فهم جديد لقوله تعالى: " ولتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا إنا نصارى.. "

عبدالرحيم

New member
إنضم
01/04/2004
المشاركات
185
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
قال تعالى: " لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ(82)وَإِذَا سَمِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُوا مِنَ الْحَقِّ يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ(83) وَمَا لَنَا لَا نُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَمَا جَاءَنَا مِنَ الْحَقِّ وَنَطْمَعُ أَنْ يُدْخِلَنَا رَبُّنَا مَعَ الْقَوْمِ الصَّالِحِينَ(84)فَأَثَابَهُمُ اللَّهُ بِمَا قَالُوا جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاءُ الْمُحْسِنِينَ(85)وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ(86) ".

يرقص كثير من (( النصارى )) طرباً ويشمخون برؤوسهم حين يسمعون ما يزعمون أنه مدح لهم.

ولكن فلنتوقف قليلاً عند التعبير المعجز في قوله تعالى " الذين قالوا إنا نصارى.. ".

بينما قال عن اليهود: " اليهود ". ولم يقل : " الذين قالوا إنا يهود .. ".

فاليهودي يعتز بمناداتك له " يا يهودي ".

فهم يقولون: " نحن يهود ". ونحن أيضاً نسميهم يهود .

ولعل القارئ اللبيب فهم بالقياس رأيي بالمقصود بـ " الذين قالوا إنا نصارى ".

فالذين نسميهم ( نصارى ) يرفضون أن تنادي أحدهم ( يا نصراني ). بل يقول بفخر واعتزاز ( أنا مسيحي ).

وحاول أن تخاطب نصرانياً في أي منتدى حوار ديني ستجد سيل الانتقادات وردود الفعل المتشنجة...
نحن لسنا نصارى... بل مسيحيين.

هنا وجه الإعجاز في الآية الكريمة: الأقرب مودة لنا هم الذين قالوا إنا نصارى.

أيضاً: لما كان أولئك القوم ((((( يستكبرون ))))) عن التعبير بـ " إنا نصارى "

إذن: الآية الكريمة لا تعنيهم..

إضافة إلى الصفات الأخرى ويمكن إجمالها بما يلي..
1. الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى
2. لَا يَسْتَكْبِرُونَ
3. تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُوا مِنَ الْحَقِّ
4. يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ
5. يقولون : " وَمَا لَنَا لَا نُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَمَا جَاءَنَا مِنَ الْحَقِّ وَنَطْمَعُ أَنْ يُدْخِلَنَا رَبُّنَا مَعَ الْقَوْمِ الصَّالِحِينَ ".

قد يقول قائل: أين هم أولئك ؟!
فالرد: أنهم أقرب النصارى إلى التوحيد (الإسلام) مما يسمون " الهراطقة " !! وكلهم دخلوا إلى الإسلام، فاندثر وجودهم كنصارى بشكل عام.
انظر مثلاً إلى سرعة إسلام نصارى نجران.

يضاف إليهم: عقلاء مختلف طوائفهم الذين يسلمون بالمئات يومياً بفضل الله تعالى ثم جهود أبطال الإسلام من الدعاة.
فكلما كان ( النصراني ) قريباً من التوحيد، كان أقرب إلى الإسلام... والعكس.

ولا يجوز القول بأن القرآن الكريم يتحدث عن فئة اندثرت... وهذا يعني أنه ليس لكل زمان ومكان ...


فلعله يدخل معهم النصارى الذين يسلمون حديثاً، بالمئات. ثم يكونون بالآلاف بعد نزول المسيح ـ عليه السلام ـ آخر الزمان.. حين يكسر الصليب ويقتل الخنزير ويضع الجزية..
فمن صفات أولئك في القرآن الكريم تجدهم قريبين جداً من الإسلام وخاصة عقيدة التوحيد ( لا الشرك )...


بهذا يكون التوفيق بين هذه الآية الكريمة والتعبير القرآني الموحَّد لهم بمناداتهم ( بالنصارى ) مع الواقع المشاهَد حالياً من كون من نسميهم نصارى ولكنهم لا يسمون أنفسهم بذلك هم ليسوا الأقرب مودة.. بل عداوتهم مع أشد العداوات لأنهم داخلون مع ((((( الذين أشركوا )))))
وهنا نتذكر قول عبد الله بن عمر رضي الله عنه: لا أجد أشد شركاً ممكن زعم أن لله ولداً.

نعم كثير ممن نسميهم نصارى هم أشد عداوة من اليهود، فهم داخلون في (( الذين أشركوا )) بدليل أنهم يرفضون القول " إنا نصارى ".



اعذروني إخوتي على الإطالة.. ولكن.. ما رأيكم ؟!
 
إخوتي الأفاضل:
حتى تتبين لكم وجهة نظري في فهم الآية الكريمة سأسير في مقدمات ونتائج منطقية كما يلي:

المقدمة الأولى: ليس كل من زعم أنه غير مشرك، يُسلَّم له بذاك.. فقد يكون مشركاً وهو يظن نفسه موحداً.
قال تعالى: " : " وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنْفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَؤُلَاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ قُلْ أَتُنَبِّئُونَ اللَّهَ بِمَا لَا يَعْلَمُ فِي السَّمَوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ ". [يونس: 18].
فأولئك القوم ضنوا أنهم لم يكونوا مشركين.. لكن ((واقع الحال)) يقتضي أنهم مشركون.
لهذا لا يُلتفَت يوم القيامة لصراخهم: " وَاللَّهِ رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ " [الأنعام: 23].

وكحال من يتوسل بالأولياء والشفعاء من غلاة الصوفية والشيعة ، حيث يظنون في أنفسهم التوحيد لكن في حقيقتهم مشركون.

المقدمة الثانية:
بدعة التثليث ظهرت في (المسيحية) على يد بولس. ورفض كثير من طوائفهم ذلك كالأبيونية و... و... و(الناصريين).

بل كانت طائفة (الناصريين) أقدم من طائفة (المسيحيين) حيث بنيت أول كنيسة في القدس بعد [صلب يسوع] على يد يعقوب (أخو يسوع) وبطرس اللذان كانا من أشد الموحدين (الناصريين).. فلم يختلفوا مع دين اليهود إلا في الإيمان بنبوة المسيح فقط.. واستمر الموحدون مسيطرين على كنيسة القدس (أول كنيسة في العالم) حتى عام62م. حين قتل الرومان رئيسها (شمعون).

انظر كتاب: " بولس وتحريف الكنيسة ".
ثم حاربت طائفة (المسيحيين) الأقرب إلى الوثنية باقي الطوائف وخاصة الناصريين والأبيونيين .. في مجازر مات خلالها الآلاف.
وهاجر قليل ممن نجا منهم إلى شتى بقاع العالم.

المقدمة الثالثة:
يرفض من يسمون أنفسهم (مسيحيين) مناداتهم بـ(النصارى) حتى لا يُنسبوا إلى تلك الطائفة.
كما (مع فارق التشبيه) يرفض المسلم أن تناديه يا قادياني يا بهائي.. فالقاديانية والبهائية ليس إسلاماً بأي حال.
لكن اليهود لا يرفضون ذلك.. فهم يهود ويفرحون حين تناديهم يهود... وإلا لاتهموك بمعادة السامية !!


النتيجة:
من نسميهم (نصارى) هم عدة أصناف:
- صنف قريب من اليهود ويسمون المحافظون الجدد ويسميهم بعض النصارى: المسيحيين المتصهينين. أولئك لا يمكن أن يكونوا أقرب مودة إلى المسلمين من اليهود .... لأنهم ببساطة.... يهود !!
بل خدماتهم للأفكار اليهودية ومشاريعها.. وإخلاصهم لهم أشد من إخلاص كثير من اليهود..

- صنف يكابر ويعاند في دعوى التثليث.. ويستخدمون أبشع طرق التنصير بالإكراه والإغراء (الذي في حقيقته إكراه!!).
وهؤلاء أقرب إلى (الذين أشركوا) وإن قالوا إنهم موحدين ما يسمى (الوحدانية الجامعة) وانظر مثلاً هل المؤمن بالنص التالي موحد أم مشرك:
جاء في الإنجيل: " يسوع الذي في الناصرة كيف مسحه الله بالروح القدس.. " [أعمال10/ 38]. بحسب الوحدانية المزعومة، فإن النص يصبح هكذا : (( مَسَحَ اللهُ اللهَ باللهِ )) فكيف يكون الله ـ سبحانه وتعالى عما يصفون ـ ماسحاً وممسوحاً وممسوحاً به في الوقت ذاته ؟
وتأمل النصّ التالي في أنجيل متى [21/ 37]: " فأخيراً أرسَلَ إليهم ابنه قائلاً: يهابون ابني ". أي أن اليهود لم يهابوا الله، فأرسل ابنه ليهابوه ـ حيلةً منه !! ـ .. ولكن لماذا لجأ الأب الى تلك الحيلة ؟ وكيف لمن لم يخشى الأب أن يهاب الابن ؟ ومن الذي أكسَبَ الابن الهيبة ؟! وأي هيبة للابن وقد علقوه على الصليب، وأهانوه قبل ذلك وبعده ؟!!
والأهم: لولا أن الآب وابنه (شخصيتان) منفصلتان لما أرسله بدلاً منه حين فشل!!

