فوائد التفسير وعلوم القرآن من تاريخ الإسلام للذهبي

إنضم
09/06/2005
المشاركات
1,295
مستوى التفاعل
1
النقاط
38
الإقامة
الطائف
01.png

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
فإن كتب التواريخ والتراجم مليئة بالفوائد المتنوعة ومنها فوائد التفسير وعلوم القرآن، وهذه الكتب ليست مظانها، ولذا فقد يُغْفَل عنها، ومنها ما يسهل الوقوع عليه في الكتب المتخصصة ومنها ما قد يندر أو يبعد الوقوف عليه في مظانها . وتتفاوت كتب التاريخ والتراجم في درجة أهمية هذه الفوائد بعدة اعتبارات ليس هذا مجال الحديث عنها .
وبعض تلك الفوائد تقدم جديداً في التصور التاريخي لمسيرة هذا الفن والتأليف فيه وحال أهله على مر الزمان، وغير ذلك من فوائد .

وفي هذا الموضوع سأقوم مستعيناً بالله بذكر جملة من الفوائد المتعلقة بالتفسير وعلوم القرآن من الكتاب العجاب تاريخ الإسلام للإمام الذهبي رحمه الله.
وأشير هنا إلى أنني لن اذكر كل فائدة أقف عليها في التفسير وعلوم القرآن، لأن كثيراً منها موجود في مظانه، ولكني سأعتمد في ذلك على الانتقاء، وهذا قد تختلف فيه الأنظار ولكن حسبي أني أشارك القراء بهذه الفوائد زادت قيمتتها أو قلت في نظر القارئ.

كما أني سأنقل نص كلام الذهبي في الغالب مصدراً له برقم الجزء والصفحة، ولن أضيف عليه إلا ما رأيت أن له فائدة تضاف على الفائدة الأصلية .
قد اعتمدت على الطبعة التي بتحقيق د. بشار عواد معروف لمن أراد الرجوع لفائدة مما سيُذكر .

وسأسوق الفوائد بعد هذه المقدمة في هذا الموضوع متفرقة بحسب أهميتها وكثرتها وقلتها في المجلد الواحد، وسأترك مجالاً في توقيت المشاركة لمن أراد النقاش حول هذه الفوائد إن احتاج الأمر أو إضافة معلومة في صلب الفائدة، وهكذا حتى نهاية أجزاء الكتاب كاملة بإذن الله تعالى .

وهذه دعوة لاستخراج الفوائد والدرر المتعلقة بالتفسير وعلوم القرآن من غير مظانها ككتب التاريخ والتراجم والطبقات والمشيخات والأدب وغيرها، ومن ثم تصنيفها بحسب الأبواب، وحين ذلك سنظفر بفوائد عزيزة جديرة بالعناية والاهتمام . والله الموفق .

صباح السبت 5 / 7 / 1433هـ
 
(1)
لم يجمع أحدٌ من خلفاء الصحابة القرآن غير عثمان رضي الله عنه . (2 / 216)
 
تعليقاً عن الفائدة الأولى وهي أن عثمان هو من جمع القرآن أقول:
إن مدلول كلمة (جمع) هنا عند الذهبي المراد بها الحفظ، لئلا تلتبس على أحد فيظن المراد جمع القرآن بمعنى كتابته، فالذهبي ناقل للعبارة ومفادها أن عثمان بن عفان هو من أتم حفظ القرآن دون باقي الخلفاء الراشدين.
ولقد اعتراض الذهبي على هذا القول في معرفة القرآء الكبار .
كما أن مسألة مَن أتم ختم القرآن من الخلفاء الراشدين رضوان الله عليهم فيها نقاش لأهل العلم، ومما روي في ذلك عن الشعبي قال: توفي أبو بكر وعمر وعلي رضي الله عنهم ولم يجمعوا القرآن. وقال : لم يختمه أحد من الخلفاء غير عثمان . وروي نحوه عن أبي الدرداء. ينظر تأويل المشكل لابن قتبية (ص 233)وغيره .
ومن أراد تحقيق المسألة فلابد من النظر في عدة أمور ومنها :
1- صحة أسانيد ما روي من ذلك عن أبي الدرداء أو الشعبي وغيره .
2- تحقيق مراد الشعبي وغيره بما ذهبوا إليه فهل مقصوده أنهم لم يحفظوا القرآن كاملاً في حياة النبي صلى الله عليه وسلم ؟ أم بإطلاق وحتى بعد وفاته ؟
3- الأخذ في الاعتبار أسانيد القراءات واتصالها بعلي بن أبي طالب .
كما أنه قد يُعترض على مقولة الشعبي بإيرادات أخرى منها الشرعي ومنها العقلي .
وذهب جمع من العلماء إلى أن أبا بكر وعلي قد أتموا حفظوا القرآن في حياته صلى الله عليه وسلم أو بعد وفاته، وذهب إلى هذا جمع من أهل العلم كأبي عبيد ومن المتأخرين ابن حجر .
وهي مسألة جديرة بالعناية، فإنها مدخل شبة يتوارد إليه الطاعنون في القرآن أو في الصحابة الكرام رضوان الله عليهم .
 
