أبوسليمان المحمد
New member
- إنضم
- 15/09/2008
- المشاركات
- 32
- مستوى التفاعل
- 0
- النقاط
- 6
قال تعالى: {إنا عرضنا الأمانة على السموت والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها...}الأحزاب 72
قال عبد القاهر الجرجاني:
(إن كان المراد: أهلوها وسكانها العقلاء من الملائكة والجن , فالعرض على سبيل التخيير , والإباء والإشفاق على سبيل الاجتهاد .
وإن كان المراد: سائر الحيوان , فالغرض ابتلاء طبائعها , والإباء والإشفاق على سبيل الكراهة الطبيعية .
وإن كان المراد: بأعيانها التي هي جماد , فالعرض على سبيل الإصرار والاضطرار , والإباء والإشفاق كذلك
فائدة العرض الأول: اجتهاد .
وفائدة العرض الثاني: بيان التفاوت بيت طبائع لا يحملها الحرص على المخاطرة , وطبائع يحملها الحرص عليها.
وفائدة العرض الثالث: تفخيم الأمر). انتهى من[درج الدرر في تفسير الآي والسور]3/426
1/لم أجد من قسم وفصل كما صنع الجرجاني هنا.
2/لم أجد من حكى الاحتمال الثاني.
3/لا يعرف للاحتمالين الأولين اللذين ذكرهما الجرجاني هنا أصل عن أحد من المتقدمين , وإنما حكاه بعض العلماء قولا ولم يسندوه لمتقدم [كما في(تفسير النحاس5/3383) و(تفسير السمعاني4/313) و(تفسير البغوي6/380) و(تفسير الرازي25/236) , وحكاه أيضا أبوحيان في البحر المحيط 7/337 ولكنه خص القول المحكي بالملائكة].
وجعله آخرون احتمالا[كما في(تفسير ابن عطية13/104) و(تفسير القرطبي17/247) , وكذلك ابن مخلوف الثعالبي في تفسيره 3/238 ولكنه خصه بالملائكة].
-وإنما الذي يدل عليه ظاهر تفاسير عامة المفسرين من السلف وغيرهم : هو حمل الآية على ظهرها[ أي: ثالث الاحتمالات التي ذكرها الجرجاني]
وقال النحاس: (هو الذي عليه أهل التفسير).
وقال الشربيني: (هو قول أكثر العلماء)السراج المنير 5/396 -وهو أدق من تعبير البغوي بأنه قول(أكثر السلف) كما ستأتي الإشارة إليه إن شاء الله-
وقال الآلوسي عن الاحتمال الثاني بأنه(ليس بشئ)! [روح المعاني]22/97
-وإنما تجد الجازمين بالاحتمال الأول هم من المعتزلة أو الصوفية وأضرابهما ؛ كالجبائي والقشيري والسمرقندي وغيرهم.
ولعله لأجل ذلك تجد كثيرا من المفسرين قد أعرضوا عن ذكر هذا القول , ومن يحكيه منهم قولا لا يصرح باسم قائله.
تنبيهات على هذه الفائدة:
أ- نقل الماوردي في[ النكت والعيون]4/430 وابن الجوزي في[زاد المسير]6/429 عن الحسن البصري –دون سند أو عزو- أن العرض على أهلها من الملائكة.
وهذا النقل لايعرف له عن الحسن أصل ’ بل روي عنه ما خالف هذا النقل ويوافق ما عليه عامة المفسرين[رواه عبدالرزاق في تفسيره 2/125 عن معمر عنه , ومعمر ثقة ثبت لكنه لم يسمع من الحسن(انظر:التاريخ الكبير7/178 والمراسيل لابن أبي حاتم ص219) , ورواه ابن أبي حاتم في تفسير من طريق آخر-وفي بعض رواته مقال- [نقل إسناده ابن كثير في تفسير6/489 , ولم يذكر في طبعة الباز لتفسير ابن ابي حاتم ولا في الدر المنثور]
ب- في جزء[حديث خيثمة بن سليمان]ص167 –ورواها ابن عساكر في تاريخ دمشق من طريقه- رواية عن ابن عباس في حكاية صفة العرض على آدم يفهم من ظاهرها أن العرض على السماوات والأرض والجبال هو عرض على الملائكة التي فيها.
