين و الممرضات . ومن الطريف أن نذكر هنا تلك التجربة التي تمت في لندن على جسر ( بلاك فرايار) الذي يعرف بجسر الانتحار لأن اغلب حوادث الانتحار تتم من فوقه حيث تم تغيير لونه الأغبر القاتم إلى اللون الأخضر الجميل مما سبب انخفاض حوادث الانتحار بشكل ملحوظ و اللون الأخضر يريح البصر ذلك لأن الساحة البصرية له أصغر من الساحات البصرية لباقي الألوان كما أن طول موجته وسطي فليست بالطويلة كاللون الأحمر و ليست بالقصيرة كالأزرق .
[/color][/frame]

المرجع :

مع الطب في القرآن الكريم تأليف الدكتور عبد الحميد دياب الدكتور أحمد قرقوز مؤسسة علوم القرآن دمشق.

http://www.55a.net/16.htm
 
قال ابن فارس في فقه اللغة - نقلاً عن السيوطي في المزهر في علوم اللغة - : ( ومما كانت العرب تستعمله ثم تُرِك قولهم‏:‏ " حِجْراً مَحْجُوراً " وكان هذا عندهم لمعنيين‏:‏ أحدهما - عند الحِرْمان إذا سئل الإنسانُ قال‏:‏ حجْراً مَحْجوراً ، فيعلمُ السامعُ أنه يريد أن يحرمه ...
والوجه الآخر‏:‏ الاستعاذة ؛ كان الإنسانُ إذا سافر فرأى من يخافُه قال‏:‏ حِجْراً محجوراً أي حرام عليك التعرّض لي ، وعلى هذا فسّر قوله تعالى‏:‏ ‏{‏ يَوْمَ يَرَونَ الملائكةَ لا بُشْرَى يَومَئِذٍ لِلْمُجْرِمين ويقولون حِجْراً مَحْجُوراً ‏} يقول المجرمون ذلك كما كانوا يقولونه في الدنيا‏ .‏ ) انتهى باختصار قليل .
 
لطيفة في فضل الليل على النهار

لطيفة في فضل الليل على النهار

قال الشيخ عطية سالم رحمه الله في تفسيره لقوله تعالى : { إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ}

(كون إنزال القرآن هنا في الليل دون النهار، مشعر بفضل اختصاص الليل.
وقد أشار القرآن والسنة إلى نظائره، فمن القرآن قوله تعالىٰ: {سُبْحَانَ ٱلَّذِى أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلاً}، ومنه قوله: {وَمِنَ ٱلَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَّكَ}، {وَمِنَ ٱلَّيْلِ فَسَبِّحْهُ وَأَدْبَـٰرَ ٱلسُّجُودِ}، {إِنَّ نَاشِئَةَ ٱلَّيْلِ هِىَ أَشَدُّ وَطْأً وَأَقْوَمُ قِيلاً}. وقوله: {كَانُواْ قَلِيلاً مِّن ٱلَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ}.
ومن السنة قوله صلى الله عليه وسلم: «إذا كان ثلث الليل الآخر، ينزل ربنا إلى سماء الدنيا» الحديث.
وهذا يدل على أن الليل أخص بالنفحات الإلهية، وبتجليات الرب سبحانه لعباده، وذلك لخلو القلب وانقطاع الشواغل وسكون الليل، ورهبته أقوى على استحضار القلب وصفائه.) من تتمة أضواء البيان – آخر تفسير سورة القدر
 
قال الطوفي في كتابه الإشارات الإلهية إلى المباحث الأصولية 2/19 تعليقاً على قول الله تعالى: ﴿ أُولَئِكَ يَنَالُهُمْ نَصِيبُهُمْ مِنَ الْكِتَابِ ﴾ (لأعراف: من الآية37) :

( والنكتة المقصودة قوله تعالى : ﴿ يَنَالُهُمْ نَصِيبُهُمْ ﴾ ولم يقل : ينالون نصيبهم ؛ إشارة إلى أن ما سبق في الكتاب من شقاوة وسعادة ورزق هو أشد طلباً للإنسان حتى يناله من الإنسان له حتى يدركه .)
 