و صرح بولس بأنه دعى النصارى إلى الشرك: " أمين هو الله الذي به دعيتم إلى شركة ابنه يسوع المسيح ربنا " [كورنثوس الأولى1/ 9]. تأمل لفظ ( شركة )، فقد جعل الابن شريكاً لله. إنه الشرك بالله، الشرك الواضح..

إن لم يكن كل ذلك شرك .. فما هو الشرك إذاً ؟

- طوائف قليلة متفرقة من عقلاء النصارى الموحدين الرافضين القبول بشركيات التثليث وغالب علمائهم (في الطبيعيات) كذلك.
بل هم أقرب إلى الإسلام من طوائف في حقيقتها تنتسب إلى (اليهود والذين أشركوا) هؤلاء لا يستكبون فعلاً.

وقد عاشرت عدداً كبيراً منهم كان إذا أسلم وعرف الحق تدمع عينه مباشرة..
صدقوني إخوتي كانوا يبكون ويُبكون من يسمعهم في غرف (البالتوك) على الإنترنت .. بل منهم رئيسة غرفة تنصيرية.

=======================

فهمي للآية الكريمة:
كلما كان (المسيحي) أقرب إلى (النصرانية) كان أقرب مودة إلى المسلمين .
وما سوى ذلك من (المسيحيين) هم في الحقيقة من اليهود أوالذين أشركوا.. على تفصيل.
ومن ثم: هم أشد الناس عداوة للمسلمين.

ملاحظة أخيرة: لا يعني أن النصارى أقرب مودة من اليهود أن النصراني يودك.

وللتوضيح: لو قلنا إن اليهودي يبغض المسلم (85%)
فإن النصراني يكره المسلم (75%)

ومن ثم فإن كلاهما لا يود المسلمين في الحقيقة.
فضلاً عن بعض (المسيحيين اليهود) الذين يبغضون المسلمين (95%)


فهو (ود دون ود... وبغض أشد من بغض... )

والله أعلم

هذا ما يسر الله به.. وأسأله التوفيق والسداد والرشاد ..

واعذروني على الإطالة إخوتي

مع محبتي
 
أخي الكريم عبد الرحيم جزاك الله خيراً على ما قدمته في هذه القراءة وأرجوا أن تكون محل عناية ونظر من الأخوة أعضاء الملتقى ، ولكني أحببت أن أشارك برؤوس أقلام في هذه الآية وأرجوا التمعن والتأني فيها ، فهذه الآية يستدل بها كثير من دعاة وحدة الأديان إلى ما يريدون ، وكذلك يستغلها ـ مع بترها عما بعدها ـ المستشرقون لاستمالة المؤمنين والتشكيك بالإسلام وتدعيم المسيحية التي يعتنقونها، فكان لا بد من أن تأخذ دراسة تفسيرية واسعة .
قال تعالى: ((" لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ(82)وَإِذَا سَمِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُوا مِنَ الْحَقِّ يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ(83) وَمَا لَنَا لَا نُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَمَا جَاءَنَا مِنَ الْحَقِّ وَنَطْمَعُ أَنْ يُدْخِلَنَا رَبُّنَا مَعَ الْقَوْمِ الصَّالِحِينَ(84)فَأَثَابَهُمُ اللَّهُ بِمَا قَالُوا جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاءُ الْمُحْسِنِينَ(85)وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ(86) ".))
أولاً : قسمت الناس اتجاه المؤمنين إلى قسمين أساسيين من حيث العداوة والمودة :
القسم الأول : المعادون المبغضون ، وأوضحت الآية أنهم على درجات ولكن أشدهم عداوة اليهود، والذين أشركوا.
القسم الثاني : الموادون وهم أيضاً على درجات ، ولكن أقربهم مودة الذين قالوا إنا نصارى.
ثانياً : الملفت للنظر أن الله تعالى ذكر اليهود والمشركين باسمهم الحقيقي ( اليهود والذين أشركوا ) ، بينما ذكر من الموادين للمؤمنين الذين قالوا إنا نصارى ، ولم يقل النصارى، وذلك لأن المدعين تبعية السيد المسيح فئات متعددة، وهنا أجد في التفريق بين الذين قالوا إنا مسيحيون وبين الذين قالوا إنا نصارى مناسبة لا باس بها ، ولكن هل كان أهل الكتاب في عهد النبي صلى الله عليه وسلم من يقول إنا نصارى وإنا مسيحيون ؟ فيه نظر.
ثالثاً : لفهم معنى الود في الآية لا بد من مقابلتها مع ضدها في نفس الآية ، فالله قارن موقف المعادين من الناس للمؤمنين ، وموقف الموادين ، ونحن نفهم العداوة بالمحاربة فناسب معنى السلم للموادة بالمقابلة مع معنى المعاداة .فعلى ذلك يكون المعنى : لتجدن أشد الناس محاربة للمؤمنين للنيل منهم والصد عن سبيل الله : اليهود والذين أشركوا، ولتجدن أقرب الناس مسالمة للمؤمنين الذين قالوا إنا نصارى.
فصار بذلك بيان أن الأصل في اليهود والمشركين العداوة ، والأصل في الذين قالوا إنا نصارى السلم .
ولذلك أرى أن مقارنتها بقوله تعالى ( وجعل بينكم مودة ورحمة ) فيها بعد فالمفردة القرآنية يتعدد مدلولها بحسب سياقها والأسلوب الذي جاءت فيه في الآية وفي السورة ،وهذا من التوسع الذي عجز عنه العرب في أقوى مراحل لسانهم والله أعلم.
فالمودة في الآية الثانية ( مودة ورحمة ) قرنت بالرحمة وهذا يدل على أن الود هنا فطري وهذا ما يدل عليه سياق الآية (( ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا )) فالإنسان يميل بطبعه الذي خلقه الله فيه إلى جنسه وهو بعيد عنه فكيف إذا ارتبط به بميثاق غليظ؟
أما في عداوة اليهود والمشركين ، ومودة الذين قالوا إنا نصارى فهذا موقف عقائدي فكري وهو ما يسمى اليوم بالأيدلوجي ، وقد علل الله تعالى موقف الذين قالوا إنا نصارى بقوله : (( ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ(82)وَإِذَا سَمِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُوا مِنَ الْحَقِّ يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ(83) وَمَا لَنَا لَا نُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَمَا جَاءَنَا مِنَ الْحَقِّ وَنَطْمَعُ أَنْ يُدْخِلَنَا رَبُّنَا مَعَ الْقَوْمِ الصَّالِحِينَ )) فالقسيس عالم بدينه ويلحق به الراهب ولكنهم يعرفون النصرانية على حقيقتها وما فيها ويبحثون عن الحق بدون استكبار ، مع أن القسيس والراهب وظيفته أن يدافع عما يعتقده ولكنهم يبحثون عن الحق (( وَأَنَّهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ )) ، و (( يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ (83) وَمَا لَنَا لَا نُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَمَا جَاءَنَا مِنَ الْحَقِّ وَنَطْمَعُ أَنْ يُدْخِلَنَا رَبُّنَا مَعَ الْقَوْمِ الصَّالِحِينَ )) فهذا الكلام يدل على بواطنهم وأهدافهم ولعلهم الذين مشوا على هدي الحواريين الذين قالوا نحن أنصار الله وصدقوا في ذلك والله أعلم قال تعالى :{فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَى مِنْهُمُ الْكُفْرَ قَالَ مَنْ أَنصَارِي إِلَى اللّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنصَارُ اللّهِ آمَنَّا بِاللّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ * رَبَّنَا آمَنَّا بِمَا أَنزَلَتْ وَاتَّبَعْنَا الرَّسُولَ فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ } (53ـ 52) سورة آل عمران .
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُونوا أَنصَارَ اللَّهِ كَمَا قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوَارِيِّينَ مَنْ أَنصَارِي إِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنصَارُ اللَّهِ فَآَمَنَت طَّائِفَةٌ مِّن بَنِي إِسْرَائِيلَ وَكَفَرَت طَّائِفَةٌ فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ آَمَنُوا عَلَى عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُوا ظَاهِرِينَ} (14) سورة الصف.
فيدخل في ذلك من آمن في عهد النبي صلى الله عليه وسلم من أهل الكتاب دخولاً أولياً والله أعلم .
وأخيراً ينبغي أن نفرق بين الموقف العقائدي والتعامل الأخلاقي الإسلامي ، فنحن في مواقفنا العقائدي لا نحارب من سالمنا فلهم دينهم ولنا ديننا ، بل عقيدتنا تفرض علينا تعاملاً أخلاقيا رفيعاً من باب الرحمة بخلق الله لا من باب الميل لعقيدتهم ،تماماً كما تعلمنا من نبينا صلى الله عليه وسلم الذي أرسل رحمة للعالمين ، وهكذا كان صلى الله عليه وسلم يعامل الطفل اليهودي بالرحمة وغير ذلك من الأمثلة في سيرته صلى الله عليه وسلم .
 