وهذا سندها ومتنها: (حدثنا الكديمي حدثنا بشر بن عمر حدثنا شعبة عن أبي بشر عن مجاهد عن ابن عباس في قوله تعالى{إنا عرضنا الأمانة على السموت والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان إنه كان ظلوما جهولا} فلم تقبلها الملائكة , فلما خلق الله آدم عرضها عليه , قال: يارب...).
-وهذه الرواية منكرة ؛ فقد تفرد بها الكديمي , وهو محمد بن يونس ضعفه جمهور الحفاظ , بل كذبه أبوداود وموسى بن هارون وابن حبان,واتهمه ابن عدي والدارقطني.[انظر تهذيب الكمال وحاشيته 6/574]
ثم إن مثله ومن هو قريب منه لايحتمل مثل هذا الإسناد .
وكذلك فإنه خولف في متن هذا الرواية[فهذه ثلاث علل,وهناك غيرها] ؛ فإن أصل هذه الحكاية ثبت عن ابن عباس دون هذه اللفظة المنكرة[انظر طرقها في تفسير الطبري19/197-198] , وكذلك ثبت أصلها عن تلميذه مجاهد [رواه الإمام محمد بن نصر المروزي في تعظيم قدر الصلاة 503,505 والواحدي في الوسيط3/485 وغيرهما].
-وقد جزم بأن الاحتمال الثالث هو قول ابن عباس غير واحد من المفسرين كالبغوي والماوردي.
ج- قد يستدل مستدل بمفهوم حكاية البغوي للاحتمال الثالث عن أكثر السلف على أن هناك من خالف من السلف في ذلك , وهذا غير لازم , فإن بعض العلماء قد يطلقون مثل هذه الحكاية احتياطا[ولذلك تجد أحيانا نفس العالم الذي حكى ذلك القول عن الأكثر يقول:لانعلم فيه خلافا , أو يشير إلى أن القول الآخر لايعتد به ونحو ذلك] , أو تجوزا [لأن الأكثر داخل في الكل].
4/تصويب واعتماده الاحتمال الثالث من الاحتمالات التي ذكرها الجرجاني لايعني بحال التزام ما فرعه عليه(فالعرض على سبيل...]) , لأنه بناه على أن العرض حقيقة[لا تقديرا أو بمعى المعارضة –كما قال بعض المتأخرين-] , وعلى أن الإباء والإشفاق مجاز[لا حقيقة].
وفي كلتا المسألتين خلاف.
-وهناك بعض التوضيحات سأذكرها -إن تيسر- لاحقا إن شاء الله.
قال عبد القاهر الجرجاني:
(إن كان المراد: أهلوها وسكانها العقلاء من الملائكة والجن , فالعرض على سبيل التخيير , والإباء والإشفاق على سبيل الاجتهاد .
وإن كان المراد: سائر الحيوان , فالغرض ابتلاء طبائعها , والإباء والإشفاق على سبيل الكراهة الطبيعية .
وإن كان المراد: بأعيانها التي هي جماد , فالعرض على سبيل الإصرار والاضطرار , والإباء والإشفاق كذلك
فائدة العرض الأول: اجتهاد .
وفائدة العرض الثاني: بيان التفاوت بيت طبائع لا يحملها الحرص على المخاطرة , وطبائع يحملها الحرص عليها.
وفائدة العرض الثالث: تفخيم الأمر). انتهى من[درج الدرر في تفسير الآي والسور]3/426
1/لم أجد من قسم وفصل كما صنع الجرجاني هنا.
2/لم أجد من حكى الاحتمال الثاني.
3/لا يعرف للاحتمالين الأولين اللذين ذكرهما الجرجاني هنا أصل عن أحد من المتقدمين , وإنما حكاه بعض العلماء قولا ولم يسندوه لمتقدم [كما في(تفسير النحاس5/3383) و(تفسير السمعاني4/313) و(تفسير البغوي6/380) و(تفسير الرازي25/236) , وحكاه أيضا أبوحيان في البحر المحيط 7/337 ولكنه خص القول المحكي بالملائكة].
وجعله آخرون احتمالا[كما في(تفسير ابن عطية13/104) و(تفسير القرطبي17/247) , وكذلك ابن مخلوف الثعالبي في تفسيره 3/238 ولكنه خصه بالملائكة].
-وإنما الذي يدل عليه ظاهر تفاسير عامة المفسرين من السلف وغيرهم : هو حمل الآية على ظهرها[ أي: ثالث الاحتمالات التي ذكرها الجرجاني]
وقال النحاس: (هو الذي عليه أهل التفسير).