بطلان قول من قال : كل موضع في القرآن ورد فيه ذكر الإنسان، فالمراد هو الكافر

بطلان قول من قال : كل موضع في القرآن ورد فيه ذكر الإنسان، فالمراد هو الكافر

قال الرازي : ( اختلفوا في {ٱلإِنسَـٰنَ} في قوله: {وَإِذَا مَسَّ ٱلإِنسَـٰنَ ٱلضُّرُّ} فقال بعضهم: إنه الكافر، ومنهم من بالغ وقال: كل موضع في القرآن ورد فيه ذكر الإنسان، فالمراد هو الكافر، وهذا باطل، لأن قوله : { يَا أَيُّهَا الْأِنْسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحاً فَمُلاقِيهِ * فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ ..} (الانشقاق:6-7) لا شبهة في أن المؤمن داخل فيه ، وكذلك قوله: {هَلْ أَتَىٰ عَلَى ٱلإِنسَـٰنِ حِينٌ مِّنَ ٱلدَّهْرِ} (الدهر: 1) وقوله: {وَلَقَدْ خَلَقْنَا ٱلإِنْسَـٰنَ مِن سُلَـٰلَةٍ مِّن طِينٍ} (المؤمنون: 12) وقوله: {وَلَقَدْ خَلَقْنَا ٱلإِنسَـٰنَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ} (ق: 16) فالذي قالوه بعيد، بل الحق أن نقول: اللفظ المفرد المحلى بالألف واللام حكمه أنه إذا حصل هناك معهود سابق انصرف إليه، وإن لم يحصل هناك معهود سابق وجب حمله على الاستغراق صوناً له عن الإجمال والتعطيل. )
 
[align=center]جاء في حاشية البجيرمي على الخطيب – وهو من كتب الفقه الشافعية - :

( قَوْلُهُ : { فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ } إلَخْ مِنْ قوله تعالى : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إذَا قُمْتُمْ } إلَخْ . قَالَ بَعْضُهُمْ : دَلَّتْ هَذِهِ الْآيَةُ عَلَى سَبْعَةِ أُصُولٍ كُلِّهَا مَثْنًى:
طَهَارَتَانِ : الْوُضُوءُ وَالْغُسْلُ،
وَمُطَهِّرَانِ : الْمَاءُ وَالتُّرَابُ,
وَحُكْمَانِ : الْمَسْحُ وَالْغُسْلُ,
وَمُوجِبَانِ : الْحَدَثُ وَالْجَنَابَةُ ,
وَمُبِيحَانِ : الْمَرَضُ وَالسَّفَرُ ,
وَكِنَايَتَانِ : الْغَائِطُ وَالْمُلَامَسَةُ,
وَكَرَامَتَانِ : تَطْهِيرُ الذُّنُوبِ وَإِتْمَامُ النِّعْمَةِ ا هـ . )
[/align]
 
تفسير الثعالبي - (ج 1 / ص 132)
( وقوله تعالى : { وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ } قال مجاهدٌ : هو تنبيهٌ على فضْلِ حظِّه على حظِّها في الميراث ، وما أشبهه.

وقال زيد بن أسلم : ذلك في الطَّاعة؛ علَيْها أنْ تطيعه ، وليس علَيْه أن يطيعَهَا.

وقال ابن عباس : تلك الدرَجَةُ إِشارة إِلى حضِّ الرجُلِ على حُسْن العِشرة ، والتوسُّع للنساء في المالِ والخُلُقِ ، أي : أنَّ الأفضل ينبغِي أنْ يتحامَلَ على نفسه . وهو قولٌ حسَنٌ بارعٌ .)
 