" فهم جديد " أم دعاية تنصيرية أم ماذا

" فهم جديد " أم دعاية تنصيرية أم ماذا

يا صاحب " الفهم الجديد "
لقد كان لك فيما ذكره الأئمة أصحاب ذلك العلم بالتفسير و أصوله و أدواته -عصمة لك من ذلك " الفهم " " الجديد " لتلك اللفظ" النصارى " التي أتيت في مدلولها بالغريب بل بالمريب ،
قال الإمام القرطبي رحمه الله :
" لا يقبل الاحتجاج و لا الاستدلال إلا بالرجوع إلى التفاسير التي كتبها الأئمة الأعلام و الثقات المشاهير من علماء الإسلام " .
هذا من ناحية ،
و من ناحية أخري :
هذه الآية نزلت في شأن أناس معينين من النصارى : أمنوا بمحمد - صلى الله عليه و سلم-
نبيا و رسولا ، و بالله تعالى ربا ، و بالقرآن الكريم وحيا و كتابا ، و ذلك في حياته عليه الصلاة و السلام ،
فلفظ " النصارى " الذين نزلت فيهم تلك الآية الكريمة خاص بأناس بعينهم - أمنوا بالإسلام فعلا - و ليس عاما في " النصارى " ،
أو هو " عام أريد به الخصوص "، على اصطلاح علماء أصول الفقه ،
و يلحق بحكمهم - من حيث الثناء الشرعي - من آمن من أهل الكتاب مثلهم ، ممن حذا حذوهم ،
و هذا لا يعني الثناء على أي من طوائفهم - أيا كانت و أيا كانوا - قبل إسلامهم ، ما داموا على كفرهم ،
* و لذا فقد أخطأتم خطأ عظيما في قولكم :
((النتيجة:
من نسميهم (نصارى) هم عدة أصناف:
1- صنف.....
2- صنف.........

3- طوائف قليلة متفرقة من عقلاء النصارى الموحدين الرافضين القبول بشركيات التثليث وغالب علمائهم (في الطبيعيات) كذلك.)) .
- فالخطأ هو وصفكم لهؤلاء " النصارى " - قبل اعتناقهم الإسلام - ب " الموحدين " ؟؟؟
- و خطأ مثله قولكم :
((هنا وجه الإعجاز في الآية الكريمة: الأقرب مودة لنا هم الذين قالوا إنا نصارى. )) .
(( فكلما كان ( النصراني ) قريباً من التوحيد، كان أقرب إلى الإسلام... والعكس )) .
((فمن صفات أولئك في القرآن الكريم تجدهم قريبين جداً من الإسلام وخاصة عقيدة التوحيد ) لا الشرك..).)) .

*********************************************

أما الطامة الكبرى : فهي قولك أو نقلك معتقدهم على سبيل الاحتجاج و الاستدلال ، و هو ما سميته ، أنت " مقدمة " من " مقدمتين بنيت عليهما " نتيجتك " تلك ،فقد قلت :

((المقدمة الثانية:
بدعة التثليث ظهرت في (المسيحية) على يد بولس. ورفض كثير من طوائفهم ذلك كالأبيونية و... و... و(الناصريين )
بل كانت طائفة (الناصريين) أقدم من طائفة (المسيحيين) حيث بنيت أول كنيسة في القدس بعد [صلب يسوع] على يد يعقوب (أخو يسوع) وبطرس اللذان كانا من أشد الموحدين (الناصريين).. فلم يختلفوا مع دين اليهود إلا في الإيمان بنبوة المسيح فقط.. واستمر الموحدون مسيطرين على كنيسة القدس (أول كنيسة في العالم) حتى عام62م. حين قتل الرومان رئيسها (شمعون) .)) .
((النتيجة:
من نسميهم (نصارى) هم عدة أصناف:
1- صنف.....))
* فأنت ذكرت أو قلت بعد [ صلب يسوع ] ،
و لم تذكر اعتراضا و إنكارا ، بل جاء قولك هذا احتجاجا و استدلالا ؟؟
و هذا خلاف معتقد المسلمين كافة قطعا و يقينا ،
قال الله تعالى في شأن عيسى عليه السلام : { و ما قتلوه يقينا } .
- قلتم : ( وبطرس اللذان كانا من أشد الموحدين ) :
فهل " بطرس " - صاحب أحد أناجيل القوم - كان كذلك ؟؟؟
- و قلتم " الإبن " و " الأب " ، فأنكرتم اشتراك الثاني مع الأول في المنزلة ،
و لم تذكروا إنكارا لأصل زعم أو زيف مجرد وجود " الإبن " ؟؟؟

* فهل هذه معتقدات المسلمين و ألفاظهم ،
و هل نحن في كنيسة سان خريستو أم في ملتقى إسلامي اسمه " ملتقى أهل التفسير " ؟
-----------------------------------------------
أتمنى أن أكون أنا المخطئ في فهم " فهمك الجديد " لآي الذكر الحكيم ،
فإن كان الأمر كذلك فأنت الملوم ، لما أوقعت فيه نفسك من الشبهات الشديدات ،
و أن كانت الأخرى : فالأمر جد خطير ، و شر مستطير ،
أترك علاجه للإخوة مشرفي الملتقى ، أعانهم على ملاحقة شطحات " ولد الديرة " و من نحا نحوه ،و حذا خذوه

*** و نصيحة عامة : من أدمن " غرف البالتوك " هذه فلا يلومن إلا نفسه ، إلا إذا كان متمكنا من أمره و علمه ،
و انظروا : فقد كانت هذه الشطحات المذكورة آنفا ثمرة مرَة لمحادثاتها ،قال :

( وقد عاشرت عدداً كبيراً منهم كان إذا أسلم وعرف الحق تدمع عينه مباشرة..
صدقوني إخوتي كانوا يبكون ويُبكون من يسمعهم في غرف (البالتوك) على الإنترنت .. بل منهم رئيسة غرفة تنصيرية )
و قال :
فهمي للآية الكريمة:
*** كلما كان (المسيحي) أقرب إلى (النصرانية) كان أقرب مودة إلى المسلمين .)) .

فأي " نصرانية " هذه يدعو إليها تلميحا و تلويحا لا تصريحا

بسم الله الرحمن الرحيم
{ قل هو الله أحد * الله الصمد * لم يلد و لم يولد * و لم يكن له كفوا أحد * }
صدق الله العظيم



ا
 
سبحان الله!!!!!!!!

لقد كان لك فيما ذكره الأئمة أصحاب ذلك العلم بالتفسير و أصوله و أدواته -عصمة لك من ذلك " الفهم " " الجديد " لتلك اللفظ" النصارى " التي أتيت في مدلولها بالغريب بل بالمريب ،
قال الإمام القرطبي رحمه الله :
" لا يقبل الاحتجاج و لا الاستدلال إلا بالرجوع إلى التفاسير التي كتبها الأئمة الأعلام و الثقات المشاهير من علماء الإسلام " .



الدكتور أبوبكر هو من يتحدث بلغة الكنيسة!! في تنصيب "بابا" يمتلك حق القول في الكتاب على عامة جهلة (لا يرتقون)!

و أثني على أخي عبدالرحيم، و أميل إلى فهمه.. وكان أجدر بك أن تضع خلف جملة (صلب يسوع) كلمة تخفف وطأها..

و أما الكتاب الذي أشرت إليه عن بولس فقد قرأت قريباً منه كتاب (الأصول الوثنية للمسيحية) وفيه مما يحتاجه المناظر الكثير.

اللهم اجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه.
 
* تنبيه

جملة ( بعد [ صلب يسوع ] ) : هي من كلام أخيك " عبد الرحيم " ، و ليست من كلامي ،
و هي من ضمن ما أنكرته - أنا - عليه ،
و كل ما هو مذكور في مشاركتي - هو من كلام " أخيك عبد الرحيم " ، و ليس من كلامي ،
فإن كان هذا معلوما لديك : فأنت في " ثنائك " على " إخيك " - هذا - مثله ،
* أما ما نقلته - كاتب هذا - حكاية عن الإمام القرطبي فهو نص كلامه - و هو صحيح في ذاته - و ليس من كلامي ،
و هو بلا ريب لا " يتحدث بلغة الكنيسة " ،كما طعنت و أنكرت ،
و إنما هم من يرددون كلامها استدلالا و إقرارا،
* هذا دفعا للالتباس عمن حسنت نيته في فهم كلامي ،
أما من لم يلتبس عليه الكلام و أدرك أنه جاء على سبيل الإنكار ، فاعترض و أثبت و أقر القول ب [ صلب يسوع ] فلا يعد مسلما قطعا و جزما ،و إنما يكون " متحدثا بلسان الكنيسة "
و لا حول و لا قوة إلا بالله العليّ العظيم
 
أود أن أثبت هاهنا نقاطا لعلها تسهم بشئ من الإيضاح :

• محاولة الاستدلال بالتعبير القرآني عن النصارى بأنهم قالوا إنا نصارى وأما اليهود بأنهم يهود وكذلك الذين أشركوا هي محاولة لا تخدم الموضوع الأساسي الذي نتكلم فيه.
• المقصود بالذين قالوا إنا نصارى ليس مجموع النصارى قطعا ، سواء في ذلك أولئك الذين كانوا في عهد النبي صلى الله عليه وسلم أو بعده ، وإنما المقصود أولئك الذين كانوا نصارى حقا وآمنوا بالإنجيل وصدقوا بما فيه ومن ذلك التصديق بنبينا صلى الله وذلك مصداقا لقوله تعالى في سورة المائدة :

قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَسْتُمْ عَلَى شَيْءٍ حَتَّىَ تُقِيمُواْ التَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيرًا مِّنْهُم مَّا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ طُغْيَانًا وَكُفْرًا فَلاَ تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ (68)

