عبد الحق آل أحمد
New member
بسم الله الرحمن الرحيم
[64] فائدة من كتاب ((( سبيل الرشاد في هدي خير العباد ))) للشيخ العلامة الدكتور محمد تقي الدين الهلالي رحمه الله تعالى
الحمد لله والصلاة و السلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه و والاه، أما بعد:
فهذه بعض الفوائد المنتقاة جمعتها أثناء القراءة – في رمضان - من كتاب ( سبيل الرشاد في هدي خير العباد ) للشيخ العلامة الدكتور محمد تقي الدين الهلالي المغربي - رحمه الله تعالى وأجزل له الثواب – أنقلها للإخوة الكرام عسى الله - تعالى - أن ينفعني بها و القاري، وقد اعتمدت فيها على الطبعة الأولى للدار الأثرية بالأردن سنة1427هـ-2006م، بتعليق وتقديم الشيخ مشهور حسن سلمان – سدده الله-، أسأل الله تعالى أن يوفق الجميع لما يحبه ويرضاه، والله ولي التوفيق.
-----
فائدة/01
قال الشيخ مشهور حسن سلمان في حاشية 2: للهلالي تقريظ لهذا الكتاب [يقصد كتاب (تيسير العلي القدير لاختصار تفسير ابن كثير)]منشور في أوله ، ومما قال فيه عن مؤلفه شيخنا الرفاعي – رحمه الله تعالى - : ((أخونا العالم السلفي المحقق الأستاذ الشيخ محمد نسيب الرفاعي، رفع الله في الدارين درجته، وأجزل فيها مثوبته)). وقال عن (اختصاره): ((جاء (اختصاره) طبق ما يؤمله كل طالب علم، موزونا بقسطاس مستقيم )). (سبيل الرشاد:1/16-17)
فائدة/02
((كنت أظن أن ابن الأثير سلفي العقيدة بريء من التعطيل والتجهم لأني رأيت من المتأخرين من المشتغلين ينقلون من كتابه شرح غريب الحديث، لوما رأيت شرحه لأسماء الله الحسنى وجدته من شرار الجهمية المعطلة،...)). (6/269)
فائدة/03
((ومن سوء حظ العرب في هذا الزمان عموم الجهل و التقليد فيهم، وسيرهم على صراط معوج؛ لأنهم لا يعتبرون العلم، وإنما يعتبرون الشهادات المزيفة، التي يحصل عليها كثير من الدواب، فيتسلمون أعلى المراتب في الجامعات، وهم صم بكم عمي،..)) .(3/18-19)
فائدة/04
(( لما حصر الفرنسيون مدينة فاس في عهد السلطان عبد الحفيظ، استنصر الجهال بالإمام إدريس بن عبد الله رحمه الله، فعاقب الله جميع المغاربة بالخذلان و الهزيمة، وانتصر عليهم الفرنسيون، وحكموا بلادهم ثلاثا و أربعين سنة، وهذا جزاء من يستنصر بغير الله )).(2/202)
فائدة/05
((من سوء حظنا في هذا الزمان اننا نرى أوثانا لها بيوت و أفنية يذبح لها و يطاف بها، وتقبل ويتمسح بها بقصد التبرك أكثر مما كان عند العرب، ونحن عاجزون عن هدمها، لأن عبادها لا يزال عددهم كثيرا، ولكن نستطيع القضاء عليها إذا وفقنا الله بدعوة الناس إلى هجرها والكفر بها، فيطول عليها الزمان فتتهدم من تلقاء نفسها، ويستريح الناس من شرحها)). (2/311)
فائدة/06
(( إن الذبح بقصد التعظيم عبادة، فمن ذبح على قبة، أو قبر ، أو شجرة، أو حجر، أو عين ماء، أو ذبح للجنية عائشة قندشية، أو زميلتها مسعودة، أو للشيخ جمعة –وهو اسم جني يعبده جهال مصريين-، أو لميمون بن شمهروش-وهو من معبودات المغاربة-، أو ذبح للجن بدون تعيين بعد نهاية بناء دار لئلا يؤذوه، أو ذبح على أهل بيت ليزوجوه ابنتهم، كل ذلك شرك و كفر، وأكل تلك الذبيحة حرام؛ لأن كل ذلك مما أهل به لغير الله وإن ذكر اسم الله عليه؛ لأن الأعمال إنما بالنيات وهم قصدوا تعظيم تلك البقعة بالذبح )). (1/47)
فائدة/07
((و الجهال من أهل هذا الزمان بالأبسط على الأسهل، و الببسيط عن السهل أو القليل، ويزيدون على ذلك جهلا فيقولون: بسّط الشيء- بتشديد السين-، بمعنى سهّله! ويقولون: قواعد النحو المبّسطة، وكل ذلك ضلال، فإن (بسّط) – بالتشديد-معناه: كثرة التوسيع، كقتل وقتّل-بالتشديد-)). (1/502-505)
فائدة/08
(( الذين يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم في هذا الزمان، أصناف:
أولهم : المرتدون الذين كفروا بالله تقليدا لدعاية كاذبة خاطئة وهذه الدعاية شائعة في البلدان التي كان أهلها متمسكين بالإسلام في الأزمنة الغابرة في آسية و إفريقية، وحاصلها أن الإسلام إن كان صالحا في الزمن الماضي لترقية الشعوب وأخذ نصيبها من القوة المادية و تحصيل المعيشة السعيدة ، والسيادة الكاملة ، فإنه في هذا الزمان لا يتفق مع الأخذ بأسباب الحضارة و الرقي...
وثانيهم: المدَّعون للإسلام بألسنتهم مع عدم تطبيقه لا عقيدة ولا عبادة ولا حكما فهؤلاء يدعون الإسلام بأقوال مجردة: والدعاوي ما لم يقيموا عليه..بينات أبناءها أدعياء.
وثالثهم: الأعداء الخارجيون وهم الأعداء من النصارى في أروبا و أمريكا، والمتعصبون من الوثنين في الهند و غيرها من الأمم الوثنية، ونجن نسمع المذابح التي تجري على في أنحاء الهند وفي الفليبين وفي إيريتيا.
رابعهم: علماء السوء الذين باعوا دينهم بدين غيرهم، وكتموا الحق وغشوا شعوبهم جريا وراء الحطام، فضيعوا الدين و لم يدركوا الدنيا، وهذه الأصناف تبذل جهودها لإطفاء ما بقي من نور الإسلام، وليس الإسلام بملوم؛ لأنه قد اسعد من تمسك به وخلف كنوزا عظيمة من الآثار و العلم و المعرفة التي لا يجحدها إلا من يجحد الشمس المشرقة في يوم الصحو ومضى حميدا.