وقال الشربيني: (هو قول أكثر العلماء)السراج المنير 5/396 -وهو أدق من تعبير البغوي بأنه قول(أكثر السلف) كما ستأتي الإشارة إليه إن شاء الله-
وقال الآلوسي عن الاحتمال الثاني بأنه(ليس بشئ)! [روح المعاني]22/97
-وإنما تجد الجازمين بالاحتمال الأول هم من المعتزلة أو الصوفية وأضرابهما ؛ كالجبائي والقشيري والسمرقندي وغيرهم.
ولعله لأجل ذلك تجد كثيرا من المفسرين قد أعرضوا عن ذكر هذا القول , ومن يحكيه منهم قولا لا يصرح باسم قائله.
تنبيهات على هذه الفائدة:
أ- نقل الماوردي في[ النكت والعيون]4/430 وابن الجوزي في[زاد المسير]6/429 عن الحسن البصري –دون سند أو عزو- أن العرض على أهلها من الملائكة.
وهذا النقل لايعرف له عن الحسن أصل ’ بل روي عنه ما خالف هذا النقل ويوافق ما عليه عامة المفسرين[رواه عبدالرزاق في تفسيره 2/125 عن معمر عنه , ومعمر ثقة ثبت لكنه لم يسمع من الحسن(انظر:التاريخ الكبير7/178 والمراسيل لابن أبي حاتم ص219) , ورواه ابن أبي حاتم في تفسير من طريق آخر-وفي بعض رواته مقال- [نقل إسناده ابن كثير في تفسير6/489 , ولم يذكر في طبعة الباز لتفسير ابن ابي حاتم ولا في الدر المنثور]
ب- في جزء[حديث خيثمة بن سليمان]ص167 –ورواها ابن عساكر في تاريخ دمشق من طريقه- رواية عن ابن عباس في حكاية صفة العرض على آدم يفهم من ظاهرها أن العرض على السماوات والأرض والجبال هو عرض على الملائكة التي فيها.
وهذا سندها ومتنها: (حدثنا الكديمي حدثنا بشر بن عمر حدثنا شعبة عن أبي بشر عن مجاهد عن ابن عباس في قوله تعالى{إنا عرضنا الأمانة على السموت والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان إنه كان ظلوما جهولا} فلم تقبلها الملائكة , فلما خلق الله آدم عرضها عليه , قال: يارب...).
-وهذه الرواية منكرة ؛ فقد تفرد بها الكديمي , وهو محمد بن يونس ضعفه جمهور الحفاظ , بل كذبه أبوداود وموسى بن هارون وابن حبان,واتهمه ابن عدي والدارقطني.[انظر تهذيب الكمال وحاشيته 6/574]
ثم إن مثله ومن هو قريب منه لايحتمل مثل هذا الإسناد .
وكذلك فإنه خولف في متن هذا الرواية[فهذه ثلاث علل,وهناك غيرها] ؛ فإن أصل هذه الحكاية ثبت عن ابن عباس دون هذه اللفظة المنكرة[انظر طرقها في تفسير الطبري19/197-198] , وكذلك ثبت أصلها عن تلميذه مجاهد [رواه الإمام محمد بن نصر المروزي في تعظيم قدر الصلاة 503,505 والواحدي في الوسيط3/485 وغيرهما].
-وقد جزم بأن الاحتمال الثالث هو قول ابن عباس غير واحد من المفسرين كالبغوي والماوردي.
ج- قد يستدل مستدل بمفهوم حكاية البغوي للاحتمال الثالث عن أكثر السلف على أن هناك من خالف من السلف في ذلك , وهذا غير لازم , فإن بعض العلماء قد يطلقون مثل هذه الحكاية احتياطا[ولذلك تجد أحيانا نفس العالم الذي حكى ذلك القول عن الأكثر يقول:لانعلم فيه خلافا , أو يشير إلى أن القول الآخر لايعتد به ونحو ذلك] , أو تجوزا [لأن الأكثر داخل في الكل].
4/تصويب واعتماده الاحتمال الثالث من الاحتمالات التي ذكرها الجرجاني لايعني بحال التزام ما فرعه عليه(فالعرض على سبيل...]) , لأنه بناه على أن العرض حقيقة[لا تقديرا أو بمعى المعارضة –كما قال بعض المتأخرين-] , وعلى أن الإباء والإشفاق مجاز[لا حقيقة].
وفي كلتا المسألتين خلاف.
-وهناك بعض التوضيحات سأذكرها -إن تيسر- لاحقا إن شاء الله.