• وبالتالي فلا اليهود بعمومهم ولا المشركون بعمومهم ولا النصارى بعمومهم أقرب مودة للمؤمنين ؛
• والأقرب مودة للمؤمنين الذين تتحدث عنهم الآية الكريمة هم فئة مخصوصة من الناس معروفون بأعيانهم في عهده صلى الله عليه وسلم وكانوا نصارى ويلحق بهم كل من كان على شاكلتهم من أهل الكتاب ممن أقام التوراة والإنجيل وصدق بما فيهما وآمن بالنبي صلى الله عليه وسلم ؛
• وكل ما عدا هؤلاء ممن أقاموا التوراة والإنجيل وآمنوا بالنبي صلى الله عليه وسلم سواء ممن عرفوا الحق كما يعرفون أبناءهم وجحدوه استكبارا ( كاليهود عموما ) أو ممن ضلوا عن الحق لجهلهم وقصور معرفتهم ( كالنصارى عموما ) فهم ليسوا بأقرب مودة للمؤمنين ، وليسوا مشمولين بمدلول الآية الكريمة والله أعلم
• ليس هذا مكان الحديث عن ضلال المتوسلين بالأنبياء والأولياء والصالحين ، وفرق كبير بين المجمع على ضلال الخارجين عن الملة والمختلف فيهم والله أعلم
 
شكراً لاهتمامكم إخوتي الأحبة والسادة الأفاضل.. وخاصة الدكتور (أبو بكر خليل) حماه الله..

وهذا القول إنما طرحته لكم لإثبات مواطن النقص فيه والخلل فالمعصوم من عصمَ الله

لذا فإني أشكر الفاضل (الدكتور أبو بكر خليل) الذي تتبع مواطن الزلل في كلامي

بل لهذا وضعته في ملتقاكم الطيب.

فجزاه الله كل خير ووفقه وسدد على الخير خطاه.

لكني كنت أعددت الرد على الأخ مرهف ... وسأناقش ما ذكره الدكتور أبو بكر خليل في مداخلتي القادمة بإذن الله تعالى ...

ولكنني مقدما أعتذر عن عبارة : " صلب يسوع " وأرجو من الأخ المشرف استبدالها بعبارة ( صلب يسوع بزعمهم )
مرة أخرى أعترف بخطئي .. ولا عصمة بعد الأنبياء.

والآن إلى الرد على مداخلة الأخ مرهف...

================

شكراً لك أخي الكريم..


------------------

اقتباس:
ولكن هل كان أهل الكتاب في عهد النبي صلى الله عليه وسلم من يقول إنا نصارى وإنا مسيحيون ؟ فيه نظر.


-----------------

أخي الحبيب :
من الأسلوب المعجر للقرآن الكريم، أنه إذا خاطب ديانة من الديانات الرئيسة في وقت نزول القرآن الكريم، فإنه يخاطبها ويخاطب أيضاً أشهر فرقها (المتفرعة عنها) بذكر مخالفاتها العقدية والمنطقية والتشريعية المختلفة.

تأمل أصناف اليهود والنصارى المخاطبين هنا: " وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللّهِ وَقَالَتْ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللّهِ ذَلِكَ قَوْلُهُم بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِئُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن قَبْلُ قَاتَلَهُمُ اللّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ ". [التوبة30]

هل كل اليهود يقولون إن عزير ابن الله ؟ وهل كل العرب الكفار مشركون ؟

انظر مثلاً خطاب القرآن الكريم للكفار العرب في شبه الجزيرة العربية بمختلف أصنافهم (الملحدين " الدهريين " ، المشركين ـ وهم أقسام ـ ، عبدة الكواكب.. بل ويدخل فيهم: المنافقون والمرتدون) ... الخ


وفي المسألة تفصيل ...


والآن لنعد إلى النصارى ...

هل النصارى المخاطَبون في القرآن الكريم (الذين نسميهم نحن نصارى) هم ذاتهم الذين يسمون أنفسهم مسيحيين (وهم مختلف أتباع كنائس الفاتيكان والقسطنطنية والبروتستانت..) ؟

أم أتباع فرق (هراطقة) كاليعاقبة والنسطوريين والأبيونيين والنصرانيين ... ؟

التاريخ يبين أن غالب النصارى في جزيرة العرب وما حولها شمالاً وجنوباً وغرباً هم من أتباع تلك الفرق.. وأنهم كانوا مضطهدين من (المسيحيين) لدرجة شارفت على إفنائهم تماماً قبل الإسلام. فهم رفضوا عقائد المسيحيين الشركية.

تأمل ملياً ما قال علي رضي الله عنه في نصارى تغلب: أنهم لم يأخذوا من النصرانية سوى شرب الخمر.


ولكن أين أولئك النصارى ؟ ولماذا هم أقلية نادرة جداً هذه الأيام ؟

والله أعلم غالبيتهم العظمى دخلت في الإسلام بسرعة عجيبة دون أدنى اعتراض لما وجدت في الإسلام خلاصاً حقيقياً لهم من بدع الإشراك (التثليث).
ويدخل فيهم الكثير من الموجودين في عصرنا ممن يكتم اقتناعه بالتوحيد وعدم اقتناعه بشرك التثليث لأسباب مختلفة

أما وجهة نظري تقسيم أولئك إلى ثلاثة أقسام ..
1. القريب منهم إلى التوحيد.. ويقولون إنا نصارى (أي على ملة أصدق تلك الفرق " الهراطقة " وأقربها إلى الحق، ومقتنعين بأفكارها التوحيدية...) سواء قالوا بذلك بألسنتهم أم نطق واقع حالهم بذلك. فلسان الحال أبلغ من لسان المقال. = لهم حكم خاص في طريقة الدعوة، الزواج منهم..
2. القريب من اليهود (المسيحية المتصهينة، المحافظون الجدد، شهود يهوه، السبتيين، متشددي البروتستانت..) = لهم حكم اليهود
3. القريب من الذين أشركوا = لهم حكم المشركين في الدعوة والمعاملة
بل وحتى في الزواج كما فصل ذلك القرضاوي في كتابه فتاوى معاصرة.. موفِّقا بين قول ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ وجمهور الفقهاء في حكم الزواج من الكتابيات.. ومبيناً وجوب فحص عقيدتها بدقة فإن كانت في حقيقتها مشركة لا يجوز الزواج منها.


لنعد الآن إلى سؤال وهو: هل حارب القرآن عقيدة المسيحيين أم النصارى ؟ أي: هل علِمَ القرآن بوجود عقائد المسيحيين الحقيقية (بحسب زعمهم) أم بني أحكامه على ما شاهد رسول الله صلى الله عليه وسلم من بدعٍ لفرقهم الخارجة عنها (الهراطقة) ؟!

تلك شبهة معروفة للنصارى ناقشتها بتوسع في أطروحتي وفي عدد من أندية الحوار الديني.. وأعرضها هنا بإيجاز..
نص الشبهة حرفياً:
" يجهلون الثالوث الأقدس
س 7 جاء في سورة المائدة 116 "وَإِذْ قَالَ اللهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ مِنْ دُونِ اللهِ؟". وجاء في سورة النساء 171 "يَا أَهْلَ الكِتَابِ لا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ وَلا تَقُولُوا عَلَى اللهِ إِلا الحَقَّ إِنَّمَا المَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرَوُحٌ مِنْهُ فَآمِنُوا بِاللهِ وَرُسُلِهِ وَلا تَقُولُوا ثَلاثَةٌ انْتَهُوا خَيْرا لكُمْ إِنَّمَا اللهُ إِلَهٌ وَاحِدٌ سُبْحَانَهُ أَنْ يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَكَفَى بِاللهِ وَكِيلاً". وجاء في سورة المائدة 73 "لَقَدْ كَفَرَ الذِينَ قَالُوا إِنَّ اللهَ ثَالِثُ ثَلاثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلا إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِنْ لَمْ يَنْتَهُوا عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ".
يتضح من هذه الآيات أن محمداً سمع من بعض أصحاب البدع من النصارى أنه يوجد ثلاثة آلهة، هم الله ومريم وعيسى، فردَّ على هذه البدعة وكرر المرة بعد الأخرى أن الله واحد. وكل من له إلمام بالتوراة والإنجيل يعرف أن وحدانية الله هي أساس الدين المسيحي، فقد قالت التوراة والإنجيل: "الرَّبُّ إِلهُنَا رَبٌّ وَاحِدٌ" (تثنية 4 ومرقص 1/ 29). ولم يقل مسيحي حقيقي قط إن العذراء مريم إله [1] (مع كل التقدير والمحبة لها) فالمسيحيون لا يعبدون ثلاثة آلهة، بل إلهاً واحداً في وحدانية جامعة: هو الآب والابن والروح القدس. أو بعبارة القرآن "الله وكلمته وروحه"[2]. والكل في ذات واحدة
".


