فوائد منثورة من كتاب الإتقان في علوم القرآن ؛ للسيوطي

  • بادئ الموضوع بادئ الموضوع نادية
  • تاريخ البدء تاريخ البدء

نادية

New member
إنضم
26/02/2010
المشاركات
176
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
الفائدة الأولى: نشأ السيوطي يتيما ؛ فقد توفي والده وله من العمر خمس سنوات، وسبعة أشهر.
أحضره والده مجلس الحافظ ابن حجر وهو في الثالثة من عمره ؛
حفظ القرآن الكريم وله من العمر ثمان سنوات؛؛
نشأ بين الكتب حتى إنه لقب (بابن الكتب)؛
حج وشرب ماء زمزم لأمور منها: أن يصل في الفقه: إلى مرتبة الشيخ البلقيني ، وفي الحديث: إلى مرتبة الحافظ ابن حجر.
المرجع: تحقيق فؤاد زمرلي لكتاب الإتقان.
 
الفائدة الثانية: : لم تجمع (الأرض) في القرآن أبداً ؛ وحيثما وقعت في القرآن فهي مفردة؛ لثقل جمعها وهو (أرضون) ولهذا لما أريد جمع الأرضين قال: (ومن الأرض مثلهن) الطلاق: 12 وأما السماء فذكرت تارة بصيغة المفرد، والجمع. بتصرف.
 
الفائدة الثالثة: الفرق بين (الأبرار) و (بررة) في القرآن الكريم؛ أن الأولى في صفة الآدميين ، والثانية في صفة الملائكة
 
الفائدة الرابعة: (السمع ) حيث وقع في القرآن الكريم فهو مفرد ولم يجمع في القرآن أبداً؛ بخلاف البصر فإنه يجمع ويفرد . والسمع مقدم على البصر حيث وقع في القرآن الكريم.
مثال: (إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤلا).
وقال: (ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم وعلى أبصارهم غشاوة ولهم عذاب عظيم).
وغيرها؛ بتصرف
 
السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته
و السر في إفراد كلمة السمع و جمع البصر: أن السمع اعتبرت فيه المصدرية بخلاف البصر فقد اعتبر فيه الجارحة، و قيل أن المعتبر في ذلك المتعلق، فالسمع يتعلق بالأصوات و هي مهما اختلفت و تنوعت تعود إلى شيء واحد و حقيقة واحدة و هي الصوت، أما البصر فيتعلق بالمبصرات و هي متنوعة تنوعا كبيرا.
و هذا ما لخصه الإمام السيوطي نفسه في إتقانه حيث قال:" ومن ذلك إفراد السمع وجمع البصر لأن السمع غلب عليه المصدرية فأفرد بخلاف البصر فإنه اشتهر في الجارحة ولأن متعلق السمع الأصوات وهي حقيقة واحدة ومتعلق البصر الألوان والأكوان وهي حقائق مختلفة فأشار في كل منهما إلى متعلقه". اهـ.
 
الفائدة الخامسة: نزلت آيات من القرآن على لسان غير الله غير مصرح بإضافتها إليهم كقوله تعالى: (وما نتنزل إلا بأمر ربك) وارد على لسان جبريل ؛ وقوله (وما منا إلا له مقام معلوم * وإنا لنحن الصافون* وإنا لنحن المسبحون) وارد على لسان الملائكة ؛ وكذا (إياك نعبد وإياك نستعين) وارد على ألسنة العباد .

تعقيب: رائع هذا النوع؛ أن يفرد ببحث -إن لم يكن بُحث-.
 
الفائدة السادسة: سمع حمزة الزيات بعض من يبالغ في التحقيق -التجويد- فقال:
(أما علمت أن ما فوق البياض بهـــــــــــــــــــاق، وما فوق الجُعودة قـــــــــــــــــــطط، وما فوق القراءة ليس بقـــــــــــــــــــــــــــــراءة)

والجعد أي: غير سبط، والقطط : أي شديد الجعودة .
 