(2) تاريخ مصحف عثمان
قال عبد الله بن شقيق: أن أول قطرة قطرت من دم عثمان بن عفان _ أي عند مقتله _ على: {فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ}، فإن أبا حُرَيْث ذكر أنه ذهب هو وسهيل المرِّي، فأخرجوا إليه المصحف، فإذا قطرة الدَّم على {فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ} قال: فإنها في المصحف ما حُكَّتْ. (2/251)

(3)
قال أبو سعيد بن يونس: مُصْحَف عقبة بن عامر رضي الله عنه الآن موجود بخطه، رأيته عند علي بن الحسن بن قُدَيد، على غير التأليف الذي في مُصْحَف عثمان، وكان في آخره: وكتب عقبة بن عامر بيده .
ولم أزل أسمع شيوخنا يقولون: إنه مُصْحَف عقبة، لا يشكون فيه. وكان عقبة كاتبًا قارئًا، له هجرة وسابقة. (2/524)

(4)
قال عمر بن الخطاب لعقبة بن عامر رضي الله عنهما: أعرض علي _ أي القرآن _ فعرض عليه سورة براءة، فبكي عمر، ثم قال: ما كنت أظن أنها نزلت.
قال الذهبي: معناه ما كأني كنت سمعتها، لحسن ما حبرها عقبة بتلاوته، أَو يكون الضمير في "نزلت" عائدا ًإلى آيات من السورة استغربها عمر، واللَّه أعلم. (2/524)
 
(5)
قال أبو بكر بن أبي داود: ليس أحد بعد الصحابة أعلم بالقرآن من أبي العالية، وبعده سعيد بن جبير. (2/ 1204)
(6)
قال الحارث بن يزيد - فيما قاله عنه ابن لهيعة -: قلت لحسن بن عبد الله: أخبرني عن قوله تعالى: {كانوا قليلا من الليل ما يهجعون} قال: هذه - والله - صفة سليم بن عتر، وأبي عبد الرحمن الحبلي. (2/ 1206)
(7)
قال عاصم بن أبي النجود: كان أبو عمرو الشيباني يقرئ القرآن في المسجد الأعظم، فقرأت عليه ثم سألته عن آية فاتهمني بهوى. (2/ 1208)
(8)
قال شعبة، عن عبد الملك بن ميسرة قال: لم يلق الضحاك ابن عباس، إنما لقي سعيد بن جبير بالري فأخذ عنه التفسير.(3/ 63)
(9)
قال حماد بن زيد، عن عبيد الله قال: كان القاسم لا يفسر، يعني القرآن. (3/ 141)
(10)
قال مجاهد: استفرغ علمي القرآن. (3/ 149)
(11)
قال أبو بكر بن عياش: قلت للأعمش: ما لهم يتقون تفسير مجاهد؟ قال: كانوا يرون أنه يسأل أهل الكتاب. (3 / 149)
(12)
قال عون بن عبد الله: ما رأيت أحدا أعلم بتأويل القرآن من القرظي. (3 / 162)
(13)
قالت أم محمد بن كعب: يا بني لولا أني أعرفك صغيرا طيبا وكبيرا طيبا لظننت أنك أذنبت ذنبا موبقا لما أراك تصنع بنفسك! قال: يا أمتاه، وما يؤمنني أن يكون الله تعالى قد اطلع علي وأنا في بعض ذنوبي فمقتني فقال: اذهب فلا أغفر لك، مع أن عجائب القرآن توردني على أمور حتى إنه لينقضي الليل ولم أفرغ من حاجتي. (3 / 162)
(14)
قال ابن عدي عن أبي صالح باذام مولى أم هانئ: عامة ما يرويه تفسير، ما أقل ما له من المسند. (3 / 211)
(15)
قال وهب بن منبه: قرأت ثلاثين كتابا نزلت على ثلاثين نبيا. وفي رواية أخرى بضعا وسبعين كتابا . (3 / 335، 336)
 