وللرد على شبهتهم أقول:
اختلف النصارى واضطربوا في تحديد معنى التثليث اضطراباً شديداً، والقرآن الكريم يحارب الشرك الذي يمثله التثليث بشتى أشكاله. فقد صرح القرآن الكريم بكفر من يعتقد تأليه المسيح في أكثر من آية، كقوله تعالى: " لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَآلُواْ إِنَّ اللّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ " [المائدة: 17]، وقال تعالى : " لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ ثَالِثُ ثَلاَثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَـهٍ إِلاَّ إِلَـهٌ وَاحِدٌ وَإِن لَّمْ يَنتَهُواْ عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ " [المائدة: 73]، وقال تعالى : ".. وَقَالَتْ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللّهِ ذَلِكَ قَوْلُهُم بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِئُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن قَبْلُ قَاتَلَهُمُ اللّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ، اتَّخَذُواْ أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُواْ إِلاَّ لِيَعْبُدُواْ إِلَـهًا وَاحِدًا لاَّ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ " [التوبة: 31].

وبهذا يدخل المسيحيون فيهم.


ومن مميزات أسلوب الخطاب الدعوي للقرآن الكريم، أنه يذكر الخطأ المنطقي والعقدي والتشريعي... بغض النظر عن قائله.
فالمهم هو القول لا قائله.[3]

أي: لو قال القرآن: يا كاثوليك أنتم مخطئون لاعتقاد كذا، ويا أرثذوكس قولكم كذا مغلوط.... سيقول البروتستانت أو السريان أو الموارنة أو الأقباط.... نحن غير مخاطبون، والقرآن لا يديننا.
بل سيجادل حتى الكاثوليك والأرثذوكس (كعادتهم) في أننا لم نقصد كذا ولكننا قصدنا كذا ... فنُدخِل القرآن المجيد في مهاترات مع أولئك القوم وجدل بيزنطي لا طائل من ورائه..
لكن القرآن الكريم أجلّ وأسمى من كل مهاتراتهم.. لذا ترك للدعاة الجدل والمناقشة في الفروع، بينما حدد القرآن الكريم الأصول العامة لموضوعات حوارهم.


وفي الآيات الكريمة ملحظ دقيق وهو: إن النصارى وإن كانوا أقرب مودة من غيرهم..إلا أنهم في النتيجة: كفار..
وإن قالوا بأنهم مسيحيين لكن الأصل في مناداتهم (نصارى).. حتى لو كان ذاك يغيظهم [ وخاصة في منتديات الحوار ] فالنص الشرعي أولى بالاتباع.


اقتباس
-----------------
ولعلهم الذين مشوا على هدي الحواريين الذين قالوا نحن أنصار الله وصدقوا في ذلك
------------------

صحيح أخي العزيز وصدقت في شرطك: " وصدقوا في ذلك ".
وذاك ما أقوله: أقرب رجال الدين النصارى إلى الإسلام هم أكثرهم التزاماً بتعاليم الإنجيل (( الأخلاقية )) (من غير الشركيات) ... وتأمل كلام محمد رشيد رضا في تفسير المنار عندما فسَّر سبب مودتهم للمسلمين بأنها: " بسبب التعاليم التي تحض على محبة الأعداء وإدارة الخد الأيسر لمن ضرب الخد الأيمن.. عكس اليهود الذين يضمرون الكيد والمكر، وإن أظهروا الرضا والاقتناع غالباً ".

وهذا جربته عملياً حين كنت أتحدث مع أصدقاء مستقيمين ومؤدبين جداً (منهم) في المدرسة والجامعة كانوا شديدي الغضب على مختلف تجاوزات (رجال دينهم) وعندما أتحدث معهم عن تناقضات وأخطاء كتابهم المقدس ومميزات عقيدتنا... فيطرقون رأسهم خجلاً ويقولون: إن أسلمنا هل تحمينا من القتل...!!


لذا قد لا أبالغ إن قلت إن القائمين على الكنائس العالمية يفرحون بجرائم قساوستهم الجنسية وفضائح اختلاساتهم بل ومشاركتهم في مجازر جماعية في إفريقيا.. الخ لأنهم عندما درسوا حال رجال دينهم الذين أسلموا وجدوهم في غالبهم من المستقيمين أخلاقياً..

فـ " خياركم في الجاهلية، خياركم في الإسلام ".

=================
=================

تعليقاً على كلام الدكتور (أبو بكر خليل) في أن من يدخل غرف البالتوك فلا يلومن إلا نفسه تذكرت تعقيب الحبيب د. منقذ السقار على قول شيخ الإسلام: " فكل من لم يناظر أهل الإلحاد والبدع مناظرة تقطع دابرهم لم يكن أعطى الإسلام حقه، ولا وفّى بموجب العلم والإيمان، ولا حصل بكلامه شفاء الصدور وطمأنينة النفوس، ولا أفاد كلامه العلم واليقين".

فقال العزيز د. منقذ: " وكأني به - رحمه الله - يرد على ما سيقول الصفدي في ترجمته ، فقد قال: "وضيّع الزمان في رده على النصارى والرافضة ومن عاند الدين وناقضه، ولو تصدى لشرح البخاري أو لتفسير القرآن العظيم لقلّد أعناق أهل العلوم بدرِّ كلامه النظيم".

ثم ذكر قول تلميذه الهمام ابن القيم:"جواز مجادلة أهل الكتاب ومناظرتهم، بل استحباب ذلك، بل وجوبه إذا ظهرت مصلحته من إسلام من يرجى إسلامه منهم وإقامة الحجة عليهم، ولا يهرب من مجادلتهم إلا عاجز عن إقامة الحجة، فليولِ ذلك إلى أهله، وليخلِ بين المطي وحاديها، والقوس وباريها ".
انظر كتابه الحوار: ص22.

وأطلب من العزيز د. أبو بكر أن يبحث في (جوجل) عن اسم: " وسام عبد الله " أو " منقذ السقار " ويجد كيف أن الأخ وسام أسلم على يديه أكثر من 600 نصراني في غرف المحادثة (البالتوك).

بينما نحن مشغلون مشغولون ... بأمور أهم !!


هوامش
=====================

[1] بل يقدس الكاثوليك مريم، وإن لم يعدوها أحد أطراف الثالوث الأقدس (الآب، والابن، والروح القدس)، ويعتمدون في تقديسها على ما جاء في النص الكاثوليكي لإنجيل لوقا، وفيه: " فلما دخل إليها الملاك قال: السلام عليك يا ممتلئة نعمة، الرب معك، مباركة أنت في النساء " (لوقا 1/28).
وقد تمثلت عبادة الكاثوليك لمريم في عدد من الصلوات التي تؤدى لها، ومنها "صلاة مريم" وفيها يقولون: " يا خطيبة مختارة من الله، يا أيتها المستحقة الاحترام من الجميع.. يا باب السماء.. يا ملكة السماء التي جميع الملائكة يسجدون لها، وكل شيء يسبحها ويكرمها.. فاستمعينا يا أم الله، يا ابنة، يا خطيبة الله، يا سيدتنا ارحمينا وأعطينا السلام الدائم.. لك نسجد ولك نرتل ".
وفي مجمع أفسس 431م سميت مريم " والدة الإله "، وزيد في نيقية فقرة: " نعظمك يا أم النور الحقيقي، ونمجدك أيتها العذراء القديسة، والدة الإله..".
يقول الأنبا غريغوريوس الأرثوذكسي عن مريم: " إننا لن نرفعها إلى مقام الألوهية كما فعل الكاثوليك.. وكما أخطأ الكاثوليك فرفعوها إلى مقام الألوهية والعصمة، كذلك ضل البروتستانت ضلالاً شنيعاً حين احتقروها، وجهلوا وتجاهلوا نعمة الله عليها وفيها، ولكن الكنيسة الأرثوذكسية قد علمت العذراء تعليماً مستقيماً، فلا نؤلهها ولا نحتقرها ".
انظر كتاب: الله واحد أم ثلاثة للدكتور منقذ السقار. ص120

[2] تدليس وتحريف بقصد خبيث، فلا يوجد في كل القرآن الكريم ما زعم وجوده. ونص آية النساء: " يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ وَلَا تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَلَا تَقُولُوا ثَلَاثَةٌ انْتَهُوا خَيْرًا لَكُمْ إِنَّمَا اللَّهُ إِلَهٌ وَاحِدٌ سُبْحَانَهُ أَنْ يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ لَهُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلًا(171) ". فلو كانت الآية الكريمة تدل على ما يزعم حقاً، فلماذا لم يذكرها كاملة ؟! بل الآية الكريمة تنقض ما ذهب إليه نقضاً تاماً ـ كعادة شبهاتهم ـ. وماذا يقول بما ورد في الآية التي بعدها مباشرة: " لَنْ يَسْتَنْكِفَ الْمَسِيحُ أَنْ يَكُونَ عَبْدًا لِلَّهِ وَلَا الْمَلَائِكَةُ الْمُقَرَّبُونَ وَمَنْ يَسْتَنْكِفْ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيَسْتَكْبِرْ فَسَيَحْشُرُهُمْ إِلَيْهِ جَمِيعًا(172) " ؟

[3] وهو الأصل في (تكفير المُعَيَّن) ، فأنت لا تقول مثلاً: فلان الشيعي كافر. بل تقول: من اتهم أم المؤمنين عائشة ـ رضي الله عنها ـ في عرضها .. فهو كافر؛ لأنه كذّب صريح القرآن في براءتها..... الخ
ومنه القول المنسوب لعلي بن أبي طالب ـ رضي الله عنه ـ : لا يعنيني من قال، بل يعنيني ماذا قال.