[align=justify]
سئل شيخ الإسلام ابن تيمية : أَيُّمَا طَلَبُ الْقُرْآنِ أَوْ الْعِلْمِ أَفْضَلُ ؟ ‏

فأجاب : أَمَّا الْعِلْمُ الَّذِي يَجِبُ عَلَى الْإِنْسَانِ عَيْنًا كَعِلْمِ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ ، وَمَا نَهَى اللَّهُ عَنْهُ ‏، فَهُوَ مُقَدَّمٌ عَلَى حِفْظِ مَا لَا يَجِبُ مِنْ الْقُرْآنِ ، فَإِنَّ طَلَبَ الْعِلْمِ الْأَوَّلَ وَاجِبٌ ، وَطَلَبَ ‏الثَّانِي مُسْتَحَبٌّ ، وَالْوَاجِبُ مُقَدَّمٌ عَلَى الْمُسْتَحَبِّ .‏
وَأَمَّا طَلَبُ حِفْظِ الْقُرْآنِ : فَهُوَ مُقَدَّمٌ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّا تُسَمِّيهِ النَّاسُ عِلْمًا : وَهُوَ إمَّا بَاطِلٌ ، ‏أَوْ قَلِيلُ النَّفْعِ .‏
وَهُوَ أَيْضًا مُقَدَّمٌ فِي التَّعَلُّمِ فِي حَقِّ مَنْ يُرِيدُ أَنْ يَتَعَلَّمَ عِلْمَ الدِّينِ مِنْ الْأُصُولِ وَالْفُرُوعِ ‏، فَإِنَّ الْمَشْرُوعَ فِي حَقِّ مِثْلِ هَذَا فِي هَذِهِ الْأَوْقَاتِ أَنْ يَبْدَأَ بِحِفْظِ الْقُرْآنِ ، فَإِنَّهُ أَصْلُ ‏عُلُومِ الدِّينِ ، بِخِلَافِ مَا يَفْعَلُهُ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْبِدَعِ مِنْ الْأَعَاجِمِ وَغَيْرِهِمْ ، حَيْثُ يَشْتَغِلُ ‏أَحَدُهُمْ بِشَيْءٍ مِنْ فُضُولِ الْعِلْمِ ، مِنْ الْكَلَامِ ، أَوْ الْجِدَالِ ، وَالْخِلَافِ ، أَوْ الْفُرُوعِ ‏النَّادِرَةِ ، وَالتَّقْلِيدِ الَّذِي لَا يُحْتَاجُ إلَيْهِ ، أَوْ غَرَائِبِ الْحَدِيثِ الَّتِي لَا تَثْبُتُ ، وَلَا يُنْتَفَعُ بِهَا ‏، وَكَثِيرٍ مِنْ الرِّيَاضِيَّاتِ الَّتِي لَا تَقُومُ عَلَيْهَا حُجَّةٌ ، وَيَتْرُكُ حِفْظَ الْقُرْآنِ الَّذِي هُوَ أَهَمُّ ‏مِنْ ذَلِكَ كُلِّهِ ، فَلَا بُدَّ فِي مِثْلِ [ هَذِهِ ] الْمَسْأَلَةِ مِنْ التَّفْصِيلِ .‏
وَالْمَطْلُوبُ مِنْ الْقُرْآنِ هُوَ فَهْمُ مَعَانِيهِ ، وَالْعَمَلُ بِهِ ، فَإِنْ لَمْ تَكُنْ هَذِهِ هِمَّةَ حَافِظِهِ لَمْ ‏يَكُنْ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ ، وَالدِّينِ ، وَاَللَّهُ سُبْحَانَهُ أَعْلَمُ .‏

مجموع فتاوى ابن تيمية - (ج 5 / ص 262)‏
الفتاوى الكبرى - (ج 2 / ص 421)‏
[/align]
 
[align=justify]
سئل شيخ الإسلام ابن تيمية : أَيُّمَا طَلَبُ الْقُرْآنِ أَوْ الْعِلْمِ أَفْضَلُ ؟ ‏