تلك آثارنا تدل علينا..فانظروا بعدنا إلى الآثار )). (2/331-332)
فائدة/09
(( والمسلمون في هذا الزمان هم أكبر مانع لغيرهم من الدخول في الإسلام، لعدم تمسكهم بالإسلام، وانحرافهم عن جادتهم، وبعدهم عن أخلاقه.. )). (1/236)
فائدة/10
((قال الشيخ مشهور حسن سلمان عن دفاع الشيخ محمد تقي الدين الهلالي عن دعوة الإمام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى: ولشاعرنا الهلالي قصيدة مهم في هذا الباب، مطلعها:
نسبوا إلى الوهاب خير عبادة..يا حبذا نسبي على الوهاب
الله أنطقهم بحق واضح..وهم أهالي فرية و كذاب
أكرم بها من فرقة سلفية..سلكت محجة سنة وكتاب
وهي التي قصد النبي بقوله..هي ما عليه أنا وكل صحابي
قد غاظ عباد القبور و رهطهم..توحيدنا لله دون تحاب
عجزوا عن البرهان أن يجدوه إذ..فزعوا لسرد شتائم و سباب)). (1/66)
فائدة/11
((قال الشيخ مشهور حسن سلمان: ويجعل الهلالي سر وعزّ سؤدد المسلمين: التوحيد و الإتباع، وذكر في كتابنا (3/132-133) قصة وقعت لعمر بن عبد العزيز، وأنه قضى فيها على حال، وبلغه عروة بن الزبير أن النبي صلى الله عليه و سلم قضى فيها بشيء آخر، فرجع إلى قضاء رسول الله صلى الله عليه و سلم، قال: "في هذه القصة فائدة جليلة وهي أن ملوك المسلمين في ذلك الزمان كانوا يذعنون للحق و يفرحون به و ينفذونه، ولم يكن العلماء يهابونهم إذا أخطؤوا في الحكم أن يعلموهم بخطئهم ". وقال على إثر ذلك(3/134): " وهذا يفسر لنا ما أدركه المسلمون في ذلك الزمان من العزة والسؤدد، فأين هي الديموقراطية التي يتبجح بها أهل هذا الزمان؟ لا جرم لو أن قاضيا من قضاة العصور المتأخرة حكم بحكم، فجاءه عالم، وأخبره بخطئه، لكان نصيب ذلك العالم أن يسمع منه ما يكره، هذا إذا لم يأمر بحبسه، وهذا إذا اعترض على قاض فقط، فكيف بمن هو فوقه من الرؤساء، كوزير العدل؟!فضلا عن رئيس الدولة؟!")). (1/67)
فائدة/12
((..النصر لا يأتي إلا من الله، ولا ينبغي للمؤمن أن يطلبه إلا من الله، فإن طلبه من غير خاب وخسر، ولم يظفر به أبدا، ولهذا ترى المشركين في هذا الزمان يتعلقون بالأروبيين ويطلبون منهم السلاح، ويتعلمون استعماله منهم، ويظنون أن ذلك كل شيء، ولم ينفعهم ذلك شيئا، ولن ينصروا أبدا، إلا إذا رجعوا إلى كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه و سلم، وحكّموا شريعة الله، وقد مضت عليهم مئات السنين وهم يجربون طريقهم العقيم، فما حصدوا إلا الخيبة و الخسران، ولو جربوا طريق الحق سنة واحدة لطلع عليه فجر السعادة، وذهب نحسهم وظهر سعدهم {والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم})). (1/446)
فائدة/13
((اعلم – وفقني الله و إياك لمعرفة الحق و التمسك به-أن لا إله إلا الله لا تنفع أحدا إلا إذا قالها وهو عالم بمعناها عامل بمقتضاها)). (1/449)
فائدة/14
((قول النبي صلى الله عليه و سلم: (ما من عبد قال: لاإله إلا الله، ثم مات على ذلك، إلا دخل الجنة) يجب أن يقيد بما دلت عليه الأدلة الأخرى، ويفهم منها شروط ثلاثة: أولها:أن يقولها بلسانه ، إن كان قادرا. ثانيها:أن يعرف معناها و يعتقده بقلبه.ثالثها: أن يعمل بمقتضاها. أما قولها بدون مراعاة هذه الشروط، فلا تنفع صاحبها شيئا )). (1/283-284)
فائدة/15
((..فالدعوة إلى توحيد الله و اتباع سنة رسول الله صلى الله عليه و سلم ممنوعة في المساجد في المغرب و الجزائر، إلا بإذن من حاكم البلد، وكم من شاب و كهل من الصالحين الدعاة إلى الله منع منها!!
وفي هذه الأيام كتب إلي أحد تلامذتي وهو عبد الواحد بادو، يقول: إنه فضل أن يكون معلما في قرية ليبعد عما في المدن من الفجور، وأخذ يلقي دروسا في مسجد القرية يعلم الناس فيها توحيد الله، فمنعه أمير القرية الذي يسمونه القائد، فجاءه العزل عقابا من الله له لمنعه مساجد الله أن يذكر فيها اسمه وسعيه في خرابها يترك الناس في البدع و الشرك، قال: فلما عزلت عدت إلى الوعظ في المسجد فمنعني نائب الأمير الذي يسمى عندهم الخليفة، فكتب إليه: اختر دكانا واحدا من الذين استجابوا لك واجعله مكانا للدعوة، واقصد السواق مع بعض إخوانك ودور القهوة واتخذها مكانا للدعوة، ولو أن أولئك الحكام يراقبون الداعي فإذا رأوه يدعوا إلى فتنة أو ثورة منعوه، وإذا رأوه يدعوا إلى توحيد الله و اتباع سنة رسول الله صلى الله عليه و سلم أعانوه و نصروه أو على الأقل كفوه شرهم فلا يناله منهم خير ولا شر، لعذرناهم ولكنهم يتركون الدجاجلة يسرحون و يمرحون و ينشرون الشرك و البدع ، ولا يتعرضون لهم بسوء، وإنما يمنعون دعاة التوحيد و السنة، فلا حول ولا قوة إلا بالله )). (1/472-473)
فائدة/16
((فالتحليل و التحريم و الإيجاب و الاستحباب و الكراهة إذا قيدها المتعصب بالمذهب، ولم يبالي بمخالفة الدليل عن النبي صلى الله عليه و سلم، فقد اتخذ ذلك المذهب وثنا معنويا يعبده من دون الله؛ لأن المذهب مجموعة أراء رجال المذهب، وليس بقبة ولا شجر ولا حجر، ولكن لما جعل معيارا للحكم صار وثنا معنويا، يدرك بالعقل، وهكذا يقال فيمن أطاع حزبه في معصية الله، أو ترك الفرائض التي شرعها الله، فذلك الحزب وثن يعبده، والحاصل: أن الحكم لا يكون إلا لله، ومن جعله لغير الله فقد أشرك. )). (1/480)
فائدة/17
((..المشركين الأولين كانوا إذا مسهم الضر وحدوا الله تعالى فلم يدعوا غيره، وإذا كانوا في وقت الرخاء أشركوا به، وعبدوا غيره، أما مشركوا هذا الزمان، فإنهم أجهل و أضل؛ لأنهم مشركون بالله في الشدة وفي الرخاء، ولا يكادون يوحدون الله تعالى في كل حال، فالحمد لله الذي أنقذنا و أخرجنا من الظلمات على النور، نسأله سبحانه أن يديم علينا نعمه، حتى نلقاه غير مبدلين ولا مغيرين ولا فاتنين ولا مفتونين)). (1/511)
فائدة/18
((الرِّبـيُّ في اللغة العبرانية : هو الفقيه العالم التقي )). (1/526)
فائدة/19
(( أفكار المشركين و أقوالهم متشابهة في كل زمان ومكان)). (1/542)
فائدة/20
((..عبّاد القبور و الأضرحة و القباب المزخرفة، شر من عبّاد العجل، لأن العجل له خوار ، وتلك الأضرحة ليس لها خوار، والفريقان كلاهما مشرك بالله، وعبّاد القبور و عباد عجل السامري شر من الوثنيين من أهل الهند الذين يعبدون البقرة الأنثى ، لأن البقرة فيها حياة حقيقة وينتفع الناس بلبنها وأولادها، وكل من عبد غير الله محروم من نعمة العقل)). (1/550)
فائدة/21
((ينبغي للداعي إلى التوحيد إذا جاء قوما مشركين في هذا الزمان ، أن يتلطف في الدعوة فيقيم لهم الدليل تلو الدليل ، على أن ما هم عليه شرك، فإن قالوا له: قد جعلتنا كفارا يقول لهم:أنا أدعوكم إلى ترك هذا العمل الذي عرفتكم حقيقته، ولا أريد أن أسبكم، ولا أن أتنقصكم، فإن تركتم هذه الأعمال أطعتم الله و رسوله صلى الله عليه و سلم و حققتم التوحيد، وغفر الله لكم ما تقدم منها، فمن أصر على الشرك بعد بيان الدليل فلا حرج عليه أن يسميه مشركا إذا رأى المصلحة تقتضي ذلك، وقد جربت هذه الطريقة في بلدان مختلفة فنجحت )). (1/585-586)
فائدة/22