الفائدة السابعة: قال ابن الصلاح كما في الإتقان: قراءة القرآن كرامة أكرم الله بها البشر، فقد ورد أن الملائكة لم يعطوا ذلك، وأنها حريصة لذلك على استماعه من الإنس.
 
الفائدة الثامنة: نظم الشريف تقي الدين الحسيني:
مجاز حقيقتها فاعبروا
ولا تعمروا هوِّنوها تهن
وما حُسن بيت له زخرف
تراه إذا زلزلت لم يكن!
فخشي أن يكون ارتكب حراماً لاستعماله هذه الألفاظ القرآنية في الشعر ، فجاء إلى شيخ الإسلام تقي الدين ابن دقيق العيد يسأله عن ذلك ، فأنشده إياهما فقال له : قل: (وما حسن كهف) ، فقال: يا سيدي أفدتني وأفتيتني
 
الفائدة التاسعة: معنى (إعراب القرآن) في حديث أبي هريرة مرفوعاً: (أعربوا القرآن ، والتمسوا غرائبه): أي: معرفة معاني ألفاظه، وليس المراد به: الإعراب المصطَلح عليه عند النحاة ؛ وهو ما يقابل اللحن؛ لأن القراءة مع فقده ليست قراءة، ولا ثواب فيها
 
الفائدة العاشرة: قال الإمام السيوطي في غريب القرآن: طريق ابن أبي طلحة عن ابن عباس أصح الطرق عنه، وعليها اعتمد البخاري في صحيحه.
 
الفائدة الحادية عشر: الفرق بين البر والتقوى:
البر :ما أمرت به، والتقوى: ما نهيت عنه.(بتصرف 289).
 
الفائدة الثانية عشر: الفرق بين الشرعة والمنهاج في قوله تعالى: (لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا) : أن الشرعة هي الدين، والمنهاج هو: الطريق . بتصرف (302)
 
الفائدة الثالثة عشر: معنى (قاعاً صفصفاً) القاع: الأملس، والصفصف: المستوي ص(304).
 
الفائدة الرابعة عشرة: قال الواسطي: ليس في القرآن حرف غريب من لغة قريش غير ثلاثة أحرف؛ لأن كلام قريش سهل لين واضح، وكلام العرب وحشي غامض:
(فسينغضون) وهو تحريك الرأس، (مقُيتاً): مقتدراً، (فشرد بهم): سمِّع . ص(333)
 
الفائدة الخامسة عشرة: : حكمة وقوع المعرب في القرآن:
1-أن القرآن حوى علوم الأولين والآخرين ، ونبأ كل شيء؛ فاختير له من كل لغة أعذبها وأخفها وأكثرها استعمالاً للعرب.
2-النبي صلى الله عليه وسلم مرسل إلى كل أمة ؛ فلا بد وأن يكون في الكتاب المبعوث به من لسان كل قوم، وإن كان أصله بلغة قومه هو.
فهذه الأحرف أصولها أعجمية ؛ لكنها وقعت للعرب فعربتها وصارت عربية ، فمن قال : إنها عربية فهو صادق ، ومن قال : أعجمية فهو صادق ص(334) باختصار
 
الفائدة السادسة عشرة: (أفراد القرآن):
كل ما في القرآن من ذكر (الأسف) فمعناه : الحزن إلا (فلما آسفونا) فمعناه: أغضبونا.
كل ما في القرآن من ذكر (البروج) فهي الكواكب؛ إلا (ولو كنتم في بروج مشيدة) فمعناه: القصور الطوال الحصينة.
كل ما في القرآن من ذكر (البعل) فهو الزوج ؛ إلا (أتدعون بعلاً) فهو: الصنم.
كل ما في القرآن من ذكر (الرجز) فهو العذاب؛ إلا (والرجز فاهجر) فمعناه: الصنم.
كل ما في القرآن من ذكر (سخر) فهو الاستهزاء ؛ إلا (سخريا) في الزخرف فمعناها: التسخير والاستخدام.
وكل ما في القرآن من ذكر (أصحاب النار) فهم أهلها ؛ إلا (وما جعلنا أصحاب النار إلا ملائكة) فمعناها: خزنتها.
وكل ما في القرآن من ذكر (نكاح) فهو التزوج ؛ إلا (حتى إذا بلغوا النكاح) فهو: الحلم
 