فأجاب : أَمَّا الْعِلْمُ الَّذِي يَجِبُ عَلَى الْإِنْسَانِ عَيْنًا كَعِلْمِ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ ، وَمَا نَهَى اللَّهُ عَنْهُ ‏، فَهُوَ مُقَدَّمٌ عَلَى حِفْظِ مَا لَا يَجِبُ مِنْ الْقُرْآنِ ، فَإِنَّ طَلَبَ الْعِلْمِ الْأَوَّلَ وَاجِبٌ ، وَطَلَبَ ‏الثَّانِي مُسْتَحَبٌّ ، وَالْوَاجِبُ مُقَدَّمٌ عَلَى الْمُسْتَحَبِّ .‏
وَأَمَّا طَلَبُ حِفْظِ الْقُرْآنِ : فَهُوَ مُقَدَّمٌ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّا تُسَمِّيهِ النَّاسُ عِلْمًا : وَهُوَ إمَّا بَاطِلٌ ، ‏أَوْ قَلِيلُ النَّفْعِ .‏
وَهُوَ أَيْضًا مُقَدَّمٌ فِي التَّعَلُّمِ فِي حَقِّ مَنْ يُرِيدُ أَنْ يَتَعَلَّمَ عِلْمَ الدِّينِ مِنْ الْأُصُولِ وَالْفُرُوعِ ‏، فَإِنَّ الْمَشْرُوعَ فِي حَقِّ مِثْلِ هَذَا فِي هَذِهِ الْأَوْقَاتِ أَنْ يَبْدَأَ بِحِفْظِ الْقُرْآنِ ، فَإِنَّهُ أَصْلُ ‏عُلُومِ الدِّينِ ، بِخِلَافِ مَا يَفْعَلُهُ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْبِدَعِ مِنْ الْأَعَاجِمِ وَغَيْرِهِمْ ، حَيْثُ يَشْتَغِلُ ‏أَحَدُهُمْ بِشَيْءٍ مِنْ فُضُولِ الْعِلْمِ ، مِنْ الْكَلَامِ ، أَوْ الْجِدَالِ ، وَالْخِلَافِ ، أَوْ الْفُرُوعِ ‏النَّادِرَةِ ، وَالتَّقْلِيدِ الَّذِي لَا يُحْتَاجُ إلَيْهِ ، أَوْ غَرَائِبِ الْحَدِيثِ الَّتِي لَا تَثْبُتُ ، وَلَا يُنْتَفَعُ بِهَا ‏، وَكَثِيرٍ مِنْ الرِّيَاضِيَّاتِ الَّتِي لَا تَقُومُ عَلَيْهَا حُجَّةٌ ، وَيَتْرُكُ حِفْظَ الْقُرْآنِ الَّذِي هُوَ أَهَمُّ ‏مِنْ ذَلِكَ كُلِّهِ ، فَلَا بُدَّ فِي مِثْلِ [ هَذِهِ ] الْمَسْأَلَةِ مِنْ التَّفْصِيلِ .‏
وَالْمَطْلُوبُ مِنْ الْقُرْآنِ هُوَ فَهْمُ مَعَانِيهِ ، وَالْعَمَلُ بِهِ ، فَإِنْ لَمْ تَكُنْ هَذِهِ هِمَّةَ حَافِظِهِ لَمْ ‏يَكُنْ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ ، وَالدِّينِ ، وَاَللَّهُ سُبْحَانَهُ أَعْلَمُ .‏

مجموع فتاوى ابن تيمية - (ج 5 / ص 262)‏
الفتاوى الكبرى - (ج 2 / ص 421)‏
[/align]


وَالْمَطْلُوبُ مِنْ الْقُرْآنِ هُوَ فَهْمُ مَعَانِيهِ ، وَالْعَمَلُ بِهِ ، فَإِنْ لَمْ تَكُنْ هَذِهِ هِمَّةَ حَافِظِهِ لَمْ ‏يَكُنْ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ ، وَالدِّينِ