((يحكى أن راعي غنم من أهل البادية في الجزائر، جاءه رجل وهو راجع بغنمه إلى الخيمة قبل غروب الشمس، فقال له: باللغة الجزائرية (( أضياف ربي)) ومعنى ذلك، أنا ضيف الله عندك، فلم يجد بدا من قبوله وكانت أمه من أبخل الناس، فلما أقبل بالغنم على الخيمة رأت أمه معه رجلا آخر، فقالت له: من هذا الرجل الذي معك؟ فقال: ضيف، فغضبت غضبا شديدا، وقالت له: ((يا خاليها يا طاويها)) وعنى ذلك يا أيها المبذر المتلاف الذي سيخلي هذه الخيمة حتى تطوى ولا تنصب، أخوك جاءني بضيف في السنة الماضية، ورأيت ما صنعت به من التنكيل، وإذا بك تأتيني أنت في هذه السنة بضيف آخر، والله لا تأكله لا أنت ولا هو، فتحير الراعي في أمره كيف يطرد هذا الضيف بعدما وصل على الخيمة، فقال الراعي للضيف: كيف تطأ على برنسي بنعليك فقال: ما وطئت عليه، قال: أتكذبني؟ والله لا أكلت طعامي، فهذا الضيف عاجز لا يملك شيئا، والراعي مثله، ضعف الطالب و المطلوب، فهذا مثل يضرب لمن ينزل حاجته بالمخلوق العاجز الفقير )). (1/602-603)
فائدة/23
((..عبّاد القبور و الأضرحة و القباب المزخرفة، شر من عبّاد العجل، لأن العجل له خوار ، وتلك الأضرحة ليس لها خوار، والفريقان كلاهما مشرك بالله، وعبّاد القبور و عباد عجل السامري شر من الوثنيين من أهل الهند الذين يعبدون البقرة الأنثى ، لأن البقرة فيها حياة حقيقة وينتفع الناس بلبنها وأولادها، وكل من عبد غير الله محروم من نعمة العقل)). (2/51-52)
فائدة/24
(( كل من عبد غير الله تعالى فهو فاسد العقل، مختل المزاج ، لا يستطيع أن يقيم دليلا على ما ارتكبه من الشرك فيلتجئ إلى قوله: أنا وجدنا آباءنا على هذا وقد كانوا أحسن منا، وهذه حجة داحضة، وهي حجة المشركين في كل زمان و مكان)). (2/56)
فائدة/25
((كل موحد وإن قَلَّ علمه ، يجد حجة على توحيد الله تعالى يغلب بها أكبر علماء الشرك و التقليد، فمن ذلك أن رجلا من المشركين في صعيد مصر بالريرمون قال لموحد: أنتم وهابية تنكرون معجزات النبي صلى الله عليه و سلم مع أنه حي يصلي في قبره، و الأغوات – وهم خدام المسجد النبوي- يضعون له الماء للوضوء قبل كل صلاة، فقال له الموحد: أنت كفرت بإجماع المسلمين، و تنقصت رسول الله صلى الله عليه و سلم شر تنقص، لأن الوضوء لا يكون إلا عن حدث و النبي صلى الله عليه و سلم منزه عن الحدث بعد أن انتقل إلى الرفيق الأعلى، فاعترف المشرك وقال: أستغفر الله، والحكايات في هذا الباب كثيرة)). (2/67)
فائدة/26
((يجب على كل من قدر على تحطيم ما يعبد من دون الله من القباب و الأحجار و الأشجار أن يقتدي بخليل الله إبراهيم ، وبخليله محمد صلى الله عليه و سلم فكل منهما كسر الأصنام، وقد فعل ذلك الإخوان الموحدون رحمهم الله في الحجاز، فهدموا قبة حمزة رضي الله عنه والقباب التي كانت في البقيع، فجزاهم الله خيرا و أجزل ثوابهم )). (2/68)
فائدة/27
((إن نصر الله للموحدين و إهلاكه للمشركين سنة الله التي قد خلت من قبل، ولن تجد لسنة الله تبديلا، فإذا لم ينتصر الموحدون، وطال عليهم زمان غلبت أعدائهم فاعلم أن توحيدهم ضعيف، وإيمانهم ناقص، فإن الله وعد كل من نصر دين الحق بالنصر، فقال الله تعالى في سورة محمد صلى الله عليه و سلم: {إن تنصروا الله ينصركم و يثبت أقدامكم والذين كفروا فتعسا لهم و أضل أعمالهم} وقال تعالى في سورة المؤمن: {إن لننصر رسلنا و الذين آمنوا في الحياة الدنيا يوم يقوم الأشهاد} اللهم اجعلنا ممن نصر دينك ونصرته )). (2/69)
فائدة/28
((المسلم لا يجوز له أن يقيم في بلد لا يستطيع أن يعلن فيه توحيد الله و البراءة من الشرك و أهله، وقد ضمن الله سبحانه و تعالى لكل موحد صادق أن يهيئ له مكانا في هذه الأرض الواسعة يستطيع أن يحقق فيه توحيد الله تعالى، فعليه أن يسعى بجد، والله لا يخلف الميعاد )). (2/158)
فائدة/29
((تجادلت امرأتان منذ مدة قريبة وهما مغربيتان، إحداهما موحدة والأخرى مشركة، وكانتا جالستين في المسجد لنبوي، فقالت الموحدة للمشركة: لا ينبغي لك أن تستغيثي بنبي أو لا بصالح، بل يجب عليك أن تستغيثي بالله وحده، فلم تقبل المشركة، ورأت أن عدم الاستغاثة بالأنبياء و الصالحين يحطُّ من قدرهم، لأن مقامهم عند الله عال، فقالت الموحدة للمشركة: ارتضين أن يتزوج عنك زوجك امرأة أخرى؟ فقالت: لا ثم لا. فقالت لها:أليس ذلك حلالا في دين الإسلام؟! فقالت: بلى، ولكنني لا أرضى بذلك، لأن ذلك يدل على أنني لا أملا عينه ولا أكفي رغبته، فقالت الموحدة: فكيف ترضين لله رب العالمين، ما لا ترضينه لنفسك؟! فإن من دعا غير الله لم يكفه الله، فتأملت المرات المشركة كلام الموحدة ففقهت و اعترفت بخطئها، ولله المثل العلى)). (2/164-165)
فائدة/30
((التوكل: هو الاعتماد بالقلب على الله وحده في جلب كل محبوب ودفع كل مكروه، فطالب العلم يبذل جهده في التعلم، ولا يتوكل على جهده بل يتوكل على الله في بلوغ النجاح، و الزارع يبذل كل جهده في الحرث و إصلاح التربة، واستعمال المخصبات، ولا يتكل على ذلك، بل على الله وحده، فإن من اعتمد على حوله و قوته وكله الله إلى نفسه )). (2/180)
فائدة/31
((وهنا نكتة يجب التنبيه عليه وهي أن كل من دعاه الإنسان لجلب خير أو دفع ضر، فقد عبده و اتخذه شريكا مع الله، نبه الله على ذلك بقوله : {ويوم القيامة يكفرون بشرككم} ولم يقل: بدعائكم، ليبين لعباده أن دعاء غير الله شرك)). (2/196)
فائدة/32
((خطأ مطبعي في قوله -جل وعلا-: {قال يا ليت قومي [ بما ] يعلمون} ، فزيادة [بما] تكون في الآية التي بعدها وهي قوله تعالى: {
[ بما ] غفر لي ربي وجعلني من المكرمين} فلينتبه لذلك الخطأ في تداخل الحروف، والله الموفق)). (2/199)
فائدة/33
((..ومن جعل الحكم لغيره في الجزاء أو التشريع فقد اتخذه إلهًا من دون الله )). (2/239)
فائدة/34
((التحسين و التقبيح فيما ينسب على الله من الصفات، وما ينفى عنه لا يكون إلا من طريق الشرع، أي: الكتاب و السنة، فما استحسنه الله تعالى و رسوله صلى الله عليه و سلم، فهو الحسن، و إن لم تستحسنه عقول بعض الناس، وما استقبحه الله تعالى و رسوله ، فهو القبيح و إن استحسنته عقول بعض الناس، )). (2/281)
فائدة/35
((الأحقاف اسمها في هذا الزمان حضر موت، واسمها أيضا جنوب اليمن، ومقر الحكم فيها عدن، نسأل الله أن يطهرها من الشيوعية )). (2/291-292)
فائدة/36
(( يجب على كل مسلم أن يعلم معنى لا إله إلا الله، ويعتقده بقلبه، وقولها بلسانه، ويعمل بمقتضاها، و إلا فليس من أهلها ولو قالها في كل اليوم ألف مرة )). (2/295-296)
فائدة/37
((..التوسل بالأشخاص و الإقسام بهم على الله تعالى فهو بدعة)). (2/319)
فائدة/38
(( من والى العدو فهو عدو)). (2/326)
فائدة/39
((وهؤلاء الرؤساء المتبعون عليهم من الواجبات ما ليس على غيرهم، فإن استقاموا استقام أتباعهم ، وإن انحرفوا انحرف أتباعهم )). (2/360)
فائدة/40
((..وإذا رسخت عقيدة التوحيد في القلوب لن يستطيع أحد أن يزلزلها)). (2/361)
فائدة/41
((كل مبتدع يحرف القرآن و السنة لنصر بدعته)). (3/16)
فائدة/42
((فاتباع غير المعصوم لابد له من دليل و إلاَّ كان تقليدا، والتقليد في دين الله حرام بالنسبة لمن عنده من العلم ما يميز به بين الحق و الباطل، أما إذا كان عاميا صرفا فيجب عليه أن يسأل أهل العلم بالكتاب و السنة الذين يثق بدينهم و أمانتهم، ولا يجوز أن يتقيد بمذهب)). (3/37)
فائدة/43
((..والطاعة للأمراء إنما تكون في المعروف، لأن الأمراء غير معصومين، فقد ينطقون عن الهوى، فإذا أمروا بمعصية الله فلا طاعة لهم )). (3/43)
فائدة/44
((الشباب أكثر استفادة و فهما للدعوة من الشيوخ )). (3/43)
فائدة/45