--------------------------

مع محبتي
 
الأخ عبد الرحيم
شكر الله لكم حسن ظنكم بأخيكم ، و ما دفعه للاعتراض ، و هو ما قبلتموه و اعتذرتم عنه ،
و بقي الإنكار على ذكر " الأب و الابن " بدون إنكار ، و تقديرها الصحيح - كما قلتم - " في زعمهم " ،
و هو ما أردت التنبيه عليه ،

* و بقي أمر آخر - أخي الفاضل - و هو - كما أشرتم - الاهتمام بأمور أهم ، و عدم ضياع الوقت في فحص طوائفهم و بيان الفروق بينها ، فكلهم في أصلهم ملة واحدة هي : النصرانتة " ، و بصرف النظر عن اختلافهم في أي أمر ،
فيكفي اجتماعهم على رفض و إنكار نبوة رسول الله صلى الله عليه و سلم ، فهذا فيصل في معرفة أصل الحكم على عامة أهل الكتاب المعاصرين منهم ، و كذا من سبقهم منذ بعثة رسول الله صلى الله عليه و سلم ، فحتى لو سلمنا " قرب " بعضهم من " التوحيد " - فإيمانهم بنبينا عليه الصلاة و السلام كاف في بيان حالهم ،
و هذا لا يتعارض مع دعوتهم و مجادلتهم و محاورتهم ، و لكن بشرط التمكن من علوم الشرع الحكيم













ن
 
أشكرك مرة أخي أخي الحبيب د. أبو بكر

وإزالة للاستشكال وعملاً بحقي في الرد أرجو أن يتسع صدركم للرد على استشكالات وشبهات أنتم تفضلتم وأعلنتموها ولكن غيركم قد لا يعلنها
فليس كل الناس من أمثال أفضالكم

في بداية مناقشتي لما تفضل به الدكتور أبو بكر خليل أعتذر عما يسببه أسلوبي في طرح ما أود استفامه منكم .....
عن دقة هذا الفهم الجديد لما قد يلتبس من معنى: أن النصارى أقرب مودة.

فقد تجاوزت تقرير أمور ظننت أن حسن الظن بالمسلم سيكون رائدنا دائماً في تقييم الأشخاص وأهدافهم ظاهراً وباطناً.

لذا لا بد من توضيح أمور تجاوزت بيانها اعتماداً على ظني بحسن ظنكم بي.. منها:

- كل النصارى (أبيونيين ويعاقبة ونصرانيين...) كلهم كفار خالدون مخلدون في جهنم، لا تجوز ولايتهم ولا محبة عقيدتهم ولا نصرتهم ولا إقرارهم على ( مثقال ذرة) مما يخالف ديننا.
- الحديث كان في سياق الأقرب مودة من حيث الدعوة والزواج.. ولا أتكلم عن الحكم الشرعي فيهم وخاصة ما يتعلق بنظرة الدولة الإسلامية إليهم.
- لا ينبغي لمسلم أن يدعو إلى النصرانية ومن يفعل ذلك فإنه منهم ولا كرامة.
- لا يعني أن النصراني أقرب مودة من اليهودي أنني أدعو إلى النصرانية (!!!!) وحاشا لله .. وأستغفر الحي القيوم الواحد الأحد الفرد الصمد من أن يخطر هذي ببالي ولو خاطراً أو حلماً.
وإن كنت أطمع بحسن ظنك بي أخي المكرم.
- كل ما أردته، الرد على النصارى الذين يزعمون أن الآية تنص بوضوح على أن الإسلام أصله مسيحي ويحب المسيحيين...

http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=3485


ولكي أقول لهم: إن الآية تدينكم لا توافقكم فهم يرفضون أن نناديهم (نصارى) ومن ثم لا تنطبق الآية عليهم، لأن الآية تتحدث عن (الذين قالوا إنا نصارى). وهؤلاء يرفضون (القول إنا نصارى) بل يقولون (نحن مسيحيين).

إذن أخي المكرم.. نحن نتحدث عن قضية محددة وهي : هل ينطبق قوله تعالى: " الذين قالوا إنا نصارى " على المسيحيين الحاليين الذين يرفضون أن يقولوا : " إنا نصارى " ؟

هذا ما أرجو منكم التكرم بالرد عليه.

============
تعقيبات سريعة:

اقتباس:
-------------

( وبطرس اللذان كانا من أشد الموحدين ) :
فهل " بطرس " - صاحب أحد أناجيل القوم - كان كذلك ؟؟؟


------------

لا أعلم إنجيلاً اسمه إنجيل بطرس ... أرجو التكرم ببيانه.
أما الحكم على عقيدة الحواريين (تلاميذ المسيح عليه السلام) لا يمكننا التأكيد عليها اعتماداً على كتب القوم، لأنهم حرفوها فمن الممكن أن يكون يعقوب أو برنابا أو بطرس أو يوحنا... موحدون لكن القوم شوَّهوا عقيدتهم.
فإن شوهوا تاريخ المسيح عليه السلام وقاموا بتحريفه ، أيعجزون عن تشويه تاريخ تلاميذه ؟!
وأكرر مرة أخرى: لا يعنيني الحكم على الأشخاص (وأكلهم إلى الحكم العدل سبحانه وتعالى) بقدر ما يعنيني الحكم على العقائد والأقوال.

اقتباس:
--------------------

و لم تذكروا إنكارا لأصل زعم أو زيف مجرد وجود " الإبن " ؟؟؟
----------------
آسف أخي الكريم فقد كنت معتمداً على حسن الظن بي!!
على كل حال أقول: " أنا والله الذي لا إله إلا هو أنكر وجود (الابن) وأعتقد بأن كل من قال به فهو خالد مخلد في النار لا يقبل الله له صرفاً ولا عدلاً ".

اقتباس:
--------------

أترك علاجه للإخوة مشرفي الملتقى ،
------------------
وأنا وقاف عند حكمهم، وأشهِدُ الله بأني أحبهم كلهم في الله وأسأله عز وجل أن يعصمنا جميعاً من الشطحات وسوء الظن ... والأهم: فهم قاعدة: ((الحكم على الشيء فرعٌ عن تصوره ))

اقتباس:
------------------

كلما كان (المسيحي) أقرب إلى (النصرانية) كان أقرب مودة إلى المسلمين .)) .

فأي " نصرانية " هذه يدعو إليها تلميحا و تلويحا لا تصريحا

--------------
يعلم الله أخي المكرم كم أفنيت من عمري شهوراً وليالي وأنا أدافع عن القرآن الكريم ضد (النصرانية) والله الأعلم كم حرمت نفسي وأولادي من شهوات هذه الدنيا بل وضرورياتها وعرضت نفسي لمختلف المخاطر .. من أجل تتبع شبهاتهم حول القرآن الكريم والرد عليها ...
لن أطيل الحديث عن نفسي ولكن: رحم الله امرءاً جب الغيبة عن نفسه.. وأما بنعمة ربك فحدث.
وأسألُ الأجر من العلي القدير يوم لا ينفع مال ولا بنون ...

وأسألك أخي: ما تفسير الآية الكريمة إذاً... الآية قالت إن أقربهم مودة الذين قالوا إنا نصارى ... فهل يدعو إلى النصرانية كل العلماء الذين فسروا الآية الكريمة بأنها (لا تخص نصارى نجران في زمن النبي صلى الله عليه وسلم) لأن العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب ؟

ولا حول ولا قوة إلا بالله.


أكرر أخي المكرم.. نحن نتحدث عن قضية محددة وهي : هل ينطبق قوله تعالى: " الذين قالوا إنا نصارى " على المسيحيين الحاليين الذين يرفضون أن يقولوا : " إنا نصارى " ؟

هذا ما أرجو منكم التكرم بالرد عليه.

مع محبتي
 
أخي العزيز أكرمكم الله
معذرة لكم لما سببه سهوكم عن الإنكار أو الاستدراك على القول ب [ صلب يسوع ] و غيره ،
و أما " بطرس " : فلم أشغل نفسي بمعرفته ، و كون أن ليس هناك إنجيل باسمه فهذا أمر لا يقدم و لا يؤخر ، و ما سمعته عنه أنه قسيس أو " قديس " لديهم اليوم ، و لم " يقدسوه كونه " موحدا " ، و هذا بيّّّّن ، و على أي حال فهو كما قيل " علم لا ينفع و جهل لا يضر " في مسألتنا تلك ،
هذه واحدة

- و أما سؤالكم لي و قولكم : ( أكرر أخي المكرم.. نحن نتحدث عن قضية محددة وهي : هل ينطبق قوله تعالى: " الذين قالوا إنا نصارى " على المسيحيين الحاليين الذين يرفضون أن يقولوا : " إنا نصارى " ؟

هذا ما أرجو منكم التكرم بالرد عليه ).فقد قمتم أنتم بالرد عليه في أول مقالتكم المعنونة ب " فهم جديد " ، قلتم :
( فالذين نسميهم ( نصارى ) يرفضون أن تنادي أحدهم ( يا نصراني ). بل يقول بفخر واعتزاز ( أنا مسيحي ).

وحاول أن تخاطب نصرانياً في أي منتدى حوار ديني ستجد سيل الانتقادات وردود الفعل المتشنجة...
نحن لسنا نصارى... بل مسيحيين.

هنا وجه الإعجاز في الآية الكريمة: الأقرب مودة لنا هم الذين قالوا إنا نصارى.