للتذكير؛ فالمهمات يحسن التذكير بها
 
بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
___




الوقف على ‏(فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ)‏ فيه فائدة قد لا تظهر لبعض الناس

_____


قال الشيخ ابن عثيمين -رحمه الله - :


وفي الآية التي بعدها (فَكَذَّبُوا عَبْدَنَا وَقَالُوا مَجْنُونٌ ) [القمر : 9]



قف ما تصل ،لأنّك لو وصلت (وَقَالُوا مَجْنُونٌ وَازْدُجِرَ) صار قوله (وَازْدُجِرَ)


من قولهم وليس كذلك ، ولكن (وَازْدُجِرَ) معطوفة على ( قالوا)


أي قالوا مجنون وازدجروه ، ومثل هذه الأشياء في الواقع يا إخواننا


يجب على الإنسان أن يتنبه لها ، لأن القرآن الكريم ليس كالكلام الذي


نكتبه نحن أو نقوله ، نحن نحاول أن يكون الكلام على نسق واحد


لكن في القرآن ، سبحان الله وهو من إعجازه أنك ترى أحيانا كلمة



ليس بينها وبين الأخرى صلة من أجل أن يتنبه المخاطب ويتـأمل ويتفكر .





وهذه نقطة لا يحس بها كثير من الناس ، تجده يقرأ قراءة مرسلة



ولا يتنبه للمواقف ، ونحن تعلمنا هذا من شيخنا عبد الرّحمان بن ناصر


السّعدي - رحمه - كان يقوم بنا في رمضان التّراويح والقيام ،


ويقف المواقف اللائقة ، فنتعجّب كيف هذا ؟ وكنّا من الأول نقرؤها


نقرأ قراءة مرسلة ولا نلتفت للمعنى حتى أن قوله تعالى


(فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ * الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ) [الماعون : 4 ، 5]


هل تقف على( فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ) ؟؟؟


تقف ، تقف لأن الله جعلها موقفا


فإذا قلت: سبحان الله! إذا قلت فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ ، كيف ؟؟

نعم قال الشاعر الملحد :



ماقال ربك ويل للألى سكروا ** بل قال ويل للمصلينا



نقول : نعم، قاله ، ولكنه ملحد ، ما قرأ الآية الثانية ،

الوقف على(فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ)
فيه فائدة قد لا تظهر لبعض الناس ،


لأنه إذا سمع القارئ يقرأ فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ ووقف ، تجد إيش ؟؟


تشويش كيف فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ ثم تأتيه (الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ)


فتكون كأنها الغيث على أرض يابسة ،


وهذا هو السرّ بأن الأَولى اتباع الآيات إذا أمكن تقف على كل آية



ولو تعلق ما بعدها بها.




=================

المرجع/




شريط 2/ أ


تفسير سورة الأنعام


_______________




 
الوقف

الوقف

أخي الكريم أبو مجاهد . بارك الله بك أولاً على هذه الاتحافات الرائعات التي أخرجتها لنا فحصل لا شك منها الفائدة والعبرة . أما بالنسبة الى موضوع الوقف عند القرآءة . فكما تعلم يا أخي أن هناك مبحث دقيق في علم التجويد وهو مبحث الوقف والابتداء . وكما تعلم أيضاً أن الرواية لها دور في الوقف ولوازمه . ويجب على القاريء أن يلتزم بقواعد الوقف أولاً وبالرواية ثانياً . وهناك أخي الكريم أيضاً ما يسمى الوقف اللازم وهو لا بد من الوقوف عليه التزاماً بالرواية . أما بالنسبة الى ضرورة الوقف على مجنون في سورة القمر فهذا يا أخي مخالف لرواية حفص عن عاصم . بل ان الرسم العثماني لا يحوي أي علامة من علامات الوقف لتلك الآية .ثم إن الوقوف على رأس الآيات سنة إذا لم يكن مانع في الرواية وهذه هي صفة قرآءة النبي عليه الصلاة والسلام .أظن يا أخي أنه يجوز أن نقرأ الآية التي ذكرتها بدون وقف وهذا هو الافضل إتباعاً للرواية التي هي الفصل في أي خلاف. أما في الروايات الأخرى فلا أدري إن كان هناك وقف لازم أم لا لتلك الآية . فأنا أتحدث عن رواية حفص عن عاصم طريق الشاطبية وبارك الله بك .
 
