د محمد الجبالي
Well-known member
فهم مغلوط للتشبيه التمثيلي
بعض أهل العربية يخلط في فهم التشبيه التمثيلي؛ فينصرف عن الغرض من التشبيه التمثيلي إلى ناحية أخرى بعيدة عن الهدف الذي يرمي إلى بيانه التشبيه.
ووقع في هذا الخطأ من الفهم أعلام كبار قديما وحديثا، من ذلك مثلا تأويل القرطبي رحمه الله لهذه الآية:
{وَٱضۡرِبۡ لَهُم مَّثَلَ ٱلۡحَیَوٰةِ ٱلدُّنۡیَا كَمَاۤءٍ أَنزَلۡنَـٰهُ مِنَ ٱلسَّمَاۤءِ فَٱخۡتَلَطَ بِهِۦ نَبَاتُ ٱلۡأَرۡضِ فَأَصۡبَحَ هَشِیمࣰا تَذۡرُوهُ ٱلرِّیَـٰحُۗ وَكَانَ ٱللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَیۡءࣲ مُّقۡتَدِرًا}
قال: "شبه الدنيا بالماء لأن الماء لا يستقر في موضع، وكذلك لأن الدنيا لا تبقي على واحد، ولأن الماء لا يستقيم على خالة واحدة كذلك الدنيا، ولأن الماء لا يبقى ويذهب وكذلك الدنيا تفنى .."
والصحيح أن التشبيه في الآية تمثيلي تشبيه حال بحال، حيث شبه حال الدنيا وهوانها وقصرها وحقارتها بحال الأرض حين ينزل عليها الماء فتنبت نباتها الذي ما يلبث أن يجف ويصبح هشيما تتطايره الرياح، فحال الدنيا يشبه دورة هذا النبات في الأرض.
إن التشبيه التمثيلي تشبيه تركيبي أي أن طرفيه (المشبه والمشبه به) ليسا مفردين بل إنهما كلاهما مركبان.
إن التشبيه التمثيلي تشبيه حال بحال، أو هيئة بهيئة، ومن أراد أن يعرف الغرض من التشبيه فليقف على وجه الشبه، وهو غير موجود، وعلى الباحث أن يلحظه ويستنتجه.
مثال: قول الله عز وجل: {مَثَلُ ٱلَّذِینَ حُمِّلُوا۟ ٱلتَّوۡرَاةَ ثُمَّ لَمۡ یَحۡمِلُوهَا كَمَثَلِ ٱلۡحِمَارِ یَحۡمِلُ أَسۡفَارَۢاۚ}
من الخطأ أن نقول: شبه اليهود بالحمار، الصحيح أنه شبه حال اليهود وإهمالهم تعلم التوراه وتركهم العمل بها بحال الحمار يحمل أسفارا عظيمة من العلم فلا يعي ما يحمل ولا يستفيد منه.
ووجه الشبه هنا هو: عدم الاستفادة من شيء عظيم متاح.
والأمثلة من ذلك في القرآن الكريم كثيرة، وكذا في الشعر والأدب العربي، وعلى الناظر والباحث إذا ما شاء أن يدرك الصورة في التشبيه التمثيلي أن يقف على وجه الشبه الغير مذكور في الكلام وعليه أن يلحظه ويفهمه.
د. محمد الجبالي
بعض أهل العربية يخلط في فهم التشبيه التمثيلي؛ فينصرف عن الغرض من التشبيه التمثيلي إلى ناحية أخرى بعيدة عن الهدف الذي يرمي إلى بيانه التشبيه.
ووقع في هذا الخطأ من الفهم أعلام كبار قديما وحديثا، من ذلك مثلا تأويل القرطبي رحمه الله لهذه الآية:
{وَٱضۡرِبۡ لَهُم مَّثَلَ ٱلۡحَیَوٰةِ ٱلدُّنۡیَا كَمَاۤءٍ أَنزَلۡنَـٰهُ مِنَ ٱلسَّمَاۤءِ فَٱخۡتَلَطَ بِهِۦ نَبَاتُ ٱلۡأَرۡضِ فَأَصۡبَحَ هَشِیمࣰا تَذۡرُوهُ ٱلرِّیَـٰحُۗ وَكَانَ ٱللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَیۡءࣲ مُّقۡتَدِرًا}
قال: "شبه الدنيا بالماء لأن الماء لا يستقر في موضع، وكذلك لأن الدنيا لا تبقي على واحد، ولأن الماء لا يستقيم على خالة واحدة كذلك الدنيا، ولأن الماء لا يبقى ويذهب وكذلك الدنيا تفنى .."
والصحيح أن التشبيه في الآية تمثيلي تشبيه حال بحال، حيث شبه حال الدنيا وهوانها وقصرها وحقارتها بحال الأرض حين ينزل عليها الماء فتنبت نباتها الذي ما يلبث أن يجف ويصبح هشيما تتطايره الرياح، فحال الدنيا يشبه دورة هذا النبات في الأرض.
إن التشبيه التمثيلي تشبيه تركيبي أي أن طرفيه (المشبه والمشبه به) ليسا مفردين بل إنهما كلاهما مركبان.
إن التشبيه التمثيلي تشبيه حال بحال، أو هيئة بهيئة، ومن أراد أن يعرف الغرض من التشبيه فليقف على وجه الشبه، وهو غير موجود، وعلى الباحث أن يلحظه ويستنتجه.
مثال: قول الله عز وجل: {مَثَلُ ٱلَّذِینَ حُمِّلُوا۟ ٱلتَّوۡرَاةَ ثُمَّ لَمۡ یَحۡمِلُوهَا كَمَثَلِ ٱلۡحِمَارِ یَحۡمِلُ أَسۡفَارَۢاۚ}
من الخطأ أن نقول: شبه اليهود بالحمار، الصحيح أنه شبه حال اليهود وإهمالهم تعلم التوراه وتركهم العمل بها بحال الحمار يحمل أسفارا عظيمة من العلم فلا يعي ما يحمل ولا يستفيد منه.
ووجه الشبه هنا هو: عدم الاستفادة من شيء عظيم متاح.
والأمثلة من ذلك في القرآن الكريم كثيرة، وكذا في الشعر والأدب العربي، وعلى الناظر والباحث إذا ما شاء أن يدرك الصورة في التشبيه التمثيلي أن يقف على وجه الشبه الغير مذكور في الكلام وعليه أن يلحظه ويفهمه.
د. محمد الجبالي