أيضاً: لما كان أولئك القوم ((((( يستكبرون ))))) عن التعبير بـ " إنا نصارى "

إذن: الآية الكريمة لا تعنيهم..)
- إذن : الآية الكريمة لا تعنيهم..) كما قلتم أنتم ، و هو في ذاته كاف في الرد عليهم من هذه الحيثية ،
فإذا كان هؤلاء ال( إنا نصارى ) - كما ذكرتم أنتم - و كذا يرفضون أن يقال لهم ( يا نصارى ) :فكيف لهم أن يستدلوا بما جاء في " النصارى " ؟
- و أما من حيث انطباق ما جاء في تلك الآية عليهم - بصرف النظر عن أقوالهم تلك - فقد تقدم بيان أنها نزلت في قوم آمنوا فعلا و حقا و صدقا بنبوةرسول الله محمد صلى الله عليه و سلم ،

* فإن كانت هناك شبهة عرضت أو أثيرت ، فأود بيانها ،
و فقني الله و إياكم للسداد و الرشاد
 
شكراً لك مرة أخرى أخي..

بعث أحد غير المسلمين برسالة مطولة معقباً فيها على الموضوع، كتب فيها مقدمة طويلة عن الوحدة الوطنية .. الخ
(( وزعَمَ )) أن المسلمين يحرِّفون (أدلة) !! النصارى ـ التي نعدها شبهات ـ الكثيرة في الأصل المسيحي للقرآن من القرآن.

وهنا الخطورة إخوتي.. الاستدلال من القرآن على الأصل المسيحي له.. والانطلاق منه لمخاطبة عوام المسلمين وهم أكثر الموجودين في غرف المحادثة على الإنترنت كما أشار الفاضل د. أبو بكر خليل.. وهو صادق في هذا.
وهم يعتمدون في ذلك على ضعف التأصيل الشرعي ـ بشكل عام ـ عند المسلمين وفهم القرآن الكريم ـ بشكل خاص ـ في هذا الزمن.. زمن الفتن المتتالية كقطع الليل المظلم.

ملخص أدلته دليل واحد هو أنَّ: (مِن) في قوله تعالى: " إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ " [النساء: 171] تبعيضية.

وللتسهيل أكثر ـ بما أنه ثبت أن غير المسلمين يطلعون على الملتقى ـ وحرصا على الموضوعية العلمية أذكر موضع الشاهد من شبهته..

-----------------

السيد عبدالرحيم ....................................
وذكرت في هامش2 في رد 8 أن المسيحيين يعتمدون في إثبات الاصل المسيحى للقران على اية واحدة واغفلت الاية الاهم وهى إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ
,, هذا المسيح النازل من السماء لم يأت من زرع بشر ونتاج الشهوة بل جاء من الله فهو كلمة الله وروحه، وقد تجسد في شكل إنساني بمعجزة فريدة من نوعها, وأصبح صورة الله غير المنظور وليجعله منظوراً في شخصه المبارك, ولن يستطيع أحد من البشر أن يتوصل لمعرفة الله إلا بالمسيح لأنه هو والله واحد


------------------



وللرد عليه بحثت في الإنترنت (اللغة التي يفهمها) ووجدت الرد الجميل في موقع الشبكة الإسلامية وهذا ملخصه:

كلمة الله " مركبة من كلمتين: " كلمة " و " الله ". فهي مركَّبة من مضاف ومضاف إليه؛ وإذا كان الأمر كذلك، فإما أن نقول: إن كل مضاف لله تعالى هو صفة من صفاته، أو نقول: إن كل مضاف لله ليس صفة من صفاته. وبعبارة أخرى، إما أن نقول: إن كل مضاف لله مخلوق، أو إن كل مضاف لله غير مخلوق.
وإذا قلنا: إن كل مضاف لله صفة من صفاته، وهو غير مخلوق، فإننا سنصطدم بآيات في القرآن، وكذلك بنصوص في الإنجيل، يضاف فيها الشيء إلى الله، وهو ليس صفة من صفاته، بل هو مخلوق من مخلوقاته، كما في قوله تعالى: " نَاقَةُ اللَّهِ" [الأعراف:73] وكما نقول: " بيت الله "، و " أرض الله ".. وغير ذلك.
وإذا عكسنا القضية وقلنا: إن كل مضاف لله مخلوق، فإننا كذلك سنصطدم بآيات ونصوص أخرى؛ كما نقول: " علم الله "، و "حياة الله "، و " قدرة الله ".. إذن لا بد من التفريق بين ما يضاف إلى الله ؛ فإذا كان ما يضاف إلى الله شيئًا منفصلاً قائمًا بنفسه، كالناقة والبيت والأرض فهو مخلوق، وتكون إضافته إلى الله تعالى من باب التشريف والتكريم؛ أما إذا كان ما يضاف إلى الله شيئًا غير منفصل، بل هو صفة من صفاته، فيكون من باب إضافة الصفة إلى الموصوف. ومن البديهي أن يكون هذا غير مخلوق، إذ الصفة تابعة للموصوف ولا تقوم إلا به، فلا تستقل بنفسها بحال.
وإذا عدنا إلى الجزء الذي معنا هنا فإننا نجد أن (كلمة الله) هي من باب إضافة الصفة إلى الموصوف، فـ (الكلمة) هي صفة الله تعالى، وليست شيئًا خارجًا عن ذاته حتى يقال إن: المسيح هو الكلمة، أو يقال: إنه جوهر خالق بنفسه كما يزعم النصارى.
فخلاصة هذا الوجه أن (كلمة الله) صفة من صفاته، وكلامه كذلك، وإذا كان الكلام صفة من صفاته فليس هو شيء منفصل عنه، لما تقرر آنفًا من أن الصفة لا تقوم بنفسها، بل لا بد لها من موصوف تقوم به. وأيضًا فإن ( كلمة الله ) ليست هي ـ بداهة ـ جوهر مستقل، فضلاً عن أن تتجسد في صورة المسيح، كما يزعم النصارى.
ثانياً : إن أبى المعرضون ما سبق، وقالوا: بل المسيح هو (الكلمة) وهو الرب، وهو خالق وليس بمخلوق، إذ كيف تكون الكلمة مخلوقة ؟ فالجواب: إذا سلمنا بأن المسيح هو (الكلمة) وهو الخالق، فكيف يليق بالخالق أن يُلقى ؟! إن الخالق حقيقة لا يلقيه شيء، بل هو يلقي غيره، فلو كان خالقًا لَمَا أُُلقي، ولَمَا قال الله تعالى: " وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا ".
ثالثاً: إن المراد من (كلمة الله) يشتمل على معنيين، كلاهما صحيح، ولا يعارض أحدهما الآخر:
الأول: أن قوله: " وَكَلِمَتُهُ " الكلمة هنا من باب إضافة الصفة إلى الموصوف؛ ومعنى الآية على هذا: أن كلمة الله - التي هي صفته - ألقاها إلى مريم عليها السلام لتحمل بعيسى عليه السلام، وهذه الكلمة هي الأمر الكوني الذي يخلق الله به مخلوقاته، وهي كلمة: " كن" ولهذا قال تعالى في خلق آدم: " إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ " [آل عمران:59] كما أن آدم عليه السلام خُلِق بكلمة: " كن" فكذلك عيسى عليه السلام ، فـ(الكلمة) التي ألقاها الله إلى مريم هي كلمة: " كن". وعيسى عليه السلام خُلق بهذه (الكلمة) وليس هو (الكلمة) نفسها.
المعنى الثاني: أن قوله (كلمته) هو من باب إضافة المخلوق إلى خالقه، فـ (الكلمة) هنا عيسى عليه السلام ، وهو مخلوق لأنه منفصل، وقد سبق بيان أن إضافة الشيء القائم بذاته إلى الله تعالى، هو من باب إضافة المخلوق إلى خالقه، فيكون المراد بـ (الكلمة) هنا عيسى، وأضافه الله إلى نفسه تشريفًا له وتكريمًا. فإن قلتم: كيف يسمي الله تعالى عيسى (كلمة) والكلمة صفة لله ؟ فالجواب: أنه ليس المراد هنا الصفة، بل هذا من باب إطلاق المصدر، وإرادة المفعول نفسه، كما نقول: " هَذَا خَلْقُ اللَّهِ" [لقمان: 11]، ونعني: هذا مخلوق الله؛ لأن خلق الله نفسه فعل من أفعاله، لكن المراد هنا المفعول، أي المخلوق، ومثل ما تقول أيضًا: " أَتَى أَمْرُ اللَّهِ" [النحل: 1]، يعني المأمور، أي ما أمَرَ الله به، وليس نفس الأمر، فإن الأمر فعل من الله تعالى.
والمعنى الثاني للآية راجع ـ عند التحقيق ـ إلى المعنى الأول؛ فإننا إذا قلنا: إن عيسى (كلمة الله) بمعنى أنه نتيجة (الكلمة) ومخلوق بـ (الكلمة) فهذا يدل على (الكلمة) أساسًا، وهو فعل الله، ويدل على عيسى عليه السلام ، وهو الذي خُلق بـ (الكلمة).
فحاصل هذا الجزء من الآية أن (كلمة الله) تعالى ألقاها الله إلى مريم، وكانت الكلمة هي أمر التكوين، أي قوله: " كن " فكان عيسى عليه السلام ، ومن هنا صح إطلاق الكلمة على عيسى من باب إطلاق المصدر على المفعول، وكما يسمى المعلوم علمًا، والمقدور قدرة، والمأمور أمرًا، فكذلك يسمى المخلوق بالكلمة كلمة.
هذا جواب ما يتعلق بالجزء الأول من الآية، أما الجزء الثاني، وهو قوله تعالى: " وَرُوحٌ مِنْهُ " فليس فيه أيضّا دلالة على ألوهية المسيح أو بنوته، وبيان ذلك فيما يلي:
أولاً: إن قول الله سبحانه: " وَرُوحٌ مِنْهُ " ليس فيه ما يدل على أن عيسى جزء من الله تعالى، أو أن جزءًا من الله تعالى قد حلَّ في عيسى؛ وغاية ما في الأمر هنا أننا أمام احتمالين لا ثالث لهما: فإما أن نقول: إن هذه (الروح) مخلوقة، وإما أن نقول: إنها غير مخلوقة؛ فإذا كانت الروح مخلوقة، فإما أن يكون خلقها الله في ذاته ثم انفصلت عنه، ولهذا قال عنها: " منه " أو خلقها الله في الخارج؛ فإذا كانت هذه الروح غير مخلوقة، فكيف يصح عقلاً أن تنفصل عن الله تعالى لتتجسد في شخص بشري ؟ وهل هذا إلا طعن في الربوبية نفسها، لتجويز التجزء والتبعض على الخالق جل وعلا؛ وإذا كانت الروح مخلوقة، وخلقها الله في ذاته ثم انفصلت عنه، فهذا معناه تجويز إحداث الحوادث المخلوقة المربوبة في ذات الإله سبحانه، وهذا عين الإلحاد والزندقة، أما إذا كانت الروح مخلوقة وخلقها الله في الخارج، فهذا يدل على أن الله تعالى خلق الروح، ونفخها في مريم، ليكون بعد ذلك تمام خلق عيسى عليه السلام ومولده، وهذا هو عين الصواب، أما ما سوى ذلك فهو مجرد ترهات تأباها الفِطَر السليمة، فضلاً عن العقول المستقيمة.
ثانيًا: ما دمتم تقرِّون أنه ليس ثمة أحد يحمل صفات الألوهية أو البنوة لله تعالى إلا المسيح عليه السلام ، وتستدلون على ذلك بقوله تعالى: " وَرُوحٌ مِنْهُ " فحينئذ يلزمكم أن تقولوا: إن آدم أحق بالبنوة من عيسى ـ عليهما السلام ـ، حيث قال الله في آدم عليه السلام : " سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي" [الحجر:29] ولا شك أن القول بهذا حجة عليكم لا لكم؛ فإذا كان قوله سبحانه: " مِنْ رُوحِي " في حق آدم معناه الروح المخلوقة، وأن هذه الروح ليست صفة لله عز وجل، فهي كذلك في حق عيسى، إذ اللفظ واحد، بل إن الإعجاز في خلق آدم بلا أب ولا أم أعظم من الإعجاز في خلق عيسى بأم بلا أب، وحسب قولكم يكون آدم حينئذ أحق بالبنوة والألوهية من عيسى، تعالى الله عن ذلك علوًا كبيراً.
ثالثاً: لو سلمنا بأن الروح في الآية هي جزء من الإله، فهذا يقتضي أن يكون في الإله أقنومان - حسب اعتقاد النصارى - أقنوم الكلمة، وأقنوم الروح، وفي هذا تناقض في موقف النصارى، إذ إنهم لا يقولون إلا بأقنوم (الكلمة) ولا يقولون بأقنوم (الروح).
رابعاً: لو كان معنى " مِنْهُ " أي: جزء من الله تعالى، لكانت السماوات والأرض وكل مخلوق من مخلوقات الله جزءاً من الله سبحانه وتعالى؛ ألم يقل الله تعالى: " وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مِنْهُ " [الجاثية:13] وقال تعالى: " وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ " (النحل:53) ؟
إن معنى " مِنْهُ " وفق السياق القرآني، أي: منه إيجادًا وخلقًا، فـ " من" في الآية لابتداء الغاية، وليس المعنى أن تلك الروح جزء من الله تعالى عما يشركون علواً كبيراً ".