فاتني أن أذكر ملاحظة مهمة بالنسبة الى الآية (فويل للمصلين) وهي أنه لا يجوز ختام القراءة بها . فلا بد للقاريء أن يأتي بالآية التي بعدها ثم اذا أراد أن يختم فله ذلك . أما الوقوف عندها كهيئة الوقوف الذي يحصل على رؤوس الآيات فلا بأس به كما قلنا . وبارك الله بكم
 
أخي أبو مجاهد بارك الله بك
الاصل يا أخي بأن تتابع المواضيع التي تساهم بها ولا تهملها على غاربها من أجل أن تعم الفائدة أولاً ومن أجل أن لا نربك الاخوة الاعضاء ولا نحيرهم من خلال مواضيع مجتزئة . لقد قمت بالرد على أكثر من موضوع لحضرتكم ولكنك لم تعلق عليه . والاصل غير ذلك فأنت الذي بدأت وأنت الذي تختم الموضوع بالصلاة والسلام على نبي الرحمة بعد الانتهاء من فائدته وبكل مسؤولية علمية كما عهدنا ذلك في سيرتكم المباركة . اسأل الله تعالى أن يكون ذلك كله في ميزان عملك يوم القيامة وأن يحشرك مع الصديقين وحسن أولئك رفيفاً
 
أخي أبو مجاهد بارك الله بك
الاصل يا أخي بأن تتابع المواضيع التي تساهم بها ولا تهملها على غاربها من أجل أن تعم الفائدة أولاً ومن أجل أن لا نربك الاخوة الاعضاء ولا نحيرهم من خلال مواضيع مجتزئة . لقد قمت بالرد على أكثر من موضوع لحضرتكم ولكنك لم تعلق عليه . والاصل غير ذلك فأنت الذي بدأت وأنت الذي تختم الموضوع بالصلاة والسلام على نبي الرحمة بعد الانتهاء من فائدته وبكل مسؤولية علمية كما عهدنا ذلك في سيرتكم المباركة . اسأل الله تعالى أن يكون ذلك كله في ميزان عملك يوم القيامة وأن يحشرك مع الصديقين وحسن أولئك رفيفاً

أشكرك أيها المبارك، وأسأل الله لي ولك التوفيق والسداد.

كان ما نقلته عن الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تنبيهاً يتعلق بأهمية مراعاة الوقوف عند القراءة لأجل فهم معنى الآيات؛ ولا يعني نقلي لهذا التنبيه موافقتي له في كل ما ذكر، ولكن يفيد في بيان منهج الشيخ ومنهج شيخه السعدي رحمها الله، وكيف أنه استفاد الاهتمام بهذه القضية من شيخه، ومدى حرصه على ذكر شيخه والثناء عليه، ... إلى غير ذلك من الفوائد والتنبيهات.

وأما مسائل الوقف والابتداء فليس هذا مجال التفصيل فيه، والذي أعلمه أن الوقف والابتداء يتبعان المعنى، ويتعلقان بالتفسير لا بمجرد الرواية.
وأعتذر إليك وإلى كل أخ تأخرت في التعليق على تنبيهاته وفوائده ونصائحه، وذلك لضيق الوقت.

وفقنا الله للصواب، ورزقنا الإخلاص والسداد.
 
عودة
أعلى