((وقد تنازع الصحابة في كثير من مسائل الأحكام وهم سادة المؤمنين و أكمل الأمة إيمانا، ولكن بحمد الله لم يتنازعوا في مسألة واحدة من مسائل الأسماء و الصفات و الأفعال،.. )). (3/50)
فائدة/46
((..جميع البلدان الإسلامية التي ترك أهلها شريعة الرسول صلى الله عليه و سلم في غاية ما يكون من الشقاء )). (3/77)
فائدة/47
((والإسلام يربح بالسلم أكثر مما يربح بالحرب)). (3/80)
فائدة/48
((و الشعر سلاح حاد يفتك بالأعداء أكثر من فتك السيوف )). (3/98)
فائدة/49
((كل من يدعوا إلى توحيد الله بصدق و إخلاص يعطيه الله تعالى كرامات لا حدّ لها )). (3/110)
فائدة/50
((للدين مصدران اثنان، فهما عينان نضختان، فيهما الهدى و النور و السعادة الأبدية، فمن أعرض عنهما خاب و خسر، ألا وهما: كتاب الله وسنة رسوله ولا ثالث لهما، فمن اتبع رأي شخص غير النبي صلى الله عليه و سلم وقلده أمر دينه ولم يطالبه بدليل؛ لأنه بالغ في تعظيمه حتى جعل رأيه مغنيا عن كتاب الله و سنة رسوله، فقد اتخذ من دون الله وليا وأشرك به في عبادته فحبط عمله، وهذا ينطبق على غلاة المتمذهبين وأصحاب الطرائق القدد والمتحزبين في هذا الزمان، أحزابا سياسية ينطح بعضها بعضا وكلهم خاسرون )). (3/136)
فائدة/51
((قوله تعالى { واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة} على تفسير ابن عباس؛ يبين لنا أن كل قوم سكتوا على المنكر، كالتبرج و الزنى و أكل الربا و الحكم بغير ما انزل الله وشرب الخمر و صنعها وبيعها، و أعظم من ذلك: بناء القباب على القبور، وعبادتها بالذبح و النذر، و الطواف بها و إقامة المواسم عليها، والرشوة، وعدم نصر المظلوم، يعمهم الله بعذابه)). (3/157)
فائدة/52
((البحث مع المقلد كالكلام مع البهيمة، بل بعض البهائم يفهم ما يقال له ويستجيب إذا دعي، كالكلب المعلم و القرد، والمقلد لا يكاد يفهم ولا يجيب )). (3/174)
فائدة/53
((الإمعة:هو الغمر المقلد الذي لا يفكر بعقله، ولا يميز الهدى من الضلال، وإنما يتبع غيره بدون دليل و لا برهان، قال ابن مسعود: ((كنا نعد الإمعة في الجاهلية الذي يتبع القوم إذا دعوا إلى وليمة دون أن يكون هو مدعوّاً ، وهو فيكم المحقب دينه الرجال))، أي: الذي يجعل دينه كالحقيبة و يضعه على رجل يقلده لا يعرف صوابه من خطئه)). (3/309-310)
فائدة/54
((..فلا عجب إذا غلبت خمسة عشرة مليونا-وهو عدد اليهود في الدنيا كلها- سبعمائة مليون يدّعون الإسلام و يحكمون بغير ما أنزل الله علانية، وقد بان لهم البرهان في الهزائم المتوالية عليهم ، وفي ذلتهم وهوانهم على الناس لو كان يعقلون، فنسأل الله أن يبصرهم من العمى ، ويهديهم من الضلال )). (3/345)
فائدة/55
((هذه الشعوب التي تدعي الإسلام قد نبذت كتاب الله وراء ظهورها، وآمنت بالتشبه بالأجانب واتخاذهم أربابا، واقتباس قوانينهم وعاداتهم، فما زادتهم إلا خبالا، فهم أحقر الناس و أخسر الناس و أفقر الناس، وإن كانت الأموال الكثيرة بأيديهم )). (4/115)
فائدة/56
((من قرأ القرآن لوجه الله على الطريقة التي قرأه عليها أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم، لابد أن يخشع عند سماعه و أن يعمل به و أن يتحاكم إليه ويحكمه و يتأدب بأدبه ويستضيء بنوره، أما الذي لم يؤمن به ولم يقرأه لله ولا على طريقة أصحاب رسول الذين كانوا إذا تعلموا عشر آيات لم يتجاوزوهن حتى يعرفوا معناهن و العمل بهن، بل قرأه ليأكل به أو ليفخر به، فهو جدير أن لا يتدبر آياته ولا يخشع ولا يتذكر و لا يتأثر، وهذه حال أكثر قرائه في هذا الزمان – لا كثرهم الله – فإن كثرتهم تجلب غضب الله و تكثر من معصية الله و تبعد عن طاعة الله ، و المقلدون لا ينتفعون بالقرآن ولو فهموا معناه؛ لأنهم لا يعملون به إلا إذا وافق مقلدهم و مذهبهم)). (4/172)
فائدة/57
(( كل من بلغته دعوة محمد صلى الله عليه و سلم على وجهها و عرفها حق المعرفة ثم تنكّر لها ونبذها وراءه و استبدلها بالقوانين والأعراف و العادات التي لم تنزل من السماء وإنما جاءت من الأرض، فهو محاد لله و لرسوله ولابد أن يكون من الأذلين لا من الأذلاء فقط بل من الأذلين، أي أذل أهل عصره، وأنت إذا تأملت حال المسلمين في الوقت الحاضر وعددهم سبع مائة مليون تحدهم أذل الناس، { وتمت كلمة ربك صدقا وعدلا لا مبدل لكلماته وهو السميع العليم} )). (4/176-177)
فائدة/58
((لا يحتج مبطل بآية أو حديث صحيح على باطله إلا وفي ذلك الدليل ما يدل على نقيض قوله)). (5/73)
فائدة/59
((ولم اذكر القِدم في صفات الله تعالى، ولم أصفه بالقديم، لأن هاتين الكلمتين مبتدعتان من عبارات أهل الكلام و المتفلسفة، وصفات الله تعالى غنية عن عباراتهم بألفاظ الكتاب و السنة، فقولنا في حقه سبحانه: هو الأول بلا بداية، الآخر بلا نهاية، يغنينا عن عباراتهم؛ لأن القدم يتصف به المخلوق الذي وجد منذ زمان بعيد، ونحن لا نصف الله تعالى إلا بما وصف به نفسه، أو وصفه به رسوله صلى الله عليه و سلم)). (5/330)
فائدة/60
((..أنكر السلف على من أخرج الأعمال من الإيمان إنكارا شديدا.. )). (6/73)
فائدة/61
((نقل الشيخ مشهور حسن سلمان - عفا الله عنه - في حاشية رقم (6) كلاما للكشميري في مسألة أعمال الجوارح و تعلقها بالإيمان وجودا وعدما كما في ((فيض الباري)) (1/53-54) ومفاد قوله أن أهل السنة و الجماعة قالوا: "إن الأعمال أيضا لا بد منها، لكن تاركها مُفَسَّقٌ، لا مُكَفَّرٌ.." ثم جعل أهل السنة و الجماعة في هذا الباب فرقتين :فرقة أهل الحديث و فرقة أكثر الفقهاء و المتكلمين و الإمام أبو حنيفة..وأن قولههم وقول أهل الحديث اللذين جعلوا الإيمان مركب من الأعمال خلاف في التعبير إذا كلهم متفقون على أن فاقد التصديق كافر!..وهذا القول رده العلماء لأنه مبني على عقيدة الإرجاء، قد أخطأ الشيخ مشهور في نقله هذا لأنه يوافق مذهب المرجئة ، ولمزيد من البيان ينظر: () )). (6/100-101)
فائدة/62
(( نقل الشيخ تقي الدين الهلالي من حاشية على بلوغ المرام لأحمد حسن الدهلوي ومما جاء فيها: ..أخرج أحمد و ابن ماجه عن جرير بن عبد الله البجلي بسند صحيح: ((كنا نعد الاجتماع على إلى أهل الميت وصنعة الطعام بعد دفنه من النياحة؟)) . وجرير بن عبد الله بن جابر البجلي صحابي مشهور، فقوله : ((كنا نعد)) في حكم الحديث المرفوع، فيا عجبا للعلماء الذين لا ينهون الناس عما شاع في هذا الزمان من الاجتماع عند أهل الميت و أهل الطعام عنده )). (6/191)
فائدة/63
((قول ابن عباس: ((ما بغت امرأة نبي قط)) أي ما زنت، وخيانة امرأة نوح و امرأة لوط المذكورتين في سورة التحريم ليس معناها الزنى، وإنما هي عدم الإيمان و عدم طاعة زوجيهما نوح لوط عليهما السلام )). (6/231)
فائدة/64
(( وقد بلغ السيل الزُّبَى، واتسع الخرق على الراقع في هذا الزمان، ومحيت الغيرة و الشرف في قلوب الرجال، وأصبح أكثرهم ديوثين، وفي الحديث الصحيح قال : رسول الله صلى الله عليه و سلم (( لا يدخل الجنة ديوث)).اهـ. وهو جدير بذلك، فإذا ذهب الدين و العرض فلا خير في الحياة )). (6/233)
-----
قال عبد الحق آل أحمد الجزائري
– غفر الله ذنبه وستر عيبه -
فرغت من تدوين هذه الفوائد ليلة الاثنين من رمضان 1429 هـ المصادف لـ: 29 سبتمبر 2008م .
أسأل الله تعالى و أرجوه أن يجعل ما جمعته في ميزان أعمالي، وأن ينفعني بها في الحياة و بعد الممات.آمين..