وللتتميم أقول لك
يعرف كتابك المقدس (الذي تؤمن أنت به) إضافة الروح إلى الرب إضافة تشريف، انظر مثلاً النصين التاليين: " يا ليت كل شعب الرب كانوا أنبياء، إذا جعل الرب روحه عليهم" [سفر العدد 11/29]. " يقول الله: ويكون في الأيام الأخيرة إني أسكب من روحي على كل بشر، فيتنبأ بنوكم وبناتكم ويرى شبابكم رؤى ويحلم شيوخكم أحلاماً " [سفر الأعمال 2/17].

==========
ثم دعاني في النهاية لدخول النصراينة.. بكلام شاعري يدندن حول الراحة والسعادة في الدنيا والملكوت (بزعمه).
وهذا ليس غريباً في رسائل كهذه ولكن الغريب فيها استشهاده ( دون أمانة علمية ) بتوقيعٍ للطبيب الحبيب الأخ الفاضل د. هشام عزمي في منتدى التوحيد
وهو: " لا ترد على أحد جواباً حتى تفهم كلامه، فإن ذلك يصرفك عن جواب كلامه إلى غيره، ويؤكد الجهل عليك. ولكن افهم عنه، فإذا فهمته فأجبه. ولا تعجل بالجواب قبل الاستفهام، ولا تستح أن تستفهم إذا لم تفهم، فإن الجواب قبل الفهم حُمْق ". [جامع بيان العلم لابن عبد البر1/148].

وسبحان الله !
 
هاتان شبهتان -و ليست شبهة واحدة - و لا أدري ما الصلة بينهما ؟ :
1 -فإحداهما - كما ذكرت أنت - : الادعاء الباطل بالأصل " المسيحي " للقرآن الكريم ،و هذا بطلانه بيّن ، فكل ما في القرآن الكريم ينقض و يناقض " أصول الإيمان المسيحي " من نفي للقول "بالتثليث " في الآلهة - و إنما هو إله واحد لا شريك له و لا شبيه ، سبحانه - و كذا نفي البنوة
له ، تعالى الله عن ذلك ، ثم نفي الإيمان عمن لم يؤمن برسالة النبيّ محمد صلى الله عليه و سلم .

2 - و الثانية : زعمهم بان عيسى عليه السلام ابن الله . افتراء على الله .

************************************************
و للرد على ذلك - و بيان البهتان فيما اعتقدوه ، و البطلان فيما ادعوه مؤيدا لهم من القرآن بزعمهم - نقول لهم :إن ما احتججتم أنتم به حجة عليكم ، و ليس حجة لكم فيما ادعوتموه ، فاقرأوا تلك الآية من أولها وكذا الآية التي بعدها ( و هما الآيتان 171 ، 172 من سورة المائدة ) ففيهما وحدهما نقض لكل
زعمهم و معتقدهم ، قال اللِه عزَ و جلَ مخاطبا أسلافهم و من لحقهم على ملتهم تلك :

{ يا أهل الكتاب لا تغلوا في دينكم و لا تقولوا على الله إلا الحق ، إنما المسيح عيسى ابن مريم رسول الله و كلمته ألقاها إلى مريم و روح منه ، فأمنوا بالله و رسله ، و لا تقولوا ثلاثة ، انتهوا خيرا لكم ، إنما اللَه إله واحد ، سبحانه أن يكون له ولد ، له ما في السماوات و ما في الأرض، و كفى باللَه وكيلا * لن يستنكف المسيح أن يكون عبدا للَه و لا الملائكة المقربون ، و من يستنكف عن عبادته و يستكبر فسيحشرهم إليه جميعا * }،
ثم بيَن اللَه عقب ذلك مباشرة مصير المؤمنين و مصير هؤلاء الكافرين المعاندين ، فقال سبحانه :

{ فأما الذين أمنوا و عملوا الصالحات فيوفيهم أجورهم و يزيدهم من فضله ، و أما الذين استنكفوا و استكبروا فيعذبهم عذابا أليما و لا يجدون لهم من دون اللَه وليا و لا نصيرا } . . [ سورة النساء : 173 ]
صدق الله العظيم

****************************************************

و أود أن أشير على الإخوة بعدم ملاءمة هذه الموضوعات للنقاش في هذا الملتقى ، و إنما هناك منتديات خاصة بالرد عليهم و محاورتهم ، مثل ما ذكر عن " منتدى التوحيد " ، و فيه قسم عن " النصرانية " ، و رابطه لمن لا يعرفه :

http://www.eltwhed.com/vb/forumdisplay.php?f=2
* و نصيحة غالية ثبَتتها إدارة ذلك المنتدى ، أحسبها ضرورية لكل من يرتاد " منتديات الحوار الديني " و " غرف البالتوك " و المحادثة " الشات " أن يعوا :

[ ناظر وأنت مؤهل ، وحاور وأنت مؤمل ]
 
فائدة

فائدة

نماذج من تحريفات العلمانيين والعصرانيين لنصوص الكتاب الكريم
 
الله أكبر ما أروع أمتي ، حقاً أنها تستحق أن تكون أمة إقرأ .
 
عودة
أعلى