(16)
كان الجهم بن صفوان ومقاتل بن سليمان المفسر بخراسان طرفي نقيض، هذا يبالغ في النفي والتعطيل، ومقاتل يسرف في الإثبات، والتجسيم. (3 / 389)
(17)
قال يعقوب بن شيبة: وزيد بن بيان الرَّقي ثقة من أهل الفقه، عالم بتفسير القرآن، له فيه كتاب. (3 / 656)
(18)
عبد الله بن أبي نَجيح بن يسار يقال : لم يسمع "التفسير" من مجاهد . (3 / 684)
(19)
عُبيد بن سَوية الأنصاري (ت 135هـ) رجل صالح مفسر، قلَّما روي عنه . (3 / 693)
(20)
بلغنا أن لواصل بن عطاء المعتزلي تصانيف منها كتاب معاني القرآن . (3 / 749)
(21)
كان واصل بن عطاء يجيز القراءة بالمعنى، وهذه جرأة على كتاب الله العزيز . (3 / 750)
(22)
قال خلف الأحمر: سمعت رؤبة يقول: ما في القرآن أعرب من قوله تعالى: {فاصدع بما تؤمر}. (3 / 862)
(23)
روى معاوية بن صالح، عن علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس نفسه فذكر تفسيرا في جزء كبير. قال أحمد بن حنبل: روى التفسير عن ابن عباس ولم يره.
قال أبو أحمد الحاكم: أبو طلحة، ليس ممن يعتمد على تفسيره الذي يروى عن معاوية بن صالح عنه. (3 / 932)
(24)
محمد بن السائب الكلبي اتهم بالأخوين: الكذب والرفض، وهو آية في التفسير، واسع العلم على ضعفه.
قال ابن عدي: ليس لأحد تفسير أطول من تفسير الكلبي.
قلت _ أي الذهبي _: يعني من الذين فسروا القرآن في المائة الثانية، ومن الذين ليس في تفسيرهم سوى قولهم. (3 / 960)
 
(25)
قال ابن المبارك عن مقاتل بن سليمان البلخي : ما أحسن تفسيره لو كان ثقة .
قال الشافعي: الناس في التفسير عيال على مقاتل .
قال ابن عيينة: قلت لمقاتل: تحدث عن الضحاك، وزعموا أنك لم تسمع منه، قال: كان يغلق علي وعليه باب، فقلت في نفسي: أجل باب المدينة.
أبو خالد بن الأحمر، عن جويبر قال: لقد، والله مات الضحاك، وإن مقاتل بن سليمان له قرطان، وهو في الكتاب. (4 / 233 ، 235)

(26)
قال ابن وهب عن سليمان بن القاسم، في قوله تعالى: (ليبلوكم أيكم أحسن عملاً) قال: لم يقل أكثر . (4 / 399)
(27)

من الطاعنين في القرآن :
عثمان بن مقسم البُرِّي كان يرى القدر وضعفه القطان والنسائي وكذبه الثوري .
قال الذهبي سئل عن قوله تعالى (تبت يدا أبي لهب) في أم الكتاب ؟ فقال: إنما كان في الكتاب : " ت ب ت " فأما "يدا أبي لهب" فلم تكن .
قال الذهبي: لا جهل فوق هذا، فما للتفرقة وجه . (4 / 457)
(28)
قال الذهبي فيمن يدلس في الحديث: والمدلس داخل في عموم قوله: (ويحبون أن يحمدوا بما لم يفعلوا) . (4 / 609)
(29)
في أصول التفسير
قال أبو سفيان: سألت هشيماً _ ابن بشير الحافظ (ت 183هـ) _ عن التفسير كيف صار فيه اختلاف ؟ فقال: قالوا برأيهم فاختلفوا . (4 / 994)
 
عودة
أعلى