وصلى الله و سلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين..
[64] فائدة من كتاب ((( سبيل الرشاد في هدي خير العباد ))) للشيخ العلامة الدكتور محمد تقي الدين الهلالي رحمه الله تعالى
الحمد لله والصلاة و السلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه و والاه، أما بعد:
فهذه بعض الفوائد المنتقاة جمعتها أثناء القراءة – في رمضان - من كتاب ( سبيل الرشاد في هدي خير العباد ) للشيخ العلامة الدكتور محمد تقي الدين الهلالي المغربي - رحمه الله تعالى وأجزل له الثواب – أنقلها للإخوة الكرام عسى الله - تعالى - أن ينفعني بها و القاري، وقد اعتمدت فيها على الطبعة الأولى للدار الأثرية بالأردن سنة1427هـ-2006م، بتعليق وتقديم الشيخ مشهور حسن سلمان – سدده الله-، أسأل الله تعالى أن يوفق الجميع لما يحبه ويرضاه، والله ولي التوفيق.
-----
فائدة/01
قال الشيخ مشهور حسن سلمان في حاشية 2: للهلالي تقريظ لهذا الكتاب [يقصد كتاب (تيسير العلي القدير لاختصار تفسير ابن كثير)]منشور في أوله ، ومما قال فيه عن مؤلفه شيخنا الرفاعي – رحمه الله تعالى - : ((أخونا العالم السلفي المحقق الأستاذ الشيخ محمد نسيب الرفاعي، رفع الله في الدارين درجته، وأجزل فيها مثوبته)). وقال عن (اختصاره): ((جاء (اختصاره) طبق ما يؤمله كل طالب علم، موزونا بقسطاس مستقيم )). (سبيل الرشاد:1/16-17)
فائدة/02
((كنت أظن أن ابن الأثير سلفي العقيدة بريء من التعطيل والتجهم لأني رأيت من المتأخرين من المشتغلين ينقلون من كتابه شرح غريب الحديث، لوما رأيت شرحه لأسماء الله الحسنى وجدته من شرار الجهمية المعطلة،...)). (6/269)
فائدة/03
((ومن سوء حظ العرب في هذا الزمان عموم الجهل و التقليد فيهم، وسيرهم على صراط معوج؛ لأنهم لا يعتبرون العلم، وإنما يعتبرون الشهادات المزيفة، التي يحصل عليها كثير من الدواب، فيتسلمون أعلى المراتب في الجامعات، وهم صم بكم عمي،..)) .(3/18-19)
فائدة/04
(( لما حصر الفرنسيون مدينة فاس في عهد السلطان عبد الحفيظ، استنصر الجهال بالإمام إدريس بن عبد الله رحمه الله، فعاقب الله جميع المغاربة بالخذلان و الهزيمة، وانتصر عليهم الفرنسيون، وحكموا بلادهم ثلاثا و أربعين سنة، وهذا جزاء من يستنصر بغير الله )).(2/202)
فائدة/05
((من سوء حظنا في هذا الزمان اننا نرى أوثانا لها بيوت و أفنية يذبح لها و يطاف بها، وتقبل ويتمسح بها بقصد التبرك أكثر مما كان عند العرب، ونحن عاجزون عن هدمها، لأن عبادها لا يزال عددهم كثيرا، ولكن نستطيع القضاء عليها إذا وفقنا الله بدعوة الناس إلى هجرها والكفر بها، فيطول عليها الزمان فتتهدم من تلقاء نفسها، ويستريح الناس من شرحها)). (2/311)
فائدة/06
(( إن الذبح بقصد التعظيم عبادة، فمن ذبح على قبة، أو قبر ، أو شجرة، أو حجر، أو عين ماء، أو ذبح للجنية عائشة قندشية، أو زميلتها مسعودة، أو للشيخ جمعة –وهو اسم جني يعبده جهال مصريين-، أو لميمون بن شمهروش-وهو من معبودات المغاربة-، أو ذبح للجن بدون تعيين بعد نهاية بناء دار لئلا يؤذوه، أو ذبح على أهل بيت ليزوجوه ابنتهم، كل ذلك شرك و كفر، وأكل تلك الذبيحة حرام؛ لأن كل ذلك مما أهل به لغير الله وإن ذكر اسم الله عليه؛ لأن الأعمال إنما بالنيات وهم قصدوا تعظيم تلك البقعة بالذبح )). (1/47)
فائدة/07
((و الجهال من أهل هذا الزمان بالأبسط على الأسهل، و الببسيط عن السهل أو القليل، ويزيدون على ذلك جهلا فيقولون: بسّط الشيء- بتشديد السين-، بمعنى سهّله! ويقولون: قواعد النحو المبّسطة، وكل ذلك ضلال، فإن (بسّط) – بالتشديد-معناه: كثرة التوسيع، كقتل وقتّل-بالتشديد-)). (1/502-505)
فائدة/08
(( الذين يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم في هذا الزمان، أصناف:
أولهم : المرتدون الذين كفروا بالله تقليدا لدعاية كاذبة خاطئة وهذه الدعاية شائعة في البلدان التي كان أهلها متمسكين بالإسلام في الأزمنة الغابرة في آسية و إفريقية، وحاصلها أن الإسلام إن كان صالحا في الزمن الماضي لترقية الشعوب وأخذ نصيبها من القوة المادية و تحصيل المعيشة السعيدة ، والسيادة الكاملة ، فإنه في هذا الزمان لا يتفق مع الأخذ بأسباب الحضارة و الرقي...
وثانيهم: المدَّعون للإسلام بألسنتهم مع عدم تطبيقه لا عقيدة ولا عبادة ولا حكما فهؤلاء يدعون الإسلام بأقوال مجردة: والدعاوي ما لم يقيموا عليه..بينات أبناءها أدعياء.
وثالثهم: الأعداء الخارجيون وهم الأعداء من النصارى في أروبا و أمريكا، والمتعصبون من الوثنين في الهند و غيرها من الأمم الوثنية، ونجن نسمع المذابح التي تجري على في أنحاء الهند وفي الفليبين وفي إيريتيا.
رابعهم: علماء السوء الذين باعوا دينهم بدين غيرهم، وكتموا الحق وغشوا شعوبهم جريا وراء الحطام، فضيعوا الدين و لم يدركوا الدنيا، وهذه الأصناف تبذل جهودها لإطفاء ما بقي من نور الإسلام، وليس الإسلام بملوم؛ لأنه قد اسعد من تمسك به وخلف كنوزا عظيمة من الآثار و العلم و المعرفة التي لا يجحدها إلا من يجحد الشمس المشرقة في يوم الصحو ومضى حميدا.
تلك آثارنا تدل علينا..فانظروا بعدنا إلى الآثار )). (2/331-332)
فائدة/09
(( والمسلمون في هذا الزمان هم أكبر مانع لغيرهم من الدخول في الإسلام، لعدم تمسكهم بالإسلام، وانحرافهم عن جادتهم، وبعدهم عن أخلاقه.. )). (1/236)
فائدة/10
((قال الشيخ مشهور حسن سلمان عن دفاع الشيخ محمد تقي الدين الهلالي عن دعوة الإمام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى: ولشاعرنا الهلالي قصيدة مهم في هذا الباب، مطلعها:
نسبوا إلى الوهاب خير عبادة..يا حبذا نسبي على الوهاب
الله أنطقهم بحق واضح..وهم أهالي فرية و كذاب
أكرم بها من فرقة سلفية..سلكت محجة سنة وكتاب
وهي التي قصد النبي بقوله..هي ما عليه أنا وكل صحابي
قد غاظ عباد القبور و رهطهم..توحيدنا لله دون تحاب
عجزوا عن البرهان أن يجدوه إذ..فزعوا لسرد شتائم و سباب)). (1/66)
فائدة/11
((قال الشيخ مشهور حسن سلمان: ويجعل الهلالي سر وعزّ سؤدد المسلمين: التوحيد و الإتباع، وذكر في كتابنا (3/132-133) قصة وقعت لعمر بن عبد العزيز، وأنه قضى فيها على حال، وبلغه عروة بن الزبير أن النبي صلى الله عليه و سلم قضى فيها بشيء آخر، فرجع إلى قضاء رسول الله صلى الله عليه و سلم، قال: "في هذه القصة فائدة جليلة وهي أن ملوك المسلمين في ذلك الزمان كانوا يذعنون للحق و يفرحون به و ينفذونه، ولم يكن العلماء يهابونهم إذا أخطؤوا في الحكم أن يعلموهم بخطئهم ". وقال على إثر ذلك(3/134): " وهذا يفسر لنا ما أدركه المسلمون في ذلك الزمان من العزة والسؤدد، فأين هي الديموقراطية التي يتبجح بها أهل هذا الزمان؟ لا جرم لو أن قاضيا من قضاة العصور المتأخرة حكم بحكم، فجاءه عالم، وأخبره بخطئه، لكان نصيب ذلك العالم أن يسمع منه ما يكره، هذا إذا لم يأمر بحبسه، وهذا إذا اعترض على قاض فقط، فكيف بمن هو فوقه من الرؤساء، كوزير العدل؟!فضلا عن رئيس الدولة؟!")). (1/67)
فائدة/12
((..النصر لا يأتي إلا من الله، ولا ينبغي للمؤمن أن يطلبه إلا من الله، فإن طلبه من غير خاب وخسر، ولم يظفر به أبدا، ولهذا ترى المشركين في هذا الزمان يتعلقون بالأروبيين ويطلبون منهم السلاح، ويتعلمون استعماله منهم، ويظنون أن ذلك كل شيء، ولم ينفعهم ذلك شيئا، ولن ينصروا أبدا، إلا إذا رجعوا إلى كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه و سلم، وحكّموا شريعة الله، وقد مضت عليهم مئات السنين وهم يجربون طريقهم العقيم، فما حصدوا إلا الخيبة و الخسران، ولو جربوا طريق الحق سنة واحدة لطلع عليه فجر السعادة، وذهب نحسهم وظهر سعدهم {والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم})). (1/446)
فائدة/13
((اعلم – وفقني الله و إياك لمعرفة الحق و التمسك به-أن لا إله إلا الله لا تنفع أحدا إلا إذا قالها وهو عالم بمعناها عامل بمقتضاها)). (1/449)
فائدة/14
((قول النبي صلى الله عليه و سلم: (ما من عبد قال: لاإله إلا الله، ثم مات على ذلك، إلا دخل الجنة) يجب أن يقيد بما دلت عليه الأدلة الأخرى، ويفهم منها شروط ثلاثة: أولها:أن يقولها بلسانه ، إن كان قادرا. ثانيها:أن يعرف معناها و يعتقده بقلبه.ثالثها: أن يعمل بمقتضاها. أما قولها بدون مراعاة هذه الشروط، فلا تنفع صاحبها شيئا )). (1/283-284)
فائدة/15
((..فالدعوة إلى توحيد الله و اتباع سنة رسول الله صلى الله عليه و سلم ممنوعة في المساجد في المغرب و الجزائر، إلا بإذن من حاكم البلد، وكم من شاب و كهل من الصالحين الدعاة إلى الله منع منها!!
