راجية الفردوس
New member
- إنضم
- 17/02/2009
- المشاركات
- 162
- مستوى التفاعل
- 0
- النقاط
- 16
- الإقامة
- السعودية
- الموقع الالكتروني
- montada.gawthany.com
فوائد من بعض آيات سورة النمل
كلما ازداد العبد قربا من الله:بالإيمان به والتحقق بحقائقه ومعرفته بالله ومحبته والإنابة إليه وإخلاص العمل له حصل له الخير والسرور واندفعت عنه أنواع الشرور و زالت عنه المخاوف وسهلت عليه صعاب الأمور. وهذا هو المعنى الذي أراد الله بقوله لموسى: (لا تخف إني لا يخاف لدي المرسلون إلا من ظلم ثم بدل حسنا بعد سوء)[سورة النمل :آية 10_11] ويدل على هذا قوله (لا يخاف لدي) ولم يقل لايخاف مني أي لاخوف ينال من مننت عليه بأكمل الحالات وأشرف المراتب وهي الرسالة ،ولكل مؤمن نصيب من هذا بحسب ما قام به اتباع المرسلين ،ويدل أيضا أن المراد هذا المعنى العام الحسن الجليل لأن السياق والقرينة تدل عليه دلالة بينة فإن الخوف الصادر من موسى إنما وقع لما رأى عصاه تهتز كأنها جان فخاف حينئذ من تلك الحية بحسب الطبعة البشرية فأعلمه الله تعالى أن محل القرب من الله لايليق ولا يكون فيه خوف وإنما فيه الأمن التام ولهذا قال في الآية الأخرى ( أقبل ولا تخف إنك من الآمنين)[سورة القصص:آية31]ويدل على هذا المعنى ما دل عليه الاستثناء في قوله ( إلامن ظلم ثم بدل حسنا بعد سوء فإني غفور رحيم )فإن الاستثناء ميزان العموم والأصل أن يكون من جنس المستثنى منه فالمعنى (الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئم لهم الأمن وهم مهتدون)[سورة الأنعام :آية 82] فإن ظلموا أنفسهم ثم رجعوا إلى ربهم وبدلوا سيئآتهم حسنات رجعوا إلى مرتبتهم وأزال عنهم الغفور الرحيم موجب الظلم والإساة ، والله أعلم.
[المواهب الربانية من الآيات القرانية للشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله]
لطف الله سبحانه وتعالى بعبده
فاعلم أن اللطف الذي يطلبه العباد من الله بلسان المقال ولسان الحال هو من الرحمة بل هو رحمة خاصة ،فالرحمة التى تصل العبد من حيث لايشعر بها أو لا يشعر بأسبابها هي اللطف،فإذا قال العبد :يا لطيف ألطف بي أولي واسألك لطفك فمعناه: تولني ولاية خاصة بها تصلح أحوالي الظاهرة والباطنة وبها تندفع عني جميع المكروهات من الأمور الداخلية والأمور الخارجية.فالأمور الداخلية لطف بالعبد والأمور الخارجية لطف للعبد،فإذا يسر الله عبده وسهل طريق الخير وأعانه عليه فقد لطف به،وإذا قيض الله له أسباباً خارجية غير داخلة تحت قدرة العبد فيها صلاحه فقد لطف له.ولهذا لما تنقلت بيوسف عليه الصلاة والسلام تلك الأحوال وتطورت به الأطوار من رؤياه وحسد إخوته له وسعيهم في إبعاده جداً واختصاصهم بأبيهم ثم محنته بالنسوة ثم السجن ثم الخروج منه بسب رؤيا الملك العظيمة وإنفراده بتعبيرها وتبوءه من الأرض حيث يشاء وحصول ماحصل على أبيه من الابتلاء والامتحان ثم حصل بعد ذلك الاجتماع السار وإزالة الأكدار وصلاح حالة الجميع والاجتباء العظيم ليوسف،عرف عليه الصلاة والسلام أن هذه الأشياء وغيرها لطف لطف الله لهم به فاعترف بهذه النعمة فقال (إن ربي لطيف لما يشاء إنه هو العليم الحكيم) [سورة يوسف:آية 100]أي لطفه تعالى خاص لمن يشاء من عباده ممن يعلمه تعالى محلاً لذلك وأهلاً له فلا يضعه إلا في محله. والله أعلم حيث يضع فضله فإذا رأيت الله تعالى قد يسر العبد لليسرى وسهل له طريق الخير وذلل له صعابه وفتح له أبوابه ونهج له طرقه ومهد له أسبابه وجنبه العسرى فقد لطف به.
[ المواهب الربانية من الآيات القرانية للشيخ عبد الرحمن السعدي رحمه الله ]