الفائدة السابعة عشرة:
كل شيء في القرآن (وما يدريك) فلم يخبر به (وما أدراك) فقد أخبر به.
كل (كأس) في القرآن فإنما عني به الخمر.
كل شيء في القرآن (إفك) فهو : كذب.
 
الفائدة الثامنة عشرة: قوله تعالى:(إنما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفي الرقاب والغارمين وفي سبيل الله وابن السبيل) التوبة60 : عدل عن اللام إلى (في) في الأربعة الأخيرة: إيذاناً إلى أنهم أكثر استحقاقا للمتصدق عليهم ؛ لأن (في) للوعاء؛ فنبه باستعمالها على أنهم أحقاء بأن يجعلوا مظنة لوضع الصدقات فيهم ؛ كما يوضع الشيء في وعائه مستقرا فيه .
وقال الفارسي : إنما قال: (وفي الرقاب) ولم يقل : للرقاب ؛ ليدل على أن العبد لا يملك.
 
الفائدة التاسعة عشرة: الفرق بين (واحد) و (أحد):
1-(أحد) اسم أكمل من الواحد ؛ ألا ترى أنك إذا قلت : فلان لا يقوم له واحد، جاز في المعنى أن يقوم له اثنان فأكثر ؛ بخلاف قولك (لا يقوم له له أحد).
2-واحد يجوز أن يطلق على الدواب والوحش والإنس ، بخلاف (أحد) فإنه مخصوص بالآدميين دون غيرهم.
3-(أحد) يستوي فيه المذكر والمؤنث قال تعالى (لستن كأحد من النساء) بخلاف (الواحد) فلا يقال: كواحد من النساء ؛ بل كواحدة
4-(أحد) يصلح في الإفراد والجمع ولهذا وصف قوله تعالى (فما منكم من أحد عنه حاجزين) بخلاف الواحد .
5- الأحد له جمع من لفظه ،وهو الأحدون والآحاد ؛ وليس للواحد جمع من لفظه ، فلا يقال: واحدون بل اثنان وثلاثة.
6-الأحد ممتنع الدخول في الضرب والعدد والقسمة وفي شيء من الحساب بخلاف الواحد.
 
الفائدة العشرون: سمى الله في القرآن عشرة أجناس من الطير: (السلوى، البعوض، الذباب، النحل، العنكبوت، الجراد، الهدهد، الغراب، أبابيل، النمل ؛ فإنه من الطير لقوله تعالى: (علمنا منطق الطير) ص763
 
الفائدة 21:
تكثر عند الإمام السيوطي (ضوابط، وقواعد ،وكليات) منثورة ؛ فلو جمعت في بحث مستقل.
مثل: *ما كان في القرآن (إن) بكسر الألف فلم يكن، وما كان (إذ) فقد كان .ص361.
*الحرف (إذ ما) لم يقع في القرآن الكريم ، وأما الحرف (إذا ما) فوقع في موضعين (وإذاما غضبوا)،(إذا ما أتوك لتحملهم) ص364.
*تختص (إذا) بدخولها على المتيقن، والمظنون، والكثير الوقوع ، بخلاف (إن) فإنها تستعمل في المشكوك والموهوم والنادر ص364.
*كل شيء في القرآن (إن) فهو إنكار ص375.
 