وفي هذه الأيام كتب إلي أحد تلامذتي وهو عبد الواحد بادو، يقول: إنه فضل أن يكون معلما في قرية ليبعد عما في المدن من الفجور، وأخذ يلقي دروسا في مسجد القرية يعلم الناس فيها توحيد الله، فمنعه أمير القرية الذي يسمونه القائد، فجاءه العزل عقابا من الله له لمنعه مساجد الله أن يذكر فيها اسمه وسعيه في خرابها يترك الناس في البدع و الشرك، قال: فلما عزلت عدت إلى الوعظ في المسجد فمنعني نائب الأمير الذي يسمى عندهم الخليفة، فكتب إليه: اختر دكانا واحدا من الذين استجابوا لك واجعله مكانا للدعوة، واقصد السواق مع بعض إخوانك ودور القهوة واتخذها مكانا للدعوة، ولو أن أولئك الحكام يراقبون الداعي فإذا رأوه يدعوا إلى فتنة أو ثورة منعوه، وإذا رأوه يدعوا إلى توحيد الله و اتباع سنة رسول الله صلى الله عليه و سلم أعانوه و نصروه أو على الأقل كفوه شرهم فلا يناله منهم خير ولا شر، لعذرناهم ولكنهم يتركون الدجاجلة يسرحون و يمرحون و ينشرون الشرك و البدع ، ولا يتعرضون لهم بسوء، وإنما يمنعون دعاة التوحيد و السنة، فلا حول ولا قوة إلا بالله )). (1/472-473)
فائدة/16
((فالتحليل و التحريم و الإيجاب و الاستحباب و الكراهة إذا قيدها المتعصب بالمذهب، ولم يبالي بمخالفة الدليل عن النبي صلى الله عليه و سلم، فقد اتخذ ذلك المذهب وثنا معنويا يعبده من دون الله؛ لأن المذهب مجموعة أراء رجال المذهب، وليس بقبة ولا شجر ولا حجر، ولكن لما جعل معيارا للحكم صار وثنا معنويا، يدرك بالعقل، وهكذا يقال فيمن أطاع حزبه في معصية الله، أو ترك الفرائض التي شرعها الله، فذلك الحزب وثن يعبده، والحاصل: أن الحكم لا يكون إلا لله، ومن جعله لغير الله فقد أشرك. )). (1/480)
فائدة/17
((..المشركين الأولين كانوا إذا مسهم الضر وحدوا الله تعالى فلم يدعوا غيره، وإذا كانوا في وقت الرخاء أشركوا به، وعبدوا غيره، أما مشركوا هذا الزمان، فإنهم أجهل و أضل؛ لأنهم مشركون بالله في الشدة وفي الرخاء، ولا يكادون يوحدون الله تعالى في كل حال، فالحمد لله الذي أنقذنا و أخرجنا من الظلمات على النور، نسأله سبحانه أن يديم علينا نعمه، حتى نلقاه غير مبدلين ولا مغيرين ولا فاتنين ولا مفتونين)). (1/511)
فائدة/18
((الرِّبـيُّ في اللغة العبرانية : هو الفقيه العالم التقي )). (1/526)
فائدة/19
(( أفكار المشركين و أقوالهم متشابهة في كل زمان ومكان)). (1/542)
فائدة/20
((..عبّاد القبور و الأضرحة و القباب المزخرفة، شر من عبّاد العجل، لأن العجل له خوار ، وتلك الأضرحة ليس لها خوار، والفريقان كلاهما مشرك بالله، وعبّاد القبور و عباد عجل السامري شر من الوثنيين من أهل الهند الذين يعبدون البقرة الأنثى ، لأن البقرة فيها حياة حقيقة وينتفع الناس بلبنها وأولادها، وكل من عبد غير الله محروم من نعمة العقل)). (1/550)
فائدة/21
((ينبغي للداعي إلى التوحيد إذا جاء قوما مشركين في هذا الزمان ، أن يتلطف في الدعوة فيقيم لهم الدليل تلو الدليل ، على أن ما هم عليه شرك، فإن قالوا له: قد جعلتنا كفارا يقول لهم:أنا أدعوكم إلى ترك هذا العمل الذي عرفتكم حقيقته، ولا أريد أن أسبكم، ولا أن أتنقصكم، فإن تركتم هذه الأعمال أطعتم الله و رسوله صلى الله عليه و سلم و حققتم التوحيد، وغفر الله لكم ما تقدم منها، فمن أصر على الشرك بعد بيان الدليل فلا حرج عليه أن يسميه مشركا إذا رأى المصلحة تقتضي ذلك، وقد جربت هذه الطريقة في بلدان مختلفة فنجحت )). (1/585-586)
فائدة/22
((يحكى أن راعي غنم من أهل البادية في الجزائر، جاءه رجل وهو راجع بغنمه إلى الخيمة قبل غروب الشمس، فقال له: باللغة الجزائرية (( أضياف ربي)) ومعنى ذلك، أنا ضيف الله عندك، فلم يجد بدا من قبوله وكانت أمه من أبخل الناس، فلما أقبل بالغنم على الخيمة رأت أمه معه رجلا آخر، فقالت له: من هذا الرجل الذي معك؟ فقال: ضيف، فغضبت غضبا شديدا، وقالت له: ((يا خاليها يا طاويها)) وعنى ذلك يا أيها المبذر المتلاف الذي سيخلي هذه الخيمة حتى تطوى ولا تنصب، أخوك جاءني بضيف في السنة الماضية، ورأيت ما صنعت به من التنكيل، وإذا بك تأتيني أنت في هذه السنة بضيف آخر، والله لا تأكله لا أنت ولا هو، فتحير الراعي في أمره كيف يطرد هذا الضيف بعدما وصل على الخيمة، فقال الراعي للضيف: كيف تطأ على برنسي بنعليك فقال: ما وطئت عليه، قال: أتكذبني؟ والله لا أكلت طعامي، فهذا الضيف عاجز لا يملك شيئا، والراعي مثله، ضعف الطالب و المطلوب، فهذا مثل يضرب لمن ينزل حاجته بالمخلوق العاجز الفقير )). (1/602-603)
فائدة/23
((..عبّاد القبور و الأضرحة و القباب المزخرفة، شر من عبّاد العجل، لأن العجل له خوار ، وتلك الأضرحة ليس لها خوار، والفريقان كلاهما مشرك بالله، وعبّاد القبور و عباد عجل السامري شر من الوثنيين من أهل الهند الذين يعبدون البقرة الأنثى ، لأن البقرة فيها حياة حقيقة وينتفع الناس بلبنها وأولادها، وكل من عبد غير الله محروم من نعمة العقل)). (2/51-52)
فائدة/24
(( كل من عبد غير الله تعالى فهو فاسد العقل، مختل المزاج ، لا يستطيع أن يقيم دليلا على ما ارتكبه من الشرك فيلتجئ إلى قوله: أنا وجدنا آباءنا على هذا وقد كانوا أحسن منا، وهذه حجة داحضة، وهي حجة المشركين في كل زمان و مكان)). (2/56)
فائدة/25
((كل موحد وإن قَلَّ علمه ، يجد حجة على توحيد الله تعالى يغلب بها أكبر علماء الشرك و التقليد، فمن ذلك أن رجلا من المشركين في صعيد مصر بالريرمون قال لموحد: أنتم وهابية تنكرون معجزات النبي صلى الله عليه و سلم مع أنه حي يصلي في قبره، و الأغوات – وهم خدام المسجد النبوي- يضعون له الماء للوضوء قبل كل صلاة، فقال له الموحد: أنت كفرت بإجماع المسلمين، و تنقصت رسول الله صلى الله عليه و سلم شر تنقص، لأن الوضوء لا يكون إلا عن حدث و النبي صلى الله عليه و سلم منزه عن الحدث بعد أن انتقل إلى الرفيق الأعلى، فاعترف المشرك وقال: أستغفر الله، والحكايات في هذا الباب كثيرة)). (2/67)
فائدة/26
((يجب على كل من قدر على تحطيم ما يعبد من دون الله من القباب و الأحجار و الأشجار أن يقتدي بخليل الله إبراهيم ، وبخليله محمد صلى الله عليه و سلم فكل منهما كسر الأصنام، وقد فعل ذلك الإخوان الموحدون رحمهم الله في الحجاز، فهدموا قبة حمزة رضي الله عنه والقباب التي كانت في البقيع، فجزاهم الله خيرا و أجزل ثوابهم )). (2/68)
فائدة/27
((إن نصر الله للموحدين و إهلاكه للمشركين سنة الله التي قد خلت من قبل، ولن تجد لسنة الله تبديلا، فإذا لم ينتصر الموحدون، وطال عليهم زمان غلبت أعدائهم فاعلم أن توحيدهم ضعيف، وإيمانهم ناقص، فإن الله وعد كل من نصر دين الحق بالنصر، فقال الله تعالى في سورة محمد صلى الله عليه و سلم: {إن تنصروا الله ينصركم و يثبت أقدامكم والذين كفروا فتعسا لهم و أضل أعمالهم} وقال تعالى في سورة المؤمن: {إن لننصر رسلنا و الذين آمنوا في الحياة الدنيا يوم يقوم الأشهاد} اللهم اجعلنا ممن نصر دينك ونصرته )). (2/69)
فائدة/28
((المسلم لا يجوز له أن يقيم في بلد لا يستطيع أن يعلن فيه توحيد الله و البراءة من الشرك و أهله، وقد ضمن الله سبحانه و تعالى لكل موحد صادق أن يهيئ له مكانا في هذه الأرض الواسعة يستطيع أن يحقق فيه توحيد الله تعالى، فعليه أن يسعى بجد، والله لا يخلف الميعاد )). (2/158)
فائدة/29
((تجادلت امرأتان منذ مدة قريبة وهما مغربيتان، إحداهما موحدة والأخرى مشركة، وكانتا جالستين في المسجد لنبوي، فقالت الموحدة للمشركة: لا ينبغي لك أن تستغيثي بنبي أو لا بصالح، بل يجب عليك أن تستغيثي بالله وحده، فلم تقبل المشركة، ورأت أن عدم الاستغاثة بالأنبياء و الصالحين يحطُّ من قدرهم، لأن مقامهم عند الله عال، فقالت الموحدة للمشركة: ارتضين أن يتزوج عنك زوجك امرأة أخرى؟ فقالت: لا ثم لا. فقالت لها:أليس ذلك حلالا في دين الإسلام؟! فقالت: بلى، ولكنني لا أرضى بذلك، لأن ذلك يدل على أنني لا أملا عينه ولا أكفي رغبته، فقالت الموحدة: فكيف ترضين لله رب العالمين، ما لا ترضينه لنفسك؟! فإن من دعا غير الله لم يكفه الله، فتأملت المرات المشركة كلام الموحدة ففقهت و اعترفت بخطئها، ولله المثل العلى)). (2/164-165)
فائدة/30
((التوكل: هو الاعتماد بالقلب على الله وحده في جلب كل محبوب ودفع كل مكروه، فطالب العلم يبذل جهده في التعلم، ولا يتوكل على جهده بل يتوكل على الله في بلوغ النجاح، و الزارع يبذل كل جهده في الحرث و إصلاح التربة، واستعمال المخصبات، ولا يتكل على ذلك، بل على الله وحده، فإن من اعتمد على حوله و قوته وكله الله إلى نفسه )). (2/180)
فائدة/31
((وهنا نكتة يجب التنبيه عليه وهي أن كل من دعاه الإنسان لجلب خير أو دفع ضر، فقد عبده و اتخذه شريكا مع الله، نبه الله على ذلك بقوله : {ويوم القيامة يكفرون بشرككم} ولم يقل: بدعائكم، ليبين لعباده أن دعاء غير الله شرك)). (2/196)
فائدة/32
((خطأ مطبعي في قوله -جل وعلا-: {قال يا ليت قومي [ بما ] يعلمون} ، فزيادة [بما] تكون في الآية التي بعدها وهي قوله تعالى: {
[ بما ] غفر لي ربي وجعلني من المكرمين} فلينتبه لذلك الخطأ في تداخل الحروف، والله الموفق)). (2/199)
فائدة/33
((..ومن جعل الحكم لغيره في الجزاء أو التشريع فقد اتخذه إلهًا من دون الله )). (2/239)
فائدة/34
((التحسين و التقبيح فيما ينسب على الله من الصفات، وما ينفى عنه لا يكون إلا من طريق الشرع، أي: الكتاب و السنة، فما استحسنه الله تعالى و رسوله صلى الله عليه و سلم، فهو الحسن، و إن لم تستحسنه عقول بعض الناس، وما استقبحه الله تعالى و رسوله ، فهو القبيح و إن استحسنته عقول بعض الناس، )). (2/281)
فائدة/35
((الأحقاف اسمها في هذا الزمان حضر موت، واسمها أيضا جنوب اليمن، ومقر الحكم فيها عدن، نسأل الله أن يطهرها من الشيوعية )). (2/291-292)
فائدة/36
(( يجب على كل مسلم أن يعلم معنى لا إله إلا الله، ويعتقده بقلبه، وقولها بلسانه، ويعمل بمقتضاها، و إلا فليس من أهلها ولو قالها في كل اليوم ألف مرة )). (2/295-296)
فائدة/37
((..التوسل بالأشخاص و الإقسام بهم على الله تعالى فهو بدعة)). (2/319)
فائدة/38
(( من والى العدو فهو عدو)). (2/326)
فائدة/39
((وهؤلاء الرؤساء المتبعون عليهم من الواجبات ما ليس على غيرهم، فإن استقاموا استقام أتباعهم ، وإن انحرفوا انحرف أتباعهم )). (2/360)
فائدة/40
((..وإذا رسخت عقيدة التوحيد في القلوب لن يستطيع أحد أن يزلزلها)). (2/361)
فائدة/41
((كل مبتدع يحرف القرآن و السنة لنصر بدعته)). (3/16)
فائدة/42
((فاتباع غير المعصوم لابد له من دليل و إلاَّ كان تقليدا، والتقليد في دين الله حرام بالنسبة لمن عنده من العلم ما يميز به بين الحق و الباطل، أما إذا كان عاميا صرفا فيجب عليه أن يسأل أهل العلم بالكتاب و السنة الذين يثق بدينهم و أمانتهم، ولا يجوز أن يتقيد بمذهب)). (3/37)
فائدة/43
((..والطاعة للأمراء إنما تكون في المعروف، لأن الأمراء غير معصومين، فقد ينطقون عن الهوى، فإذا أمروا بمعصية الله فلا طاعة لهم )). (3/43)
فائدة/44
((الشباب أكثر استفادة و فهما للدعوة من الشيوخ )). (3/43)
فائدة/45
((وقد تنازع الصحابة في كثير من مسائل الأحكام وهم سادة المؤمنين و أكمل الأمة إيمانا، ولكن بحمد الله لم يتنازعوا في مسألة واحدة من مسائل الأسماء و الصفات و الأفعال،.. )). (3/50)
فائدة/46
((..جميع البلدان الإسلامية التي ترك أهلها شريعة الرسول صلى الله عليه و سلم في غاية ما يكون من الشقاء )). (3/77)
فائدة/47
((والإسلام يربح بالسلم أكثر مما يربح بالحرب)). (3/80)
فائدة/48
((و الشعر سلاح حاد يفتك بالأعداء أكثر من فتك السيوف )). (3/98)
فائدة/49
((كل من يدعوا إلى توحيد الله بصدق و إخلاص يعطيه الله تعالى كرامات لا حدّ لها )). (3/110)
فائدة/50
((للدين مصدران اثنان، فهما عينان نضختان، فيهما الهدى و النور و السعادة الأبدية، فمن أعرض عنهما خاب و خسر، ألا وهما: كتاب الله وسنة رسوله ولا ثالث لهما، فمن اتبع رأي شخص غير النبي صلى الله عليه و سلم وقلده أمر دينه ولم يطالبه بدليل؛ لأنه بالغ في تعظيمه حتى جعل رأيه مغنيا عن كتاب الله و سنة رسوله، فقد اتخذ من دون الله وليا وأشرك به في عبادته فحبط عمله، وهذا ينطبق على غلاة المتمذهبين وأصحاب الطرائق القدد والمتحزبين في هذا الزمان، أحزابا سياسية ينطح بعضها بعضا وكلهم خاسرون )). (3/136)