الفائدة 22:
ومن القواعد التي ذكرها الإمام السيوطي أيضاً:
1-(كم) الاستفهامية لم تقع في القرآن الكريم ص409.
2-كل شيء في القرآن (لو) فإنه لا يكون أبداً ص419.
3-(ما) لا يسأل بها عن أعيان أولي العلم ؛ وأما قول فرعون (وما رب العالمين) فإنه قاله جهلاً، ولهذا أجابه موسى بالصفات ص423.
 
الفائدة23: من القواعد التي ذكرها السيوطي -رحمه الله -:
(يغفر لكم) حيث وقعت في خطاب المؤمنين لم تذكر (من) معها كقوله:
في الأحزاب (يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم)، وفي الصف (هل أدلكم على تجارة تنجيكم......يغفر لكم ذنوبكم).
وقال في خطاب الكفار في سورة نوح (يغفر لكم من ذنوبكم)، وفي سورة إبراهيم (قالت رسلهم أفي الله شك فاطر السماوات والأرض يدعوكم ليغفر لكم من ذنوبكم) ، وفي سورة الأحقاف31.
وما ذاك إلا للتفرقة بين الخطابين ؛ لئلا يسوي بين الفريقين في الوعد.
 
الفائدة 24: عن ابن عباس رضي الله عنها قال: (لو أن إبراهيم حين دعا قال: فاجعل أفئدة الناس تهوي إليهم لازدحمت عليه اليهود والنصارى ، ولكنه خص حين قال: (أفئدة من الناس) فجعل ذلك للمؤمنين)،وفي رواية عن مجاهد (لزاحمتكم عليه الروم وفارس)ص426
 
الفائدة 25: استدل جماعة على أن القرآن غير مخلوق بأن الله ذكر الإنسان في ثمانية عشر موضعاً ، وقال: إنه مخلوق، وذكر القرآن في أربعة وخمسين موضعاً ولم يقل: إنه مخلوق ، ولما جمع بينهما غاير ، فقال: (الرحمن*علم القرآن*خلق الإنسان) ص734.
 
الفائدة 26:
س: لماذا لم يذكر لفظ (هو) في قوله (وأنه خلق الزوجين )، (وأن عليه النشأة الأخرى)، (وأنه أهلك عاد الأولى) بينما ذكر لفظ (هو) في باقي الآيات مثل (وأنه هو أضحك وأبكى ) إلى آخر الآيات ؟
ج: لأنه أتي بلفظ بلفظ (هو) في كل موضع ادعي فيه نسبة ذلك المعنى إلى غير الله ، ولم يؤت به حيث لم يدّع .
 
الفائدة 27:
هناك قصص في القرآن الكريم لم تتكرر: وهي: قصة يوسف، قصة أصحاب الكهف، قصة ذي القرنين، قصة موسى مع الخضر، قصة الذبيح (بتصرف) ص617.
قلت: قد كثرت المصنفات حول الحكمة من تكرار القصص؛ فجميل أن يكتب أيضا في الحكمة من عدم تكرار بعض القصص.
 
الفائدة 28: النسخ مما خص الله به هذه الأمة.
 
الفائدة 29: في الجنة والنار:
الجنة وقعت مفردة ومجموعة، بخلاف النار فلم ترد إلا مفردة:
-لأن الجنان مختلفة الأنواع فحسن جمعها ، والنار مادة واحدة.
-ولأن الجنة رحمة فناسب جمعها، والنار عذاب فناسب إفرادها -أعاذني الله وإياكم منها-
 
الفائدة 30:
قال الإمام السيوطي -رحمه الله-: (في تذكرة الشيخ تاج الدين السبكي -ومن خطه نقلت- سأل الإمام: ما الحكمة في افتتاح سورة الإسراء بالتسبيح، والكهف بالتحميد؟ وأجاب: بأن التسبيح -حيث جاء- مقدم على التحميد نحو: (فسبح بحمد ربك) (سبحان الله والحمد لله).
 
عودة
أعلى