فائدة/51
((قوله تعالى { واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة} على تفسير ابن عباس؛ يبين لنا أن كل قوم سكتوا على المنكر، كالتبرج و الزنى و أكل الربا و الحكم بغير ما انزل الله وشرب الخمر و صنعها وبيعها، و أعظم من ذلك: بناء القباب على القبور، وعبادتها بالذبح و النذر، و الطواف بها و إقامة المواسم عليها، والرشوة، وعدم نصر المظلوم، يعمهم الله بعذابه)). (3/157)
فائدة/52
((البحث مع المقلد كالكلام مع البهيمة، بل بعض البهائم يفهم ما يقال له ويستجيب إذا دعي، كالكلب المعلم و القرد، والمقلد لا يكاد يفهم ولا يجيب )). (3/174)
فائدة/53
((الإمعة:هو الغمر المقلد الذي لا يفكر بعقله، ولا يميز الهدى من الضلال، وإنما يتبع غيره بدون دليل و لا برهان، قال ابن مسعود: ((كنا نعد الإمعة في الجاهلية الذي يتبع القوم إذا دعوا إلى وليمة دون أن يكون هو مدعوّاً ، وهو فيكم المحقب دينه الرجال))، أي: الذي يجعل دينه كالحقيبة و يضعه على رجل يقلده لا يعرف صوابه من خطئه)). (3/309-310)
فائدة/54
((..فلا عجب إذا غلبت خمسة عشرة مليونا-وهو عدد اليهود في الدنيا كلها- سبعمائة مليون يدّعون الإسلام و يحكمون بغير ما أنزل الله علانية، وقد بان لهم البرهان في الهزائم المتوالية عليهم ، وفي ذلتهم وهوانهم على الناس لو كان يعقلون، فنسأل الله أن يبصرهم من العمى ، ويهديهم من الضلال )). (3/345)
فائدة/55
((هذه الشعوب التي تدعي الإسلام قد نبذت كتاب الله وراء ظهورها، وآمنت بالتشبه بالأجانب واتخاذهم أربابا، واقتباس قوانينهم وعاداتهم، فما زادتهم إلا خبالا، فهم أحقر الناس و أخسر الناس و أفقر الناس، وإن كانت الأموال الكثيرة بأيديهم )). (4/115)
فائدة/56
((من قرأ القرآن لوجه الله على الطريقة التي قرأه عليها أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم، لابد أن يخشع عند سماعه و أن يعمل به و أن يتحاكم إليه ويحكمه و يتأدب بأدبه ويستضيء بنوره، أما الذي لم يؤمن به ولم يقرأه لله ولا على طريقة أصحاب رسول الذين كانوا إذا تعلموا عشر آيات لم يتجاوزوهن حتى يعرفوا معناهن و العمل بهن، بل قرأه ليأكل به أو ليفخر به، فهو جدير أن لا يتدبر آياته ولا يخشع ولا يتذكر و لا يتأثر، وهذه حال أكثر قرائه في هذا الزمان – لا كثرهم الله – فإن كثرتهم تجلب غضب الله و تكثر من معصية الله و تبعد عن طاعة الله ، و المقلدون لا ينتفعون بالقرآن ولو فهموا معناه؛ لأنهم لا يعملون به إلا إذا وافق مقلدهم و مذهبهم)). (4/172)
فائدة/57
(( كل من بلغته دعوة محمد صلى الله عليه و سلم على وجهها و عرفها حق المعرفة ثم تنكّر لها ونبذها وراءه و استبدلها بالقوانين والأعراف و العادات التي لم تنزل من السماء وإنما جاءت من الأرض، فهو محاد لله و لرسوله ولابد أن يكون من الأذلين لا من الأذلاء فقط بل من الأذلين، أي أذل أهل عصره، وأنت إذا تأملت حال المسلمين في الوقت الحاضر وعددهم سبع مائة مليون تحدهم أذل الناس، { وتمت كلمة ربك صدقا وعدلا لا مبدل لكلماته وهو السميع العليم} )). (4/176-177)
فائدة/58
((لا يحتج مبطل بآية أو حديث صحيح على باطله إلا وفي ذلك الدليل ما يدل على نقيض قوله)). (5/73)
فائدة/59
((ولم اذكر القِدم في صفات الله تعالى، ولم أصفه بالقديم، لأن هاتين الكلمتين مبتدعتان من عبارات أهل الكلام و المتفلسفة، وصفات الله تعالى غنية عن عباراتهم بألفاظ الكتاب و السنة، فقولنا في حقه سبحانه: هو الأول بلا بداية، الآخر بلا نهاية، يغنينا عن عباراتهم؛ لأن القدم يتصف به المخلوق الذي وجد منذ زمان بعيد، ونحن لا نصف الله تعالى إلا بما وصف به نفسه، أو وصفه به رسوله صلى الله عليه و سلم)). (5/330)
فائدة/60
((..أنكر السلف على من أخرج الأعمال من الإيمان إنكارا شديدا.. )). (6/73)
فائدة/61
((نقل الشيخ مشهور حسن سلمان - عفا الله عنه - في حاشية رقم (6) كلاما للكشميري في مسألة أعمال الجوارح و تعلقها بالإيمان وجودا وعدما كما في ((فيض الباري)) (1/53-54) ومفاد قوله أن أهل السنة و الجماعة قالوا: "إن الأعمال أيضا لا بد منها، لكن تاركها مُفَسَّقٌ، لا مُكَفَّرٌ.." ثم جعل أهل السنة و الجماعة في هذا الباب فرقتين :فرقة أهل الحديث و فرقة أكثر الفقهاء و المتكلمين و الإمام أبو حنيفة..وأن قولههم وقول أهل الحديث اللذين جعلوا الإيمان مركب من الأعمال خلاف في التعبير إذا كلهم متفقون على أن فاقد التصديق كافر!..وهذا القول رده العلماء لأنه مبني على عقيدة الإرجاء، قد أخطأ الشيخ مشهور في نقله هذا لأنه يوافق مذهب المرجئة ، ولمزيد من البيان ينظر: () )). (6/100-101)
فائدة/62
(( نقل الشيخ تقي الدين الهلالي من حاشية على بلوغ المرام لأحمد حسن الدهلوي ومما جاء فيها: ..أخرج أحمد و ابن ماجه عن جرير بن عبد الله البجلي بسند صحيح: ((كنا نعد الاجتماع على إلى أهل الميت وصنعة الطعام بعد دفنه من النياحة؟)) . وجرير بن عبد الله بن جابر البجلي صحابي مشهور، فقوله : ((كنا نعد)) في حكم الحديث المرفوع، فيا عجبا للعلماء الذين لا ينهون الناس عما شاع في هذا الزمان من الاجتماع عند أهل الميت و أهل الطعام عنده )). (6/191)
فائدة/63
((قول ابن عباس: ((ما بغت امرأة نبي قط)) أي ما زنت، وخيانة امرأة نوح و امرأة لوط المذكورتين في سورة التحريم ليس معناها الزنى، وإنما هي عدم الإيمان و عدم طاعة زوجيهما نوح لوط عليهما السلام )). (6/231)
فائدة/64
(( وقد بلغ السيل الزُّبَى، واتسع الخرق على الراقع في هذا الزمان، ومحيت الغيرة و الشرف في قلوب الرجال، وأصبح أكثرهم ديوثين، وفي الحديث الصحيح قال : رسول الله صلى الله عليه و سلم (( لا يدخل الجنة ديوث)).اهـ. وهو جدير بذلك، فإذا ذهب الدين و العرض فلا خير في الحياة )). (6/233)
-----
قال عبد الحق آل أحمد الجزائري
– غفر الله ذنبه وستر عيبه -
فرغت من تدوين هذه الفوائد ليلة الاثنين من رمضان 1429 هـ المصادف لـ: 29 سبتمبر 2008م .
أسأل الله تعالى و أرجوه أن يجعل ما جمعته في ميزان أعمالي، وأن ينفعني بها في الحياة و بعد الممات.آمين..
وصلى الله و سلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين..